مشاهدة النسخة كاملة : بين "إناثاً والذكور"
احمد حمود الغنام
16-08-2009, 02:09 PM
لأهل اللغة وقفات ولفتات طريفة مفيدة وهم يتجولون بين ثناياها وقد أورد أبو حيان التوحيدي في كتابه الإمتاع والمؤانسة هذه اللفتة الطريفة حيث يقول :
جرى حديث الذكور والإناث، فقال الوزير، قد شرّف الله الإناث بتقديم ذكرهن في قوله عز وجل: " يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور " . فقلت: في هذا نظر؛ فقال: ما هو: قلت قدم الإناث - كما قلت - ولكن نكّر، وأخّر الذكور ولكن عرّف، والتعريف بالتأخير أشرف من النكرة بالتقديم. ثم قال: هذا حسن. قلت: ولم يترك هذا أيضاً حتى قال: " أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً " فجمع الجنسين بالتنكير مع تقديم الذكران، فقال: هذا مستوفى.
عن الامتاع والمؤانسة للتوحيدي
حسن العطية
12-03-2010, 09:36 AM
بارك الله فيك أخي الكريم على هذه اللطيفة ..
وننتظر المزيد من اختياراتك ..
دمت بخير ..
همس القلم
17-03-2010, 03:40 PM
بارك الله بكم
وجزيتم خيرا
على النقل المفيد الممتع
احمد حمود الغنام
13-04-2010, 11:12 AM
بارك الله فيك أخي الكريم على هذه اللطيفة ..
وننتظر المزيد من اختياراتك ..
دمت بخير ..
باركك المولى مشرفنا الفاضل حسن عطية مرور يسعدني .
دمت وسلمت ،
د عثمان قدري مكانسي
13-04-2010, 12:13 PM
لعلّ تنكير الإناث سببه قلّة رغبة الرجال فيهنّ ، وعرّف الذكور لتشوّف الآباء إليهم ، ورغبتهم فيهم ، وقدّمهنّ القرآن لينبه إلى أنّهنّ قد يكنّ خيراً من الذكور المرغوب فيهم .
وقدّم الله تعالى الذكور على الإناث في قوله " أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً " لأن الذكور مقدمون على الإناث ، فالعربية تخاطب الإناث بضمير المذكر حين يكون بينهنّ ذكر واحد ، فكيف والذكور المخاطبون بعدد الإناث ؟
والملفت للنظر أن كلمة " يهب " ذكرت مرتين بصريح العبارة ، وألمح إليها القرآن في قوله " أو يوجهم ذكراناً وإناثا" فصارت مذكورة حكماً ثلاث مرات ، وذكرت كلمة " ويجعل " مرة واحدة وهذا يدل على أن القاعدة الحيوية تبنى على الأكثر ، فالله سبحانه جعل استمرار الحياة في الولادة ... إنه خلق آدم واحداً وحواء واحدة ، وجعل التزاوج طريق الاستمرار الأبدي ... وهذا هو الأصل في الحياة .أما العقم فنسبته قليلة لأنه خروج على القاعدة التي أرادها الله تعالى ..
واستعمل فعل " يجعل " ليدل على الخروج عن القاعدة ، فهو من أفعال التحويل - كما نعلم - والله أعلم
عثمان
احمد حمود الغنام
17-04-2010, 03:51 PM
بارك الله بكم
وجزيتم خيرا
على النقل المفيد الممتع
شكر الله لك على المرور العطر ، نفعنا الله بك ..
احمد حمود الغنام
17-04-2010, 03:54 PM
لعلّ تنكير الإناث سببه قلّة رغبة الرجال فيهنّ ، وعرّف الذكور لتشوّف الآباء إليهم ، ورغبتهم فيهم ، وقدّمهنّ القرآن لينبه إلى أنّهنّ قد يكنّ خيراً من الذكور المرغوب فيهم .
وقدّم الله تعالى الذكور على الإناث في قوله " أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً " لأن الذكور مقدمون على الإناث ، فالعربية تخاطب الإناث بضمير المذكر حين يكون بينهنّ ذكر واحد ، فكيف والذكور المخاطبون بعدد الإناث ؟
والملفت للنظر أن كلمة " يهب " ذكرت مرتين بصريح العبارة ، وألمح إليها القرآن في قوله " أو يزوجهم ذكراناً وإناثا" فصارت مذكورة حكماً ثلاث مرات ، وذكرت كلمة " ويجعل " مرة واحدة وهذا يدل على أن القاعدة الحيوية تبنى على الأكثر ، فالله سبحانه جعل استمرار الحياة في الولادة ... إنه خلق آدم واحداً وحواء واحدة ، وجعل التزاوج طريق الاستمرار الأبدي ... وهذا هو الأصل في الحياة .أما العقم فنسبته قليلة لأنه خروج على القاعدة التي أرادها الله تعالى ..
واستعمل فعل " يجعل " ليدل على الخروج عن القاعدة ، فهو من أفعال التحويل - كما نعلم - والله أعلم
عثمان
مرور كريم منك ولفتة لطيفة حول معاني يجعل دكتورنا القدير د. مكانسي ، لاحرمنا فوائدكم ونفعكم ..
د عثمان قدري مكانسي
17-04-2010, 05:28 PM
السلام عليكم
خطأ سببه السرعة في الرد
أرجو أن يكون بدل " يشاء " كلمة " يهب " فهي التي كررت أما كلمة يجعل فنقول : والملفت للنظر أن كلمة " يهب " ..
أرجو من المشرف الفاضل أن يصوبه
كما أنني " مكانسي " لا ماكنسي
لكم الشكر
ربيحة الرفاعي
29-08-2010, 04:50 PM
"والتعريف بالتأخير أشرف من النكرة بالتقديم"
موضوع طريف
دمت مبدعا
د عثمان قدري مكانسي
30-08-2010, 12:16 AM
لك تحياتي أستاذة ربيحة وشكراً لمرورك اللطيف
د. سمير العمري
23-10-2010, 11:35 AM
الحقيقة أننا لو أردنا أن نعرف فضل الذكر على الأنثى أو فضل الإنثى على الذكر فإن هذا مبحث واسع وهناك من الأيات المحكمات مل يحسم هذه القضية ويوضح أسبابها وحيثياتها.
ولكن هنا أحببت أن أهتم بأصل الطرح وحدوده وفي هذه الآية بالذات لأشير لأمر آخر ومن زاوية أخرى بما أراه مفهوما آخر من هذه الآية ودليلا على مدى الأعجاز البلاغي للقرأن.
أما قوله تعالى "يهب لمن يشاء إناثا" بتتكير فلأن الأصل في المرأة الستر ولا تشتهر الأنثى في المجتمع العربي خصوصا قبل الزواج إلا في ظروف قليلة وخاصة لا تمثل قاعدة على عكس الذكر الذي يشتهر وبعرف منذ الطفولة حتى نهاية الأجل لأسباب كثيرة وبما يفرضه ناموس الله في خلقه ويخجم النعنى هنا قوله تعالى في موضع آخر "أفمن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين" ، فتنكير الإناث من باب الصون والستر بما يفرضه مفهوم وواقع الحياة حينها بل وفي في هذا الحين وتعريف الذمور كان من ذات الباب باعتبار واقع الحال وضرورة أن يعرف الرجل ويكون مبينا.
أما حين يكون الزواج فيكون إشهار الأنثى بذات قدر إشهار الذكر باعتبار الدور والممارسة ، وضرورة الإشهار لحفظ المجتمع ولذا استويا في الحكم تنكير عموم لا تنكير تجاهل ، وإنما قدم الذكر على الأنثى هنا من باب أنه المبادر للزواج الطالب له المسؤول عن تبعاته ثم تأكيدا لدوره في القوامة التي ذكرت في موضع آخر.
من جهة أخرى فإني أزعم أن هناك إعجاز علمي هنا يتلخص في طبيعة الكرموسومات أو الصبغيات الجينية فالتي تحدد الأنثى متشابهة في الرجل وفي المرأة وتركيبها الجيني يكون عادة XX بتشابه الصبغبات فلا تحتاج تعريفا أو تمييزا ، في حين أن صبغيات الذكر الجينية هي XY وهي كما يرى القارئ مختلفة بحيث يحتاج التعريف والتمييز ، هذا إضافة إلى أن الذكر هو المسؤول عن تحديد هذا التمييز وهذا التعريف ولذا فقد عرف الذكر ونكرت الأثنى.
تحياتي
مازن لبابيدي
26-10-2010, 12:03 PM
لا أقول في القرآن برأيي والله أعلم بمراده وأسرار كتابه
ولكني أبوح بما تتركه الآية الكريمة من انطباع في نفسي :
كلاهما هبة من الله تعالى ونعمة تستحق الشكر لا الكفر والاعتراض إن لم تأت كما نشتهي ولذلك قدم الإناث عن الذكور من جهة الهبة ، ولا يخفى ما في الإناث من نعمة تدخل صاحبها الجنة إن أحسن شكرها وما في الإناث من فضل على المجتمع وتأثير عليه .
أما التنكير والتعريف ، فكانوا - ولا يزال الكثيرون - يرغبون بالذكور ولدا وينتظرون ذلك فإذا جاءت الأنثى فكأنها خالفت التوقع وليس الرجاء فقط فأتى بها بالنكرة لأنهم لا يريدونها وأرغموا عليها ، أما الذكور فهذا ما كانوا يشتهون وينتظرون فأتى معرفا ، وكأن الله تعالى يخبر أنه يهب لمن يشاء - هو سبحانه - إناثا للوالد خلاف ما يرجو , ويهب لمن يشاء - سبحانه - الذكور الذين أرادهم من أرادهم . والآية التي تليها "أو يزوجهم ذكرانا وإناثا" فالتزويج هنا والله أعلم يعني أن يهب الله الوالدين من الذكور والإناث معا ، ويلاحظ هنا أن اللفظين جاءا بالنكرة مع تقديم الذكور ، وهذا يعيدني إلى الآية السابقة حيث أن تقديم الإناث على الذكور يحمل معنى تقديم إرادة الله المتمثلة في هبة الإناث على إرادة العبد الذي يريد الذكور وإن كان كلاهما إرادتي الله سبحانه وتعالى .
والله أعلم والحمد لله رب العالمين .
احمد حمود الغنام
26-10-2010, 05:56 PM
الحقيقة أننا لو أردنا أن نعرف فضل الذكر على الأنثى أو فضل الإنثى على الذكر فإن هذا مبحث واسع وهناك من الأيات المحكمات مل يحسم هذه القضية ويوضح أسبابها وحيثياتها.
ولكن هنا أحببت أن أهتم بأصل الطرح وحدوده وفي هذه الآية بالذات لأشير لأمر آخر ومن زاوية أخرى بما أراه مفهوما آخر من هذه الآية ودليلا على مدى الأعجاز البلاغي للقرأن.
أما قوله تعالى "يهب لمن يشاء إناثا" بتتكير فلأن الأصل في المرأة الستر ولا تشتهر الأنثى في المجتمع العربي خصوصا قبل الزواج إلا في ظروف قليلة وخاصة لا تمثل قاعدة على عكس الذكر الذي يشتهر وبعرف منذ الطفولة حتى نهاية الأجل لأسباب كثيرة وبما يفرضه ناموس الله في خلقه ويخجم النعنى هنا قوله تعالى في موضع آخر "أفمن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين" ، فتنكير الإناث من باب الصون والستر بما يفرضه مفهوم وواقع الحياة حينها بل وفي في هذا الحين وتعريف الذمور كان من ذات الباب باعتبار واقع الحال وضرورة أن يعرف الرجل ويكون مبينا.
أما حين يكون الزواج فيكون إشهار الأنثى بذات قدر إشهار الذكر باعتبار الدور والممارسة ، وضرورة الإشهار لحفظ المجتمع ولذا استويا في الحكم تنكير عموم لا تنكير تجاهل ، وإنما قدم الذكر على الأنثى هنا من باب أنه المبادر للزواج الطالب له المسؤول عن تبعاته ثم تأكيدا لدوره في القوامة التي ذكرت في موضع آخر.
من جهة أخرى فإني أزعم أن هناك إعجاز علمي هنا يتلخص في طبيعة الكرموسومات أو الصبغيات الجينية فالتي تحدد الأنثى متشابهة في الرجل وفي المرأة وتركيبها الجيني يكون عادة XX بتشابه الصبغبات فلا تحتاج تعريفا أو تمييزا ، في حين أن صبغيات الذكر الجينية هي XY وهي كما يرى القارئ مختلفة بحيث يحتاج التعريف والتمييز ، هذا إضافة إلى أن الذكر هو المسؤول عن تحديد هذا التمييز وهذا التعريف ولذا فقد عرف الذكر ونكرت الأثنى.
تحياتي
مرور سخيّ وبهيّ دكتورنا الحبيب العمري ، في النتيجة نعرف أنه ((...وليس الذكر كالأنثى)) وعجائب كلام الله ليس لها نهاية.
تحيتي العطرة،
احمد حمود الغنام
26-10-2010, 05:58 PM
"والتعريف بالتأخير أشرف من النكرة بالتقديم"
موضوع طريف
دمت مبدعا
شكر الله لك المرور اللطيف مشرفتنا القديرة ربيحة أسعدك المولى في الدارين .
تحياتي ،
احمد حمود الغنام
26-10-2010, 05:59 PM
لا أقول في القرآن برأيي والله أعلم بمراده وأسرار كتابه
ولكني أبوح بما تتركه الآية الكريمة من انطباع في نفسي :
كلاهما هبة من الله تعالى ونعمة تستحق الشكر لا الكفر والاعتراض إن لم تأت كما نشتهي ولذلك قدم الإناث عن الذكور من جهة الهبة ، ولا يخفى ما في الإناث من نعمة تدخل صاحبها الجنة إن أحسن شكرها وما في الإناث من فضل على المجتمع وتأثير عليه .
أما التنكير والتعريف ، فكانوا - ولا يزال الكثيرون - يرغبون بالذكور ولدا وينتظرون ذلك فإذا جاءت الأنثى فكأنها خالفت التوقع وليس الرجاء فقط فأتى بها بالنكرة لأنهم لا يريدونها وأرغموا عليها ، أما الذكور فهذا ما كانوا يشتهون وينتظرون فأتى معرفا ، وكأن الله تعالى يخبر أنه يهب لمن يشاء - هو سبحانه - إناثا للوالد خلاف ما يرجو , ويهب لمن يشاء - سبحانه - الذكور الذين أرادهم من أرادهم . والآية التي تليها "أو يزوجهم ذكرانا وإناثا" فالتزويج هنا والله أعلم يعني أن يهب الله الوالدين من الذكور والإناث معا ، ويلاحظ هنا أن اللفظين جاءا بالنكرة مع تقديم الذكور ، وهذا يعيدني إلى الآية السابقة حيث أن تقديم الإناث على الذكور يحمل معنى تقديم إرادة الله المتمثلة في هبة الإناث على إرادة العبد الذي يريد الذكور وإن كان كلاهما إرادتي الله سبحانه وتعالى .
والله أعلم والحمد لله رب العالمين .
دوما تسعدني بالمرور أخي المفضال مازن آنسك الباري.
لك عاطر تحيتي،
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir