تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : للروحِ دهشتـــــُها الكامنة !



مصطفى محمود مصطفى
22-12-2009, 12:45 PM
لماذا تكبَّدتُ حَـمْلَ المشقَّـةِ
حين أخذتُ من النارِ
بعثي،
وظلّي،
وأمنيةً،
واندهاشًا بشكلِ انتحارِ الشُهُبْ ؟!
-تنبهتُ لمّا أتاني النداءُ
ولم أنتبهْ للهواءِ الممزَّقِ حولي-
لماذا تعريتُ فوق الجبالِ
لتنهشَ قلبي الطيورُ
وحُمِّلتُ صخرةَ ذاتي،
وأحرقتُ روحي بذاتِ اللهبْ ؟!
مللتُ انتظاريَ في ساحةِ الليلِ،
والليلُ ما عاد يوحي
لنصفِ الملائكةِ الساهرينَ
فيقتربون من المغفرة !
لماذا أنا ؟!
لماذا يؤرِّقُني خطوُ تلك الرياحِ
التي تحتفي بالخريفِ،
خيالي الغريبُ،
التوجُّسُ،
خوفي من النورِ والظلمةِ الكاسِرةْ؟!
لماذا من البحرِ
آنستُ ضعفًا وزيفًا
يثورُ ويسكُنُ
حسْبَ اتكاءِ الرياحِ
ولا يحملُ الغرباءَ
-الذين يظنونَهُ ملهمًا –
سوى للغرق ْ ؟!
فقلتُ:سأجعلُ تلك السماءِ
امتدادًا لقلبي النَزِق ْ !
لماذا رأيتُ العصافيرَ
ترحلُ نحو البعيدِ / القريبِ
إلى ما تيَّسـرَ من حُلمِهِنَّ
بما يلتحفنَ من الأجنحةْ ؟!
فقلتُ:سأجعلُ زهري الجديدَ
امتدادًا لعطرٍ قديمٍ
وشكًا يطمئِنُ روحي،
وشوكًا يداعبُ كفي ولن يجرحهْ !
تفاصيلُ ذاتي تحدِّدُني للبعيدِ ؛
فهل يحتويني البعيدُ ؟!
أنا وانفلاتُ الكمانِ ،
ونـقرُ (البيانو)،
(وطاغور ُ)لمَّا تجلَّى له الحزنُ في السنبلةْ !
أنا وخروجُ أبي
للغيابِ المظلَّلِ بالغيمِ والخوفِ والبسملةْ !
أنا واحتراقي بصوتِ الفتاةِ
"أحبُّكَ..
دعْ خوفَـكَ المستبدَّ وكُنِّـي !"
أنا الآن حرٌ..
تركتُ طريقَ البراحِ
-ليعبرَ منه الكثيرونَ -
سرتُ إلى ما أراهُ يناسبني ربما !..
توحدَّتُ في كلِّ شيءٍ
مكاشفةً واحتواءًا
وأنصتُّ للوقتِ والشدوِ والأمكنةْ !
أسيرُ وحيدًا
إلى ما يناسِبُ روحي
على الماءِ حينًا
على الرملِ حينًا
فللروحِ دهشتــُــها الكامنة ْ!

محمود فرحان حمادي
22-12-2009, 01:32 PM
أخي الشاعر مصطفى
لقد أجدت أداء هذه الرائعة الفنية
فبورك حرفك المتألق
تحياتي

يحيى سليمان
22-12-2009, 02:33 PM
ما أجملها
رائعة

هاني الشوافي
22-12-2009, 03:03 PM
جميل هذه البوح

كأنني أمام " درويش "

بورك القلم

مصطفى محمود مصطفى
23-12-2009, 06:26 PM
السلام عليكم أيها الأفاضل

محمود فرحان الحمادي

يحيي سليمان

هاني الشوافي

شكرًا لكم جميعا
سعدت بمروركم الرائع

تحياتي الدائمة

أميرة عمارة
24-12-2009, 05:15 PM
أسيرُ وحيدًا
إلى ما يناسِبُ روحي
على الماءِ حينًا
على الرملِ حينًا
فللروحِ دهشتــُــها الكامنة ْ!



الله الله
تسير بنا إلى دهشة بلا نهاية.. وإلى استمتاع بلا حدود
أخي الشاعر المبدع\ مصطفى محمود
أبدعت بحق !!
لا فض فوك
تحيتي لك
أميرة عمارة

مصطفى محمود مصطفى
25-12-2009, 04:41 PM
الأخت الفاضلة أميرة عمارة
لكِ مني كل التحيات العطرة
والأمنيات الطيبة
كوني بخير دائما

د. سمير العمري
28-03-2010, 03:40 PM
نص شاعري جميل يعتمد التصوير الحداثي في رسم المعاني برمزية.

لعلني يجدر بي أن أشير إلى أن حديثك عن الملائكة هنا ووصفك هذا لا يجوز شرعا.

احتواءا ... احتواء

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

مصطفى محمود مصطفى
28-03-2010, 06:51 PM
السلام عليكم

الفاضل دكتور سمير العمري
جانبك الصواب في تأويل النص ، فالجزء محل الحديث :
"مللتُ انتظاريَ في ساحةِ الليلِ،
والليلُ ما عاد يوحي
لنصفِ الملائكةِ الساهرينَ
فيقتربون من المغفرة !"

وجود مفردة الملائكة لا يعني بالضرورة أنني أتحدث عنها تحديدًا ،فقد تم انتزاع المفردة من مكانها والتعامل معها بشكل مستقل ، وهو ما لا يجوز ، المفردة دائمًا مبررة ومأولة في السياق الشعري لا خارجه ..

في النهاية أشكرك على رأيك ، ومرورك أضاف للقصيدة الكثير

تحياتي العطرة