تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خــطــرات



حسن العطية
28-01-2010, 08:27 PM
خطرات
***- حين اجترُّ مخزوني المعرفي .. تخطر بذهني بعض الخطرات .. أحببت أن أسجلها قبل ان يأتي عليها النسيان ..
- وهي مجرد خطرات لا املك دليلا عليها غير فطرتي ..
خطرة :
- قيل إن الرسول صلى الله عليه وآله سئل : من أحب النساء إليك ؟ فقيل : عائشة .. فقيل : ومن الرجال : قال أبوها !!
- وأنا لا يعنيني إن كانت عائشة أم فاطمة .. أبا بكر ام عليا .. بل ما يعنيني هو أفعل التفضيل ((أحب)) ..
- فالسائل حين استخدم ((أحب)) كأنه قدر أن الرسول فعلا يحب اكثر من امرأة .. وأكثر من رجل .. لكنه سأل عن احب النساء الى قلبه .. وأحب الرجال إلى قلبه !!
- فإذا كان فهمي صحيحا فهو يدل على تعدد الحب .. وفيه رد على من يدعي بإن الرجل لا يحب أكثر من واحدة .. والمرأة لا تحب اكثر من واحد !!
- وهذا ما أراه فعلا .. فأنا أرى بأن الرجل لا تحصر حبيباته .. والمرأة لا يحصر أحباؤها .. ولا يختص هذا برجل أو امرأة .. بل يشترك في هذا التعدد كل النساء وكل الرجال .. وبالتالي يكون التعدد هو الأصل !!
- وربما يصبح الأمر أكثر وضوحا وقبولا إذا أشرنا الى امر هو حجر الزاوية في هذه الخاطرة .. وهو :
- حين نقول بتعدد الحب .. فإننا أيضا نقول بتفاوته من حبيب إلى آخر .. ومستحيل إن يكون حبان بنفس الدرجة .. وحين يسأل رجل عن حبيبته أو امرأة عن حبيبها .. فالمقصود تحديد الأحب من بين النساء والأحب من بين الرجال .. وهذا هو مراد من يدعي بان الحب لا يتعدد .. مقصوده أن الحب الواصل إلى كماله وقمته لا يكون لأكثر من اثنين أو اثنتين .. وهوا أمر صحيح !!

أماني عواد
28-01-2010, 09:06 PM
السيد حسن العطية

- حين نقول بتعدد الحب .. فإننا أيضا نقول بتفاوته من حبيب إلى آخر .. ومستحيل إن يكون حبان بنفس الدرجة .. وحين يسأل رجل عن حبيبته أو امرأة عن حبيبها .. فالمقصود تحديد الأحب من بين النساء والأحب من بين الرجال تفكير عميق وشواهد مقنعة
وان حاولنا التغلغل في ذواتنا بمنتهى الموضوعية لاكتشفنا ان الامر هذا حقيقي جدا
فلكل حب بصمة تختص به وتميزه عن غيره ولولا ذلك لما استطعنا مواصلة الحياة بعد فراق الحبيب
فالحب حلم يتجدد لكنه لا يتكرر


. وحين يسأل رجل عن حبيبته أو امرأة عن حبيبها .. فالمقصود تحديد الأحب من بين النساء
دائما الجمال هو مدخل الحب سواءا كان هدا الجمال روحيا ام جسديا
ولما كان الناس مختلفين في مقدار النوع الواحد من الجمال وايضا مختلفين بالوان الجمال التي يمتلكونها كان لحبهم داخلنا مستويات مختلفة وبالتاكيد هناك مستوى هو الاعلى من بين دلك هو ما يقصده الكاتب هنا بتفسير ان الحب لا يكون لاكثر من واحد

قد اسعدني المرور هنا
سلم فكرك

حسن العطية
29-01-2010, 06:24 PM
السيد حسن العطية
اقتباس:




- حين نقول بتعدد الحب .. فإننا أيضا نقول بتفاوته من حبيب إلى آخر .. ومستحيل إن يكون حبان بنفس الدرجة .. وحين يسأل رجل عن حبيبته أو امرأة عن حبيبها .. فالمقصود تحديد الأحب من بين النساء والأحب من بين الرجال



تفكير عميق وشواهد مقنعة
وان حاولنا التغلغل في ذواتنا بمنتهى الموضوعية لاكتشفنا ان الامر هذا حقيقي جدا
فلكل حب بصمة تختص به وتميزه عن غيره ولولا ذلك لما استطعنا مواصلة الحياة بعد فراق الحبيب
فالحب حلم يتجدد لكنه لا يتكرر


