تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حلم خاص



حوراء آل بورنو
05-02-2004, 03:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


لا يزال قلب تلك الأرض نابضا بالحياة ، يمد دفء الشمس عروقه بالأمل ، و يسقيه غيث الرحمن فيضا من الرضا ؛ فيكسو أديمها نبت جديد ، قوي الأصول ، عظيم الجذور ، ليغدو ـ وعين الله ترعاه ـ زخارف من ورود ، و نقوش من زهور .
روضة تبهج النفس ، وجنة تسعد الروح ، و مشهد يكحل العيون سعادة قبل أن تسكن القلوب ، فتزور أطياف المنى الخيال ، و تطرق الأماني أبواب الأحلام ، وأحلامنا رقيقة ، رفيقة ، نخشى عليها دوما الاغتيال .
و لكن طيب رائحة أوراق الورد ، و رقة شذى بتلات الزهر ؛ يدعوان إلى الاقتراب منها و استنشاق عبيرها .
سبحان من ( أحاط الورد بالأشواك ) ؛ فإذا اللمسة تدمي الحلم ، و تشك الفؤاد ، و تدمع العين .
و نفرق ، هل تغدو أحلامنا نسيجا من هباء ؟ وقد نسجناها تارة خيوطا من شعاع شمس كل صباح ، و تارة خيوطا من شعاع قمر كل مساء ، فغدت لوحة موسومة بسنوات عمر قضيناه .
و نجزع ، أكل سعادتنا سطور على ماء ؟ و قد حفرناها مرة بأظافر الأسى كلما أصابنا الدهر بسهامه ، ومرة بدموع العين كلما عصر الزمان قلوبنا بهمومه ، فغدت أحفورة تشهد على بلاء عظيم ابتلوناه .
أتنسينا وخزة الأشواك أريج الورود وعبق الزهور ؟
ليل الألم لا بد راحل ، ونجم الوجع لا ريب آفل ، و شمس الفرح ستشرق من جديد لتكسو الأرواح ضياء وسناء ، و تبقى تلك الأرض هنا أو هناك خصبة تزهر فيها مع طلعة الجوزاء كل يوم أزهارا و ورودا لا تخلو من الأشواك ، لها عبير لا يزول مدى الأيام .

ما وأدت يوما حلما ، و لكني أسعى لتحقيقه .

ياسمين
06-02-2004, 01:52 AM
ليل الألم لا بد راحل ، ونجم الوجع لا ريب آفل ، و شمس الفرح ستشرق من جديد لتكسو الأرواح ضياء وسناء ، و تبقى تلك الأرض هنا أو هناك خصبة تزهر فيها مع طلعة الجوزاء كل يوم أزهارا و ورودا لا تخلو من الأشواك ، لها عبير لا يزول مدى الأيام
,
,

الله ياحرة

كم هو جميل هذا المقطع من معزوفة حلمك
تحياتى لهذا القلم النورانى
وشكرا على تواصل متجدد دائما

لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

حوراء آل بورنو
06-02-2004, 03:32 PM
لا زلت أرى قلمي متمردا ، يخذلني كلما أجبرته على الكتابة بما أريد ، لا كما يريد . فأعرض صفحتى ، و أنشر حروفي ، فإذا السقطات والزلات هنا وهناك ، وتأبى الواحة الغناء تعديلا ، وقد تأخرت على تهذيب رسومي .
ليس شذى بل شذا ،
و ليس ابتلوناه بل ابتلينا به .


ياسمين ..
أجد دائما مداد قلمك يزخرف رسومي ، ويزين أوراقي .
فشكرا لك .

عبد الوهاب القطب
06-02-2004, 07:09 PM
أكل سعادتنا سطور على ماء ؟ و قد حفرناها مرة بأظافر الأسى كلما أصابنا الدهر بسهامه ، ومرة بدموع العين كلما عصر الزمان قلوبنا بهمومه ، فغدت أحفورة تشهد على بلاء عظيم ابتلوناه .
أتنسينا وخزة الأشواك أريج الورود وعبق الزهور ؟


كم هو جميل هذا النص ايتها الفاضلة

أشكرك على هذا الشموخ في التعبير.



وما العيشُ إلا ابتسامةُ وَردٍ=تُدَوِّي بِحقلي وتعلو تلالي
وإلا فَنزْفي على كل شوكٍ=سَيجْتثُّ كل جذور المحالِ
لِتُصبحَ أغنِيَتي حُرَّةً=تُرَدِّدُها الريحُ فوق الجبالِ


تحياتي وإعجابي

المخلص

ابن بيسان

د. سمير العمري
06-02-2004, 11:55 PM
أيتها الحرة:

نص اكتملت فيه مقومات النثر الأدبي فبدا كلوحة فنية رسمتها ريشة مبدع ، ونمقها يراعة لبيب.

هو نص مذهل في تناول الفكرة بوضوح وعمق ، متمكن من توظيف المفردات والسيطرة عليها بحرفة أديب وحنكة مجرب.

أرى هذا النص يحتاج إلى نقد واف لدرة أدبية هي من أجمل ما قرأت من نثر وأرجو الله أن أملك الوقت الكافي لأعود لها ناقداً بما تستحق.


أيتها المبدعة:

لله درك ودر قلم ينثر من مداده الأريج.
:os:

حوراء آل بورنو
08-02-2004, 07:42 PM
الشاعر ابن بيسان ..
أشكر لك كريم مرورك .

الأستاذ سمير العمري ..
أشكر لك إطراءك الذي لا أستحقه .

د. محمد الشناوي
12-02-2004, 10:17 PM
سيدتي "حرة"
أقف أمام لوحتك الرائعة واجما, فلا من كلام أستطيع أن أعبر به عن مدى إعجابي بألفاظك وتراكيبك, بل عن لغتك بالإجمال.
كل ما يمكنني أن أقوله "أدام الله ريشتك"
لك كل الود والاحترام

بندر الصاعدي
14-02-2004, 05:27 PM
أختي الفاضلة / حرّة
ياذاتَ الجمالِ الآسرِ صياغةً , وذاتَ الحُسنِ الآخَّاذِ بلاغةً

جفوتُ النثرَ بعضَ الشيء ,, وأدمتُ الوصالَ بالشعرِ ,,, فأحسستُ بتمايلِ كفتيَّ وتأرجحها .
اشتقتُ للأورادِ وعبقها في حقولِ النثرِ وتقتُ لشقاوةِ الأشواكِ ووخزها ,, فوعدتُ نفسي بقضاءِ وقتٍ أكبر هنا في دوحةِ النثرِ , بينَ المروجِ والفيافي , على مراكبِ الضياءِ وهي تمخرُ بريقَ الأنهارِ ...

هذهِ أولى الخطى المتأنّيةِ بينَ نفسي وتأمّلاتِ حسّي في المقطوعاتِ النثرية ..

أشجاني ما كتبتِ كما هيَ عادة ما تكتبين ... فللهِ درُّكِ

لك التحية والتقدير
دمتِ بألفِ خير
في أمان الله .

حوراء آل بورنو
17-02-2004, 07:30 PM
د. محمد الشناوي ..
وأدامك حرا .. وأسعدك في نفسك ..

الأستاذ بندر الصاعدي ..
كنت قد علمتك صيادا لهفوات حروفي .. وزلات قلمي .. و كم كان يسعدني ذلك ، لأنك كنت لي عونا على يراعي المتمرد دوما .
و لكني أرى هنا توقيعك على شهادة تقدير لهذا القلم .. فهل تظنه غدا طيعا .. يخفض لي أجنحة الذل ، و الطاعة ؟؟
أرجو ذلك ..

تحياتي وتقديري .