تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دُمْعَةٌمِصْرِيَّةٌعَلَى خَدِّالْجَزَائِر..أحمد حسن



أحمد حسن محمد
24-11-2009, 11:47 PM
دُمْعَةٌ مِصْرِيَّةٌ عَلَى خَدِّ الْجَزَائِر!!
مُفْتَتَحٌ قديم على شفة الحلم: بِلادُ الْعُرْبِ أَوْطَانِي... (وَلَيْسَ يَكْفِي!)

============================

صرخة أخرى:


بَلَدِي..
يَعزُّ عَلَيَّ مَشْيُ النَّمْلِ فِي جَفْنَيْكِ..
يَقْرصُ نَظْرَتَيْكِ..
فَلا تَرَيْنَ طُفُولَةَ الأَمْجَادِ تُمْسِكُ طَرْفَ ثَوْبِكِ
والشَّوَارِعَ تَرْتَدِي فَرْوًا ثقيلاً مِنْ ظَلامْ
وَعَلَى رُبَا كَتِفَيْكِ تَصْفَعُ طِفْلَتَانِ خُدُودَ وَرْدِكِ..
فَلْيُعِنْ خَدَّيْكِ ربُّكِ..
وَالدَّمُ الْعَرِبِيُّ يَسْقُطُ مِنْهُمَا فِي نَابِ مَصَّاصِ الْخِصَامْ
هَلْ شَاخَ عُودُكِ أَنْ يُرَبِّيَ طِفْلَتَيْنِ..
وَأَنْتِ مَنْ رَبَّى شُمُوسَ الْغَرْبِ لَمَّا أُلْقِيَتْ قُدَّامَ مَلْجَئِكِ الْمُضِيءِ..
وَعَلَّمَتْ أَضْوَاءَهُمْ عَيْنَاكِ كَيْفَ يَسِرْنَ فَوْقَ حَبَائِلِ الأَفْلاكِ..
أَوْ فَوْقَ سَجَّادِ الْغَمَامْ
عَلَّمْتِهِمْ فَتَعَاوَنُوا فِي إِثْمِ غَيْرَتِهِمْ..
وَهَبُّوا يُطْفِئُونَ عِيَالَكِ الأَقْمَارَ فِي لَيْلِ احْتِلالٍ فَاسِق الإظْلامِ..
لَيْسَ بِمُرْعَوٍ عَنْ سُكْرِهِ الطَّمْعَانِ فِي كَأْسَيْنِ مِنْ شَفَتَيْكِ
حَمْرَاوَيْنِ مِنْ عَضِّ السِّهَامْ
أَنَا لَسْتُ إِلا عَابِدًا لِلّهِ فِي أَحْضَانِ زَاوِيَةٍ بِمَسْجِدِ قَرْيَتِي الْخَضْرَاءِ..
أَغْرِسُ خَمْسَ شَتْلاتٍ بِحَقْلِ الْيَوْمِ..
يَكْبرُ مِنْ نَبَاتِ الضَّوْءِ
-فِي أُذُنَيْ طَرِيقِي لِلصَّلاةِ-
نَخِيلُ حَمْدِي..
ناثرًا حبَّاتِ تَسْبِيحِي -عَلَى شَفَتَيَّ- مُوسِيقَى خُشُوعٍ
كَيْ أُطَعِّمَ طَيْرَ أَشْوَاقِي إِلَى الرَّحْمَنِ مِنْ كَفَّيْ هُيَامْ
وَأَعُودُ بَعْدَ الْفَجْرِ..
قَلْبِي رَافِعٌ كَفَّيْهِ حَتَّى تَقَطِفَا قَمَرَيْنِ..
مِنْ شَفَةِ السَّمَاءِ يُنَوِّرَانِ قُرَاكِ..
كَيْ تَصِلَ "الْخِلافَةُ" لِلْقُرَى فِي أَقْرَبِ الأَوْقَاتِ..
يُرْشِدُ ضَوْءَهَا -مِنْ تَضْحِيَاتِ الْحَالَمِينَ بِهَا- إِمَامْ
أَنَا لَسْتُ إِلا مِنْ بَنِيكِ الْمُمْسِكِينَ بِطَرْفِ ثَوْبِكِ..
غَيْرَ أَنَّ شَوَارِعَ التَّارِيخِ
-يَا بَلَدِي-
ارْتَدَتْ فروًا ثقيلاً مِنْ ظَلامْ
وَعَلَى ضُحَى كَتِفَيْكِ تَصْفَعُ طِفْلَتَانِ خُدُودَ أَمْسِكِ..
أَيْقِظِي كَفَّيْكِ يَا بَلَدِي بِلَمْسَةِ مُصْحَفٍ..
وَتَوَضَّئِي بِالدِّينِ ثَانِيَةً..
وَصَلِّي كَيْ يَتُوبَ الْحَاكِمُونَ عَلَى شُعُوبِ الرِّيشِ
فِي مُدُنِ النَّعَامْ
لا تَفْرِدِي لِلْجَهْلِ سِكَّةَ فُرْقَةٍ بَيْنَ الْقُرَى
لِيَسِيرَ فِي أَمْنِ الْجَحِيمِ..
لَهُ حِذَاءٌ عَسْكَرِيٌّ؛ نَعْلُهُ مِنْ عَظْمِ جُمْجَمَةٍ..
عَلَيْهَا جِلْدُ وَجْهٍ كَانَ لِلطِّفْلِ الَّذِي سَلَخُوهُ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيهِ..
وَمِنْ خُطُاهَا الْحُمْرِ تُولَدُ أَلْفُ مصْيَدَةٍ مُتَيَّمَةٍ بِإِذْلالِ الْحَمَامْ
لا تَفْرِدِي لِتَبَسُّمِ الأَعْدَاءِ وَجْهَ الْخُلْفِ بَيْنَ بَنِيكِ
مَا زَالَتْ هُنَاكِ أَصَابِعُ الشُّهَدَاءِ
تَمْسَحُ دَمْعَةَ الغُصْنِ الَّذِي فَقَدَ الْحَمَامَةَ..
رَبَّتَتْ كَتِفَ الشَّوَارِعِ وَهْيَ تَرْعِشُ تَحْتَ قُمْصَانِ الْمَعَارِكِ
وَالْعَسَاكِرُ يَغْرِزُونَ خَنَاجِرَ الأَقْدَامِ فِي لَحْمِ الأَرَاضِي..
كُلُّنَا مَوْتَى إِذَا لَمْ تَرْحَمِي أَرْوَاحَ مَنْ بَاعُوا الْحَيَاةَ لِكَيْ تَعِيشِي..
وَارْتَوَتْ -مِنْ طَعْمِ صِدْقِهِمُ الْمُسَالِ بِحُمْرَةٍ- شَفَةُ السَّلامْ
هُمْ مَنْ بَنَوْا -يَا أُمَّ ذِكْرَاهُمْ- سَلالِمَ لِلنُّجُومِ لِتَصْعَدِي..
لا تَنْزَلِي..
مَهْمَا يَكُنْ لِلْقَاعِ مَنْ أَيْدٍ جَوَاذِبَ..
لَيْسَ فِي الْقِيعَانِ غَيْرُ فَمٍ يُمَتِّعُ ضِرْسَهُ بِالْمَضْغِ فِي عَظْمِ الْحُطَامْ
فِي شُرْفَةِ الْخُلْدِ (الْمُضِيئَةِ بِالْهُدَى)
شُهَدَاؤُكِ الْبِيضُ اسْتَوَتْ نَظَرَاتُهُمْ قَلَقًا عَلَيْكِ..
(فَيَا حَرَامْ!!)
مِلْيُونُ رُوحٍ مِنْهُمُ انْكَمَشَتْ بِجِسْمِكِ..
حِينَ عَضَّكِ بَرْدُ فُرْقَتِكِ الْكَفِيفُ..
وَأَمْطَرَتْ سُحُبُ الْفَرَاغِ عَلَيْكِ قُنْبلَةَ الْعَوَامْ
***
بَلَدِي يَعزُّ عَلَى الضُّحَى
أَنْ تَذْبَحِي أَيَّامَكِ الْبَيْضَاءَ قُرْبَانًا لِتَل شَمَاتَةٍ أُخْرَى عَلَى شَفَتَيْ أَبِيبْ
فِي عِزِّ أَوْجَاعِ الْعُرُوبَةِ تَحْتَسِينَ كُؤُوسَ رَمْيِكِ تَحْتَ أَقْدَامِ الْغَرِيبْ
وَتُعَدِّدِينَ غُصُونَ فَضْلِكِ تَحْتَ أَعْشَاشِ الْحَبِيبْ
تَارِيخُكِ الْمَعْرُوضُ فِي سُوقِ الضَّمَائِرِ مُلْتَحٍ بِرَزَانَةِ الإِسْلامِ..
يَلْبِسُ شَالَهُ الْمَنْسُوجَ مِنْ نَفَسَ الْعُرُوبَةِ..
وَاقِفٌ بِمَسَارِحِ الدُّوَلِ الْغَنِيَّةِ..
كُلُّ عُضْوٍ فِيهِ مَمْسُوكٌ بِخَيْطٍ كَالْعَرَائِسْ
أولا تَرَيْنَ أَصَابِعَ الأَسْتَارِ تَلْعَبُ بِالْعَرَوسَةِ بَيْنَ جُمْهُورِ الدَّسَائِسْ
مَاذَا جَرَى لَكِ؟
مرةً ألفًا رَأَيْتِ الْمَسْرَحِيَّةَ..
كُلَّمَا بَردَتْ غَذَوْتِ فُصُولَهَا
بِحِكَايَةٍ أُخْرَى مِنَ الْخُلْفِ (الْمُعَرَّبِ عَن بُرُوتُوكُولِ صِهْيَوْنٍ..)
أَلَنْ تَتَوَقَّفِي عَنْ نَصْبِ أَفْخَاخٍ لَنَا فِي مَسْرَحِ الأَعْدَاءِ يَا أَمَّ الْفَرَائِسْ
***
كُفِّي عَنِ التَّمْثِيلِ؛ أَنْتِ حَقِيقَةٌ عَرَبِيَّةٌ مَهْمَا جَرَى
لا تَلْبِسِي ثَوْبَ الْمُهَرِّجِ حِينَ:
يَنْزِعُ ظُفْرَهُ كَيْ يُضْحِكَ الأَغْرَابَ..
أَوْ يُلْقِي عَلَى فَمَهِ الثَّرَى
يَا حُرَّةَ الْعَيْنَيْنِ لا تَتَكَلَّفِي سِنَةً..
فَلَسْتِ بِطِفْلَةٍ تَخْشَى عِقَابَ أَبٍ
إِذَا لَمْ تَغْفُ فِي حِضْنِ الْمَسَاءِ مُبَكِّرَا
آنَ البَيَاضُ لِكَيْ تَصُبِّي نَجْمَتَيْ عَيْنَيْكِ..
وَالأَضْوَاءُ تُثْمِرُ وَحْدَةً خَضْرَاءَ فِي لَيْلِ الْقُرَى
***
هُزِّي عُرُوشَكِ..
سَوْفَ تَسْقُطُ تَمْرَةٌ (بِالنَّخْلِ مُؤْمِنَةٌ)
كُلِي حَلْوَى حَلالِكِ مِنْ يَدِ الْقُرْآنِ..
ذمِّي فِي شِفَاهِ الطِّفْلَتَيْنِ حَلِيبَ أَحْلامٍ مُقَدَّسَةٍ
وَمَاءً خَالِصَ الإِيمَانِ..
حَتَّى تَكْبرَا
يَا مَنْ أَرَاكِ بِطَرْحَةٍ مِصْرِيَّةٍ حينًا..
وَحِينًا -فِي جَلابِيبِ الشُّرُوقِ- جَزَائِرَا
أَرْجُوكِ لا تَتَهَاوَنِي فِي ضَوْئِكِ الْمَشْرُوعِ فِي عُرْفِ الذُّرَا
وَثِقِي بِنَبْضَةِ شَاعِرٍ فِي قَلْبِ مَوْجِكِ أَبْحَرَا
هُوَ لَنْ يَقُولُ لَكِ:
الْمَنَارَةُ مِنْ هَنُا؛ إِنْ لَمْ تَكُنْ حَقًّا تُرَى

أحمد حسن محمد
24-11-2009, 11:48 PM
مع خالص اعتذاري للسادة مشرفي الشعر الفصيح على قلة الأيام الفارقة بين نشر قصيدتي تلك وقصيدتي السابقة

فقد نشرتُها تجاوبًا مع الحدث الجاري

ودعوة صالحة..

أجرني الله وإياكم عنها

سكينة جوهر
25-11-2009, 12:16 AM
أخي الشاعر المبدع أحمد حسن

يسعدني أن يكون لي المقعد الأول

في حديقة مشاعرك الغنّاء هذه

- رغم مايكتنفها من شجو يعربي أصيل -

إلا أن لمعانيها روعة فائقة

ولبيانها سحر خلّاب

ولتركيباتها اللغوية ألق ممتع

دمت مبدعا أخي أحمد

ودعواتنا أن يفرِّج الله الغمَّة

ويقرِّب بين بلدان الأمة

ولك خالص تقديري

سكينة جوهر

سالم العلوي
25-11-2009, 06:58 AM
طيب الله أنفاسك أيها الشاعر القدير المتألق
طيب الله أنفاسك على روح دفاقة بحب هذا الدين وأهله وبلدانه ..
والله الذي لا إله إلا هو .. لا حل يرتجى للأمة اليوم أو غدا إلا بالرجوع إلى الدين .. وإلى مصحف قديم علاه التراب من هجر أهله له ..
فليكتب الكاتبون المخلصون عن ذلك ولا يملوا ..
وليتحدث الخطباء والمتكلمون عن طريق الخلاص ذلك ولا يملوا ..
شكر الله لك أخي أحمد .. في نافذتك المشرقة التي نفحتنا منها بنفح الطيب ..
ودمت مبدعا متألقا رائعا ..
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

أحمد حسن محمد
25-11-2009, 08:05 PM
أخي الشاعر المبدع أحمد حسن

يسعدني أن يكون لي المقعد الأول

في حديقة مشاعرك الغنّاء هذه

- رغم مايكتنفها من شجو يعربي أصيل -

إلا أن لمعانيها روعة فائقة

ولبيانها سحر خلّاب

ولتركيباتها اللغوية ألق ممتع

دمت مبدعا أخي أحمد

ودعواتنا أن يفرِّج الله الغمَّة

ويقرِّب بين بلدان الأمة

ولك خالص تقديري

سكينة جوهر



الأديبة القديرة الأستاذة سكينة جوهر

نعم..

تمنيتُ لو يجتمع الأهل، ونجلس جلسة أسرية مسلمة واحدة، لنقول "لا إله إلا الله"

ونمضي إلى الأمام لنؤدي واجبات ديننا وعروبتنا

لا حول ولا قوة إلا بالله

عمومًا..

يشرفني أن أقدم إليك شكري لحضورك الطيب، وبياض تعليقك

أحمد حسن محمد
25-11-2009, 08:07 PM
طيب الله أنفاسك أيها الشاعر القدير المتألق
طيب الله أنفاسك على روح دفاقة بحب هذا الدين وأهله وبلدانه ..
والله الذي لا إله إلا هو .. لا حل يرتجى للأمة اليوم أو غدا إلا بالرجوع إلى الدين .. وإلى مصحف قديم علاه التراب من هجر أهله له ..
فليكتب الكاتبون المخلصون عن ذلك ولا يملوا ..
وليتحدث الخطباء والمتكلمون عن طريق الخلاص ذلك ولا يملوا ..
شكر الله لك أخي أحمد .. في نافذتك المشرقة التي نفحتنا منها بنفح الطيب ..
ودمت مبدعا متألقا رائعا ..
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.


أخي المضيء برفقه وصبر ملامحه وطيبة روحه

وجلال حرفهِ

أشكر لك مرورك الكريم، وأنا أؤيدك في كل تفاصيل حضورك الطيّب..

وسعيد في الوقت نفسه لثنائك على شعر أخيكم

فتقبل شكري

واحترامي

محسن شاهين المناور
25-11-2009, 10:31 PM
أخي الحبيب الشاعر الجميل أحمد
بارك الله بك لهذه المشاعر النبيلة والمعاني الأاصيلة
قصيدة عنوانها لوحة تكفي لجمع ملايين القلوب
كنت رائعا . . . محبتي

عبد الصمد احمد
25-11-2009, 10:53 PM
نعم للإبداع لقد أحسنت في طرح هذه المشكلة بسمو حرف وإبداع قلم
كم يعتصر الأمة من ألم ولم تبقى إلا المستديرة لتدق وتدا جديدا في نعش
أمةٍ يتألم تقبل تقديري لنصك الجميل وكل عام وأنت بخيرأخي الشاعراحمد0

أحمد حسن محمد
29-11-2009, 12:20 PM
أخي الحبيب الشاعر الجميل أحمد
بارك الله بك لهذه المشاعر النبيلة والمعاني الأاصيلة
قصيدة عنوانها لوحة تكفي لجمع ملايين القلوب
كنت رائعا . . . محبتي



أستاذي الشاعر الكبير محسن المناور

شكرًا لمرورك الضوئي، وسماحة نقدك ، وإنسانية رأيك

تقبل احترامي