. وحين يسأل رجل عن حبيبته أو امرأة عن حبيبها .. فالمقصود تحديد الأحب من بين النساء
دائما الجمال هو مدخل الحب سواءا كان هدا الجمال روحيا ام جسديا
ولما كان الناس مختلفين في مقدار النوع الواحد من الجمال وايضا مختلفين بالوان الجمال التي يمتلكونها كان لحبهم داخلنا مستويات مختلفة وبالتاكيد هناك مستوى هو الاعلى من بين دلك هو ما يقصده الكاتب هنا بتفسير ان الحب لا يكون لاكثر من واحد

قد اسعدني المرور هنا
سلم فكرك


- ستظل شهادتك وساما يزين صدر كلماتي أيتها الأستاذة الكبيرة بفكرها وأدبها وخلقها ..

حسن العطية
29-01-2010, 06:34 PM
خطرة :
سر السجود :
***
- طالما تساءلت بيني وبيني : لم هذا الاصرار العجيب من الله تعالى لخضوع عباده له وتذللهم عنده ؟؟!!
- من ناحية يأمرنا ربنا المتعال أن لا نخضع للعبيد أمثالنا .. ولا نسلم لهم قيادنا .. وأن نكون عزيزي انفس .. لا نخضع لشتى الاصنام من بشر أو حجر أو شهوة ..
- ومن ناحية ثانية : يامرنا بالسجود له وتعفير الجباه لعظمته !!
- فما فائدة أن اكون عزيزا عزيزا عزيزا .. وفي آخر المطاف يتحول ذاك العزيز الى عبد ذليل ؟؟!!
• وكنت سألت أستاذة لي لم أسألها قط إلا والقمتني حجرا .. سألتها في هذا الأمر .. وأجابتني جوابا رائعا إلا أنه لم يبرد غلتي ولم يبدد حيرتي ..
• وكان مما قالته : أن الله تعالى وضع السجود للعباد ليقطع من أنفسهم التكبر الذي ربما اصيبوا به لولا السجود ..
• وكما ترون هذا الجواب يذكر فائدة سلبية من فوائد السجود ..
• وفي اعتقادي أن الشؤون الإلهية أولا وبالذات جاءت لأمور إيجابية لا سلبية !!
• وهكذا بقيت أتساءل عن هذا الأمر بيني وبيني .. إلى أن وقعت على امر روى بعض غلتي .. وبدد بعض حيرتي ..
• وهو : الله تعالى أكبر طاقة في الكون .. هذه الطاقة أصدرت كل المخلوقات .. فمصدر المخلوقات جميعا الله تعالى .. كما يصدر الطفل الرضيع من أمه !!
• هذا أمر .. والأمر الآخر .. لابد ان يكون بين الطاقة وآثارها رابط ما .. سنخية ما .. طبيعة ما
• بين كل عمل ونتاجه طبيعة ما مشتركة .. بين كل أثر ومؤثره طبيعة مشتركة ..
• بين الشمس ونورها وحرارتها طبيعة مشتركة .. الحركة والطاقة التي تصدر منها طبيعة مشتركة .. بين الأم وجنينها طبيعة مشتركة .. بين الأرض وما يخرج منها من نباتات طبيعة مشتركة .. بين السحاب والمطر طبيعة مشتركة .. بين التفاحة وشجرتها طبيعة مشتركة ..
• لابد من وجود جامع ما بين هذه الأشياء وما يتعلق بها وإلا لما صدرت عنها وتولدت منها .. لهذا نحن نربط بين الأشياء التي يجمعها طبيعة واحدة ..
• هذا أمر ثاني .. والأمر الثالث هو : صلاح الاثر أن يكون اقرب ما يكون من مؤثره .. كلما اقترب منه كان أكثر صلاحا واستقامة .. وكلما ابتعدت الطاقة عن مصدرها لكما ابتعدت عن صلاحها واستقامتها ..
- فلاننا جميعا من الله تعالى فصلاحنا يكون بالقرب منه أكثر .. كلما كنا منه اقرب كلما كنا أصلح وأكثر استقامة وأقوى وأجمل و و و ... لان الله تعالى مصدر كل هذه الكمالات .. فلابد لنحوزها من القرب من مصدرها ..
• فالله تعالى حين يقول : اقرب ما يكون العبد لله وهو ساجد .. لا يامر بالسجود كي لا نتكبر مثلا .. بل لكي نكون أكثر قربا منه .. وحين نكون اكثر قربا نحوز الكمالات التي تنبع منه ..
• أمرنا بالسجود له والتذل لان المخلوق لا يصلحه إلا ذاك .. لا ان صلاح المخلوق يمكن أن يكون بالقرب وبالبعد الا انه اختار لنا القرب اعتباطا أو ليفرق بين الخالق والمخلوق أو كي لا نتكبر أو أو أو .. ليس الأمر كذلك .. بل امرنا بالسجود والتذلل لانه لا صلاح للمخلوق إلا بقربه للخالق .. لا صلاح للبذرة إلا بدسها في التربة .. لا صلاح للتفاحة إلا وهي متدلية على الشجرة .. لا صلاح للرضع إلا وهو ملتق نهد أمه ..
• أما حين نغير طبيعتنا .. ونقترب من أمور لم نصدر منها .. وليس بيننا وبينها طبيعة مشتركة ما فإننا نفسد طبيعتنا رويدا رويدا .. مثل الجنين .. صلاحه أن ينشأ على حليب الأم الذي ولدته .. وحين ينشأ على حليب امراة اخرى فإنه يبتعد بذلك عن طبيعته وعن صلاحه ..
• الأمر بالسجود ذو فوائد ايجابيه نحصدها كي تنمينا أصحاء طبيعيين متصالحين مع فطرتنا !!

