المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأماكن



مازن دويكات
14-12-2009, 07:16 PM
الأماكن
................


الأماكنُ، ما شاءت الأرضُ
بينَ المجسّدِ والذاكرة
رحلةُ القلبِ والروح ِ
بينَ البداية ِوالمنتهى
فوقَ مصطبةِ الآخرة
وردةٌ نبتتْ في تُرابينْ
ترابُ الخيالِ الذي لا يُرى
وترابُ العيونْ

والأماكنُ, أجنحةٌ
لخريف ِ الطفولة
ترفرفُ فوقَ انبعاثِ الصدى
وتحتَ اشتعال الذي
سيكون ندى
في ربيع ِ الكهولة
روائحُ غامضةٌ
ونفسرها في حضور الغيابْ

وواضحةٌ لا تُكَبِّرُ
إلا الذي في مرايا الإيابْ
ولستً أرى
في مزاريبَ هذي السيولة
سوى خشب ٍ,كانَ جسمَ حصاني
أنا في أنايَ ولستُ أراني
تُرى منْ أكونْ !

والأماكنُ فاكهةُ ,
لا تباعُ ولا تشترى
لونها,أبيضٌ.. أسودٌ
مثلما نشتهي ونحبْ
ولا تستديرُ وتنضجُ في زمن ِالخصبْ
هي الآن نائمةُ
فوقَ غصن ِالدمار ِ الجميلْ
ستخرجُ بذرتها
وتعودُ إلى الأرض ِبعدَ قليلْ
وترجعُ ثانيةً للغصونْ

والأماكنُ أمٌُ مدبرةٌ
تُرقّعُ بعدَ العَشاء
قميصَ الفصولْ
هنا كانَ سربُ حقولْ
ورفُّ منازل من خشب ِالغيم ِ
والعشبُ يقرعُ أجراسهُ
لقطيع ِ الرعاة
وكانَ الذي كان:أشجارَ أسمنتَ
أغصانها من حجارة
شوارعُ تلتفُّ مثلَ الأفاعي
وفي كلِّ منعطف ٍ,قفْ
تقولُ الإشارة
وسرْ مثلما سيّدُ السير يرضى
وترضى الحضارة
وماذا تبقى لنرجس آذارْ
لسرب ِالطيور الفقيرة
لأمي الفراشة كيْ تصلَ الياسمينة
كلّ صباحْ
وتفردُ فوقَ شذاها الجناحْ
وماذا تبقّى لزنبقةِ الريفِ
حتى تمارسَ لعبتها
فوقَ كفِّ الخريفْ
سجونٌ.. سجونٌ.. سجونْ

والأماكنُ, لمْ تطأ الأرض بعدْ
عوالمُ لي, ولأنتِ
لنا في الفراغ بياضُ بكورتها
ولنا أنْ نقيمَ البناءْ
لنا حجرٌ قدّستهُ
ملائكةٌ طيبونْ
لنا الماءُ والطينْ
وهندسةُ الضوءِ والياسمينْ
وهذا هو الابتداءْ
أراها بكامل ِقرميدها
أخضرٌ في تراب ِ دمي
أزرقٌ في أعالي السماءْ
تعالي نؤثثها بغبار ِ الحنينْ
ونرفعُ قوسَ الأغاني
على بابِها
ومنْ سيصلي سوانا هنا
باركي عشبَ سجدتنا
فوقَ محرابِها
باركي واهتفي :
و الذي لمْ يكنْ
هاهو الآنَ كائنْ
وأنَّ الأماكنَ في شرفةِ الروح ِ
امرأةُ من جنونْ

معتزابوشقير
16-12-2009, 01:23 AM
الأخ الحبيب مازن دويكات
شكرا لألق انت صاحبه
ابدعت في هذه القصيدة واجدت
شاعرجزل
دمت جميلا

مازن دويكات
17-12-2009, 12:15 PM
الأخ الحبيب مازن دويكات
شكرا لألق انت صاحبه
ابدعت في هذه القصيدة واجدت
شاعرجزل
دمت جميلا

أخي وصديقي الشاعر المبدع

معتز أبو شقرة

دائماً يسعدني مرورك البهي وحضورك الثري.
دمت بكل روعة إبداعك أيها النبيل.

محمود فرحان حمادي
02-12-2010, 02:55 PM
نص جميل مفعم بألق المفردة الندية
والخيال الرحيب الواسع
يسايره ألق الإبداع المميز
جميل ومعبر هذا البوح
بورك النبض
تحياتي

محسن شاهين المناور
05-12-2010, 05:09 PM
أخي الحبيب مازن
لوحة شعرية تتألق جمالا بشاعرها
وصورها البديعة
دمت بخير

د. سمير العمري
28-03-2011, 01:04 PM
حرفك فاره أخي مازن ونصك فاخر بصور مترفة ومركبة وهدوء طرح يوافق الجرس ، ولكن لعلني إن إذنت لي أعبر عن رأيي الشخصي بأن مثل هذه النصوص الغارقة في الأسلوب الحداثي القائم على رسم الصور المتنافرة والمعاني المتناقضة والغموض يشكل حالة عابرة لا تستقر ولا تستمر ولا أبالغ لو قلت لا تسمن ولا تغني من جوع.

هو والله قول ما أردت به إلا أن أمحضك النصح والود ولا أفكر أبدا في إزعاجك فإن كان قولي هذا يزعجك فلك العتبى ، ولا يضيرك أن تفكر فيه لبعض وقت فقد يكون فيه الخير لشاعر يمتلك ما تمتلك من لغة وصور وأسلوب لا يجارى.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي