المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرَّقْصُ مَعَ الْمَوْتِ.



د. نجلاء طمان
16-01-2010, 02:22 AM
الرَّقْصُ مَعَ الْمَوْتِ.



لَيْلٌ يَنْزَاحُ ويَرْحَلُ, وآخَرُ يَقْبَعُ في قَلْبِي...يُغيمُ في عيني ...يأكلُ من جلدِي . أُزيحُ العفنَ العَالقَ بالجسدِ, أرى بعضِي يتركُ بعضِي , يَأكلُهما التفَّرقُ في طرقٍ ملبدةٍ لتيهِ اليَأسِ. تَغمرُ بقايايَ رِيحٌ لا تتحركْ ... تُبعثُرنِي أبداً لا تُصالُحُنِي. أتَهجَأُ العَودةَ, وأفْترضُ لها طرقاً , لكنَّ ذاكرتِي مطفأٌ فيها الرَّمادِ, أستُلُ الخرَائطَ كيْ أَصلَ... فأصْطدِمُ بدرْبِي المعبأةَ بِي وحدِي مع غوْغاءِ وهمِي, وكثيرٍ من يأسٍ يحتَضِنُ يَأساً.


جَسدِي مسْتباحٌ فوقَ أَرصفَةِ العُمُرِ المسروقِ... مَنْ يُعْلنُ موتِى ؟
يَتكَسرٌ وجْهِي, يَتساقطٌ وجْهِي مع دمعِي , أتَوَسلُ جزءًا منْ بعضِي لِيُلمْلمَ وجْهِي المُتبعْثِرَ في صرَخاتِ الذَّاتِ, أحْملُه ُ شَظايَاهُ تُدمِى كفِى. كيفَ أُصْلِحُ وجْهِي ؟ أَبحثُ عنْ مَوتِى ... ما كلُّ هَذا الوَجَعُ!
هلْ أَصرُخُ ؟ فلأَصرُخ... لكنْ ما بَالُ الصرخةِ مقتولةٍ فوقَ حبالِ حُرُوفِي الثَّكلَى ! ما بالُ الزَّفرةِ تَجْهضُها شِفاهُ الوجَعِ الظَّمْأَى ! ما بَالُ جِراحِي مَذْهُولة!....تَتراقَصُ معَ مَوتِى ...تَترَاقص على أشْلاءِ النَّبضِّ.


يَتلَوَنُ جَفْنُ بُكائِي بالدِّمِ النَّافِرِ مَنْ بُؤبُؤِ ِوَجَعِي, جَفَّ نَهرُ الصَّبْرِ ونامَ منْهُوشَاً مُرتَاحَاً علَى جُثثِ صُرَاخِي... مَنْ يُحْصْى جِرَاحِي؟ ماْئة ٌ...ألفٌ ....مِليونٌ ...مَللتُ العَدَّ, فمَنْ يٌحصِى جِراحِي ؟ أَسْألُ أمْسِى لِمَ تُشبِهُ يومِي, لم تشبه غَدِى وبَعدَ غدٍ؟ يُنَادِينِي أَنِينِي أَنْ كُفِي , وابتلعي غصتك بظلالِ الموتِ العَطشَى لفؤَادِكِ. فُؤادِي أتُولْولْ ؟ لاَّ تُوَلوِلْ! قدْ مَلَّ ضَجَرِي صُرَاخَ نَبضِكِ. لاَّ توَلْوِلُ!, وارْقُصْ مع مَوتِى, دَعْهُ يَلُوكُ آهاتِكَ فمَا عَادَ لكَ حَبيبٌ ولاَ ذِراعٌ تحْويكَ, فتَرَاقصْ بَينَ ذِرَاعَيْ مَوتِكَ... لاَّ تَتعبْ... ارْقصْ, ارْقٌص لا تسْأَمْ... واسْكُبْ دمَكَ سيْلاً جَارِفاً فوقَ رُفَاتِكَ, لاَّ تسْتَجدِي الرَّحْمَةَ, فالرَّحمَةُ حُلمٌ ليسَ لَكَ.



وأنْتْ! أنتَ ما عَادتْ تَألفَكَ الأَحْلاَمُ, ما عادْت تعرِفُكَ الألْوانُ ... ألوَانُكَ ذَهبتْ معَ مَنْ ذَهبُوا, ذهَبتْ خَلفَهُم تتَوسَّلُ آثارَ الحِرمَانِ . لاَّ تبْحثْ عنهُم ولاَ عَنْها, وكَفاكَ مِنها أسودٌ... يَعزِفُ لكَ مِنْ أنْغَامِ أَنينِكَ مُوسِيقَى المَّوْتِ, فرَقْصُكَ معَ مَّوتِكَ حَتمَّاً يَحتاجُ الأَلحانَ.


لِمَ تنْظرُ لِي؟ رَفعْتُ الرَّايةَ وسَّلمْتُ, وأَقْسمْتُ بِقسْوَةِ مَنْ يَهوَاهُ حَنِينِي, أنَّ زَمَانِي أَبَداً لَنْ يَهوَانَي , وأنَّ المَّوْتَ وَحْدهٌ وَحِيدِي وحَنُونِي , هُوَ وَحدَهُ مَنْ سيَهبُنِي أَكْفانِي. لاَّ تَنظرُ لِي! أوَترْضَى بالعَيشِ ذَلِيلاً ؟ تتَوسَّلُ فُلولَ عِشقٍ هَارِبةً في قَلبِ سَّكنَ مُدنَ الغِيابِ , تَتسَّولُ نَهرَاً فِي صَوتَه كَانَ يُسقِيكَ. جَفتْ آخِرُ أنْهارِكَ, لاَّ تَقلقْ, أدَّخِرُ لّكَ بَحرَ دمٍ؛ سَتروِيكَ مِنْهُ مَدَامِعِي . لاّ تَنظُرْ مذْهُولاً ! سَقطَتْ قلْعةُ أوْهامِكَ, سقَطتْ... سقطَتْ. اتْرُكنِي الآنَ أُعدُّ طُقوسَ الرَّقصَةِ:


سَيكُونُ المَرقصُ جُثةَ عِشقِي المصْلوبِ فوقَ أَوتَادِ الظَّلمِ المَلعُونِ, وحَولِي ... جُدرَانُ سَماءٍ تَتصَّدعُ صَارخةً... بِصوتٍ يَائسٍ مَبحُوحٍ, ومَطرٌ تنْزفَهُ شرَايِينُ وجْدِي المذْبوحِ, ورِياحُ خرَابٍ تَبصِقُ نَاراً فِي وجْهِ الحِلمِ المَجرِوحِ , وأنِينُ فَجرٍ يَلعَقُ دمَهُ المُتخثِرَ فوقَ ورودٍ سَحقتَها خَطوُ السنُينِ, وقًمرٌ شاحِبٌ يَتدَلى مِنْ ليلِ العشقِ المُتوجعِ , ونَجْماتٌ تَهوِى صَريعةً مُحترقَةً... تُطلقُ رَمادًا منْ شجنٍ, وغَيماتٌ سُودٌ... تَشهقُ من فمِ الصمتِ المَفجوعِ, وحَفيفُ أشْباحٍ تَزأرُ فِي أُذنِ صَدَاها المَخرُوسِ ...في قلبِ الموتِ المدهوشِ, ومن بعيدٍ... يأتي صَوتُ ذئبِكَ يَعوِى عواءَه المكتومَ, ليكتملَ اللحنُ... لحنُ الموتِ المحتومِ. والآن... لنبتدىءُ الرقصَ المجنونَ.

هشام عزاس
16-01-2010, 03:50 AM
الدكتورة الأديبة / نجلاء طمان

حقيقة لم أستطع أن أبتلع علقم بوحكِ هذه الليلة ، فقد كان مريرا جدا جدا جدا ...
كنتُ أظن صرختي قوية عاتية عندما ناديتُ يوما : " أيـا وجهي المنبوذ ردّ إليّ وجهي " ، فإذا بها تغرقُ في بحر صرخاتكِ و تتوارى خجلة أمام هذه الرقصة التي سلخت الحس و الروح و الجسد .


أي حبر أسعفكِ و أمدّكِ بهذا السواد الذي لم أتمكن من أن أستشف منه بقعة ضوء واحدة أعبرُ منها إلى ذات سلّمت للموت كل مفاتيح الحياة !!


نصكِ أرهقني حقا و جعلني أتخبطُ بين متاهاته ، و ليتها كانت متاهات تنتهي إلى بوابة خروج بالأخير ، إنها متاهات مغلقة الاتجاهات ، صمّمها الألـم و سدّ الوجع فيها كل الثغرات .



إنها رقصة ميتة ، سيحتار من حركاتها الجنون ؟؟!!

كوني بخير أيتها الوردة السوداء
كوني بخير ...

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام

أحمد حاتم
16-01-2010, 08:18 AM
لاَّ تَقلقْ, أدَّخِرُ لّكَ بَحرَ دمٍ؛ سَتروِيكَ مِنْهُ مَدَامِعِي . لاّ تَنظُرْ مذْهُولاً ! سَقطَتْ قلْعةُ أوْهامِكَ, سقَطتْ... سقطَتْ. اتْرُكنِي الآنَ أُعدُّ طُقوسَ الرَّقصَةِ:
........................
رغم غرابة هذا الجزء إلا أن به ذات التموجات التى تنفرد بها
كتاباتك دكتوره
إغراق ممتع في إغراق أمتع رغم عتمة الكلمات
رائعة كالعاده

ثائر الحيالي
16-01-2010, 09:22 AM
الرَّقْصُ مَعَ الْمَوْتِ.



لَيْلٌ يَنْزَاحُ ويَرْحَلُ, وآخَرُ يَقْبَعُ في قَلْبِي...يُغيمُ في عيني ...يأكلُ من جلدِي . أُزيحُ العفنَ العَالقَ بالجسدِ, أرى بعضِي يتركُ بعضِي , يَأكلُهما التفَّرقُ في طرقٍ ملبدةٍ لتيهِ اليَأسِ. تَغمرُ بقايايَ رِيحٌ لا تتحركْ ... تُبعثُرنِي أبداً لا تُصالُحُنِي. أتَهجَأُ العَودةَ, وأفْترضُ لها طرقاً , لكنَّ ذاكرتِي مطفأٌ فيها الرَّمادِ, أستُلُ الخرَائطَ كيْ أَصلَ... فأصْطدِمُ بدرْبِي المعبأةَ بِي وحدِي مع غوْغاءِ وهمِي, وكثيرٍ من يأسٍ يحتَضِنُ يَأساً.


جَسدِي مسْتباحٌ فوقَ أَرصفَةِ العُمُرِ المسروقِ... مَنْ يُعْلنُ موتِى ؟
يَتكَسرٌ وجْهِي, يَتساقطٌ وجْهِي مع دمعِي , أتَوَسلُ جزءًا منْ بعضِي لِيُلمْلمَ وجْهِي المُتبعْثِرَ في صرَخاتِ الذَّاتِ, أحْملُه ُ شَظايَاهُ تُدمِى كفِى. كيفَ أُصْلِحُ وجْهِي ؟ أَبحثُ عنْ مَوتِى ... ما كلُّ هَذا الوَجَعُ!
هلْ أَصرُخُ ؟ فلأَصرُخ... لكنْ ما بَالُ الصرخةِ مقتولةٍ فوقَ حبالِ حُرُوفِي الثَّكلَى ! ما بالُ الزَّفرةِ تَجْهضُها شِفاهُ الوجَعِ الظَّمْأَى ! ما بَالُ جِراحِي مَذْهُولة!....تَتراقَصُ معَ مَوتِى ...تَترَاقص على أشْلاءِ النَّبضِّ.


يَتلَوَنُ جَفْنُ بُكائِي بالدِّمِ النَّافِرِ مَنْ بُؤبُؤِ ِوَجَعِي, جَفَّ نَهرُ الصَّبْرِ ونامَ منْهُوشَاً مُرتَاحَاً علَى جُثثِ صُرَاخِي... مَنْ يُحْصْى جِرَاحِي؟ ماْئة ٌ...ألفٌ ....مِليونٌ ...مَللتُ العَدَّ, فمَنْ يٌحصِى جِراحِي ؟ أَسْألُ أمْسِى لِمَ تُشبِهُ يومِي, لم تشبه غَدِى وبَعدَ غدٍ؟ يُنَادِينِي أَنِينِي أَنْ كُفِي , وابتلعي غصتك بظلالِ الموتِ العَطشَى لفؤَادِكِ. فُؤادِي أتُولْولْ ؟ لاَّ تُوَلوِلْ! قدْ مَلَّ ضَجَرِي صُرَاخَ نَبضِكِ. لاَّ توَلْوِلُ!, وارْقُصْ مع مَوتِى, دَعْهُ يَلُوكُ آهاتِكَ فمَا عَادَ لكَ حَبيبٌ ولاَ ذِراعٌ تحْويكَ, فتَرَاقصْ بَينَ ذِرَاعَيْ مَوتِكَ... لاَّ تَتعبْ... ارْقصْ, ارْقٌص لا تسْأَمْ... واسْكُبْ دمَكَ سيْلاً جَارِفاً فوقَ رُفَاتِكَ, لاَّ تسْتَجدِي الرَّحْمَةَ, فالرَّحمَةُ حُلمٌ ليسَ لَكَ.



وأنْتْ! أنتَ ما عَادتْ تَألفَكَ الأَحْلاَمُ, ما عادْت تعرِفُكَ الألْوانُ ... ألوَانُكَ ذَهبتْ معَ مَنْ ذَهبُوا, ذهَبتْ خَلفَهُم تتَوسَّلُ آثارَ الحِرمَانِ . لاَّ تبْحثْ عنهُم ولاَ عَنْها, وكَفاكَ مِنها أسودٌ... يَعزِفُ لكَ مِنْ أنْغَامِ أَنينِكَ مُوسِيقَى المَّوْتِ, فرَقْصُكَ معَ مَّوتِكَ حَتمَّاً يَحتاجُ الأَلحانَ.


لِمَ تنْظرُ لِي؟ رَفعْتُ الرَّايةَ وسَّلمْتُ, وأَقْسمْتُ بِقسْوَةِ مَنْ يَهوَاهُ حَنِينِي, أنَّ زَمَانِي أَبَداً لَنْ يَهوَانَي , وأنَّ المَّوْتَ وَحْدهٌ وَحِيدِي وحَنُونِي , هُوَ وَحدَهُ مَنْ سيَهبُنِي أَكْفانِي. لاَّ تَنظرُ لِي! أوَترْضَى بالعَيشِ ذَلِيلاً ؟ تتَوسَّلُ فُلولَ عِشقٍ هَارِبةً في قَلبِ سَّكنَ مُدنَ الغِيابِ , تَتسَّولُ نَهرَاً فِي صَوتَه كَانَ يُسقِيكَ. جَفتْ آخِرُ أنْهارِكَ, لاَّ تَقلقْ, أدَّخِرُ لّكَ بَحرَ دمٍ؛ سَتروِيكَ مِنْهُ مَدَامِعِي . لاّ تَنظُرْ مذْهُولاً ! سَقطَتْ قلْعةُ أوْهامِكَ, سقَطتْ... سقطَتْ. اتْرُكنِي الآنَ أُعدُّ طُقوسَ الرَّقصَةِ:


سَيكُونُ المَرقصُ جُثةَ عِشقِي المصْلوبِ فوقَ أَوتَادِ الظَّلمِ المَلعُونِ, وحَولِي ... جُدرَانُ سَماءٍ تَتصَّدعُ صَارخةً... بِصوتٍ يَائسٍ مَبحُوحٍ, ومَطرٌ تنْزفَهُ شرَايِينُ وجْدِي المذْبوحِ, ورِياحُ خرَابٍ تَبصِقُ نَاراً فِي وجْهِ الحِلمِ المَجرِوحِ , وأنِينُ فَجرٍ يَلعَقُ دمَهُ المُتخثِرَ فوقَ ورودٍ سَحقتَها خَطوُ السنُينِ, وقًمرٌ شاحِبٌ يَتدَلى مِنْ ليلِ العشقِ المُتوجعِ , ونَجْماتٌ تَهوِى صَريعةً مُحترقَةً... تُطلقُ رَمادًا منْ شجنٍ, وغَيماتٌ سُودٌ... تَشهقُ من فمِ الصمتِ المَفجوعِ, وحَفيفُ أشْباحٍ تَزأرُ فِي أُذنِ صَدَاها المَخرُوسِ ...في قلبِ الموتِ المدهوشِ, ومن بعيدٍ... يأتي صَوتُ ذئبِكَ يَعوِى عواءَه المكتومَ, ليكتملَ اللحنُ... لحنُ الموتِ المحتومِ. والآن... لنبتدىءُ الرقصَ المجنونَ.



الأستاذة د. نجلاء طمان


سماء احتشد الحزن في أفقها غماما ً..فأمطر حرفا ً إخضل له عشب البلاغة..

رائع..وأكثر


سلمت ..وسلم مدادك..

محبتي

زهراء المقدسية
16-01-2010, 07:29 PM
هنا قرأت الوجع والحزن المقيم
وآه مما قرأت

الدكتورة نجلاء

حتى الألم ليس جميعنا له القدرة ليعبر عنه
أنت هنا أجدت وأتعبتني معك

أذهب الله عنك الهم والحزن والوجع
دمت بخير

عبدالله المحمدي
16-01-2010, 08:51 PM
باتت مشاعر ملطخة بالحسرة ، يكسوها سواد ويلبسها سواد
وتلك الطهارة تتراقص ألما وهي تحتضر ..............


ارتعاشات منتشية .. سراب وماء .. دمية وجسد .. ظل وهجير .. وتناقض مميت
نجلاء :
ويبقى احتوائنا للأشياء يئن شوقا لتلك التي نعشق .. ولا أحد يدري .....والان لنبتديء الرقص المجنون

فاطمه عبد القادر
16-01-2010, 09:14 PM
سَيكُونُ المَرقصُ جُثةَ عِشقِي المصْلوبِ فوقَ أَوتَادِ الظَّلمِ المَلعُونِ, وحَولِي ... جُدرَانُ سَماءٍ تَتصَّدعُ صَارخةً... بِصوتٍ يَائسٍ مَبحُوحٍ, ومَطرٌ تنْزفَهُ شرَايِينُ وجْدِي المذْبوحِ, ورِياحُ خرَابٍ تَبصِقُ نَاراً فِي وجْهِ الحِلمِ المَجرِوحِ , وأنِينُ فَجرٍ يَلعَقُ دمَهُ المُتخثِرَ فوقَ ورودٍ سَحقتَها خَطوُ السنُينِ, وقًمرٌ شاحِبٌ يَتدَلى مِنْ ليلِ العشقِ المُتوجعِ , ونَجْماتٌ تَهوِى صَريعةً مُحترقَةً... تُطلقُ رَمادًا منْ شجنٍ, وغَيماتٌ سُودٌ... تَشهقُ من فمِ الصمتِ المَفجوعِ, وحَفيفُ أشْباحٍ تَزأرُ فِي أُذنِ صَدَاها المَخرُوسِ ...في قلبِ الموتِ المدهوشِ, ومن بعيدٍ... يأتي صَوتُ ذئبِكَ يَعوِى عواءَه المكتومَ, ليكتملَ اللحنُ... لحنُ الموتِ المحتومِ. والآن... لنبتدىءُ الرقصَ المجنونَ.



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا ألله ,,,,,
أسعفتني فعلا عندما رددتها عدة مرات وأنا أقرأ لك هذا النص
لهذه الدرجة وصلت بك آلام هذه الدنيا الغريبة الأطوار
كنتِ كالطير الذي رقص مذبوحا من الألم !!!!
لقد دهشت فعلا من كلماتك المعبرة عن وجع عظيم
يا إلهي ,,هذه الكلمات النازفة كأنها حشرجات موت حقيقي
وكانت مع ذلك رائعة بعمق مداها وجمال صورها وبلاغتها في التعبير
هنا يوجد الله ورحمته التي وسعت كل شيء
بقليل من الصبر وكثير من الإيمان سيزول كل شر إنشاء الله
أتمناك بكل سعادة الدنيا يا د نجلاء ...لا تيأسي أبدا
جميل نصك ,,,وغاية في الجمال والروعة
كوني بألف خير,,, نحن نسمعك دائما
شكرا لكل هذا الجمال الأسود الذي نثرته أنفاسك
قريبا يصبح جمالا ورديا بإذن الله
ماسة



https://www.rabitat-alwaha.net/pride/misc/quotes/quot-bot-left.gif

https://www.rabitat-alwaha.net/pride/misc/quotes/quot-bot-right.gif

محمد فقيه
16-01-2010, 10:29 PM
الرَّقْصُ مَعَ الْمَوْتِ.



لَيْلٌ يَنْزَاحُ ويَرْحَلُ, وآخَرُ يَقْبَعُ في قَلْبِي...يُغيمُ في عيني ...يأكلُ من جلدِي . أُزيحُ العفنَ العَالقَ بالجسدِ, أرى بعضِي يتركُ بعضِي , يَأكلُهما التفَّرقُ في طرقٍ ملبدةٍ لتيهِ اليَأسِ. تَغمرُ بقايايَ رِيحٌ لا تتحركْ ... تُبعثُرنِي أبداً لا تُصالُحُنِي. أتَهجَأُ العَودةَ, وأفْترضُ لها طرقاً , لكنَّ ذاكرتِي مطفأٌ فيها الرَّمادِ, أستُلُ الخرَائطَ كيْ أَصلَ... فأصْطدِمُ بدرْبِي المعبأةَ بِي وحدِي مع غوْغاءِ وهمِي, وكثيرٍ من يأسٍ يحتَضِنُ يَأساً.


جَسدِي مسْتباحٌ فوقَ أَرصفَةِ العُمُرِ المسروقِ... مَنْ يُعْلنُ موتِى ؟
يَتكَسرٌ وجْهِي, يَتساقطٌ وجْهِي مع دمعِي , أتَوَسلُ جزءًا منْ بعضِي لِيُلمْلمَ وجْهِي المُتبعْثِرَ في صرَخاتِ الذَّاتِ, أحْملُه ُ شَظايَاهُ تُدمِى كفِى. كيفَ أُصْلِحُ وجْهِي ؟ أَبحثُ عنْ مَوتِى ... ما كلُّ هَذا الوَجَعُ!
هلْ أَصرُخُ ؟ فلأَصرُخ... لكنْ ما بَالُ الصرخةِ مقتولةٍ فوقَ حبالِ حُرُوفِي الثَّكلَى ! ما بالُ الزَّفرةِ تَجْهضُها شِفاهُ الوجَعِ الظَّمْأَى ! ما بَالُ جِراحِي مَذْهُولة!....تَتراقَصُ معَ مَوتِى ...تَترَاقص على أشْلاءِ النَّبضِّ.


يَتلَوَنُ جَفْنُ بُكائِي بالدِّمِ النَّافِرِ مَنْ بُؤبُؤِ ِوَجَعِي, جَفَّ نَهرُ الصَّبْرِ ونامَ منْهُوشَاً مُرتَاحَاً علَى جُثثِ صُرَاخِي... مَنْ يُحْصْى جِرَاحِي؟ ماْئة ٌ...ألفٌ ....مِليونٌ ...مَللتُ العَدَّ, فمَنْ يٌحصِى جِراحِي ؟ أَسْألُ أمْسِى لِمَ تُشبِهُ يومِي, لم تشبه غَدِى وبَعدَ غدٍ؟ يُنَادِينِي أَنِينِي أَنْ كُفِي , وابتلعي غصتك بظلالِ الموتِ العَطشَى لفؤَادِكِ. فُؤادِي أتُولْولْ ؟ لاَّ تُوَلوِلْ! قدْ مَلَّ ضَجَرِي صُرَاخَ نَبضِكِ. لاَّ توَلْوِلُ!, وارْقُصْ مع مَوتِى, دَعْهُ يَلُوكُ آهاتِكَ فمَا عَادَ لكَ حَبيبٌ ولاَ ذِراعٌ تحْويكَ, فتَرَاقصْ بَينَ ذِرَاعَيْ مَوتِكَ... لاَّ تَتعبْ... ارْقصْ, ارْقٌص لا تسْأَمْ... واسْكُبْ دمَكَ سيْلاً جَارِفاً فوقَ رُفَاتِكَ, لاَّ تسْتَجدِي الرَّحْمَةَ, فالرَّحمَةُ حُلمٌ ليسَ لَكَ.



وأنْتْ! أنتَ ما عَادتْ تَألفَكَ الأَحْلاَمُ, ما عادْت تعرِفُكَ الألْوانُ ... ألوَانُكَ ذَهبتْ معَ مَنْ ذَهبُوا, ذهَبتْ خَلفَهُم تتَوسَّلُ آثارَ الحِرمَانِ . لاَّ تبْحثْ عنهُم ولاَ عَنْها, وكَفاكَ مِنها أسودٌ... يَعزِفُ لكَ مِنْ أنْغَامِ أَنينِكَ مُوسِيقَى المَّوْتِ, فرَقْصُكَ معَ مَّوتِكَ حَتمَّاً يَحتاجُ الأَلحانَ.


لِمَ تنْظرُ لِي؟ رَفعْتُ الرَّايةَ وسَّلمْتُ, وأَقْسمْتُ بِقسْوَةِ مَنْ يَهوَاهُ حَنِينِي, أنَّ زَمَانِي أَبَداً لَنْ يَهوَانَي , وأنَّ المَّوْتَ وَحْدهٌ وَحِيدِي وحَنُونِي , هُوَ وَحدَهُ مَنْ سيَهبُنِي أَكْفانِي. لاَّ تَنظرُ لِي! أوَترْضَى بالعَيشِ ذَلِيلاً ؟ تتَوسَّلُ فُلولَ عِشقٍ هَارِبةً في قَلبِ سَّكنَ مُدنَ الغِيابِ , تَتسَّولُ نَهرَاً فِي صَوتَه كَانَ يُسقِيكَ. جَفتْ آخِرُ أنْهارِكَ, لاَّ تَقلقْ, أدَّخِرُ لّكَ بَحرَ دمٍ؛ سَتروِيكَ مِنْهُ مَدَامِعِي . لاّ تَنظُرْ مذْهُولاً ! سَقطَتْ قلْعةُ أوْهامِكَ, سقَطتْ... سقطَتْ. اتْرُكنِي الآنَ أُعدُّ طُقوسَ الرَّقصَةِ:


سَيكُونُ المَرقصُ جُثةَ عِشقِي المصْلوبِ فوقَ أَوتَادِ الظَّلمِ المَلعُونِ, وحَولِي ... جُدرَانُ سَماءٍ تَتصَّدعُ صَارخةً... بِصوتٍ يَائسٍ مَبحُوحٍ, ومَطرٌ تنْزفَهُ شرَايِينُ وجْدِي المذْبوحِ, ورِياحُ خرَابٍ تَبصِقُ نَاراً فِي وجْهِ الحِلمِ المَجرِوحِ , وأنِينُ فَجرٍ يَلعَقُ دمَهُ المُتخثِرَ فوقَ ورودٍ سَحقتَها خَطوُ السنُينِ, وقًمرٌ شاحِبٌ يَتدَلى مِنْ ليلِ العشقِ المُتوجعِ , ونَجْماتٌ تَهوِى صَريعةً مُحترقَةً... تُطلقُ رَمادًا منْ شجنٍ, وغَيماتٌ سُودٌ... تَشهقُ من فمِ الصمتِ المَفجوعِ, وحَفيفُ أشْباحٍ تَزأرُ فِي أُذنِ صَدَاها المَخرُوسِ ...في قلبِ الموتِ المدهوشِ, ومن بعيدٍ... يأتي صَوتُ ذئبِكَ يَعوِى عواءَه المكتومَ, ليكتملَ اللحنُ... لحنُ الموتِ المحتومِ. والآن... لنبتدىءُ الرقصَ المجنونَ.



لا الحرف يسعفني ..كلا ولا الوترُ...

ماذا هنا غير طعم الحزن ينعصرُ...

ورقصة الموت...تُبكينا حكايتها..

وكلنا في دروب الموت ننتظرُ..



أحزنتني رقصة الموت...

وهذا التضاد العجيب بين الموت الذي هو قمة النهاية...

وبين الرقص الذي قد يكون نشوة البداية..

وما بينهما....

أدهشتي الكلمات...

وأذهلتني المعاناة...

فوقفت ما بين الرقص والموت ...

في شبه موتٍ راقص...

مررت من هنا...

فاهتز كياني...

فنثرت بعض أجزائه...

تقبلي مروري المتواضع...

.....
..
.

عبدالصمد حسن زيبار
19-01-2010, 06:47 PM
حينما يختلط بكاء الحزن و قهقهات الغياب
تكون الهيستريا سيدة الموقف وهو رأس الضياع المفجع و الغياب المتواري,
اما سواد تفاصيل الموت في اتحادها مع الرقص المجنون,
فإنها قمة التعبير عن لحظة التشظي و الذات المغتربة في الحضور الموهوم.

تتعدد تفاصيل الأشياء و الكون لتلقي بزخمها في إكمال قتامة المشهد
ما بين الليل و العفن و الرماد إلى القمر الشاحب و الغيمات السود
تكتمل الفصول في سطور كتاب الحضور في رقصة الموت.

عبدالصمد زيبار

أماني عواد
19-01-2010, 07:50 PM
د. نجلاء طمان (https://www.rabitat-alwaha.net/member.php?u=2802)


ربما الرقص على الجراح يذيبها او يجعل صديدها يسيل بعض الشئ

تيماء هاشم
20-01-2010, 03:13 PM
من جمال النص رقصت معك
يا لقوة تلك الحروف والكلمات
نص رائع تعتريه ملامح الالم والحزن ولكنه
في الحقيقة اذهلني ...........
ابدعت في اختيارك للمفردات المؤلمة
اسلوبك ساقني حتى النهاية رغم صعوبته

وأَقْسمْتُ بِقسْوَةِ مَنْ يَهوَاهُ حَنِينِي, أنَّ زَمَانِي أَبَداً لَنْ يَهوَانَي , وأنَّ المَّوْتَ وَحْدهٌ وَحِيدِي وحَنُونِي , هُوَ وَحدَهُ مَنْ سيَهبُنِي أَكْفانِي.
ادام الله نزف قلمك وابعد عن قلببك رقصات
دموع على خديك غاليتنا ..............
ارجو ان تتقبلي مروري في متصفحك
هذا مروري المتواضع انا ..........تيماء هاشم

عبد الرحمن الكرد
20-01-2010, 09:50 PM
القديره نجلاء
لا أحزن الله قلبك
كلماتك تغوص بأعماق الألم والحزن
تحياتي

منى الخالدي
20-01-2010, 11:41 PM
أيتها الحزينة
الطاغية على قلبي
وكأنكِ تعرفين كلّ دهاليزه
وتختبئين ما بين سطوره
فتكتبين عن لسانه كل وجعٍ في داخلي مكنون..

الصديقة الغالية د.نجلاء
حروفكِ رائعة دوماً
تُشعرني وكأنكِ كتبتِه بدمك وليس بحبرك..

تنبضين دوماً كفراشة حزينة..
فما أجملكِ حتى في حزنكِ..!

د. نجلاء طمان
25-01-2010, 02:12 AM
الدكتورة الأديبة / نجلاء طمان

حقيقة لم أستطع أن أبتلع علقم بوحكِ هذه الليلة ، فقد كان مريرا جدا جدا جدا ...
كنتُ أظن صرختي قوية عاتية عندما ناديتُ يوما : " أيـا وجهي المنبوذ ردّ إليّ وجهي " ، فإذا بها تغرقُ في بحر صرخاتكِ و تتوارى خجلة أمام هذه الرقصة التي سلخت الحس و الروح و الجسد .


أي حبر أسعفكِ و أمدّكِ بهذا السواد الذي لم أتمكن من أن أستشف منه بقعة ضوء واحدة أعبرُ منها إلى ذات سلّمت للموت كل مفاتيح الحياة !!


نصكِ أرهقني حقا و جعلني أتخبطُ بين متاهاته ، و ليتها كانت متاهات تنتهي إلى بوابة خروج بالأخير ، إنها متاهات مغلقة الاتجاهات ، صمّمها الألـم و سدّ الوجع فيها كل الثغرات .



إنها رقصة ميتة ، سيحتار من حركاتها الجنون ؟؟!!

كوني بخير أيتها الوردة السوداء
كوني بخير ...

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام


شكرًا لوقع خطاكَ قد أضاء في الظلمة شمسًا !!

وعذرًا لكل هذا المرار عساه لم يمرمر فيكَ قيد أنملة مرور!!


هو التعب متعبٌ فينا!!

تقديري

وفاء شوكت خضر
25-01-2010, 04:11 PM
الحرف هنا كوخز الشوك في الجسد ..
امتد الألم مساحة غطتها غيوم الحزن فامطرت دمعا أحمر ..
رسم الحزن بصور جمالية اسما ومؤلمة حسا ..
قد نالنا من هذا الحزن نصيب ، وهذا ما يقبت نجاح النص أدبيا وفنيا ..

نجلاء الخير ..
أديبة حساسة شفيفة صادقة أنت ..
عسى أن يكون الحزن حبرا على ورق ولم يمس نفسك الرقيقة ..


حملت بعضا من هذا الحزن قوتا لليلي ..


محبتي في الله ..
ولك الدعاء بظهر الغيب .

خليل حلاوجي
31-01-2010, 12:56 PM
هذا النص هو دمع جراحنا ..

وأما الدم ... فقد صار الحاء ... لأكفنا المتوضئة ...


نحن على الحقيقة .... سطور الوجع

وفاء شوكت خضر
27-03-2010, 09:51 AM
نشرت هذا النص في جريدة القبس الكويتية ، وهي من النضوض التي أبدعت فيها أديبتنا د. نجلاء طمان ..

رابط النص في جريدة القبس :

http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=578278&date=17022010

حازم محمد البحيصي
27-03-2010, 11:17 PM
الاديبة نجلاء طمـآن
نص موجع حد السوداوية

كن جميلا ترَ الوجود جميلا
تحيتي لك

ربيحة الرفاعي
18-12-2014, 01:25 AM
سبق لي التواجد هنا ولكني مضيت بدون تعليق
فقد وجدت الحزن ثقيلا مرا، وخشيت إن غصت فيه أكثر أن يسدل عليّ بغلالته

شجون تلتف حول الحروف فتمطرها لوعة وأسى
ومفردة شجية طائعة لقلم متمكن

لا أحزن الله قلبك غاليتي

دمت بألق

وليد عارف الرشيد
18-12-2014, 01:51 AM
نص باذخ اللغة والتعبير والتصوير وقاتم الشعور جدا
ما بين متعتي بالحرف المقتدر الجميل واكتئابي برقصة الموت وقفت طويلا هنا مبدعتنا
بوركت وأسعد الله أوقاتك

خلود محمد جمعة
11-02-2015, 06:30 AM
كان الرقص جنونيا على نصل الاحرف فسال المداد أحمرا من جروح الكلمات المكلومة
ارتدى حرفك ثوب الحداد بجمال وأناقة طرح رائع ومؤثر
بوركتا

ناديه محمد الجابي
20-03-2016, 04:26 PM
توقفت مليا أمام سطورك وتمكن مني الحزن ..
قطع الفراق شرايين الوصل فانفجر القلب يرقص رقصة الموت
على جثة العشق المصلوب فوق أوتاد الظلم.
كلماتك سكينا أسالت الدمع والدم .
نص ممتع بحزن مثير ..تنتحب الحروف وتبكي الصور
وببراعة تحملين القارئ ليسافر معك على أجنحة وجعك مبهورا
حروف محملة بالوجع ولكنها أمطرت ألقا فأشرقت من بين السطور شمس الجمال
واستدرت الدمع... لا أحزن الله لك قلبا
نص اكتملت فيه ملامح الجمال. :0014: