مشاهدة النسخة كاملة : سبحانك اللهم
أحمد الرشيدي
21-09-2009, 07:27 PM
سبحانك اللهم
البيان ظل ما كان ليشرق بدرا لولا شموس انصهرت فيها أرواح وقلوب وألباب . الأدب حب الجمال مطلقا في الصور والمضامين ، ولولا الجمال ما كنا لنعرف الأدب : أحب لحظها وقدها ودلها ؛ فغردت حروفه وأطربت ، أحب الحق ؛ فانتضى القلم فيصلا لا ينبو ، أحب الحرية ؛ فصدَّع البيان سراديب الذل ، أحب المروءة ؛ فأنجبت الأوراق أطايب الكلم .
البيان منحة من السماء لبني آدم خاصة ، ولكم رأينا ظبيا تلاعب خشفها ، وما هي إلا برهة حتى تراه بين فكي سبع ، فترقبه من بعيد لا تقدر علي شيء ، ولعل من رحمة الله بالحيوان أن مبلغ مقاصده الكلأ ، ولو أنها مكنت من فن القول لنفقت السباع جوعا.
وأخو البيان من مقتضى حاله إذا ما ساقه القدر ، فعثر بلحظ بليغ وقوام منحوت وهمس مبحوح أن يصرف الكلمات نحو آفاق تناطح الأفلاك ، وتسبر غور قيعان المحيطات ليقدم - من بعد رحلة شاقة : مغاليقها فتوحات ، وعقباتها لذات - كلمات من نجوم متقدات بالأمل ، ولآلئ حبيسات الصدف ، ذلك في أول لقاء – وليت شعري كيف إذا هو لم يكن قط - ثم إن العاشق الحق الأديب الصدق لا يجد لذة تعدل دمعا يصبه في حضن الليل من بعد أن يحطمن قلبَه القولُ وجنوده حين تكون عواقبه والصمت سواء .
لا تحزني إن القلب النقي كالشجرة التي تحتضن الطيور وتظلها ، فإذا هجرتها الطيور يوما نفحتها بالنسيم دعاء كل سحر ، وسقتها الندى حبا كل صباح ، ومع كل ورقة تسقط منها تلتمس للطيور عذرا ، فذلك عاشق راحل إلى وطن الحبيب ، وآخر حازم طالب رزق ... إلى أن تتجرد من كل سيئ ظن وأنانية وحسد مع آخر ورقة تسقط منها، ثم إنها تود بعد ذلك أن تكون حطبا في نار كريم، فلا عزاء لها إلا تلك النار ولظاها.
قد كفاني من الحبر ما سكبت – يا عاذلتي على الصمت – وأما اليوم ، فحبري زئبق كلما جهدتُ في أن أسكنه السطر أبى ليعود القهقرى من حيث سال يحاكى ما ترنح في القلب ، وتأرجح في الذهن ، فأنى تكون لي حروف على السطور وأنا كما أنا !
دعيني كما أنا ، ولك فيما تقرئين كفاية عن حروف يتعاورني مدها وجزرها تتلاحق تلاحق الأمواج دون أن تنقش على الشطآن من هديرها كلمة .
دعيني كما أنا ، قلب طفل يتيم يسكن عقلَه شيخٌ هرم ، كلما هم بلهو قرعه الشيخ بعصاه ، ومن عجب أن الطفل منذ نحو أربعين سنة لم يبلغ أشده ولا الشيخ مات !
قد كفاني من الحبر ما سكبت ، بالأمس كنت يافعا تغضي الأوراق عن شطحاتي ، أما وإن الشموع قد أوقدت ، فقد غدا الحبر – يا بنة أخي – عديل دمي ، وربك إني لأضن بحرفي – على ما فيه من عوج – من أن يخوض فيما لا يحمد عقباه يوم لا ينفع شعر ولا نثر إلا من أتى الله بقول سديد .
البيان تجلى كماله المطلق في كتاب الله ، فأعجز الخلق قاطبة ، عجز عز يخرجهم به من الرق والألم إلى السؤدد والنعيم الخالد :
(( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))
ذالكم النور الذي يحيل كل ما عداه رمادا، فيا ليتني أكتب فيه حرفا متقبلا.
لمياء سليمان
21-09-2009, 08:24 PM
الحمدلله رب العالمين
صدق الله العظيم
ايها الشاعر القدير أحمد الرشيدي تجلت حروفك بذكر أياته جل وعلى
وكانت وققفة رائعة في صورة جميلة ولحن يصل الى القلوب بخشوع
فسبحان الخالق على عظمة خلقه وويل لمن لا يعتبر
اخي سعدت بمروري في صفحتك
وسبحت باسم ربي
وفقك الله وسدد خطى اقلامك وبارك لك في الحروف
تحياتي
فاطمه عبد القادر
22-09-2009, 09:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تحزني إن القلب النقي كالشجرة التي تحتضن الطيور وتظلها ، فإذا هجرتها الطيور يوما نفحتها بالنسيم دعاء كل سحر ، وسقتها الندى حبا كل صباح ، ومع كل ورقة تسقط منها تلتمس للطيور عذرا ، فذلك عاشق راحل إلى وطن الحبيب ، وآخر حازم طالب رزق ... إلى أن تتجرد من كل سيئ ظن وأنانية وحسد مع آخر ورقة تسقط منها، ثم إنها تود بعد ذلك أن تكون حطبا في نار كريم، فلا عزاء لها إلا تلك النار ولظاها.
:hat:
أيها العزيز الفاضل أحمد الرشيدي
كتبت فصدقت
كلمات قُدَّت من جوهر فكر نيّر
ونجوم جمعت من سماء تعج بالعجائب
أو قاع بحر يعج بالغرائب
والحياة نفسها الأعجب والأغرب
اسجل اعجابي
كن بألف خير
ماسة
ثائر الحيالي
22-09-2009, 10:52 PM
سبحانك اللهم
البيان ظل ما كان ليشرق بدرا لولا شموس انصهرت فيها أرواح وقلوب وألباب . الأدب حب الجمال مطلقا في الصور والمضامين ، ولولا الجمال ما كنا لنعرف الأدب : أحب لحظها وقدها ودلها ؛ فغردت حروفه وأطربت ، أحب الحق ؛ فانتضى القلم فيصلا لا ينبو ، أحب الحرية ؛ فصدَّع البيان سراديب الذل ، أحب المروءة ؛ فأنجبت الأوراق أطايب الكلم .
البيان منحة من السماء لبني آدم خاصة ، ولكم رأينا ظبيا تلاعب خشفها ، وما هي إلا برهة حتى تراه بين فكي سبع ، فترقبه من بعيد لا تقدر علي شيء ، ولعل من رحمة الله بالحيوان أن مبلغ مقاصده الكلأ ، ولو أنها مكنت من فن القول لنفقت السباع جوعا.
وأخو البيان من مقتضى حاله إذا ما ساقه القدر ، فعثر بلحظ بليغ وقوام منحوت وهمس مبحوح أن يصرف الكلمات نحو آفاق تناطح الأفلاك ، وتسبر غور قيعان المحيطات ليقدم - من بعد رحلة شاقة : مغاليقها فتوحات ، وعقباتها لذات - كلمات من نجوم متقدات بالأمل ، ولآلئ حبيسات الصدف ، ذلك في أول لقاء – وليت شعري كيف إذا هو لم يكن قط - ثم إن العاشق الحق الأديب الصدق لا يجد لذة تعدل دمعا يصبه في حضن الليل من بعد أن يحطمن قلبَه القولُ وجنوده حين تكون عواقبه والصمت سواء .
لا تحزني إن القلب النقي كالشجرة التي تحتضن الطيور وتظلها ، فإذا هجرتها الطيور يوما نفحتها بالنسيم دعاء كل سحر ، وسقتها الندى حبا كل صباح ، ومع كل ورقة تسقط منها تلتمس للطيور عذرا ، فذلك عاشق راحل إلى وطن الحبيب ، وآخر حازم طالب رزق ... إلى أن تتجرد من كل سيئ ظن وأنانية وحسد مع آخر ورقة تسقط منها، ثم إنها تود بعد ذلك أن تكون حطبا في نار كريم، فلا عزاء لها إلا تلك النار ولظاها.
قد كفاني من الحبر ما سكبت – يا عاذلتي على الصمت – وأما اليوم ، فحبري زئبق كلما جهدتُ في أن أسكنه السطر أبى ليعود القهقرى من حيث سال يحاكى ما ترنح في القلب ، وتأرجح في الذهن ، فأنى تكون لي حروف على السطور وأنا كما أنا !
دعيني كما أنا ، ولك فيما تقرئين كفاية عن حروف يتعاورني مدها وجزرها تتلاحق تلاحق الأمواج دون أن تنقش على الشطآن من هديرها كلمة .
دعيني كما أنا ، قلب طفل يتيم يسكن عقلَه شيخٌ هرم ، كلما هم بلهو قرعه الشيخ بعصاه ، ومن عجب أن الطفل منذ نحو أربعين سنة لم يبلغ أشده ولا الشيخ مات !
قد كفاني من الحبر ما سكبت ، بالأمس كنت يافعا تغضي الأوراق عن شطحاتي ، أما وإن الشموع قد أوقدت ، فقد غدا الحبر – يا بنة أخي – عديل دمي ، وربك إني لأضن بحرفي – على ما فيه من عوج – من أن يخوض فيما لا يحمد عقباه يوم لا ينفع شعر ولا نثر إلا من أتى الله بقول سديد .
البيان تجلى كماله المطلق في كتاب الله ، فأعجز الخلق قاطبة ، عجز عز يخرجهم به من الرق والألم إلى السؤدد والنعيم الخالد :
(( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))
ذالكم النور الذي يحيل كل ما عداه رمادا، فيا ليتني أكتب فيه حرفا متقبلا.
الأستاذ الفاضل أحمد الرشيدي
ليس بوسعي إلا أن أقول ..لله در يراع ٍ ينهل من معين ثـــَر..
سلمت ..وسلم مدادك..
عيد ..مبارك
محبتي
حسنية تدركيت
23-09-2009, 04:13 PM
جزاك ربي الجنة على الموضوع الرائع
جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
http://www.arabsys.net/pic/bsm/107.gif
شريفة العلوي
30-09-2009, 12:02 AM
الاستاذ المبدع أحمد الرشيدي
تتدرج الأبجدية من علاها الى رقي مداها
و البيان تماهى في الدعاء وأصبح اكثر تأثيرا
لتتنوع لغة الخطاب حتى البستنا حلة الدهشة وطاقية الغبطة مختالة على السطور .
تحياتي وتقديري
هشام عزاس
30-09-2009, 12:19 AM
المبدع الأديب / أحمد الرشيدي
و مثل هذا البيان يسقي ربوع الواحة و يزيد في اخضرارها و ندى هاته الحروف كفيل بأن يروي ظمأ المتعطشين لسمو الحرف و معانيه و الخروج بعد المقدمات إلى لب الحقيقة .
فما أبهاكَ و أنت تحاول قبض قبسات من ذلك النور و ما أسعدنا إذ نشهدُ لك على حسن بيانك و قبول أذواقنا لجميل ما تسطره أناملك .
النص للتثبيت تقديرا و اعترافا
إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام
أحمد الرشيدي
14-11-2009, 08:52 AM
الحمدلله رب العالمين
صدق الله العظيم
ايها الشاعر القدير أحمد الرشيدي تجلت حروفك بذكر أياته جل وعلى
وكانت وققفة رائعة في صورة جميلة ولحن يصل الى القلوب بخشوع
فسبحان الخالق على عظمة خلقه وويل لمن لا يعتبر
اخي سعدت بمروري في صفحتك
وسبحت باسم ربي
وفقك الله وسدد خطى اقلامك وبارك لك في الحروف
تحياتي
الأستاذة الكريمة لمياء سليمان
كرم منك سابغ هذا المرور الماتع الوضاء ، وآمل أن تتقلبي اعتذاري على تأخر ردي ، فأخوك في سفر طويل ، جعلك الله قارة في المسرات محفوفة بالخيرات .
دمتِ بخير
أحمد الرشيدي
17-11-2009, 04:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تحزني إن القلب النقي كالشجرة التي تحتضن الطيور وتظلها ، فإذا هجرتها الطيور يوما نفحتها بالنسيم دعاء كل سحر ، وسقتها الندى حبا كل صباح ، ومع كل ورقة تسقط منها تلتمس للطيور عذرا ، فذلك عاشق راحل إلى وطن الحبيب ، وآخر حازم طالب رزق ... إلى أن تتجرد من كل سيئ ظن وأنانية وحسد مع آخر ورقة تسقط منها، ثم إنها تود بعد ذلك أن تكون حطبا في نار كريم، فلا عزاء لها إلا تلك النار ولظاها.
:hat:
أيها العزيز الفاضل أحمد الرشيدي
كتبت فصدقت
كلمات قُدَّت من جوهر فكر نيّر
ونجوم جمعت من سماء تعج بالعجائب
أو قاع بحر يعج بالغرائب
والحياة نفسها الأعجب والأغرب
اسجل اعجابي
كن بألف خير
ماسة
الأخت الكريمة الأستاذة فاطمة عبد القادر
ما ليس بعجيب هو مرورك الكريم على أحرفي ، وتكرمك بحسن الثناء اللائق بسماحة نفسك ، ونقاء قلبك ، ورائع بيانك .
كل الشكر لك ، ودمتِ بخير
أحمد الرشيدي
17-11-2009, 05:01 PM
الأستاذ الفاضل أحمد الرشيدي
ليس بوسعي إلا أن أقول ..لله در يراع ٍ ينهل من معين ثـــَر..
سلمت ..وسلم مدادك..
عيد ..مبارك
محبتي
أستاذنا الأديب الفاضل ثائر الحيالي
كلماتك التي تتعهدني بها سحائب تحيي قفار صفحاتي ، ونجوم تهتدي أحرفي بضيائها .
أكرمك الله وأسعد قلبك في الدارين .
أحمد الرشيدي
17-11-2009, 05:04 PM
جزاك ربي الجنة على الموضوع الرائع
جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
http://www.arabsys.net/pic/bsm/107.gif
أختي العزيزة الأستاذة الموقرة حسنية حفظها الله
مكان لك فيه حرف مبارك مزهر
لا حرمني الله من نور حضورك ، وبديع حرفك .
والله يكلؤك بعينه التي لا تنام
ثائر الحيالي
04-03-2010, 03:37 PM
سبحانك اللهم
البيان ظل ما كان ليشرق بدرا لولا شموس انصهرت فيها أرواح وقلوب وألباب . الأدب حب الجمال مطلقا في الصور والمضامين ، ولولا الجمال ما كنا لنعرف الأدب : أحب لحظها وقدها ودلها ؛ فغردت حروفه وأطربت ، أحب الحق ؛ فانتضى القلم فيصلا لا ينبو ، أحب الحرية ؛ فصدَّع البيان سراديب الذل ، أحب المروءة ؛ فأنجبت الأوراق أطايب الكلم .
البيان منحة من السماء لبني آدم خاصة ، ولكم رأينا ظبيا تلاعب خشفها ، وما هي إلا برهة حتى تراه بين فكي سبع ، فترقبه من بعيد لا تقدر علي شيء ، ولعل من رحمة الله بالحيوان أن مبلغ مقاصده الكلأ ، ولو أنها مكنت من فن القول لنفقت السباع جوعا.
وأخو البيان من مقتضى حاله إذا ما ساقه القدر ، فعثر بلحظ بليغ وقوام منحوت وهمس مبحوح أن يصرف الكلمات نحو آفاق تناطح الأفلاك ، وتسبر غور قيعان المحيطات ليقدم - من بعد رحلة شاقة : مغاليقها فتوحات ، وعقباتها لذات - كلمات من نجوم متقدات بالأمل ، ولآلئ حبيسات الصدف ، ذلك في أول لقاء – وليت شعري كيف إذا هو لم يكن قط - ثم إن العاشق الحق الأديب الصدق لا يجد لذة تعدل دمعا يصبه في حضن الليل من بعد أن يحطمن قلبَه القولُ وجنوده حين تكون عواقبه والصمت سواء .
لا تحزني إن القلب النقي كالشجرة التي تحتضن الطيور وتظلها ، فإذا هجرتها الطيور يوما نفحتها بالنسيم دعاء كل سحر ، وسقتها الندى حبا كل صباح ، ومع كل ورقة تسقط منها تلتمس للطيور عذرا ، فذلك عاشق راحل إلى وطن الحبيب ، وآخر حازم طالب رزق ... إلى أن تتجرد من كل سيئ ظن وأنانية وحسد مع آخر ورقة تسقط منها، ثم إنها تود بعد ذلك أن تكون حطبا في نار كريم، فلا عزاء لها إلا تلك النار ولظاها.
قد كفاني من الحبر ما سكبت – يا عاذلتي على الصمت – وأما اليوم ، فحبري زئبق كلما جهدتُ في أن أسكنه السطر أبى ليعود القهقرى من حيث سال يحاكى ما ترنح في القلب ، وتأرجح في الذهن ، فأنى تكون لي حروف على السطور وأنا كما أنا !
دعيني كما أنا ، ولك فيما تقرئين كفاية عن حروف يتعاورني مدها وجزرها تتلاحق تلاحق الأمواج دون أن تنقش على الشطآن من هديرها كلمة .
دعيني كما أنا ، قلب طفل يتيم يسكن عقلَه شيخٌ هرم ، كلما هم بلهو قرعه الشيخ بعصاه ، ومن عجب أن الطفل منذ نحو أربعين سنة لم يبلغ أشده ولا الشيخ مات !
قد كفاني من الحبر ما سكبت ، بالأمس كنت يافعا تغضي الأوراق عن شطحاتي ، أما وإن الشموع قد أوقدت ، فقد غدا الحبر – يا بنة أخي – عديل دمي ، وربك إني لأضن بحرفي – على ما فيه من عوج – من أن يخوض فيما لا يحمد عقباه يوم لا ينفع شعر ولا نثر إلا من أتى الله بقول سديد .
البيان تجلى كماله المطلق في كتاب الله ، فأعجز الخلق قاطبة ، عجز عز يخرجهم به من الرق والألم إلى السؤدد والنعيم الخالد :
(( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))
ذالكم النور الذي يحيل كل ما عداه رمادا، فيا ليتني أكتب فيه حرفا متقبلا.
الأستاذ الرائع أحمد الرشيدي
من كان العطش قد أضناه .. وفي شوق لمنهل الحرف العذب..
فليرتشف من رقراق ينابيعك الثرة ..
سلمت..وسلم مدادك..
محبتي وإحترامي
د. سمير العمري
09-07-2010, 06:35 PM
هذا هو النثر الذي أعشق ، وهذا هو النثر الذي يسقى الذائقة ريانا ويشبع العقل أفكارا وألوانا!
أيها الأديب المحلق في عوالم من سحر وألق:
لا أجدني كلما قرأت لك إلا انتشيت وأطريت وحمدت الله تعالى أن في الأمة أمثالكم.
دمت كما أنت متفردا في مداره من السنا!
تحياتي
وفاء شوكت خضر
09-07-2010, 10:29 PM
بني ..
يا من على ضفاف الحرف التقينا ..
فكان بيننا من المودة ما أعجز العاذلون نقضه ..
كيف فاتني هذا البذخ الفاره من حرفك ، وتملصت من بين ناظري صفحة كانت حروفها انصهار الشمس على سطور
شعت بالنور ..
حرفك الذي كان ضنينا بات مورد الظمآن لكن هيهات نرتوي ..
كلما رشفنا رشفة زاد الظمـأ فينا ..
فهلا أفضت علينا من فيض حرفك الزلال ..
هنا أنتزرك ..
فهل تراه ظمأي سيطول ؟؟
مودتي من القلب ولمن تعرف ..
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir