المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلطان الأحرف و الكلمات



عبدالصمد حسن زيبار
26-11-2009, 08:45 PM
سلطان الأحرف و الكلمات

عبدالصمد زيبار

تحتبس الأحرف و الكلمات , تأبى الانقياد ماسكة بلجام البيان , خانقة لفضاء الانطلاق , دافعة بقواها الخفية أبواب الانطواء , ملقية برداء الخوف و الرهاب.
تظل قابعة في دهليزها الضيق,تدفع بجهدها اللقا ارتعاش و عبوس,شهيق و زفير,احمرار و اصفرار, تتلبس بكل ألوان الطيف و تتشكل على كل حالات الجنون لئلا يحظى بصفائها الأغيار و يصطاد انسيابها الغرباء.

حينما تصبح الأحرف رصاصات و تستحيل الكلمات إلى مشانق,و تصنع الكلمات الرغبات و المطامح , تقود سواها و فقا لهواها,حينئذ يكون سلطان الأحرف و الكلمات.
حين تضن الكلمات , تضرب المسافات لكي لا تستباح الأحرف عبر الأثير , يترك الإفصاح و تضمر الأحاسيس , تهجر النوادي و يترك السامرون, يستطاب الاختلاء و تعشق الوحدة.
كي لا تولد أحرف و كلمات.
تعزف سمفونية الصمت و يغنى نشيد السكون, ترقص فاتنة الغياب و تتلألأ نجمة السكون, تمور السكينة و تموج و يدوي بريق الظلام .
كي لا تولد أحرف و كلمات
تستعر الحروب و تجند الكتائب, ترمى النيران و يقذف الجموع , تفرغ الساحات و يفوز الفراغ.
كي لا تولد أحرف و كلمات

حينما تشتهي الكلمات وأد الأصداء و النغمات, تقدس الكتمان و تدنس البوح و الكلام, ترتد كما البرق تضيء و لا يثبت منها شيء.
لم تكتحل العين بالعين حتى يأتي الفطام سريعا ليلقي بعلقمه المزيح لحلاوة الأنس و الوصال,

أيتها الأحرف و الكلمات العابرة على ممرات الصمت و الألم , لم تهجرين أنس الهمس لتضاجعين سواد الظلام و السكون , تنكثين غزل الأحباب لتنسجين خيوط الاغتراب , ليتك تعشقين العبور على أجنحة السلام لتولدين أحرفا و كلمات.
أنت ممزوجة بآلامي و أشواقي, هطولك أنفاس تنسمني و قطرات تحييني.
آه ما هذه الأشواق التي باتت تستجلب مآقي.
و ما هذا البلسم الذي تستجديه أنفاسي.

أيتها الصويحبات في بعدكن تكتحل العيون بالأقذاء, و تملأ الأسماع بالأشجان ,و يتغنى الجنان بلحن الوصال.

حينما يفضح القلم مأزق اللسان

//
:os:
//
:os:

من فضلك

//
:os:

//
:os:

//
:os:

تكرما و تفضلا


//
:os:

//
:os:

أعد قراءة النص بعنوانه المكتمل :

سلطان الحرف و الكلمات

من يوميات متلعثم سابق
:001:

عبدالصمد زيبار

هشام عزاس
26-11-2009, 09:45 PM
مفكرنا الجميل / عبد الصمد

نص معبر و يحمل قراءات متعددة في نفس الوقت .
أوافقك الرؤية أن الصمت يكون أحيانا ملاذا آمنا من عبثية الحرف و الكلمات و يتجسد سلطانا قديرا , كما أنه قد يحمل المعنى المناقض تماما في أحيان أخرى .
و لأن بعض الحالات الشعورية في البوح قد تنتج في لحظة آنية و من منظور محدود و أفق ضبابي يتوجب إعلان الصمت و تنصيبه سلطانا قويا يحفظ المرء من وطأة مشاعر آنية قد تؤدي به إلى الهلاك و خسارة نقاء الحرف و الهدف المنشود من رسمه صورا و معان ذات قيمة معينة .

طلبت أن نقرأ النص مرتين و لكنني قرأته أكثر من مرة و قرأته من زوايا مختلفة , و أعتقد أن وأد الحرف أحيانا هو حياة له من منظور ما , و تجسيده هو موت محقق من منظور آخر .

