المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~~نَاجَيْتُ قَبْرَكَ~~



أدهم الأغبري
16-07-2009, 11:38 AM
إلى الرجل الذي علمني أن الحر ليس هو ذاك المنعتق من العبودية ولكن ، هو من عاش عزيزا ومات عزيزا
إلى والدي حيث هو مرقده منذ خمسة أشهر ...


نَاجَيْتُ قَبْرَكَ




نَاجَيْتُ قَبْرَكَ وَاتَّشَحْتُ أَسَايَا=وَنَسَيْتُ مِنْ فَرْطِ الدُّمُوعِ خُطَايَا

لَمَّا وَقَفْتُ أَمَامَ لَحْدِكَ بُرْهَةً=ضَجَّ الحَنِينُ وَأَذْرَفَتْ عَيْنَايَا

وَاعْشَوْشَبَ الحُزْنُ العَظِيمُ بِأَضْلُعِي=وَتَكَسَّرَتْ فِي نَاظِريَّ مَرايَا

كَانَتْ تُلَمْلِمُ كُلَّ أَيَّامِ الأَسَى=سُعْدَاً ، وَتَبْعَثُ لِلْقُلوبِ هَدَايَا

وَاليَوْمَ بَعْثَرَتِ المَرَايَا أَضْلُعِي=كَمَدَاً ، وَتَنْثُرنِي الْهُمُومُ شَظَايَا

مُزجت بِكُلِّ المُوجَعِينَ مَصَائِبٌ=وتَهُونُ إِلا مَا رَمَتْهُ مَنَايَا


شَاخَتْ مَدَائِنُنَا بِفَقْدِكَ يَا أَبِي=وَتَلَبَّدَتْ بِالمُعْضِلاتِ سَمَاياَ

قَدْ كُنْتَ أَسْتَارِي لِكُلّ بَلِيَّةٍ=وَالآنَ تَعْبَثُ بِالنُّفُوسِ بَلايَا

أَوْرَاقُ ذَاكِرَتِي مِدَادُ فَجِيعَتِي=قَدْ بَعْثَرَتْ بَيْنَ السُّطُورِ دِمَايَا

وَحُرُوفُ شِعْرِيَ لا تَزَالُ يَتِيمَةً=وَيَرَاعُ حُزْنِيَ أَثْكَلَتْهُ يَدَايا

هِيَ كَائِنٌ قَدْ كُنْتَ أَنْتَ فُراتَهَا =رَوحَاً فَتَبْعَثُ لِلْوُجودِ حُدَايَا

وَالآنَ بَعْدَ رَحِيلِ رُوحكَ يَا أَبِي=عَجَزَتْ بِأنْ تَهْدِيكَ بَعْضَ رِثَايَا

مَاتَتَ عَلَى كُلِّ السُّطُورِ مَشَاعِرِي=تَشْكُو الفِرَاقَ كَمَا شَكَتْهُ حَنَايَا

تَتَوَسَّدُ الذِّكْرَى عَلَى شُطْئَآنِهَا=أَلَمَ الفِرَاقِ عَلَى حُدودِ زَوَايَا

تَتَبَعْثَرُ الآَمَالُ مِنْ قَارُورَةٍ =كَانَتْ تَضُمّ عَوالِمِي وَمُنَايَا

أَحْلامَ عَائِلَةٍ .... خَرِيطَةَ بَيْتِنَا=مَشْروعَ مَتْجَرِنَا .... هُمُومَ قَضَايَا

أَطْفَالُنَا فَقَدُوا أَريجَ مَحَبَّةٍ=وَحَنِينَ جِدٍّ مُزْهِرٍ وَهَدَايَا

يَتَسَائَلونَ - وَكُنْتَ يَوْمَاً بَيْنَهُمْ -=هَلْ ذَاكَ حَقٌّ أَمْ نَسِيجُ حَكَايَا ؟

فَأَراكَ فِيهِم كُلَّمَا عَانَقْتُهُمْ=طَيْفَاً لأَمْسَحَ أَدْمُعَاً وَشَكَايَا






~~ يقولون ولّى وهذا الأثر ~~

الطنطاوي الحسيني
16-07-2009, 11:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشاعر المكلوم أدهم الاغبري
ايها المتفتق حزنا المتضوع أسفا وذكرا
اولا اعزيك في الغالي والدك عظم الله اجرك
وجمعه في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا
اللهم امين
اخي ابكيتنا بمعلقتك ومرثيتك الدامية حنينا والرائعة وفاءا
ولكن عزاؤنا فيك ايها الابن البار بالدعاء (وولد صالح يدعو له)
رحمه الله وتقبل الله منك قصيدتك العصماء ومرثيتك الاوفى هذه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوك /طنطاوي

محمود فرحان حمادي
16-07-2009, 04:53 PM
الأخ أدهم
رحم الله الوالد
وهذا الحرف البهي هو العزاء
عظم الله أجوركم
تحياتي

د. سمير العمري
19-07-2009, 12:25 AM
أحسن الله عزاءك أخي الشاعر الحبي وتغمد الله والدكم الكريم بواسع رحمته.

هو خبر أحزننا ونشاطرك الأحزان.

أما الشعر هنا لإاي إبداع وإي إتقان؟!

وي كأنك تغرس في قلوبنا مواجع قلبك غراسا بهذا التميز.

أحسن الله إليك وإلى والدك وأهلك أجمعين.

للتثبيت ترحما

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.



تحياتي

أحمد موسي
19-07-2009, 12:34 AM
رحم الله والدك

والله أحزنتنا لحزنك وأفجعتنا لمصابك

ولكن لله ما أعطى وله ما أخذ وكل شئ عنده بمقدار

وإنا لله وإنا إليه راجعون

نص باذخ وشاعر مخضرم

محبتي

أعجبني توقيعك حقيقةً

أحمد موسى

درهم جباري
19-07-2009, 09:56 AM
يا لها من مرثية تدمي القلب وتدمع العين

عظم الله أجرك أخي الحبيب وشاعرنا القدير / أدهم الأغبري ..

ورحم الله أباك وأسكنه الفردوس الأعلى

وأثابك الله بفقده وآجرك جنته ورضاه على هذه السبيكة الأدبية المكسوة بحزنك

ويبقى حزن الابن على أبيه جسيما لا يقدر على رسمه حرف ولا بيان

ولكنك كنت بارعا ومتألقا

قلوبنا معك .

صقر أبوعيدة
19-07-2009, 04:49 PM
الأخ الشاعر المكلوم أدهم الأغبري
أعزيك بعزاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
لله ما أخذ ولله ما أعطى فاصبر واحتسب
مأذا أقول لك هل أبدعت في رثاء الوالد عنصر من عناصر دروب الجنة
أم أقول أنك أبدعت في الدخول إلى شغاف قلوبنا المكلومة ابتداء
حفظك الله أبدعت وأبدعت

حازم محمد البحيصي
19-07-2009, 05:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشاعر الحبيب أدهم
رحم الله الوالد وأسكنه فسيح جناته وصبركم على فراقه وأعانكم
نص شعري يقطر دمعا
سلام الله عليك

يوسف أحمد
20-07-2009, 01:16 PM
ألا رحم الله الوالد وأعظم أجركم وثواب صبركم

أما الشعر فقد تخلل أوصال قلوبنا بحزنه وجماله معا، أسعدك الله في الدارين

عماد أمين
23-07-2009, 05:18 PM
رحم الله والدينا وجميع أموات المسلمين.
عظم الله أجركم أخي وألهمكم الصبر والسلوان.

لقد عبَّرتَ بدقة عن حالِ من يفقد أحب الناس .

(..وَتَنْثُرنِي الْهُمُومُ شَظَايَـا.).
صورة موجعة ومعبرة.

لا فض فوك

مودتي وتقديري