المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إرث ووريث



د . مياده لبابيدي
31-07-2009, 08:57 PM
إرث ووريث
*دويّ همسات القريبات والجارات .... يقطعه بين الفينة والفينة عويل أم ثكلى ....... صرخات أخت معوقة ...... بكاء طفل رضيع
ـ حادث أليم.... !!
ـ زوجته توفيت فور وصولها المشفى
ـ لا.... قالوا أنها أفاقت على آلام المخاض وتوفيت بعد أن رأت وليدها وقبّلته.
ـ قدره يولد يتيم الأبوين
الأم (بحرقه وألم ) : انتظرت حفيدي عشرون عاماً .. آه .. آه .. لو كنت أعلم أنني يوم أراه أكون قد فقدت أباه ... يا الله ليتني ما.........
* قريبتها تشد على يدها وهي تلقنها : إنا لله وإنا إليه راجعون .
ـ هل ترين أن زوجته الأولى ...... كأنها صنم ...
ـ حتى انها رفضت ارتداء السواد.
(صراخ الطفل الرضيع يكاد يصم الآذان)
*أسرعت متجاوزة بعضاً من درجات السلم المؤدي إلى حجرتها
حتى كادت تتعثر بثوبها الوردي الذي انتظرت به عودة الزوج الغائب
أقفلت الباب وبدأت بالصراخ
: لم أعد أحتمل همسات.. تعليقات .. تساؤلات
: وأنا لم أعد أحتمل أرجوك سيدتي أطلقيني دعيني أنزل
: لا وألف لا لن أضعف لن أستكين
: أو هى الحرب أم الحزن؟
: على ماذا وعلى من ؟
: حبيبك ورفيق دربك
: لقد خانني
: بل استأذنك
: هل كان بيدي أن أرفض ....لقد استحلفني بحبي له
: كفى عناداً سأنزل
: لا لا لايستحق
: صبر ... وانتظر...
: كنت له خير سكن
: وهو ملأه بالمودة والرحمة...... سيدتي أصبح الجو هنا لايطاق......
بدأ يزدحم بنا المكان....
: ماذا وجد عندها ولم يجده عندي
: لا شيئ سوى الخلف
: من غريبة ومن بلد غريب ؟
: حفاظاً على ماء وجهك
: هذا ماقاله هو
: ماكذب يوماً
: نعم ماكذب يوماً ومابخل يوماً وما غضب يوماً وما وما وما.... إنه حبيبي
: هل آن الأوان ....أن تطلقي لنا العنان
* خطوات والدته وبكاء الرضيع يرتفع ويقترب
الأم وهى تطرق الباب بعكازها الخشبي : أرجوك ياابنتي ماعدت أقوى
على حمله .
: لاأريد أن أراه
: ومن غيرك سيرعاه ...
: أنا !!!
: لم تكوني يوماً بهذه القسوة .......... (صوت العكاز يقع .... )
تسرع وتفتح الباب ظناً منها أن العجوز قد وقعت......... التي تقوم بدورها بدفع الطفل بين يدي كنتها وتهم بالنزول وهى تستجديها بنظراتها وكأنها تقول أنه قدرك ياابنتي
*ترددت كثيراً قبل أن تنظر إلى وجهه ..... وجه امتزجت به البراءة مع اليتم والصفاء مع الجوع .... عندها أحست أن ثمة مشاعر بدأت تسري في عروقها.... مشاعر لم تختبرها قبل اليوم ....... مشاعر لطالما انتظرتها وحلمت بها.........
: أهي الأمومة؟
: نعم هي الأمومة ..
وفي اللحظة التي انحنت فيها لتقبله.......هنا .... ودون استئذان.... غلبتها دموعها ولم تعد تستجديها ..... وتدافعت بغزارة على وجنتي الطفل
الذي بدأ يلثم خديها.........
: آه ماأشبهك بأبيك.... ماأشبهك بحبيبي.... أهلاً بك ياطفلي الغالي
أهلاً بك يا أغلى إرث وأجمل وريث.

خليل ابراهيم عليوي
31-07-2009, 11:45 PM
الاخت الدكتورة ميادة لبابيدي الكريمة

قصة جميلة شيقة مؤثرة احسنت فيها و في اقتناص صورها الاخاذة الا انني وجدك قد رفعت منصوبا ارجو الانتبا اليه في :
الأم (بحرقه وألم ) : انتظرت حفيدي عشرون عاماً .. آه .. آه .. لو كنت أعلم أنني يوم أراه أكون قد فقدت أباه و الاصح انتظرت حفيدي عشرين عاما

مع احترامي و تقديري و تحملك لثقل دمي

د خليل

د . مياده لبابيدي
01-08-2009, 11:17 AM
كل التقدير والشكر والامتنان لك د خليل
وأرحب بأي انتقاد وتصحيح
جزاك الله خيراً

مازن لبابيدي
03-08-2009, 03:38 PM
أختي الغالية
قرأت قصتك البديعة منذ أيام ، لكن حالت بعض المشاغل دون تمكني من الرد في حينه .
القصة جميلة ولها بعد "درامي" عميق شكّله فقد الأم لابنها وولادة حفيدها يتيماً وصدمة الزوجة الأولى بزوجها وأخيراً قبولها للمولود إرثاً ووريثاً .
أجد بعض اللبس في كون الزوجة تعلم بزواج زوجها من أخرى وانتظارها له بثوبها الوردي من جهة ، وفي اتهامها له بالخيانه بعد ذلك ، هل كانت تستبعد منه ذلك في واقع الحال أم فوجئت بأنه أخفى عنها زواجه وحمل زوجته الأخرى ؟

كذلك أختي العزيزة أرى أن فقدان الأم (الجدة) لابنها كان يستوجب منك تصويراً أكثر لفجيعتها به ، وإن كان الوليد اليتيم هو المحور الأساسي للقصة ، وهو على ما يبدو الدافع وراء الزواج الثاني الذي كان لها اليد الكبرى فيه ...

الخاتمة كذلك كانت موفقة ومتناسبة مع العنوان .

بانتظار المزيد منك

تحيتي لك ولإبداعك يا أروع الأخوات .

د . مياده لبابيدي
03-08-2009, 09:11 PM
أخي وقدوتي أبو عبد الرحمن
من الممتع قراءة رأيك عبر هذه الصفحة واعذر جرأتي بالرد وهو للتوضيح فقط وليس للجدل مع أخي الكبير
هي تعلم بزواجه الثاني وتعلم أنه غادرها لهذا وتعلم بحمل زوجته وعودتهما...لكنها في البدايه اعتبرت ان مجرد تفكيره بالزواج الثاني خيانه....وطبيعة الأنثى أنها عند الغضب تقوم بنبش ما كانت قد دفنته بيدها لذلك هي تلوم نفسها على الموافقة ويجب ألاترضخ لاستحلافه لها...وأنها السبب في فقدها لزوجها...., أما عن الثوب الوردي فهو لتذكر زوجها بالأيام الخوالي....وأنها مازالت شابة وأيضاً من باب المنافسة مع الزوجة الثانية.
كل الاحترام والشوق لك ياأخي الحبيب

براءة الجودي
07-03-2013, 09:53 AM
غمرتني الأحاسيس في القصةخصوصا في نهايتها الجيلة التي تكدست فيها المشاعر اإنسانية الحقيقة من عطف ورحمة
شكرا لقلمك الجميل أخت ميادة

ناديه محمد الجابي
07-03-2013, 12:14 PM
الغيرة.. غريزة فطرية خلقها الله داخل كل إنسان
لكن هناك من يتحكم في هذه الغريزة, وهناك من
يتركها تنطلق لتدمره ـ وقد أوشكت الغيرة أن تنقلب
في قلبها حقدا يحرق كل معنى جميل, ربما لشدة حبها
له ... ولكن في النهاية تغلب الطبع علي التطبع , فبمجرد
أن حملت الطفل تحركت غريزة الأمومة فيها لتحتضن الطفل
وتنسى كل شىء .
قصة إنسانية جميلة , ونص رائع فكرة وسردا , وخاتمة جميلة
سلمت والأبداع .

