تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شىء لزوم الشىء



مصطفى ابووافيه
23-07-2009, 11:09 AM
جلس الشيخ محمد امام مسجد ة يتسامر مع بعض رجال مدينته وذلك بعد الانتهاء من صلاة العشاء ، استمع الشيخ محمد الى مر الشكوى بسبب ضيق ذات اليد ولم تكن الشكوى مقصورة على من يريد ان يزوج ابنته او يعالج ابنه ، بل اصبحت الشكوى من عدم القدرة على توفير لقمة العيش مما اثر فيه كثيرا وعاد الى منزله مهموما وجلس فى شرفة المنزل يفكر فى احوال اهل مدينته وكيف يمكن تقديم المساعدة لهم ، نظر الى السماء وطلب من الله عز وجل ان يساعده فى مبتغاه ، وبينما هو مستغرق فى الدعاء والتفكير خيل اليه ان القمر يبتسم ، ابتسم هو ايضا ابتسامة خفيفة مستنكرا خياله الذى اوحى اليه بأن القمر يبتسم ، لكن القمر ابتسم اكثر واكثر ومد يده ووضع امام الشيخ سلة بيضاء يشع منها نور ساطع وقبل ان يستفسر الشيخ عما بداخل هذه السلة ضحك القمر وتوارى بين الغيوم .
نظر الشيخ الى ما بداخل السلة فاذا به يجد مفاتيح خزائن الارض .
فرح الشيخ بما وجد وعاهد نفسه ان يصرف كل ما تخرجه خزائن الارض على الفقراء والمحتاجين بشرط ان يفحص شكواهم جيدا حتى لا يقع فريسة لمدعى الفقر ،و اعلن الشيخ عن نيته هذه فى مسجد المدينة بعد الانتهاء من الصلاة ، فى البداية لم يصدقه احد وكانت الشكاوى التى تقدم قليلة ،و عندما شعر اهل المدينة بصدق الشيخ انهالت الطلبات عليه فاخذ فى فحصها جيدا ، تراكمت الشكاوى امام الشيخ بسبب عدم قدرته وحده على ملاحقة الشكاوى بالفحص والتمحيص
فقررالاستعانه بأحد الاصدقاء يثق فى امانته وحكمته لمساعدته فى اتمام فحص الطلبات ، لكن الطلبات كانت اكبر من قدرتهم واذداد الحمل عليهم ، وفى احدى المرات صاح الصديق فى وجه الشيخ قائلا --- ما هذا العبث ، انت شيخ كبير لا يصح ان تبذل هذا المجهود وانت تملك مفاتيح خزائن الارض ، دع هذا الامر لى --- سأنشأ جهازا خاصا لفحص الطلبا ت ، وسأعين به بعض شباب القرية ، فقط سأقتطع 10% من مما تخرجه خزائن الارض للصرف على رواتب العاملين بالجهاز ، وسيبقى للفقراء 90% -- استحسن الشيخ الفكرة ووافق عليها --- وبعد فترة نما الى علم الشيخ ان بعض العاملين بالجهاز انحرفوا وطلبوا من اصحاب الطلبات الهدايا والرشاوى ، انزعج الشيخ وقرر ان ينشأ جهازا سريا لمراقبة العاملين بجهاز الفحص ، استلزم ذلك استقطاع 20% اخرى للصرف على الجهاز ، تم جاء فى تقرير الجهاز ان هناك عصابة من اللصوص تخطط لسرقة خزائن الارض ، مما يستلزم وضع حراسة عليها واستلزم ذلك استقطاع 20% اخرى ، وفى تقرير آخر جاء فيه ان المدينة المجاورة علمت بأمر مفاتيح خزائن الارض فدفعت بجيوشها نحو الحدود تريد احتلال المدينة والاستيلاء على المفاتيح ، فكان لا بد من تجنيد بعض شباب المدينة للدفاع عنها وطبعا تم استقطاع 20% اخرى ، لا بد ايضاً من تسليح هذا الجيش وامداده بأسلحة متطورة وبذلك تم استقطاع 20% اخرى ولم يبقى للفقراء غير 10% تم استقطاعها هى الاخرى لدعم المجهود الحربى ، فلا صوت يعلو على صوت دعم المجهود الحربى --- الا...صوت زوجته وهى تقول --- سرحان فى ايه ياشيخ محمد ، طعام العشاء جاهز على المائدة – فقال لها – اعطيه للفقراء يا ام محمد فلم يعد للفقراء شىء --- لقد فرغت خزائن الارض --- لقد فرغت خزائن الارض

آمال المصري
22-03-2010, 05:31 PM
فكرة إن دلت تدل على مقدرة قاص برع في اقتناصها
بهرتني حد الدهشة التي تملكتني عند الفراءة
دمت حكيماً مبدعاً
مرحباً بك في ربوع الواحة
ولك سيدي الفاضل قلادة من ثناء وشكر

مصطفى ابووافيه
22-03-2010, 08:55 PM
فكرة إن دلت تدل على مقدرة قاص برع في اقتناصها

بهرتني حد الدهشة التي تملكتني عند الفراءة
دمت حكيماً مبدعاً
مرحباً بك في ربوع الواحة

ولك سيدي الفاضل قلادة من ثناء وشكر


شكرا لثنائك على النص سيدتى
ومليون تحية لمرورك الكريم بأعمالى
تحياتى

مصطفى ابووافيه
22-03-2010, 09:00 PM
كعادتى كل يوم وقفت امام المرآه اتأمل صورتى فيها ، اتأمل مافعله الدهر فى خلقة الله العلى العظيم ، المرآة لا تنافق ولا تجامل ، تظهر صورتى كما هى دون رتوش او تجميل ، لكن فى هذا اليوم حدث شىء غريب ، كأن المرآة مسها سحر او شىء من جنون ، لم تظهر صورتى كما هو مفروض ، بل اظهرت صورة ظهرى ، رغم اننى اقف امامها مثل كل مرة ، شىء غريب ! لماذا اظهرت الظهر هذه المرة ؟ وما هذا الشىء الذى ينموا اسفل ظهرى ؟! يبدوا لى كذيل صغير ، كيف ومتى نمى هذا الذيل ، ولماذا لم اشعر به من قبل !هذا هو عيبى اذن ، هذا هو التفسير المنطقى لعزوف البعض عنى وتجنبهم صداقتى ، يجب ان اتخلص من هذا الذيل ، احضرت سكين وقطعته ، لكن لا فائدة ، لم استطع التخلص منه فقد نمى غيرة بسرعة مذهلة ، اذن ما العمل ، كيف ادارى هذا الذيل ؟ كيف اتجنب اظهار هذا العيب ؟ سأرتدى الملابس الواسعة ربما اتمكن من اخفائه تحتها ، فشلت المحاولة ، مازال الذيل ظاهرا ، اذن سأتجنب البشر ، سأنزوى فى ركن صغير من الحياة ، ابداً هذا لن يجدى ، لا لا لايمكن تنفيذ ذلك ، اذن لا بد من المواجهة ، سأتحداهم واسير بينهم ، فليقبلونى هكذا او يرفضونى ، لن اهتم اذا تجنبنى بعضهم اوجميعهم ، ها انا اسير بينهم بلا خجل ، اشعر بصداع شديد ، توجد غشاوة على عينى ، بدأت تنقشع رويداً رويداً ، اصبحت ارى بشفافية اكثر ، اصبحت ارى حقيقة البشر ، انتقل سحر المرآة الى عينى ، ارى جميع البشر وقد ظهر لهم ذيول ، يختاف الذيل عن ذيلى ، بل يختلف الذيل من فرد لآخر ، لا يهم ، المهم ان للجميع ذيول ، بعضهم يشعر بوجوده ومعظمهم يجهل وجوده او يتظاهر بجهله ، اذن لا فرق بينى وبينهم ، سأسير بينهم مرفوع الرأس ، ومن يعترض منهم سأبين له عيوبه ، سأدعوه للوقوف امام مرآتى السحرية ،و سيرى بنفسه فظاعة ذيله

راضي الضميري
23-03-2010, 12:34 AM
جلس الشيخ محمد امام مسجد ة يتسامر مع بعض رجال مدينته وذلك بعد الانتهاء من صلاة العشاء ، استمع الشيخ محمد الى مر الشكوى بسبب ضيق ذات اليد ولم تكن الشكوى مقصورة على من يريد ان يزوج ابنته او يعالج ابنه ، بل اصبحت الشكوى من عدم القدرة على توفير لقمة العيش مما اثر فيه كثيرا وعاد الى منزله مهموما وجلس فى شرفة المنزل يفكر فى احوال اهل مدينته وكيف يمكن تقديم المساعدة لهم ، نظر الى السماء وطلب من الله عز وجل ان يساعده فى مبتغاه ، وبينما هو مستغرق فى الدعاء والتفكير خيل اليه ان القمر يبتسم ، ابتسم هو ايضا ابتسامة خفيفة مستنكرا خياله الذى اوحى اليه بأن القمر يبتسم ، لكن القمر ابتسم اكثر واكثر ومد يده ووضع امام الشيخ سلة بيضاء يشع منها نور ساطع وقبل ان يستفسر الشيخ عما بداخل هذه السلة ضحك القمر وتوارى بين الغيوم .
نظر الشيخ الى ما بداخل السلة فاذا به يجد مفاتيح خزائن الارض .
فرح الشيخ بما وجد وعاهد نفسه ان يصرف كل ما تخرجه خزائن الارض على الفقراء والمحتاجين بشرط ان يفحص شكواهم جيدا حتى لا يقع فريسة لمدعى الفقر ،و اعلن الشيخ عن نيته هذه فى مسجد المدينة بعد الانتهاء من الصلاة ، فى البداية لم يصدقه احد وكانت الشكاوى التى تقدم قليلة ،و عندما شعر اهل المدينة بصدق الشيخ انهالت الطلبات عليه فاخذ فى فحصها جيدا ، تراكمت الشكاوى امام الشيخ بسبب عدم قدرته وحده على ملاحقة الشكاوى بالفحص والتمحيص
فقررالاستعانه بأحد الاصدقاء يثق فى امانته وحكمته لمساعدته فى اتمام فحص الطلبات ، لكن الطلبات كانت اكبر من قدرتهم واذداد الحمل عليهم ، وفى احدى المرات صاح الصديق فى وجه الشيخ قائلا --- ما هذا العبث ، انت شيخ كبير لا يصح ان تبذل هذا المجهود وانت تملك مفاتيح خزائن الارض ، دع هذا الامر لى --- سأنشأ جهازا خاصا لفحص الطلبا ت ، وسأعين به بعض شباب القرية ، فقط سأقتطع 10% من مما تخرجه خزائن الارض للصرف على رواتب العاملين بالجهاز ، وسيبقى للفقراء 90% -- استحسن الشيخ الفكرة ووافق عليها --- وبعد فترة نما الى علم الشيخ ان بعض العاملين بالجهاز انحرفوا وطلبوا من اصحاب الطلبات الهدايا والرشاوى ، انزعج الشيخ وقرر ان ينشأ جهازا سريا لمراقبة العاملين بجهاز الفحص ، استلزم ذلك استقطاع 20% اخرى للصرف على الجهاز ، تم جاء فى تقرير الجهاز ان هناك عصابة من اللصوص تخطط لسرقة خزائن الارض ، مما يستلزم وضع حراسة عليها واستلزم ذلك استقطاع 20% اخرى ، وفى تقرير آخر جاء فيه ان المدينة المجاورة علمت بأمر مفاتيح خزائن الارض فدفعت بجيوشها نحو الحدود تريد احتلال المدينة والاستيلاء على المفاتيح ، فكان لا بد من تجنيد بعض شباب المدينة للدفاع عنها وطبعا تم استقطاع 20% اخرى ، لا بد ايضاً من تسليح هذا الجيش وامداده بأسلحة متطورة وبذلك تم استقطاع 20% اخرى ولم يبقى للفقراء غير 10% تم استقطاعها هى الاخرى لدعم المجهود الحربى ، فلا صوت يعلو على صوت دعم المجهود الحربى --- الا...صوت زوجته وهى تقول --- سرحان فى ايه ياشيخ محمد ، طعام العشاء جاهز على المائدة – فقال لها – اعطيه للفقراء يا ام محمد فلم يعد للفقراء شىء --- لقد فرغت خزائن الارض --- لقد فرغت خزائن الارض


لن أناقش أسلوب السرد، بل سأقول لك أخي الفاضل أنك عملت فوتوكوبي عن واقع حزين.

مع الفارق طبعا ، حيث أننا لا نجد الآن من يقول من هؤلاء أعطوا للفقراء طعامي .

لأنه شبعان على حسابهم ومن دون مقابل .

شكرًا لك

تقديري واحترامي

مصطفى ابووافيه
25-03-2010, 11:11 AM
لن أناقش أسلوب السرد، بل سأقول لك أخي الفاضل أنك عملت فوتوكوبي عن واقع حزين.

مع الفارق طبعا ، حيث أننا لا نجد الآن من يقول من هؤلاء أعطوا للفقراء طعامي .

لأنه شبعان على حسابهم ومن دون مقابل .

شكرًا لك

تقديري واحترامي

استاذى / راضى الضميرى
هل كان هذا الشيخ مسير ام مخير فى قراراته
ماذا كنت تفعل لو كنت مكانه
هل تستطيع فحص كل الطلبات دون جهاز مساعد ؟
هل ستسمح بأنتشار الفساد فى هذا الجهاز ؟ ام لا بد من انشاء جهاز امنى لمقاومة الفساد ؟
هل كنت ستسمح لقرية اخرى بغزو قريتك ؟ ام لا بد من تكوين جيش للتصدى لذلك الغذو ؟
انها معضلة الحياة لايستطيع حلها الا الله سبحانه وتعالى
شكرا لمرورك وتقبل تحياتنى

محمد ذيب سليمان
25-03-2010, 11:53 AM
الأستاذ مصطفى
استمتعت بنصيك الأول والثاني
وما يافت النظر في الأول أنك تحاو ل تبرير
سلوكيات معينة نراها في حياتنا ولا نوافق عليها
أما النص الثاني فكان يقول
كل منا به عيوب فلم يخفيها ما دام كل الناس لهم عيوبهم
واعذرني إذا اختلفت معك
إذا كان الله قد ستر علينا بعض عيوبنا فلماذا نفضح أنفسنا ؟
ومع ذلك فأنا أيضا أرى بها رمزية مختلفة
كل الناس بهم عيوب يدارون عليها وليس كل ما يظهر هو الحقيقة
شكرا لك

مصطفى ابووافيه
26-03-2010, 06:02 PM
الأستاذ مصطفى
استمتعت بنصيك الأول والثاني
وما يافت النظر في الأول أنك تحاو ل تبرير
سلوكيات معينة نراها في حياتنا ولا نوافق عليها
أما النص الثاني فكان يقول
كل منا به عيوب فلم يخفيها ما دام كل الناس لهم عيوبهم
واعذرني إذا اختلفت معك
إذا كان الله قد ستر علينا بعض عيوبنا فلماذا نفضح أنفسنا ؟
ومع ذلك فأنا أيضا أرى بها رمزية مختلفة
كل الناس بهم عيوب يدارون عليها وليس كل ما يظهر هو الحقيقة
شكرا لك
الاخ الفاضل /محمد ذيب
النص الثانى نشر فى هذا المكان بطريق الخطأ
فهو نص مستقل بذاته وكان المقصود نشره كقصة مستقلة
اتفق معك على ان الله ستر عيوبنا ولا يجب ان نفضح انفسنا
لكن بجب ايضا ان ننزوى فى ركن الحياه ونتجنب الاختلاط بالبشر لمجرد ان بنا عيوب
هذا هو الهدف من النص
تشرفت بمرورك بأعمالى وتقبل تحياتى

راضي الضميري
29-03-2010, 03:13 PM
استاذى / راضى الضميرى
هل كان هذا الشيخ مسير ام مخير فى قراراته
ماذا كنت تفعل لو كنت مكانه
هل تستطيع فحص كل الطلبات دون جهاز مساعد ؟
هل ستسمح بأنتشار الفساد فى هذا الجهاز ؟ ام لا بد من انشاء جهاز امنى لمقاومة الفساد ؟
هل كنت ستسمح لقرية اخرى بغزو قريتك ؟ ام لا بد من تكوين جيش للتصدى لذلك الغذو ؟
انها معضلة الحياة لايستطيع حلها الا الله سبحانه وتعالى
شكرا لمرورك وتقبل تحياتنى

أخي الكريم

نادرًا ما أعود لمشاركة أخرى في أي موضوع ما لم يكن أصل النقاش مطروح لمعالجة قضيّة معينة تحتاج إلى متابعة مستمرة.

لقد طرحت أخي الفاضل أسئلة مهمة لكن إجاباتها واضحة ولا تحتاج إلى كثير عناء للإجابة عليها.


إنّ هذا الشيخ ومن هم مثله ممن حملوا أمانة عظيمة ينطبق عليها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم" كلكم راع وكل مسئول عن رعيته" وهذا يعني أنّ المسئولية كبيرة وهي أمانة عظيمة وكبيرة ويتوقف عليها مصيره في الآخرة. ومن لم يرعها ويعطها حقها فإنه يكون بذلك قد فرط بها وأضاع نفسه.

الأمانة تقتضي أنْ يكون منتبها ومتيقظًا ومتابعًا لكل شئون رعيته، لا أن يترك الأمور بيد سين أو ضاد ومن دون متابعة ويقول في نفسه" عملت ما عليّ وانتهى الأمر".

والحكم سواء أكان لرعية مثل الحكام أو الرجل أو المرأة في بيتها، أو مدير المدرسة أو أي مكان فيه جمع من الناس وهو مسئول عنهم حتى لو كان يرعى الحيوانات فعليه أن يكون على قدر المسئولية وأن يتابع كل كبيرة وصغيرة.
إن سلمنا بما ذكرته أخي الكريم فهذا يعني حكمًا أن كل حاكم مسئول عن رعية ما – بصرف النظر عن العدد أو النوع- فهو بريء من تهمة التقصير، وهذا يجعل الجميع وكأنهم قد قاموا بمسئولياتهم على أكمل وجه أو لنقل قاموا بما عليهم وعلى قاعدة " لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها" وبذلك يفتي لنفسه وبرأها من تهمة التقصير.

قصتك قلنا عنها أنها تشبه واقعنا لكن مع الفارق لأننا لا نجد من يقول أعطوا طعامي لفلان أو علان لكون الغالبية العظمى تأكل وتشرب على حسا بهذا الفقير وتعيس الحظ الذي أوقعه واقعه تحت أنياب من لا يرحم.

لو ألقينا نظرة على واقعنا لعلمنا أن التقصير إن لم يكن التواطؤ هو سمة أصيلة عند أغلب من يحكم. وأعوانهم أشر منه.



على من يريد أن يكون مسئولا عن شيء ما أن يكون مراعيًا لحمل هذه الأمانة وأنه سيسأل عنها يوما ما ، ولو فكر للحظات أنه سيسأل عنها ربما لم يكن ليحملها من الأصل.

ولنا في السلف الصالح قدوة حسنة.

لكن لا حياة لمن تنادي في هذا الزمان.

أرجو أن يتسع صدرك لتعقيبي هذا، وأصدقك القول فقد رأيت أنك بررت موقف الشيخ وبحسن نية مبالغ فيها.

كان على الشيخ أن يكون متابعًا لشئون رعيته لأنه المسئول الأول والأخير أمام الله تعالى عنها.

لكن تقصيره كان واضحًا، ومعنى أن يحتاج سين أو صاد لمن يساعده في الحكم لا يعني أن يترك الأمر لهم في كل كبيرة وصغيرة، ومن دون متابعة منه لأنه بذلك يكون قد يسلّم رقبته ورقاب رعيته لغيره. وللعلم هناك من يعلم بسوء أتباعه ولكن مصلحته تتطلب منه أن يبقي عليهم.

الأمور فيها مصالح شخصية ومتى حدث ذلك فقل وداعًا للأمانة والمسئولية "لأن الغاية تبرر الوسيلة "هكذا يقول عمهم ميكيافليي وهو قدوة الجميع في هذا الزمان العجيب .


شكرًا لك أخي الكريم.

مصطفى ابووافيه
30-03-2010, 02:17 PM
أخي الكريم

نادرًا ما أعود لمشاركة أخرى في أي موضوع ما لم يكن أصل النقاش مطروح لمعالجة قضيّة معينة تحتاج إلى متابعة مستمرة.

لقد طرحت أخي الفاضل أسئلة مهمة لكن إجاباتها واضحة ولا تحتاج إلى كثير عناء للإجابة عليها.


إنّ هذا الشيخ ومن هم مثله ممن حملوا أمانة عظيمة ينطبق عليها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم" كلكم راع وكل مسئول عن رعيته" وهذا يعني أنّ المسئولية كبيرة وهي أمانة عظيمة وكبيرة ويتوقف عليها مصيره في الآخرة. ومن لم يرعها ويعطها حقها فإنه يكون بذلك قد فرط بها وأضاع نفسه.

الأمانة تقتضي أنْ يكون منتبها ومتيقظًا ومتابعًا لكل شئون رعيته، لا أن يترك الأمور بيد سين أو ضاد ومن دون متابعة ويقول في نفسه" عملت ما عليّ وانتهى الأمر".

والحكم سواء أكان لرعية مثل الحكام أو الرجل أو المرأة في بيتها، أو مدير المدرسة أو أي مكان فيه جمع من الناس وهو مسئول عنهم حتى لو كان يرعى الحيوانات فعليه أن يكون على قدر المسئولية وأن يتابع كل كبيرة وصغيرة.
إن سلمنا بما ذكرته أخي الكريم فهذا يعني حكمًا أن كل حاكم مسئول عن رعية ما – بصرف النظر عن العدد أو النوع- فهو بريء من تهمة التقصير، وهذا يجعل الجميع وكأنهم قد قاموا بمسئولياتهم على أكمل وجه أو لنقل قاموا بما عليهم وعلى قاعدة " لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها" وبذلك يفتي لنفسه وبرأها من تهمة التقصير.

قصتك قلنا عنها أنها تشبه واقعنا لكن مع الفارق لأننا لا نجد من يقول أعطوا طعامي لفلان أو علان لكون الغالبية العظمى تأكل وتشرب على حسا بهذا الفقير وتعيس الحظ الذي أوقعه واقعه تحت أنياب من لا يرحم.

لو ألقينا نظرة على واقعنا لعلمنا أن التقصير إن لم يكن التواطؤ هو سمة أصيلة عند أغلب من يحكم. وأعوانهم أشر منه.



على من يريد أن يكون مسئولا عن شيء ما أن يكون مراعيًا لحمل هذه الأمانة وأنه سيسأل عنها يوما ما ، ولو فكر للحظات أنه سيسأل عنها ربما لم يكن ليحملها من الأصل.

ولنا في السلف الصالح قدوة حسنة.

لكن لا حياة لمن تنادي في هذا الزمان.

أرجو أن يتسع صدرك لتعقيبي هذا، وأصدقك القول فقد رأيت أنك بررت موقف الشيخ وبحسن نية مبالغ فيها.

كان على الشيخ أن يكون متابعًا لشئون رعيته لأنه المسئول الأول والأخير أمام الله تعالى عنها.

لكن تقصيره كان واضحًا، ومعنى أن يحتاج سين أو صاد لمن يساعده في الحكم لا يعني أن يترك الأمر لهم في كل كبيرة وصغيرة، ومن دون متابعة منه لأنه بذلك يكون قد يسلّم رقبته ورقاب رعيته لغيره. وللعلم هناك من يعلم بسوء أتباعه ولكن مصلحته تتطلب منه أن يبقي عليهم.

الأمور فيها مصالح شخصية ومتى حدث ذلك فقل وداعًا للأمانة والمسئولية "لأن الغاية تبرر الوسيلة "هكذا يقول عمهم ميكيافليي وهو قدوة الجميع في هذا الزمان العجيب .


شكرًا لك أخي الكريم.

اخى العزيز / راضى الضميرى
اتفق معك فى كثير مما قلت
لكن اليست المتابعة هى التى اجبرته على تعيين جهاز امنى لمكافحة الفساد فى جهاز البحث فى الطلبات !
وتتوالى الاحداث ولو لم يكن متابعا لترك الامور تسير بعفوية حتى يفاجأ بغزو القرية المجاورة لقريته
انا ارى ان الخطأ ناتج عن وجود مفاتيح جزائن الارض فى يد من هو غير اهل لها
كان المفروض ان يتنازل عن تلك المسؤولية لمن هو اهل لها
هناك حديت لرسولنا الكريم يقول ( رحم الله امرىء عرف قدر نفسه )
شكرا للمتابعه اخى الكريم وتقبل تحياتى
مصطفى ابووافيه

ربيحة الرفاعي
03-10-2014, 06:14 PM
تمكن في الأداء القصّي جدير بالوقوف عنده، ونص تسارعت حركة السردية ناطقة بحدةِ تصاعد وتيرة الحدث، في عزف على تداعيات الخطوة فالخطوة متناغم وشيق بصورة لا تسمح بالإفلات من استقطاب النص ...
ولكني أسجل هنا اعتراضا على تبرير الشيء ...

وأحيي إبداعك وهذه القدرة الملفتة
***
أما القصة الثانية فلا أستنسب التعليق عليها هنا ، وأظن من الأنسب معاودة طرحها كموضوع جديد مستقل إن لم يكن تم ذلك مسبقا

دمت بخير

نداء غريب صبري
29-12-2014, 08:33 PM
قصة جميلة مشوقة ومؤثرة وأسلوبها مدهش
أمتعتني قراءتها

شرا لك أخي

بوركت

خلود محمد جمعة
04-01-2015, 08:07 AM
شيء لزوم شيء ولا لزوم لشيء في حالة الفقر فالفقير لا شيء يذكر
قصة عميقة بسرد ماتع
والقصة الثانية مكثفة وتطرح فكر جاد برمزية جميلة
تقديري
بوركت

ناديه محمد الجابي
29-11-2015, 07:41 PM
يقول تعالى : قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ ...(100) الإسراء.

قصة تميزت برصانة أفكارها ومتانة بنائها
عميقة المعنى ، مدهشة بذكاء طرحها وعمق محمولها
دمت مبدعا. :001: