تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صهيل الأمومة



كاملة بدارنه
08-11-2009, 09:33 PM
ولجت خيوط النّور سديم العتمة، وأحكمت سيطرتها، فانبثق النّهار معلنا بداية يوم جديد ..
حينذاك أدركت " أمل" أنّها لم تغمض جفنا، وأنّ هذا الجسد قد أوهنه ما فاض من ذاكرته طيلة اللّيل، إثر حديث في الأمس مع صديقاتها وأزواجهنّ، الذين اعتادوا الاجتماع معا مرّة كلّ شهر في أحد المطاعم الهادئة؛ لمناقشة مواضيع حياتيّة وأدبيّة، ولإعطاء الذات فرصة للرّاحة من عناء العمل، وللاطّلاع على آخر الإصدارات العلميّة والأدبيّة.
كان موضوع الحديث هذا اللقاء حول الأدب النّسائيّ والإبداع النسائيّ.
فمن رأي: أنّ المرأة باستطاعتها أن تكون مبدعة كما الرّجل؛ لأنّها لا تقل ذكاءً وفهماً عنه، إلا أنَّ هناكَ عثراتٍ تقف في طريقها تحول دون إبداعها، وأهمّها عدم امتلاكها لوقتها بسبب الاهتمام بالأولاد!
أثارت الفكرة جدلاً، وعَلا صَخبٌ لوّثَ هدوءَ المكان، وشدّدت "أم أحمد" في حديثها على أن معظم النّساء المبدعات يهملن أولادهن، أو لم ينجبن الأولاد، ولربما لم يتزوجن . فالأطفال يسلبون الأمانيّ والطّموحات الذاتيّة، وهي تؤمن أنّ من أرادت أن تكون أديبة أو عالمة، فلتدع الإنجاب !
خالفتها الرأيَ بعضُ النّساء، واتّفق معظم الرّجال على أنّ هذا الرأي هو السَّديد، ولكنّ قلّة منهم قالوا: إنَّ المرأة تستطيع الإبداع إذا أستغلّت وقتها، وأعطت زوجها وأولادها ما يلزم.. فلربّما وجدت وقتا لاستغلال مواهبها وذكائها في الكتابة والإبداع وغيرها، ولكنّ الجميع وضعوا الأولاد في خانات إعاقة تقدّم المرأة، واعتبروهم حجر عَثرة في طريق الإنتاج!
أما "سعيد" الذي اعتاد أن يبدي آراء خالها الجميع تنمّ عن صفات، ومشاعر سامية، ندر وجودها عند رجال كثر في الشّرق- وهو الذي تزوج من مطلّقة لها ولدان
اعتبرهما ولديه- فقد فاجأ الجميع بتذَمُّرِه من وجود ولديّ زوجته في حياته، حيث اعترف أنَّه احتضنهما في البداية عوض عقمه، الذي حرمه الأبّوة، ولكنّه يعترف الآن أنَّ هذين الولدين سلبا منه معظم ماله ووقته، وحدّدا تفكيره، وأنّ زوجته التي حلمت أن تصبح أديبة، لم تستطع تحقيق ذلك بسببهما!
حاولت " أمل" إقناع الجميع بخطأ أفكارهم، متسلّحة بالآية الكريمة: " المال والبنون زينة الحياة الدّنيا" وليسوا عثراتِ الدنيا، ولكن دون جدوى.. فقد نمت أغصان أفكارِ معظمهم فوق جذع التذمّر، وها هي ذي ثمار هذا التذمّر تعرض أثناء الحديث، ويثنى على جودتها، مع الاتّفاق أنّ عقوق الأبناء، وابتزاز أهليهم مادياً وعاطفياً وحياتياً، قد أوصل الأهل إلى محطة التنّكر لأهميّة الأبناء في العائلة.
كان هذا الحديث بمثابة مخرز ثقب غُرفات ذاكرة " أمل" التي بنت كلّ امالها وسعادتها على وجود طفل في حياتها، واعترتها دهشة لسماع تذمّرات من واقع اعتبرته جَنينَ السَّعادة، وفاضت من ثقوب الذاكرة مخزونات كثيرة، كانت تتدلّى منها خيوط علقت بها كرات قَذَفها البعض أثناء أحاديث مشابهة، إلّا أنّ "أمل" اعتادت رفع هذه الخيوط، ووضعها في صناديق " اللاوعي" والمنسيّات من الأمور، ولكن بعد هذا اللقاء اختلط " الوعي" "باللاوعي" وفاض المخزون، ناشِراً محتوياته، ليعرضها أمام ناظريّ "أمل" شريطاً مصوّراً لمحطّات وزيارات الأطباء، بحثا عن حلّ للمشكلة، فمن مؤمّل، ومن محبط، وبين مطرقة الأمل وسندان الإحباط، ضاعت سنوات كثيرة من العمر دافنةً معها الكثير من الأفكار والتخيّلات حول وهميّة وواقعيّة الأمومة. وها هي ذي تسمع نقائض وترهات!
خرجت أمل من البيت لتريح ذاكرتها وأعصابها. ضوضاء المكان تختلط وضوضاءَ أفكارها. المكان يعجّ بالنّاس، لفت نظرها رهط يقف في طابور أمام بائع للعصائر لإطفاء نار ظمئه، فأثار المشهد عطش أمومتها.. بدأت تصهل ذاك الصهيل الذي اعتادت عليه ردحا من الزمن. وعندما تصهل أمومتها تمرّدا على عطشها وجوعها، ونافخة أوداج مشاعرها، اعتادت إرواءها وعلفها بجرعات من التّخدير وكبت المشاعر؛ علّها تخفت من صوتها وتهدّئ من روعها.. لكنها لم تنجح دائما. فأحيانا كانت تغلبها، وتجمح وترفس بعشوائيّة شرايين كيانها، فيزداد صهيلها حدّة مستهزئة بتلك المسكّنات، ويزداد حنقها وتمرّدها، طالبة الارتواء والكبح لا التّعطيش.. ونظراً لعجز "أمل" عن إروائها، كانت تصرخ بصمت طالبة النّجدة فلا تجد سوى الله ملجأ، فتأتي كلماته قطرات من ندى ترطّب جفاف العاطفة المسبّب للجموح، ولا تفتأ كذلك حتّى تبلّله فيهدأ الصّهيل وتحلّ السّكينة، والآن بعد قذفها بحجارة حديث مجموعة الأصدقاء، وأثناء مشاهدتها لمن يروون عطشهم، فإنّها تحاول الخروج من عقال السّكينة، وتحسّ "أمل" بدفق من المشاعر ينقر خريره كلّ جنبات الجسم والرّوح، لكنّها لن تسمح هذه المرّة لهذا الدّفق أن يسبّب ثغرات وفجوات كثيرة، تتدفّق عبرها سيول هذه المشاعر والمعاناة، فتقرّر العودة إلى بيتها لتضع حدّا لكل ذلك ...

محمود فرحان حمادي
09-11-2009, 08:36 AM
ولجت خيوط النور سديم العتمة، وأحكمت سيطرتها، فانبثق النهار معلنا بدابة يوم جديد ..
حينذاك أدركت " أمل" أنها لم تغمض جفنا، وأن هذا الجسد قد أوهنه ما فاض من ذاكرته طيلة الليل، إثر حديث في الأمس مع صديقاتها وأزواجهن، الذين اعتادوا الاجتماع معا مرة كل شهر، في أحد المطاعم الهادئة لمناقشة مواضيع حياتية وأدبية، ولإعطاء الذات فرصة للراحة من عناء العمل، وللاطلاع على آخر الإصدارات العلميّة والأدبيّة.
كان موضوع الحديث هذا اللقاء حول الأدب النسائي، أو الإبداع النسائي.
فمن رأي: أن المرأة باستطاعتها أن تكون مبدعة كما الرجل، لأنّها لا تقل ذكاءً وفهماً عنه، إلا أنَّ هناكَ عثراتٍ تقف في طريقها تحول دون إبداعها، وأهمها عدم امتلاكها لوقتها بسبب الاهتمام بالأولاد!
أثارت الفكرة جدلاً، وعَلا صَخبٌ لوّثَ هدوءَ المكان، وشددت "أم أحمد" في حديثها على أن معظم النساء المبدعات يهملن أولادهن، أو لم ينجبن الأولاد ولربما لم يتزوجن، فالأطفال يسلبون الأماني والطموحات الذاتيّة، وهي تؤمن من أن أرادت أن تكون أديبة أو عالمة، فلتدع الإنجاب ! خالفتها الرأيَ بعضُ النّساء، واتّفق معظم الرجال على أن هذا الرأي هو السَّديد، ولكنّ قلّة منهم قالوا: إنَّ المرأة تستطيع الإبداع إذا أستغلّت وقتها، وأعطت زوجها وأولادها كل ما يلزم، فلربما وجدت وقتا لاستغلال مواهبها وذكائها في الكتابة والإبداع وغيرها، ولكن الجميع وضعوا الأولاد في خانات إعاقة تقدّم المرأة، واعتبروهم حجر عَثرة في طريق الإنتاج.
أما "سعيد" الذي اعتاد أن يبدي آراء خالها الجميع تنمّ عن صفات، ومشاعر سامية، ندر وجودها عند رجال كثر في الشرق- وهو الذي تزوج من مطلّقة، لها ولدان اعتبرهما ولديه- فقد فاجأ الجميع بتذَمُّرِه من وجود ولديّ زوجته في حياته. حيث اعترف أنَّه احتضنهما في البداية عوض عقمه، الذي حرمه الأبّوة، ولكنه يعترف الآن أنَّ هذين الولدين سلبا منه معظم ماله ووقته، وحدّدا تفكيره، وان زوجته التي حلمت ان تصبح أديبة، لم تستطع تحقيق ذلك بسببهما!
حاولت " أمل" إقناع الجميع بخطأ أفكارهم، متسلحة بالآية الكريمة: " المال والبنون زينة الحياة الدنيا" وليسوا عثراتِ الدنيا، ولكن دون جدوى، فقد نمت أغصان أفكارِ معظمهم فوق جذع التذمّر، وها هي ثمار هذا التذمّر تعرض أثناء الحديث، ويثنى على جودتها، مع اتفاق الجميع أن عقوق الأبناء، وابتزاز أهليهم مادياً وعاطفياً وحياتياً، قد أوصل الأهل إلى محطة التنّكر لأهميّة الأبناء في العائلة.
كان هذا الحديث بمثابة مخرز ثقب غُرفات ذاكرة " أمل" التي بنت كل امالها وسعادتها على وجود طفل في حياتها، واعترتها دهشة لسماع تذمّرات من واقع اعتبرته جَنينَ السَّعادة، وفاضت من ثقوب الذاكرة مخزونات كثيرة، كانت تتدلى منها خيوط علقت بها كرات قَذَفها البعض أثناء أحاديث مشابهة، الا أنّ "أمل" اعتادت رفع هذه الخيوط، ووضعها في صناديق " اللاوعي" والمنسيّات من الأمور، ولكن بعد هذا اللقاء اختلط " الوعي" "باللاوعي" وفاض المخزون، ناشِراً محتوياته، ليعرضها أمام ناظري "أمل" شريطاً مصوراً لمحطات وزيارات الأطباء، بحثا عن حل للمشكلة، فمن مؤمّل، ومن محبط، وبين مطرقة الأمل وسندان الإحباط ضاعت سنوات كثيرة من العمر دافنةً معها الكثير من الأفكار والتخيّلات حول وهميّة وواقعيّة الأمومة. وها هي تسمع نقائض وترهات!
خرجت أمل من البيت لتريح ذاكرتها وأعصابها. ضوضاء المكان تختلط وضوضاءَ أفكارها. المكان يعجّ بالناس، لفت نظرها رهط يقف في طابور أمام بائع للعصائر لإطفاء نار ظمئه، فأثار المشهد عطش أمومتها، فبدأت تصهل ذاك الصهيل الذي اعتادت عليه ردحا من الزمن، وعندما تصهل أمومتها، تمردا على عطشها وجوعها، ونافخة أوداج مشاعرها، اعتادت ارواءها وعلفها بجرعات من التّخدير وكبت المشاعر، علّها تخفت من صوتها وتهدّئ من روعها! لكنها لم تنجح دائما، فأحيانا كانت تغلبها، وتجمح وترفس بكلّ عشوائيّة شرايين كيانها، ويزداد صهيلها حدّة مستهزئة بتلك المسكنات، ويزداد حنقها وتمردها، طالبة الارتواء والكبح لا التعطيش، ونظراً لعجز "أمل" عن أروائها، كانت تصرخ بصمت طالبة النجدة فلا تجد سوى الله ملجأ، فتأتي كلماته قطرات من ندى، ترطب جفاف العاطفة المسبب للجموح، ولا تفتأ كذلك حتى تبلّله فيهدأ الصّهيل وتحل السّكينة، ولكن الآن بعد قذفها بحجارة حديث مجموعة الأصدقاء، وأثناء مشاهدتها لمن يروون عطشهم فانها تحاول الخروج من عقال السّكينة، وتحس "أمل" بدفق من المشاعر ينقر خريره كلّ جنبات الجسم والرّوح، لكنّها لن تسمح هذه المرّة لهذا الدّفق ان يسبّب ثغرات وفجوات كثيرة، تتدفق عبرها سيول هذه المشاعر والمعاناة، فتقرّر العودة إلى بيتها لتضع حدا لكل ذلك ............................
كاملة بدارنه

حروف متميزة وخيال رحيب
بورك هذا اليراع
تحياتي

آمال المصري
21-05-2013, 11:39 AM
وقعت تلك الجميلة في قبضتي فقرأتها على عجل
ورفعتها لحين العودة لها
فنص للرائعة أستاذة كاملة لابد وأن يحظى بقراءة متأنقة لأرتشف الجمال
بوركت واليراع الفريدة
تحاياي

بوزيد مولود الغلى
21-05-2013, 02:53 PM
ابدعت وامتعت في وصف تقلب المشاعر بين اليبس وتصلب الشرايين و الخصوبة والعطاء غير المجذوذ، وقد لمست في القصة توظيفا رمزيا ممتازا لبعض ما يعج في مجتمعاتنا وما يقبع في ثنايا ثقافتنا الشعبية من رؤى وتمثلات عن التنعم بالامومة و الحرمان منها ، فالمرأة التي حضنت أولاد غيرها في المتن لم تشبع حاجتها الفطرية للاحساس بالأمومة ، فقد سئمت من ثقل المسؤولية و حِمل الاكراهات ، فتحولت الى ظئر سؤوم من حيث رامت أن تحل محل الأم الرؤوم ، وقد يكون في ايحاء النص بقتل الابداع لدى الأم المنشغلة باوهاق تربية البنين والبنات استدعاء لمعاني تطفح بها ثقافتنا الشعبية من قبيل : " مشاو أيام الخديدات ( تصغير الخد ) وجاو أيام لوليدات ) اي ان الاهتمام بالابناء يشغل عن الاهتمام بالذات تجميلا ودلالا ...مودتي الخالصة

براءة الجودي
01-06-2013, 11:44 PM
من ليس لديه عذر يرمي شكواه وحججه ويجعل الآخرين شماعة يعلق عليهم عثراته أو فشله وكل هذا هروب من العتاب وسوط اللوم إن كان مخطئا فيشعر براحة حينما يسقط أغلاطه على غيره
الابناء ليسو حجر عثرة في الطريق من تستغل وقتها وتعرف متى ينام ابنها وتعرف مواعيد زوجها وعلى اساسها ترتب نفسها ستنجز وتتعلم وتبدع وتعطي وتأخذ وأحيانا يقولون الضغط يولد سرعة الإنجاز وانفجار الإبداع
أما من تريد أن تهتم بابنها وزوجها وتريد أن تتعلم وتحقق طموحها وهي عشوائية لاتعرف تضبط حالها فالخلل عائد لها لا على أولادها ولا على زوجها , وقد تجعل الأم من ابنائها عونا لها على طموحها وإعانتها كما هي عون لهم على طموحاتهم فيكونون اسرة إيجابية تفاعلة انطلاقية نافعة فيها منفعة في تربية الابناء على تشجيع الكبير والصغير والاستماع لآرائهم وافكارهم واستشارتهم , قد لااستطيع إيصال فكرتي لكني على ثقة أن المبدعين والمبدعات سيفهمون المراد , الأمر جميل أن نأخذه ببساطة واستمتاع أما أن نجعل في عقلنا أنهم مانعا لنا فسيسبب أزمة وتحطيم ويأس وقد يصل إلى كره لهم وهذا مانحاول تجنبه خصوصا بالمجتمعات المسلمية ألا يكفي التنازع الذي ينزغه الشيطان بينهم !
تقديري لقلمك الرائع أستاذة كاملة

يحيى البحاري
02-06-2013, 04:56 PM
أختي الأديبة كاملة .. طابت كل أوقاتك بالخير والجمال
قصة رائعة تناقش هموم المبدعين ودوافعهم ومواهبهم
قصة تفتح آفاق للحوار حول الأديب وخصوصياته التي تساهم في انتاجه
تحياتي

ربيحة الرفاعي
13-08-2013, 12:08 AM
مكابر من يدّعي أن الأبناء لا يؤثروه على أداء وعطاء الأم إذا كانت تمارس أمومتها بمعناها الحقيقي وليس مجرد دور يمكن إيلاؤه لخادمة تقوم به، فدور الأم تربوّي وليس خدميا، وهذا يعني وقتا وجهدا كبيرين يتسغرقان طاقتها وساعات يومها
ومع ذلك فالمبدعة الحقة قادرة باستهلاك ذاتها وقدراتها حتى الرمق الأخير على أن تستبقي نفسها على خارطة الإبداع وإن في إطار ضيق لحين بلوغ الأبناء المرحلة العمرية التي يتحرر فيها بعض وقت الأم من إشغالهم لدقائقه.

نص استوقفتني فكرته طويلا، وعدت له مرارا مترددة في الردّ عليه
وبين روعة لغتك وعمق طرحك وجميل أسلوبك قضيت حصة من قراءة ماتعة

دمت بروعتك سيدة الحروف

تحاياي

كاملة بدارنه
14-08-2013, 05:24 PM
حروف متميزة وخيال رحيب
بورك هذا اليراع
تحياتي
بورك حضورك الرّاقي أخي الأستاذ محمود
شكرا لك
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
14-08-2013, 05:26 PM
وقعت تلك الجميلة في قبضتي فقرأتها على عجل
ورفعتها لحين العودة لها
فنص للرائعة أستاذة كاملة لابد وأن يحظى بقراءة متأنقة لأرتشف الجمال
بوركت واليراع الفريدة
تحاياي

أهلا بك عزيزتي الأخت آمال وشكرا على رفع النّص وكلماتك المشرّفة
بوركت
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
14-08-2013, 06:51 PM
نص رائع بما حوى من أفكار عميقة, وسرد رائع ولغة جذلة قوية
ولم اجد اجمل من كلمات القديرة ربيحة الرفاعي:
(مكابر من يدّعي أن الأبناء لا يؤثروا على أداء وعطاء الأم إذا كانت تمارس أمومتها بمعناها الحقيقي وليس مجرد دور يمكن إيلاؤه لخادمة تقوم به، فدور الأم تربوّي وليس خدميا، وهذا يعني وقتا وجهدا كبيرين يتسغرقان طاقتها وساعات يومها
ومع ذلك فالمبدعة الحقة قادرة باستهلاك ذاتها وقدراتها حتى الرمق الأخير على أن تستبقي نفسها على خارطة الإبداع وإن في إطار ضيق لحين بلوغ الأبناء المرحلة العمرية التي يتحرر فيها بعض وقت الأم من إشغالهم لدقائقه.)
يبقى الجزء الآخر من القصة .. وهو العطش إلى الأمومة
وكم الألم والمعاناة التي تشعر بها من تتوق إلى الأمومة
فإن الله سبحانه وتعالى أودع في البنت غريزة الشوق
والأستعداد لتكون أما وقذف في قلبها الحب والحنان
وفي أعماقها يكمن الشوق إلى ان تكون أما وفي قلبها
ينبض الحب والشوق لتربية الطفال وللبذل والعطاء بلا حدود.
اللهم لا تحرم أمراة من الأمومة .
دمت بروعتك سيدة الحرف كاملة.

نداء غريب صبري
31-08-2013, 03:27 PM
نعم أستاذتي
يعطل الأبناء إبداعنا فيكون أضعف، ولكن الإبداع يفرض نفسه رغم التعطيل

عذاب أمل يمكن ان يكون عذابا آخر وله شكل آخر
لهذا تعتبر المرأة المبدعة مختلفة عن الرجل المبدع

قصة رائعة أستاذتي وأختي

بوركت

عمر الحجار
31-08-2013, 04:01 PM
الاخت الاديبة المميزة كاملة بدرانة


مايميزك الوضوح في الرؤية والعمق في الفكر وشفافية الروح

وهذا باعتقادي مايلزم كل مبدع وكل مميز


رائع بقدر المحبة لاجمل الامهات فلسطين

دمت فلسطينية كحد السيف كالمنجل

كاملة بدارنه
16-09-2013, 05:38 PM
ابدعت وامتعت في وصف تقلب المشاعر بين اليبس وتصلب الشرايين و الخصوبة والعطاء غير المجذوذ، وقد لمست في القصة توظيفا رمزيا ممتازا لبعض ما يعج في مجتمعاتنا وما يقبع في ثنايا ثقافتنا الشعبية من رؤى وتمثلات عن التنعم بالامومة و الحرمان منها ، فالمرأة التي حضنت أولاد غيرها في المتن لم تشبع حاجتها الفطرية للاحساس بالأمومة ، فقد سئمت من ثقل المسؤولية و حِمل الاكراهات ، فتحولت الى ظئر سؤوم من حيث رامت أن تحل محل الأم الرؤوم ، وقد يكون في ايحاء النص بقتل الابداع لدى الأم المنشغلة باوهاق تربية البنين والبنات استدعاء لمعاني تطفح بها ثقافتنا الشعبية من قبيل : " مشاو أيام الخديدات ( تصغير الخد ) وجاو أيام لوليدات ) اي ان الاهتمام بالابناء يشغل عن الاهتمام بالذات تجميلا ودلالا ...مودتي الخالصة
شكرا لمرورك وكلماتك الرّاقية أخي بوزيد
أسعدني هذا الحضور
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
16-09-2013, 05:40 PM
من ليس لديه عذر يرمي شكواه وحججه ويجعل الآخرين شماعة يعلق عليهم عثراته أو فشله وكل هذا هروب من العتاب وسوط اللوم إن كان مخطئا فيشعر براحة حينما يسقط أغلاطه على غيره
الابناء ليسو حجر عثرة في الطريق من تستغل وقتها وتعرف متى ينام ابنها وتعرف مواعيد زوجها وعلى اساسها ترتب نفسها ستنجز وتتعلم وتبدع وتعطي وتأخذ وأحيانا يقولون الضغط يولد سرعة الإنجاز وانفجار الإبداع
أما من تريد أن تهتم بابنها وزوجها وتريد أن تتعلم وتحقق طموحها وهي عشوائية لاتعرف تضبط حالها فالخلل عائد لها لا على أولادها ولا على زوجها , وقد تجعل الأم من ابنائها عونا لها على طموحها وإعانتها كما هي عون لهم على طموحاتهم فيكونون اسرة إيجابية تفاعلة انطلاقية نافعة فيها منفعة في تربية الابناء على تشجيع الكبير والصغير والاستماع لآرائهم وافكارهم واستشارتهم , قد لااستطيع إيصال فكرتي لكني على ثقة أن المبدعين والمبدعات سيفهمون المراد , الأمر جميل أن نأخذه ببساطة واستمتاع أما أن نجعل في عقلنا أنهم مانعا لنا فسيسبب أزمة وتحطيم ويأس وقد يصل إلى كره لهم وهذا مانحاول تجنبه خصوصا بالمجتمعات المسلمية ألا يكفي التنازع الذي ينزغه الشيطان بينهم !
تقديري لقلمك الرائع أستاذة كاملة
مداخلة أضفت على القصّة الكثير
أشكر لك هذا المرور الرّائع عزيزتي براءة
بوركت
تقديري وتحيّتي

وليد مجاهد
01-09-2014, 08:37 PM
إذا كانت الأمومة ستعطل إبداع المبدعة الأم، فالعمل سيعطل إبداع المبدع، وهذا يجعل الإبداع حكرا على الأثرياء المستغنين عن العمل وهو غير حقيقي

أظن أنها تصلح حجة لترفعها امرأة خامل في وجه مبدعة لم ترزق أطفالا تبرر بها تأخرها عنها

هذه قصة أكثر من رائعة بكل ما فيها

لك احترامي أخية

خلود محمد جمعة
07-09-2014, 10:32 AM
لكل موضوع عدة زوايا يراها الناظر من زاويته مختلفة عن الآخر
ربما هذا ما يحدث الفرق
طبيعة النفس البشرية الطمع والفضول وعدم القناعة
لا نرى ولا نتنعم بما نمتلك حتى نفقده ونرى ما بين أيدي الآخرين أفضل
من لم تتزوج تحسد من تزوجت والعكس صحيح
من أنجبت تتذمر ومن لم تنجب تتحسر
من رزقت ذكورا تريد إناثا والعكس صحيح
ووجود الأبناء يؤثر سلبا من حيث الوقت وربما يكون الدافع للأستمرار
أما كون الأنثى مفعمة بالحياة مليئة بالطاقة مغلفة برهيف الحس وتحيطها هالة من الرقة ويشاء القدر أن تحرم هذه النعمة فإنها لن تستطيع كبح جماح أمومتها الا إن حباها الله بطهر القلب وصفاء الروح وقوة في الإيمان تمسك بلجام صبرها في طريق الأمل
طرح عميق لقلب أثكله الصهيل
متجددة في الإبداع
تقديري وكل المودة غاليتي