بندر الصاعدي
11-02-2004, 08:08 PM
سرمدَ الليلُ واستكانَ الضياءُ=واستوى الجمرُ واستغاضَ الماءُ
أجدبَ العمرُ والخريفُ كئيبٌ=والربيعُ اشتهى وصِيفَ الشتاءُ
في ثنايا الصباحِ ثرمٌ تجلَّى=أينَ فيهِ ثنيّةٌ بسماءُ ؟
يسألُ الليلَ:نُبْ فإنَّ مدَانا=في عيونِ المستعبرين سواءُ
فإذا الشمسُ للمغيبِ تلبّي=قبلَ أنْ يأتيَ المغيبَ نداءُ
أيَّها السائرُ استضئْ باحتسابٍ=تمَّ خمّنْ إنَّ الخطى عمياءُ
دسْ وهشّمْ واحذرْ سكونَ الأفاعي=وإذا زغتَ عذرُكَ الظلماءُ
كمْ كفيفٍ يشقُّ للدربِ نوراً=وبصيرٍ قضى عليهِ الضياءُ
ومقيمٍ يكبُّ تيهاً بدارٍ=وغريبٍ بهِ استدلَّ العراءُ
أيّها اللاهثُ العقِ الصبرَ مرّاً=جفَّتِ البئرُ والقلوبُ ظماءُ
كيفَ تَروى وكلُّ ثغرٍ عليهِ=كلّما نُشَّ نَشَّ منهُ الرَّوَاءُ
حسبُهُ إنْ أبقى لك الماءَ غيضاً=عَكِرَاً إنَّ ذا إليك عطاءُ
قهرٌ مزّعَ الصناديدَ حتّى=حَسُنَ الغثُّ واستمرَّ النقاءُ
أيُّها الأذنُ أينَها من أنادي؟=فيكِ صمٌّ أمْ أحرفي بكماءُ!
ذهبَ الصوتُ ليتَ منهُ رجيعٌ=يحتويني كما احتواهُ احتواءُ
ليتَ شعري أعزّةٌ النفسِ بخسٌ=ليت, ماذا توسّدَ الجبناءُ
ليتَ شعري متى الضمائرُ تصحو=ومتى يدركُ الأسى العظماءُ
مفرقُ العزِّ يمشقُ الهمُّ فيهِ=مثلما يمشقُ الفضاءَ السناءُ
وصياحُ التسويفِ هيهاتَ نفعٌ=بصياحٍ فيهِ الرؤى أصداءُ
منذ قرنٍ والقدسُ شاخت تنادي=ثمَّ دوّتْ نداءَها كربلاءُ
أترى لا نحسُّ أمْ نحن صرعى؟=هيتَ نحيا إنْ دُنِّستْ صنعاءُ
أيُّ تاجٍ تربّعَ الرأسَ عزّاً=دونَ لبِّ مليكُهُ ببَّغاءُ
أيُّ مالٍ يسيِّرُ المرءَ غيَّاً=فهْوَ غثٌّ وحاصِدُوهُ رغاءُ
أيُّ عينٍ تهوى تعرَّي الصبايا=هيَ عنْ عفّةِ الفتى عمياءُ
كيفَ ندعو بأنّنا عقلاءٌ=وسُرى الناسِ عيشةٌ بهماءُ
يا هجيرَ الضُحى وظلَّ الفيافي=لمْ تحرِّقْ أقدامَنا الرمضاءُ
نحنُ قومٌ نُعذِّبُ النفس حتّى=رضيَ الحالُ أنّنا ضعفاءُ
كلُّ هذا محبَّةٌ في الدنايا=زفراتٍ لوْ يدهسُ الأعداءُ
آهِ لا نامتِ العيونُ لماذا=آهِ ما في هذي الحياةِ بقاءُ
نفتدي العزَّ كي نعيش وإنّا=للمنايا حتماً يحلُّ الفناءُ
يا إلهي والعينُ تهصرُ حزناً=لجئَ القلبُ والرجا والدعاءُ
فبكَ المرءُ عزَّةٌ وسموٌّ=وسلامٌ وعفّةٌ وعُلاءُ
تعلمُ الحالَ, أنتَ خيرُ عليمٍ=فمتى يحكمُ الدنا الأتقياءُ؟
أجدبَ العمرُ والخريفُ كئيبٌ=والربيعُ اشتهى وصِيفَ الشتاءُ
في ثنايا الصباحِ ثرمٌ تجلَّى=أينَ فيهِ ثنيّةٌ بسماءُ ؟
يسألُ الليلَ:نُبْ فإنَّ مدَانا=في عيونِ المستعبرين سواءُ
فإذا الشمسُ للمغيبِ تلبّي=قبلَ أنْ يأتيَ المغيبَ نداءُ
أيَّها السائرُ استضئْ باحتسابٍ=تمَّ خمّنْ إنَّ الخطى عمياءُ
دسْ وهشّمْ واحذرْ سكونَ الأفاعي=وإذا زغتَ عذرُكَ الظلماءُ
كمْ كفيفٍ يشقُّ للدربِ نوراً=وبصيرٍ قضى عليهِ الضياءُ
ومقيمٍ يكبُّ تيهاً بدارٍ=وغريبٍ بهِ استدلَّ العراءُ
أيّها اللاهثُ العقِ الصبرَ مرّاً=جفَّتِ البئرُ والقلوبُ ظماءُ
كيفَ تَروى وكلُّ ثغرٍ عليهِ=كلّما نُشَّ نَشَّ منهُ الرَّوَاءُ
حسبُهُ إنْ أبقى لك الماءَ غيضاً=عَكِرَاً إنَّ ذا إليك عطاءُ
قهرٌ مزّعَ الصناديدَ حتّى=حَسُنَ الغثُّ واستمرَّ النقاءُ
أيُّها الأذنُ أينَها من أنادي؟=فيكِ صمٌّ أمْ أحرفي بكماءُ!
ذهبَ الصوتُ ليتَ منهُ رجيعٌ=يحتويني كما احتواهُ احتواءُ
ليتَ شعري أعزّةٌ النفسِ بخسٌ=ليت, ماذا توسّدَ الجبناءُ
ليتَ شعري متى الضمائرُ تصحو=ومتى يدركُ الأسى العظماءُ
مفرقُ العزِّ يمشقُ الهمُّ فيهِ=مثلما يمشقُ الفضاءَ السناءُ
وصياحُ التسويفِ هيهاتَ نفعٌ=بصياحٍ فيهِ الرؤى أصداءُ
منذ قرنٍ والقدسُ شاخت تنادي=ثمَّ دوّتْ نداءَها كربلاءُ
أترى لا نحسُّ أمْ نحن صرعى؟=هيتَ نحيا إنْ دُنِّستْ صنعاءُ
أيُّ تاجٍ تربّعَ الرأسَ عزّاً=دونَ لبِّ مليكُهُ ببَّغاءُ
أيُّ مالٍ يسيِّرُ المرءَ غيَّاً=فهْوَ غثٌّ وحاصِدُوهُ رغاءُ
أيُّ عينٍ تهوى تعرَّي الصبايا=هيَ عنْ عفّةِ الفتى عمياءُ
كيفَ ندعو بأنّنا عقلاءٌ=وسُرى الناسِ عيشةٌ بهماءُ
يا هجيرَ الضُحى وظلَّ الفيافي=لمْ تحرِّقْ أقدامَنا الرمضاءُ
نحنُ قومٌ نُعذِّبُ النفس حتّى=رضيَ الحالُ أنّنا ضعفاءُ
كلُّ هذا محبَّةٌ في الدنايا=زفراتٍ لوْ يدهسُ الأعداءُ
آهِ لا نامتِ العيونُ لماذا=آهِ ما في هذي الحياةِ بقاءُ
نفتدي العزَّ كي نعيش وإنّا=للمنايا حتماً يحلُّ الفناءُ
يا إلهي والعينُ تهصرُ حزناً=لجئَ القلبُ والرجا والدعاءُ
فبكَ المرءُ عزَّةٌ وسموٌّ=وسلامٌ وعفّةٌ وعُلاءُ
تعلمُ الحالَ, أنتَ خيرُ عليمٍ=فمتى يحكمُ الدنا الأتقياءُ؟