المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليتها باتت على آلائها



صالح العوض
25-12-2009, 05:45 PM
ما يلاقيه جنودنا البواسل في أرض الجنوب الغالية يثير فينا كل شجن ...
ونحن نجاهد معهم بالحرف والكلمة التي نأمل أن تكون لهم نصيراً ومعيناً ومحفزاً ...
وهذه قصيدة قلتها في تلك الأحداث ، ثم ألقيتها في مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث الذي عقد في مدينة الرياض الشهر الفائت ...


ليتها باتت على آلائها
صالح بن إبراهيم العوض


جَرِّدِ العزمَ على سَفْحِ التلالْ=وتجاهل شوقَ رباتِ الحجالْ
فمغاني الحبِّ قد طِيفَ بها=وجوازيها يجافيها الدلالْ
واسألِ الأرضَ التي تعتادُها=وانتظر منها جواباً للسؤالْ
وانبُشِ الأحجارَ ما أنطقَها=كيف هاجت بين هاتيك الجِبالْ
أيُّ ريحٍ عاصفٍ جازتْ بنا=فأحالت ، غَضَباً ، حِلْمَ الرجالْ
من أتى المحذورَ في ركنِ الحمى=من أثارَ الأسْدَ في سوءِ الفِعالْ
من تولَّى كِبْرَهُ مستهتراً=من سعى في أرضِنا تيهاً وجالْ
هل رأى أعينَنَا وَسْنَى بها=أو رآنا تحت أفياءِ الظلالْ
أو رأى فينا قناةً غضَّةً=رامها من ساقَهُ كبشَ ضَلالْ
ليت شعري ما الذي أزهَقَهُ=فَضَغا بين ترانيمِ النِّبَالْ
ركب الصعبَ جهولاً مُقْدِماً=يحسبُ الدربَ وطيئاً كالرمالْ
فأتى الحتفَ ولم يعلمْ بهِ=إنَّ ما يرتادُهُ صعبُ المنالْ
ما لوكرِ (الدُّودِ) غالَتْ جندُهُ=ترتجي ما كان في ضَرْبِ المُحالْ
تتوارى حين ينْشَقُّ السَّنا=وإذا جَنَّ الدجى فُكَّ العِقالْ
خانت الكفَّ التي مُدَّتْ لها=نشأت هوجاءَ أغوى من ثُعالْ
لهْفَ نفسي من غَذَاها إرثَها=أتراها (الفرسَ) يا بئسَ المآلْ
دفنوا فيهم وماجُوا ونجَوْا=نَفْثَةُ السرداب وهمٌ واحتيالْ
ضاقت الأرض عليهم فبَغَوْا=وجَنَى البغيَ فقيرٌ وعِيَالْ
وقلوبٌ ملؤها الحبُّ غدَتْ=لقمةً للظلمِ من أهل الرِّحالْ
من بني الأعمامِ جُذَّتْ رَحِمٌ=طالما عاشتْ على دربِ الوِصالْ
ليتها باتت على آلائها=بين طيب العيشِ والماءِ الزُّلالْ
حينما كنا نهاديها المُنى=ونواليها على أسمى خِلالْ
فَمَعَ الإشراق تمتارُ ضُحىً=ورواحُ الأوبِ مملوءُ السِّلالْ
ولدى (الخُوبَةِ) أفراحٌ مَضَتْ=سَعِدَ الناسُ بها في كلِّ حالْ
إن إيماناً على حُبِّ الثرى=قد هدانا نحو غاياتِ الكمالْ
فسَمَونا كلما لجَّ بنا=لِنُذِيقَ الخصمَ من غَولِ الحَلالْ
فيَدٌ في حلقِهِ تخنُقهُ=ولساقِيه اختلاسٌ ودِغَالْ
ينثني عنهُ وفينا أمْرُهُ=إذْ غدا منسِمُه بين الحبالْ
راحَ نهبْاً للعوالي بعدما=شُرِّدتْ أفراسُهُ بين البِغَالْ
من يكنْ للأسود العنسيِّ يو=ماً وريثاً فقصاراهُ النَّكالْ
نسْحَنُ الصخرَ إذا لاذوا به=ونداويهِ إذا مال وعالْ
لكن (الحكمةُ جاءت يمناً)=شَرَفاً ممن تسامَى بالخصالْ
يا غويَّ الذهنِ ما أنت هُنا=هل رفعتَ الطرفَ مردوعَ الجِوالْ
لترى (نجرانَ) أو (جازانَ) أو=ما حَوتْ (نجدٌ) إلى (حدِّ الشَّمالْ)
أو ترى (صنعاءَ) أو (إبَّاً) إلى=(عدنِ) العزَّةِ في كل مجالْ
كلها قلبٌ وفيٌّ يلتقي=من لدن (ميدي) إلى أقصى (أُوَالْ)
جندُ عبدِ اللهِ لا تخشى الوغَى=لا تبالي حين يدعوها القتالْ

رحِمَ الله ُعقولاً أينعَتْ=فأنابت بيقينٍ واعتدالْ






صالح بن إبراهيم العوض
الأربعاء 29/12/1430هـ

محسن شاهين المناور
25-12-2009, 10:53 PM
أخي الحبيب صالح العوض
بداية أرحب بك أجمل ترحيب في ربوع الواحة الجميلة
واهلا بك أديبا مبدعا بين إخوة الحرف
نشاركك الهم أخي الحبيب فيما تعني ونتمنى من الله العزيز القدير
أن تزول الغمة ويلتم الشمل على الخير دائما
بوركت وبورك نبضك الجميل لهذه الرائعة التي تستحق التوقف والتمعن بمعناها
محبتي

حازم محمد البحيصي
26-12-2009, 02:00 AM
الحبيب صالح العوض
أرحب بك أجمل ترحيب في واحة الخير والعطاء وأنت أهل لهما
نص جميل وحرف بهي
دمت والإبداع
تحيتي لك

محمود فرحان حمادي
26-12-2009, 09:01 AM
أخي المبدع صالح
شموخ واقتدار وألق
هذا الحرف سهم قايل لكل أفاك زنيم
بوركت

صالح العوض
26-12-2009, 12:31 PM
لك الشكر أخي الفاضل ...
سعدت جداً بمرورك وتعليقك .

صالح العوض
27-12-2009, 08:53 AM
كنت كتبت رداً وقصدت به الزميل محسن مناور ولكني لم أكتب اسمه سهواً مني فله الاعتذار ولكم جميعاً !

صالح العوض
02-01-2010, 11:37 AM
الزميل خالد محمد البحيصي ..
لك مني الشكر والتقدير على موقفك الطيب وعباراتك الرقيقة في حقي .

صالح العوض
05-01-2010, 10:41 PM
أخي محمد فرحان حمادي ...
أسعدتني جداً بمرورك وتعليقك الثري العذب كعذوبة ذوقك الجميل .

لك مني كل الود والتقدير .

صالح العوض
31-01-2010, 07:22 PM
اعتذاري للأخ محمود فرحان حمادي ...
إذ كتبت اسمه في الرد محمد سهواً !


أرجو قبول اعتذاري وشكراً .

د. سمير العمري
25-02-2010, 08:44 PM
شعر معبر يحمل قضية. نراك هنا أحسنت التعبير عما تراه حقا وعدلا فلا فض فوك!

دمت بخير وكل بلاد العرب!

أهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

صالح العوض
28-02-2010, 09:49 AM
دكتور سمير العمري :
أسعدتني بزيارتك الكريمة لقصيدتني وزدتها بهاء بحرفك المكلل بالنبل والذائقة الجميلة .
لك شكري أستاذنا الفاضل .

صالح العوض .