زهراء المقدسية
29-01-2010, 06:59 PM
وهذا هو مراد من يدعي بان الحب لا يتعدد .. مقصوده أن الحب الواصل إلى كماله وقمته لا يكون لأكثر من اثنين أو اثنتين .. وهوا أمر صحيح !


أستاذي الكريم حسن
صاحب الخطرات الجديرة بالوقفات والقراءات المتأنية

طالما اعتقدت بتعدد الحب سواء للرجل أو الأنثى
فكيف حصرت العدد باثنين أو اثنتين...؟؟؟

ومن يدريك فربما يحب أحدهم كل نساء الأرض
وباعتقاده أن حبه وصل لكماله وقمته

ألا يمكن ذلك؟؟

دمت بخير

حسن العطية
29-01-2010, 07:08 PM
أستاذي الكريم حسن
صاحب الخطرات الجديرة بالوقفات والقراءات المتأنية

طالما اعتقدت بتعدد الحب سواء للرجل أو الأنثى
فكيف حصرت العدد باثنين أو اثنتين...؟؟؟

ومن يدريك فربما يحب أحدهم كل نساء الأرض
وباعتقاده أن حبه وصل لكماله وقمته

ألا يمكن ذلك؟؟

دمت بخير

- مستحيل .. فالحب بصمة .. والبصمة لا تتكرر ..نعم يحل بعض مكان بعض فقط
- تسرني متابعاتك .. زهراء القدس !!
- دمت بعين الله ..

زهراء المقدسية
29-01-2010, 07:16 PM
فالحب بصمة .. والبصمة لا تتكرر ..نعم يحل بعض مكان بعض فقط
للبصمة فاعل واحد فكيف يحل بعض مكان بعض؟؟
إلا إذا اعتبرنا البعض هنا كشاغر مكان حبيب كان
وهنا لا تعدد في الحب

عذرا فهكذا أفهم الأمور

تحياتي

حسن العطية
29-01-2010, 07:28 PM
للبصمة فاعل واحد فكيف يحل بعض مكان بعض؟؟
إلا إذا اعتبرنا البعض هنا كشاغر مكان حبيب كان
وهنا لا تعدد في الحب

عذرا فهكذا أفهم الأمور

تحياتي
- أستاذتي الكبيرة زهراء .. لا يقاس المكان بالقلم والمسطرة هنا .. بل هو رتب وطبقات .. فحين تكون امرأة أحب النساء لدي فهي حبي الأول .. مرتبتها الأولى .. بغض النظر عن نسبة الحب من مئة .. فقد تكون 90% أو 95 أو 98 .. كل هذه النسبة لا تهم مادامت هي الأولى ..
- وحين أحب اخرى حبا اكبر من حبي للأولى .. تحل الثانية محل الاولى في كونها الاولى لا في النسبة .. والا فالنسبة مستحيل تتساوى بين حبيبتين لان كل حب بصمة !!

زهراء المقدسية
29-01-2010, 09:58 PM
إذا الإحلال في المرتبة لا في النسبة

وجهة نظر خاصة
لا يمكن إلا أن أحترمها

شكرا للتوضيح أستاذي حسن

ولخطراتك نتابع....

حسن العطية
30-01-2010, 02:50 PM
خطرة :
سوء الظن :
- تعددت الروايات في حسن او قبح سوء الظن .. وقد يظن الظان بأنها اراء متضاربة .. الا انني ارها متناسقة .. وان كلا منها ينظر الى سوء الظن من نظرة مخالفة للنظرة الاخرى ..
- فورد في القران الكريم مثلا : ان اكثر الظن سوء .. و ورد في الروايات : احمل اخاك المؤمن على سبعين محملا .. ومن ناحية ثانية وردت الحكمة التي تقول : سوء الظن من حسن الفطن .. او الحكمة التي تقول : حسن الظن بكل احد عجز ..
- فهنا تجدون حكم تمدح سوء الظن .. واخرى تذمه .. وفي الحقيقة النظرات مختلفة والجهة متباينة .. فالممدوح يختلف عن المذموم !!
• النقطة الثانية : اذا قلنا سوء الظن .. فيا ترى ما هو الظن بالاصل ؟؟
• في عندنا امور اربعة وهي : يقين وظن وشك و وهم .. فاذا كنت متيقين من امر ما بنسبة 100% فيقال عندك يقين به .. واذا كنت تظن به من فوق الخمسين الى تحت المئة فيقال عندك ظن به .. واذا كان الطرفان متساويين كل من النفي والاثبات خمسين بالمئة يقال انت تشك به .. واذا كانت النسبة اقل من الخمسين يقال عنه وهما !!
- النقطة الثالثة : أنا ارى بان سوء الظن فطرة فطر الله الناس عليها .. ولا يمكن التخلص منها الا للاوحدي من الناس .. بل قد وقع في هذه الخصلة كبار الانبياء والمرسلين .. ومن هذا ما وقع بين نبي الله موسى عليه السلام والخضر عليه السلام .. فموسى اعترض على تصرفات الخضر وظن به الظنون وهو نبي ورسول ومن اولى العزم .. ظن به حينما لم تتضح له التصرفات على حقيقتها ..
- اذن فالاصل في الانسان انه يظن بما لا يتبن له على وجه القطع به من الامور ..
- لهذا ترى بعض الروايات تقول : رحم الله امرءا جب الغيبة عن نفسه .. جب الغيبة عن نفسه يعني لم يضع نفسه موضع التهم .. فمن يضع نفسه موضع التهم ملام ولا يلوم من يظن به السوء .. فهذه الرواية كانها ناظرة الى ان سوء الظن في الامور المشتبه هو ديدن وعادة اغلب الناس !!
• والان ناتي الى لب الموضوع لنسال السؤال التالي : ماذا نفعل : هل نظن سوءا او لا نظن ؟ هل نتبع الروايات والحكم الذامة لسوء الظن .. أو نتبع الروايات والحكم المادحة لسوء الظن ؟؟
• الجواب : هناك قاعدة في الفقة الاسلامي معروفة واستفاد منها الفقهاء كثيرا وهي ماخوذة من الروايات تقول : لا تنقض الشك باليقين .. يعني اذا كنت متيقن بامر ما ثم شككت فيه فلا تتبع هذا الشك واستمر على يقينك السابق واعمل به !!
• والان : ارى ان على الانسان ان يظن يظن يظن بالامور والاشخاص الى ان يتيقن بخلافها ..
• مثلا : رايت اخي يصاحب سارقا كثيرا .. هذا موضع من مواضع سوء الظن .. وهو حاصل شئنا ام ابينا .. ولا يمكن ان نزيح هذا الظن السيئ الا اذا حصل لنا يقين بخلافه .. يحصل لنا اليقين بانه يتصرف تصرفا سيئا او اليقين بانه يتصرف تصرفا حسنا .. فاذا كنت انا متيقن بان اخي ملتزم دينيا يعني مؤمنا .. فحينها سيزول ظني السيئ به ويتحول الى حسن ظن .. وكذا الحال حين اكون على يقين بان اخي فاسق غير ملتزم فان سوء الظن هنا ستحول الى يقين بانه يفعل سوءا .. اما اذا لم اكن اعرفه جيدا ولا اعلم بانه مؤمن ام لا ملتزم ام لا فان سوء الظن سيستمر به الى ان يتحول الى يقين بالسوء او بالحسن ..
• وعليه فسوء الظن هو الاصل .. والذي علينا ان نستمر عليه الى ان نتيقن بخلافه .. حينها نترك الظن ونلتزم باليقين .. سواء اكان يقين بالحسن او يقين بالسوء ..
- وعليه الاشخاص المؤمنون الذين تتيقن بانهم لا يعملون الخطا كالانبياء سلام الله عليهم وكمل من الأئمة والصالحين .. علينا ان نحمل كل اعمالهم على الحسن وان نترك سوء ظننا باعمالهم ..
- اما غيرهم من الاشخاص الذين يمكن ان يعملوا حسنا ويعملوا سيئا فاننا نستمر في ظننا السيء بهم .. ويكون اللوم عليهم حين نظن بهم سوءا لانهم هم من وضعوا انفسهم في موضع التهم ..
- وكذا الحال في سوء الظن بالله تعالى فهو كبيرة .. وذلك لأنه يفترض بالمؤمن الحق انه متيقن أن خالقه لا يفعل الا الحسن ..
• وقبل أن اختم هنا امر لابد من الاشارة اليه وهو : هناك فرق بين مجرد سوء الظن وبين ترتيب الاثر على سوء الظن هذا .. يعني حين ارى من شخص ما فعلا يمكن ان يكون خاطئا فانا ساظن به سوءا .. هذا امر فطري .. لكن نحن مامورون ان لا نرتب على هذا الظن السيئ اثرا .. مثلا لا نقوم بمعاداة هذا الشخص وكانه فعلا حراما ونحن لا نعلم بانه فعلا قد قام بالحرام اليقيني .. فمن شروط الامر بالمعروف ان نعلم بان المرتكب حرام فعلا والا فلا يجوز لنا ان نامره والا نكون قد ارتكبنا خطا ..
• مثلا : حين نرى شخصا في شهر رمضان ياكل .. نظن بانه فاسق .. لكن علينا ان لا نرتب الاثر ونقوم بتانيبه وذمه لأته يمكن ان يكون مفطرا لسبب بان كان مسافرا او مريضا او ناسيا ..
• فيجب علينا ان لا نرتب الاثر على سوء الظن .. فسوء الظن شيء وترتيب الاثر عليه شيء اخر !!

