المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عــودة القلب الضال



هشام عزاس
11-01-2010, 11:06 PM
عودة القلب الضال




قد أبدُو على غير العادة و أنا أستعينُ بكلّ القسوة التي ما عَرفتُها يوما ً بذاتي لأتخلّصَ من ثمرة حسٍ أودَعتها رقتكِ و أنوثتكِ في قلبٍ حَكَمَتْ عليهِ الأقدار منذُ زمن بعيد في ألاّ يجترَ غيرَ الذكريات ، و في أن يعيشَ مُرغمًا على وقعها كحالةٍ غيرَ قابلة للاندثار ، في قلبٍ يَشتهي أن يُطعِمَ الأحزانَ في كلّ مرةٍ قطعةً من مُضغتهِ المتآكلة كي تَرضى بهِ شريكا وحيدًا دونَ جميع البشر ، و لكي تمنحهُ عذوبةَ الألم و شهوةَ المستحيل .




أي محاولةٍ لخيانةِ هذا العهدِ تعتبرُ انتحارا لِرؤى تَوارثتها الأيام و شَكّلَتْ من ديمومتها جدارَ صدٍ متين، و أيّ إيقاع مختلف يا حبيبتي قَد يخدَعُ الروح من حيثُ لا تحتسب فَترقصُ عاريةً غيرَ آبهة بعيون تَرصدُ حَركاتها و دورانها في مسرح الظلّ خارجَ حدودِ الضمير .




هُنالكَ عوالم جميلة جدًا لا تُنكرها طبيعتنا البشرية ، و لا يمكنُ للذاتِ مُقارعتُها أو التغلّبَ عليها ، إذ تنسَاقُ في طواعية عجيبة لنِداءاتها الممزوجة َبسحرٍ غريب ، فتقفُ تحتَ شلالٍ منهمرٍ تَغسلُ مَلامحها من أدران غيابِ التوحد المنشود .




في لحظةٍ فاصلة أودَعتُني فيكِ و تَركتُني أغرقُ دونَ أن أستنجدَ بأنامل أيادٍ ناعمة امتدتْ نحوي فجأةً في محاولةٍ يائسة من أن تمنعَني من لذّة الغرقِ فيكِ، و التوحدِ معكِ و بكِ على هامشِ صفحة الألمِ و الحرمان.




مُنذُ أمدٍ بعيد مَا تنفسّتُ يا صغيرتي، كنتُ أعتقدُ بعطبِ رئتي و نهاية صلاحية أنفاسي ، و لكن بمجردِ مراقصتكِ أحسَستُ بنقاطِ دمكِ تجري في أوعيتي فَعشِقتُها دونَ مشقةٍ في أن أبحثَ لها عن تبريرٍ يمنَحُني الراحةَ و الأمان ، و بدُونِ أن أُثقلَ بجنوني على رقةِ مشاعركِ المورقةِ بالعطاء .




أنتِ التي فَتحت طريقا إلى قلبي و استَوطنت فيهِ دونَ أن يَفتحَ الحسُ فاه أو يندّدَ بهذا الاجتياح لأراضيه ، مع أنّ كل الأعراف تسمحُ له بأن يُدافعَ و يَستميت من أجلِ حريتهِ و سلطانه ، و لكنّهُ لم يفعَل و لن يفعَل لأنكِ ما كُنتِ يوما غريبةً أو دخيلة ممقوتة ، بل أنتِ ماكثة مقيمة يا حبيبتي حتى قبلَ الظهور .




و كيفَ لهُ أن يخسَر سُلطانه و أنتِ يا غازيةُ غاية سُلطانه، و لَكنّه كَحُمقِ كلّ الغزاة ما جالَ في خاطرهِ يومًا بأن تَحتل رؤاكِ أركانهُ أو تستبدَّ في لحظةٍ بكيانه، بل كانَ مُستمرًا في غزو القُرى و المدنِ باحثًا عنكِ ، عن طيفٍ يشبههُ و يحاورهُ كمَا لو كانَ امتدادًا له ، بكلّ تفاصيل آلامهِ و أحلامه ، بكلّ نزعاتِ نزق جنونهِ شوقه و هذيانه .




أَتعتَقدينَ بعدَ ذلكَ أن يُغادرَ منكِ شِغافَ الروح أو يَستَسلِم لغيابكِ عن مساحات الوجود، أو يتعَطّرَّ بغيرِ مسكِ ملامحكِ التي رسخت عناقيدَ رؤى يقطفُ منها بسمات مسروقة في دجى لياليه ؟




نَعم سَيرضخُ للغياب حُبًا فيكِ و رغبةً في وصلكِ آيةَ نقاء، سيعودُ قلبهُ الضال من الضلال و سيغتسلُ بدمعهِ ليروي زرعًا أودعهُ فيكِ ذاتَ مساء، سيحملُ ثِقلَ أمانيهِ بين كفيهِ و يمضي ممزوجًا بطيفكِ الذي ينعكسُ صورةً على ظِلال نظاراتهِ المتماثلةِ للشفاء.




سيظلُ في زوبعة شعركِ لحنَ أمل يصففُ خصلاتِ الجنون بأناملٍ تجيدُ العتاب، و بتوارد الخواطر في الذهاب و الإياب، سيمنحكِ طاقة استمرار في الهروب و الابتعادِ عنه، فارحلي منه إليهِ فهو يعلمُ يقينًا أنّكِ آتية من رؤى المستحيل.



11/01/2010

منى الخالدي
12-01-2010, 12:49 AM
أنت فعلاً على غير العادة اليوم ياهشام
فقد استعرت بكلّ أبجديات الجمال
ورسختها من أجل هذا النص الرائع والذي يتحف العيون و القلوب ..

أقول:
كم من قلوبٍ وقفت على أطلال ذكرىً جميلة حتى حانت ساعتها !

رائعٌ أنت
نصّك سلبَ مني كل الحواس، كما سأتركها عندك وأمضي..
تشرفتُ أن أكون أول المارين من هنا ولن أكون الأخيرة حتماً..

