تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شَلَلٌ



د. عبد الفتاح أفكوح
01-12-2009, 08:49 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050413135244660951e87.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
شَلَلٌ
... فإذا به قد صار شمالاً بلا يمين، فصعبت عليه حاله الجديدة الطارئة، وشق عليه أن يرى نفسه طريح الفراش أمام عيني زوجه وأعين أولاده الصغار ...
إنها المرة الأولى التي يشعر فيها بزحف الضعف على جسده وحلوله فيه ذون سابق تنبيه أو إنذار، وهي المرة الأولى كذلك التي أيقن فيها بتراجع القوة عن جسمه وهجرانها له ...
كم سوَّد بيمينه من الأوراق مداعباً الكلمات، وكم صافح أيادي أقربائه وأصدقائه وكثير من الناس بذات اليمين، ثم كم وكم مسح بها رءوس أبنائه وبناته، وكم هدأ بها من روعهم وروع زوجه أوقات الشدائد وزمن الملمات ...
بالأمس فقط وقع كتابه الأول بيمينه في محفل بهيج، وفي يوم مضى غير بعيد من يومه هذا، أمسك بيدي والديه، فقبلهما قبل خروجه من البيت صباحاً متوجهاً إلى إحدى المكتبات التي اعتاد التردد عليها، وقبل ساعات من إصابته المفاجئة كان ممسكاً بيد ابنه البكر، وهو يسعى رفقته في نزهة جميلة ...
لم يطق رؤية نفسه جسداً ملازماً للفراش طويلاً، وآلمه كثيراً أن تحيطه زوجه بنظرات ممتلئة بمنتهى الشفقة عليه، وأدمى فؤاده أن يتحلق أولاده حوله بأعينهم الصغيرة الخائفة الحزينة، إلا أنه على الرغم من جثم هذا المشهد بجلموده الثقيل على قلبه، وخنقه بدخانه الكثيف لأنفاسه، لم يكن ليصبر على بقائه وحيداً في تلك الغرفة الضيقة في منأى عن أولاده وأمهم، وإن كانت أعماقه تحترق وروحه تذوب رأفة بهم جميعاً، وتضطرب أسى لما يجدونه من عناءٍ شديد في الذي ألم به بغتة ...
دافع الدمع السخين بكل ما فضل لديه من قوة، فلم يفلح في تحقيق ما قصد إليه، وعندما غلبته العبرات أغمض يسراه، فظلت عينه اليمنى شاهدة على مبلغ تأثره، ثم إنه جاهد بحزم ارتعاشة فمه، إلا أنها ما إن تمكنت منه واستبدت به، حتى بادر إلى إطباق شفتيه وشدهما دون جدوى ...
نظرت إليه بعينين دامعتين، فنادته بصوت حزين تريد التخفيف عنه ومواساته، فما زادته مناداتها له إلا ألماً على ألم، ثم إنه ما إن نظر إليها حتى أجهشت بالبكاء، وهي تردد قولها: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وفجأة سمعا طرقاً على الباب ...
http://dl3.glitter-graphics.net/pub/490/490853w4x8a95fp0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

آمال المصري
27-08-2013, 11:37 AM
شلل قد أصاب الأسرة كلها صورها لنا أديبنا الفاضل بريشة الألم
موقف صعب لايجيد رسمه إلا قدير بارع
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ناديه محمد الجابي
27-08-2013, 12:55 PM
بولوج فوري في الحدث تنقلنا إلى الحالة النفسية التي يعيشها ذلك المصاب
بالجلطة وهو مازال في حالة عدم تصديق لما يحدث له وإن كان في الأمس
القريب يتمتع بصحة ونشاط. يستصعب الشعور بالشفقة والألم والحزن البادي
على وجوه عائلته ـ ولكنه في نفس لا يتحمل بقائه وحيدا بعيدا عنهم
سرد جميل واقتناص لحالة إنسانية أجدت تصويرها بأسلوب يتغلغل إلى نفس
البطل ويعبر عن أدق تفاصيل تفكيره بتمكن وقوة في الصياغة.
تقديري لك ولحرفك ـ سلمت يداك.

كاملة بدارنه
28-08-2013, 08:12 PM
قوّة في الوصف والحبك تمسك بالقارئ حتّى النّهاية
من الصّعب على الإنسان وعلى عائلته تقبّل خسارة صحّته
بوركت
تقديري وتحيّتي

نداء غريب صبري
21-09-2013, 05:20 PM
من الصعب عليه ان يصدق أنه أصبح ضعيفا
ومن الصعب على عائلته ان تصدق ذلك أو ان ترضى به

قصة ممتعة بأسلوب جميل

شكرا لك اخي

بوركت

د. عبد الفتاح أفكوح
01-06-2014, 12:47 PM
بسم الله الرَّحمن الرحيم
سلام ذي الجلال والإكرام عليكم جميعاً
آمال المصري - نادية محمد الجابى - كاملة بدارنه - نداء غريب صبري
ورحمته سبحانه وتعالى وبركاته
وبعد ...
لكم قمر الشكر الجزيل، وشمس التقدير الجميل على كريم احتفالكم بكل حرف قصصي عربي أرسلته محلقاً في سَماء هذه الواحة الثقافية الغراء، وعسَى أن يتقبل باقي القراء والقارئات مَا خطته اليمين بقبول حسن، وينبتوه نباتاً حسناً ...
حيَّاكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

ربيحة الرفاعي
01-07-2014, 08:15 PM
مشهد قصّي بزاوية إنسانة العمق مؤثرة وسرد طيب وطرح موفق
الأداء جميل وشائق

دمت بخير

تحاياي

خلود محمد جمعة
05-07-2014, 01:04 AM
قصة وصفت بدقة الألم الرابض في القلوب
ووجع النقص الذي يحس به المعتل
ووجع من حوله
سرد سلس وطرح طيب لقضية حساسة
دمت بخير
تقديري