المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بقايا ذكريات



عبدالحميدالجبوري
31-08-2009, 05:13 PM
بقايا...ذكريات
كانت النساء متشحات بالسواد الدكاكين مغلقة الا بعضا من دكاكين البقالة
المدارس اقفلت ابوابها الهدوء المخيف مخيم على المدينة بيوت عديده
دمرتها الطائرات بدأت العوائل تنزح من المدينة الى مدن اخرى وكل مابقي
منها فلحراسةالبيوت وحسام كان احدهم حولت امه ان تقنعه بمغادرة المدينة
لكنه اصر على البقاء فآختارت ان ترسل ابنتها سندس مع اختها وبقيت هي
مع حسام في دارها التي لم تهدا شبابيكه من الاهتزاز فالقصف متواصل ليلا ونهارا فاصبحت بيوت المدينة ونهر الفرات لم تهدا امواجة من طفو تلك الز وارق الصغيرة على ظهرها حاملة على عاتقها ابناء من المدينة الذين كتبوا على بيوتهم صغار الصور من القران الكريم وبعض الكلمات التي ترسم للوداع وجها حزينا ... بقيت ام حسام ولسانها الذي يلهث بالدعاء بلا انقطاع كانت لاترى حسام الا في بعض ساعات الليل قالت ... ما هي الاخبار قال ... الله معنا قالت ام حسام ...كيف ؟ وفجأة دوى صوت انفجار هائل وآنهارت بيوت امسك حسام يد والدته وجرها نحو غرفة الحمام قال حسام ...اسف ياأمي لانني جعلتك تعيشين في هذا الرعب قالت ...وهي تجفف دموعها لاياولدي انا معك ان لم نعش احرار فلنمت شهداء قال وهو يطلق دفعة من الهواء لا ان الاقوياء فينا بدأ الموت يحصد ارواحهم
سكت حسام ليسمع دعاء والدته واصوات انهيارات البيوت قال... هل وجدت شيئا تاكلينه يا امي قالت ...لالقد نفدالطعام منذ ثلاثة ايام قال حسام... ابقي ياأمي في هذا المكان لاتتركية ابدا الا عند مجيئي ان شاء الله قالت...الى اين انت ذاهب ؟قال... لدي عمل اقوم به
كانت اصوات الانفجارات تتعالى وتقترب منهم قالت... لاياحسام ارجوك فلنمت سويا ياولدي ...نزلت دمعة من عينه حاول اخفاؤها وبصعوبة رسم على وجهه ابتسامه الاقوياء قال ...الم اقل لك ياأمي انا الله معنا ادارة وجهه
وذهب مسرعا لحقت به والدته وهي تجهش بالبكاء قالت بصوت متقطع حسام نظر اليها كانت ترى لمعان عينيه قال ...امي سكت قليلا كان صوته يتقطع ثم قال..امي لقد احضرت هذا الغصن غصن الزيتون الذي قلت لك عنه اذا تأخرت وهدأ القصف ارجوك يا امي اغرسيه في حديقتنا ..أدار وجهه نحو الباب وهم بالخروج فحدث انفجار هائل تطايرت الشضايا نحوه سمع صوت والدته رجع راكضا فوجد والدته ملطخه بالدماء رفع رأسها باكيا وهو يقول ..اسف اسف يا امي قالت ..اغرسه انت اذا ثم لفضت انفاسها الاخيره اصبح دمار المدينه اكثر وضوحا على ضوء الصباح الذي لم يخف اكوام الطابوق المتكسر لبيت حسام الذي بقي َساهرا رغم القصف يحفر قبرا لوالدته وبعد ان اكمل دفنها غرس فوق قبرها غصن الزيتون ثم خرج والضباب الاسود يملأ عينيه وما كاد يمشي بضع خطوات حتى كانت رصاصة قناص تصيب صدره زحف نحو الحديقه حيث عانق قبر امه وغصن الزيتون

خليل ابراهيم عليوي
03-09-2009, 12:50 AM
الاخ الحبيب عبد الحميد الجبوري
اي الم واي حزن بثثته في قصتك
كاد ان يقطع قلبي كما تقعت اوصال المدينة
ولكن(زحف نحو الحديقه حيث عانق قبر امه وغصن الزيتون)
بعث الامل لعله يخرج خصن الزيتون
د خليل

مصطفى السنجاري
06-09-2009, 06:34 AM
**)) قصة حزينة من قصص ألف ليلة وليلة الحقيقية
في عراقنا الذي يئن تحت الجراحات
أخي أنت تمتلك خامة قصصية
أتمنى لو اهتممت بلغتك أكثر فهي الوعاء الذي
تقدم فيه عصارة فكرك للقراء
وهناك أخطاء إملائية
قد ننسبها للكيبورد
من قبيل ((صغار الصور )) وانت قصد ((السور))
تحياتي لك

عبدالحميدالجبوري
14-09-2009, 03:27 PM
[quote=مصطفى السنجاري;471909]**)) قصة حزينة من قصص ألف ليلة وليلة الحقيقية
في عراقنا الذي يئن تحت الجراحات
أخي أنت تمتلك خامة قصصية
أتمنى لو اهتممت بلغتك أكثر فهي الوعاء الذي
تقدم فيه عصارة فكرك للقراء
وهناك أخطاء إملائية
قد ننسبها للكيبورد
من قبيل ((صغار الصور )) وانت قصد ((السور))
تحياتي لك[/quote
الاستاذ الفاضل مصطفى السنجاري
اشكر لك جميع ملاحظاتك
ونسال اللة ان يحفظ العراق
من شمالة الى جنوبة
وتقبل مني كل الحب

رعدالدليمي
31-01-2010, 06:19 PM
قصة موثره كتبها قلمك المبدع من واقعنا المؤلم
انها لوحة الحروف عندما تعلن الحزن...
كل الود لك اخي الحبيب عبد الحميد

عبدالحميدالجبوري
26-02-2010, 11:03 PM
قصة موثره كتبها قلمك المبدع من واقعنا المؤلم
انها لوحة الحروف عندما تعلن الحزن...
كل الود لك اخي الحبيب عبد الحميد

رعد ايها الجميل المميز
شرفني حضورك لصفحتي

مازن لبابيدي
02-03-2010, 05:58 AM
أخي الأديب عبد الحميد الجبوري
قصة معبرة امتزجت فيها معاني الألم والخوف والعزة والإباء والأمل والفداء ، اعتمدت الأسلوب السردي وحبكة بسيطة .
الخاتمة لم تخل من المفاجأة وكانت مؤثرة ومعبرة .
أتفق مع أخي مصطفى في موضوع اللغة ، كذلك حبذا الاهتمام بالفواصل والتنقيط والتشكيل ليخرج النص بأبهى حلة تليق به .
تحيتي لك أخي ووقفة إكبار لكل شهيد افتدى بدمائه عقيدته وتراب الوطن .

عبدالحميدالجبوري
23-02-2011, 06:56 AM
سيدي الفاضل الاديب مازن لبابيدي..... شكرا لمروركم الجميل وهذا يجعل صفحتي مشرقة معطرة
وتقبل مني كل الود مع التحية

ربيحة الرفاعي
14-11-2012, 11:17 PM
نص قصي جميل بفكرة موفقة جمع فيها الكاتب عناصر الحس الإنساني المحرك للمشهد في عراق الإباء بحكائية شائقة وأداء قصي طيب

وددت لو حظي النص من كاتبنا ببعض اجتهاد وعناية بلغته وتنسيقه

أهلا بك اديبنا في واحتك

تحاياي

نداء غريب صبري
25-11-2012, 02:58 PM
حكاية عراقية فيها الحزن والجراح
أثرت بي جدا
وكانت لغتها بحاجة لاهتمام الكاتب

شكرا لك أخي
بوركت

ناديه محمد الجابي
22-09-2017, 10:03 PM
رسمت لوحة معبرة من سيمفونية الحزن العراقي
لقطة مؤثرة حد الدمعة بسرد جميل وأداء قصي موفق
فكرة عميقة وخاتمة مؤلمة.
دمت والألق.
:008::008:

محمد ذيب سليمان
23-09-2017, 07:45 AM
سرد من الواقع يحمل الآم الالاف وينقل مأساة شعب بل أمة
شكرا لك ولدموع نزفت من بعض عيون
مودتي

أحمد العكيدي
25-09-2017, 02:48 PM
قصة جميلة تعكس جانبا من ويلات الحرب.
دمت مبدعا