المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشعراء بين الجرح والتعديل



فريد البيدق
17-08-2009, 12:28 PM
شَهَادَةُ الشُّعَرَاءِ من "الأم" – كتاب "الأقضية" – مسألة شهادة الشعراء.

( قَالَ الشَّافِعِيُّ ) رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: الشِّعْرُ كَلَامٌ حَسَنُهُ كَحَسَنِ الْكَلَامِ وَقَبِيحُهُ كَقَبِيحِ الْكَلَامِ، غَيْرَ أَنَّهُ كَلَامٌ بَاقٍ سَائِرٌ، فَذَلِكَ فَضْلُهُ عَلَى الْكَلَامِ.
فَمَنْ كَانَ مِنَ الشُّعَرَاءِ لَا يُعْرَفُ بِنَقْصِ الْمُسْلِمِينَ وَأَذَاهُمْ وَالْإِكْثَارِ مِنْ ذَلِكَ , وَلَا بِأَنْ يَمْدَحَ فَيُكْثِرَ الْكَذِبَ- لَمْ تُرَدَّ شَهَادَتُهُ .
وَمَنْ أَكْثَرَ الْوَقِيعَةَ فِي النَّاسِ عَلَى الْغَضَبِ أَوْ الْحِرْمَانِ حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ ظَاهِرًا كَثِيرًا مُسْتَعْلِنًا , وَإِذَا رَضِيَ مَدَحَ النَّاسَ بِمَا لَيْسَ فِيهِمْ حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ كَثِيرًا ظَاهِرًا مُسْتَعْلِنًا كَذِبًا مَحْضًا- رُدَّتْ شَهَادَتُهُ بِالْوَجْهَيْنِ, وَبِأَحَدِهِمَا لَوِ انْفَرَدَ بِهِ.
وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا يَمْدَحُ فَيَصْدُقُ، وَيُحْسِنُ الصِّدْقَ، أَوْ يُفْرِطُ فِيهِ بِالْأَمْرِ الَّذِي لَا يُمْحَضُ أَنْ يَكُونَ كَذِبًا- لَمْ تُرَدَّ شَهَادَتُهُ.
وَمَنْ شَبَّبَ بِامْرَأَةٍ بِعَيْنِهَا لَيْسَتْ مِمَّنْ يَحِلُّ لَهُ وَطْؤُهَا حِينَ شَبَّبَ، فَأَكْثَرَ فِيهَا، وَشَهَرَهَا، وَشَهَرَ مِثْلَهَا بِمَا يُشَبِّبُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ زَنَى- رُدَّتْ شَهَادَتُهُ. وَمِنْ شَبَّبَ، فَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا- لَمْ تُرَدَّ شَهَادَتُهُ؛ لِأَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُشَبِّبَ بِامْرَأَتِهِ وَجَارِيَتِهِ, وَإِنْ كَانَ يَسْأَلُ بِالشِّعْرِ أَوْ لَا يَسْأَلُ بِهِ فَسَوَاءٌ .

خليل ابراهيم عليوي
18-08-2009, 10:24 PM
الاخ فريد البيدق
لك كل الشكر على التنبيه وبارك الله فيك و رحم الله الشافعي

د خليل

فريد البيدق
19-08-2009, 03:59 PM
أكرمت دكتورنا وشاعرنا خليل!

سالم العلوي
04-09-2009, 11:37 PM
بارك الله فيك
على هذا الاختيار المتميز
دمت بخير وعافية
ورمضانك كريم.

فريد البيدق
05-09-2009, 11:49 AM
أكرمت مشرفنا الحبيب سالم!
وكل رمضان أنتم إلى الله تعالى أقرب!

بندر الصاعدي
28-09-2009, 11:19 PM
لا شك أن العناية بالجرح والتعديل أمر عظيم وعلى ذلك سار السلف وعني بعلم ذلك أيما عناية من قبلهم ولأن الشعراء تدور حولهم شبهات كثيرة ويغلب عليهم الكذب والانتقاص أوالمبالغة والشطح ويبقى ذلك واضحا سائرا ما سارت بهم القصائد إلا القليل منهم ولكن توقفت في مسألة من يتشبب خيالا لا حقيقة وتلميحا لا تصريحا فما الحكم عليه لأجده مبينا في طرحك كالتالي : " وَمِنْ شَبَّبَ، فَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا- لَمْ تُرَدَّ شَهَادَتُهُ؛ لِأَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُشَبِّبَ بِامْرَأَتِهِ وَجَارِيَتِهِ, وَإِنْ كَانَ يَسْأَلُ بِالشِّعْرِ أَوْ لَا يَسْأَلُ بِهِ فَسَوَاءٌ " .

شكرا لك أستاذ فريد ونفع الله في علمك وعمرك

فريد البيدق
19-10-2009, 04:57 PM
والشكر لك موصول أخي الحبيب بندر!

مصطفى بطحيش
20-10-2009, 07:13 PM
جميلة هذه اللفتة من حريص
شكر الله لك بما نبهت اليه

لك الاحترام والتقدير

فريد البيدق
27-10-2009, 11:14 AM
طاب حرفك أخي الحبيب مصطفى ودام!

كريمة سعيد
11-11-2009, 01:04 PM
التفاتة رائعة تحتاج إلى التقاطة ذكية وآذان صاغية

بوركت أستاذ فريد

تقديري

فريد البيدق
13-03-2010, 09:13 PM
أكرمت أيتها الجليلة كريمة!

نادية بوغرارة
13-03-2010, 10:11 PM
لا شك أن العناية بالجرح والتعديل أمر عظيم وعلى ذلك سار السلف وعني بعلم ذلك أيما عناية من قبلهم ولأن الشعراء تدور حولهم شبهات كثيرة ويغلب عليهم الكذب والانتقاص أوالمبالغة والشطح ويبقى ذلك واضحا سائرا ما سارت بهم القصائد إلا القليل منهم ولكن توقفت في مسألة من يتشبب خيالا لا حقيقة وتلميحا لا تصريحا فما الحكم عليه لأجده مبينا في طرحك كالتالي : " وَمِنْ شَبَّبَ، فَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا- لَمْ تُرَدَّ شَهَادَتُهُ؛ لِأَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُشَبِّبَ بِامْرَأَتِهِ وَجَارِيَتِهِ, وَإِنْ كَانَ يَسْأَلُ بِالشِّعْرِ أَوْ لَا يَسْأَلُ بِهِ فَسَوَاءٌ " .

شكرا لك أستاذ فريد ونفع الله في علمك وعمرك
======

" وَمِنْ شَبَّبَ، فَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا- لَمْ تُرَدَّ شَهَادَتُهُ؛ لِأَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُشَبِّبَ بِامْرَأَتِهِ وَجَارِيَتِهِ, وَإِنْ كَانَ يَسْأَلُ بِالشِّعْرِ أَوْ لَا يَسْأَلُ بِهِ فَسَوَاءٌ " .

هذا جواب من يشبب تلميحا لا تصريحا ،

فهل هناك حكم لمن يشبب خيالا لا حقيقة ؟

فهمت من قول الشافعي رحمه الله ، أن من لا ترد شهادته هو فقط من شبب بامرأة تحل له ،
هل فهمي صحيح؟

فريد البيدق
17-03-2010, 08:09 PM
وكذلك من لم يسم حسب اللفظ أيتها الجليلة نادية!

نادية بوغرارة
17-03-2010, 08:57 PM
وكذلك من لم يسم حسب اللفظ أيتها الجليلة نادية!

======
نعم أخي الكريم ، و قد وجدت في حكم شعر الغزل بأحد المواقع ما يلي :

قال ابن قدامة رحمه الله :
" التشبيب بامرأة بعينها والإفراط في وصفها ذكر أصحابنا أنه محرم ،
وهذا إن أريد به أنه محرم على قائله فهو صحيح ، وأما على راويه فلا يصح ، فإن المغازي تروى فيها قصائد الكفار الذين هاجوا بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا ينكر ذلك أحد ،
وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في الشعر الذي تقاولت به الشعراء في يوم بدر وأحد
وغيرهما ، إلا قصيدة أمية بن أبي الصلت الحائية ، وكذلك يروى شعر قيس بن الحطيم في التشبيب بعمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة ، وأم النعمان بن بشير ، وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم
قصيدة كعب بن زهير ، وفيها التشبيب بسعاد ، ولم يزل الناس يروون أمثال هذا ولا ينكر ، وروينا أن النعمان بن بشير دخل مجلسا فيه رجل يغنيهم بقصيدة قيس بن الحطيم ، فلما دخل النعمان سكتوه
من قبل أن فيها ذكر أمه ، فقال النعمان : دعوه ، فإنه لم يقل بأسا ، إنما قال :
وعمرة من سروات النسا ءِ تنفح بالمسك أردانها
وكان عمران بن طلحة في مجلس ، فغناهم رجل بشعر فيه ذكر أمه ، فسكتوه من أجله ، فقال :
دعوه ، فإن قائل هذا الشعر كان زوجها " انتهى .
"المغني" (12/44) .

وقال الخطيب الشربيني رحمه الله – في ذكر صور من الشعر المحرم المستثنى من الجواز الأصلي - :
" ( أو ) إلا أن ( يُعَرِّض ) وفي " المحرر " وغيره : يُشَبِّب ( بامرأة معينة ) غير زوجته وأمته ، وهو ذكر صفاتها من طول وقصر وصدغ وغيرها ، فيحرم ، وترد به الشهادة ، لما فيه من الإيذاء .
واحترز بالمعينة عن التشبيب بمبهمة ، فلا ترد شهادته بذلك ، كذا نص عليه ، ذكره البيهقي في سننه ،
ثم استشهد بحديث كعب بن زهير وإنشاده قصيدته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ولأن التشبيب صنعته ، وغرض الشاعر تحسين الكلام ، لا تخصيص المذكور .
أما حليلته من زوجته أو أمته فلا يحرم التشبيب بها ، كما نص عليه في " الأم " ،
خلافا لما بحثه الرافعي ، وهو قضية إطلاق المصنف ، ونقل في " البحر " عدم رد الشهادة عن الجمهور ، ويشترط أن لا يكثر من ذلك ، وإلا ردت شهادته ، قاله الجرجاني .
ولو شبب بزوجته أو أمته مما حقه الإخفاء ردت شهادته لسقوط مروءته ،
وكذا لو وصف زوجته أو أمته بأعضائها الباطنة ، كما جرى عليه ابن المقري تبعا لأصله ،
وإن نوزع في ذلك " انتهى .
"مغني المحتاج" (4/431)

وكذا يجوز التشبيب بامرأة غير معينة ، ما لم يقل فحشا أو ينصب قرينة تدل على التعيين ؛
لأن الغرض من ذلك هو تحسين الكلام وترقيقه لا تحقيق المذكور ، فإن نصب قرينة تدل على
التعيين فهو في حكم التعيين .
وليس ذكر اسم امرأة مجهولة كليلى وسعاد تعيينا ، لحديث : كعب بن زهير :
وإنشاده قصيدته المشهورة " بانت سعاد . . بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم "
إنتهى النقل .

فريد البيدق
19-03-2010, 07:09 PM
بورك الثراء والإثراء مشرفتنا الجليلة نادية!

فريد البيدق
19-03-2010, 07:10 PM
لعلك تجعل هذا السؤال المتميز بحثك لتثرينا أخي الحبيب هاني!

هاني الشوافي
19-03-2010, 09:50 PM
أستاذ / فريد


فائدة في محلها ... سبرتها وحفظتها

في ذاكرة الحفظ

شكرالك

فريد البيدق
20-03-2010, 05:39 AM
بارك الله تعالى حرفك وذاكرتك شاعرنا الحبيب هاني!

د. سمير العمري
02-08-2010, 07:10 PM
إن الأمر أخي الكريم يلخصه قول الله تعالى (والشُّعراءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ . ألَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ . وأَنَّهُمْ يَقولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ، إِلّا الذِينَ آَمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ وذَكَرُوا اللهَ كَثِيرًا وانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وسَيَعْلَمُ الذِين ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبونَ)

وباختصار آخر أقول أخي بأن الشعر ككل نعم الله تعالى يمكن أن يكون حلالا ويمكن أن يكون حراما ، والشعر في أصله كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح فإن ذكر به الحق ولم يشط في خطل فهو أمر مندوب إليه ، وأما إن كان لغير ذلك مما يخالف الشرع أو يخدش الحياء أو يهيم بلا أرب فهو مما ينهى عنه.

هما طريقان لا ثالث لهما وكل يعمل على شاكلته نسأل الله أن نكون ممن استثناهم وأن يدلنا سبل الهدى.



تحياتي

ربيحة الرفاعي
02-08-2010, 09:05 PM
أستاذ أيها الكبير
بمعلوماتك
باختياراتك
وبطرحك المميز لما هو جدير بالطرح

دمت متالقا