أحمد أبو الرب
28-08-2009, 04:35 PM
مرثية محمود درويش
حكم القضاء
كُشِفَ الـغِــطـاءُ لأَعْــــيـُنِ الـبــُـــصَراءِ =عَــــنْ سِرِّ مَـكْــنـونِ الــرَّدى بجَـــــــــلاءِ
كُــلُّ امْرِئٍ لا بــُـــــدَّ يـَلْــــقى حَــتْــــفَــهُ=إِنْ آجِــــــــــــلاً أَوْ عــاجِــــــــلاَ بـِقَــــــــضاءِ
لا شَــيءَ غَـــــيْرَ الـلَّــهِ يـَبـْـــقـى مُخــْــــــــلَدًا=هَـــ ــيـْهـاتَ أَنْ نَـنـْـــعَمْ بِـطــــــولِ بـَــــــقـاءِ
فَـتَـــــعاقُـبِ الأَجْــــــيالِ في فَــلَـكِ الرَّدى=كَـتــَـــعـاقُـب الإِصْــــباحِ وَالإِمْـــــساءِ
لم يــَـــــــبْــقَ لـِلإِنـْــــــــسانِ بـَـــــعْـدَ فـَـــــــنـائـِهِ=أَبــَ دا سِــوى الـذِّكْـرى وَحُــسْـنِ ثَـناءِ
يِـا أَيـُّـهـا الـشُّـعَراءُ مـا الـذِّكْرى سِـوى=طَـــــيْـفِ اجْـتِــــمـاعٍ راقَ عـَـــــيْنُ الرائي
دَرْويــشُ في دُ نْـــــياكَ أَحْرَزْتَ الـعُــلا=حـَـــــتَّى وَطِـــــئْـتَ مَـــــنـازِلَ الــعَـلْــــــياءِ
فَـسَـبَكْـتَ مِـنْ غُرَرِ الـقَـــوافي دُرَّها=تـِـــلْـكَ الأَوابــِــــــدُ في سَـــــنَـىً وَسَــــــنـاءِ
وجمَــــعْـتَ أَشْــتاتَ الــفَــضائـِلِ كُـلَّـــها=حَـــــتَّى شمــِــــلْـتَ فـَـضائــــِــــل الــنـُّـــجَــباءِ
يـا طـــاهِرَ الأَعْـراقِ حَــسْـــبُـكَ شــاعرٌ=زاكــي الـنـَّـــقــيـبَةِ صــــــــائِـبُ الآراءِ
يا عَــبْقَرِيَّ الذِّكْرِ صـيـتُـكَ في السَّما=زُهْرُ الـــكواكب خــــُلَّـدُ الـــــلألاءِ
دَرْويـــش أنتَ نَسـيجُ وَحْدِكَ في الـدُّنــا=وَلــَــدتْـــ ـــــكَ أُمُّــــــــكَ في بـُروجِ سمــــاءِ
اسْــطورَةُ الـتَّـــاريـــخِ مـَــهْـــدُ حَــــضَــارَةٍ=تـَرْعَــ ــى الـــــــذِّمــــامَ وَســُـــؤْدُدَ الآبــــــــاءِ
قـدْ كُـنْتَ في دنيا الوَرى إِلْفَ الحِجى=عـَــــفَّ الـــــسَّــريِـرةِ ؛ طَــــيِـّبَ الأَنــْــباءِ
جـــاوزْتَ أَكْــنافَ الــسُّـهَى في هِمَّةٍ=تــَـعـْـلو الــسِّــمـاكَ وَمَــــبْـعَــثَ الأَضْـــــــواءِ
فَرَكَـزْتَ أَلْـــوِيـَةَ الــفِـدى خَـــــــفَّــاقَــــةً=ب ِــذُرى الــعُــــــــــلا في سُـــؤْدُدٍ وَعَــــلاءِ
وَجَــــعَــلْـتَ مِـنْ إيـــفاءِ عَـــهْـدِكَ لـِلْـحِـــمى=سِــــفْـرً يُـــسَــطِّـرُ سُــــــنـّة الأُمـَــــــــنــاءِ
وَسَــهِـرْتَ تُـصْـــلِـحُ رَأب صـَـدْعِ أحـــبَّـةٍ=حـَــتَّـى حُـرِمْــــتَ لــَــــــــذاذَةَ الإِغْــــــفـاءِ
وَدَأَبــْـتَ تحـْــــمِـلُ هـَـمّ َ كُـلَّ مـُــشَرَّدٍ=وَمُـــعـَــ ـــذَّبٍ وَمُـــقَـــــــــطَّـــع ِ الأَشْــــــــلاءِ
وَالنَّـفْـسُ في كَـمَـدٍ عَلى السَّجْنَى الألى=وَمَـــنِ ابـْتـَــــــلاه الـــــــدَّهْـرُ بــِـــا لأَرْزاءِ
وَالـــيـَـوْمَ قـَـدْ أَمْسى تــَوَسُّــــدُكَ الــــــــثَّرى=حُـــكْمَ الــقَـضاءِ وَلاتَ حــينَ فِـــداءِ
تـَـبـْكـيـكَ مِـنْ قُــدْسِ الرِّ بــاطِ مَـــــآذِنٌ=وَكَـــنائِـ ــــــسٌ وَمـــَــدارِسُ الإِسْـــراءِ
أســــــوارهــــا ؛ أبــــــــوابـــهـا ؛ وقـــــبــابـــهـا=رَهْــ ـنُ الـبـَــــــلى مِـنْ صَـــدْمـَـــةٍ خَرْســــاءِ
وَ زُ قَــــــاقُــهـا وَالمـَـــشْرَ بِـــيـَّاتُ الــــعـُـــــــلا=كـَـدْ اءُ مِـثْـلَ كَـواكِبُ الجَـوْزاءِ
حـــتى غُـــصـــــونُ الــــسِّـنْـديـــانِ نـَـوائِـــــــحُ=وَالــت ــــــــيـنُ والــزَّ يــْـــــــتـونُ في إِلْــــــــــــواءِ
لا الـطَّـيْرُ في أَوْكَـارِهـا مِـنْ غُصَّةٍ=الأَحـزانِ ؛ لا لِــــتَرَ نُّـــمِ الـــــوَرْقـــــــاءِ
لا شَــــدْوَ يُـــسْــــمَــع لـِلْـــبـَلابـِـلِ لا ولا=سّــــجْــعَ الهِزارِ وَرَ نَّــــــةَ المـُــــكَّـــاءِ
فَـعَــلَــيْـكَ يـا دَرْويـــــشُ أَلْــــفُ تحِـــــــــيَّـةٍ=مِـسـْ ـكِــيَّـةٍ نـَـــــفّــاحـَـــــةِ الأَشْــــــــذاءِ
يا ربِّ فارْحَمْ شاعِرًا عَــشِق الحِــمى=وامْـــــــنُـنْ عَـلَـــــــيْهِ بـِديمَــــــــــٍة وَطـْــــــفــاءِ
وَاجْـــعَـلْ سَناءَ الـقَـبْرِ في غَسَقِ الـدُّجـى=بــَــــدْرًا يـُــــــنـيرُ مَـــســـالـِـكَ الــــشُّـــعَراءِ
شعر : أحمد عبد الرحمن أبو الرب
قباطية _ فلسطين
15 / 9 / 2008 م
حكم القضاء
كُشِفَ الـغِــطـاءُ لأَعْــــيـُنِ الـبــُـــصَراءِ =عَــــنْ سِرِّ مَـكْــنـونِ الــرَّدى بجَـــــــــلاءِ
كُــلُّ امْرِئٍ لا بــُـــــدَّ يـَلْــــقى حَــتْــــفَــهُ=إِنْ آجِــــــــــــلاً أَوْ عــاجِــــــــلاَ بـِقَــــــــضاءِ
لا شَــيءَ غَـــــيْرَ الـلَّــهِ يـَبـْـــقـى مُخــْــــــــلَدًا=هَـــ ــيـْهـاتَ أَنْ نَـنـْـــعَمْ بِـطــــــولِ بـَــــــقـاءِ
فَـتَـــــعاقُـبِ الأَجْــــــيالِ في فَــلَـكِ الرَّدى=كَـتــَـــعـاقُـب الإِصْــــباحِ وَالإِمْـــــساءِ
لم يــَـــــــبْــقَ لـِلإِنـْــــــــسانِ بـَـــــعْـدَ فـَـــــــنـائـِهِ=أَبــَ دا سِــوى الـذِّكْـرى وَحُــسْـنِ ثَـناءِ
يِـا أَيـُّـهـا الـشُّـعَراءُ مـا الـذِّكْرى سِـوى=طَـــــيْـفِ اجْـتِــــمـاعٍ راقَ عـَـــــيْنُ الرائي
دَرْويــشُ في دُ نْـــــياكَ أَحْرَزْتَ الـعُــلا=حـَـــــتَّى وَطِـــــئْـتَ مَـــــنـازِلَ الــعَـلْــــــياءِ
فَـسَـبَكْـتَ مِـنْ غُرَرِ الـقَـــوافي دُرَّها=تـِـــلْـكَ الأَوابــِــــــدُ في سَـــــنَـىً وَسَــــــنـاءِ
وجمَــــعْـتَ أَشْــتاتَ الــفَــضائـِلِ كُـلَّـــها=حَـــــتَّى شمــِــــلْـتَ فـَـضائــــِــــل الــنـُّـــجَــباءِ
يـا طـــاهِرَ الأَعْـراقِ حَــسْـــبُـكَ شــاعرٌ=زاكــي الـنـَّـــقــيـبَةِ صــــــــائِـبُ الآراءِ
يا عَــبْقَرِيَّ الذِّكْرِ صـيـتُـكَ في السَّما=زُهْرُ الـــكواكب خــــُلَّـدُ الـــــلألاءِ
دَرْويـــش أنتَ نَسـيجُ وَحْدِكَ في الـدُّنــا=وَلــَــدتْـــ ـــــكَ أُمُّــــــــكَ في بـُروجِ سمــــاءِ
اسْــطورَةُ الـتَّـــاريـــخِ مـَــهْـــدُ حَــــضَــارَةٍ=تـَرْعَــ ــى الـــــــذِّمــــامَ وَســُـــؤْدُدَ الآبــــــــاءِ
قـدْ كُـنْتَ في دنيا الوَرى إِلْفَ الحِجى=عـَــــفَّ الـــــسَّــريِـرةِ ؛ طَــــيِـّبَ الأَنــْــباءِ
جـــاوزْتَ أَكْــنافَ الــسُّـهَى في هِمَّةٍ=تــَـعـْـلو الــسِّــمـاكَ وَمَــــبْـعَــثَ الأَضْـــــــواءِ
فَرَكَـزْتَ أَلْـــوِيـَةَ الــفِـدى خَـــــــفَّــاقَــــةً=ب ِــذُرى الــعُــــــــــلا في سُـــؤْدُدٍ وَعَــــلاءِ
وَجَــــعَــلْـتَ مِـنْ إيـــفاءِ عَـــهْـدِكَ لـِلْـحِـــمى=سِــــفْـرً يُـــسَــطِّـرُ سُــــــنـّة الأُمـَــــــــنــاءِ
وَسَــهِـرْتَ تُـصْـــلِـحُ رَأب صـَـدْعِ أحـــبَّـةٍ=حـَــتَّـى حُـرِمْــــتَ لــَــــــــذاذَةَ الإِغْــــــفـاءِ
وَدَأَبــْـتَ تحـْــــمِـلُ هـَـمّ َ كُـلَّ مـُــشَرَّدٍ=وَمُـــعـَــ ـــذَّبٍ وَمُـــقَـــــــــطَّـــع ِ الأَشْــــــــلاءِ
وَالنَّـفْـسُ في كَـمَـدٍ عَلى السَّجْنَى الألى=وَمَـــنِ ابـْتـَــــــلاه الـــــــدَّهْـرُ بــِـــا لأَرْزاءِ
وَالـــيـَـوْمَ قـَـدْ أَمْسى تــَوَسُّــــدُكَ الــــــــثَّرى=حُـــكْمَ الــقَـضاءِ وَلاتَ حــينَ فِـــداءِ
تـَـبـْكـيـكَ مِـنْ قُــدْسِ الرِّ بــاطِ مَـــــآذِنٌ=وَكَـــنائِـ ــــــسٌ وَمـــَــدارِسُ الإِسْـــراءِ
أســــــوارهــــا ؛ أبــــــــوابـــهـا ؛ وقـــــبــابـــهـا=رَهْــ ـنُ الـبـَــــــلى مِـنْ صَـــدْمـَـــةٍ خَرْســــاءِ
وَ زُ قَــــــاقُــهـا وَالمـَـــشْرَ بِـــيـَّاتُ الــــعـُـــــــلا=كـَـدْ اءُ مِـثْـلَ كَـواكِبُ الجَـوْزاءِ
حـــتى غُـــصـــــونُ الــــسِّـنْـديـــانِ نـَـوائِـــــــحُ=وَالــت ــــــــيـنُ والــزَّ يــْـــــــتـونُ في إِلْــــــــــــواءِ
لا الـطَّـيْرُ في أَوْكَـارِهـا مِـنْ غُصَّةٍ=الأَحـزانِ ؛ لا لِــــتَرَ نُّـــمِ الـــــوَرْقـــــــاءِ
لا شَــــدْوَ يُـــسْــــمَــع لـِلْـــبـَلابـِـلِ لا ولا=سّــــجْــعَ الهِزارِ وَرَ نَّــــــةَ المـُــــكَّـــاءِ
فَـعَــلَــيْـكَ يـا دَرْويـــــشُ أَلْــــفُ تحِـــــــــيَّـةٍ=مِـسـْ ـكِــيَّـةٍ نـَـــــفّــاحـَـــــةِ الأَشْــــــــذاءِ
يا ربِّ فارْحَمْ شاعِرًا عَــشِق الحِــمى=وامْـــــــنُـنْ عَـلَـــــــيْهِ بـِديمَــــــــــٍة وَطـْــــــفــاءِ
وَاجْـــعَـلْ سَناءَ الـقَـبْرِ في غَسَقِ الـدُّجـى=بــَــــدْرًا يـُــــــنـيرُ مَـــســـالـِـكَ الــــشُّـــعَراءِ
شعر : أحمد عبد الرحمن أبو الرب
قباطية _ فلسطين
15 / 9 / 2008 م