ربيحة الرفاعي
09-04-2013, 12:07 AM
قصة إنسانية الموضوع شفافة الطرح
اسهبت الكاتبة في السرد في مقاطع من المشهد غير متعلقة بقوة بمحور القصة ، بينما لم يحظ محورها وفقا لقراءتي وهو الأرملة العاقر وصراعها بحقه في سرد يضع المتلقي في حيز معايشة الحالة وفهمها

دمت بخير أيتها الراقية

تحاياي

فاتن دراوشة
09-04-2013, 07:45 AM
ما أروع مشاعر الأمومة حينما تداعب قلب الأنثى

لكم تهب القلب من متعة وهناء

قصّة رائعة غاليتي

محبّتي

كاملة بدارنه
29-04-2013, 06:54 PM
قصّة صوّرت واقعا وبأسلوب جميل ...
يغيظ المرأة مثل هذه المواقف، لكنّ النّهاية كانت غريبة نوعا ما، إذ كانت القفزة المشاعريّة سريعة في تحوّلها وعلاقتها مع الطّفل.
بوركت
تقديري وتحيّتي

نداء غريب صبري
17-08-2013, 11:09 AM
قصة جميلة فيها روح أمومية أحببتها

شكرا لك أختي

بوركت

د. سمير العمري
07-09-2013, 05:41 PM
نص مؤثر بحق وتناول أتثوي مميز لهذا الجانب الإنساني في العلاقات البشرية.
بخصوص القص فقد كان مشوقا مؤثرا وبخصوص النص فقد جاء أقرب إلى تناول "سيناريو" لمضمون القصة وليس نصا قصصيا تاما.
دمت بخير وعافية!

تقديري

لانا عبد الستار
25-08-2014, 05:17 PM
قصة جميلة جدا أختي الكريمة وفيها جانب كبير من الدراما والمعالجة النفسية للجانب العاطفي في المرأة
رائع ما قرأت هنا فلك التقدير

أشكرك

خلود محمد جمعة
28-08-2014, 01:44 AM
قصة تحكي فجيعة أم
يتم طفل
وصلب امرأة بين مشاعر الغيرة والحب ،الظلم والرأفة
بأسلوب جميل عازه بعض تكثيف
تقديري

د.حسين جاسم
06-11-2014, 01:20 AM
مشاعر الأمومة هي الأسمى حتى لمن لم ترزق الولد، لهذا تحركت الأم بداخلها تستقبل التركة الطفل
نص موضوعه جميل يستحق عناية الكاتبة
أحييك

آمال المصري
05-10-2015, 07:50 AM
وكدأب مجتمعنا الشرقي كثيرا ماتنتبذ الزوجة زيجة أخرى لرجلها .. بل تعتبرها خيانة أشد من الفحشاء التي ربما الكثيرات تغفرها ولا تغفر الزواج الثاني جلب " الضُرَّة " لها مهما كانت الأسباب رغم أن الله سبحانه وتعالى أحله
نص شائق بسرده وتسلسل أحداثه وخاتمته التي أورثتها طفلا يكون لها قرة عين وركنا للحياة عوضا عن ما افتقدته
د. ميادة لبابيدي ...
وقع نصك بيدي مصادفة فأثار فضولي لأجدك أديبة شاملة تكتبين القصة والنثر والشعر ....
بوركت واليراع المبدعة
وتشتاقك واحتك فمرحبا بك ألفا
تحاياي