المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المذكورُ أدْناهُ..(إقرار)



محمود أبو سل
13-01-2010, 10:01 PM
المذكورُ أدْناهُ..
(إقرار)
(1)
أنا المذكورُ أدناهُ..
أُقِرُّ بُعيدَما خَدِّي
تَبَرَّأَ منْ تَوَرُّدِهِ
بأنْ تعويذةُ الماضي
شَرِبْنَا نَقْعَهَا في الكَأْسِ،
والمنقُوعُ عِفْنَاهُ.
وأنْ قِطْعُ الغَدِ المَنْقوصُ
أسْرَفَ في تَمَنُّعِهِ،
وبَالَغَ منْ تَمَنَّاهُ.

أَمِنَّا مَكْرَ ذِي عَيْبٍ
وأدْبَرْنَا،
كأنَّا مَا أَمِنَّاهُ.

وآخرُنا كأوَّلِنا
تمنُّوا أنْ يلوحَ بأُفْقِهمْ أَمَلٌ
فلَمّا لاحَ
ما سُرُّوا لِمَرْآهُ.

وَبُلِّغناَ
بشرْخِ عِظَام ِ(إلِْيَاءَ) التي ظلَّتْ
تُهَاتِفُنَا لِنُسْعِفَهَا
وما جئْنا
ولو جئنا لفُوجِئْنا
بأنَّ الشَّرْخَ مُلتَحِمٌ
وعَيْنُ اللّهِ تَرْعَاهُ.

فَعَيْبُ الأَمْسِ أنْ يُنْسَى
بُكَاءٌ جُلُّهُ أَرْسَى
عَلَى أهْدابِ أَعْيُنِهَا
وَأَزْبَدَ مُذْ نَسِينَاهُ.


(2)
أنا المذكورُ أدناهُ
أَرَى أنَّا بِفُرْقَتِنَا
كَعَبْدٍ سَاقَهُ رَبَّانِ
مُخْتَلَّانِ
سَرَّهُمَا بأنَّ العبدَ لا يَبْكِي
وَلَا يَشْكِي
وَلَا يَضْجُرْ.

وأَنَّ فُتُورَهُ فَحْلٌ
وأنَّ حِرَاكَهُ أَبْتَرْ.

وغرَّهُما
بأنّ حَمِيَّةَ الأشْرَافِ في دَمِهِ
مُعَطَّلَةٌ عنِ الإفْرَازِ
فَاحْتَجَزَا شَقِيقَتَهُ
الْـ أُرَجِّحُ أنَّها الأصْغَرْ.

وَذَاقَاهَا مُنَاوَبَةً
ولَمَّا أُشْبِعَا كَفَّا
وَزَجَّاهَا
لجوْفِ الحُجْرَةِ الأقْذَرْ.

وَعِيفَ البابُ مفتوحاً
ومكتوباً بِأَعْلاهُ:
" هُنا امرأةٌ بِلا ثَوْبٍ يُغَطِّيها،
مُسَلِّمَةٌ لمنْ عَزَّتْ مَطَامِعُهُ
ومنْ كَثُرَتْ خَطَاياهُ."



(3)
أنا المذكورُ أدناهُ.
أنا أنتُمْ
أنا الْعَبْدُ.

عَدَدْتُ سِيَاطَ منْ سِيقَتْ
لهُ عُنُقِي
عَلَى جَنْبَيَّ
مرَّاتٍ عَدِيدَاتٍ
ولمْ يتطابَقِ الْعَدُّ.

كَذَبْتُ بِمَطْلَعِ الِإقرَارِ
إذْ أخبرْتُ عن خدِّي:
" تَبَرَّأَ مِنْ تَوَرُّدِهِ"،
فَلَوْنُ الوجهِ وَرْدِيٌّ
ولمْ يَتَبَرَّأِ الخَدُّ.

ولكنَّ الغَدَ المرقوبَ
أسْرَفَ في تَمَنُّعِهِ
وأَرْهَقَ منْ تمنَّاهُ.


رَجَوْتُ عِنَاقَهُ أَمَداً
ولمْ ألْقَ الّذي أَرْجُو،
ولكنِّي... سَأَلْقَاهُ.

حازم محمد البحيصي
13-01-2010, 10:13 PM
الحبيب الأديب الأريب محمود أبو سل
لهذا النبض مكان أعلى
وهو التثبيت
كأن بك كنت على شفة الغمام وأنت تكتب هذا النص وتشاهد فرقة المنظر ومآل الحال
أجدت بها شعراً وشعوراً وحالاً وتصويراً وفلسفة وطرحا
تحيتي لك

ربيع جرارعة
14-01-2010, 09:00 AM
قصيدة راقية ورائعة بحقّ
ربّما كان غيابي عن الواحة يمنعني من التمتّع بمثلها

لك الودّ

أميرة عمارة
14-01-2010, 04:01 PM
يالبهاء حرفك أيها المبدع!!

قصيدة رائعة كسابقتها..

نسعد بالقراءة لك

تحيتي لك أستاذ محمود
أميرة عمارة

محمود فرحان حمادي
14-01-2010, 05:40 PM
المذكورُ أدْناهُ..
(إقرار)
(1)
أنا المذكورُ أدناهُ..
أُقِرُّ بُعيدَما خَدِّي
تَبَرَّأَ منْ تَوَرُّدِهِ
بأنْ تعويذةُ الماضي
شَرِبْنَا نَقْعَهَا في الكَأْسِ،
والمنقُوعُ عِفْنَاهُ.
وأنْ قِطْعُ الغَدِ المَنْقوصُ
أسْرَفَ في تَمَنُّعِهِ،
وبَالَغَ منْ تَمَنَّاهُ.
أَمِنَّا مَكْرَ ذِي عَيْبٍ
وأدْبَرْنَا،
كأنَّا مَا أَمِنَّاهُ.
وآخرُنا كأوَّلِنا
تمنُّوا أنْ يلوحَ بأُفْقِهمْ أَمَلٌ
فلَمّا لاحَ
ما سُرُّوا لِمَرْآهُ.
وَبُلِّغناَ
بشرْخِ عِظَام ِ(إلِْيَاءَ) التي ظلَّتْ
تُهَاتِفُنَا لِنُسْعِفَهَا
وما جئْنا
ولو جئنا لفُوجِئْنا
بأنَّ الشَّرْخَ مُلتَحِمٌ
وعَيْنُ اللّهِ تَرْعَاهُ.
فَعَيْبُ الأَمْسِ أنْ يُنْسَى
بُكَاءٌ جُلُّهُ أَرْسَى
عَلَى أهْدابِ أَعْيُنِهَا
وَأَزْبَدَ مُذْ نَسِينَاهُ.
(2)
أنا المذكورُ أدناهُ
أَرَى أنَّا بِفُرْقَتِنَا
كَعَبْدٍ سَاقَهُ رَبَّانِ
مُخْتَلَّانِ
سَرَّهُمَا بأنَّ العبدَ لا يَبْكِي
وَلَا يَشْكِي
وَلَا يَضْجُرْ.
وأَنَّ فُتُورَهُ فَحْلٌ
وأنَّ حِرَاكَهُ أَبْتَرْ.
وغرَّهُما
بأنّ حَمِيَّةَ الأشْرَافِ في دَمِهِ
مُعَطَّلَةٌ عنِ الإفْرَازِ
فَاحْتَجَزَا شَقِيقَتَهُ
الْـ أُرَجِّحُ أنَّها الأصْغَرْ.
وَذَاقَاهَا مُنَاوَبَةً
ولَمَّا أُشْبِعَا كَفَّا
وَزَجَّاهَا
لجوْفِ الحُجْرَةِ الأقْذَرْ.
وَعِيفَ البابُ مفتوحاً
ومكتوباً بِأَعْلاهُ:
" هُنا امرأةٌ بِلا ثَوْبٍ يُغَطِّيها،
مُسَلِّمَةٌ لمنْ عَزَّتْ مَطَامِعُهُ
ومنْ كَثُرَتْ خَطَاياهُ."
(3)
أنا المذكورُ أدناهُ.
أنا أنتُمْ
أنا الْعَبْدُ.
عَدَدْتُ سِيَاطَ منْ سِيقَتْ
لهُ عُنُقِي
عَلَى جَنْبَيَّ
مرَّاتٍ عَدِيدَاتٍ
ولمْ يتطابَقِ الْعَدُّ.
كَذَبْتُ بِمَطْلَعِ الِإقرَارِ
إذْ أخبرْتُ عن خدِّي:
" تَبَرَّأَ مِنْ تَوَرُّدِهِ"،
فَلَوْنُ الوجهِ وَرْدِيٌّ
ولمْ يَتَبَرَّأِ الخَدُّ.
ولكنَّ الغَدَ المرقوبَ
أسْرَفَ في تَمَنُّعِهِ
وأَرْهَقَ منْ تمنَّاهُ.
رَجَوْتُ عِنَاقَهُ أَمَداً
ولمْ ألْقَ الّذي أَرْجُو،
ولكنِّي... سَأَلْقَاهُ.

هذا حرف كفيل بلقيا الإبداع والشموخ
يتورد خده ألقًا ومحياه علوا ورفعة
دام بهاؤه وبوركت نعماؤه
تحياتي أخي الشاعر

هيثم محمد علي
14-01-2010, 10:47 PM
الصمت في حرم الجمال جمال
ربما القراءة الرابعة
فقط أريد ان يبقى صدى ما قرأت يزلزل أرجائي
رائع وكفى
احترامي وتقديري أيها البهي

خالد الهواري
15-01-2010, 02:58 PM
لغة عالية الزوق رفيعة المعني متصلة بالروح من بعيد
كل يحس نفس ذلك العبد الذي .. تهيء بعد الزل ليري الغد
وسوف نلقاه
خالد الهواري.................................... ....

أحمد وليد زيادة
20-01-2010, 11:03 AM
هنا شاعر و عشرون قصيدة يستحقون الاحتفاء


إعجابي وتقديري

عماد أمين
20-01-2010, 04:30 PM
بل أنت مذكورٌ أعلاه
أيها الشاعر المُجيد.

تيقَّنْ أنَّ الغدَ لن يسرف أكثرَ في تمنُّعِه
وبأننا بإذن الله

ســنلقاه


مودتي وتقديري أخي الحبيب

محمود أبو سل
23-01-2010, 11:48 AM
الشاعر الحبيب القريب / حازم محمد البحيصي

أعتذر عن تأخري .

تقديرك للقصيدة من شأنه أن ينقش ابتسامةً لا تجدي معها عوامل التعرية

أشكرك عزيزي

محمود أبو سل
23-01-2010, 11:50 AM
أخي ربيع جرارعة
أشكرُ لكَ مرورك الراقي

تقبل ودي

محمود أبو سل
23-01-2010, 11:52 AM
أختنا أميرة عمارة
سعادةُ القصيدة أكبر من سعادتكِ في لحظة القراءة

من دواعي سروري
تحيتي لكِ

محمود أبو سل
23-01-2010, 11:55 AM
أخي الشاعر محمود فرحان حمادي

توَرَّدَ خدِّي بفعلِ إطرائك

شكرا أخي الحبيب وتحيتي لك

محمود أبو سل
26-01-2010, 08:53 PM
احترامي وتقديري لبهاء مرورك أخي هيثم

محمود أبو سل
26-01-2010, 08:55 PM
سوف نلقاه بدون أدنى شك أخي خالد الهواري أعزك الله
تحيتي لك

محمود أبو سل
26-01-2010, 08:56 PM
أخي أكرم حسن أحمد
مرورك أسعدني
فكيف لا أتقبله!

محمود أبو سل
26-01-2010, 10:05 PM
أخي أحمد وليد زيادة
لك مني من التقدير ما يزيد عما أبديت لي

محمود أبو سل
28-02-2010, 05:25 PM
أخي الحبيب عماد أمين

أنا اثق أنا سنلقاه بحول الله وقوته

مودتي وتقديري اخي الحبيب

جهاد إبراهيم درويش
28-02-2010, 05:54 PM
شاعري ..
لله درك
ولله بهاء حرفك ..
أدامه الله متورداً أبدا

تقبل مودتي

د. سمير العمري
05-06-2010, 08:24 PM
بورك حرفك الناضح الناضج!

ودام ألقك الكبير!

أهلا بك دوما محلقا في الأفياء.


تحياتي