عبدالصمد حسن زيبار
31-01-2010, 02:09 PM
سيدي الكريم قلتم :
بين كل عمل ونتاجه طبيعة ما مشتركة .. بين كل أثر ومؤثره طبيعة مشتركة

لكن هل يصدق هذا فنقول أن العباد و الله عز و جل من طبيعة مشتركة

حاشا لله ليس كمثله شيء

طرحكم فيه خلط كبير

سأعود لتوضيح الأمور بإذن الله

حسن العطية
31-01-2010, 03:30 PM
سيدي الكريم قلتم :
بين كل عمل ونتاجه طبيعة ما مشتركة .. بين كل أثر ومؤثره طبيعة مشتركة

لكن هل يصدق هذا فنقول أن العباد و الله عز و جل من طبيعة مشتركة

حاشا لله ليس كمثله شيء

طرحكم فيه خلط كبير

سأعود لتوضيح الأمور بإذن الله

- أهلا بك مشرفنا الكريم ..
- سيدي الكريم أليس فينا روح الله تسري ؟؟أم أنها روح غيره ؟؟
- وسأنتظر توضيحك للخلط المزعوم !!

حسن العطية
31-01-2010, 04:05 PM
خطرة :
وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم
***
- قديما احتدم الخلاف بين الذاهبين إلى أصالة الفرد و الذاهبين إلى أصالة المجتمع .. و وقف البعض بينهما .. مدعين أصالة كليهما .. وكل سطر الأدلة والشواهد على ما يذهب إليه ..
- فحين يعتقد البعض بأصالة الفرد نراه يطلق العنان للفرد وليذهب المجتمع إلى الجحيم .. وحين يذهب الى أصالة المجتمع يدعو الفرد الى الانصهار في المجتمع .. والذاهبون إلى أصالتهما يهتمون بكليهما .. ويرون ان كلا منهما لا يستقيم إلا بالآخر ..
- وأنا أتساءل : هل هناك من يعمل لغير نفسه .. من الرب جل في علاه إلى اصغر المربوبين ؟؟!!
- أم كل ما في الكون – من خالق ومخلوق – لا يعمل إلا لنفسه ولأجلها !!
- والفرق بين هؤلاء وهؤلاء في اتضاح الصورة وكون ما يعملونه لأنفسهم حقا لا عليها !! الفرق أن البعض يحسن تشخيص ما له مما عليه .. والبعض يخطئ في تشخيص ما له مما عليه !!
- ابن القبيلة – مثلا – الذي لا يرى لنفسه كيانا خارجها .. هل هو حقا وفي قرارة نفسه يعمل لقبيلته ويضحي بنفسه لأجلها ؟؟!! لو لم ير ان قبيلته تحميه وتؤويه .. تسقيه وترويه .. لما فكر مجرد تفكير في الذود عنها .. وبذل النفس لأجلها .. فهو في قرارة نفسه حتى في حين يذود عن القبيلة إنما هو يذود عن نفسه !!
- والرأسمالي لا يقدم ضريبته للمجتمع إلا لكي يسمح له مجتمعه بنهب ثروات مجتمه وإشباع نهمه !!
- والمعطي حين يعطي شطر ماله إنما يفعل ذلك طلبا لجنة أو دفعا لنار !!
- والمانع زكاة ماله لا يمنع إلا خوفا على ذاته من الفقر إلا أنه أخطأ في التشخيص .. وجهل أن المجتمع الفقير سيبتلعه يوما ما حين تشتد به ضراوة الجوع !!
- حتى الأنبياء والمرسلون والمصلحون لا يقومون بإصلاح مجتمعاتهم إلا خوفا على أنفسهم التي أكملوها وهذبوها من شرور مجتمعاتهم .. وحماية لذواتهم المهذبة من أن تكدرها أوساخ مجتمعاتهم !!
- بل الرب جل في علاه .. لم يخلق الخلق ويوصله الى كماله المنشود إلا تلبية لذاته الكاملة !!
- ما من أحد من الذرة إلى المجرة إلا ويسعى لنفسه كما تقول الآية الكريمة : ما تقدموا لأنفسكم !!
- فإذا كان ذلك كذلك فلا ينبغي الحديث : هل نعمل لأنفسنا أو لغيرنا .. وليصحح الى : هل ما نقوم به فعلا لأنفسنا أم عليها !!
- العمل للنفس والاهتمام بالذات فطرة الله التي فطر المخلوقات جميعا عليها .. والله تعالى يدعو الى أن نعمل على فطرتنا ..
- إلا أنه يدعونا – ايضا – إلى أن نحسن التشخيص .. ولا نكون كالحمقى الذي يريدون أن ينفعوك فيضروك !!

حسن العطية
01-02-2010, 04:18 PM
خطرة :
روح الأشياء***
- هل الروح مختصة بموجود دون آخر ؟؟
- لا ..
- الإنسان له روح .. والحيوان له روح .. والنبات له روح .. والجماد له روح .. والزمان له روح .. والمكان له روح .. وكل موجود له روح !!
• أول ذرة من كل موجود هي روحه !!
• فروح الإنسان هي اول خلية منه .. وروح السطر اول نقطة منه .. وروح اليوم اول لحظة منه .. وروح الكعبة أول طوبة منها ..والله تعالى هو روح الارواح لأنه اول كل شيء !!
- وكل أول يعتبر روح لما بعده ..
- مثلا : النقطة روح السطر .. والنقطة في داخلها سطر روحه او نقطة منه ..
- ومثال آخر : روح الإنسان اول خلية منه .. هذه الخلية تنشطر وتتكاثر لتكون أعضاء .. قلب رأس يد رجل ... فروح كل هذه الأعضاء اول خلية من الإنسان .. لكن للقلب روح ايضا وهو أول خلية شكلت القلب .. الراس له روح وهي أول خلية شكلت الرأس .. وهكذا كل سابق يعتبر روح لما يليه ..
- وعليه يمكن ان يصدق على الإنسان بأنه روح كله .. ويمكن ان يصدق عليه أنه روح وجسد !!
- حين نقول بأنه روح وجسد فنقصد بروحه اول خليه منه .. وباقي الخلايا جسد بالنسبة لهذه الخلية الأولى ..
- وحين نقول بأنه روح كله .. نقصد بأن كل خلية فيه هي روح لما يليها .. وبما أن الخلايا لا تقف عن التكاثر والتجدد فهي بلا نهاية .. يصح ان نقول بأنه كله روح .. لأن ما من خلية الا وستليها خليه .. تلك تعتبر روح لهذه !!
• فيصح أن نقول بأن الإنسان روح كله بهذا الاعتبار الذي قلناه ..
• ومسألة صدق الأسماء على مسمياتها بسبب صدقها على بعض مسمياتها أو جزء منها .. مسألة مهمة جدا يمكن أن نحل من خلالها الكثير من المسائل التي قد تبدو متضاربة متضادة !!
• مثلا : اهل فلسطين أين قبلتهم ؟
• قبلتهم السعودية كلها .. لأنها تضم الكعبة .. واهل السعودية أين قبلتهم ؟ قبلتهم : مكة كلها .. وأهل مكة قبلتهم المسجد كله .. وأهل المسجد قبلتهم الكعبة ..
• وهكذا بقية الأشياء يمكن أن يصدق الاسم على عنوان كبير لأنه يحوي ذلك الامر الذي أطلق العنوان بسببه !!
- مثال آخر : العام كله ليلة قدر لأنه فيه رمضان .. ورمضان كله ليلة قدر لأن فيه العشر الأواخر .. والعشر الأواخر ليلة قدر لأن فيها الليلة التي أنزل فيها القرآن .. وهذه الليلة فيها ليلة قدر أيضا لأن الليلة مكونة من عدة ساعات ساعة منها ليلة قدر .. وهذه الساعة فيها لحظة هي اللحظة التي تم فيها الإنزال !! فاللحظة والساعة والشهر والعام كلها يمكن ان نطلق عليه ليلة قدر .. لأنه كلما صعدت اتسعت الدائرة وكان الأضيق قدرا للأوسع .. وكلما نزلت ضاقت الى أن تصل إلى لحظة قدر الاقدار وهي اللحظة التي تم فيها إنزال روح القرآن على روح النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله ..
• ومن خلال ما تم ذكره يمكن أن نحل إشكال تعدد الروايات في تحديد ليلة القدر .. البعض يقول هي 21 والبعض 23 والبعض 27 وغيرها من الآراء ..
• أرى ان هذه الآراء ليست من تضارب الآراء والروايات .. بل كلها صحيحة .. بلحاظ ما تم ذكره قبل قليل ..
• اللحظة التي تم إنزال القرآن فيها هي روح ليلة القدر فيصدق عليها ليلة القدر .. والليلة التي تضم هذه اللحظة روح للعشر الأواخر .. والعشر الأواخر روح لرمضان كله .. ورمضان روح للعام كله .. وهكذا ..
• وكلما وقع التهجد والأعمال الصالحة أقرب لروح ليلة القدر كلما كان أكثر ثوابا .. وكلما بعد عن الروح لكما قل الثواب ..

أماني عواد
02-02-2010, 09:51 PM
السيد حسن العطية

• فيجب علينا ان لا نرتب الاثر على سوء الظن .. فسوء الظن شيء وترتيب الاثر عليه شيء اخر !!

سيدي اوافقك الرأي هنا وبشدة
اذ ان سوء الظن كما قلت يدخل في اطار الفطرة مما لا نملك امامه رفض ,كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم اخذني لما املك ولا تؤاخذني بما لا املك " فلا نملك ان نتحكم بعدم سوء الظن لكننا نستطيع ان لا نتصرف على اساسة وهو ذلك الذي نملك والله اعلم

تقديري واحترامي

زهراء المقدسية
03-02-2010, 03:05 PM
وكان مما قالته : أن الله تعالى وضع السجود للعباد ليقطع من أنفسهم التكبر الذي ربما اصيبوا به لولا السجود ..
• وكما ترون هذا الجواب يذكر فائدة سلبية من فوائد السجود

الأستاذ الكبير حسن

لا أدري أين السلبية إذا كان في السجود قتل لكبر البشر؟؟
النفس أمارة بالسوء وقد تطغى وتتجبر
فلا بد من ترويضها عبر السجود لخالقها من يستحق العبادة
ولم يؤمر بالسجود لبشر

لا أنكر ما قلته عن التقرب لله عبر السجود
وأن أقرب ما يكون الانسان الى ربه وهو ساجد

لكن لا ألغي حكم أخرى وإن آمنت أن الحكمة
يعلمها الله وما نتحدث فيه ما هو إلا ثمرات
للسجود يلمسها الإنسان ويجتهد فيها المجتهدون

بوركت جهودك ودمت بكل الخير

حسن العطية
03-02-2010, 05:29 PM
يسعدني جدا ان اتفق مع أستاذتي القديرة أماني ..

دمت بكل خير ..

