المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجوهرة



شريفة العلوي
29-11-2009, 01:42 PM
كل نص من نصوصي يمارس معي شتى أنواع الانفعالات / العذابات, هناك نصوص سابقة كتبتها تفعل بي ما تفعله أفلام الرعب في الأطفال عندما ينامون وإن كان لها شأن و للنصوص التي لم أكتبها بعد شؤون ..حدث ولا خجل ..


النص قبل أن يخرج من رحم الذاكرة , يتودد إلي بإغراء لا يمكن لأي زاهد عن الحياة في معبد النسك أن يتردد إزائه ..فينساب نسغ الحبر المتخثر على الورق , يركع ظل القلم متهجدا ببسمة وومضة تومئ بأمر يجهل ماسكه فــ ترد الأحرف كما ترد صغار الجداء من أعلى التل في ثنايات الرواح..
و الأفكار في أتون المخاض تنفض من قوس قزح ألوانه السبعة والجمل تطفو في الفراغ الهائم بعقيدة الامتلاء كما تطفو الألواح على سطح البحر فــ أكاد أطوق خاصرتي بحزام الأفق طمعا في المزيد وكأي طمع يضيع ما جمع يرتد البصر في بياض لا له مساحات من اللا منتهى , قبل أن تمسك يدي بالقلم وفي لمح البصر يطير النص ليصلبني على حائط الإنتظار وأحفر في ذاكرتي مايضاهي حفريات علماء الآثار في التنقيب عن آثار حضارة لطمتها العهود السحيقة ببساط الرمل ..و بنظرة تتسلق أعمدة الظنون لا أثر للنص ..


ربما لأكون عبرة لمن لم يعتبر ويحلم بأن يقبض على البرق و يحاول أن يصنع من مياه تتراقص في ثغر النافورة خيزران يضفي هيبة على صاحبه , لا تصدمني معرفتي لحقيقة نفسي ومدى تعلقها في جمالية الأشياء قبل أن تعي مدى قدرتها التي مرجعها.. ضعف بلا ضعف وقوة بلا قوة لحالة بيولوجية بحتة تعود إلى قصة القلم الذي يذكرني دائما بأن أصابعي لا تضغط عليه بما فيه الكفاية وتتركه يطوف بين السطور كوعل بري أفلت بين الأنعام الأليفة التي تفر لو باغتها سرب الفراشات في مراعيها , وهذا أعادني إلى جارتي التي كلما أزورها اطرق بابها بيدي لأني أخاف أن أزعجها لو ضغطت على الجرس ..في البداية كانت دائما تظن بأن الطارق طفل صغير من أطفال الجيران ثم اعتادت على دقاتي التي تشبه ضرب غلاف الدفتر على ناصية الباب ولكنها تعزو الأمر على وهن أصابعي وإخلاصها لنصائح مدرستي التي كانت تفتش في الابتدائي أظافر البنات لتختم عملية التفتيش بشكرها ومدحها لمواظبتي على تقليم الأظافر ( في الحقيقة أظافري لم تفرحني يوما لأنها تتكسر بل تطوى كطي الورقة , تشبه أصابع طفل قلمتها الأم بعناية) وها الآن في كهولتي التي أشعر بأنها تزداد طفولة أحرص على تقليم اظافري رغم أن جارتي تصر على أن عظام أصابعي هي الأخرى رخوة فأقول لها كيف أصنع إذن عجينة الملوّح
يا شاطرة ؟
( فطيرة بلدي) تقول لي بتلك الرخويات البحرية ..
يا ويحي تذكرت الآن ..تصنف عند العفر الأظافر القوية التي لا تتكسر بالأظافر المذكرة و الرقيقة مؤنثة أعرف بأن أظافري مؤنثة ..
لهذا من حق القلم أن يجلدني بالنسيان , وان يهرِّب من ثقوب منقاره قبسات بوحي..
دون أن يربت أسفا على كتف جروحي ..
ولا يعيد الذي طوته السويعات الماضية وهي تسير على سجاد روحي..
يا الهي هل ضعف الأصابع يعني ضعف القلب؟
لا ..أبداَ..
لقلبي صفات أشجار الصحراء الحولية ذاتية الغرس /الرواء / التورق / التبرعم /الازدهار قوته في ضعفه وضعفه في قوته .


ففي لحظات الغضب يزمجر كأفعى باديسا التي تكسر الغابة غضبا وتجبر الأشجار على السجود قبل ان يركع الإنثناء , تشعل صوت الهلع في الأرجاء و تضرم حرائق الرهبة بين الأوراق والكائنات الحية الأخرى ..


إنها قيامة صغرى وكل الكائنات ترتل صلوات الصمت عندما تصارع جذوع الأشجار بذيلها الفتاك الذي ترسله في كل اتجاه بحثا عن جوهرتها التي تستضيء بها فبدونها تصبح عمياء , تلك الجوهرة المكونة من رغوة لعابها والذي يتجمد حالما يخرج من فمها ويصبح جوهرة براقة ..وهي على ضوئها تستكشف المنطقة لتقتات ..ولكن أولئك الباحثين عن تلك الجوهرة يتحرون بدقة وضع الأفعى باديسا , لمجرد أن تضع رغوة لعابها البراقة على الأرض يقذفوا روثا طريا على الجوهرة حتى تختفي من الأفعى وهكذا تسهل عملية السطو تنقض عليها أياديهم , ولكن الأفعى تستشعر بالوضع سريعا فـ تهاجم في عماها كل شيء مما حولها ..

عندما تفقد الأمل في العثور على جوهرتها ومصدر بصيرتها تمزق نفسها إربا إربا فتنتحر ..لأنها تفضل الموت على فقد كرامتها وفقد ما تحب ..هكذا قلبي حين يغضب وعندما يوضع في موقف إنساني مؤلم يصبح كـتلك الجوهرة التي تضيء المكان وتمثل قيمة حقيقية لمن يقتنيها , لكني مازلت أبحث عن السبب الذي ينزع النص من ذاكرتي وهو مازال برعما يبحث عن مساحة يتفتق منها في غفلة من قلمي الذي يتباهى بصلابة عوده أمام وهن أصابعي ولكن لا تنس أيها القلم بأن أصابعي هي التي تمسك بك .

عايد راشد احمد
29-11-2009, 01:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله

راقني ما سطرته اناملك من معني ومغزي ومضمون

مغلف باسلوب بلاغي يظهر نفسه بانسيابيه

قلم متحرر ولا اراه مقيدا اجاد في التحرير والتعبير

شكرا للنص والجهد الطيب

مصطفى السنجاري
29-11-2009, 07:38 PM
بورك سيدتي قلبك الجوهرة
ويراعك الدر
لكتاباتك طعم خاص
تفوح منها رائحة الأدب الملتزم
سطور باذخة بالجمال والحيوية
ونص راق لأنه يمثل ما يجب أن يكون الإنسان عليه
تقبلي مودتي
وكل عام وأنت بألف خير

هشام عزاس
29-11-2009, 09:52 PM
الأديبة الجوهرة / شريفة العلوي

نص رائع يكشف عن بعض ملامح الكاتبة و صراعاتها مع لحظة الإبداع و كيف تتجسد كل الرؤى لتصنع ملحمة الحرف الذي يخطه اليراع في يسر في عملية الرسم على الورقة و لكنه لا ينتج صورة إلا بعد عملية مخاض عسيرة تتداخل فيها عدة عوامل و أحاسيس مختلفة .

عبرتِ عنكِ و عن كل مبدع يحترق ألف مرة لينتج أدبا يستحق أن يؤثث مملكته في داخل كل متلقي .

بورك اليراع و قبله الأنامل الواثقة التي تحمله .

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام

فاطمه عبد القادر
30-11-2009, 01:30 AM
الذي يذكرني دائما بأن أصابعي لا تضغط عليه بما فيه الكفاية وتتركه يطوف بين السطور كوعل بري أفلت بين الأنعام الأليفة التي تفر لو باغتها سرب الفراشات في مراعيها



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه اللوحات الرائعة ,,يا له من قلم ,,ومع ذلك تشكين منه !!
اتركيه مثل وعل بري ليناطح الأنعام والسباع والصخور ,,ولا داعي للضغط عليه
وهل هناك ما هو أبدع من الحرية للأقلام
عندما تنال الأقلام السامية حريتها ,,تأتي بكنوز من عمق التاريخ لتزين جبهة الحاضر والمستقبل
نصك جميل جدا ايتها الصديقة العزيزة شريفة
وقلمك أيضا
دمت بكل هذا الإشراق
ماسة

شريفة العلوي
30-11-2009, 04:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله



راقني ما سطرته اناملك من معني ومغزي ومضمون


مغلف باسلوب بلاغي يظهر نفسه بانسيابيه


قلم متحرر ولا اراه مقيدا اجاد في التحرير والتعبير



شكرا للنص والجهد الطيب




أخي المبدع عايد راشد أحمد
قراءة تربت بكفوف الضوء على اكتاف النص بوعي عميق وذائقة تحترف الوصول
كل عام وانت بخير
تحياتي.