وفقك الله دوماً وأبدا..

راضي الضميري
12-01-2010, 12:57 AM
هذا البوح يعيدني إلى ذكريات ماض أليم قررت أن أنساه رغمًا عني ، فذهبت بعيدًا ولم ألتفت من ورائي - كعادتي - وذهبت أبحثُ عن نفسي وعن ذاتي التائه فيّ وفيها وفي دنيا التعب .

بحثت كثيرًا غير أني لم أجدني بعد .. قال لي عطار ذات يوم عدْ من حيث أتيت .. لكن السيف سبق العذل . لا عودة .. ضاعت الخارطة وشوّه الواقع تضاريس الأرض ، فكيف لي أن أعود ؟

عندما يعود القلب يا هشام إلى صومعته فذاك عين العقل . قل لي بربك أين ستجد مثلها في هذه الدنيا التي باتت أشبه بكابوس يجعل من الحليم حيرانا .

عودة ميمونة يا هشام . ونصك رائع جدا ويثبت .

تقديري واحترامي

فاطمه عبد القادر
12-01-2010, 11:17 AM
أنتِ التي فَتحت طريقا إلى قلبي و استَوطنت فيهِ دونَ أن يَفتحَ الحسُ فاه أو يندّدَ بهذا الاجتياح لأراضيه ، مع أنّ كل الأعراف تسمحُ له بأن يُدافعَ و يَستميت من أجلِ حريتهِ و سلطانه ، و لكنّهُ لم يفعَل و لن يفعَل لأنكِ ما كُنتِ يوما غريبةً أو دخيلة ممقوتة ، بل أنتِ ماكثة مقيمة يا حبيبتي حتى قبلَ الظهور .






أيها الحائر بين دهاليز قلبك



التائهة في معارج شرايينك



القابع خلف جدران حزنك



الممزق تحت سنابك الوفاء




ها قد آن أوان الربيع



والربيع يعود دائما



فلا تقاوم حرارة الشمس



ولا تختبئ من زخات السماء الدافئة



افتح قلبك لبيارق الحب المرفرفة,, القادمة اليك محمولة على أعناق الملائكة



هذا الغزو المبارك لا يهبط كل يوم



لا تسمح لجحافل الأحزان بالمقاومة



لا تدير ظهرك للنّوار الذي اشتعل نورا على أغصان مشاعرك



الحياة تناديك مرة أخرى



اتبعها كي يفرح لك المغادرون



ولا تتعب روحك بتأويل أفراحك



وتفسيرها



أتمنى لك كل أفراح العالم



من ذاق مرارة الحزن هو أحق الناس بالفرح



كان نصك مميزا ,,رائعا شاعريا



أودعته حبات قلبك



وانتزعته من عمق مشاعرك



فخرج تحفة ثمينة



كن بألف خير أخي هشام


:001:
ماسة

زهراء المقدسية
12-01-2010, 03:21 PM
أستاذ هشام عزاس

عودة مباركة لقلب ظن أنه ضل
وما للقلب أن يضل طريقا تقوده لمن سكنه

ومخطئ من ظن بإمكانية الهروب
من قدر لا مفر منه
فالحب قدر ولا قرار فيه


نص زاخر بكل جميل
رغم مصارعتك فيه لألم الذكرى

تحية تليق بك

أماني عواد
12-01-2010, 07:13 PM
السيد هشام عزاس

قد اتعبني النص حد الالم
فحين نقف في سماء الحيرةعند الحدود الفاصلة ما بين العتمة والنور تتقاذفنا قوى شرسة ترهقنا حد الاستسلام
فنظل نتأرجح ثمالة بينها
وحين يمكث الحزن فينا طويلا كأنما كائنا ينمو ويتكاثر فينا ينشا حنين بيننا وبينه , يجعل من استئصاله منا جرحا اخر حتى وان كان الفرح القادم بلسما, سيبقى نازفا

ومنا من يملك امام هذا حسّا رائعا يعزف على ايقاعاتها اعذب الالحان.

سيد هشام قد كنت بارعا في هذا العزف

اتمناك بخير
تقبل مروري

ناريمان الشريف
12-01-2010, 09:16 PM
أَتعتَقدينَ بعدَ ذلكَ أن يُغادرَ منكِ شِغافَ الروح أو يَستَسلِم لغيابكِ عن مساحات الوجود، أو يتعَطّرَّ بغيرِ مسكِ ملامحكِ التي رسخت عناقيدَ رؤى يقطفُ منها بسمات مسروقة في دجى لياليه ؟


نعم ..
يستحق غيابها كلمات ناصعة البياض على رقعة سوداء
تلفت الأنظار لحب جارف .. أبى أن يستسلم لغياب الحبيبة
أخي هشام
لقد غرفت من كنوز اللغة غرفاً في هذه اللوحة الرائعة .. فهنيئاً لك على هذا الابداع
سلمت يداك


..... ناريمان

عبدالله المحمدي
12-01-2010, 09:48 PM
وحده الزمن سيدلك على الصواب .......ربما عندما يفقد الآخرون صوابهم
ودائما ما يربكني تدخل البعد اللاعقلاني في السلوكيات والقرارات الإنسانية .....
وتذهلني الحياة السرية للمشاعر ...
فلا جدوى من الاحتماء بمظلة الكلمات ......... فالصمت أمام المطر أجمل
وبالرغم أنا لسنا متساويين أمام المطر....... لذا عندما يغادرنا الحب نجد أنفسنا في مواجهته وعلينا تجاهل نداءه العشقي الموجع واستفزازه السادي كي لا يزيد ألمنا ..
في حين أنه في اللحظة نفسها يصنع سعادة عشاق آخرين..... !!

كتبتها للتو وفي هذه اللحظه اخي هشام .....تحياتي

هشام عزاس
12-01-2010, 09:54 PM
عبد الله المحمدي

يبدو أن القلوب عند بعضها أيها الجميل
الآن فقط كنتُ أفكر فيك و في غيابك أيها الأخ و الصديق الوفي و في غياب بصماتك الرائعة التي تتحف بها النصوص .

الحمد لله أنك بخير ، و سأعود للرد على جميل ما تفضلتَ به لاحقا إن شاء الله

تقديري و محبتي

نجوى الحمصي
12-01-2010, 10:15 PM
هشام عزاس

قرأتُ جمال عذوبة حرفك رداً

والآن ذهلت من دم محبرتك نزفاً

رائع هذا الشلال من الرقة وأنفاس الروح ونبض القلب

هنا يشتعل الحرف بصدق التناجي مع الحب

هنا نقول الحرف هو من كَتَبَكَ ولمْ تَكْتُبُه

ويصدق الشاعر وقت حرفه يكتبه

ويكتسي بجمال إحساسه ضياء ونقاء القلب

سلمت يمناك وصح منك القلب

بشوق أنتظاري لنثرمشاعره تكتبك


نجوى الحمصي

د. نجلاء طمان
12-01-2010, 11:49 PM
مسجى جسدُ الراحة على فراش الذكرى ينخره القلق.. وتعبث به لحيظاتٌ عرجة.. مشوهةُ التفاصيل؛ لكنها حاضرة فينا حد نشوب النار في الهشيم.. حد التشظي.

ونحن نفتح نافذة التجاهل مشرعةً على مسافات الدهشة, ونصفعُ كلَّ أبواب الكبرياء ... مكابرين, نقفلها على أصابع قلوبنا... نطوي أكمام الشرايين... نحْكم أحزمة الأوردة... ونشمرُ للأعصاب عن ساعديها, نتشبث بعري الاحتمال.

يا أنت!

أيها الممدودُ في كياني بحجم مساحاتِ الظلمة الناخرة وجه الأرض

بحجم دواماتِ الأكفان القارعة أذانَ أجسادها

بحجم أنشودةِ الريح

بحجم السعير

بحجم عري الحياة... وطربِ الموت

بحجم طغيان الحضور

بحجمكَ

يااااااااااه... يا أنت!

كيف أسلخكَ مني
:
:
:
:
:
:
:
لأزرعكَ فيَّ ... من جديد

؟
!!

....

أيها الأديب المسافر في عمق الخطر.. في عمق التربص بمشاعرٍ مستفزة عاتية!

علقتُ أنا هنا.. وعلق القلم مني

فلكَ من كف الإبداع تصفيق طويل

تقديري

هشام عزاس
13-01-2010, 09:39 PM
أنت فعلاً على غير العادة اليوم ياهشام
فقد استعرت بكلّ أبجديات الجمال
ورسختها من أجل هذا النص الرائع والذي يتحف العيون و القلوب ..

أقول:
كم من قلوبٍ وقفت على أطلال ذكرىً جميلة حتى حانت ساعتها !

رائعٌ أنت
نصّك سلبَ مني كل الحواس، كما سأتركها عندك وأمضي..
تشرفتُ أن أكون أول المارين من هنا ولن أكون الأخيرة حتماً..

وفقك الله دوماً وأبدا..
أيتها الأديبة الغالية هي تمزقات الروح بين رؤى الحضور و رؤى الغياب
أمام حضورك و تفاعلكِ لا يسعني إلاّ أن أغبطَ حرفي الذي تعطر بشذى عبير قارئة متمكنة و ذات حس بارع .
أشكركِ و دمتِ لمن تحبين ...
محبتي

هشام عزاس
13-01-2010, 09:56 PM
هذا البوح يعيدني إلى ذكريات ماض أليم قررت أن أنساه رغمًا عني ، فذهبت بعيدًا ولم ألتفت من ورائي - كعادتي - وذهبت أبحثُ عن نفسي وعن ذاتي التائه فيّ وفيها وفي دنيا التعب .

بحثت كثيرًا غير أني لم أجدني بعد .. قال لي عطار ذات يوم عدْ من حيث أتيت .. لكن السيف سبق العذل . لا عودة .. ضاعت الخارطة وشوّه الواقع تضاريس الأرض ، فكيف لي أن أعود ؟

عندما يعود القلب يا هشام إلى صومعته فذاك عين العقل . قل لي بربك أين ستجد مثلها في هذه الدنيا التي باتت أشبه بكابوس يجعل من الحليم حيرانا .

عودة ميمونة يا هشام . ونصك رائع جدا ويثبت .

تقديري واحترامي

الحبيب راضي كلما وجدتني أفقدني ، ليس عندا مني أو تمردا , و لكنها خطوط تشكلت بالكف منذ الأزل ، أحاول أن أجد نقطة توازن بين تقاطعاتها .

مرورك بلسم أيها العزيز فلا تحرمني نور تواجدك و دعمكَ لحس تعرف تفاصيله .
أشكرك من القلب
محبتي

هشام عزاس
13-01-2010, 10:16 PM
أنتِ التي فَتحت طريقا إلى قلبي و استَوطنت فيهِ دونَ أن يَفتحَ الحسُ فاه أو يندّدَ بهذا الاجتياح لأراضيه ، مع أنّ كل الأعراف تسمحُ له بأن يُدافعَ و يَستميت من أجلِ حريتهِ و سلطانه ، و لكنّهُ لم يفعَل و لن يفعَل لأنكِ ما كُنتِ يوما غريبةً أو دخيلة ممقوتة ، بل أنتِ ماكثة مقيمة يا حبيبتي حتى قبلَ الظهور .







أيها الحائر بين دهاليز قلبك



التائهة في معارج شرايينك



القابع خلف جدران حزنك



الممزق تحت سنابك الوفاء




ها قد آن أوان الربيع



والربيع يعود دائما



فلا تقاوم حرارة الشمس



ولا تختبئ من زخات السماء الدافئة



افتح قلبك لبيارق الحب المرفرفة,, القادمة اليك محمولة على أعناق الملائكة



هذا الغزو المبارك لا يهبط كل يوم



لا تسمح لجحافل الأحزان بالمقاومة



لا تدير ظهرك للنّوار الذي اشتعل نورا على أغصان مشاعرك



الحياة تناديك مرة أخرى



اتبعها كي يفرح لك المغادرون



ولا تتعب روحك بتأويل أفراحك



وتفسيرها



أتمنى لك كل أفراح العالم



من ذاق مرارة الحزن هو أحق الناس بالفرح



كان نصك مميزا ,,رائعا شاعريا



أودعته حبات قلبك



وانتزعته من عمق مشاعرك



فخرج تحفة ثمينة



كن بألف خير أخي هشام


:001:

ماسة


الرائعة ماسة أوتظنينَ أن بأيدينا فتحه أو غلقه ؟!!
تأتي غازية تفتحهُ و لكنها ممنوعة من أن تسكنه !!
هي أقدار صافحتنا ذات يوم و أبت أن ترفع كفها من على أناملنا .
أشكركِ جزيلا على هذا الهطول المفعم بالأمل و الحبور ، و على هذه النصائح الغالية من أخت عزيزة تعرف تماما ما تقول .
لا فقدت نور تواجدك ...
محبتي

ثائر الحيالي
14-01-2010, 08:41 AM
عودة القلب الضال




قد أبدُو على غير العادة و أنا أستعينُ بكلّ القسوة التي ما عَرفتُها يوما ً بذاتي لأتخلّصَ من ثمرة حسٍ أودَعتها رقتكِ و أنوثتكِ في قلبٍ حَكَمَتْ عليهِ الأقدار منذُ زمن بعيد في ألاّ يجترَ غيرَ الذكريات ، و في أن يعيشَ مُرغمًا على وقعها كحالةٍ غيرَ قابلة للاندثار ، في قلبٍ يَشتهي أن يُطعِمَ الأحزانَ في كلّ مرةٍ قطعةً من مُضغتهِ المتآكلة كي تَرضى بهِ شريكا وحيدًا دونَ جميع البشر ، و لكي تمنحهُ عذوبةَ الألم و شهوةَ المستحيل .




أي محاولةٍ لخيانةِ هذا العهدِ تعتبرُ انتحارا لِرؤى تَوارثتها الأيام و شَكّلَتْ من ديمومتها جدارَ صدٍ متين، و أيّ إيقاع مختلف يا حبيبتي قَد يخدَعُ الروح من حيثُ لا تحتسب فَترقصُ عاريةً غيرَ آبهة بعيون تَرصدُ حَركاتها و دورانها في مسرح الظلّ خارجَ حدودِ الضمير .




هُنالكَ عوالم جميلة جدًا لا تُنكرها طبيعتنا البشرية ، و لا يمكنُ للذاتِ مُقارعتُها أو التغلّبَ عليها ، إذ تنسَاقُ في طواعية عجيبة لنِداءاتها الممزوجة َبسحرٍ غريب ، فتقفُ تحتَ شلالٍ منهمرٍ تَغسلُ مَلامحها من أدران غيابِ التوحد المنشود .




في لحظةٍ فاصلة أودَعتُني فيكِ و تَركتُني أغرقُ دونَ أن أستنجدَ بأنامل أيادٍ ناعمة امتدتْ نحوي فجأةً في محاولةٍ يائسة من أن تمنعَني من لذّة الغرقِ فيكِ، و التوحدِ معكِ و بكِ على هامشِ صفحة الألمِ و الحرمان.




مُنذُ أمدٍ بعيد مَا تنفسّتُ يا صغيرتي، كنتُ أعتقدُ بعطبِ رئتي و نهاية صلاحية أنفاسي ، و لكن بمجردِ مراقصتكِ أحسَستُ بنقاطِ دمكِ تجري في أوعيتي فَعشِقتُها دونَ مشقةٍ في أن أبحثَ لها عن تبريرٍ يمنَحُني الراحةَ و الأمان ، و بدُونِ أن أُثقلَ بجنوني على رقةِ مشاعركِ المورقةِ بالعطاء .




أنتِ التي فَتحت طريقا إلى قلبي و استَوطنت فيهِ دونَ أن يَفتحَ الحسُ فاه أو يندّدَ بهذا الاجتياح لأراضيه ، مع أنّ كل الأعراف تسمحُ له بأن يُدافعَ و يَستميت من أجلِ حريتهِ و سلطانه ، و لكنّهُ لم يفعَل و لن يفعَل لأنكِ ما كُنتِ يوما غريبةً أو دخيلة ممقوتة ، بل أنتِ ماكثة مقيمة يا حبيبتي حتى قبلَ الظهور .




و كيفَ لهُ أن يخسَر سُلطانه و أنتِ يا غازيةُ غاية سُلطانه، و لَكنّه كَحُمقِ كلّ الغزاة ما جالَ في خاطرهِ يومًا بأن تَحتل رؤاكِ أركانهُ أو تستبدَّ في لحظةٍ بكيانه، بل كانَ مُستمرًا في غزو القُرى و المدنِ باحثًا عنكِ ، عن طيفٍ يشبههُ و يحاورهُ كمَا لو كانَ امتدادًا له ، بكلّ تفاصيل آلامهِ و أحلامه ، بكلّ نزعاتِ نزق جنونهِ شوقه و هذيانه .




أَتعتَقدينَ بعدَ ذلكَ أن يُغادرَ منكِ شِغافَ الروح أو يَستَسلِم لغيابكِ عن مساحات الوجود، أو يتعَطّرَّ بغيرِ مسكِ ملامحكِ التي رسخت عناقيدَ رؤى يقطفُ منها بسمات مسروقة في دجى لياليه ؟




نَعم سَيرضخُ للغياب حُبًا فيكِ و رغبةً في وصلكِ آيةَ نقاء، سيعودُ قلبهُ الضال من الضلال و سيغتسلُ بدمعهِ ليروي زرعًا أودعهُ فيكِ ذاتَ مساء، سيحملُ ثِقلَ أمانيهِ بين كفيهِ و يمضي ممزوجًا بطيفكِ الذي ينعكسُ صورةً على ظِلال نظاراتهِ المتماثلةِ للشفاء.




سيظلُ في زوبعة شعركِ لحنَ أمل يصففُ خصلاتِ الجنون بأناملٍ تجيدُ العتاب، و بتوارد الخواطر في الذهاب و الإياب، سيمنحكِ طاقة استمرار في الهروب و الابتعادِ عنه، فارحلي منه إليهِ فهو يعلمُ يقينًا أنّكِ آتية من رؤى المستحيل.



11/01/2010





الأستاذ الرائع هشام عزاس


تنقلت كلماتك برشاقة جواد عربي..على مروج البلاغة..


سلمت..وسلم مدادك..

محبتي

هشام عزاس
14-01-2010, 11:50 PM
أستاذ هشام عزاس

عودة مباركة لقلب ظن أنه ضل
وما للقلب أن يضل طريقا تقوده لمن سكنه

ومخطئ من ظن بإمكانية الهروب
من قدر لا مفر منه
فالحب قدر ولا قرار فيه


نص زاخر بكل جميل
رغم مصارعتك فيه لألم الذكرى

تحية تليق بك

المورقة زهراء أشكرك على مرورك و تفاعلك الجميل مع النص و رأيك فيه .
يبدو أنه لا هروب فعلا من قبضة القدر !!
دمت بخير و سعادة
محبتي

هشام عزاس
15-01-2010, 12:02 AM
السيد هشام عزاس

قد اتعبني النص حد الالم
فحين نقف في سماء الحيرةعند الحدود الفاصلة ما بين العتمة والنور تتقاذفنا قوى شرسة ترهقنا حد الاستسلام
فنظل نتأرجح ثمالة بينها
وحين يمكث الحزن فينا طويلا كأنما كائنا ينمو ويتكاثر فينا ينشا حنين بيننا وبينه , يجعل من استئصاله منا جرحا اخر حتى وان كان الفرح القادم بلسما, سيبقى نازفا

ومنا من يملك امام هذا حسّا رائعا يعزف على ايقاعاتها اعذب الالحان.

سيد هشام قد كنت بارعا في هذا العزف

اتمناك بخير
تقبل مروري

المورقـة أماني عواد جميلة منك هذه الرحلة في فك طلاسم البوح .
هو بالفعل وقوف بين عتمة و نور ، و صراع بين رؤى لا تجتمع إلاّ لتفترق
أشكركِ على مرورك العذب و تفاعلك الجميل
محبتي

روميه فهد
15-01-2010, 04:36 PM
لم يتغير حرفك هشـأم كـ الشمس تغيب لـ تشرق يوما جديداً ..
نثرية مكثفة الجمال تستحق الإشادة بها...

دمتَ لمن تحب ..

روميه

هشام عزاس
15-01-2010, 10:14 PM
أَتعتَقدينَ بعدَ ذلكَ أن يُغادرَ منكِ شِغافَ الروح أو يَستَسلِم لغيابكِ عن مساحات الوجود، أو يتعَطّرَّ بغيرِ مسكِ ملامحكِ التي رسخت عناقيدَ رؤى يقطفُ منها بسمات مسروقة في دجى لياليه ؟


نعم ..
يستحق غيابها كلمات ناصعة البياض على رقعة سوداء
تلفت الأنظار لحب جارف .. أبى أن يستسلم لغياب الحبيبة
أخي هشام
لقد غرفت من كنوز اللغة غرفاً في هذه اللوحة الرائعة .. فهنيئاً لك على هذا الابداع
سلمت يداك




..... ناريمان


المورقـة ناريمان الشريف أشكركِ على مرورك العذب أختاه و على رأيكِ بحرفي المتواضع .
ربما العودة إلى الأسود و الأبيض يريحنا من كثرة الألوان التي أرهقت عيون الحس .
جميلة منكِ هذه الوقفة الرقيقة ...
محبتي

هشام عزاس
15-01-2010, 10:26 PM
وحده الزمن سيدلك على الصواب .......ربما عندما يفقد الآخرون صوابهم

ودائما ما يربكني تدخل البعد اللاعقلاني في السلوكيات والقرارات الإنسانية .....
وتذهلني الحياة السرية للمشاعر ...
فلا جدوى من الاحتماء بمظلة الكلمات ......... فالصمت أمام المطر أجمل
وبالرغم أنا لسنا متساويين أمام المطر....... لذا عندما يغادرنا الحب نجد أنفسنا في مواجهته وعلينا تجاهل نداءه العشقي الموجع واستفزازه السادي كي لا يزيد ألمنا ..
في حين أنه في اللحظة نفسها يصنع سعادة عشاق آخرين..... !!



كتبتها للتو وفي هذه اللحظه اخي هشام .....تحياتي


الصديق الجميل عبد الله المحمدي جميلة منكَ هذه القراءة الواعية و التي لمستَ بها أبعادا حسية مرهقة حقا ، و التي تتطلب منا أن نعيش صراع تناقضات اللاوعي بدواخلنا المنهكة .
هي مواجهة قطعا ، و أي مواجهة !!
أشكرك جزيلا على تفاعلك و بصماتك المميزة
محبتي

عبد الرحمن الكرد
16-01-2010, 04:04 PM
فارحلي منه إليهِ فهو يعلمُ يقينًا أنّكِ آتية من رؤى المستحيل.
الرائع هشام
ينهمر الجمال من أنامل ساحره
أكتوت بنار الحب
فأضرمت نار اللغه والبيان
تحياتي

تيماء هاشم
16-01-2010, 10:19 PM
ما اجمل الالحان التي تنتج عندما تضرب اوتار الحزن بأوتار الامل

عندما تشفع لأخطائنا نظراتنا التي تتراقص بالفرح

يبقى لدينا قلب ينبض بالدم الذي يحينا

يشتاق الى من يحب ويفتقد اناس تركوا بصمة

لا تنسى في صفحات ذكرياتنا

عذراً يا سيدي هشام عزاس
سمحت لنفسي ان اضع رأي بما ابدعت يداك
نسج رائع ,كلمات منتقاه بدقة
اسلوب يطلب من القارىء ان يكمل بحماس شديد
شكرا للاغنية والمغني
شكرا للوتر والعود
وشكرا هشام عزاس لإبدعاتك
دمت ودام قلمك الطيب
ارجو ان تتقبل مروري ........تيماء هاشم

محمد فقيه
16-01-2010, 10:55 PM
عودة القلب الضال




قد أبدُو على غير العادة و أنا أستعينُ بكلّ القسوة التي ما عَرفتُها يوما ً بذاتي لأتخلّصَ من ثمرة حسٍ أودَعتها رقتكِ و أنوثتكِ في قلبٍ حَكَمَتْ عليهِ الأقدار منذُ زمن بعيد في ألاّ يجترَ غيرَ الذكريات ، و في أن يعيشَ مُرغمًا على وقعها كحالةٍ غيرَ قابلة للاندثار ، في قلبٍ يَشتهي أن يُطعِمَ الأحزانَ في كلّ مرةٍ قطعةً من مُضغتهِ المتآكلة كي تَرضى بهِ شريكا وحيدًا دونَ جميع البشر ، و لكي تمنحهُ عذوبةَ الألم و شهوةَ المستحيل .




أي محاولةٍ لخيانةِ هذا العهدِ تعتبرُ انتحارا لِرؤى تَوارثتها الأيام و شَكّلَتْ من ديمومتها جدارَ صدٍ متين، و أيّ إيقاع مختلف يا حبيبتي قَد يخدَعُ الروح من حيثُ لا تحتسب فَترقصُ عاريةً غيرَ آبهة بعيون تَرصدُ حَركاتها و دورانها في مسرح الظلّ خارجَ حدودِ الضمير .




هُنالكَ عوالم جميلة جدًا لا تُنكرها طبيعتنا البشرية ، و لا يمكنُ للذاتِ مُقارعتُها أو التغلّبَ عليها ، إذ تنسَاقُ في طواعية عجيبة لنِداءاتها الممزوجة َبسحرٍ غريب ، فتقفُ تحتَ شلالٍ منهمرٍ تَغسلُ مَلامحها من أدران غيابِ التوحد المنشود .




في لحظةٍ فاصلة أودَعتُني فيكِ و تَركتُني أغرقُ دونَ أن أستنجدَ بأنامل أيادٍ ناعمة امتدتْ نحوي فجأةً في محاولةٍ يائسة من أن تمنعَني من لذّة الغرقِ فيكِ، و التوحدِ معكِ و بكِ على هامشِ صفحة الألمِ و الحرمان.




مُنذُ أمدٍ بعيد مَا تنفسّتُ يا صغيرتي، كنتُ أعتقدُ بعطبِ رئتي و نهاية صلاحية أنفاسي ، و لكن بمجردِ مراقصتكِ أحسَستُ بنقاطِ دمكِ تجري في أوعيتي فَعشِقتُها دونَ مشقةٍ في أن أبحثَ لها عن تبريرٍ يمنَحُني الراحةَ و الأمان ، و بدُونِ أن أُثقلَ بجنوني على رقةِ مشاعركِ المورقةِ بالعطاء .




أنتِ التي فَتحت طريقا إلى قلبي و استَوطنت فيهِ دونَ أن يَفتحَ الحسُ فاه أو يندّدَ بهذا الاجتياح لأراضيه ، مع أنّ كل الأعراف تسمحُ له بأن يُدافعَ و يَستميت من أجلِ حريتهِ و سلطانه ، و لكنّهُ لم يفعَل و لن يفعَل لأنكِ ما كُنتِ يوما غريبةً أو دخيلة ممقوتة ، بل أنتِ ماكثة مقيمة يا حبيبتي حتى قبلَ الظهور .




و كيفَ لهُ أن يخسَر سُلطانه و أنتِ يا غازيةُ غاية سُلطانه، و لَكنّه كَحُمقِ كلّ الغزاة ما جالَ في خاطرهِ يومًا بأن تَحتل رؤاكِ أركانهُ أو تستبدَّ في لحظةٍ بكيانه، بل كانَ مُستمرًا في غزو القُرى و المدنِ باحثًا عنكِ ، عن طيفٍ يشبههُ و يحاورهُ كمَا لو كانَ امتدادًا له ، بكلّ تفاصيل آلامهِ و أحلامه ، بكلّ نزعاتِ نزق جنونهِ شوقه و هذيانه .




أَتعتَقدينَ بعدَ ذلكَ أن يُغادرَ منكِ شِغافَ الروح أو يَستَسلِم لغيابكِ عن مساحات الوجود، أو يتعَطّرَّ بغيرِ مسكِ ملامحكِ التي رسخت عناقيدَ رؤى يقطفُ منها بسمات مسروقة في دجى لياليه ؟




نَعم سَيرضخُ للغياب حُبًا فيكِ و رغبةً في وصلكِ آيةَ نقاء، سيعودُ قلبهُ الضال من الضلال و سيغتسلُ بدمعهِ ليروي زرعًا أودعهُ فيكِ ذاتَ مساء، سيحملُ ثِقلَ أمانيهِ بين كفيهِ و يمضي ممزوجًا بطيفكِ الذي ينعكسُ صورةً على ظِلال نظاراتهِ المتماثلةِ للشفاء.




سيظلُ في زوبعة شعركِ لحنَ أمل يصففُ خصلاتِ الجنون بأناملٍ تجيدُ العتاب، و بتوارد الخواطر في الذهاب و الإياب، سيمنحكِ طاقة استمرار في الهروب و الابتعادِ عنه، فارحلي منه إليهِ فهو يعلمُ يقينًا أنّكِ آتية من رؤى المستحيل.



11/01/2010




نصٌ جميل رفيع ..


قوي السباكة...

متين الحياكة...

لله درك..

كيف أمسكت بالشوارد..

وجمعت الفرائد...

فكانت قلائد...

لك مني وافر التقدير؛؛؛

مصطفى الشيمي
17-01-2010, 08:47 PM
هنا لغة تدهشني
كثيرًا أتعجب كيف للكلمات أن تصنع هذا السحر
واليوم أرى أنها تأخذ من سحر الروح الجميلة ..كروحك
أيها القدير ..هذا النص الـ / قصة
بكل التفاصيل الصغيرة التي رسمت هذا البعد المستحيل
ستجعلني أتوقف هنا مليًا لالتقاط الانفاس
سامحك الله

هشام عزاس
17-01-2010, 10:38 PM
هشام عزاس


قرأتُ جمال عذوبة حرفك رداً


والآن ذهلت من دم محبرتك نزفاً


رائع هذا الشلال من الرقة وأنفاس الروح ونبض القلب


هنا يشتعل الحرف بصدق التناجي مع الحب


هنا نقول الحرف هو من كَتَبَكَ ولمْ تَكْتُبُه


ويصدق الشاعر وقت حرفه يكتبه


ويكتسي بجمال إحساسه ضياء ونقاء القلب


سلمت يمناك وصح منك القلب


بشوق أنتظاري لنثرمشاعره تكتبك



نجوى الحمصي



ملكة المشاعر نجوى الحمصي جميلة منكِ هذه القراءة سيدتي
بالفعل أحيانا الحرف من يكتبنا فننساق معه محاولين أن نجسده بما يليق و مشاعرنا و تناقضاتها .
أتمنى أن يكون بوحي بمستوى ذوقك الجميل .
محبتي

هشام عزاس
17-01-2010, 10:45 PM
مسجى جسدُ الراحة على فراش الذكرى ينخره القلق.. وتعبث به لحيظاتٌ عرجة.. مشوهةُ التفاصيل؛ لكنها حاضرة فينا حد نشوب النار في الهشيم.. حد التشظي.

ونحن نفتح نافذة التجاهل مشرعةً على مسافات الدهشة, ونصفعُ كلَّ أبواب الكبرياء ... مكابرين, نقفلها على أصابع قلوبنا... نطوي أكمام الشرايين... نحْكم أحزمة الأوردة... ونشمرُ للأعصاب عن ساعديها, نتشبث بعري الاحتمال.

يا أنت!

أيها الممدودُ في كياني بحجم مساحاتِ الظلمة الناخرة وجه الأرض

بحجم دواماتِ الأكفان القارعة أذانَ أجسادها

بحجم أنشودةِ الريح

بحجم السعير

بحجم عري الحياة... وطربِ الموت

بحجم طغيان الحضور

بحجمكَ

يااااااااااه... يا أنت!

كيف أسلخكَ مني
:
:
:
:
:
:
:
لأزرعكَ فيَّ ... من جديد

؟
!!

....

أيها الأديب المسافر في عمق الخطر.. في عمق التربص بمشاعرٍ مستفزة عاتية!

علقتُ أنا هنا.. وعلق القلم مني

فلكَ من كف الإبداع تصفيق طويل

تقديري

أيتها الأديبة الراقية أحسستُ بنار تلفح خدي و أنا أقرأ ردك الرائع
فأن يكون لحرفي المعاند هذا الأثر في نفسية و ذهن قارئة ماهرة مثلكِ فلهو بحق شرف له و لصاحبه الذي تعجز أبجديتهُ على شكركِ بما تستحقين .
تقديري و محبتي

هشام عزاس
19-01-2010, 02:46 AM
الأستاذ الرائع هشام عزاس




تنقلت كلماتك برشاقة جواد عربي..على مروج البلاغة..



سلمت..وسلم مدادك..



محبتي


أيها الرائع بل هو جواد كلمات تحاول أن تلحق ركب جمال ما تبدعون
يسعدني رأيك بحرفي المتواضع أيها الأديب الفنان
أشكرك جزيلا على توقيعك النبيل
دمت بخير ...
محبتي

هشام عزاس
02-03-2010, 04:47 AM
لم يتغير حرفك هشـأم كـ الشمس تغيب لـ تشرق يوما جديداً ..
نثرية مكثفة الجمال تستحق الإشادة بها...

دمتَ لمن تحب ..

روميه

و لم يتغير ألق تحملينه معك كلما مررت بحرفي أيتها الغائبة الحاضرة
روميه أشكركِ جزيلا على مرورك العذب و كلماتكِ المورقة بحق حرفي البسيط .

أتمنى لك كل التوفيق في حياتك العلمية و العملية
محبتي

هشام عزاس
02-03-2010, 04:53 AM
فارحلي منه إليهِ فهو يعلمُ يقينًا أنّكِ آتية من رؤى المستحيل.
الرائع هشام
ينهمر الجمال من أنامل ساحره
أكتوت بنار الحب
فأضرمت نار اللغه والبيان
تحياتي


القدير عبد الرحمان الكرد أشكرك على مرورك الكريم و كلماتك الطيبة التي أعتز بها و أفخر .
بارك الله فيك و دمت مورق الحس أيها الشاعر الجميل .
تقديري و امتناني

رسول الناصري
02-03-2010, 08:02 AM
نص يسرق الالباب ويسحر العيون
ويجعل المرء في حيرة اي المفردات ينتقي
لك التحية اخي

إسماعيل القبلاني
02-03-2010, 08:42 AM
مُنذُ أمدٍ بعيد مَا تنفسّتُ يا صغيرتي، كنتُ أعتقدُ بعطبِ رئتي و نهاية صلاحية أنفاسي



توقفت هنا , لأجد الحرف هشام , عنصر من عناصر اللقطة في النص

فتقبل توقفي

ثائر الحيالي
02-03-2010, 03:04 PM
عودة القلب الضال




قد أبدُو على غير العادة و أنا أستعينُ بكلّ القسوة التي ما عَرفتُها يوما ً بذاتي لأتخلّصَ من ثمرة حسٍ أودَعتها رقتكِ و أنوثتكِ في قلبٍ حَكَمَتْ عليهِ الأقدار منذُ زمن بعيد في ألاّ يجترَ غيرَ الذكريات ، و في أن يعيشَ مُرغمًا على وقعها كحالةٍ غيرَ قابلة للاندثار ، في قلبٍ يَشتهي أن يُطعِمَ الأحزانَ في كلّ مرةٍ قطعةً من مُضغتهِ المتآكلة كي تَرضى بهِ شريكا وحيدًا دونَ جميع البشر ، و لكي تمنحهُ عذوبةَ الألم و شهوةَ المستحيل .




أي محاولةٍ لخيانةِ هذا العهدِ تعتبرُ انتحارا لِرؤى تَوارثتها الأيام و شَكّلَتْ من ديمومتها جدارَ صدٍ متين، و أيّ إيقاع مختلف يا حبيبتي قَد يخدَعُ الروح من حيثُ لا تحتسب فَترقصُ عاريةً غيرَ آبهة بعيون تَرصدُ حَركاتها و دورانها في مسرح الظلّ خارجَ حدودِ الضمير .




هُنالكَ عوالم جميلة جدًا لا تُنكرها طبيعتنا البشرية ، و لا يمكنُ للذاتِ مُقارعتُها أو التغلّبَ عليها ، إذ تنسَاقُ في طواعية عجيبة لنِداءاتها الممزوجة َبسحرٍ غريب ، فتقفُ تحتَ شلالٍ منهمرٍ تَغسلُ مَلامحها من أدران غيابِ التوحد المنشود .




في لحظةٍ فاصلة أودَعتُني فيكِ و تَركتُني أغرقُ دونَ أن أستنجدَ بأنامل أيادٍ ناعمة امتدتْ نحوي فجأةً في محاولةٍ يائسة من أن تمنعَني من لذّة الغرقِ فيكِ، و التوحدِ معكِ و بكِ على هامشِ صفحة الألمِ و الحرمان.




مُنذُ أمدٍ بعيد مَا تنفسّتُ يا صغيرتي، كنتُ أعتقدُ بعطبِ رئتي و نهاية صلاحية أنفاسي ، و لكن بمجردِ مراقصتكِ أحسَستُ بنقاطِ دمكِ تجري في أوعيتي فَعشِقتُها دونَ مشقةٍ في أن أبحثَ لها عن تبريرٍ يمنَحُني الراحةَ و الأمان ، و بدُونِ أن أُثقلَ بجنوني على رقةِ مشاعركِ المورقةِ بالعطاء .




أنتِ التي فَتحت طريقا إلى قلبي و استَوطنت فيهِ دونَ أن يَفتحَ الحسُ فاه أو يندّدَ بهذا الاجتياح لأراضيه ، مع أنّ كل الأعراف تسمحُ له بأن يُدافعَ و يَستميت من أجلِ حريتهِ و سلطانه ، و لكنّهُ لم يفعَل و لن يفعَل لأنكِ ما كُنتِ يوما غريبةً أو دخيلة ممقوتة ، بل أنتِ ماكثة مقيمة يا حبيبتي حتى قبلَ الظهور .




و كيفَ لهُ أن يخسَر سُلطانه و أنتِ يا غازيةُ غاية سُلطانه، و لَكنّه كَحُمقِ كلّ الغزاة ما جالَ في خاطرهِ يومًا بأن تَحتل رؤاكِ أركانهُ أو تستبدَّ في لحظةٍ بكيانه، بل كانَ مُستمرًا في غزو القُرى و المدنِ باحثًا عنكِ ، عن طيفٍ يشبههُ و يحاورهُ كمَا لو كانَ امتدادًا له ، بكلّ تفاصيل آلامهِ و أحلامه ، بكلّ نزعاتِ نزق جنونهِ شوقه و هذيانه .




أَتعتَقدينَ بعدَ ذلكَ أن يُغادرَ منكِ شِغافَ الروح أو يَستَسلِم لغيابكِ عن مساحات الوجود، أو يتعَطّرَّ بغيرِ مسكِ ملامحكِ التي رسخت عناقيدَ رؤى يقطفُ منها بسمات مسروقة في دجى لياليه ؟




نَعم سَيرضخُ للغياب حُبًا فيكِ و رغبةً في وصلكِ آيةَ نقاء، سيعودُ قلبهُ الضال من الضلال و سيغتسلُ بدمعهِ ليروي زرعًا أودعهُ فيكِ ذاتَ مساء، سيحملُ ثِقلَ أمانيهِ بين كفيهِ و يمضي ممزوجًا بطيفكِ الذي ينعكسُ صورةً على ظِلال نظاراتهِ المتماثلةِ للشفاء.




سيظلُ في زوبعة شعركِ لحنَ أمل يصففُ خصلاتِ الجنون بأناملٍ تجيدُ العتاب، و بتوارد الخواطر في الذهاب و الإياب، سيمنحكِ طاقة استمرار في الهروب و الابتعادِ عنه، فارحلي منه إليهِ فهو يعلمُ يقينًا أنّكِ آتية من رؤى المستحيل.



11/01/2010



الأخ الجميل الأستاذ هشام عزاس

قرأت هذا النص من قبل ..وكنت أحاول صياغة تعقيب ينافس جمال الأنسياب وعمق المعنى

فوجدت أن سلسبيل كلماتك ..قد أنساني ما كنت أعتزم فعله..ربما لأن مصافحة الجمال

تترك قرصة للتأمل أكبر من فرصة محاولة الإمساك بلحظة عابرة ..

سلمت..وسلم مدادك ..

محبتي

ناديه محمد الجابي
05-04-2022, 01:04 PM
لا تصنع من آلام الذكرى تمثالا تقدم له الطقوس كل لحظة ليظل قلبك مجروحا
ولا تجعل غيوم الأمس تغطي شمس اليوم..
حروفك مطرزة بالروعة والبلاغة ـ أبحرت بينها وغصت بأمواجها فتهت
حين يتلون الحرف بحزن القلوب وعطش الروح يرسم لوحات تبهرنا بعمقها وحسن تصويرها.
شكرا لهذا الجمال كله.
:v1::nj::0014: