سعد مردف الجزائري
27-12-2009, 09:29 PM
يا بُلبُلَ الـدَّوحِ، شَاقَتنَـا الأغاريـدُ=متَى يُشَنفُ هَـذَا الغُصـنَ تَغرِيـدُ؟
مالِي أراكَ تجـوبُ الأفـقَ مبتعـدًا=وَمِلءُ جَفنَيكَ يَا ابنَ الروضِ تسهِيـدُ
ألستَ مَـن عَلَّـمَ الأطيـارَ شاديَـةً=أغَانِيَ الفَجرِ مَا لاَحَـت ْمواعِيـدُ؟
وَفِي جَناحَيكَ هامَ الطَّرفُ مَا خَفَقَـا=وبينَ ثوبَيْكَ حُلـمُ الدهـرِ موجُـودُ
يَا شَاعِرَ الأمَّةِ العَربَاءِ هل نضَبَـت= ْتلكَ القَوافِـي و خَانَتـكَ الأنَاشيـدُ
أم ْعضّكَ اليَأسُ ممـا هَـاجَ هاتِنَنَـا=مِن نَائباتٍ لهَا فِـي الصَّـدرِ تنهِيـدُ
أم هَل ذَوت ْنَغَمَـاتٌ منـكَ ناعِمَـةٌ=أم ْصوَّحَت ْفي الرُّبى تلكَ العناقِيـدُ
إنِّـي أُعِيـذُكَ يَـا حَـادِي قوافلِنَـا=مِن عِيِّ مَن سَكَتُوا مِن هَولِ ما كِيدُوا
وأنتَ أُغرودَةُ الدنيَـا إذَا وَجَمَـت = ْورفَّـةُ الطَّيـرِ إمَّـا مَـالَ أملُـودُ
وبَسمةٌ فـي شِفَـاهِ الأرضِ حالمِـةٌ=وفَرحَـةٌ سَاقَهَـا لـلأرضِ مولُـودُ
أمَا لحَرفِكَ بعـدَ اليَـومِ حَمحَمَـةٌ،=وللمعانِي اللَّواتِـي صُغـتَ تردِيـدُ
وهَل لعذبِكَ مِـن كَـأسٍ نُلـمُّ بِهَـا،=أَو نشوَةٍ فِـي حَنَايَانَـا لهـا عُـودُ؟
تطرِيبُكَ الأمـسَ أحيَانَـا وَأنعشَنَـا=وصَمتُكَ اليَومَ منهُ القلـبُ مجهُـودُ
فأنهَض بِلفظِكَ فوقَ الجُرحِ ممتَشِقًـا=سيفَ اليراعِ ففِـي هبَّاتِـهِ الجُـودُ
وَقُل بِشعرِكَ مَـا يَشفِـي جَوانحَنَـا=ففِي الحشَا كمَـدٌ كالبَحـرِ ممـدُودُ
وامسَح ْعلى الشَّرقِ آلامًـا تُسَهِّـدُهُ=يا شاعِـراً قلبُـه للشـرقِ مشـدودُ
أمَا استثارَتْـكَ عَيـنٌ منـهُ باكِيَـةٌ=أو دمعَةٌ جرَّهَا لـلأرضِ عربيـدُ؟
أو صَرخةٌ تتَلظَّـى فِـي مَرَاجِلـهِ=كأنهَا عاصِـفٌ ضاقَـت بِـه البِيـدُ
أمَـا استَحثـكَ أقصَانَـا ومقدِسُنَـا=باتَـت تُعَفِـرُه الصـمُّ الجلاَميـدُ؟
وفِـي مآذنِـهِ حُــزنٌ ومَلهَـبَـةٌ=مذْ شـابَ آفاقَهـا البيضـاءَ تلمـودُ
وعَن فَلسطِينَ أذكَى طُولَ غُربتِنَـا،=مِـنَ اليهـودِ غرابِيـبٌ منَـا كِيـدُ
فِـي كُـلِّ شبـرٍ لنَـا هَـمٌّ نكَتِّمُـهُ=وفيـهِ تجمعُنَـا نَــارٌ وأُخــدُودُ
حظّ البُغاةِ علينَا الشربُ مِـن دَمنَـا،=وحظّنَـا مِنهُـمُ شجـبٌ وتنـدِيـدُ
لا أرضُنا حُرّةٌ يُرجَى الأمَـانُ بهَـا=ولاَ حِمانَا مِـنَ العَاديـنَ مرصُـودُ
أمسَت ْمُنَى أُمَّتِي في كفِّ مَن غَدَرُوا=وفارسُ الفتحِ فِي الأهلِيـنَ مفقُـودُ
يا شاعِري غَالَتِ الأهـوَالُ شارِقَنَـا=فأيـنَ أنـتَ وهَاتِيـكَ الأغَـاريـدُ
قَد فَرقَت شَملَنَا الأهواءُ وانتَصرَت= ْفنحـنُ مِـن بَعدهَـا قَـومٌ أبَاديـدُ
والغَربُ مِن فَوقِنَا ضَـاءَت مَنارَتُـهُ=وَنحـنُ مِـن تَحتِـهِ أيَّامُنَـا سُـودُ
لاَ مَن يُنَشِّرُ رايَـاتٍ لنَـا نُكِسَـت =ْولا فتًى فِي يدَيـهِ النصـرُ معقـودُ
فأينَ حَسَّانُ يحدُو الركبَ منطَلِقًـا=وفـي لسانِـهِ للإسـلامِ توطِـيـدُ؟
ومِـن قَوَافِيـهِ للأعـدَاءِ دَمـدمَـةٌ=كالنَبلِ فِي غَلَسٍ سِيمَت بهَـا السِّيـدُ
وأينَ كَعب ٌ عَلاَ كعبُ الجِهادِ بِـهِ=وفِـي مطَالِعِـهِ للكـفـرِ تفنـيـدُ؟
قَرائحٌ أيقظَت ْ فَجرَ الزمَـانِ وفِـي=راحَاتِهَـا أبــدًا للـحـقِّ تأيـيـدُ
كم أنشَدَت فاسترَقت ْ أنجُمًا زُهُـرًا=وأذعَنَـت دُونَهـا تِلـكَ المقالِـيـدُ
فلم ْيَزَل ْشِعرُهَـا للمدلِجيـنَ هُـدًى=وفِـي مصَابيحِـه للنهـجِ تسـدِيـدُ
ومِن مَعَانِيـهِ شـادَ الأولـونَ لهُـم=صرحًا علَـى بابِـهِ شـمٌ صنادِيـدُ
يا ابنَ العروبَةِ والإسلامِ أنتَ عَلَـى=ثغـرِ العُروبَـةِ والإسـلاَمِ معـدُودُ
وفِي بيانِكَ سَيـفٌ مشـرَعٌ وعَلَـى=حَرفَـي لسَانِـكَ للبَاغِيـنَ تهـديـدُ
فغَنِّ مَا نَاحَتِ الغِربَانُ فِـي وطنِـي=فأغنياتـك فــي أيامـنـا عـيـدُ
واحمِل ْ لأمتِنَـا فِـي ليلِهَـا شعَـلاً=ففِي سَنَـاكَ لهـذَا الـدربِ تعبِيـدُ
وفي قصَائِـدِكَ الغَـرَّاءِ، جَامِحَـةً=للـرُّوحِ تزكِيـة ٌوالصـفِّ توحِيـدُ
يا بُلبلَ الدوحِ يَـا نَامُـوسَ نهضَتِنَـا=أَنشِد ْفإنّكَ فـي الأقطَـارِ منشُـودُ
مالِي أراكَ تجـوبُ الأفـقَ مبتعـدًا=وَمِلءُ جَفنَيكَ يَا ابنَ الروضِ تسهِيـدُ
ألستَ مَـن عَلَّـمَ الأطيـارَ شاديَـةً=أغَانِيَ الفَجرِ مَا لاَحَـت ْمواعِيـدُ؟
وَفِي جَناحَيكَ هامَ الطَّرفُ مَا خَفَقَـا=وبينَ ثوبَيْكَ حُلـمُ الدهـرِ موجُـودُ
يَا شَاعِرَ الأمَّةِ العَربَاءِ هل نضَبَـت= ْتلكَ القَوافِـي و خَانَتـكَ الأنَاشيـدُ
أم ْعضّكَ اليَأسُ ممـا هَـاجَ هاتِنَنَـا=مِن نَائباتٍ لهَا فِـي الصَّـدرِ تنهِيـدُ
أم هَل ذَوت ْنَغَمَـاتٌ منـكَ ناعِمَـةٌ=أم ْصوَّحَت ْفي الرُّبى تلكَ العناقِيـدُ
إنِّـي أُعِيـذُكَ يَـا حَـادِي قوافلِنَـا=مِن عِيِّ مَن سَكَتُوا مِن هَولِ ما كِيدُوا
وأنتَ أُغرودَةُ الدنيَـا إذَا وَجَمَـت = ْورفَّـةُ الطَّيـرِ إمَّـا مَـالَ أملُـودُ
وبَسمةٌ فـي شِفَـاهِ الأرضِ حالمِـةٌ=وفَرحَـةٌ سَاقَهَـا لـلأرضِ مولُـودُ
أمَا لحَرفِكَ بعـدَ اليَـومِ حَمحَمَـةٌ،=وللمعانِي اللَّواتِـي صُغـتَ تردِيـدُ
وهَل لعذبِكَ مِـن كَـأسٍ نُلـمُّ بِهَـا،=أَو نشوَةٍ فِـي حَنَايَانَـا لهـا عُـودُ؟
تطرِيبُكَ الأمـسَ أحيَانَـا وَأنعشَنَـا=وصَمتُكَ اليَومَ منهُ القلـبُ مجهُـودُ
فأنهَض بِلفظِكَ فوقَ الجُرحِ ممتَشِقًـا=سيفَ اليراعِ ففِـي هبَّاتِـهِ الجُـودُ
وَقُل بِشعرِكَ مَـا يَشفِـي جَوانحَنَـا=ففِي الحشَا كمَـدٌ كالبَحـرِ ممـدُودُ
وامسَح ْعلى الشَّرقِ آلامًـا تُسَهِّـدُهُ=يا شاعِـراً قلبُـه للشـرقِ مشـدودُ
أمَا استثارَتْـكَ عَيـنٌ منـهُ باكِيَـةٌ=أو دمعَةٌ جرَّهَا لـلأرضِ عربيـدُ؟
أو صَرخةٌ تتَلظَّـى فِـي مَرَاجِلـهِ=كأنهَا عاصِـفٌ ضاقَـت بِـه البِيـدُ
أمَـا استَحثـكَ أقصَانَـا ومقدِسُنَـا=باتَـت تُعَفِـرُه الصـمُّ الجلاَميـدُ؟
وفِـي مآذنِـهِ حُــزنٌ ومَلهَـبَـةٌ=مذْ شـابَ آفاقَهـا البيضـاءَ تلمـودُ
وعَن فَلسطِينَ أذكَى طُولَ غُربتِنَـا،=مِـنَ اليهـودِ غرابِيـبٌ منَـا كِيـدُ
فِـي كُـلِّ شبـرٍ لنَـا هَـمٌّ نكَتِّمُـهُ=وفيـهِ تجمعُنَـا نَــارٌ وأُخــدُودُ
حظّ البُغاةِ علينَا الشربُ مِـن دَمنَـا،=وحظّنَـا مِنهُـمُ شجـبٌ وتنـدِيـدُ
لا أرضُنا حُرّةٌ يُرجَى الأمَـانُ بهَـا=ولاَ حِمانَا مِـنَ العَاديـنَ مرصُـودُ
أمسَت ْمُنَى أُمَّتِي في كفِّ مَن غَدَرُوا=وفارسُ الفتحِ فِي الأهلِيـنَ مفقُـودُ
يا شاعِري غَالَتِ الأهـوَالُ شارِقَنَـا=فأيـنَ أنـتَ وهَاتِيـكَ الأغَـاريـدُ
قَد فَرقَت شَملَنَا الأهواءُ وانتَصرَت= ْفنحـنُ مِـن بَعدهَـا قَـومٌ أبَاديـدُ
والغَربُ مِن فَوقِنَا ضَـاءَت مَنارَتُـهُ=وَنحـنُ مِـن تَحتِـهِ أيَّامُنَـا سُـودُ
لاَ مَن يُنَشِّرُ رايَـاتٍ لنَـا نُكِسَـت =ْولا فتًى فِي يدَيـهِ النصـرُ معقـودُ
فأينَ حَسَّانُ يحدُو الركبَ منطَلِقًـا=وفـي لسانِـهِ للإسـلامِ توطِـيـدُ؟
ومِـن قَوَافِيـهِ للأعـدَاءِ دَمـدمَـةٌ=كالنَبلِ فِي غَلَسٍ سِيمَت بهَـا السِّيـدُ
وأينَ كَعب ٌ عَلاَ كعبُ الجِهادِ بِـهِ=وفِـي مطَالِعِـهِ للكـفـرِ تفنـيـدُ؟
قَرائحٌ أيقظَت ْ فَجرَ الزمَـانِ وفِـي=راحَاتِهَـا أبــدًا للـحـقِّ تأيـيـدُ
كم أنشَدَت فاسترَقت ْ أنجُمًا زُهُـرًا=وأذعَنَـت دُونَهـا تِلـكَ المقالِـيـدُ
فلم ْيَزَل ْشِعرُهَـا للمدلِجيـنَ هُـدًى=وفِـي مصَابيحِـه للنهـجِ تسـدِيـدُ
ومِن مَعَانِيـهِ شـادَ الأولـونَ لهُـم=صرحًا علَـى بابِـهِ شـمٌ صنادِيـدُ
يا ابنَ العروبَةِ والإسلامِ أنتَ عَلَـى=ثغـرِ العُروبَـةِ والإسـلاَمِ معـدُودُ
وفِي بيانِكَ سَيـفٌ مشـرَعٌ وعَلَـى=حَرفَـي لسَانِـكَ للبَاغِيـنَ تهـديـدُ
فغَنِّ مَا نَاحَتِ الغِربَانُ فِـي وطنِـي=فأغنياتـك فــي أيامـنـا عـيـدُ
واحمِل ْ لأمتِنَـا فِـي ليلِهَـا شعَـلاً=ففِي سَنَـاكَ لهـذَا الـدربِ تعبِيـدُ
وفي قصَائِـدِكَ الغَـرَّاءِ، جَامِحَـةً=للـرُّوحِ تزكِيـة ٌوالصـفِّ توحِيـدُ
يا بُلبلَ الدوحِ يَـا نَامُـوسَ نهضَتِنَـا=أَنشِد ْفإنّكَ فـي الأقطَـارِ منشُـودُ