مشاهدة النسخة كاملة : دعوة لم تكتمل
أحمد عيسى
01-07-2009, 11:04 PM
المساء ..
الرهبة التي تخالجه كل ليلة .. الخوف الكامن المتشظي بالأعماق .. ممن ؟
أهو الموت ؟ أم هي الغربة .. أم هو الضياع فحسب .. ؟
يغلق كافة النوافذ التي كانت مفتوحة على شاشة حاسوبه .. بغثها وسمينها .. يمسك بجهاز التحكم عن بعد ، يغير القمر من الطائر الحار إلى النيل ، يفتح قناة الرحمة ، ثم يغلق التلفاز ..
مشهد يتكرر كل ليلة ، جهاز الراديو يدوي بصوت عبد الباسط ، وهو متمدد على فراشه ، يحدق في السقف بارتياع .. ثم ضباب أمام ناظريه ..
.....
ها هو أمام المنزل الذي دعاه صاحبه لتناول طعام العشاء ..
يدخل فيجد الناس كثر ، كلهم جوعى ، كلهم ينتظرون ما يقدم لهم ، كلهم متلهفون ...
لكن المفاجأة التي لم تهزه كانت حين جاء الخادم ليقول لهم أن صاحب المنزل ليس هنا ، وأن الدعوة ملغاة ، وأن عليهم كلهم " من غير مطرود " أن يغادروا المنزل ..
يخرج الجمع والحسرة تتبدى على ملامحهم ..
ثم يتذكر أحدهم أن الدعوة كانت في منزل آخر أيضاً .. وهو قريب
يرافق الجمع إلى هذا المنزل لتكون الحكاية واحدة .. صاحب المنزل ليس هنا .. ويدعوكم بأدب ، ولطف أن تغادروا منزله ..
ذات الموقف يتكرر في منزل ثالث ورابع ..
ثم يصمم هو على الدخول ، يصمم على الجلوس ، ثم يصمم أكثر على عدم الخروج ..
لو سمحت يا سيدي ..
أرجوك أن تخرج
أستميحك عذراً أن تغادرنا ..
وهو جالس على الأريكة
- هل أبلغ الشرطة يا سيدي ؟
وهل تقدر ؟
ينزوي الخادم حين يسمع نداء من سيده ..
فيراه بملامحه السوداوية يقترب رويداً رويداً ..
- فهل أزعجناك أي صديقي حين طلبنا منك أن تغادر منزلنا ؟
هز رأسه أن نعم ..
- إذن فاعلم أنك تزعجنا كل ليلة حين تصر على إحضارنا ثم تركلنا خارج عالمك بكل قسوة ..
نحن أبناء فكرك ، شياطين عقلك ، أسياد لذتك .. نحن من نهرول إليك فتركلنا كل ليلة ..
فان كنت ترفضنا فلم توجه الدعوة إلينا أصلاً .. لم تفتح لنا الباب ؟ لم ترسل رسائلك أن تعالوا ؟
اخترنا واحسم قرارك أي سيدي ، فإننا نتلهف لانتقام قريب ..
خياله السوداوي يختفي .. يتلاشى
والسقف على حاله لكن الارتياع قد ازداد ..
يتجه ليطفئ الراديو ، يدير بصره الملتاع بين صوت القرآن المنبعث من الراديو وبين صوت لذته في جهاز التحكم عن بعد الملقى على الطاولة .
يتوقف في منتصف المسافة ..
ويفكر قليلاً ..
أي حيرة هذه ..
ثم يسرع أكثر نحو أحدهما وقد اتخذ القرار الأخير ..
*****
غزة
مارس 2009
سعيدة الهاشمي
02-07-2009, 01:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المبدع أحمد عيسى،
كلنا تمر علينا مثل هذه اللحظة، كنت أحب أن أعرف قراره الأخير، لكن جميل منك أن تترك
للمتلقي استنادا لما سبق من أحداث أن يستخلص النهاية.
أخي أحمد، قصتك مفتوحة على عدة تأويلات وإن كنت تقصد بها شيئا معينا فإن القارئ يرى فيها
عدة أشياء.
دمت بإبداع، احترامي وتقديري.
مصطفى السنجاري
03-07-2009, 10:01 AM
.... الرائع أحمد عيسى
فيك احساس القاص القناص
أبدعت دم باحترامي وتقديري
مصلح أبو حسنين
05-07-2009, 03:41 PM
جميل قصك يا أحمد
وقد أخذتنا إلى حيث الزهو والعلو من بعضنا على بعضنا واحتقار ما هو أدنى في الاعتقاد
فاليوم الذي ندعى فيه يجب علينا أن نلبي
ولما كانت تلك هي النتيجة كان لا بد من قرار هو عندك
تقديري وودي
هيثم السليمان
06-07-2009, 12:31 PM
جميل هذا التشوق الذي رسمته منذ بدء القصّة
والرمز المفتوح أعطى للمتلقّي خيالاً واسعاً , وحريّة في اختيار الفكرة المرادة
كما أنّ النهاية المفتوحة وسّعت من دائرة الاحتمالات التي تعطي كلّ قارئ ما يريد
شكراً لك
عبدالرحمان بن محمد
11-07-2009, 11:36 PM
لن نبحث عما كان قرار بطل قصتك الأخير، بقدر ما وجب أن نفهم نحن طريق مستقبلنا
فنسلك أحسنه..
فهما طريقين اثنيين لا غيرهما
طريق الخير، وطريق الشر
طريق النفس اللوامة، وطريق النفس الأمارة
طريق الجنة ، وطريق النار
وبين هذا وذاك طريق خلط أصحابه السيئ بالصالح عسى الله يتوب عليهم..
أبدعت أخي الكريم
وفقك الله لاتخاذ القرار الأفضل
عبد الرحمان
أحمد عيسى
12-07-2009, 11:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المبدع أحمد عيسى،
كلنا تمر علينا مثل هذه اللحظة، كنت أحب أن أعرف قراره الأخير، لكن جميل منك أن تترك
للمتلقي استنادا لما سبق من أحداث أن يستخلص النهاية.
أخي أحمد، قصتك مفتوحة على عدة تأويلات وإن كنت تقصد بها شيئا معينا فإن القارئ يرى فيها
عدة أشياء.
دمت بإبداع، احترامي وتقديري.
الأستاذة الفاضلة سعيدة
قراءتك جاءت واعية جداً للنص وكنت على مستوى قريب جداً من فهم المراد
أشكرك لحسن قراءتك
دمت دوماً بكل الخير
أحمد عيسى
12-08-2009, 06:28 AM
.... الرائع أحمد عيسى
فيك احساس القاص القناص
أبدعت دم باحترامي وتقديري
الأستاذ الشاعر الكبير : مصطفى السنجاري
روعتك لمحتها في قلبك الكبير ..
أسعدني تواجدك هنا ورأيك الذي أثلج صدري ..
تحيتي اليك على الدوام
تقبل مني أجمل التحايا وباقات الورود
د. سمير العمري
19-12-2013, 07:26 PM
قصة رائعة بأسلوبها ورمزيتها وطريقة طرحها الفلسفي والنفسي رغم أنها قصة قديمة.
أنت قاص بالفطرة يا أحمد ويمتعني جدا متابعة نصوصك الرائعة.
تقديري
أحمد عيسى
20-12-2013, 12:12 PM
جميل قصك يا أحمد
وقد أخذتنا إلى حيث الزهو والعلو من بعضنا على بعضنا واحتقار ما هو أدنى في الاعتقاد
فاليوم الذي ندعى فيه يجب علينا أن نلبي
ولما كانت تلك هي النتيجة كان لا بد من قرار هو عندك
تقديري وودي
الأديب القدير : مصلح أبو حسنين
يبدو أنني مقصر فعلاً في تقدير من ردوا على نصوصي
ذكرني أبا حسام بهذا الموضوع القديم حين رفعه
الشكر موصول له
ولحضرتك على هذا الدخول البهي
شكراً لك بحجم عطائك
أحمد عيسى
20-12-2013, 12:13 PM
جميل هذا التشوق الذي رسمته منذ بدء القصّة
والرمز المفتوح أعطى للمتلقّي خيالاً واسعاً , وحريّة في اختيار الفكرة المرادة
كما أنّ النهاية المفتوحة وسّعت من دائرة الاحتمالات التي تعطي كلّ قارئ ما يريد
شكراً لك
الزميل الأديب : هيثم السليمان .
الأجمل هو وجودك هنا وقراءتك الجميلة للنص
سعدت أن الفكرة قد وصلت
وأن قراءتك قد أحاطت بها
تقديري لك
أحمد عيسى
20-12-2013, 12:15 PM
لن نبحث عما كان قرار بطل قصتك الأخير، بقدر ما وجب أن نفهم نحن طريق مستقبلنا
فنسلك أحسنه..
فهما طريقين اثنيين لا غيرهما
طريق الخير، وطريق الشر
طريق النفس اللوامة، وطريق النفس الأمارة
طريق الجنة ، وطريق النار
وبين هذا وذاك طريق خلط أصحابه السيئ بالصالح عسى الله يتوب عليهم..
أبدعت أخي الكريم
وفقك الله لاتخاذ القرار الأفضل
عبد الرحمان
الأستاذ الفاضل : عبدالرحمن
لم تقرأ النص جيداً فحسب ، لكنك أيضاً استوعبت بشكل كامل الرسالة الكامنة خلف حروفه
فهم طريق المستقبل
واتخاذ القرار السليم ، قبل الفعل وليس بعده
تحيتي أيها المبدع
وكل الود
أحمد عيسى
20-12-2013, 12:17 PM
قصة رائعة بأسلوبها ورمزيتها وطريقة طرحها الفلسفي والنفسي رغم أنها قصة قديمة.
أنت قاص بالفطرة يا أحمد ويمتعني جدا متابعة نصوصك الرائعة.
تقديري
أستاذنا القدير وأمير الواحة ونجمها دكتور سمير العمري
ردودك وسام على صدري ، شهادات أعتز بها ، وكلها أحتفظ بها ، ويكفي مجموعتي القصصية الأولى فخراً أنها جاءت بتقديم منك
شكراً لك ، لأن قلبك الكبير يتسع لنا جميعاً
تحياتي كلها
ربيحة الرفاعي
14-01-2014, 12:08 AM
ما لنا ولقراره الأخير! المهم أن يتخذ كلّ قراره، ولا جرم في الاستعانة بتجربة بطل نص قاصنا المبدع بما فيها من إشارات قويّة تصدح بالحق وتدعو إليه
طرح عميق بفلسفة واعية وأداء قصّيّ بديع
دمت والألق
تحاياي
خلود محمد جمعة
15-01-2014, 11:31 PM
الحياة قرار يعتمد على مسلكنا وتوجهاتنا
الصراعات ،التناقضات قد تؤخر في تنفيذ قراراتنا
لكن في النهاية يجب ان نقرر
رمزية عالية بسرد ممتع
دمت بخير
مودتي وتقديري
ناديه محمد الجابي
31-03-2014, 10:52 PM
العمر يمضي .. فموقف ..فقرار .. فإما بعده جنة وإما بعده نار
أندرك ما لهذه اللحظة من أهمية في حياتنا ومصائرنا.
رائعة قصتك كما العادة بما تحمل من فكر وفلسفة
أتابع قصصك بشغف ولا أملك إلا أن أبدي إعجابي
تحياتي وتقديري.
سامية الحربي
01-04-2014, 08:18 PM
قصة رمزية ذات أبعاد فلسفية و فكرية. كثيرا ما نجتر بعض الأحداث إلى حياتنا و عند مواجهتها تصعقنا تفاصيلها فنرتد على أدبارنا. دمت بخير وعافية. تقديري وتحياتي.
آمال المصري
23-12-2014, 01:31 PM
وظل بين النقيضين لم يحسم الأمر بعد .. ربما لضعف إرادته التي ساقته وراء شيطانه !
مازالت نصوصك تدفعني للبحث عن المزيد لثراء أفكارها وجمال بيانها وأدواتها
شكرا لك أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
أحمد عيسى
23-12-2014, 07:20 PM
ما لنا ولقراره الأخير! المهم أن يتخذ كلّ قراره، ولا جرم في الاستعانة بتجربة بطل نص قاصنا المبدع بما فيها من إشارات قويّة تصدح بالحق وتدعو إليه
طرح عميق بفلسفة واعية وأداء قصّيّ بديع
دمت والألق
تحاياي
الأديبة القديرة : ربيحة الرفاعي
من خاض صراعاً بين جانبيه الخير والشرير هو انسان جيد ، فيه بذرة الخير ، وكلنا هذا الرجل ..
المشكل أنه يعيش دائماً في صراع ، ولا يستقر على حال ، فان استقر على الخير كان خيراً له ،وان استقر على الباطل أساء الاختيار، حتى وان حظي براحة-وهمية -لباله
تقديري وخالص ودي وشكري لمرورك الكريم
أحمد عيسى
23-12-2014, 07:23 PM
الحياة قرار يعتمد على مسلكنا وتوجهاتنا
الصراعات ،التناقضات قد تؤخر في تنفيذ قراراتنا
لكن في النهاية يجب ان نقرر
رمزية عالية بسرد ممتع
دمت بخير
مودتي وتقديري
الزميلة القديرة / خلود محمد جمعة
سعدت بك وبهذا المرور الكريم ، وأسأل الله أن يكون دائماً قرارنا صائباً ، وأن يكون قرار ولاة أمورنا صائباً وأن يعيدهم جميعاً الى جادة الصواب ..
وأظن أنهم بعيداً عنها كل البعد ..
أحمد عيسى
23-12-2014, 07:29 PM
العمر يمضي .. فموقف ..فقرار .. فإما بعده جنة وإما بعده نار
أندرك ما لهذه اللحظة من أهمية في حياتنا ومصائرنا.
رائعة قصتك كما العادة بما تحمل من فكر وفلسفة
أتابع قصصك بشغف ولا أملك إلا أن أبدي إعجابي
تحياتي وتقديري.
الزميلة القديرة : نادية الجابي
يمضي العمر والقرار سيأتي لكن المصيبة أن نقضي العمر في انتظار القرار ، وكما نقول بالعامية (لا نطول جنة ولا نار )
تحياتي لك
أحمد عيسى
23-12-2014, 07:34 PM
قصة رمزية ذات أبعاد فلسفية و فكرية. كثيرا ما نجتر بعض الأحداث إلى حياتنا و عند مواجهتها تصعقنا تفاصيلها فنرتد على أدبارنا. دمت بخير وعافية. تقديري وتحياتي.
القديرة : غصن الحربي
سررت بك وبوجودك هنا ، تحياتي وتقبلي كل الود
أحمد عيسى
23-12-2014, 07:37 PM
وظل بين النقيضين لم يحسم الأمر بعد .. ربما لضعف إرادته التي ساقته وراء شيطانه !
مازالت نصوصك تدفعني للبحث عن المزيد لثراء أفكارها وجمال بيانها وأدواتها
شكرا لك أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
الزميلة القديرة : آمال المصري
نحمد الله أن هناك ضميراً يوقظنا كلما اتجهنا لمطاوعة شيطاننا ، هذا الضمير يجعل حياة المرء صعبة ، ويمنعه من التمتع بأي متعة حرام ، ولولاه لانغمسنا بلذاتنا ونسينا آخرتنا ..
سررت لرأيك الذي يعني لي الكثير
كوني بخير دائماً
وليد مجاهد
09-01-2015, 11:53 PM
قصة رمزية بأسلوب جميل ونهاية مفتوحة تساعد القارئ على تحكيم أخيلته بفهمها والاستفادة منها
تقديري
كاملة بدارنه
19-01-2015, 08:00 PM
هو الخيار الأصعب!
نهاية أعطت للقارئ الأفق الواسع ليتخيّل أهو الصّراع بين الحق والباطل أم الدنيا والدّين، أم العاطفة والعقل أم... ؟
قصّة جميلة الأسلوب والفكرة
بوركت
تقديري وتحيّتي
رويدة القحطاني
18-02-2015, 08:04 PM
تعجبني قصص النهايات المفتوحة، خصوصا عندما تكتب بفلسفة جميلة وأسلوب رمزي مشوق
أنت قاص مبدع
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir