تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حـيـن أفـقـدُ وعــيَ الـصـبـرِ وأضـمـّنـي



احسان مصطفى
27-08-2009, 01:15 AM
وعـدتُ ،


أجـرّ نـفـسـي كـي ألـقـانـي عـنـدَ بـابِ الـخـيـبـةِ أسـلـّمُ عـلـيّ ، أقـبـّلـنـي بـيـنَ عـيـنـيَّ ،


وأضـمـّنـي ،


أيـنَ كـُنـتَ ؟ أقـلـقـتـنـا عـلـيـكَ حـيـنَ مـنعـتـنـا مـن الإتـصـالِ بـكَ ، أشـتمـنـي ،


وأحـنـي رأسـي لـرأسـي ،


وأدعـونـي للـدخـول ،


وقـدْ أتـعـثـّر بـكِ عـنـدَ بـابِ الـمـطـبـخْ ، بـذاكـرتـي ، أبـصـقُ عـلـى جـهـةِ الـيـسـارِ وأسـتعـيذ بـربـي ،


أي والله ،


لـمْ يـكـن الأمـسُ جـيـّداً ، ولا حـتـّى سـيـئـاً ، دخـلَ الأمـسُ قـائـمـة الـلـيـالـي الـسـوداء ،


فـي مـثـلـثِ الـجـرمِ عـلـى نـومـي وصـحـوتـي ، و انـتـهـاء الـوجـدِ حـتـّى آخـر سـطـرْ ،



فـضـعـتُ ،


أجـرّب الـمـشـيَ والـجـوعَ والـلا وعـيَ ،


ضـعـتُ لأقـصـى مـسـافـاتِ الـخـَدَر ،


أجـوبُ شـوارعـنـا ،


مـنـاظـرنـا ،


سـوقـنـا ، وأشـيـاء تـعـرّفـتُ عـلـيـهـا لأجـلـكِ ،




ثـمّ عـدتُ ،




أذكـرُ الـخـالـقَ فـي عـيـونِ الـخـلـقِِ


وابـتـسـامـاتـهـم ، وشـبـعـهـم ، وسـيـاقـتـهـم الـمـجنـونـة ،




أذكـرهُ وأشـيـحُ بـنـظـري ،




أبصـقُ عـلـى جـهـةِ الـيـسـارِ ، وأسـتـعـيـذ بـربـي ،





والـطـرقُ مـجـنـونـةٌ تـلـعـبُ عـلـى الـحـبـلـيـنِ ،


وأنـا لـسـتُ أرى ،




أفـقـدَ وعـيَ الـصـبـرِ ،


أتـلـعـثـمُ بـهِ ،




تـومـضُ تـارةَ الـحـسـرةِ ، وتـغـمـضُ تـارةَ الـبـسـمـة ، سـاعـتـي ..


تـتـأخرُ ، تـتـلـعـثـمُ ، وتـدورُ




وأدورُ ..


كـيـف مـا اتـفـق ،




أفـتـش عـنـّي فـي نـوبـة الـصـرعِ ،


فـي مـأزقِ الـوجـعِ ، فـي الـحـواري ،




أفـتـّش عـنـّي فـيـكِ ،




فـلا أجـدنـي ، سـوى عـنـد بـاب الـخـيـبـةِ ،




أسـلّـمُ عـلـيّ


أقـبـّلـنـي بـيـنَ عـيـنـيّ ،


وأضـمـّنـي ..



______








27/8/2009
دهـوك

مصطفى السنجاري
31-08-2009, 06:28 PM
**)) أحسان مصطفي الرائع
بديع نثرك ولذيذ بطعم لوزينج الشعر
تحياتي لبوحك الشفاف

روميه فهد
04-09-2009, 10:24 PM
إحسان ...

مبارك عليك باقي الشهر ...

تقدّم المادة النثرية بمضمون خاص يحاور الذات بذات أخرى
وندخل عليه ذاتنا لنصبح ثلاثاً ، هذا المعترك النفسي حزين
علّه وجد ما لم يجده الزمان له.

دمتً لمن تحب ..


على الهامش :
صادف بعد قراءتي لنصك
ظهور مشهد مسرحية العيال كبرت
و"سلطان" ( سعيد صالح) يخبر
والده كيف ذهب إلى المدرسة مع نفسه
ودرّس نفسه نفسه ..الخ : )


روميه

خليل ابراهيم عليوي
04-09-2009, 10:43 PM
الاخ احسان مصطفى
قصة ثرية بمحاورة الذات احسنت
د خليل

شيماء وفا
10-09-2009, 11:29 PM
مازال الوجع يعتري كلماتنا ، ومازال التيه هو طريق أمنياتنا ، لذا ستظل الحيرة تقتلنا المرة تلو المرة .
احسان مصطفى
رائعة نثريتك كعادتك أيها الناثر الملثم بالحيرة ، المبعثر داخل أروقة الغيم ، الممتزج بالألم .
خالص تحياتي