معاذ طه
01-12-2009, 10:37 PM
لقد أجادت اناملك بمسكها
لهذا القلم المدهش في التدوين
ليحيك نصا يحاكي جميع الكتاب
دمتي من ابداع لابداع اكبر
اشكرك

شريفة العلوي
05-12-2009, 01:46 PM
بورك سيدتي قلبك الجوهرة
ويراعك الدر
لكتاباتك طعم خاص
تفوح منها رائحة الأدب الملتزم
سطور باذخة بالجمال والحيوية
ونص راق لأنه يمثل ما يجب أن يكون الإنسان عليه
تقبلي مودتي
وكل عام وأنت بألف خير


الأديب المبدع مصطفى السنجاري
لا أجد ما يليق بهذا الحضور الثري بكل ما حملت الكلمة من المعنى والحكمة ولكني لن اتواني في التعبير عن مدى شكري وامتناني لهذا المرور ولو كان بلغة الصمت .
دمت بكل خير.

عبد الرحمن الكرد
06-12-2009, 12:47 PM
القديره شريفه
ما أجمل أن ينطلق القلم
بدون تكلف فهو ينبض بالأحساس الصادق
فيعانق الأرواح والقلوب
تحياتي لقلمك النابض

شريفة العلوي
12-12-2009, 02:20 PM
الأديبة الجوهرة / شريفة العلوي

نص رائع يكشف عن بعض ملامح الكاتبة و صراعاتها مع لحظة الإبداع و كيف تتجسد كل الرؤى لتصنع ملحمة الحرف الذي يخطه اليراع في يسر في عملية الرسم على الورقة و لكنه لا ينتج صورة إلا بعد عملية مخاض عسيرة تتداخل فيها عدة عوامل و أحاسيس مختلفة .

عبرتِ عنكِ و عن كل مبدع يحترق ألف مرة لينتج أدبا يستحق أن يؤثث مملكته في داخل كل متلقي .

بورك اليراع و قبله الأنامل الواثقة التي تحمله .

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام

أخي المبدع هشام عزاس
اغبط النص الذي يخضع لمجهر قراءتك الدقيقة وأزهو برأيك الصادر من عقلية واعية عميقة تضفى الكثير من معاني الإبداع الى النص المقروء .
دمت بكل خير.

شريفة العلوي
16-12-2009, 01:42 PM
الذي يذكرني دائما بأن أصابعي لا تضغط عليه بما فيه الكفاية وتتركه يطوف بين السطور كوعل بري أفلت بين الأنعام الأليفة التي تفر لو باغتها سرب الفراشات في مراعيها



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه اللوحات الرائعة ,,يا له من قلم ,,ومع ذلك تشكين منه !!
اتركيه مثل وعل بري ليناطح الأنعام والسباع والصخور ,,ولا داعي للضغط عليه
وهل هناك ما هو أبدع من الحرية للأقلام
عندما تنال الأقلام السامية حريتها ,,تأتي بكنوز من عمق التاريخ لتزين جبهة الحاضر والمستقبل
نصك جميل جدا ايتها الصديقة العزيزة شريفة
وقلمك أيضا
دمت بكل هذا الإشراق
ماسة



الماسة الوفية فاطمة عبدالقادر
أحيانا يبقى القلم أكبر من صاحبه وأحيانا يكون الكاتب أدهى من قلمه
بين هذا وذاك أجدني كنملة تحاول تسلق شجرة مدببة اللحاء وكلما واجهتها نتوءاتها المشوكة تعود الى نقطة البدء من جديد لتحاول ..لا ادري هل ثبات النملة أقوى من خشونة اللحاء أم عراقيل اللحاء الحائل لتسلق النملة الى قمة الشجر هو الاقوى ؟
ربما تبدو الارادة أقوى وان كان النجاح هنا يخضع لنظرية النسبية ولكن يبقى عنصر الاستمرار في ضخ حليب المثابرة سينتج يوما ما سمنا مقنعا ..لكني اخاف ان يدركني السمن بعد ما يفقد الخبز جدواه..
غاليتي حضورك كما عهدته يفتش في اعماقي عن بقايا نثار الجوهرة .
دمت بكل شموخك.

شريفة العلوي
19-12-2009, 12:49 PM
لقد أجادت اناملك بمسكها
لهذا القلم المدهش في التدوين
ليحيك نصا يحاكي جميع الكتاب
دمتي من ابداع لابداع اكبر
اشكرك


أخي المبدع معاذ طه
الكثير من الفرح والسرور ترك مرورك أخي الفاضل
بارك الله بك ودام هذا العطاء.

شريفة العلوي
22-12-2009, 03:57 PM
القديره شريفه
ما أجمل أن ينطلق القلم
بدون تكلف فهو ينبض بالأحساس الصادق
فيعانق الأرواح والقلوب
تحياتي لقلمك النابض

أخي المبدع عبدالرحمن الكرد
لك كل التقدير وجزيل الشكر لهذا المرور المتميز
دمت بكل خير .

فدوى يومة
26-12-2009, 06:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأديبة المبدعة التي تجعل لساني يكف عن الحكي كلما قرأ لها..
الغالية شريفة..
وكل نص من نصوصك يمارس معي شتى أنواع الانفعالات فهو يمطرني ويغرقني حتى انني لا استطيع ان أتجاوز غرقي في نصك فاقتنع بان الموت على عتبات حرفك يشبه الموت بالقرب ممن نحب.. "وهذا أعادني إلى جارتي التي كلما أزورها اطرق بابها بيدي لأني أخاف أن أزعجها لو ضغطت على الجرس" هذه الصورة هنا كانت بداية لحكاية كانت تقع معي باستمرار مع فارق بسيط فقد كنت أقضم أظافر يدي دوما فكنت اخفي ملامحها واخفي بذلك كل ما كان يسكنني من قلق أحالني تشبيهك هذا لواقع ما أعيشه فأحيانا يجلدني فكري بوابل من أفكار أنساها عندما تقترب أصابعي من القلم غير انني كنت العن ذاكرتي دوما واسميها بذاكرة مثقوبة لا تكاد تحتفظ بما أحتاجه..وعندما أتممت نصك منحتها العذر لعلي فقدت جوهرتي بالمثل ..
عزيزتي لن ينسى قلمك بان أصابعك هي التي تمسك به أكيدة من انه لن يفعل ذلك مثلما لن افعل أنا ذلك..
تشبه القراءة لك دخول مكان لم اعهد الدخول إليه قبلا غير أنني وعندما ألج أولى عتباته يخيل إلي أنني كنت فيه يوما..
ممتنة لحرفك ولك كثيرا

شريفة العلوي
21-01-2010, 02:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأديبة المبدعة التي تجعل لساني يكف عن الحكي كلما قرأ لها..
الغالية شريفة..
وكل نص من نصوصك يمارس معي شتى أنواع الانفعالات فهو يمطرني ويغرقني حتى انني لا استطيع ان أتجاوز غرقي في نصك فاقتنع بان الموت على عتبات حرفك يشبه الموت بالقرب ممن نحب.. "وهذا أعادني إلى جارتي التي كلما أزورها اطرق بابها بيدي لأني أخاف أن أزعجها لو ضغطت على الجرس" هذه الصورة هنا كانت بداية لحكاية كانت تقع معي باستمرار مع فارق بسيط فقد كنت أقضم أظافر يدي دوما فكنت اخفي ملامحها واخفي بذلك كل ما كان يسكنني من قلق أحالني تشبيهك هذا لواقع ما أعيشه فأحيانا يجلدني فكري بوابل من أفكار أنساها عندما تقترب أصابعي من القلم غير انني كنت العن ذاكرتي دوما واسميها بذاكرة مثقوبة لا تكاد تحتفظ بما أحتاجه..وعندما أتممت نصك منحتها العذر لعلي فقدت جوهرتي بالمثل ..
عزيزتي لن ينسى قلمك بان أصابعك هي التي تمسك به أكيدة من انه لن يفعل ذلك مثلما لن افعل أنا ذلك..
تشبه القراءة لك دخول مكان لم اعهد الدخول إليه قبلا غير أنني وعندما ألج أولى عتباته يخيل إلي أنني كنت فيه يوما..
ممتنة لحرفك ولك كثيرا


المبدعة حد البذخ فدوى يومة
أو أتدرين أيتها النقية تواصلنا وتوارد خواطرنا هنا أشبه وكأننا نتناول من ذاكرتين تفاحة واحدة ونمتشقها كفكرة واحدة تنقسم بيننا لتعود ثانية لحالة التسامي حتى تجترها اللحظات .
رائعة في قراءتك للنص وفي كل قراءة تضيفين الي والى نصي الكثير الكثير من البهجة والسرور
دمت كما انت فرحة الصبح وبسمة اشراقة .