عبد الواحد الأنصاري
15-08-2009, 09:10 PM
كفاح ص
نشر حوار مع الكاتب ص في مجلة شهرية من أحد بلدان ناطحات السحاب، وكوفئ عليه بمبلغ 1000 دولار. بعد شهرين أرسل الحوار نفسه إلى مجلة فصلية تصدر في إحدى العواصم الصحراوية النائية، ليكافأ ب500 دولار. وأخيرا نشر الحوار نفسه في مجلة من أقطار المتوسط الخصيبة، لتهبط المكافأة إلى 50 دولارا. فجأة فقد المقال قيمته وتناقلت المطبوعات تحذيرات متبادلة من تصرفات الكاتب الغريبة. وغرق ص في فاقة معتمة، أدت به إلى جوع وحشي. فقرر أن يضرب عن الأكل احتجاجا على الجوع الذي يصيبه، لعل الرأي العام في وطنه يرأف بحاله. بعد يومين من الإضراب وافاه اتصال من مكتب الرئيس يكلفه بكتابة أسئلة ثقافية للرئيس والإجابة عليها. لكن المصيبة وقعت عندما نشر الحوار في جريدة الوطن الرسمية دون أن يتقاضى أي مكافأة. وفجأة وُجد ص في شقته ميتا. فشك أصدقاؤه الذين تخلوا عنه في فترة جوعه بالأمر، واستيقظت ضمائرهم فقرروا أن ينظموا له جنازة محترمة. لكن جثة ص واصلت احتجاجها على نفاق أصدقائه فأضربت عن الوجود واختفت تماما. ومن الغد أصدرت الجريدة تكذيبا رسميا للحوار الذي أجراه ص مع الرئيس جملة وتفصيلا؛ بحجة أن الرئيس رجل عسكري صلب، ولم يحدث له قط أن تورط في قراءة الروايات الغرامية.
نشر حوار مع الكاتب ص في مجلة شهرية من أحد بلدان ناطحات السحاب، وكوفئ عليه بمبلغ 1000 دولار. بعد شهرين أرسل الحوار نفسه إلى مجلة فصلية تصدر في إحدى العواصم الصحراوية النائية، ليكافأ ب500 دولار. وأخيرا نشر الحوار نفسه في مجلة من أقطار المتوسط الخصيبة، لتهبط المكافأة إلى 50 دولارا. فجأة فقد المقال قيمته وتناقلت المطبوعات تحذيرات متبادلة من تصرفات الكاتب الغريبة. وغرق ص في فاقة معتمة، أدت به إلى جوع وحشي. فقرر أن يضرب عن الأكل احتجاجا على الجوع الذي يصيبه، لعل الرأي العام في وطنه يرأف بحاله. بعد يومين من الإضراب وافاه اتصال من مكتب الرئيس يكلفه بكتابة أسئلة ثقافية للرئيس والإجابة عليها. لكن المصيبة وقعت عندما نشر الحوار في جريدة الوطن الرسمية دون أن يتقاضى أي مكافأة. وفجأة وُجد ص في شقته ميتا. فشك أصدقاؤه الذين تخلوا عنه في فترة جوعه بالأمر، واستيقظت ضمائرهم فقرروا أن ينظموا له جنازة محترمة. لكن جثة ص واصلت احتجاجها على نفاق أصدقائه فأضربت عن الوجود واختفت تماما. ومن الغد أصدرت الجريدة تكذيبا رسميا للحوار الذي أجراه ص مع الرئيس جملة وتفصيلا؛ بحجة أن الرئيس رجل عسكري صلب، ولم يحدث له قط أن تورط في قراءة الروايات الغرامية.