تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الطِّفْلُ يَشْغَلُنِي ..



بندر الصاعدي
11-07-2009, 06:06 PM
إِلَى الأٌبُوَّةِ وَالأُمُومَةِ وَإِلَى الإِنْسَانِيةِ :
لَسْتُ أَدْرِي كَيْفَ هِيَ حَيَاتُنَا بِلَا أَطْفَالٍ , بِلَا بَرَاءَةٍ , بِلَا هَذَا الكُوَيْئِنِ الفِطْرِيِّ الغَضِّ المُفْعمِ حَيَوِيَّةً , المُتَشِّرِبِ إِحْسَاسًا , الجَذَّابِ مِنْ مَتَاعِبِ الأَيَّامِ , الوَهَجِ فِي لَفِيفِ الظَلَامِ , المُغْتَسِلِ بِمَاءِ الطَهَارَةِ . إِنَّهُ نَبْضُ الحَنَانِ , وَنَفَسُ الرِّقَّةِ , وَعَيْنُ النَّقَاءِ , إِنَّهُ غِذَاءُ الإِنْسَانِيَّةِ وَنَسِيمُ الرَّوْحَانِيَّةِ , فَدَعُونِي أَمْلَأُ حَيَاتِي بِهِ , بِمُنَاغَاتِهِ الأَفْصَحِ مِنْ لُغَةِ الكَلَامِ , بَقَهْقَهَاتِهِ الأَعْذَبِ مِنْ هَدِيلِ الحَمَامِ , أَتَوَحَّدُ مَعَهُ فِي غُمُوضِ عَيْنَيْهِ وَتَمَوُّجِ شَفَتَيْهِ , دَعُونِي إِلَى بُكَائِهِ أُهَدْهِدُهُ فَيَسْكُنَ , إِلَى ذِرَاعَيْهِ تَرْسِمَانِ فِي الهَوَاءِ مَتَاهَاتٍ هَنْدَسِيَّةً , إِلَى يَدَيْهِ تَلْعَبَانِ فِي حَدِيقَةِ وَجْهِهِ . إِلَى جَسَدِهِ المُتَمَطِّي عَلَى أَرِيَكَةِِ الذِّرَاعَيْنِ, دَعُونِي فَدَعُونِي .
لَمْ يَهَبْ لِيَ اللهُ طِفْلًا بَعْدُ , وفَضْلُهُ وَاسِعٌ وَمِنَّتُهُ عَظِيمَةٌ , فَأَسْأَلُهُ هِبَةً مِنْ لَدُنْهُ يُضْحِكُ بِهَا قَلْبِي وَيَسُرُّ نَفْسِي وَزَوجِي . غَيْرَ أَنِّيَ خَالٌ لَكَثِيرٍ مِنَ البُنَيَّاتِ , وِمِنْ بَيْنِهِنَّ بِكْرُ أُخَيَّتِي الرَّقِيَقَةِ , وَهِيَ بُثَيْنَةُ الصَّغِيرَةُ العُصْفُورَةُ البَرِيئَةُ , شَغَلَتْ مَا بِيَ مِنْ فَرَاغِ الأُبُوَّةِ , وَاسْتَقْطَعَتْ مِنْ حَنَانِي جِنَانًا وَارِفَاتٍ تَسْتَظِلُّ بِأَفْيَاءِ أَشْجَارِهَا سَاعَاتِ البُكَاءِ , وَتَحُومُ حَوْلَ حُقُولِهَا سَاعَاتِ المَرَحِ , تَقْطِفُ الأَزَاهِيرَ , وَتُجَاوِبُ فِي غِنَائِهَا العَصَافِيرَ , وَتَسْبَحُ فِي عُيُونِي تَقْتَاتُ عَطْفِي وَتَدُلُّنِي عَلَى دُرَرِ الإِنْسَانِيَّةِ والطَّهْرِ وَالبَرَاءَةِ .
فَمَا أَجْهَلَنَا نَحْنُ الكِبَارَ بِهَا , فَلَوْ أَنَّ مُتَأَمِّلًا عَقِلَ أَسْرَارَ الطّفُولَةِ لَمَلأَ الكَونَ حِبًّا وَعَدْلًا , وَلأَفَاضَ الحُنُوَّ واللِّينَ أَنْهَارًا تَسْقِي العِبَادَ وتُنْبِتُ الزَّادَ , وَلَصَهَرَ القَنَابِلَ وَالصَوَارِيخَ وَصَنَعَ مِنْهَا مَلَاعِبَ وَأَراجِيحَ , حَقًّا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ جَهُولٌ , أَدْنَى مَا يَعْقِلُهُ أَنَّهُ مَرَّ بِهَذِهِ المَرْحَلَةِ وَعِلَم مَا فِيهَا مِنْ قِلَّةِ حِيلَةِ وحَاجَةٍ إِلَى رِعَايَةٍ وتَرْبِيةٍ وتَعَطُّشٍ إِلَى حَنَانٍ واحْتِوَاءٍ , ورَغْمَ هذَا نَجِدُ يَدَهُ مَلَطَّخَةً بِدِمَائِهِمْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَسَبَبًا فِي ِبُكَائِهِمْ , وإِلَّمْ يَكُنْ فَشَحِيحَةً عَلَى غِذَائِهِمْ , وَلَسْتُ أَدْرِي كَمْ أَبًا فِي هذَا العَالَمِ ! يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ أبًا بَلْ إِنْسَانًا , فَحَمْدًا لله أَنْ سَنَّ لعِبَادِهِ شَريعَةً تَحْفَظُ الحقُوقَ , وِإِيمَانًا يُرَقِّقُ القُلُوبَ , وَلَهَ الفَضْلُ أَنْ أَخْرَجَ أُمَّةً تَحْكُمُ بِالعَدْلِ, بِالمَعْرُوفِ تَأْمُرُ وَعَنِ المُنْكَرِ تَنْهَى , وإِلًّا لَهَلِكَتْ أُمَمٌ جَرَّاءَ فِعْلَةِ رَجُلٍ , وَإِنَّ َفِي فِرْعُونَ لَعَبْرَةً لِلْأُمَمِ , وعَلَى مَا فَعَلهُ لَمْ يَسْتَطِعْ رَدَّ قَضَاءٍ نُبِّئَ بِهِ فَمَا أَجْهَلَهُ وَمَا أَخْذَلَهُ .
إِنَّ الطُّفُولَةَ أَوْ _للتَّحْجِيمِ_ صَبِيَّ المَهْدِ الذِي لا يَبْلُعُ إِلَّا سَعَةَ ضَمِّ الذِرَاعَيْنِ لَهُو نَافِذَةٌ صَغِيرَةٌ إَِلِى عَالَمٍ مِنْ الإِنْسَانِيَّةٍ وَاسِعٍ , وَفَضَاءٍ مِنَ العَجَائِبِ رَحْبٍ , وَسِفْرٍ مِنَ الحَقَائِقِ عَظِيمٍ , وَكَلُّ هَذَا يَدُلُّ عَلَى عَظِيمٍ جَلِيلٍ , وَمُبْدِعٍ خَبِيرٍ , وَخَالِقٍ بَدِيعٍ , وَعَلى الرَّغْمِ مِنَ تَفَانِي العلَمَاءِ وَالفَلَاسِفَةِ بإِنْفَادِ بُحُورٍ من العِلْمِ وإِجْهَادِ العَقْلِ فِي دِرَاسَةِ وتَحَلِيلِ أَسْرَارِ الطُّفُولَةِ , عَلَى الرَّغْمِ مِنْ هَذَا لَمْ يَسْتَطِيعُوا الإِحَاطَةَ بِهَا بَلْ مِنْهُمْ مَنْ شَرَّقَ وَغَرَّبَ فَلَمْ يَأْتِ بِجَدِيدٍ , وَمِنْهُمْ مَنْ أَوْغَلَ فَعَجِزَ فَشَطَحَ , وَفِي هَذَا تَغْلِبُ الأُمُّ الأُمِّيَّةُ فَلاسِفَةَ القُرُونِ . وَلَسْتُ أَدْرِي لَمَ هَذِهِ الدِّرَاسَاتُ! أَتُرَهَا لِلْوصُولِ إِلَى حَقَائِقَ تُعِينُ عَلَى التَّرْبِيَةِ الصَّحِيحَةِ اهْتِمَامًا بِالأَطْفَالِ!, أَمْ تُرَاهَا هَوَسًا بِاكْتِشَافِ الحَقَائِقِ وَتَفْسِيرِ الظَّواهِرِ! , خَيْرًا لِهَؤلاءِ مِمَّا يَفْعَلُونَ أَنْ يَبْذُلُوا جُهُودَهُمْ وَأَوْقَاتِهِمْ سَعَيًا فِي مَنْعِ قَتْلِ الأَبْرِياءِ وَحَفْظِهِمْ مِنَ الحُرُوبِ والجُوعِ والأَوبِئَةِ إِنْ أَرَادُوا فِي الدُّنْيَا صُنْعًا مَعَرُوفًا , وَلْيَدَعُوا للْأُمَّهَاتِ عَلَى ما فَطَرَهُنَّ اللهُ عَلَيْهِ تَرْبِيةَ أَطْفَالِهِنَّ , هَذَا مَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ إِنْ أَرَادَ العَالَمُ حَضَارةً مُشْرِقَةً وَحَيَاةً رَضِيَّةً , مَعَ أَنَّ الإِسْلَامَ هُوَ الحَلُّ الأكْمَلُ والأَمْثَلُ لِصَلاحِ الشُّعُوبِ إِلَّا أَنَّ مَشِيئَةَ اللهَ تَهْدِي القُلُوبَ وَلَسْنَ سَواءً , فَمَا أَكثْرَ المُعْرِضِينَ , وَلِأَنَّ ثَمَّةَ قَضَايَا يَشْتَرِكُ فِيهَا جَمِيعُ الشُعُوبِ فَكُلُّهَا مَسْئُولَةٌ عَنْهَا , وَلَكِنْ حِيْنَ تَنَعَدِمُ الإِنْسَانِيةُ في قُوادِ العَالَمِ المَعَاصِرِ فَلَيْسَ إِلا الوَحْشِيَةَ . واللهُ حَسْبُ المُسْتَضْعَفِينَ .

عبدالملك الخديدي
11-07-2009, 11:24 PM
أخي الحبيب الأديب والصديق الحبيب : بندر الصاعدي
قال الله تعالى : الما ل والبنون زينة الحياة الدنيا .. والباقيات الصالحات.
والله سبحانه وتعالى يهب لمن يشاء إناثا ويهب من يشاء ذكورا ويجعل من يشاء عقيماً
ولكن الأمل في الله سبحانه وتعالى كبير وكم من أناس حرمهم الله هذه النعمة وكم من أناس رزقهم الله بالبنين والبنات ولو بعد حين.
نعود لقطعتك الأدبية الرائعة ، وهذا الأسلوب الجميل واللغة المتمكنة فماشاء الله تبارك الله .
زادك الله من فضله أخي الحبيب ورزقك ما تحب وتريد إنه على ذلك قدير.
تحيتي لكم يا أهل طيبة الطيبة.

لمى ناصر
11-07-2009, 11:29 PM
ونبض يحمل حزن المولد سطر غيمة

مبللة بالأمنيات والدعاء لرب العطاء

رزقك الله بذرية صالحةز

حرفك ندي كبراءة الأطفال.

يسرى علي آل فنه
12-07-2009, 12:09 PM
إِلَى الأٌبُوَّةِ وَالأُمُومَةِ وَإِلَى الإِنْسَانِيةِ :
لَسْتُ أَدْرِي كَيْفَ هِيَ حَيَاتُنَا بِلَا أَطْفَالٍ , بِلَا بَرَاءَةٍ , بِلَا هَذَا الكُوَيْئِنِ الفِطْرِيِّ الغَضِّ المُفْعمِ حَيَوِيَّةً , المُتَشِّرِبِ إِحْسَاسًا , الجَذَّابِ مِنْ مَتَاعِبِ الأَيَّامِ , الوَهَجِ فِي لَفِيفِ الظَلَامِ , المُغْتَسِلِ بِمَاءِ الطَهَارَةِ . إِنَّهُ نَبْضُ الحَنَانِ , وَنَفَسُ الرِّقَّةِ , وَعَيْنُ النَّقَاءِ , إِنَّهُ غِذَاءُ الإِنْسَانِيَّةِ وَنَسِيمُ الرَّوْحَانِيَّةِ , فَدَعُونِي أَمْلَأُ حَيَاتِي بِهِ , بِمُنَاغَاتِهِ الأَفْصَحِ مِنْ لُغَةِ الكَلَامِ , بَقَهْقَهَاتِهِ الأَعْذَبِ مِنْ هَدِيلِ الحَمَامِ , أَتَوَحَّدُ مَعَهُ فِي غُمُوضِ عَيْنَيْهِ وَتَمَوُّجِ شَفَتَيْهِ , دَعُونِي إِلَى بُكَائِهِ أُهَدْهِدُهُ فَيَسْكُنَ , إِلَى ذِرَاعَيْهِ تَرْسِمَانِ فِي الهَوَاءِ مَتَاهَاتٍ هَنْدَسِيَّةً , إِلَى يَدَيْهِ تَلْعَبَانِ فِي حَدِيقَةِ وَجْهِهِ . إِلَى جَسَدِهِ المُتَمَطِّي عَلَى أَرِيَكَةِِ الذِّرَاعَيْنِ, دَعُونِي فَدَعُونِي .
لَمْ يَهَبْ لِيَ اللهُ طِفْلًا بَعْدُ , وفَضْلُهُ وَاسِعٌ وَمِنَّتُهُ عَظِيمَةٌ , فَأَسْأَلُهُ هِبَةً مِنْ لَدُنْهُ يُضْحِكُ بِهَا قَلْبِي وَيَسُرُّ نَفْسِي وَزَوجِي . غَيْرَ أَنِّيَ خَالٌ لَكَثِيرٍ مِنَ البُنَيَّاتِ , وِمِنْ بَيْنِهِنَّ بِكْرُ أُخَيَّتِي الرَّقِيَقَةِ , وَهِيَ بُثَيْنَةُ الصَّغِيرَةُ العُصْفُورَةُ البَرِيئَةُ , شَغَلَتْ مَا بِيَ مِنْ فَرَاغِ الأُبُوَّةِ , وَاسْتَقْطَعَتْ مِنْ حَنَانِي جِنَانًا وَارِفَاتٍ تَسْتَظِلُّ بِأَفْيَاءِ أَشْجَارِهَا سَاعَاتِ البُكَاءِ , وَتَحُومُ حَوْلَ حُقُولِهَا سَاعَاتِ المَرَحِ , تَقْطِفُ الأَزَاهِيرَ , وَتُجَاوِبُ فِي غِنَائِهَا العَصَافِيرَ , وَتَسْبَحُ فِي عُيُونِي تَقْتَاتُ عَطْفِي وَتَدُلُّنِي عَلَى دُرَرِ الإِنْسَانِيَّةِ والطَّهْرِ وَالبَرَاءَةِ .
فَمَا أَجْهَلَنَا نَحْنُ الكِبَارَ بِهَا , فَلَوْ أَنَّ مُتَأَمِّلًا عَقِلَ أَسْرَارَ الطّفُولَةِ لَمَلأَ الكَونَ حِبًّا وَعَدْلًا , وَلأَفَاضَ الحُنُوَّ واللِّينَ أَنْهَارًا تَسْقِي العِبَادَ وتُنْبِتُ الزَّادَ , وَلَصَهَرَ القَنَابِلَ وَالصَوَارِيخَ وَصَنَعَ مِنْهَا مَلَاعِبَ وَأَراجِيحَ , حَقًّا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ جَهُولٌ , أَدْنَى مَا يَعْقِلُهُ أَنَّهُ مَرَّ بِهَذِهِ المَرْحَلَةِ وَعِلَم مَا فِيهَا مِنْ قِلَّةِ حِيلَةِ وحَاجَةٍ إِلَى رِعَايَةٍ وتَرْبِيةٍ وتَعَطُّشٍ إِلَى حَنَانٍ واحْتِوَاءٍ , ورَغْمَ هذَا نَجِدُ يَدَهُ مَلَطَّخَةً بِدِمَائِهِمْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَسَبَبًا فِي ِبُكَائِهِمْ , وإِلَّمْ يَكُنْ فَشَحِيحَةً عَلَى غِذَائِهِمْ , وَلَسْتُ أَدْرِي كَمْ أَبًا فِي هذَا العَالَمِ ! يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ أبًا بَلْ إِنْسَانًا , فَحَمْدًا لله أَنْ سَنَّ لعِبَادِهِ شَريعَةً تَحْفَظُ الحقُوقَ , وِإِيمَانًا يُرَقِّقُ القُلُوبَ , وَلَهَ الفَضْلُ أَنْ أَخْرَجَ أُمَّةً تَحْكُمُ بِالعَدْلِ, بِالمَعْرُوفِ تَأْمُرُ وَعَنِ المُنْكَرِ تَنْهَى , وإِلًّا لَهَلِكَتْ أُمَمٌ جَرَّاءَ فِعْلَةِ رَجُلٍ , وَإِنَّ َفِي فِرْعُونَ لَعَبْرَةً لِلْأُمَمِ , وعَلَى مَا فَعَلهُ لَمْ يَسْتَطِعْ رَدَّ قَضَاءٍ نُبِّئَ بِهِ فَمَا أَجْهَلَهُ وَمَا أَخْذَلَهُ .
إِنَّ الطُّفُولَةَ أَوْ _للتَّحْجِيمِ_ صَبِيَّ المَهْدِ الذِي لا يَبْلُعُ إِلَّا سَعَةَ ضَمِّ الذِرَاعَيْنِ لَهُو نَافِذَةٌ صَغِيرَةٌ إَِلِى عَالَمٍ مِنْ الإِنْسَانِيَّةٍ وَاسِعٍ , وَفَضَاءٍ مِنَ العَجَائِبِ رَحْبٍ , وَسِفْرٍ مِنَ الحَقَائِقِ عَظِيمٍ , وَكَلُّ هَذَا يَدُلُّ عَلَى عَظِيمٍ جَلِيلٍ , وَمُبْدِعٍ خَبِيرٍ , وَخَالِقٍ بَدِيعٍ , وَعَلى الرَّغْمِ مِنَ تَفَانِي العلَمَاءِ وَالفَلَاسِفَةِ بإِنْفَادِ بُحُورٍ من العِلْمِ وإِجْهَادِ العَقْلِ فِي دِرَاسَةِ وتَحَلِيلِ أَسْرَارِ الطُّفُولَةِ , عَلَى الرَّغْمِ مِنْ هَذَا لَمْ يَسْتَطِيعُوا الإِحَاطَةَ بِهَا بَلْ مِنْهُمْ مَنْ شَرَّقَ وَغَرَّبَ فَلَمْ يَأْتِ بِجَدِيدٍ , وَمِنْهُمْ مَنْ أَوْغَلَ فَعَجِزَ فَشَطَحَ , وَفِي هَذَا تَغْلِبُ الأُمُّ الأُمِّيَّةُ فَلاسِفَةَ القُرُونِ . وَلَسْتُ أَدْرِي لَمَ هَذِهِ الدِّرَاسَاتُ! أَتُرَهَا لِلْوصُولِ إِلَى حَقَائِقَ تُعِينُ عَلَى التَّرْبِيَةِ الصَّحِيحَةِ اهْتِمَامًا بِالأَطْفَالِ!, أَمْ تُرَاهَا هَوَسًا بِاكْتِشَافِ الحَقَائِقِ وَتَفْسِيرِ الظَّواهِرِ! , خَيْرًا لِهَؤلاءِ مِمَّا يَفْعَلُونَ أَنْ يَبْذُلُوا جُهُودَهُمْ وَأَوْقَاتِهِمْ سَعَيًا فِي مَنْعِ قَتْلِ الأَبْرِياءِ وَحَفْظِهِمْ مِنَ الحُرُوبِ والجُوعِ والأَوبِئَةِ إِنْ أَرَادُوا فِي الدُّنْيَا صُنْعًا مَعَرُوفًا , وَلْيَدَعُوا للْأُمَّهَاتِ عَلَى ما فَطَرَهُنَّ اللهُ عَلَيْهِ تَرْبِيةَ أَطْفَالِهِنَّ , هَذَا مَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ إِنْ أَرَادَ العَالَمُ حَضَارةً مُشْرِقَةً وَحَيَاةً رَضِيَّةً , مَعَ أَنَّ الإِسْلَامَ هُوَ الحَلُّ الأكْمَلُ والأَمْثَلُ لِصَلاحِ الشُّعُوبِ إِلَّا أَنَّ مَشِيئَةَ اللهَ تَهْدِي القُلُوبَ وَلَسْنَ سَواءً , فَمَا أَكثْرَ المُعْرِضِينَ , وَلِأَنَّ ثَمَّةَ قَضَايَا يَشْتَرِكُ فِيهَا جَمِيعُ الشُعُوبِ فَكُلُّهَا مَسْئُولَةٌ عَنْهَا , وَلَكِنْ حِيْنَ تَنَعَدِمُ الإِنْسَانِيةُ في قُوادِ العَالَمِ المَعَاصِرِ فَلَيْسَ إِلا الوَحْشِيَةَ . واللهُ حَسْبُ المُسْتَضْعَفِينَ .
الأديب الراقي بندر الصاعدي
مشاعر تفيض عاطفة صادقة وتأملات عميقة تستنطق رحمة من رحمات الله تلك التي جعل الأطفال سبباً لها
فسبحان الله والحمد لله على كل حال
أخي الراقي :-
لله في كل أمر حكمة وفي قدره خيرٌ لمن تدبر
وباذن الله سيأتي يوم تتباهى فيه بثينة أمام أولادك بأنها استأثرت بمشاعرك الأبويه وقتاً طيباً
وسيبقى هذا النص الأدبي نافذة للخير والجمال
احترامي لك وخالص دعائي

د. سمير العمري
20-02-2010, 11:57 PM
نص فاره مبهر يمثل نبراسا نثريا أدبيا ، وحالة إنسانية فذة ، وكم آلمني أن لم يحظ هذا النص الرائع المؤثر باهتمام فطواه الأرشيف وهو يستحق التقدير والتقديم.

أسأل الله تعالى أن يمن عليك بنعمه الواسعات وأن يرزقك بذرية صالحة تقر بها عينك ويسعد بها قلبك أيها الحبيب القريب فأنت أهل لكل مكرمة.

للتثبيت تقديرا


أهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

فلسطين أم الرؤى
21-02-2010, 07:28 PM
مقطوعة متخمة بالمشاعر الرقيقة والحنان الأبوي الرائع ....
جعلتنا نشتاق لأطفالنا ولمن سيكونوا من جديد...

دام قلمك يانعا ودمت بكل خير

فاطمه عبد القادر
23-02-2010, 11:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخي بندر على هذا النص الرائع العظيم ,,والرقيق في آن
ليس كالأطفال آية من آيات الله في الرقة والعذوبة والبراءة
لكنهم للأسف ضحايا كل سيئة على الأرض
إنهم ضحايا الحروب والظلم والقسوة والأوبئة واليتم والطلاق والأنانية وأشياء لا تعد,,,
حبذا لو اتقى الكبار الله بهذة المخلوقات الرقيقة حتى قبل أن تولد وترى النور
كلامك في الطفولة فخم ورقيق أيها الفاضل
لا حرمك الله من أطفال يملؤون عليك الدنيا بهجة وسرورا
أراك تستحق ذلك ,,لرقة مشاعرك تجاههم
شكرا لنصّك
ودمت بخير
ماسة

آمال المصري
24-02-2010, 09:45 PM
نص متخم بعاطفة تتمخض فيها نفوسنا بالشوق إليها تتوسل بزوغ فجر سعيد دائماً
شرف لي سيدي الفاضل أن عانقت حرفك النابض
لاأسكن الله لك وحدة .. ورزقك الإبن الصالح وملأ نفسك بالرضا
ود جم ... ودعاء

سمو الكعبي
25-02-2010, 01:16 AM
أيها الأديب الثبت:
ليس لحرفك لمعان وبرق فقط بل له بهاء مختلف يتجدد لا بتجدد الأيام بل كلما ارتد إليه البصر
سلمك الله ووهبك ما حرمك وأكثر

ثائر الحيالي
03-03-2010, 09:23 PM
الأستاذ بندر الصاعدي

أسأل الله الكريم المنان أن يهبك الذرية الصالحة

ولكن يا أخي لاتجعل مما حرمك الله منه قمة الألم .الألم الحقيقي هو حين يهبك الله ولدا ً تحلم يوما ً بعد يوم

بوقع خطاه ...يخطو هنا ..يتعثر هنا ..ويكبو هناك..ولكن ماذا لو إنتظرت السنوات الطوال ولم تسمع ولم ترتسم

تلك الخطى إلى في مرآة خيالك وأمانيك ؟.

أترأف لحال الولد أم ترأف لحالك وحال أم وأنتما تكابدان ما تدركانه من هول معاناته هو وما تعاني أنت .. وما يكلم قلب أم؟

ثم ليرحل إلى جوار خالق كريم بعد عناء يمتد لسنوات .؟

ربما هناك في حياة الناس ما هو اقسى من الحرمان ؟ ولكن الحياة أقدار ومن كان الرضى بما قسم الله له

من رزق في المال والولد وجد أن الحمد هو تاج العبادة ولاتنسى ايها الأخ الكريم أن الإبتلاء إمتحان للثبات

على الإيمان..

وجدت في هذا النص النثري الرائع من ملح الألم ما يكفي لنثره فوق جراح الذكرى .!

سلمت ..وسلم مدادك ..

محبتي ..واحترامي

بندر الصاعدي
05-03-2010, 03:52 PM
الحبيب : عبدالملك الخديدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة لك أخي وشكر موصول على مرورك ودعائك وتعاطفك وثنائك .
مشاعر ببثتها وفيكم صداها , والله علم منا بالخير لنا وهو اللطيف الخبير .
شكر الله لك تفاعلك

مودتي وتقديري

بندر الصاعدي
05-03-2010, 03:54 PM
الفضلى : لمى الناصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيى طيبة لك أختي الكريمة
أشكر لك قراءتك وإطراءك

دمت بخير

راضي الضميري
06-03-2010, 03:00 AM
نصّ رائع جدًا، ولغة راقية، وإنسان أديب بكل معنى الكلمة.

نسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة ، وأن يسعدك في الدارين .

بارك الله بك أخي الكريم .

تقديري واحترامي

هشام عزاس
06-03-2010, 03:30 AM
الشاعر المبدع / بندر الصاعدي

نص رائع يلامس شغاف الروح ، و يحضن عيون العقل .
الفقد ليس رهين ما كان فقط ، بل هو ممتد حتى لما سيكون !! و هو احساس لا يدركه إلاّ من عرف قيمة الوجود نفسه !! .

سعدتُ بمعانقة هذا النبض الإنساني الشفيف .

همسة إليك : كل شيء بمقدار ، و أوان / و لنا في أحبابنا سلوى و أمان .

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام

ربيحة الرفاعي
30-04-2014, 11:03 PM
مترف حرفك عارف بأنات الوتر الأجمل والقول الأجل، أسرنا لبديع منثورك في نص سمى بحس أبويّ لا دهشة أن يعيشه الخال فهو أب

أسرني المشهد في قولك:
دَعُونِي إِلَى بُكَائِهِ أُهَدْهِدُهُ فَيَسْكُنَ , إِلَى ذِرَاعَيْهِ تَرْسِمَانِ فِي الهَوَاءِ مَتَاهَاتٍ هَنْدَسِيَّةً , إِلَى يَدَيْهِ تَلْعَبَانِ فِي حَدِيقَةِ وَجْهِهِ . إِلَى جَسَدِهِ المُتَمَطِّي عَلَى أَرِيَكَةِِ الذِّرَاعَيْنِ
فكأني بحفيدي الساعة بين ذراعيّ

ولعلك اليوم تهدهد صغارك وتلاعبهم أبا حنيا كما أنت لبنيات أخواتك
نسأل الله أن يجعل لك فيهم جميعا قرة عين


دمت بخير

تحاياي

نداء غريب صبري
26-06-2014, 12:10 AM
نص جميل ونثر زاخر بالشعور وأسلوب مميز

شكرا لك أخي

بوركت

خلود محمد جمعة
28-06-2014, 01:47 PM
تبعثرت الكلمات على أنات روحك الشفيفة
ونزف يراعك وجعاً ناء بحمله
بحروف من ألق وكلمات من نور سطرت بلغة فارهة الحس والمعنى والجمال لوحة من الانسانية
لا حرمنا الله البهاء
بورك الحرف
قلوبنا وألسنتنا تلهج بالدعاء أن يرزقك الله ما يحبه وتحبه ويرضاه وترضاه
كل التقدير

د.حسين جاسم
19-08-2014, 11:40 PM
توق للأبوة فاض أدبا راقيا بلغة ثرّة وأسلوب فاره

ناديه محمد الجابي
01-12-2021, 12:00 PM
الأطفال هم روح الحياة، وعطرها، هم البسمة البريئة، ورؤية الحياة البسيطة السهلة خالية من المشاكل، والهموم،
هي عالم وردي تملؤه الأحلام السعيدة، هي القلب الأبيض الذي لا يشوبه شيء ولا يمتلئ إلّا بالحنان والحب،
هي المسامحة والعفوية في كل شيء، الطفولة هي ربيع الحياة، وبراعمه المتفتحة التي تملأ الدنيا
بروائح زكية عطرة، وهي الأحلام، والأمل،
وفي اثناء الحروب نرى انتهاكات جسيمة ضد الأطفال ومنها التعذيب. وقد يحدث القتل والتشويه
من خلال تبادل إطلاق النار، أو بسبب الألغام الأرضية، أو الذخائر العنقودية، أو الأجهزة
المتفجرة المرتجلة، أو غيرها من الأجهزة المتفجرة العشوائية، أو حتى في سياق
العمليات العسكرية، أو هدم المنازل، أو حملات التفتيش والاعتقال، أو الهجمات الانتحارية.
هدى الله الإنسانية إلى الرحمة بالطفولة وبالأطفال.
وتمنياتي لك بأن يكون الله قد رزقك زرية صالحة تقر بها عينك وتسعد بها روحك.
روعة حرف سطرها يراعك فانثال الأريج على صفحة النص لتنتشي الحواس.
نص ولا أجمل بما يحمل من معان ونسج.
:v1::nj::0014:

ناريمان الشريف
02-12-2021, 06:07 PM
أسرار الطفولة لا يعرفها إلا كل ذي قلب حساس
وأسرار الكتابة لا يعرفها إلا كل أديب أريب راهف الحس عميق الفكر
وهنا
قرأتها كاملة بقلم أديب صاعد يعرف من أين يؤتى الأدب
فكرة وأسلوباً
صور شاعرية ولا أبهى
شكراً لك أخي بندر على الإمتاع والمؤانسة
كنت هنا أرتشف الحلاوة الأدبية والطلاوة المعرفية
تحية ... ناريمان