تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وَيَشْتَعِلُ السُّؤَال



صقر أبوعيدة
15-11-2009, 07:39 PM
وَيَشْتَعِلُ السُّؤَال

ويَسْألُونَني لِمَ القَصيدُ يَجْلُبُ الشَّجَنْ
أَلَمْ تَرَوا إلى العُيُونِ كيفَ تَذْرِفُ النَّدَى ؟
وُرُودنا على الخُدُودِ كيفَ تَكْتُمُ الصِّبَا
وكيفَ يَرْقُبُ السَّقيمُ في سريرِهِ الرَّدَى
أَلَمْ تَرَوا إلى الوُجُوهِ في الصَّباحِ كيفَ تَنْدبُ الوطنْ ؟
ومِنْ دِمائِنا تَهدَّمَ الأَثَرْ
أَلَمْ تَرَوا حَبيبَتي وقدْ غَفَتْ على الْوَهنْ ؟
وتأْمُرونَني أُزَخْرِفُ الْكَفنْ !
يقولُ منْ بِحَقْلِهِ مَفاوِزُ
ولم تُدَسْ شِفاهُ تُرْبِهِ ولا مَنابِعُهْ
وفي فُؤادِهِ دَخَنْ :
نُريدُ غُنْوَةً مِنَ القَصائِدِ
وبَهْجَةً تُراقِصُ الأَغانِيَا
نَظَرْتُ كيفَ أَحبسُ السّرائِرا
مكثتُ جُمْعةً منَ الظنونِ مُكْرِهاً دمي المشاعِرا
وكيفَ أَرْسُمُ العَفَنْ !
فؤاديَ الكَليمُ في يَدي يُصارِعُ الهَوَى
شَحَذْتُ أُنْمُلِي لأَكْتبَ الطَّربْ
شَرِبْتُ نَزْفَ شَهْقَتي
سألتُ روحيَ ابْتِهاجَها فلمْ تُضِئْ لِيَا
رَجَوْتُها أَنِ اكْتُبِي
أَنِ اكْتُبِي
أَنِ اكْتُبِي
عصَرتُ فِكريَ العَنُودَ في القلمْ
فخَطَّ لي مُعاتِبَاً
أَأَكْتبُ الْمَراثِيا ؟
أَأَكْتبُ الدَّوَاهِيَا ؟
وصحْنُ بَيتِيَ الحَبيسِ، دِفْؤُهُ
يَجُرُّ ذَيلَ شَمْسِهِ
وبِنْتيَ الَّتِي يَطلُّ عُرْسُها
نَشيجُ قلبِها يَبُثُّ من سُبُولِ هُدْبها
وحائِطي بِوَجْبَةِ الرَّصاصِ أَنَّ مُثْقَلا
ويَرْتَضِي خَلِيلُنا مِنَ الجَفاءِ مَنْزِلا
وكأسُ خاطِري منَ النَّسيمِ باتَ خاوِيَا
وعُصْبَةٌ تُحَرّفُ الكَراسِيا
وعَرْضُ سِجْنيَ العَميقِ يَتّسِعْ
ولم تَقُمْ على بُحورِنا سُفُنْ
ولم تَرَ المرَاسِيا
طُيورُ بَرِّنا على عِشاشِها ولم يَطُفْ بِها وَسَنْ
وكيفَ أَكْتبُ الغِناءَ والبلادُ تزْفِرُ
يَنوءُ طفلُنا بِظِلِّهِ إلى مَصابِهِ ويكبُرُ
يُلمْلِمُ الجَوَارِحا
أَقَلِّبُ اليَراعَ والفؤادَ والقَوافِيا
لكنَّني أسيرُ في الكِتابِ عائِداً لها
وأحْتَسي منَ الحميمِ وافْتراشِ تُرْبِها
لِكيْ أَرى حبيبتي بِجيدِها قَصائِدي
أُسَائِلُ البَواكِيا
فمالِ هذهِ النُّسورِ لا تَعُودُ وَكْرَها ؟
أَمِنْ قصائِدِ الشُّجونِ وانْفِطارِ جُرْحِها ؟
أمِ النُّفُوسُ قدْ خَبتْ شُموعُها
ونامَ في خِبائِها زِنادُها
قَصائدي كتبتُها وما أقولُ كيفَ جاءَ خَيلُها
بِنارِ أحرُفي غَمسْتُ فِكْرتي
أَخُطُّ لَوْنَها بِريشَةٍ منَ السَّنابِلِ
أَبُلُّ شَعْرَها منَ الأَسَى لِتَرْسُمَ الخَلا دَوالِيَا

محسن شاهين المناور
15-11-2009, 08:54 PM
أخي الحبيب صقر
لوحة شعرية حزينة وتراكمات لاتنذر بالأمل
ومع هذا نبقى متفائلين . . . مهما ومهما طال الليل
لابد أن يأتي الفجر وستشرق الشمس يوما
محبتي أيها الجميل

أحمد عبد الرحمن جنيدو
16-11-2009, 12:32 AM
جمال والتناز صوري بديع
ولغة جمالية راقية
ابداع جميل وبوح هامس

صقر أبوعيدة
16-11-2009, 02:15 PM
شاعرنا الحبيب محسن شاهني
شكرا على كرم ثنائك البهي
حفظك الله

صقر أبوعيدة
16-11-2009, 02:18 PM
شاعرنا الحبيب محسن شاهين
شكرا على كرم ثنائك البهي
حفظك الله

صقر أبوعيدة
16-11-2009, 02:19 PM
شاعرنا أحمد جنيد
بوركت على مواصلتك المتتابعة الكريمة
حفظك الله

اسماعيل عبيد
17-11-2009, 05:46 PM
وصحْنُ بَيتِيَ الحَبيسِ، دِفْؤُهُ
يَجُرُّ ذَيلَ شَمْسِهِ


وصفت فابدعت رغم الالم الذي يضج بين حنايا النص
تقديري

صقر أبوعيدة
17-11-2009, 07:15 PM
شاعرنا إسماعيل

شكرا على كرم مرورك وثنائك

حفظك الله

حازم محمد البحيصي
17-11-2009, 10:00 PM
الحبيب صقر
برغم البداية الحزينة والوجع الكامن فيها إلا أنك أجدت وغرَّدت
ولا يُنفَ الأمل
تحيتي لك

صقر أبوعيدة
18-11-2009, 01:21 PM
شاعرنا الحبيب حازم
بوركت أخي على ثنائك
أسعدتني بمرورك
حفظك الله

د. سمير العمري
27-01-2010, 03:49 PM
رجزية مبهرة وتمكن واضح في ترويض الحرف والتعبير عن الشجون بأسلوب بديع وصور مميزة وتدفق شعوري مؤثر.

قرأتك هنا إنسانا شاعرا وأديبا رائعا فلك الشكر.


أهلا ومرحبا بك مبدعا دائما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

صقر أبوعيدة
27-01-2010, 06:11 PM
أستاذنا الشاعر د. سمير
ثم حضرت تزين متصفحي
بوركت أيها النبيل
هذه الشهادة لها وزن خاص في خاطري
واحة الخير أتشرف بها وأفتخر
حفظك الله