دمت نقي الحرف و الروح و عيدك مبارك سعيد و كل عام و أنت بألف خير

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام

فاطمه عبد القادر
26-11-2009, 10:59 PM
حينما تصبح الأحرف رصاصات و تستحيل الكلمات إلى مشانق,و تصنع الكلمات الرغبات و المطامح , تقود سواها و فقا لهواها,حينئذ يكون سلطان الأحرف و الكلمات



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر نظرتك الثاقبة لسلطان الأحرف والكلمات أيها العزيز الفاضل عبد الصمد
لقد استطعت أن تصور هذا السلطان من كل الزوايا بلغة جميلة معبرة واضحة
كل عام وأنت بخير والكلمات والاحرف بخير
ماسة

عبدالصمد حسن زيبار
29-11-2009, 07:34 PM
الأديب و الأخ المزهر هشام

النص الأدبي تكمن جماليته و نفعيته في قدرته التوليدية
كم من الاحاسيس و الصور و الافكار و القراءات يولد هذا النص لدى القارئ كلما كانت عمليته التوليدية معطاءة كما و نوعا كلما كانت قيمة العمل عالية و الحكم هو القارئ .
و هذا يصدق مع النصوص الادبية كما يصدق مع الكتابات الفكرية

نص سلطان الاحرف و الكلمات ولد وفق رؤية محددة و الدافع إليه كذلك محدد ألقى بمشاعر و أحاسيس ترجمت في سطوره المتواضعة.
النص أردت منه أن يكون بمنهج : من الرؤية المفتوحة إلى الرؤية المحددة
و هذا هو الدافع وراء العنوان في الاخير
بمعنى أن تكون القراءة الاولى مفتوحة -و هي حتما ستثير زوايا متعددة- تولد لدى القارئ مجموعة من الافكار و الاشكاليات خصوصا حول المعنى و القصدية - مذا يريد صاحب النص؟
في أثناء القراءة يعرض القارئ في مخيلته مجموعة من الفروض و الرؤى لهذا تتعدد القراءة الواحدة
من الجدير بالذكر أن إعطاء أمثلة و نماذج واضحة جلية مباشرة في النص الأدبي تفقده الرحابة و الاتساع و الامتداد و بالتالي صناعة مخيلة القارئ نفس هذا الدور يلعبه العنوان إن كان فيه حل لرمزية و تجريد النص.

ثم بعد القراءة -الإشكالية- الأولى قدمت العنوان المحدد أي زاوية الكاتب و نفسيته في أخر النص و التي كان الدافع وراء إظهارها التعبير عن فئة من المجتمع و إبراز معاناتها مع الأحرف و الكلمات وهي فئة : المتلعثمين ولها كتب النص.

للأحرف و الكلمات قوة و بطش و سلطان فالمتلعثم يخوض حربا مع نفسه قبل النطق بكلمة لهذا يلتجأ في الغالب إلى الانطواء و الانعزال فهي كجبل الجليد يراه الأخر يسيرا لكنه عند صاحبه جبلا مثقلا فتمر الكلمات عبر ممرات الألم و المعانات.

إرجو أن أكون وفقت في هذه السطور.

تحياتي

هشام عزاس
30-11-2009, 02:57 PM
الأديب و الأخ المزهر هشام

النص الأدبي تكمن جماليته و نفعيته في قدرته التوليدية
كم من الاحاسيس و الصور و الافكار و القراءات يولد هذا النص لدى القارئ كلما كانت عمليته التوليدية معطاءة كما و نوعا كلما كانت قيمة العمل عالية و الحكم هو القارئ .
و هذا يصدق مع النصوص الادبية كما يصدق مع الكتابات الفكرية

نص سلطان الاحرف و الكلمات ولد وفق رؤية محددة و الدافع إليه كذلك محدد ألقى بمشاعر و أحاسيس ترجمت في سطوره المتواضعة.
النص أردت منه أن يكون بمنهج : من الرؤية المفتوحة إلى الرؤية المحددة
و هذا هو الدافع وراء العنوان في الاخير
بمعنى أن تكون القراءة الاولى مفتوحة -و هي حتما ستثير زوايا متعددة- تولد لدى القارئ مجموعة من الافكار و الاشكاليات خصوصا حول المعنى و القصدية - مذا يريد صاحب النص؟
في أثناء القراءة يعرض القارئ في مخيلته مجموعة من الفروض و الرؤى لهذا تتعدد القراءة الواحدة
من الجدير بالذكر أن إعطاء أمثلة و نماذج واضحة جلية مباشرة في النص الأدبي تفقده الرحابة و الاتساع و الامتداد و بالتالي صناعة مخيلة القارئ نفس هذا الدور يلعبه العنوان إن كان فيه حل لرمزية و تجريد النص.

ثم بعد القراءة -الإشكالية- الأولى قدمت العنوان المحدد أي زاوية الكاتب و نفسيته في أخر النص و التي كان الدافع وراء إظهارها التعبير عن فئة من المجتمع و إبراز معاناتها مع الأحرف و الكلمات وهي فئة : المتلعثمين ولها كتب النص.

للأحرف و الكلمات قوة و بطش و سلطان فالمتلعثم يخوض حربا مع نفسه قبل النطق بكلمة لهذا يلتجأ في الغالب إلى الانطواء و الانعزال فهي كجبل الجليد يراه الأخر يسيرا لكنه عند صاحبه جبلا مثقلا فتمر الكلمات عبر ممرات الألم و المعانات.

إرجو أن أكون وفقت في هذه السطور.

تحياتي

مفكرنا الحبيب عبد الصمد بلا شك أوافقك شخصيا في كثير من النقاط التي أشرت إليها بما يخص طبيعة النص الأدبي و لعل أي نص يحمل رؤية فلسفية هو نص قابل للتأويل حسب ما تقتضيه الصورة التي تتشكل في ذهن المتلقي و كذا حسب ما تقتضيه طبيعة الاحساس لدى المتلقي لحظة القراءة نفسها و هي قابلة للتغيير و المواكبة حسب الزمن و كذا حسب المكان و التأثيرات المحيطة به.

ربما أجدني متناقضا معك فيما يخص قولك أن النص ينطلق من منهجية قراءة مفتوحة إلى قراءة محددة و هنا أجدني لا أتفق معك في الشطر الذي يخص النص الأدبي تحديدا , لأن معيار القراءة نفسها يختلف من قارئ لآخر و لا يمكن أن تتوافق الرؤية حسب تقديري بين مجموعة من المتلقين , قد يلتقي البعض من حيث الصورة لكن حتما سيختلفون من حيث الاحساس , و هذا ما يميز الكتابة الأدبية عن الكتابة الفكرية لأن هذه الأخيرة تعتمد الأدلة و البراهين العقلية و النقلية و قد تخرج في الأخير رغم تعدد الرؤى إلى رؤية محددة حسب قوة البرهان و تأثيره لدى المتلقي .
لذلك أعتقد حسب تجربتي البسيطة جدا أن النص الأدبي قد ينطلق من رؤية محددة و يتفرع بعدها إلى رؤى مفتوحة لأنه و بمجرد عرضه يصبح ملك القارئ الذي يقرأ النص من خلال معطيات ذاتية لا يمكن أن تحتكم إلى منهج محدد يفرض عليه اجراءات قرائية معينة .

تقديري و محبتي

عبدالصمد حسن زيبار
01-12-2009, 02:52 PM
مفكرنا الحبيب عبد الصمد بلا شك أوافقك شخصيا في كثير من النقاط التي أشرت إليها بما يخص طبيعة النص الأدبي و لعل أي نص يحمل رؤية فلسفية هو نص قابل للتأويل حسب ما تقتضيه الصورة التي تتشكل في ذهن المتلقي و كذا حسب ما تقتضيه طبيعة الاحساس لدى المتلقي لحظة القراءة نفسها و هي قابلة للتغيير و المواكبة حسب الزمن و كذا حسب المكان و التأثيرات المحيطة به.

ربما أجدني متناقضا معك فيما يخص قولك أن النص ينطلق من منهجية قراءة مفتوحة إلى قراءة محددة و هنا أجدني لا أتفق معك في الشطر الذي يخص النص الأدبي تحديدا , لأن معيار القراءة نفسها يختلف من قارئ لآخر و لا يمكن أن تتوافق الرؤية حسب تقديري بين مجموعة من المتلقين , قد يلتقي البعض من حيث الصورة لكن حتما سيختلفون من حيث الاحساس , و هذا ما يميز الكتابة الأدبية عن الكتابة الفكرية لأن هذه الأخيرة تعتمد الأدلة و البراهين العقلية و النقلية و قد تخرج في الأخير رغم تعدد الرؤى إلى رؤية محددة حسب قوة البرهان و تأثيره لدى المتلقي .
لذلك أعتقد حسب تجربتي البسيطة جدا أن النص الأدبي قد ينطلق من رؤية محددة و يتفرع بعدها إلى رؤى مفتوحة لأنه و بمجرد عرضه يصبح ملك القارئ الذي يقرأ النص من خلال معطيات ذاتية لا يمكن أن تحتكم إلى منهج محدد يفرض عليه اجراءات قرائية معينة .

تقديري و محبتي

أديبنا هشام
ليس هناك تناقض
النص ملك للقارئ بعد ولادته لهذا أشرت للقدرة التوليدية للنص لدى المتلقي
المنهجية التي أشرت إليها ليست للنصوص الأدبية عامة بل هذا متوقف على القارئ
هي تشير إلى هذا النص فقط لو كان العنوان في أعلى النص : سلطان الأحرف و الكلمات .. من يوميات متلعثم سيساهم في حصر الذهن وفق ما يحمله بخلاف العنوان : سلطان الاحرف و الكلمات فقط

النصوص الأدبية تختلف حسب منهجية الكتابة فيها و كذا كما أشرتم حسب المتلقي وهذا هو الغنى في الأدب

مثلا نجد العديد من النصوص تتحدث عن الحب والوصال وفي أخر النص تجد إشارة إلى الوطن فتدرك مرامي الكاتب هذا يحدد زاوية الكتابة و تبقى زوايا القراءة مفتوحة حسب المتلقي

تحياتي أديبنا الحبيب هشام

حسنية تدركيت
01-12-2009, 03:45 PM
نص رائع جزاك الله خيرا

عبدالصمد حسن زيبار
07-12-2009, 11:53 AM
حينما تصبح الأحرف رصاصات و تستحيل الكلمات إلى مشانق,و تصنع الكلمات الرغبات و المطامح , تقود سواها و فقا لهواها,حينئذ يكون سلطان الأحرف و الكلمات



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر نظرتك الثاقبة لسلطان الأحرف والكلمات أيها العزيز الفاضل عبد الصمد
لقد استطعت أن تصور هذا السلطان من كل الزوايا بلغة جميلة معبرة واضحة
كل عام وأنت بخير والكلمات والاحرف بخير
ماسة

الماسة فاطمة
و تبقى عديد من الزوايا و الرؤى محجوبة حتى يلمسها فكر متقد و حس مرهف و ذوق متفرد فتسطع أشعتها
تحية ورد وود وسلام
عبدالصمد

عبد الرحمن الكرد
07-12-2009, 09:54 PM
القدير عبد الصمد
الكلمه هي سلاح
ويمكن أن يكون دا حدين
كل التقدير لنصك الجميل
تحياتي

عبدالصمد حسن زيبار
14-12-2009, 08:57 PM
نص رائع جزاك الله خيرا


بل الروعة في حضوركم حسنية
تحية ود وورد و سلام
عبدالصمد

عبدالله المحمدي
15-12-2009, 11:37 AM
ثمّ آلمت حرفي
بعد أن أقسمت بغلظة أن أكسر سن قلمي
ثمّ آليت أن أنتبذ مكانا قصيّا يقيني
ملاحقة الأعين
شيء ما يعبث بالآمن من نفسي
فقط عندما يدني الغروب ، عندما
تتعانق آخر سحابة مع الشفق
شيء ما يلفني
يبعثرني
صوت قادم من بعيد ، ملامح بلا رحمة
إحساس مؤلم حد الموت ، بقاء بلا هوية
وأرض بلا تراب
كل عام وانت بخير اخي عبدالصمد

عبدالصمد حسن زيبار
02-01-2010, 11:02 AM
القدير عبد الصمد
الكلمه هي سلاح
ويمكن أن يكون دا حدين
كل التقدير لنصك الجميل
تحياتي


القدير عبدالرحمن
الكلمة تعبير و بيان وهي نفسها تحمل إضمارا و كتمان
بوركت
تحياتي

عبدالصمد حسن زيبار
19-01-2010, 05:17 PM
ثمّ آلمت حرفي
بعد أن أقسمت بغلظة أن أكسر سن قلمي
ثمّ آليت أن أنتبذ مكانا قصيّا يقيني
ملاحقة الأعين
شيء ما يعبث بالآمن من نفسي
فقط عندما يدني الغروب ، عندما
تتعانق آخر سحابة مع الشفق
شيء ما يلفني
يبعثرني
صوت قادم من بعيد ، ملامح بلا رحمة
إحساس مؤلم حد الموت ، بقاء بلا هوية
وأرض بلا تراب
كل عام وانت بخير اخي عبدالصمد


القادم من بعيد
أحلام صبا و عرائس اشتياق
إنه الفجر الباسم
و البدر المنير
أرض ترابها خيرات و بركات
و حياة بعزة و كرامة
تحياتي