المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لكُمَا معاً..



محمود أبو سل
01-12-2009, 12:11 PM
لكما معاً..

ثدْيَايَ والسَّهَرُ المُنَمَّقُ بالوَسَنْ.




طِفْلانِ مَرَّا
في دِمَاءِ عَفِيفَةٍ،
قدْ عُبِّدَتْ
كلُّ التَّضاريسِ الّتي في جِسمِها
لَهُما معاً.

ثَدْيانِ يَقْطُرُ منهُما
طعْمُ القَدَاسةِ ، أُرْضِعَاهُ
ومُلِّكَا فوقَ التَّرائِبِ مَنْبَعاً.

رَحِمٌ تَشَكَّلَتِ الملامِحُ
في بِطانَةِ دِفْئِهِ.
جعلَ البديعُ وِعَاءَهُ
خَصْباً لِحَيٍّ مُنْبَتٍ،
وَلِمَيِّتٍ مُسْتَوْدَعاً.

أُمٌّ تُرَادِفُهَا السَّكِينةُ
أَينَمَا وَلَّيْتَ وَجْهَكَ
آنَسَ الْجَفْنُ المُشَرَّدُ مَضْجَعاً.


* * *
غَاَضْت بِحَاُر عَطَاِئها
لمَّا الخُطُوبُ خَلَتْ بِها،
واسْتَوْطَنَ الليلُ العَقيمُ رُبُوعَهَا،
فَأَحَالَهَا
بعدَ النَّضَارةِ بَلقَعاً.

**
قَلَقاً على الطفلينِ أبْكَمَتِ الأنِينَ
وَخَبَّأَتْ روحَيْهِما في جُرْحِهَا
حتَّى إذا
شَبَّا بأحْضَانِ الجِراحِ
تَمَرَّدَا مُتلاحمينِ
وهَيَّئَا
للشَّمسِ في أوْجِ الظهيرةِ مَطْلعاً.


عَزَّ المُرادُ
وحينَ شَبَّا خَيَّبَا أملَ العَطُوفِ
وأَنْطَقَا أنَّاتِها.
مَلَكَ الهوى عَقلَيْهِمَا
فَتَبَاعَدَا
وعنِ الجريحةِ أُبْعِدَا.
**
نَادَتْهُمَا
والصَّوتُ يخرجُ من دُجَى أَحْشَائِهَا.
جَاءَا
وما كانَ المَجِيءُ إجابَةً لِنِدَائِهَا،
بلْ كانَ ظنّاً منهُمَا
أنَّ المَنِيَّةَ أقبَلَتْ
وَدَعَتْهُما قبلَ انسِلَاخِ الرُّوحِ عنْ أرْجائِهَا.
فَتَسَابَقَا
والإرْثُ قَصْدُ كليهما.

ضَمَّتْهُمَا،
والطُّهْرُ يَملأُ عينَهَا
والخُبْثُ في عَينيهِما.

ضَمَّتْهُمَا،
وَهِيَ المُعَقَّةُ بينَمَا
تَرْنُو إلى حُضْنَيْهِمَا.

ضَمَّتْهُمَا،
والعَفْوُ يصْدُرُ
سَاذجاً مُسْتَسْلِما.

ضَمَّتْهُمَا،
والرُّوحُ تَغْلِي
كُلَّمَا ضَمَّتْهُما ، فَتَنَهَّدَتْ.
وَدَنَتْ بِثَغْرٍ عابِسٍ
لكليهما وَتَحَدَّثَتْ.
قالتْ تُؤَنِّبُ واللسانُ مُجَاهِدٌ :
"أزْهَقْتُما مِنِّي المَشِيمَةَ
مَرَّتينِ
وَمَا شَكَوْت ُتَوَجُّعاً.

عِشْرُونَ أُخْتاً ما شَدَدْنَ على يَدِي
عندَ المَخَاضِ،
وَكَشَّرَ الثَّغْرُ الَّذِي
يَبْسِمْنَ منهُ تَصَنُّعاً.

وَشَحَذْنَ أنْيَابَ المَطَامِعِ
لمْ أَخَلْنِي للشَّقِيقَةِ مَطْمَعاً.

وَجَعِي نَبُوءَةُ ما عليهِ أَرَاكُما
منْ ذِلَّةٍ ،
عنها تَخَفَّى الذُّلُّ يلبِسُ بُرْقُعاً.

جَسَدِي المُسالِمُ
مُنْهَكٌ ،
عارٍ يُجَابِهُهُ الهوانُ مُدَرَّعاً.

فَبِأَيِّ جُرْمٍ جِئْتُهُ تَتَبَاعدانِ،
ورُحْتُمَا
طَمَعاً ببعضِ مَنَابِعِي
تتنازعانِ،
وأُغْرِيَتْ نَفْسَاكُمَا بقليلِها
ونسيتُما أنَّ المنابعَ كُلَّهَا
لَكُمَا معاً.

لكما معاً..
ثدْيَايَ والسَّهَرُ المُنَمَّقُ بالوَسَنْ.


لكما معاً..
مَصْلُ الوِقَايةِ من مَلَمَّاتِ الوَهَنْ.


لكما معاً..
سِمَةُ القداسَةِ والتَّراتِيلُ الّتِي
مُزِجَتْ تفاصيلي بِها
وأَتَتْ يَدُ القُدُّوسِ
حَرَّكَتِ المَزِيجَ
فَخَلَّقَتْ مِنْهُ الوَطَنْ."

محمد صافي
01-12-2009, 07:07 PM
الشاعر القدير محمود أبو سل تحية تليق بك

بحق قصيدة جميلة وراقية تحمل الكثير في طياتها

من لغة ومفردات قوية تأخدنا الى عالم اخر

تقديري لك ولهذا القلم الجميل

دمت بخير

محسن شاهين المناور
01-12-2009, 08:21 PM
الشاعر الجميل محمود أبو سل
أهلا ومرحبا بك في ظلال الواحة أيها الحبيب
إبداع مميز بحق ولغة شاعرية جذابة وأفكار تستحق التوقف والتمعن
للتثبيت تقديرا وترحيبا

حازم محمد البحيصي
01-12-2009, 10:14 PM
الأديب الأريب الحبيب القريب محمود أبو سل
الآن عاد النبض لي ورفرفت روحي حرة طليقة مغردة في سماء البوح
لله أنت لله أنت لله أنت


من غير كأس في الهوى أثملتني = وبغير شعر موجع أرقتني
هلاَّ أجبت الصب بعد دموعه = أي النبوءات التي أوردتني ؟!

لله أنت أيها الحبيب الأديب الشاعر
نص وأي نص بل حكاية أمة تُروى في سطور
حنين يخالط الألم ووجع يسكن خاصرة المُدية
كتبت فأبدعت وشَعَرتَ فأشْعَرت
وأرسلت فأوصلت
نص يُكتب بماء الذهب على جدارية العمر
نعم الدار هي الواحة ونعم الصحب أنت وكل ما فيها ومن فيها
يا صديقي

أنس الحجّار
02-12-2009, 12:52 AM
الشاعر محمود أبو سل

أسكرتني بهذه القصيدة العذبة النبيلة

أشكر صدقك و بهاءك و نبلك

حروف تتربع في قلبي

شكراً لك على هذه الرائعة

ماجد اسماعيل صافي
02-12-2009, 04:04 AM
الشاعر الراقي محمود أبو سل
قصيدة حملت الإبداع والألق معا تقديري
لك ولكماليات الجمال هنا في قصيدة
تحمله لك ود كثيف يطالك.
دمت بألف خيرر.
ودام قلمك يحمل حرفا مشرقا.

محمود أبو سل
02-12-2009, 11:40 AM
الأخ الحبيب محمد صافي
أقدر لكَ مرورَكَ الراقي وأقَدِّرُك
شكرا لكَ ورفعَ اللهُ شأنك

محمود أبو سل
02-12-2009, 11:54 AM
الشاعر القدير / محسن شاهين المناور
أبهجتني بمرورك العطر
وأتعبْتني بتقديرك وترحيبك
فكان ذلك من دواعي سروري ومن دوافع رجفتي.
أخي الحبيب
أحببت هذه الواحة الطيبة التي تقدم الكثير الكثير،وأرجو الله أن يُسَخِّرَنِي لها ابناً مخلصا وإيجابيَّاً
شكرا لك أيها الفاضل

محمود أبو سل
02-12-2009, 12:15 PM
الأخ العزيز والصديق الأقرب وأَثَر الأصالة الشاعر/ حازم محمد البحيصي

سأظلُّ أفخرُ أنَّني لكَ صاحبُ.
وتظلُّ نفسي
فيكَ تختصرُ السُّمُوَّ
وتبتَغيكَ
وتَفتَديكَ
وبالمزيدِ منَ الوصالِ تُطَالِبُ.

مرورك أبهجني وردك زادني بهجة
شكرا لكَ
وأبقاكَ اللهُ حبيباً قريباً

مصطفى السنجاري
02-12-2009, 09:58 PM
لله درّكما ..أنت والقصيدة
شعر يناطح سماء الإبداع
ويرفل بزهوه لكل وجدان
هنا يغتسل الألق
دمت أيها الشاعر المجيد
وكل عام وأنت بخير
تحياتي ومودتي

محمود أبو سل
03-12-2009, 01:26 PM
الشاعر أنس الحجّار
مرورك عذب
أسعدني ومنحني فرصة للاضطلاع على مواضيعك
تحيتي لك

أميرة عمارة
03-12-2009, 05:14 PM
الشاعر المبدع\ محمود أبو سل
لهما معا... لكنهما ما أدركا.. للأسف..
كل شيء لهما، فمتى يستفيفان من هذه الغفلة!!
نص رائع
يفسح آفاق للتخيل.. ولتصور حال الأم والأمة..
تحيتي لك أيها الشاعر
أميرة عمارة

عبد الكريم العسولي
03-12-2009, 06:01 PM
تحياتي لك أيها الشاعر الجميل محمود

شعر يرفرف بجناحية شاديا بالعذب والبديع

ومحلقا في سماء الشعر المتألق البهي

ومشاعر جياشة تهز القلوب

مع كل الحب والتقدير.

محمود أبو سل
04-12-2009, 02:38 PM
العزيز ماجد صافي
لك مني من الود ما يزيد عمّا أبديت لي
مرورك أسعدني
وفقك الله ورفع شأنك

محمود أبو سل
04-12-2009, 02:43 PM
الشاعرة المبدعة أميرة عمارة
أشكر لك إيجابية مرورك
فقد وصلتِ إلى أعمقِ أعماقِ القصيدة

وأضم صوتي لصوتك لأسأل: متى سيستفيقان؟
مروركِ جميلٌ وعينكِ ثاقبة
تحيتي لكِ

د. سمير العمري
02-02-2010, 05:11 PM
صدقت أيها الشاعر فإن في الوجع نبوءة الخلاص والانعتاق.

لله درك في نص مبهر وأسلوب مزهر وتصوير مثمر وبيان معبر جميل!

هنا قرأت شعرا حتى أطرب فلا فض فوك!


أهلا ومرحبا بك مبدعا محلقا في أفياء واحة الخير.


تحياتي

محمود أبو سل
24-02-2010, 07:31 PM
العزيز عبد الكريم المعسولي

مرورك عذب وإطراؤك مخجل

حفظك الله أخي العزيز

محمود أبو سل
22-03-2010, 05:10 PM
الشاعر د . سمير العمري

مرورك مبهج ويرفع مستوى الطاقة الإيجابية في النفس

تحيتي

محمود فرحان حمادي
22-03-2010, 05:28 PM
الشاعر المبدع محمود أبو سل
قصيد رصين وحرف مقتدر تمازجت فيه روعة الصور
مع سعة الخيال ورصانة السبك وحسن الأداء
بورك نبضك الشاعري الألق
تحياتي