المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة شوق



رائد عبد اللطيف
20-08-2009, 10:19 PM
رسالة شوق

يا ضِدَّنا لِمْ يَعْتَرِيكَ عُرَامُ؟ (1) = وكأنَّنَا فَحْمٌ، وأنتَ رُخَامُ!
وكأنَّمَا أنتَ الإمَامُ بذي الدُّنا= أو قَسُّها، أو أنَّكَ الحَاخَامُ!
أَقْصِرْ، فإنِّي ما رأيتُ ضَغِينَةً= إلاَّ وفيها للحقودِ ضِرَامُ
النَّاسُ حُبُّ واشْتيَاقٌ كلُّهُم= إنْ كانَ (سامٌ) جدَّهُمْ أَوْ (حَامُ)
الشَّوقُ خَمْسَةُ أسْطُرٍ في خَافِقِي= ضَاقَتْ بِنَسْجِ حُروُفِهَا الأقْلامُ
- سَطْرٌ: لأمي- يا لَقلبي- غارِقٌ= بدمُوعِهَا يبْكِي، ولاتَ فِطَامُ
أمِّي، ومَدْرَسَةُ الحياةِ كتابُها= تحْنُوْ ، فيَخبُتُ في الفؤادِ سَقامُ
في راحتَيْها كَمْ صنعْتُ سفينةً= أبحرتُ فِيها، والصِّبَا أوْهَامُ
في راحتيها رَتَّبَتْ ليْ أَنْجُمِي= فنَمَا بأسودَ خافقيْ الإلهامُ
-ثانِي سُطورُ الشَّوقِ أكتبُ نَصَّها= دَنِفَاً- وعُذراً- فالحديثُ غَرامُ
لحبيبةٍ يحيي الوُرودَ عَبيرُهَا= فيموتُ شوقاً- في الكلامِ- كَلامُ
تتبادُلُ الأطْيَارُ هَمْسَ حَدِيثِنَا= فينُمُّنَا بينَ الغُصونِ حَمَامُ
نَرْعَى نجوماً في السماءِ خيامُهَا= والحبُّ فوقَ العاشقين خِيَامُ
-والثَّالِثُ: الأقْصَى على جُدْرَانِهِ = كمْ هَزَّنا من جانبيهِ سَلامُ
يا ليتَ شِعري هلْ أنامُ بروضِهِ= فتلفُني في حضْنِها الأنْسَامُ؟
وأَعيْشُ في الأقْصَى أقبلُ أرضَهُ= وأعافُهَا وتعافُني الآلامُ
وألملمُ الآهاتِ بينَ ضلوعِه= وأضمُّ من صَلُّوا بهِ أو صَامُوا
- والرَّابعُ المخفيُّ بين أَجِندَتِي:= بطلُ الوَغَى، والسَّيِّدُ الضِّرْغَامُ
ضاقتْ بهِ أرضٌ فَصاحَ مُزمجراً= حتى اهترتْ من عزمِهِ الأجْسَامُ
لمْ يخشَ إلا اللهَ.. يخطِبُ مجدَهُ= حتَّى ولو قيل الجزا: (إعْدَامُ)
- والقدسُ خامِسُهَا- وإنْ أخَّرْتُهَا= فلِأنَّ مِسْكَ العَاشِقينَ خِتامُ
يا قدسُ كمْ أشعَلتِ قلبيَ، لوعةً= وا حرَّ قلبٍ في هَواكِ يَهامُ
لا تحزنِي فيهودُ تلبَسُ عارَهَا= وسليلُهمْ بيدِ الفداءِ يُضامُ
حَطُّوا حمَالَ حديدِهَمْ، لَمْ يَعرفُوا= كمْ حطَّ فوق ترابِكِ الأطغَامُ؟! (2)
فمَضُوا حفاةً لا حديدَ يضمُّهُمْ= وبقيتِ سيفاً والرُّؤوسُ حُطَامُ
قُصِّي ثيابَ الحزنِ فوقَ رُؤوسِهِمْ= خسئَتْ يهودُ، وشعبُها الأقزامُ
مرَّتْ على هاماتِ صخْرِك أرجلٌ= فتَفَطَّرَتْ في قَصدِكِ الأقدَامُ
كمْ كانَ أثقلَكِ الزمانُ بعابِرٍ= حتى أتََتْكِ بنصرِهَا الأيامُ
شُدِّي على حمِمِ الظلامِ عَصائباً= وتحزَّمِي فالحقُّ ليسَ ينامُ
يا قدسُ يا أمَّ الثَّقافةِ أبشرِيْ= فالأرضُ صِدْقٌ، والعداةُ مَنامُ
تعِبَ الفؤادُ من البِعادِ وقبلَكُم= قدْ أوسعتْهُ- سِهامَها- الأعوامُ
كُنَّا على سُحُبِ الشَّآمِ نزورُهَا= فتَضُمَّنا وكأنَّنَا أيتامُ
"ثمَّ انقضَتْ تلكَ السُّنونُ وأهلُها= فكأنَّها وكأنَّهم أحلامُ"(3)21/5/2009
بمناسبة : (القدس عاصمة الثقافة العربية)
(1) العُرام: الشدة بالرجل، والمعنى هنا التكبُّر.
(2) الطغام: الوغد، وهو يتطغم على الناس أي يتجاهل عليهم.
(3) البيت لأبي تمام.

حازم محمد البحيصي
21-08-2009, 01:10 AM
أخي الحبيب
نص جميل وحرف بديع ونفس دمثة
كتبت فأبدعت وأرسلت فأوصلت رسائلك بشذى عبيرها ويا لجمالها من رسائل وبما تحمل من جمال
والقدسُ خامِسُهَا- وإنْ أخَّرْتُهَا
فـلِأنَّ مِسْـكَ العَاشِقيـنَ خِتـامُ

نعم هي مسك الختام
أهلا ومرحبا بك دوما
تحيتي لك

خالد الهواري
21-08-2009, 05:19 PM
القدس هي الدواء والشفاء وهي الداء للاحزان
شكرا لك اخي الحبيب

رائد عبد اللطيف
02-09-2009, 04:32 AM
أخي الحبيب
نص جميل وحرف بديع ونفس دمثة
كتبت فأبدعت وأرسلت فأوصلت رسائلك بشذى عبيرها ويا لجمالها من رسائل وبما تحمل من جمال
والقدسُ خامِسُهَا- وإنْ أخَّرْتُهَا
فـلِأنَّ مِسْـكَ العَاشِقيـنَ خِتـامُ

نعم هي مسك الختام
أهلا ومرحبا بك دوما
تحيتي لك

أخي حازم:
مرحبا بك ، وحياك الله
يطيب لي وجودك وتعليقك ، شكرا للإطراء
بوركت

رائد عبد اللطيف
02-09-2009, 04:34 AM
القدس هي الدواء والشفاء وهي الداء للاحزان
شكرا لك اخي الحبيب

الأخ العزيز خالد:
الشكر لتواصلك أستاذي بارك الله فيك

رائد عبد اللطيف
04-10-2009, 09:00 PM
نعم هي مسك الختام
أهلا ومرحبا بك دوما
وبك أخي الفاضل
لا حرمتك

محمود فرحان حمادي
05-10-2009, 11:19 AM
قريض يفيض شاعرية أخي المبدع رائد
بوركت على هذا الكلم الطيب
لك مني تحية ود

رائد عبد اللطيف
06-10-2009, 04:22 PM
قريض يفيض شاعرية أخي المبدع رائد
بوركت على هذا الكلم الطيب
لك مني تحية ود
الأخ العزيز محمود حمادي
مرحبا بك وبتواجدك اللطيف هنا، وشكرا لفيض من الكلمات الجميلة أغدقت علينا بها..
بارك الله فيك ، ولا حرمنا إشراقتك
كل الود

د. سمير العمري
30-05-2010, 07:22 PM
بورك هذا الحرف النابض!

وبورك هذا الشوق الصادق!

وبورك هذا الشعر الأصيل والأدب الجميل!

لا فض فوك شاعرا!

وأهلا ومرحبا بك مبدعا دائما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

الطنطاوي الحسيني
30-05-2010, 07:29 PM
والقدسُ خامِسُهَا- وإنْ أخَّرْتُهَا
فـلِأنَّ مِسْـكَ العَاشِقيـنَ خِتـامُ
يا قدسُ كمْ أشعَلتِ قلبيَ، لوعـةً
وا حرَّ قلـبٍ فـي هَـواكِ يَهـامُ
لا تحزنِي فيهـودُ تلبَـسُ عارَهَـا
وسليلُهـمْ بيـدِ الفـداءِ يُضـامُ


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الشاعر المجيد هذه توليفة رائعة للأحباب
اشتقنا لحرفك البهي استاذنا وشاعرنا رائد عبداللطيف
تحياتي لحرف بهي ذكي يزكي النفس ويثريها
دمت رائعا مبدعا

ربيحة الرفاعي
30-05-2010, 08:10 PM
قصيدة بديعة السبك وخلابة الجرس
لكن أستميحك عذرا بوقفة لم انجح بمنع نفسي عنها ...
لم يرقني سيدي أن تتقدم الحبيبة من تقدمتهم وما كان لها عندي ان تأتي قبل الأقصى

مجرد رأي وأنت سيد القصيدة وصاحب حرفها

دمت متالقا

رائد عبد اللطيف
25-09-2010, 08:11 PM
شكري وتقديري لكل أساتذتي الأفاضل المارين هنا
يسعدني ويشرفني مروركم العطر
بارك الله فيكم
ودي