إدريس الشعشوعي
11-11-2009, 10:45 PM
خبِّرْ صِحاباً بأنَّ اللّيْلَ قد ذاباَ=و عرّمَ الحُزْنُ في الأعماقِ أحقاباَ
و ذرّفَ القلبُ مِنْ أوزارهِ عَطباً=ويْحَ القلوبِ إذا إشراقُها غابا
ويْحَ النّفوسِ ترى الأيّامَ قد نُسِخَتْ=و عشّشَ البُومُ و الغِرْبَانُ أسرابا
لحنُ الجرَاحِ و قفْرُ البِيدِ في عَتَمٍ=أنّى التَفتَّ كواكَ اليأسُ لهّاباَ
ما للأحبّةِ طافَ النّحسُ فانقرَضوا=و استُبْدِلُوا بِطُيُوفِ الغيْبِ غُيّاباَ
عَيِيتُ أنّي مَجَجْتُ العيشَ مُغترِباً=و بانَ أنّي أعيشُ العُمْرَ مُرْتاباَ
و بانَ أنّ حياةَ القومِ في عبَثٍ=و الظُّلْمُ فيها و كُلُّ اللُّؤمِ قد عاباَ
و بان منها إذا حقّقْتَ قد فُرِقَتْ=و خادعَ الحقُّ أقواماً فما طابا
فيها فريقٌ جرى في الدّهرِ مُنطلِقاً=و ذا فريقٌ سلاهُ الحقُّ غلاّبا
العِشْقُ بادٍ على العُشّاقِ إذ غُرِمُوا=ما طابَ عَيْشٌ لهُمْ في الهجرِ مُذ جاباَ
يَرَونَ كلَّ مُصابٍ لذَّ قدْ سَعِدُوا=إذا أقاموا على الأهوالِ رُغّاباَ
و العِشْقُ نارٌ سرَتْ في الصّدْرِ فاتّقَدَتْ=لها أُوَارٌ إذا أذكَتْهُ ذوّاباَ
و العِشقُ أُنْسٌ إذا لاقَيْتَهُمْ سَلََبُوا=منك الفؤادَ فلا نارٌ و لا ذاباَ
قد عاتَبَتْني فلُولٌ زعمُهُمْ وَصلوا=ألاّ أُقيمَ حُدودَ الأمْرِ أسباباَ ؟!
فقُلتُ إنّي خَبِرْتُ العِشقَ فانتبِهوا=باتَ المحبُّ لمن يهْواهُ طلاّباَ
يسعى بجَهْدٍ يُقيمُ الأمرَ في كلَفٍ=إذا رآهُ إليهِ اليومَ أبواباَ
باللهِ إنّي لقد حُيّرتُ في عَطَبي=فما أقمْتُ بِدُنيا القومِ خطّاباَ
و لا سَعَيْتُ لأُخْرَى اليومَ في سَبَبٍ=و الحالُ يقهَرُ ذا الوجدانَ شيّاباَ
آهٍ و آهٍ فيا آهاً لها نَسَبٌ=بيْنَ التأوُّهِ و التوحيدِ ما خاباَ
و العِشْقُ يَقطعُ دَرْبَ الوصْلِ إنْ أَيِسُوا=أهلُ الغرامِ بهِ مالوا و ما آباَ
بيْنَ التّمَلْمُلِ لا وصْلٌ و لا يئسُوا=منهُمْ شهيدٌ و منهُمْ شاحِبٌ شاباَ
فلا لَقََوهًُ يَرَوْنَ الحِبَّ مُبْتسِماً=و لا قُنُوطٌ مِنَ اللّقيا إذا غاباَ
و لا اقتِرابٌ مِنَ الأميالِ يَجْمَعُهمْ=تُجابُ برّاً أوِ الإبْحارَ رُكّاباَ
في القُربِ قامُوا و هذا البُعدُ مُنْعَقِدٌ=و لا رَحِيمَ سوى الرّحمانِ لو ناباَ
جُدْ يا كريمُ بما قدْ جُدْتَ من نِسِبٍ=على الّذينَ طوَوا ذا البَيْنَ أحْباباَ
لهُمْ حُضورٌ مِنَ الأمْدادِ ما انقَطعُوا=و هُمْ بِحُبٍّ أقامُوا الأمْرَ نُجّاباَ
لو شِئتَ ربّي رَحِمْتَ القلْبَ من نصَبٍ=فما غدَوْنا على الأفذاذِ نُسّاباَ
أَمِتْ عُبَيْداً لهُ في الحقِّ منقصَةٌ=فما تسابقَ في الطّاعاتِ أوّاباَ
و لا استقامَتْ لهُ في اللّيْلِ ملْحَمَةٌ=و لا رأَوْهُ على الأورادِ رتّاباَ
هَبْ يا رحيمُ لهُ التفريجَ مِنْ كُرَبٍ=و اجعَلْ نجاةً لهُ في القَبْرِ إعْقاباَ
و اشْهَدْ بأنَّي على الأحْوالِ قدْ عَطَبَتْ=منّي الدّوافِعُ و الطّاقاتُ إعطاباَ
و هدَّ يأسي عُرَى عزمي قدِ انفرَطَتْ=و ليسَ لي غيرُكُمْ ربّاهُ أعتاباَ
مولايَ صلِّ على المُختارِ في أزلٍ= بهِ دُعائي إذا ناديتُ ما خاباَ
- 29-08-2009م -
و ذرّفَ القلبُ مِنْ أوزارهِ عَطباً=ويْحَ القلوبِ إذا إشراقُها غابا
ويْحَ النّفوسِ ترى الأيّامَ قد نُسِخَتْ=و عشّشَ البُومُ و الغِرْبَانُ أسرابا
لحنُ الجرَاحِ و قفْرُ البِيدِ في عَتَمٍ=أنّى التَفتَّ كواكَ اليأسُ لهّاباَ
ما للأحبّةِ طافَ النّحسُ فانقرَضوا=و استُبْدِلُوا بِطُيُوفِ الغيْبِ غُيّاباَ
عَيِيتُ أنّي مَجَجْتُ العيشَ مُغترِباً=و بانَ أنّي أعيشُ العُمْرَ مُرْتاباَ
و بانَ أنّ حياةَ القومِ في عبَثٍ=و الظُّلْمُ فيها و كُلُّ اللُّؤمِ قد عاباَ
و بان منها إذا حقّقْتَ قد فُرِقَتْ=و خادعَ الحقُّ أقواماً فما طابا
فيها فريقٌ جرى في الدّهرِ مُنطلِقاً=و ذا فريقٌ سلاهُ الحقُّ غلاّبا
العِشْقُ بادٍ على العُشّاقِ إذ غُرِمُوا=ما طابَ عَيْشٌ لهُمْ في الهجرِ مُذ جاباَ
يَرَونَ كلَّ مُصابٍ لذَّ قدْ سَعِدُوا=إذا أقاموا على الأهوالِ رُغّاباَ
و العِشْقُ نارٌ سرَتْ في الصّدْرِ فاتّقَدَتْ=لها أُوَارٌ إذا أذكَتْهُ ذوّاباَ
و العِشقُ أُنْسٌ إذا لاقَيْتَهُمْ سَلََبُوا=منك الفؤادَ فلا نارٌ و لا ذاباَ
قد عاتَبَتْني فلُولٌ زعمُهُمْ وَصلوا=ألاّ أُقيمَ حُدودَ الأمْرِ أسباباَ ؟!
فقُلتُ إنّي خَبِرْتُ العِشقَ فانتبِهوا=باتَ المحبُّ لمن يهْواهُ طلاّباَ
يسعى بجَهْدٍ يُقيمُ الأمرَ في كلَفٍ=إذا رآهُ إليهِ اليومَ أبواباَ
باللهِ إنّي لقد حُيّرتُ في عَطَبي=فما أقمْتُ بِدُنيا القومِ خطّاباَ
و لا سَعَيْتُ لأُخْرَى اليومَ في سَبَبٍ=و الحالُ يقهَرُ ذا الوجدانَ شيّاباَ
آهٍ و آهٍ فيا آهاً لها نَسَبٌ=بيْنَ التأوُّهِ و التوحيدِ ما خاباَ
و العِشْقُ يَقطعُ دَرْبَ الوصْلِ إنْ أَيِسُوا=أهلُ الغرامِ بهِ مالوا و ما آباَ
بيْنَ التّمَلْمُلِ لا وصْلٌ و لا يئسُوا=منهُمْ شهيدٌ و منهُمْ شاحِبٌ شاباَ
فلا لَقََوهًُ يَرَوْنَ الحِبَّ مُبْتسِماً=و لا قُنُوطٌ مِنَ اللّقيا إذا غاباَ
و لا اقتِرابٌ مِنَ الأميالِ يَجْمَعُهمْ=تُجابُ برّاً أوِ الإبْحارَ رُكّاباَ
في القُربِ قامُوا و هذا البُعدُ مُنْعَقِدٌ=و لا رَحِيمَ سوى الرّحمانِ لو ناباَ
جُدْ يا كريمُ بما قدْ جُدْتَ من نِسِبٍ=على الّذينَ طوَوا ذا البَيْنَ أحْباباَ
لهُمْ حُضورٌ مِنَ الأمْدادِ ما انقَطعُوا=و هُمْ بِحُبٍّ أقامُوا الأمْرَ نُجّاباَ
لو شِئتَ ربّي رَحِمْتَ القلْبَ من نصَبٍ=فما غدَوْنا على الأفذاذِ نُسّاباَ
أَمِتْ عُبَيْداً لهُ في الحقِّ منقصَةٌ=فما تسابقَ في الطّاعاتِ أوّاباَ
و لا استقامَتْ لهُ في اللّيْلِ ملْحَمَةٌ=و لا رأَوْهُ على الأورادِ رتّاباَ
هَبْ يا رحيمُ لهُ التفريجَ مِنْ كُرَبٍ=و اجعَلْ نجاةً لهُ في القَبْرِ إعْقاباَ
و اشْهَدْ بأنَّي على الأحْوالِ قدْ عَطَبَتْ=منّي الدّوافِعُ و الطّاقاتُ إعطاباَ
و هدَّ يأسي عُرَى عزمي قدِ انفرَطَتْ=و ليسَ لي غيرُكُمْ ربّاهُ أعتاباَ
مولايَ صلِّ على المُختارِ في أزلٍ= بهِ دُعائي إذا ناديتُ ما خاباَ
- 29-08-2009م -