تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صور قصصية



فائز حسن العوض
09-07-2009, 10:38 AM
اشكال أدبية شبيهة بالقصة القصيرة :-
المقال القصصي :-
وهو الشكل أشبه للقصة القصيرة ولن شكله وعظي وفي الغالب به خطاب ديني وإرشادي ، شبيه بخطبة الجمعة .
الصورة القصصية :-
وهي شبيهة بالقصة القصيرة ، لكنها تتطابق وإسمها ، فهي كالقصة ولكن ينقصها ( الحدث ) أو الأحداث ، وغالباً ما تكون وصفاً لمنظر طبيعي أو إحساس ، ولعدم وجود عنصر الحدث وهو
( أساسي ) في القصة القصيرة ، لذا فإنها ( الصورة القصصية ) تأتي في مرتبة أقل من القصة القصيرة وهي تشبه لوحة فنية لطبيعة صامتة أو كالصورة الفوتوغرافية حتي لو كانت ملونة .
مثال للصورة القصصية النماذج التالية :-
حين بدأت أكتب القصص القصيرة كتبت أشياء عرفت فيما بعد أنها صور قصصية وليست قصصاً قصيرة، لذا اردت أن افيد غيري ممن يكتبون القصص بإعطاء فكرة بسيطة عن هذا الفن وعموماً فالصورة القصصية قريبة الشبة بالقصة القصيرة ، وقد كانت الخطوة الثانية أو الثالثة في مراحل تطور القصة القصيرة حيث تبدأ بالمقال القصصي الذي ترفع عن المقال الديني ، والذي كان الهدف منه الوعظ والإرشاد ، فبعد أن كان الوعظ مباشراً في المقال الديني أصبح الشكل غير مباشر في المقال القصصي ، ثم اختفى الهدف الديني شيئاً فشيئا وصارت القصة القصيرة هداً لذاتها كفن ، هذا على مستوى الوطن العربي، اما في الغرب فقد فرضت شروط التطور السريع والتنكنولوجيا اللجوء للقصة القصيرة كضرورة زمانية وفنية .
أما أهم ما يميز الصورة القصصية عن القصة القصيرة ، انها تعتمد على التصور والوصف الخارجي دون استبطان وتعتمد على ظاهرية الحركة، والحدث فيها ضعيف نوعاً ما ، وقد لا يوجد بشكل واضح واقرب للصورة الإنطباعية، كما أن الإنفعال فيها ذاتي ، وهو حالة عاطفية أكثر منها ذهنية مركبة ، والإحساس بالصورة القصصية بسيط وفطير يميل أغلبه نحو الحب ، وقد يكون الكره أو الحزن نادراً .
وقد أوردت بعض النماذج لصور قصصية كتبتها في اوقات متفرقة ، ولعل البعض منها قدم عبر إذاعة كسلا والآخر يقرأه الناس لأول مرة
استهلال :
منذ وقت طويل وأنا أؤمن بحكمة كنت قد قرأتها ذات يوم مفادها ( ان التعساء حقاً هم من يبكون أصدقاءهم واحبتهم)
صورة رقم (1) يوسف الطيب
حين حدثوني عن رحيلك المبكر لم أصدقهم ، لكن عندما طالت غيبتك بدأ الشك يتسرب إلى قلبي بكيت، لشخصك الإنسان بكيت، لروحك كان أكثر البكاء ، لفقدك كل دموعي وأحزاني غلى يوم الدين .
صورة (2) ( الاسماك)
حين تفرح الأسماك فإنها تقفز في الهواء، وحين تموت فإنها تطفو على السطح . غريبة هي الاسماك حنينها للهواء حية وميتة .
صورة (3) ( قيثارة)
أوتاري خمسة ، أسمعها في صدري وعذبة الرنين ، وأنا فرحة بها أيما فرح ، لكنه سمى لي أوتاري : الحب ، الفرح ، المطر ، الشعب ، العشق .
الآن أسمعها ولا ادري لماذا يعتريني الحزن دائماً ؟
صورة (4) ( انتحار)
الانتحار ظاهرة ينفرد بها الإنسان بالدرجة الأولى ، ربما رفضاً لواقع أو هروباً من الحياة ولكن أن ينتحر حيوان فذلك سؤال كبير؟ فالحيتان تنتحر جماعياً وعلى الشواطئ المأهولة بالسكان ، ترى ماذا تود الحيان قوله .
صورة (5) الأطفال والحقيبة
الاشياء في حقيقتها بيضا ناصعة والأطفال وحدهم يعرفون حقيقة الاشياء فالسماء عندهم زرقاء صافية ، والارض عندهم غير مختلطة بالزرقة ، والمسافة بينهما تظل فراغاً أبيض في لوحاتهم .
صورة (6) غرق
ظل يرغب السفن المرتحلة للبعيد ويقول في نفسه: كل السفن مصيرها الغرق .. حين يستغرقه التفكير يقول مخاطباً نفسه .
متى أغرق أنا ؟
صورة (7) توبة
كم مرة احرقت دفاتري وتبت عن الكتابة، كم مرة هشمت أقلامي ومزقت دفاتري وأعلنت توبتي.. لكنني في كل مرة أعود أتمنى أن أموت بكفري بالكتابة .

سعيدة الهاشمي
11-07-2009, 03:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الفاضل فائز حسن العوض،

موضوع ثري استفدت منه حقا، أشكرك على طرحه.

متمنياتي لك باللتوفيق.

فائز حسن العوض
12-07-2009, 11:13 AM
الأستاذة الأديبة سعيدة الهاشمي


تحية بنكهة الأنناس وعطر القرنفل في وسط الغابة الإستوائية .
أولاً أشكرك علي الإطلاع والملاحظة والتعليق .
المقدمة التي كتبتها عن الأشكال النماذج الشبيهة بالقصة القصيرة ومنها المقال القصصي والصورة القصصية قصدت منها تنوير القراء ببعض التنويعات في الكتابة والغرض من ذلك زيادة المثاقفة وإثراء الحوار . لأني لاحظت أن الكثير من الكتاب يكتبون صور قصصية وأحياناً خاطرة وينسبونها للقصة القصيرة ، لذلك أردت توسيع الحوار والمشاركة وتعميق الفهم حول فنيات القصة القصيرة والفرق بينها وبنات عمومتها ، وسأواصل في تعميق الفهم بفنيات القصة القصيرة والفروقات بينها وبين الأخريات ( القصة القصيرة جداً ، القصة ، الرواية ، والخاطرة ، والمقال القصصي ) .
أشكرك جداً للمرة الثانية علي التعليق وما تهتمين به بين أفراد قسمك والمحاورة الجميلة التي تدل علي أنك بجد مشرفة هميمة .
لك مودتي وإحترامي .

فائز حسن العوض
12-08-2009, 01:17 PM
تشــــــــــــــكيل
بعد أن إمتص دخان سيجارته الصباحية ، والدخان ما زال داخل فمه ، خطرت له فكره بسيطة ... وضع لسانه بمنتصف تجويف فمه الملئ بالدخان ، تخيل الفكرة ودرسها ثم بدأ بتنفيذها !!
فتح فمه ليخرج الدخان في شكل حلقةٍ مجوفة تركها تصعد لسملء الغرفة وهو يشاهد نجاحها في شكل دائرةٍ دخانية .
في نهاية اليوم الأول كان ما يزال يري فيها دائرةً دخانية من عدة خيوط ، في اليوم الثاني رأى فيها أشياءً كثيرةً تتماهى لحروفٍ وأرقام ، ثم تتحول لأنثى في نهاية اليوم الرابع ، وفي الخامس صارت لوحةً تشكيلية وفي اليوم السادس قرأ فيها كلاماً كثيراً ، في العام الأول كانت قصة حياته كلها ... نجاحاته ... فشله ... إنهزامه ، في العام السادس وما تلاه من الأعوام صار نزيلاً بمستشفي المجانين ، ما يزال يقرأ سحابة الدخان بأفكارٍ جديدة كل مرةٍ !!!

صــــــــــدق
لأنه كان يكره الغش صار يرمي سنارته في البحر عاريةً من أي طعم ... يرفض أن يغش الأسماك ، كان يري الآخرين وهم يصيدون الأسماك ويصرخون فرحين كلما إصطادوا سمكةً !!!
ظل يرفض غش السمك وإكتفى بمتعة مشاهدة الآخرين يصطادونه وهو يلقي بسنارته الفارغة بعيداً ... وسط البحر فيصطاد أحياناً أكياس النايلون الغارقة في البحر وبعض الأحذية القديمة وبعض الهوام !!!
ما زال مصراً أن يكون صادقاً ... من غش الأسماك غش الناس !!!

إخــــــــــــتبار
أخذ الطبيب ورقةً ورش عليها بقع الحبر بشكلٍ عشوائي ثم قدمها إليه وسأله :-
ماذا تري ؟؟؟!!!
نظر إليها ملياً وأحنى رأسه يميناً ويساراً ... لأنه يعرف أن الطبيب يراقبه ويحاول أن يقرأ أفكاره ويفسر ما سيقوله ، مرر إصبعه متبعاً تعرجات الخطوط قال أشياءً كثيرةً لكنها ليست ما رآه !!!
تري لو قال الحقيقة سيصدقه أحد !!
إذاً فليقل أيَ شئٍ يصدقونه ... وليكن ؟؟؟!!!

حــــــــــب
كان يحبها وهو في الخامسة وهي في الرابعة !!!
ثم وهو في العشرين وهي في التاسعة عشر ، في الأربعين أحبها أكثر دون أن يراها أو يعرف عنها سوى أنها تزوجت وأنجبت عدداً من البنات والبنين ، في الخمسين ما زال حبه لها يكبر ... في التسعين ... إلي اليوم ما زال يحبها ... لا يعرف كم عمره الآن !!!

وفــــــــــاء
ثلاثة صديقات ... الأولي تزوجت ... لكن دون حب ... الثانية عاشت حياتها طولاً وعرضاً وأخيراً تزوجت من يحبها لأنها تؤمن بالحكمة القائلة ... ( حب من يهواه قلبك وتزوج من يحبك ) لأنه يبذل كل شئ ٍ في سبيل إسعادك ... الثالثة أحبت بكل قلبها وطاوعت حبها فلم يطاوعها ، رغم كل ذلك الحب تزوج من أحبها قلبه ولم تخلص له ... ضاعت هي ولم تتزوج .
غريبة ٌ هي الحياة لا تعرف الوفاء ولا تعرف الحب ...

فائز حسن العوض
09-05-2010, 09:10 AM
* الخريف والسنابل

وجاء الخريف باكراً كعادته في بعض السنين ... مطراً وفيراً طيباً ... في أغسطس بعيد زراعة الذرة حين دخل المشروع وسويقات الذرة الرفيعة ترتفع بضع سنتمترات عن سطح الأرض خُيَل إليه أنها جماعة ٌتصلي سجوداً ، وحين إنتصف سبتمبر وطالت سوق النباتات حتي منتصف طولها تقريباً خُيَل إليه أنهم راكعون في صلاتهم !!!. .. قبيل موسم الحصاد والسنابل تعلو سوقها بإنتظار الحصاد خالهم رفعوا عن الركوع !!!. .. اليوم وقد حصدت الحصادة معظم السنابل إلا ما تأخر نموه لما دون مقصها فبقي دون حصاد ودخل بعض الرعاة الحقل وصاروا يحصدون ما نسيته الحصادة .. وصاروا يجَزون السيقان الواقفة ويحزمونها لتعبر عليها بهائمهم أشهر الصيف والجفاف حتي موسم الزراعة القادم ، وكانت بعض البهائم ترعي العشب فوق سطح الأرض ، السيقان .. والبهائم .. وبقية السنابل الواقفة .. وبعض الرعاة وكلٌ في حركته تلك بدوا له كأنهم جماعة عقب الصلاة .. بعضهم راكع .. الآخر واقف .. وآخرون سجوداً .. بعضهم يلبس نعليه ..وبعضهم مسبوق بالصلاة !!!.
____________________________

* ما بين ... وبين !!!.

كانت الغابة تحيط نفسها بالأشواك والحيوانات المفترسة ... وبالليل تحيط نفسها بالظلام والخوف من كل شئ وبالليل المخملي السواد !!!.. مثل خيمة ٍ كبيرة ٍ تمنع الضوء عن من تحتها وتغمرهم ببرودتها ... كانت تهب ساكنها كل شئ .. العشب .. الماء في الغدران .. واللحم الطري لوحوشها المفترسة والعشب للغزلان .. كانت مكتفية ً بذاتها .. حتي نسورها وجوارحها لم تجع أو تعدم اللحم يوماً !! ... الجيف .. والنوافق من الحيوان ، ذات يوم ٍ مر بالغابة ِحطـَاب يحمل فأساً علي كتفه .. نظر الغابة وقاسها بعينيه .. ثم قدَر أنها تكفي خمسة أعوام ٍ من الزمن ، ستنبت أخريات هنا وهناك .. وغير بعيد عنها .. كانت أقدام المارة ترسم طرقاً وخطوطاً عبر الغابة .. كثيرة ٌ ولم يعد بالإمكان حصوها أو حصرها !!! بين فأس الحصاد وأقدام المارة وبعد أقل من ثلاثة أعوام رحلت الغابة وإلي الأبد !!! .

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

حـــــــــــــالة حب
في الصباح الباكر ضبطوهما معاً !!.. حالة سكر شديد وأفعال فاضحة !!.. كل منهما ملقية علي الأرض .. كل منهما تهذي بكلمات الحب والغزل ، النحلة كانت ثملة بأجمل قبلة من فم الزهرة العطرة !!.. والزهرة كانت مغمي عليها بطعم القبلة الأولي في حياتها !!..
أخذوهما لمخفر الشرطة وفتحوا لهما بلاغاً !!.. القاضي شطب البلاغ لعدم كفاية الأدلة !!.. الزهرة ماتت والنحلة طارت !!!!.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

حقــــــــــــــل القصب
حين مرت الريح بحقل القصب وتخللته ، خللت قصباته وإخترقته للجهة الأخري .. تفصصت الريح بفعل السيقان وكانت تأمل بإلتحامها مرة ً أخري بعد نهاية الحقل كما الماء إذا إعترضت مجراه صخرة ً ينفلق ثم يعود فيلتحم مرة ً أخري .. سيلا ً في مجرى . لكن الريح بعد مغادرتها حقل القصب ظلت مفصصة ً ولم تلتئم !!!... إذا إنحنت أحد الفصوص بإتجاه الأخريات علي أمل التوحد مرة ً أخري !!.. أجفلت الفصوص بنفس القدر ورفضت الإلتحام مرة ً أخري !!! ، .. كم مرة ٍ عبرت الريح حقل القصب !!!. ، .. كم مرة ٍ في اليوم الواحد !!! ... دون أن تعود متحدة ً كما كانت ، .. كم مرة ٍ سبحت فوق سطح البحر !!!. كم مرة ٍ عبرت فوق الجبل !!!. ، ... كم مرة ٍ إستحمت في مويجات النهر !!. دون أن تشعر بحالة الإنفصام تلك أو بحالة ٍ شبيهة .... كم أنت قاسي يا حقل القصب !!!!.

ربيحة الرفاعي
07-07-2012, 10:34 AM
موضوع قيم وصور قصصية ملفتة وقصص جميلة

ارفعها لاطلاع الأعضاء
وبانتظار تعليقات الأدباء

أهلا بك أديبنا الكريم ف يواحتك

تحاياي

آمال المصري
30-03-2013, 02:36 AM
صور قصصية بديعة ومقدرة عالية على الصياغة تمنيت لو تدرج منفردة لتحظى كلا منها بالاهتمام والنقد
بوركت أديبنا الفاضل واليراع
ةمرحبا بك في واحتك
تحاياي

نداء غريب صبري
23-04-2013, 01:41 AM
الصورة القصصية
عنوان جميل استفدت كثير من دراسة موضوعه
هل تندرج الصورة القصصية تحت بند الومضة الأدبية؟

شكرا لك أخي

ناديه محمد الجابي
06-01-2020, 07:44 PM
شكرا على الموضوع الرائع ، والشرح الوافي الجميل
موضوع هام ومفيد وأمثلة رائعة
أما القصص القصيرة التي أوردتها فهى قمة في الروعة
أفكار عميقة البعد ـ وصياغة أكثر من رائعة
ياليتك أنزلت كل قصة على حدة لتحظى بالقراءة المركزة
وما تستحقه من نقد وتعليق
بارك الله فيك ـ ودمت بكل خير.
:v1::nj::0014: