إدريس الشعشوعي
02-01-2010, 06:07 PM
غابَ القريضُ و ناحَتِ الجـوزاءُ=تبكي الحروفَ مدادُهـا الإقصـاءُ
أرْنو إلى الأفقِ الرّحيـبِ مُكابِـراً=و ممالكـي مرهونـةٌ تعـسـاءُ
الكونُ مـن ربِّ الخلائـقِ بدعـةٌ=ألوانُهـا يعيـا بهـا الإحصـاءُ
و مناظري مـن عيّهـا فكأنّهـا=سودُ الظلاّلِ و بعضُهـا بيضـاءُ
أخفي الحقيقةَ أنْ أكلّـلَ بالعِـدى=أو أن يُقالَ فتى غشـى الإعمـاءُ
و أخوضُ في الألوانِ أفصِحُ طامِعاً=عـلَّ الحيـاةَ يعودُهـا الإحيـاءُ
الموتُ وقفٌ للقلـوبِ و نبضِهـا=و اليـأسُ مـوتٌ للحيـاةِ و داءُ
و القهرُ لحنٌ ليسَ نملـكُ عزفَـهُ=عزفـتْ بـهِ أحزانُنـا الـكـأداءُ
أهي العيونُ تغيّمتْ أم ذي الدّنـى=هجمَ الظلامُ و شمسُها الكسفـاءُ
إنّي كفرتُ بذي المسالـكِ جُملـةً=و كفرتُ بالدّعوى لهـا أضـواءُ
و كفرتُ بالإنسانِ يَنشُـدُ جاهَـهُ=و شعـارُهُ الإصـلاحُ و الإنشـاءُ
و كفرتُ بالتفريقِ و الوهْنِ الـذي=أضحى يُشيعُ تعصّـبٌ و عَمَـاءُ
في كلّ صُبحٍ نُخبـةٌ تزهـو بـه=و غـداً بهـا تتراكـمُ الأعبـاءُ
أحزابُ من فرْطِ التشتّـتِ شُتّتـوا=و توالدوا و تكاثـروا و تنـاءوا
و تباغضوا و تناحروا و تجمّلـوا=للنّاظريـنَ و همُّهـمْ إحـصـاءُ
و النّاسُ مَن لمْ يَعْتطِنْ في حزبِه=قد أوغـرَتْ أضلاعَهـمْ شحنـاءُ
هذي الرياضةُ في تفرّقها ارتَمـوا=و تخندقـوا فكأنّـهـم أعــداءُ
و الدّينُ أصبـحَ للسّفيـهِ مطيّـةً=شـانَ التديّـنَ عُصبـةٌ جهْـلاءُ
حسِبَتهُ شكْلاً بالطّقـوسِ مُجمّـلاً=و فؤادُهم مـن إحنِهـم عَصّـاءُ
يرمونَ أهلَ الحقِّ بالـوزرِ الّـذي=أبلـى أواصـرَ أمّـةٍ ، شُـنّـاءُ
حتى الجهـادُ تفرّقـتْ أشياعُـهُ=زُمَـراً تُبـدّدُ شملََهـا الأهــواءُ
ما عادَ في الدّنيا قداسـةُ وِجهـةٍ=الكُـلُّ لـوّثَ طُهـرَهُ الإغــراءُ
الكلُّ في ركْبِ الحضـارةِ راكـضٌ=عصرُ الغـلابِ و سرعـةٍ عـدّاءُ
و بسرعةٍ تبغي النّفوسُ وصولَها=أحلامُهـا مصباحُهـا و عــلاءُ
بالأمسِ كانَ لنا التـدرُّجُ منهجـاً=و منَ الزّمـانِ معلّـمٌ و ضيـاءُ
تُفضي المدارجُ بالتحقّـقِ للمُنـى=و يسودُ فـي أزمانِهـا العُظُمَـاءُ
و اليومَ رِ الألقابَ أختَ بضاعـةٍ=تُشرى و يَسْرِقُ زَيْفَها الأسْـواءُ
سادَ الطّلائـعَ بالتّحايـلِ دُونُهـا=بالدّونِ تألـفُ دونَهـا الأشيـاءُ
و طفَتْ على الدّنيا عصابةُ شرّها=و تنـكّـرَتْ لمـبـادئٍ أبـنـاءُ
من نالَ جاهاً كي يُقيـمَ صلاحَنـا=لعبِتْ بـهِ الأطمـاعُ و الأضـواءُ
و العلمُ باتَ عن الحيـاةِ مُباعِـداً=و الجيلُ تصنعُ شخصَهُ الأصـداءُ
مـن كـلّ شـرٍّ يستمـدُّ مثالََـه=من كـلّ سَقْـطٍ يدفـعُ الإفضـاءُ
و تزيّنَ الحلُـمُ السّريـعُ لفتيـةٍ=فبدا لهـم خلْـفَ البحـارِ ثـراءُ
فتوجّهوا و البحرُ يحفـرُ قبرَهـمْ=و إذا نجـوا فمصيرُهـم إنـواءُ
و القاعدونَ بوطْْنِهـم و ديارِهـم=نخرَ المخدّرُ بعضَهم ، قد سـاؤوا
و لمن تعلّمَ و احتفـى بشهـادةٍ=فلربّمـا لعـنَ الزّمـانَ دُعَــاءُ
من هولِ ما قد حَفَّها مِـن بعدِهـا=فكأنّهـا مــن هونِـهـا إزراءُ
كمْ من فتى قـد أهمَلـوا و بُنّيـةٍ=من بعدِ ما شهِـدتْ لهُـم أكفـاءُ
طلبَ الرّفّاهَ على الدّمارِ عصابـةٌ=تَشرِي البوارَ و شعبُِهـا يستـاءُ
و تظافرَتْ زُمَرُ الضّبـاعِ تريدُهـا=عزّاً علـى أنقاضِنـا إذ جـاؤوا
ليسَ اللّصوصُ الخاطفينَ رغيفهم=من جُوعِهم قد طاشـتِ الأفيـاءُ
لكنّمـا المُتلبّـسـونَ نُفَـوذهـم=و بظُلْمِهـم يتضاعـفُ الإغنـاءُ
ركِبوا الوسائلَ حِلّهـا و حرامَهـا=و تمنّعُـوا تزهـو بهـم أرجـاءُ
و تجمّعتْ من حولهـمْ أغرارُهـا=فتأصّلتْ مـن جوْرِهـمْ ظلْمَـاءُ
و غدَتْ سبيـلاً للعـلاءِ يخالُـهُ=مـن أذهبـتْ أخـلاقَـهُ الأرزاءُ
عجباً يُذيبُ العقلَ والأحشـا معـاً=من غفلـةٍ قـد أدْمـنَ الأحيـاءُ
من فتنةٍ تبغـي علـى أوطانِنـا=و تعولُها مـن جهلنـا الأخطـاءُ
يا سائلي أيـنَ النّشيـدُ بنصرنـا=نرمي العدوَّ و شأنُنـا الإعـلاءُ ؟
إنّي حَنَيْتُ الرأسَ مـن أحوالِنـا=هل يُنصَـرُ الأرْذالُ و العُمَـلاءُ ؟
النّصرُ يبداُ فـي الدّيـارِ طريقَـهُ=إنْ أخلـصَ القُطّـانُ و الأبنـاءُ
و ولى الوظيفةَ في الزّمانِ جديرَها=يبغِي الصّلاحَ و ليسـتِ الأهـواءُ
و تظافرَ القُطّانُ فـي إصلاحِهـم=و لهـمْ مُــرادٌ واحــدٌ و ولاءُ
و تراجعَ الخطّاءُ عـن أخطائـهِ=و تقوّمـتْ ميزانُهـا الأشـيـاءُ
فهنـاكَ أبشِـرْ بالحيـاةِ عزيـزةً=و هنـاكَ هلّـلْ أن يُـرادَ عـلاءُ
لا ظلمَ يعلو في الزّمـانِ مُكابِـراً=و النّاس من وُدٍّ سقى الإغضـاءُ
و جيوشُنا من عزّهـا موسومَـةٌ=أُسُدُ الشّـرى هابَتْهُـمُ الأعـداءُ
و بُنودُنا مـن نورِهـا مدروسَـةٌ=يزهو بها في المَحْفَـلِ النُّجبـاءُ
و نشيدُناَ من صدقِهِ تشـدو بـهِ=أمجادُنـا و تــردّدُ الـجـوزاءُ
- 13/06/2009 -
أرْنو إلى الأفقِ الرّحيـبِ مُكابِـراً=و ممالكـي مرهونـةٌ تعـسـاءُ
الكونُ مـن ربِّ الخلائـقِ بدعـةٌ=ألوانُهـا يعيـا بهـا الإحصـاءُ
و مناظري مـن عيّهـا فكأنّهـا=سودُ الظلاّلِ و بعضُهـا بيضـاءُ
أخفي الحقيقةَ أنْ أكلّـلَ بالعِـدى=أو أن يُقالَ فتى غشـى الإعمـاءُ
و أخوضُ في الألوانِ أفصِحُ طامِعاً=عـلَّ الحيـاةَ يعودُهـا الإحيـاءُ
الموتُ وقفٌ للقلـوبِ و نبضِهـا=و اليـأسُ مـوتٌ للحيـاةِ و داءُ
و القهرُ لحنٌ ليسَ نملـكُ عزفَـهُ=عزفـتْ بـهِ أحزانُنـا الـكـأداءُ
أهي العيونُ تغيّمتْ أم ذي الدّنـى=هجمَ الظلامُ و شمسُها الكسفـاءُ
إنّي كفرتُ بذي المسالـكِ جُملـةً=و كفرتُ بالدّعوى لهـا أضـواءُ
و كفرتُ بالإنسانِ يَنشُـدُ جاهَـهُ=و شعـارُهُ الإصـلاحُ و الإنشـاءُ
و كفرتُ بالتفريقِ و الوهْنِ الـذي=أضحى يُشيعُ تعصّـبٌ و عَمَـاءُ
في كلّ صُبحٍ نُخبـةٌ تزهـو بـه=و غـداً بهـا تتراكـمُ الأعبـاءُ
أحزابُ من فرْطِ التشتّـتِ شُتّتـوا=و توالدوا و تكاثـروا و تنـاءوا
و تباغضوا و تناحروا و تجمّلـوا=للنّاظريـنَ و همُّهـمْ إحـصـاءُ
و النّاسُ مَن لمْ يَعْتطِنْ في حزبِه=قد أوغـرَتْ أضلاعَهـمْ شحنـاءُ
هذي الرياضةُ في تفرّقها ارتَمـوا=و تخندقـوا فكأنّـهـم أعــداءُ
و الدّينُ أصبـحَ للسّفيـهِ مطيّـةً=شـانَ التديّـنَ عُصبـةٌ جهْـلاءُ
حسِبَتهُ شكْلاً بالطّقـوسِ مُجمّـلاً=و فؤادُهم مـن إحنِهـم عَصّـاءُ
يرمونَ أهلَ الحقِّ بالـوزرِ الّـذي=أبلـى أواصـرَ أمّـةٍ ، شُـنّـاءُ
حتى الجهـادُ تفرّقـتْ أشياعُـهُ=زُمَـراً تُبـدّدُ شملََهـا الأهــواءُ
ما عادَ في الدّنيا قداسـةُ وِجهـةٍ=الكُـلُّ لـوّثَ طُهـرَهُ الإغــراءُ
الكلُّ في ركْبِ الحضـارةِ راكـضٌ=عصرُ الغـلابِ و سرعـةٍ عـدّاءُ
و بسرعةٍ تبغي النّفوسُ وصولَها=أحلامُهـا مصباحُهـا و عــلاءُ
بالأمسِ كانَ لنا التـدرُّجُ منهجـاً=و منَ الزّمـانِ معلّـمٌ و ضيـاءُ
تُفضي المدارجُ بالتحقّـقِ للمُنـى=و يسودُ فـي أزمانِهـا العُظُمَـاءُ
و اليومَ رِ الألقابَ أختَ بضاعـةٍ=تُشرى و يَسْرِقُ زَيْفَها الأسْـواءُ
سادَ الطّلائـعَ بالتّحايـلِ دُونُهـا=بالدّونِ تألـفُ دونَهـا الأشيـاءُ
و طفَتْ على الدّنيا عصابةُ شرّها=و تنـكّـرَتْ لمـبـادئٍ أبـنـاءُ
من نالَ جاهاً كي يُقيـمَ صلاحَنـا=لعبِتْ بـهِ الأطمـاعُ و الأضـواءُ
و العلمُ باتَ عن الحيـاةِ مُباعِـداً=و الجيلُ تصنعُ شخصَهُ الأصـداءُ
مـن كـلّ شـرٍّ يستمـدُّ مثالََـه=من كـلّ سَقْـطٍ يدفـعُ الإفضـاءُ
و تزيّنَ الحلُـمُ السّريـعُ لفتيـةٍ=فبدا لهـم خلْـفَ البحـارِ ثـراءُ
فتوجّهوا و البحرُ يحفـرُ قبرَهـمْ=و إذا نجـوا فمصيرُهـم إنـواءُ
و القاعدونَ بوطْْنِهـم و ديارِهـم=نخرَ المخدّرُ بعضَهم ، قد سـاؤوا
و لمن تعلّمَ و احتفـى بشهـادةٍ=فلربّمـا لعـنَ الزّمـانَ دُعَــاءُ
من هولِ ما قد حَفَّها مِـن بعدِهـا=فكأنّهـا مــن هونِـهـا إزراءُ
كمْ من فتى قـد أهمَلـوا و بُنّيـةٍ=من بعدِ ما شهِـدتْ لهُـم أكفـاءُ
طلبَ الرّفّاهَ على الدّمارِ عصابـةٌ=تَشرِي البوارَ و شعبُِهـا يستـاءُ
و تظافرَتْ زُمَرُ الضّبـاعِ تريدُهـا=عزّاً علـى أنقاضِنـا إذ جـاؤوا
ليسَ اللّصوصُ الخاطفينَ رغيفهم=من جُوعِهم قد طاشـتِ الأفيـاءُ
لكنّمـا المُتلبّـسـونَ نُفَـوذهـم=و بظُلْمِهـم يتضاعـفُ الإغنـاءُ
ركِبوا الوسائلَ حِلّهـا و حرامَهـا=و تمنّعُـوا تزهـو بهـم أرجـاءُ
و تجمّعتْ من حولهـمْ أغرارُهـا=فتأصّلتْ مـن جوْرِهـمْ ظلْمَـاءُ
و غدَتْ سبيـلاً للعـلاءِ يخالُـهُ=مـن أذهبـتْ أخـلاقَـهُ الأرزاءُ
عجباً يُذيبُ العقلَ والأحشـا معـاً=من غفلـةٍ قـد أدْمـنَ الأحيـاءُ
من فتنةٍ تبغـي علـى أوطانِنـا=و تعولُها مـن جهلنـا الأخطـاءُ
يا سائلي أيـنَ النّشيـدُ بنصرنـا=نرمي العدوَّ و شأنُنـا الإعـلاءُ ؟
إنّي حَنَيْتُ الرأسَ مـن أحوالِنـا=هل يُنصَـرُ الأرْذالُ و العُمَـلاءُ ؟
النّصرُ يبداُ فـي الدّيـارِ طريقَـهُ=إنْ أخلـصَ القُطّـانُ و الأبنـاءُ
و ولى الوظيفةَ في الزّمانِ جديرَها=يبغِي الصّلاحَ و ليسـتِ الأهـواءُ
و تظافرَ القُطّانُ فـي إصلاحِهـم=و لهـمْ مُــرادٌ واحــدٌ و ولاءُ
و تراجعَ الخطّاءُ عـن أخطائـهِ=و تقوّمـتْ ميزانُهـا الأشـيـاءُ
فهنـاكَ أبشِـرْ بالحيـاةِ عزيـزةً=و هنـاكَ هلّـلْ أن يُـرادَ عـلاءُ
لا ظلمَ يعلو في الزّمـانِ مُكابِـراً=و النّاس من وُدٍّ سقى الإغضـاءُ
و جيوشُنا من عزّهـا موسومَـةٌ=أُسُدُ الشّـرى هابَتْهُـمُ الأعـداءُ
و بُنودُنا مـن نورِهـا مدروسَـةٌ=يزهو بها في المَحْفَـلِ النُّجبـاءُ
و نشيدُناَ من صدقِهِ تشـدو بـهِ=أمجادُنـا و تــردّدُ الـجـوزاءُ
- 13/06/2009 -