تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقتل حمامة



عبد الكريم العسولي
12-12-2009, 01:43 PM
مقتل حمامة



فى ظلمةِ النَّقع االمُسعَّرِ رفرفت = حول الهموم وتمتمت بصلاةِ
عبرت إلى الأحزان تحمل فرحةً = وتجود بالتحنان والبسـماتِ
وتحملت وجع الفراق لجنَّـةٍ = وتصبرت بالحب والبركـاتِ
هى لم تزل أخت الصباح نضارةً = فى رِقةِ الريحان والنسـماتِ
تلك الحمامةُ للشروق حنينُها = وهديلها نبعٌ وعشقُ حيـاةِ
حامت على أطلالنا وتأملت = وتكللت بالدمع والآهـاتِ
فى قلبها سكن الأسى لوليدةٍ = أضحت مبعثرةً على الطرقاتِ
وتقطعت ألماً لعُشَّةِ أسرة = أمست هشيماً دامىَ الحصواتِ
وتنقلت تسعى تكفكف دمعةً = وتلوك مُرَّ القهر والحسـراتِ
وقفت تصدُّ الموت وِِقفة فارسٍ = وتذود عن بؤسٍ وعشِّ قَطاةِ
فإذا بوحش الأرض يهدر بالردى = ويدقُّها تحت الثرى دقَّـاتِ
ويحيلها تابوتَ يرحل دامياً = يبكيه شعبٌ متعبُ النظراتِ
آهٍ على تلك الحمامةِ أشعلت = نارَ العذاب وفجَّرت طاقاتِ
أمست قتيلةَ مهجةٍ خفاقةٍ = وغدت غديراً راويَ الهمـاتِ
وقضت بلا أُمٍ تُقبل وجنـةً = وبلا أبٍٍ يرنو وداعََََ ممـاتِ
تلك الحمامةُ صرخةٌ مطحونةٌ = دِيست بأرجل سادة التوراةِ
وأريجها غضبٌ يطوف مكبراً = حول العروش وزمرة الكاساتِ
قرعٌ يدقُ الباب كل لُحيظةٍ = ويهزُ نومَ أسِرَّةِ اللـذاتِ
ويُدين هيئةَ عالَمٍ مأسـورةً = ويذيق أهل الصمت عارَ سُكاتِ
إنا نودع بالقلوب حمامـــةً = صنعت رجال الفجر والجناتِ
قلبٌ كبيرٌ كالفضاء رحابةً = ويضيء بالأقمار والنجمـاتِ
كبِّرْ حمامَ الكون واجهر بالأسى = ودِّعْ نسيم الحبِّ والرحماتِ
واهدلْ أغاريد الوفاء محبـةً = واذكرْ بفخرٍ حُلوة الحلواتِ
لكِ يا حمامةُ من ربوعى قُبلةٌ = يا غنوةَ الخيمات والحاراتِ
جودي بأغنية الفلاح لخائبٍ = واسقى الجبان شهامةً وعظاتِ
كم راحلٍ ظنَّ السلامة ذلـةً = فشرى المهانة وارتضى النكساتِ
لكنه ولَّى كريح قُمامـةٍ = وغدا مَعرَّة سالف الأمـواتِ
موتٌ بعزٍّ فى الدُّنا أنشودةٌ = تشدو بها قيثارة الموجـاتِ
موتٌ بذلِّ فى البرية سوءةٌ = ورذيلةٌ تُحكى مدى السنواتِ
فتيمَّموا بدم الشهادة واثبتوا = فى هول خطبٍ وارفعوا الهاماتِ
إنَّ البقاء لأمةٍ ولاَّدةٍ = أسدَ الكرامة فى لظى الساحاتِ
رفحُ العلا والدم دوِّى عزةً = وتفاخرى دوماً بعزم فتـاةِ
لا تقنطى أختاهُ أبداً وانهضى = وتجلَّدى بالصبر والصـلواتِ
فجرُ الخلاص يطل من نقع الوغى = وجنى البيادر من دُجى الغيماتِ



الحمامة هي /راشيل كوري تلك الفتاة الأمريكية التي طحنتها الجرافات الإسرائيلية
مع بيوت الفلسطينيين في رفح والتي وقفت تتحدى الموت ولم تهرب.
شعر/عبد الكريم العسولى

حازم محمد البحيصي
12-12-2009, 09:29 PM
الحبيب عبد الكريم العسولى
صدقت وأجدت وشعرت فأشعرت وأؤسلت فأوصلت رسالة مكتظة بالألم

فإذا بوحش الأرض يهدر بالردى
وياهٍ لكم وحش فوق لثرى
فليتهم واحدا
تحيتي لك

عبد الكريم العسولي
13-12-2009, 04:41 PM
أخي حازم البحيصي

شكرا على كلماتك الجميلة

وشكرا على مرورك النبيل.

محسن شاهين المناور
13-12-2009, 07:41 PM
أخي الحبيب عبد الكريم العسولي
وصلت رسالتك التي تحمل في ثناياها معان سامية
وأجدت الوصف والتوصيف
بوركت أيها الجميل
محبتي
للتثبيت تقديرا

عبد الكريم العسولي
14-12-2009, 08:09 PM
كل الشكر والتقدير للأخ الفاضل محسن شاهين

كم يسعدني مرورك وتفرحني كلماتك

دمت للشعر والشعراء ودام قلمك الوفي

لك مني كل الحب وشكرا على التثبيت

نوارالسلمي
15-12-2009, 06:46 PM
الشاعر عبدالكريم العسولي..
قصيدة معبرة ...
حينما تسمو النفوس تموت دون الحق..حتى لو لم يكن قضيتها..
شكرا لهذا النبض..

محمود فرحان حمادي
16-12-2009, 05:31 AM
مقتل حمامة



فى ظلمةِ النَّقع االمُسعَّرِ رفرفت = حول الهموم وتمتمت بصلاةِ
عبرت إلى الأحزان تحمل فرحةً = وتجود بالتحنان والبسـماتِ
وتحملت وجع الفراق لجنَّـةٍ = وتصبرت بالحب والبركـاتِ
هى لم تزل أخت الصباح نضارةً = فى رِقةِ الريحان والنسـماتِ
تلك الحمامةُ للشروق حنينُها = وهديلها نبعٌ وعشقُ حيـاةِ
حامت على أطلالنا وتأملت = وتكللت بالدمع والآهـاتِ
فى قلبها سكن الأسى لوليدةٍ = أضحت مبعثرةً على الطرقاتِ
وتقطعت ألماً لعُشَّةِ أسرة = أمست هشيماً دامىَ الحصواتِ
وتنقلت تسعى تكفكف دمعةً = وتلوك مُرَّ القهر والحسـراتِ
وقفت تصدُّ الموت وِِقفة فارسٍ = وتذود عن بؤسٍ وعشِّ قَطاةِ
فإذا بوحش الأرض يهدر بالردى = ويدقُّها تحت الثرى دقَّـاتِ
ويحيلها تابوتَ يرحل دامياً = يبكيه شعبٌ متعبُ النظراتِ
آهٍ على تلك الحمامةِ أشعلت = نارَ العذاب وفجَّرت طاقاتِ
أمست قتيلةَ مهجةٍ خفاقةٍ = وغدت غديراً راويَ الهمـاتِ
وقضت بلا أُمٍ تُقبل وجنـةً = وبلا أبٍٍ يرنو وداعََََ ممـاتِ
تلك الحمامةُ صرخةٌ مطحونةٌ = دِيست بأرجل سادة التوراةِ
وأريجها غضبٌ يطوف مكبراً = حول العروش وزمرة الكاساتِ
قرعٌ يدقُ الباب كل لُحيظةٍ = ويهزُ نومَ أسِرَّةِ اللـذاتِ
ويُدين هيئةَ عالَمٍ مأسـورةً = ويذيق أهل الصمت عارَ سُكاتِ
إنا نودع بالقلوب حمامـــةً = صنعت رجال الفجر والجناتِ
قلبٌ كبيرٌ كالفضاء رحابةً = ويضيء بالأقمار والنجمـاتِ
كبِّرْ حمامَ الكون واجهر بالأسى = ودِّعْ نسيم الحبِّ والرحماتِ
واهدلْ أغاريد الوفاء محبـةً = واذكرْ بفخرٍ حُلوة الحلواتِ
لكِ يا حمامةُ من ربوعى قُبلةٌ = يا غنوةَ الخيمات والحاراتِ
جودي بأغنية الفلاح لخائبٍ = واسقى الجبان شهامةً وعظاتِ
كم راحلٍ ظنَّ السلامة ذلـةً = فشرى المهانة وارتضى النكساتِ
لكنه ولَّى كريح قُمامـةٍ = وغدا مَعرَّة سالف الأمـواتِ
موتٌ بعزٍّ فى الدُّنا أنشودةٌ = تشدو بها قيثارة الموجـاتِ
موتٌ بذلِّ فى البرية سوءةٌ = ورذيلةٌ تُحكى مدى السنواتِ
فتيمَّموا بدم الشهادة واثبتوا = فى هول خطبٍ وارفعوا الهاماتِ
إنَّ البقاء لأمةٍ ولاَّدةٍ = أسدَ الكرامة فى لظى الساحاتِ
رفحُ العلا والدم دوِّى عزةً = وتفاخرى دوماً بعزم فتـاةِ
لا تقنطى أختاهُ أبداً وانهضى = وتجلَّدى بالصبر والصـلواتِ
فجرُ الخلاص يطل من نقع الوغى = وجنى البيادر من دُجى الغيماتِ



الحمامة هي /راشيل كوري تلك الفتاة الأمريكية التي طحنتها الجرافات الإسرائيلية
مع بيوت الفلسطينيين في رفح والتي وقفت تتحدى الموت ولم تهرب.
شعر/عبد الكريم العسولى

الشاعر المبدع عبد الكريم العسولي
لوحة رائعة رصينة خطها يراع متمكن من حرفه
بورك البهاء
تحياتي

محمد العلوان
17-12-2009, 04:05 PM
اخي الشاعر الكريم
قصيدة رائعة رائعة
دمت على هكذا ابداع
وشكرا لكم
تحياتي

سلمى يحيى محمد
17-12-2009, 05:21 PM
قصيدة رائعة جدا

الطنطاوي الحسيني
19-12-2009, 09:28 AM
فتيمَّمـوا بـدم الشهـادة واثبتـوا
فى هول خطبٍ وارفعوا الهامـاتِ
إنَّ الـبـقـاء لأمــــةٍ ولاَّدةٍ
أسدَ الكرامة فى لظى الساحـاتِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ايها المبارك المجاهد بكلماتك وصدق ابياتك
عرفتها قبل ان تعرفها وإن كان بين اخواتنا في فلسطين ما يفوقها ويعادلها
من حيث الإقدام والشجاعة والوضوح للرؤيا
والدلالة من راشيل أنها كما نقول (والحق ما شهدت به الآعداء) وإن لم تكن عدوة ولكن من الطرف المقابل
اخي العسولي رائع وربي
شعر رصين و روح تثور خلف الكلمات
رزقنا الله وإياكم شهادة على أعتاب الآقصى وحرره بنا والمؤمنين اللهم آمين
دم بإبداعك ثائرا طاهرا نقيا
وعاش اللهيب ويسقط المطر على قول احمد مطر

عبد الكريم العسولي
19-12-2009, 11:46 AM
كل الشكر والمحبة للأخ الفاضل نوار السالمي

أسعدني مرورك الجميل ومع تحياتي

عبد الكريم العسولي
19-12-2009, 11:51 AM
الأخ الفاضل - محمود فرحان

سعدت لمرورك وبارك الله فيك

دمت بخير وأسعد الله أيامك

عبد الكريم العسولي
19-12-2009, 11:56 AM
شكرا لك أيها الأخ العزيز محمد العلوان

على مرورك النبيل وكلماتك العذبة الجميلة

بوركت وبارك الله في يراعك النابض بالمحبة

عبد الكريم العسولي
19-12-2009, 11:59 AM
الأخت سلمى



لك كل الشكر والتقدير

جملة موجزة تحمل الكثير

مع تحياتي

عبد الكريم العسولي
19-12-2009, 12:11 PM
أخي الحبيب الطنطاوي الحسيني

كم يسعدني مرورك الرائع الفواح

بعطور المحبة والتقدير

كلماتك تقودني إلى مزيد من الثقة

وانتمائك العربي والإسلامي يرسخ جذور المحبة

بارك الله فيك أيها الفاضل النبيل .

د. سمير العمري
14-07-2010, 07:20 PM
ذكرتني أيها الحبيب بذلك اللقاء الهانئ بصحبتك وجمع من الأحبة يوم سمعتها منك مباشرة تلقيها بحسك وصوتك الرخيم!

هي قصيدة محلقة تحمل حسا إنسانيا أصيلا!

دمت راقيا نبيلا!



تحياتي

ربيحة الرفاعي
04-03-2011, 05:22 PM
[QUOTE=عبد الكريم العسولي;483162]

كم راحلٍ ظنَّ السلامة ذلـةً = فشرى المهانة وارتضى النكساتِ
لكنه ولَّى كريح قُمامـةٍ = وغدا مَعرَّة سالف الأمـواتِ
موتٌ بعزٍّ فى الدُّنا أنشودةٌ = تشدو بها قيثارة الموجـاتِ
موتٌ بذلِّ فى البرية سوءةٌ = ورذيلةٌ تُحكى مدى السنواتِ
فتيمَّموا بدم الشهادة واثبتوا = فى هول خطبٍ وارفعوا الهاماتِ
إنَّ البقاء لأمةٍ ولاَّدةٍ = أسدَ الكرامة فى لظى الساحاتِ

وحمائم غزة التي سقطت بنيران المجون
وزهورها ، ونسورها ، وصقورها
وأسود ، وشباب كالورود

سحقا لهيئة الأمم ولمجلس الأمن ولتنظيمات كاذبة سكتت وتسكت عن كل ما يستوجب الصراخ
ترى ...
أكان ليكون هذا الهدوء والبرود في ردة الفعل لو كانت راشيل هذه قتلت بما هو أقل بشاعة خارج حدود الكيان الغاصب ؟

من يهن يسهل الهوان عليه

أبدعت شاعرنا

لافض فوك