تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : //ــ عَلِمْنِي كَيْفَ أَمُوتُ فِيكَ أَكْثَر ــ //



فدوى يومة
28-01-2010, 06:12 PM
لـ الحروق الثلاثة في "وطن"
لكل من رحل ،ولكل من ينتظرون عودة من رحلوا ...
اشعر أنني فارغة تماما ،كحقيبة سفر حبلى بالثياب، منفوخة البطن، غير أنها خاوية عندما تمتد إصبعي كي انتقي ما سوف أرتدي ،هذا الفراغ يشدني إليه أكثر، وكلما حاولت أن أبتعد عنه يقربني إليه ،يطبع بذاكرتي قبلة باردة، تعيدني للنظر في وجه الموت ،يغريني أمد يدي نحوه
ليضمني أكثر ،صوت أمي يحمل من الوجع ما تخطى حدوده ،تسألني في همس كهمس فراغي متى سيعودون جميعا.؟فأجيب: قريبا .
واستمر بصمتي، خيال ذلك الجبل البعيد يطوف حولي مند مدة من الوقت، استيقظت ذات صباح خريفي من نومي، راقبت الأفق الممتدة حولي، ورأيته،رأيته بعد ثلاثين عاما من صحبة دائمة، شدني حنين إليه، أرخيت بصري نحوه، ورآني، تخيلتني بين أحضانه أمارس هواية الغطس في أحشائه، أعود لرحمه من جديد لينجبني أنثى لا تشبهني في شيء، أنثى لا تشتاق لعيد ميلادها الأول، أنثى لا تشبهني في ارتوائي الدائم من مياه الغدر والانتظار، أنثى لا تكف عن تقطير دمع حفر على خدها خندق مالح لا يصلح للزرع.. الحزن إله والدمع سلطة مالحة والآخرين عصافير ذابلة مقصوصة الجناح غنائها يدمي القلب، كففت عن سماع أغانيها ...امشي بطرقات معجونة بمياه المطر، انتشل ظلي من الغرق تحت حوافر أحصنة كفت عن إنجاب الفرسان، تمضي وحيدة في شوارع موشومة بأسماء الراحلين عنها ،يعيدونها دوما للتذكر كلما حاولت أن تغلب النسيان..كجدران منازلنا العتيقة المحدقة بالفراغ ،تمسك بأجساد شبان حينا إليها ،تطبع على ظهورهم برد جدرانها ،لتأخذ منهم دفئ أجسادهم الخاوية إلى
من بعض الحلمـ، يشبهون أعقاب السجائر تَحْتَرِقُ لِتُحْرَقْ، يمارسون هواية تنشيط دورة الحلق، يمثلون أدوار لا تشبههم في شيء، فهم الفضيلة وهم القصاص العادل ،لكل أنثى تحاول أن تطارد السنة الصمت لتعاتب الكلام على إغوائه لها ،ويطول الجدال بينهما ،و أَمُرُ لأقبل جبهة المساء في الوداع ما قبل الأخير ،فقد مات جارنا قبل عام دون أن يقبل جبهة المساء، دون أن يغرس في قلب زوجته أمنية العودة، رحل بلا عنوان كجواب قادم من بلاد مهجورة، يبحث عن عيون تنتشل ما علق بسطوره من حرف، سألتني أمي في وجع يشبه وجعها الدائم عند السؤال: هل سينجبه البحر من جديد .؟قلت: ربما .وأطلنا الانتظار ولم يعد، في مسجد الحي صلينا صلاة الغائب عنه، وصليت صلاة الغائب عنك ،وغسل الحزن جسدي من طين الانتظار، ورميت فستاني الأبيض، استبدلته بأسود يشبه لون شعرك ،غابت عنه رائحة شعرك وغاب عنه أنت..وبكيت لحظتها كثيرا حتى جف الدمع،وأنا أرقب الفراغ، أعد على أصابع يدي من فُقِدَ ومن عاش، وكان ذلك الجبل البعيد ما زال يحدق بي كما تعود أن يفعل، همست في أذن الصدى كي يحمل بعض صوتي إليه، قد مات قلبان والثالث لن يكون قلبي، أطلق أفقك من بصري ،وقناديلك الوهمية، شوارعك المزينة بكذبة وحصاد الموت الدائم، أطلق أفقك من بصري ومدها لأفق غيرك، أفق يشبه هواء وطني ،هواءه يعرف وجع حكايتي المغروسة في التراب، كوردة تحن لمن سيقطفها قبل الذبول، شوارعه تحمل رائحة الفرح الهارب من مدن الوجع، سكانه يتشارطون رغيف الخبز اليابس وبسمة مصلوبة على أفواه الجوع تحدق في غد عنوانه لن يكون أبدا أنتَ .

د. نجلاء طمان
28-01-2010, 06:38 PM
رائع يا فدوى رائع!!

أنتِ هذه المرة غير كل مرة

أنتِ أنتِ هذي العاشقة الممطرة حد الغيث!

ربما أعود بعد الإفاقة !

محبتي وتقديري

فدوى يومة
28-01-2010, 07:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نجلاء العزيزة
ولانني اعشقه حد الموت أردت أن أموت بين يديه قبل ان يحل الصمت ..
الرائع حقا ان تكوني هنا بالقرب
سأنصب خيمتي هنا حتى إذا ما استفقت سوف اكون أول من يعانق حرفك
محبتي وتقديري لك

عبد الرحمن الكرد
28-01-2010, 11:18 PM
القديره فدوى
محاوره شفيفه وبوح راق
وقدرة على تطويع الحرف ليناسب
مقام المعنى
تحياتي لقلمك الهاطل

زهراء المقدسية
28-01-2010, 11:39 PM
الحزن إله والدمع سلطة مالحة والآخرين عصافير ذابلة مقصوصة الجناح غنائها يدمي القلب، كففت عن سماع أغانيها ...امشي بطرقات معجونة بمياه المطر، انتشل ظلي من الغرق تحت حوافر أحصنة كفت عن إنجاب الفرسان،

العزيزة فدوى

لا تطلبي منه أن يعلمك كيف تموتي فيه أكثر

فمنك أنت نتعلم نحن كيف يكون الغرق في حبه أكثر


نصك باذخ لا يمكن المرور عنه مرورا عابرا

أعدت قراءته أكثر مرة

دام عطاؤك ودمت بكل خير

فاطمه عبد القادر
29-01-2010, 12:38 AM
اشعر أنني فارغة تماما ،كحقيبة سفر حبلى بالثياب، منفوخة البطن، غير أنها خاوية عندما تمتد إصبعي كي انتقي ما سوف أرتدي ،هذا الفراغ يشدني إليه أكثر، وكلما حاولت أن أبتعد عنه يقربني إليه ،يطبع بذاكرتي قبلة باردة، تعيدني للنظر في وجه الموت ،يغريني أمد يدي نحوه
ليضمني أكثر ،صوت أمي يحمل من الوجع ما تخطى حدوده ،تسألني في همس كهمس فراغي متى سيعودون جميعا.؟فأجيب: قريبا .



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تناثر الحزن الكبير من نثريتك الرائعة يا فدوى العزيزة,,, كما ينثال الثلج من الفضاء
وعندما تتناثر الثلوج البيضاء الكثيرة,, تحجب الرؤيا ويبدو الأفق داكنا بدون ملامح سوى انثيال الثلوج وتراكمها لحظة بعد لحظة,,, فعلا أحسستك تعانين برد الصقيع,,, وأحسست يدك المرتجفة تجاهد لاستبقاء القلم,,, والقلم الحرون لا يشعر ببرد,,, لذا أصر على الأستمرار في الكتابة
نثريتك تحوي الكثير من المشاعر الداكنة
جاءت وغلالة سوداء تجللها من الرأس الى القدم
أشكرك فدوى تمتعت فعلا بقراءة نصك الرائع
ماسة

هشام عزاس
29-01-2010, 05:46 PM
المورقـة / فدوى

بوح سردي جميل ، مزج المخزون العاطفي الذاتي بما حوله من مظاهر مختلفة ، في اسقاطات ذكية تجعلنا نتفاعل معها و نشعر بتأثيراتها المختلفة في ذات الكاتبة وكذا رؤيتها التي تجمع بين ما كان و ما ينبغي أن يكون .

رغم أنها رؤية تنطلق من الداخل إلاّ أنها قامت بتعرية الخارج بطريقة ذكية جدا .

جميل النص و كذا الصور المستعملة فيه و التي تستفز الذهن ، خصوصا تشبيه الحقيبة الرائع حقا .

دمت قاصة وناثرة مميزة ...

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام

مروة عبدالله
29-01-2010, 11:41 PM
فدوى يا جميلة

وكأنكِ ترقصين على شرايينه وتمتلكين أنفاسه وتتوجين إحساسكِ على رأسه ليصبح هو سلطان على عرش قلبكِ وأنتِ سلطانة فؤاده, أرى هنا حباً ممزوجاً بوجع العشق المتدثر بآهة المشاعر الجياشة.

انتشر عطركِ هنا فغرقت به أنفاسنا.

تقديري

شريفة العلوي
30-01-2010, 08:44 PM
لن اقبل موتا يتأنق , أو يتهندم بين ثيابي
مادام الرمق الحارق في حنجرتي
يتلو صلواتي ..
أسمع تسبيح الصبح على أغصان العمر..
..أحذر ..
ثم أحذر أن تذرف دمعك إن مت
للشمس موات واحد
وحبيب واحد
وكسوف واحد

لا تبك علي ..
هل تعلم !
ما يأخذه موتك عن موتي ؟
ما يأخذه الطفل الأكبر عن طفل أصغر
بعض سويعاتي تشبه أوراق السرو
تنبت فوق ضفاف النهر ..
يلفظها الجرف ..فتعيد الانبات على مضض "أحلامي"
أعلم أن الموت مدىً
لا يبلغه إلا المجنون
وجنوني يطرق باب العقل إذا أحتد الرحى
بين الديمومة على كرسي التيه
وبين تلاشي الرؤية ..
لا تغسل ذهنك عن قطف زهور "..."
لو..كدس هذا الوهن على أرففه أقلامي

الرائعة الراقية صديقتي المبدعة فدوى يومة
وجدتني أهذي خلف مع نصك الباذخ ألقا والماتع إبداعا.
دمت بكل هذا العطاء.

فدوى يومة
31-01-2010, 12:17 PM
القديره فدوى
محاوره شفيفه وبوح راق
وقدرة على تطويع الحرف ليناسب
مقام المعنى
تحياتي لقلمك الهاطل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القدير عبد الرحمن
اشكر لك عطر كلامك اسعدني منك حقاً
دمت بخير ايها الفاضل
تحياتي لوجودك العطر

فدوى يومة
31-01-2010, 12:22 PM
العزيزة فدوى
لا تطلبي منه أن يعلمك كيف تموتي فيه أكثر
فمنك أنت نتعلم نحن كيف يكون الغرق في حبه أكثر
نصك باذخ لا يمكن المرور عنه مرورا عابرا
أعدت قراءته أكثر مرة
دام عطاؤك ودمت بكل خير[/color]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زهراء العزيزة..
ليتنا نتعلم كيف نحبه اكثر هكذا فحسب بلا اي شيء يجبرنا على حبه..
ساكون سعيدة بالغرق فيه و الاخرين اكثر من سعادتي في الغرق بعيدا عنه فهو ميلادنا الممتد ...
سعدت بك مارة وقارئة ايتها العزيزة
دمت بسعادة وعطاء
تحياتي لوجودك العطر كانتِ

فدوى يومة
31-01-2010, 12:26 PM
اشعر أنني فارغة تماما ،كحقيبة سفر حبلى بالثياب، منفوخة البطن، غير أنها خاوية عندما تمتد إصبعي كي انتقي ما سوف أرتدي ،هذا الفراغ يشدني إليه أكثر، وكلما حاولت أن أبتعد عنه يقربني إليه ،يطبع بذاكرتي قبلة باردة، تعيدني للنظر في وجه الموت ،يغريني أمد يدي نحوه
ليضمني أكثر ،صوت أمي يحمل من الوجع ما تخطى حدوده ،تسألني في همس كهمس فراغي متى سيعودون جميعا.؟فأجيب: قريبا .



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تناثر الحزن الكبير من نثريتك الرائعة يا فدوى العزيزة,,, كما ينثال الثلج من الفضاء
وعندما تتناثر الثلوج البيضاء الكثيرة,, تحجب الرؤيا ويبدو الأفق داكنا بدون ملامح سوى انثيال الثلوج وتراكمها لحظة بعد لحظة,,, فعلا أحسستك تعانين برد الصقيع,,, وأحسست يدك المرتجفة تجاهد لاستبقاء القلم,,, والقلم الحرون لا يشعر ببرد,,, لذا أصر على الأستمرار في الكتابة
نثريتك تحوي الكثير من المشاعر الداكنة
جاءت وغلالة سوداء تجللها من الرأس الى القدم
أشكرك فدوى تمتعت فعلا بقراءة نصك الرائع
ماسة


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فاطمة العزيزة ..
وقد عانيت برد الصقيع ،غير ان البرد لم يطل جسدي كما جرت العادة، بل تعداه لذاكرتي ،اقبرني بردي في التَفَكُر في كل ما يحدث حولي، في حياتنا الممتدة ....احلامنا التي تجبرنا على الاستمرار في البعد وإن كان في البعد مزيدا من البعد..
الشكر لك ايتها الصديقة على مصاحبتك الحرف هنا ..
دمت مشرقة دوما
محبتي لك والتحية.

فدوى يومة
31-01-2010, 12:44 PM
المورقـة / فدوى

بوح سردي جميل ، مزج المخزون العاطفي الذاتي بما حوله من مظاهر مختلفة ، في اسقاطات ذكية تجعلنا نتفاعل معها و نشعر بتأثيراتها المختلفة في ذات الكاتبة وكذا رؤيتها التي تجمع بين ما كان و ما ينبغي أن يكون .

رغم أنها رؤية تنطلق من الداخل إلاّ أنها قامت بتعرية الخارج بطريقة ذكية جدا .

جميل النص و كذا الصور المستعملة فيه و التي تستفز الذهن ، خصوصا تشبيه الحقيبة الرائع حقا .

دمت قاصة وناثرة مميزة ...

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القدير هشام..
سعيدة بك حقاً وبكلامك المشرق كشمس هذا الصباح..
تذري لعل ذلك الإختلاف أنجبته كل هذه التفاصيل الواقعة والتضاد الواقع فيها..ومازلت لا أذري كيف يعلمنا البعد ما لا يقدر عليه القرب..
جزيل شكري لك
دمت بسعادة
تحياتي

فدوى يومة
31-01-2010, 12:52 PM
فدوى يا جميلة

وكأنكِ ترقصين على شرايينه وتمتلكين أنفاسه وتتوجين إحساسكِ على رأسه ليصبح هو سلطان على عرش قلبكِ وأنتِ سلطانة فؤاده, أرى هنا حباً ممزوجاً بوجع العشق المتدثر بآهة المشاعر الجياشة.

انتشر عطركِ هنا فغرقت به أنفاسنا.

تقديري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العزيزة مروة..
تعلمت مند الطفولة كيف اصدق ان العشق يقتل صاحبة ،وإن لم يقتله فهو يسرق منه راحة الحياة ...
لعلي اليوم بعد تجاوزي لمراحل من حياتي، أذركت أن حبي له قد سرق مني راحتي في التواجد بين يده، فكل ما يقع حولي يدعوني للتسائل -أيمكن للحب ان يصبح مجرد عادة قابلة للتخلي عنها.؟
سعيدة بعطر تواجدك
و دمت بذات الجمال أيتها العزيزة .
محبتي لك والتحية

فدوى يومة
31-01-2010, 01:18 PM
لن اقبل موتا يتأنق , أو يتهندم بين ثيابي
مادام الرمق الحارق في حنجرتي
يتلو صلواتي ..
أسمع تسبيح الصبح على أغصان العمر..
..أحذر ..
ثم أحذر أن تذرف دمعك إن مت
للشمس موات واحد
وحبيب واحد
وكسوف واحد
لا تبك علي ..
هل تعلم !
ما يأخذه موتك عن موتي ؟
ما يأخذه الطفل الأكبر عن طفل أصغر
بعض سويعاتي تشبه أوراق السرو
تنبت فوق ضفاف النهر ..
يلفظها الجرف ..فتعيد الانبات على مضض "أحلامي"
أعلم أن الموت مدىً
لا يبلغه إلا المجنون
وجنوني يطرق باب العقل إذا أحتد الرحى
بين الديمومة على كرسي التيه
وبين تلاشي الرؤية ..
لا تغسل ذهنك عن قطف زهور "..."
لو..كدس هذا الوهن على أرففه أقلامي
الرائعة الراقية صديقتي المبدعة فدوى يومة
وجدتني أهذي خلف مع نصك الباذخ ألقا والماتع إبداعا.
دمت بكل هذا العطاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صديقتي..
سمعت يوما أن للموت ألف ثوب...
ففكرت أن كل الثياب هي غطاء للموت قبل ان تكون غطاء الجسد ..
وفكرت لحظتها أن الموت غطاء الحياة ،لأخرج من معادلة صَعُبَ علي تصديقها قبل أن أعي بضرورة تصديق كل ما سمعت..
لكن بين الموت والموت فرق، كما الفرق بطبائع البشر واجب التصديق، وكما الفرق يعشش بحواسنا كذلك للحزن آيات يتلوا منها المكلوم ما يشاء ...
ووجدتني بالمثل اعانق حرفك فتهت فيه أكثر من توهاني في كل ما يطاردني هذه الأيام ..
ايتها الصديقة أعشقك حرفك قلتها أكثر من مرة ومازلت..
شكرا لتواجدك الرائع كانتِ