تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ارحل.. رثاء الشيخ محمد الأنصاري



عبد الواحد الأنصاري
28-07-2009, 05:43 PM
ارحل
في رثاء الشيخ (همّ) محمد بن محمد طاهر الأنصاري

غاب عنا بعد أن قضى قرنا كاملا من الزمان، وكان شيخا فاضلا راوية علاّمة، لا تأخذه في الوقائع والحقائق لومة لائم، وفجعت به أسرته ومحبوه أيما فجيعة.



**


أمسيتَ يا طيب الأثواب مجدولا
مغيّباً في تراب اللحد معزولا


فما الضحى بعدما غادرت مبتهجاً
وما المساءُ على لقياكَ مسدولا


نكّستَ راية مجد كنت رافعَها
قرناً بكفك فازدادت بها طولا


فكلَّ رمحٍ تركتَ اليومَ منكسراً
وكلََّ سيفٍ تركتَ اليوم مفلولا


وكلُّ بيت من الأنصارِ بات له
دمٌ على الدهرِ يبقى الدهرَ مطلولا
**


أبكيتَ بعدك يُتماً كل آنسةٍ
جادت عليكَ بطرفٍ سال مكحولا


حتى العصافير من أعشاشها فزعتْ
لما رأتك على الأكتاف محمولا


أبكيك للعلم يا من لست كاتمَه
وللمآثر أبكي نفسَك الطولى


يا من صمدتَ لقول الحق فاندحرتْ
كتائبُ الزور حتى ارتدّ مخذولا


خطّتْ يمينك خطاً فاستقام به
ميلُ الرواةِ فما ينفكّ معدولا


لئن رحلتَ فقد خلّفتَ منصلتاً
يبقى على هامة البهتانِ مسلولا


فما الحروف التي سطرتها عبثاً
وما الكتاب إذا ما مِتَ مقتولا


ولم يزل طيبك المبثوثُ منتشراً
كأنما انداحَ في الأنسام محفولا
**


لو كان للموت أن يرتدّ عن أحدٍ
بعد النفاذ لعادتْ روحُك الأولى


إلا النبي وإخواناً له سبقوا
بالصالحاتِ وما خلّوكَ مجهولا


فما رأيناك بالأحقاد مضطغناً
ولا بغير الرضا والبشر مشمولا
**


أتعبتَ بعدك أقواماً إذا نطقوا
لم يعرف الناسُ قولاً كان مفعولا


وعاب صدقَكَ فيهم أنهم كذبوا
وجئتَ بالصدق عند الله مقبولا


فارحل.. فما أنت إلا صوب غاديةٍ
سقى السباخَ وظل القفرُ ممحولا


وارحل.. فرضوان ربي خير مرتفَقٍ
للراحلين وإن ظنوه مرذولا
5*8*1430هـ

يحيى سليمان
28-07-2009, 05:58 PM
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته
قصيدة لا تنبغي إلا لشاعر رائع
رشيق المفردات
نافذ إلى الشعور

لي ملاحظة في نحو هذا البيت

فما الضحى بعدما غادرت مبتهجاً
وما المساءُ على لقياكَ مسدولا

مبتهجا
ومسدولا حقهما الرفع

عبد الواحد الأنصاري
28-07-2009, 07:12 PM
أحييك يا شيخنا يحيى سليمان على ردك السريع والمتفاعل مع النص
ولا عدمت قلما كقلمك.

وأما (ما) فهذه هي ما الحجازية التي تعمل عمل ليس، وهي أكثر استعمالا في لغة العرب ولكن غلب في هذا العصر استعمال ما التميمية.

هذا للتوضيح فقط، وشكرا لك.

ماجد الغامدي
28-07-2009, 08:21 PM
ارحل

في رثاء الشيخ (همّ) محمد بن محمد طاهر الأنصاري

غاب عنا بعد أن قضى قرنا كاملا من الزمان، وكان شيخا فاضلا راوية علاّمة، لا تأخذه في الوقائع والحقائق لومة لائم، وفجعت به أسرته ومحبوه أيما فجيعة.



**


أمسيتَ يا طيب الأثواب مجدولا
مغيّباً في تراب اللحد معزولا


فما الضحى بعدما غادرت مبتهجاً
وما المساءُ على لقياكَ مسدولا


نكّستَ راية مجد كنت رافعَها
قرناً بكفك فازدادت بها طولا


فكلَّ رمحٍ تركتَ اليومَ منكسراً
وكلََّ سيفٍ تركتَ اليوم مفلولا


وكلُّ بيت من الأنصارِ بات له
دمٌ على الدهرِ يبقى الدهرَ مطلولا
**


أبكيتَ بعدك يُتماً كل آنسةٍ
جادت عليكَ بطرفٍ سال مكحولا


حتى العصافير من أعشاشها فزعتْ
لما رأتك على الأكتاف محمولا


أبكيك للعلم يا من لست كاتمَه
وللمآثر أبكي نفسَك الطولى


يا من صمدتَ لقول الحق فاندحرتْ
كتائبُ الزور حتى ارتدّ مخذولا


خطّتْ يمينك خطاً فاستقام به
ميلُ الرواةِ فما ينفكّ معدولا


لئن رحلتَ فقد خلّفتَ منصلتاً
يبقى على هامة البهتانِ مسلولا


فما الحروف التي سطرتها عبثاً
وما الكتاب إذا ما مِتَ مقتولا


ولم يزل طيبك المبثوثُ منتشراً
كأنما انداحَ في الأنسام محفولا
**


لو كان للموت أن يرتدّ عن أحدٍ
بعد النفاذ لعادتْ روحُك الأولى


إلا النبي وإخواناً له سبقوا
بالصالحاتِ وما خلّوكَ مجهولا


فما رأيناك بالأحقاد مضطغناً
ولا بغير الرضا والبشر مشمولا
**


أتعبتَ بعدك أقواماً إذا نطقوا
لم يعرف الناسُ قولاً كان مفعولا


وعاب صدقَكَ فيهم أنهم كذبوا
وجئتَ بالصدق عند الله مقبولا


فارحل.. فما أنت إلا صوب غاديةٍ
سقى السباخَ وظل القفرُ ممحولا


وارحل.. فرضوان ربي خير مرتفَقٍ
للراحلين وإن ظنوه مرذولا

5*8*1430هـ



رحم الله الشيخ الفقيد فقيد العلم والفقه والتقى وجزيت خيراً على هذه الرثائية التي وإن أظهرت الحزن فقد كانت قرينة اليقين والرضا وقد أوفيت محاسنهُ وهو من قومٍ نحبهم ونحبه في الله ، رحمه الله ووالدينا ووالديكم وأموات المسلمين جميعاً

د. سمير العمري
01-02-2010, 07:04 PM
قصيدة من الروائع في الرثاء أحسنت سبكها وتراكيبها وديباجتها فلله در حرفك أيها الشاعر الكبير!

رحم الله ذلك العلامة الكبير وشكر الله لك أيها الشاعر المبهر!

أهلا ومرحبا بك في مبدعا فذا أفياء واحة الخير.



تحياتي

عبد الواحد الأنصاري
01-02-2010, 07:18 PM
لا تزال يا أستاذ سمير متابعا لنصوصي على رغم ابتعادي ونأيي وانشغالي.

فلا عدمتك يا من لا تنسى وإن سهونا.