فارس عودة
17-01-2004, 10:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبابي الكرام :
كنتُ أعدُّ قصيدةً في رحيلِ المرشد مأمون الهضيبي وكنتُ أضع اللمسات الأخيرة للقصيدة حين سمعت أسعد خبر أرتقبه بشغف منذ مدة- "عملية استشهادية تهز كيان العدو وكتائب القسَّام تتبنى العملية " خبر بمليون دينار- فعكفتُ من فوري أكتبُ مافتحَ اللهُ به علي في الاستشهادية القسَّامية ريم الرياشي وكم أكبرت فيها حب الشهادة والتضحية وربما تكون أول أم استشهادية وسألت الله أن تكون القصيدة بمستوى هذه السامقة التي ودعت طفليها وذهبت إلى لقاء ربها مقبلة فأرجو أن تكون القصيدة كذلك .
لو تركت إلى لساني العنان فلن يتوقف ولكني سأترك الشعر ليتكلم وليسطر أحلى هدية إلى روح الشهيدة التي كتبت بدمها ملحمةً اسمها:
ريمُ الكتائبِ"
ريمُ الكتائبِ في الآجـامِ قـدْ رتعَـا = واللـهُ يُكْـبُرُ والأبـرارُ ماصنَعَـا
ريمٌ تمطَّى على الأَحْـرَاجِ مُنْتَفِضـاً = ليزرعَ الرعبَ في الأعداءِ والفزَعَـا
ريمٌ أذلَّ قـرودَ الغابِ فانصرعُـوا = وكمْ جبـانٍ أتاهُ الريمُ فانْصَـرَعَـا
بنتَ الأسـودِ جـزاكِ اللـهُ مَكْرُمَةً = يامَنْ أضأتِ ظـلامَ الليـلِ فانْقَشَعَـا
يا مَنْ أزلتِ غيومَ الحـزنِ عَنْ مهجٍ = وماتركـتِ على أحـداقِنَـا قزَعَـا
يامَـنْ كَـتَبْتِ على أيريزَ ملحمـةً = لمَّـا صفعتِ قـذَالَ القرْدِ فانْصَفَعَـا
ماإنْ قَـدِمْتِ إلـى إيريزَ ثـائـرةً = حتَّى تَنَزَّى فـؤادُ القِـرْدِ فانخَلَعَـا
ماإنْ شدَدْتِ حِـزامَ النَّسْفِ مُقْبِلَـةً = حتَّى تركـتِ بِهَا أشـلاءَهُمْ مُزَعَـا
حتَّى تركـتِ دمَ المحتـلِّ مُنْسَفِحـاً = كالسـيلِ يملأُ مِنْ طـوفانِهِ التُّرَعَـا
فكـمْ تمادَى ذراعُ البَغْـي في رَفَحٍ = حتَّـى أتَتْـهُ يَدُ القَسّـَامِ فانقَطَعَـا
في بيتِ حـانونَ لمَّـا جـاءَهُمْ قَدَرٌ = يُزْجِي المنيةَ والأشـواظَ والقَذَعَـا
ويقذفُ الرُّعْبَ في أوصالِ مَنْ كَفَروا = حتَّى تراهُمْ إذا اشْـتَدَّ الوغى بَجَعَـا
للـهِ دَرُّكِ ريـمَ العـزِّ مـؤمـنـةً = دقَّتْ خُطَـاكِ فطارَ السقْفُ وارتَفَعَـا
للـهِ أختاً يهابُ اللـيثُ بطـشـتَها = لاتعرفُ اليأسَ والإرجافَ والجَزَعَـا
لمَّـا اقتحمتِ عليـهمْ بابَهُمْ فزعُوا = والأرضُ ترجفُ والبارودُ قدْ سَطَعَـا
والريـحُ تزفرُ والأشـواظُ لاهبـةٌ = وقاصفُ الرعـدِ والزلزالُ قدْ وَقَعَـا
واشتدَّ عصـفُك ريمَ العـزِّ مُقْتَلِعـاً = جِذْعَ البُغَـاةِ بعـزِّ الديـنِ فاقْتُلِعَـا
أرسـلتِ كـفَّكِ في المحتلِّ نازعـةً = قلـبَ الوضيعِ بسيفِ اللهِ فانْتُزِعَـا
قـدْ داهـمتْهُمْ على ايريزَ داهيـةٌ = كالليلِ تقذفُ منْ أحشـائِهاَ الهَلَعَـا
تبددُ الظلـمَ والظُّـلاَّمَ صـاعقـةً = وتملأُ الأرضَ مِنْ أحشـائِهِمْ قِطَعَـا
تَسْقِي اليهودَ كؤوسَ الصابِ مُتْرَعَةً = وكمْ تجـرَّعَهَـا شـارونُ فامْتَقَعَـا
ريمُ الكـتائبِ ياشارونُ مُذْ صَفَعَتْ = أقفـاءَ جندِكَ تسقِيكَ الأَسَى جُرَعَـا
فكـمْ أذلَّتْ يـدُ القسَّـامِ مُغْتَصِبـاً = وكـمْ أذاقتْ يهـوداً باللظى وَجَعَـا
فكـمْ نسـفْنَا لَهُمْ جُـنْداً وأقْـبِيَـةً = وكَمْ صَدعْنَا منيعَ الحِصْنِ فانْصَدَعَـا
وكـمْ فجعْنَا لهمْ بالـرعبِ أفـئدةً = وكمْ شقيٍّ ببطشِ العـزِّ قدْ فُجِعَـا
وكـمْ طعَنَّا كـيانَ المَسْـخِ نافِـذَةً = وكـمْ جدَعْنَا لهُ الخيشومَ فاجْتُدِعَـا
إذا نصبنَـا بظهـرِ التـلِّ رايـتَنَـا = صلّى النهار ووجه الأرض قد خشعا
فإنْ طلبْـنَا عـزيـزاً ذلَّ مفرقُـهُ = وإنْ لقينَـا كَمِياًّ في الوغَى خَضَعَـا
وما لقينَا بسـاحـاتِ الوغى بَطَـلاً = إلا توارى على أعقـابِـهِ فَـزِعـاَ
أو يحملُ النعيُ فـي طَيَّـاتِهِ خَبَـراً = "هذا بكفِّ فتَى القسَّـامِ قدْ صُرِعَـا"
هذي الكـتائبُ إنْ ثـارتْ بمعمعـةٍ = إعصـارُ ريحٍ يجذُّ النَّبْعَ والخَرِعَـا
أبطـالُ صَدْقٍ إذا رِيعتْ عقيـدتُهُمْ = أروكَ في الحربِ مِنْ آيـاتِهِمْ بِدَعَـا
إذا أظلـتْ فتىً مِنَّـا سَمَـا فَـرَحٍ = كانَ الجِـلادُ لهُ والقصـفُ مُنْتَجَعَـا
تلقاهُ في الروعِ مثلَ الطَّوْدِ مُنْتَصِباً = وفي المسـاجِدِ تلقاهُ الفتَى الوَرِعَـا
إذا دَعَتْـهُ ذُنُـوبٌ صَدَّهَـا وَجِـلاً = وإنْ تناهَى لهُ صوتُ الوغى هُرِعَـا
حتَّى الظباءُ لها في الغـابِ دمدمـةٌ = تُشْقِي الثعـالبَ والجرذانَ والضَّبُعَـا
للـهِ ريماً يهـابُ القـردُ طلعتهـا = ترى الجـآذرَ في آثـارِهَـا تَبَعَـا
أمٌ رؤومٌ لهـا في خِـدْرِهَـا أَلَـقٌ = وبالحنانِ سحـابُ الحُبِّ كمْ هَمَعَـا
تسقي الرضيعَ تُقىً مِنْ صدرِهَا لبَناً = بالحبِّ تُشْرِبُهُ عـزاً متى رَضِـعَـا
والغاصبـونَ لهمْ مِن كَـفِّهَا مطـرٌ = يشوي الحَشَا ورياحٌ تنسفُ البِيَعَـا
هاقدْ لقيتمْ بصـوتِ الريمِ زمجـرةً = وقصفَ رعْدٍ ورعْباً يُذْهِبُ الطَّمَعَـا
إنِّي رأيـتُ ترابَ القـدسِ يمقتُكُمْ = والأرضُ تكرهُ والتـاريخُ ماوُضِعَـا
وماوجـدتُ لكمْ في ظهرِهَا سَكَنـاً = إلاَّ ثراهَـا وفي النيـرانِ ماوَسِعَـا
يامَنْ بَنَيْتُـمْ جـدارَ الذلِّ لاتقفُـوا = هـاقدْ فرشْنَا لكمْ بالجمرِ مضطجعَـا
يامنْ زرعتمْ بذورَ الحقـدِ وَيْلَـكُمُ = وهلْ ستجنِي يهـودٌ غيرَ مَا زُرِعَـا
====================================
وأكون شاكرا لكل من يقوم بإيصال القصيدة إلى أهل الشهيدة ويحفظها ليسمعها لولديها حين يكبرا ليعرفا أي امرأة وأي بطلة كانت أمهما . وهذه ليست أمنية فقط بل طلب ملح وبشدة لمن يستطيع
مع تحياتي أخوكم فارس عودة
أحبابي الكرام :
كنتُ أعدُّ قصيدةً في رحيلِ المرشد مأمون الهضيبي وكنتُ أضع اللمسات الأخيرة للقصيدة حين سمعت أسعد خبر أرتقبه بشغف منذ مدة- "عملية استشهادية تهز كيان العدو وكتائب القسَّام تتبنى العملية " خبر بمليون دينار- فعكفتُ من فوري أكتبُ مافتحَ اللهُ به علي في الاستشهادية القسَّامية ريم الرياشي وكم أكبرت فيها حب الشهادة والتضحية وربما تكون أول أم استشهادية وسألت الله أن تكون القصيدة بمستوى هذه السامقة التي ودعت طفليها وذهبت إلى لقاء ربها مقبلة فأرجو أن تكون القصيدة كذلك .
لو تركت إلى لساني العنان فلن يتوقف ولكني سأترك الشعر ليتكلم وليسطر أحلى هدية إلى روح الشهيدة التي كتبت بدمها ملحمةً اسمها:
ريمُ الكتائبِ"
ريمُ الكتائبِ في الآجـامِ قـدْ رتعَـا = واللـهُ يُكْـبُرُ والأبـرارُ ماصنَعَـا
ريمٌ تمطَّى على الأَحْـرَاجِ مُنْتَفِضـاً = ليزرعَ الرعبَ في الأعداءِ والفزَعَـا
ريمٌ أذلَّ قـرودَ الغابِ فانصرعُـوا = وكمْ جبـانٍ أتاهُ الريمُ فانْصَـرَعَـا
بنتَ الأسـودِ جـزاكِ اللـهُ مَكْرُمَةً = يامَنْ أضأتِ ظـلامَ الليـلِ فانْقَشَعَـا
يا مَنْ أزلتِ غيومَ الحـزنِ عَنْ مهجٍ = وماتركـتِ على أحـداقِنَـا قزَعَـا
يامَـنْ كَـتَبْتِ على أيريزَ ملحمـةً = لمَّـا صفعتِ قـذَالَ القرْدِ فانْصَفَعَـا
ماإنْ قَـدِمْتِ إلـى إيريزَ ثـائـرةً = حتَّى تَنَزَّى فـؤادُ القِـرْدِ فانخَلَعَـا
ماإنْ شدَدْتِ حِـزامَ النَّسْفِ مُقْبِلَـةً = حتَّى تركـتِ بِهَا أشـلاءَهُمْ مُزَعَـا
حتَّى تركـتِ دمَ المحتـلِّ مُنْسَفِحـاً = كالسـيلِ يملأُ مِنْ طـوفانِهِ التُّرَعَـا
فكـمْ تمادَى ذراعُ البَغْـي في رَفَحٍ = حتَّـى أتَتْـهُ يَدُ القَسّـَامِ فانقَطَعَـا
في بيتِ حـانونَ لمَّـا جـاءَهُمْ قَدَرٌ = يُزْجِي المنيةَ والأشـواظَ والقَذَعَـا
ويقذفُ الرُّعْبَ في أوصالِ مَنْ كَفَروا = حتَّى تراهُمْ إذا اشْـتَدَّ الوغى بَجَعَـا
للـهِ دَرُّكِ ريـمَ العـزِّ مـؤمـنـةً = دقَّتْ خُطَـاكِ فطارَ السقْفُ وارتَفَعَـا
للـهِ أختاً يهابُ اللـيثُ بطـشـتَها = لاتعرفُ اليأسَ والإرجافَ والجَزَعَـا
لمَّـا اقتحمتِ عليـهمْ بابَهُمْ فزعُوا = والأرضُ ترجفُ والبارودُ قدْ سَطَعَـا
والريـحُ تزفرُ والأشـواظُ لاهبـةٌ = وقاصفُ الرعـدِ والزلزالُ قدْ وَقَعَـا
واشتدَّ عصـفُك ريمَ العـزِّ مُقْتَلِعـاً = جِذْعَ البُغَـاةِ بعـزِّ الديـنِ فاقْتُلِعَـا
أرسـلتِ كـفَّكِ في المحتلِّ نازعـةً = قلـبَ الوضيعِ بسيفِ اللهِ فانْتُزِعَـا
قـدْ داهـمتْهُمْ على ايريزَ داهيـةٌ = كالليلِ تقذفُ منْ أحشـائِهاَ الهَلَعَـا
تبددُ الظلـمَ والظُّـلاَّمَ صـاعقـةً = وتملأُ الأرضَ مِنْ أحشـائِهِمْ قِطَعَـا
تَسْقِي اليهودَ كؤوسَ الصابِ مُتْرَعَةً = وكمْ تجـرَّعَهَـا شـارونُ فامْتَقَعَـا
ريمُ الكـتائبِ ياشارونُ مُذْ صَفَعَتْ = أقفـاءَ جندِكَ تسقِيكَ الأَسَى جُرَعَـا
فكـمْ أذلَّتْ يـدُ القسَّـامِ مُغْتَصِبـاً = وكـمْ أذاقتْ يهـوداً باللظى وَجَعَـا
فكـمْ نسـفْنَا لَهُمْ جُـنْداً وأقْـبِيَـةً = وكَمْ صَدعْنَا منيعَ الحِصْنِ فانْصَدَعَـا
وكـمْ فجعْنَا لهمْ بالـرعبِ أفـئدةً = وكمْ شقيٍّ ببطشِ العـزِّ قدْ فُجِعَـا
وكـمْ طعَنَّا كـيانَ المَسْـخِ نافِـذَةً = وكـمْ جدَعْنَا لهُ الخيشومَ فاجْتُدِعَـا
إذا نصبنَـا بظهـرِ التـلِّ رايـتَنَـا = صلّى النهار ووجه الأرض قد خشعا
فإنْ طلبْـنَا عـزيـزاً ذلَّ مفرقُـهُ = وإنْ لقينَـا كَمِياًّ في الوغَى خَضَعَـا
وما لقينَا بسـاحـاتِ الوغى بَطَـلاً = إلا توارى على أعقـابِـهِ فَـزِعـاَ
أو يحملُ النعيُ فـي طَيَّـاتِهِ خَبَـراً = "هذا بكفِّ فتَى القسَّـامِ قدْ صُرِعَـا"
هذي الكـتائبُ إنْ ثـارتْ بمعمعـةٍ = إعصـارُ ريحٍ يجذُّ النَّبْعَ والخَرِعَـا
أبطـالُ صَدْقٍ إذا رِيعتْ عقيـدتُهُمْ = أروكَ في الحربِ مِنْ آيـاتِهِمْ بِدَعَـا
إذا أظلـتْ فتىً مِنَّـا سَمَـا فَـرَحٍ = كانَ الجِـلادُ لهُ والقصـفُ مُنْتَجَعَـا
تلقاهُ في الروعِ مثلَ الطَّوْدِ مُنْتَصِباً = وفي المسـاجِدِ تلقاهُ الفتَى الوَرِعَـا
إذا دَعَتْـهُ ذُنُـوبٌ صَدَّهَـا وَجِـلاً = وإنْ تناهَى لهُ صوتُ الوغى هُرِعَـا
حتَّى الظباءُ لها في الغـابِ دمدمـةٌ = تُشْقِي الثعـالبَ والجرذانَ والضَّبُعَـا
للـهِ ريماً يهـابُ القـردُ طلعتهـا = ترى الجـآذرَ في آثـارِهَـا تَبَعَـا
أمٌ رؤومٌ لهـا في خِـدْرِهَـا أَلَـقٌ = وبالحنانِ سحـابُ الحُبِّ كمْ هَمَعَـا
تسقي الرضيعَ تُقىً مِنْ صدرِهَا لبَناً = بالحبِّ تُشْرِبُهُ عـزاً متى رَضِـعَـا
والغاصبـونَ لهمْ مِن كَـفِّهَا مطـرٌ = يشوي الحَشَا ورياحٌ تنسفُ البِيَعَـا
هاقدْ لقيتمْ بصـوتِ الريمِ زمجـرةً = وقصفَ رعْدٍ ورعْباً يُذْهِبُ الطَّمَعَـا
إنِّي رأيـتُ ترابَ القـدسِ يمقتُكُمْ = والأرضُ تكرهُ والتـاريخُ ماوُضِعَـا
وماوجـدتُ لكمْ في ظهرِهَا سَكَنـاً = إلاَّ ثراهَـا وفي النيـرانِ ماوَسِعَـا
يامَنْ بَنَيْتُـمْ جـدارَ الذلِّ لاتقفُـوا = هـاقدْ فرشْنَا لكمْ بالجمرِ مضطجعَـا
يامنْ زرعتمْ بذورَ الحقـدِ وَيْلَـكُمُ = وهلْ ستجنِي يهـودٌ غيرَ مَا زُرِعَـا
====================================
وأكون شاكرا لكل من يقوم بإيصال القصيدة إلى أهل الشهيدة ويحفظها ليسمعها لولديها حين يكبرا ليعرفا أي امرأة وأي بطلة كانت أمهما . وهذه ليست أمنية فقط بل طلب ملح وبشدة لمن يستطيع
مع تحياتي أخوكم فارس عودة