المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفل النجم -في رحيل المرشد العام الشيخ محمد مأمون الهضيبي



فارس عودة
17-01-2004, 10:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبابي الكرام ودعنا بالأمس القريب أحد أعمدة العمل الإسلامي ودعنا المرشد العام الشيخ مأمون الهضيبي هذا العلم الذي لم توفه وسائل الإعلام حقه من التقدير فلو أن من مات مغنيا أوممثلا أو شاعرا كنزار أو لاعب كرة لغطت وسائل الإعلام مراسم دفنه كاملة ولعقدت الندوات وأعلن الحداد ولكن هذا زمن يوزن الناس بأرجلهم وأوتارهم لابعلمهم وعملهم وقد رأيت أن من أوجب الواجبات في حقي أن أكتب في رحيل هذا العلم الذي لايحيط بقدره شعر ولانثر ولكن عسى أن يكون فيما أكتب غيضا من فيضه أو لعلني أوفيه بعض حقه علينا كمسلمين .
إن الكلام على أعلام كهذا الجليل لاينتهي ولكن سأترك الشعر يتكلم عن النجم الذي أفل:
"أفـلَ النجـم"

أفَـلَ الهُضَيْبِـي والأنيـنُ تردَّدَا = والكـونُ منْ صمتِ الظلامِ تأبَّدَا

والدمـعُ في مُقَلِ الأحـبةِ أنهـرٌ = والبحـرُ أرغى للفـراقِ وأزبَـدَا

أبتـاهُ قدْ أرخى الظلامُ سـدولَهُ = والكونُ أصبحَ منْ فراقِكَ أربَـدَا

أبتـاه كـيفَ أعيشُ بعدكَ إننـي = مِنْ غيرِ حضنِكَ قدْ أعيشُ مُشَرَّدَا

أرنو إلى وجهِ السـماءِ موَدِّعـاً = نجماً تألَّقَ في الفضاءِ وأوقَـدَا

ياأيُّهَـا النجمُ المُطِلُّ على الرُّبَـا = يا مَـنْ أنارَ لنا الدروبَ وأرشدَا

قدْ كـنتَ للأخـوانِ خـيرَ منارةٍ = يا منْ بهِ هـذا الظـلامُ تبـدَّدَا

إنِّي جَـرَعْتُ لِبُعْدِكمْ كأسَ النَّوَى = ولقيتُ يومـاً مستطيـراً أنكَـدَا

وكأنني والحـزنُ يعصرُ مهجتي = شَبَـحٌ إلى فـكِّ المنيـةِ أُوِردَا

ياسـيِّدَ الإخـوانِ ياعَلَـمَ التُّقَى = ياأيُّهَـا المأْمُـونُ ياعََلمَ الهُدَى

يامـنْ لهُ قلـبٌ يفيضُ محـبةً = وحنانُهُ يسقي القلوبَ على المَدَى

كمْ سرْتَ في رَكْبِ الدُّعَاةِ مُبَشِّراً = بلْ كنْتَ ياأبتي الحكيمَ المُرْشِـدَا

قدْ كـنتَ للإخـوانِ خيرَ مُعَلِّـمٍ = بلْ كـنْتَ في ركْبِ الأُبَاةِ السَّيِّدَا

ياذا الذي تَسمو النفـوسَ بذكرِهِ = وبحُـبِّـهِ هـذا النـداءُ تـردَّدَا

علَّمْتَنَـا أنَّ الحـيـاةَ عـقيـدةٌ = مِنْ أجلِهَا بالروحِ قدْ طابَ الفِدَا

علَّمْتَنَـا أنَّ الحيـاةَ رخـيصـةٌ = ولأجلِ دينِ اللـهِ ماأحلى الرَّدَى

اللـهُ غايتُنـَا ونـورُ محـمـدٍ = يهدي السُّرَاةَ السائرينَ السؤْدَدَا

نَسْقِي عِطاشَ الروحِ مِنْ قرآننا = وسُلاسِـلُ القرآنِ أعذبُ مورداَ

نبني بعزِّ الـدينِ صرْحاً شامخاً = ونعزُّ مِنْ طولِ السجودِ المَسْجِدَا

سيظلُّ صـوتُ الخالدينَ مدويـاً = يهدي إلى الدنيا تباشـيرَ الهُدَى

وتـرددُ الآفـاقُ صـدْحَ مـآذنٍ = ولتصحوَ الدنيا على رَجْعِ الصَّدَى

ونعـزُّ بالتكـبيرِ دينَ محـمـدٍ = ونذلُّ بالبتـارِ أعـنـاقَ العِـدَا

ونحـررُ الأقصى الأسيرَ بعزمةٍ = "وسنجعلُ اليرموكَ تأتينَـا غدَا"

ياخـيبرَ الكـفَّارِ هـذا زحفُنـَا = بكـتائبِ الإخـوانِ منتفضاً بدَا

سنسـيرُ يامأمـونُ خلفك إننَـا = رغمَ المصاعبِ ما خفرْنَا الموعِدَا

مامـاتَ نجْمٌ أو توارى كـوكبٌ = إلاَّ شهِدْنَـا بعـدَ لأيٍ مـولـدَا

فالشـمسُ تأفلُ أو يُكَوَّرُ نورُهـا = لكـنَّ دينَ اللـهِ لالـنْ يهمـدَا

لو أغمدتْ كَـفُّ المنيةِ صارماً = ماكـانَ لولا كفُّهَـا أنْ يُغْمَـدَا

لرأيتَ منْ بينِ الجموعِ صوارماً = ورأيتَ سيفـاً للجهـادِ مُجَـرَّدَا

لالـنْ نحيدَ عَنِ السبيلِ وربِّنَـا = لا لنْ نضيعَ غراسَكمْ فينا سُدَى

ستظـلُ رايـاتُ الهُدَى خَفَّـاقةً = يلتفُّ تحتَ ظِـلالِهِنَّ مَنِ اهْتدَى

سنظلُ روحـاً في شرايينِ الورى = تسري كما الأنسامِ أو طلِّ الندى

سترى زهورَ الأرض كيفَ تألقتْ = والطيـرَ فوقَ غصونهِنَّ مُغَرِّدَا

وبلابـلُ الشعـراءِ تصدحُ بالرُّبَا = تشدو لنصـرِ اللـهِ حينَ تجدَّدَا

لحنـاً تطيبُ بهِ النفوسُ وتنتشي = لحنـاً يلـذُّ لمـنْ ترَنَّمَ أو شَدَا

أبتـاهُ هل أبكي عليك وقـدْ رأت = عيناي أنَّكَ في النعـيمِ مخلَّـدَا

وأراكَ تمرحُ فـي جـوارِ أحـبةٍ = في جنةِ الفـردوسِ تلقَى أحمدَا

يلقـاكَ بالأحضـانِ في أفنانِهـا = ويقولُ مرحى قدْ رشدتَ محمَّـدَا
==============================
مع أمنيتي أن تصل القصيدة إلى أهله المرشد وإخوانه
مع تحياتي

عدنان أحمد البحيصي
18-01-2004, 10:30 PM
اخي
كلمات والله وصلت إلى اهله
فنحن أهله


بارك الله فيك اخي

عبد الوهاب القطب
18-01-2004, 10:48 PM
رحم الله الشيخ الهضيبي

واسكنه فسيح جناته.

كم انت رائع ووفي اخي فارس

وكم انا فخور بك ولك ممتن

فجزاك الله عنا كل خير

تحياتي واحترامي

المخلص

ابن بيسان

د. سمير العمري
21-01-2004, 01:41 PM
بارك الله بك أخي الحبيب على هذه الأبيات لمن يستحقها.

رحم الله الشيخ الهضيبي فقد كان أهلا للمكرمات.


تحياتي ومحبتي
:os: