تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من بريدي: الفضائل والرذائل تلعب الاستغماية



معاذ الديري
30-01-2004, 03:15 AM
وصلتني بالبريد وكانت رائعة . ولم تذكر اسما للكاتب .
اوجه تحية بنفسجية للمصدر.
.................

فى قديم الزمان


حيث لم يكن على الأرض بشر بعد ....


كانت الفضائل والرذائل.. تطوف العالم معا"..


وتشعر بالملل الشديد....


ذات يوم... وكحل لمشكلة الملل المستعصية...


اقترح الأبداع.. لعبة.. وأسماها الأستغماية..


أحب الجميع الفكرة...


وصرخ الجنون: أريد أن أبدأ.. أريد أن أبدأ...


أنا من سيغمض عينيه.. ويبدأ العدّ...


وأنتم عليكم مباشرة الأختفاء....


ثم أنه اتكأ بمرفقيه..على شجرة.. وبدأ...


واحد... اثنين.... ثلاثة....


وبدأت الفضائل والرذائل بالأختباء..


وجدت الرقة مكانا لنفسها فوق القمر..


وأخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة...


دلف الولع... بين الغيوم..


ومضى الشوق الى باطن الأرض...


الكذب قال بصوت عال: سأخفي نفسي تحت الحجارة.. ثم توجه لقعر البحيرة..


واستمر الجنون: تسعة وسبعون... ثمانون.... واحد وثمانون..


خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها... ماعدا الحب...


كعادته.. لم يكن صاحب قرار... وبالتالي لم يقرر أين يختفي..


وهذا غير مفاجيء لأحد... فنحن نعلم كم هو صعب اخفاء الحب..


تابع الجنون: خمسة وتسعون....... سبعة وتسعون....


وعندما وصل الجنون في تعداده الى: مائة


قفز الحب وسط أجمة من الورد.. واختفى بداخلها..


فتح الجنون عينيه.. وبدأ البحث صائحا": أنا آت اليكم.... أنا آت اليكم....


كان الكسل أول من أنكشف...لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه..


ثم ظهرت الرقّة المختفية في القمر...


وبعدها.. خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس...


واشار على الشوق ان يرجع من باطن الأرض...


وجدهم الجنون جميعا".. واحدا بعد الآخر....


ماعدا الحب...


كاد يصاب بالأحباط والبأس.. في بحثه عن الحب... حين اقترب منه الحسد


وهمس في أذنه:


الحب مختف في شجيرة الورد...


التقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح.. وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش


ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب...


ظهر الحب.. وهو يحجب عينيه بيديه.. والدم يقطر من بين أصابعه...


صاح الجنون نادما": يا الهي ماذا فعلت؟..


ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟...


أجابه الحب: لن تستطيع إعادة النظر لي... لكن لازال هناك ماتستطيع


فعله لأجلي... كن دليلي..

.
وهذا ماحصل من يومها.... يمضي الحب الأعمى... يقوده الجنون
__________________

د.جمال مرسي
30-01-2004, 06:19 AM
بارك الله فيك و في بريدك أخي عاقد الحاجبين
فلقد جسد حياتنا في هذه اللعبة اجميلة ( استغمايه )
التي كنا نحبها صغارا ولا زلنا نعشقها كبارا
بارك الله في قلمك المبدع
سلمت لنا
أخوكم د. جمال

ياسمين
31-01-2004, 04:31 AM
ثم ظهرت الرقّة المختفية في القمر...

,
,
كم أعجبنى هذا التعبير
حقا أنا دائما اشعر أن الرقة تأتى من قلب القمر ولم اكن اعلم ان هناك من يشاركنى الرأى
وهاأنت تأتى لتؤكد شعورى بها كما اراها

دائما تأتى بكل ماهو جميل وجديد ايها العاقد حاجبيه

فشكرا لابداع متجدد

لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

ليال
21-05-2004, 12:35 AM
دمعة جهولة غافلتني وسقطت على لوحة المفاتيح , اثناء قرائتي للقصة ..احببت فقط أن أثبت حالة .
الشكر لك وللمصدر

بندر الصاعدي
23-05-2004, 07:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب / عاقد
هناك فلسفاتٌ وعلومٌ تتناول النفس وما بها من سجايا وطباع ومشاعر .. الخ , لكن ما علمَ روادُها أنَّ هانك أُناسٌ بسطاء جربوا الحياة فعصروا سلافةَ تجربته وأسقوها الورى بمذاقٍ رائع ....
لا أخفيك حين قرأتُ عنوان الموضوع وكان عبارة عن لعبة , ما أردتُ فتحهُ إلا أنَّ الفضائل والرذائل أوقفتني ودفعتني لفتح الموضوع فكنت فائزاً بقراءتي لهُ ... فسجّلْ ( من أروعِ ما قرأتُ في القصص ذات طابع الحكمة والفلسفة " وهذا فنٌّ ندر وجوده منذ زمن ... فأين ابن المقفَّع !