حسن العطية
03-02-2010, 05:47 PM
- أستاذتي الرائعة زهراء القدس ..
- طالما وددت ان اتلكم ولو باختصار عن بعض الفروق بين الأمور السلبية والأمور الايجابية ..
- ويبدو أنه جاء وقته المناسب ..
- أستاذتي زهراء ..لنفرض أننا في جيش يريد ان يقابل جيشا عنيدا آخر .. ونحن نريد لجيشنا ان يتقدم ويفتح حصون العدو .. فلكي يتم له التقدم نقوم بتدريبه على مهارات القتال .. مهارات القتال هذه يعتبر امر إيجابي لأنه يساعد في تقدم الجيش ..
- أما حين نصب نقول لجيشنا : حين يهجم عليكم العدو عليكم أن تدفنوا أرجلكم في الأرض لتثبتوا ولا تفروا .. فجيشنا حتى ولو تمكن من الثبات فإنه لن يتقدم بوصه واحدة عن مكانه ..
- حثنا الجيش على الثبات أمر سلبي لأن المقصود منه دفع أمر طارئ ولا يعمل على التقدم !!
• والله تعالى حين يأمر بأمر أو ينهى عن آخر .. فإن أمره ونهيك لهما فائدة في قطع المسيرة التكاملية التي أرادها الله تعالى للإنسانية بل للمخلوقات قاطبة ..
• يقول لنا – مثلا – اسجدوا وتقربوا ليعينكم ذلك على التقدم والتكامل ..
• أما إذا قال لنا : اسجدوا وتقربوا لكي تنزع من انفسكم جذور التكبر فإن اجتثاثها لن يعمل على التقدم في المسيرة التكاملية ..
• فإذا قلنا بأن الاوامر الإلهية ذات فوائدة سلبية فهذا يعني أن البشرية لن تتزحزح قيد انملة في مسرتها .. وهذا ما لا يقول به احد من ان الله تعالى خلق الخلق لإيصاله الى كماله المنشود !!
• الأمور الايجابية هي التي تعمل على تقدمنا .. أما الامور السلبية هي التي تبقينا مكانك سر ..
• لكن إن آجلا أم عاجلا سنتراجع يوما ما لأن كثرة الطرق تفك اللحام ..
• باختصار : الأمور السلبية مثل الهجوم الذي يعتبر خير وسيلة للدفاع ..
- استمتعت بمروك الثري أستاذتي زهراء ..

زهراء المقدسية
04-02-2010, 05:54 PM
اسجدوا وتقربوا لكي تنزع من انفسكم جذور التكبر فإن اجتثاثها لن يعمل على التقدم في المسيرة التكاملية ..

أستاذ حسن
اسمح لي بالاختلاف معك في مفهومك للسلبية والايجابية التي تطرقت اليها سابقا

قتل الكبر وجاء من كثير من الأمراض وكثير من المعاصي التي يفضي اليه الكبر
فقتله في نفس الإنسان أكبر ايجابية وأهم خطوة في المسيرة التكاملية التي ذكرت
وأهم خطوة في تربية نفس سوية


الأمور السلبية مثل الهجوم الذي يعتبر خير وسيلة للدفاع ..
أخشى أن تكون أمتنا العربية والاسلامية قد اعتقدت بهذه المقولة
وهي ما جعلها لا تبادر إلى أي هجوم على أعدائنا
وتنتظر ضرباته لها في عقر دارها...


أختلف معك أستاذي
والاختلاف لا يفسد التقدير والاحترام بيننا

تحياتي

حسن العطية
04-02-2010, 06:16 PM
تقابل الوجود والعدم
***
- أولى ما ينبغي صرف العمر فيه هو محاولة حل لغز الوجود ..
- لهذا سأحاول ان اسجل خطراتي فيما يتعلق بالوجود ..
- وأول تلك الخواطر عبر طرح السؤال التالي :
- هل هناك مقابل للوجود أم الوجود بلا مقابل ؟
- الجواب : الوجود بلا مقابل ..
- لكن لم الوجود بلا مقابل ؟ ثم إذا لم يكن للوجود مقابل فما قصة العدم التي تتكرر مفرداتها في كل مكان ؟
- لمحاولة الإجابة على ذلك نقول :
حينما يكون عندي – مثلا - بيت مساحته 500 مترا .. ماذا سيقابله ؟؟
1. يمكن أن يقابله بيت آخر
2. يمكن أن يقابله ماء
3. يمكن أن يقابله جبل
4. يمكن يقابله إنسان
5. يمكن أن يقابله خشب , حديد , رمل , حيوان , ...إلخ
6. يمكن أن يقابله هواء ..
7. هل بقي في أذهانكم شيء يمكن أن تفرضوه قبال بيتي ؟ إذا بقي شيء فاذكروه واستمروا إلى أن لا يبقى في الخارج أو في أذهانكم شيء ..
· الآن تعالوا معي نحلل المثال الأول قبل أن نذكر مثالا آخر .. ما معنى قولي بيتي يقابله شيء .. سواء أكان الذي يقابله بيتا آخر أو ماء أو حيوانا أو جبلا أو فراغا أو أي شيء يمكن فرضه .. ما معنى هذا ؟؟ معناه أن بيتي ينتهي عند آخر سانتيم ويقف ليبدأ أول سانتيم من الشيء الذي فرضناه قبالها من بيت أو ماء أو جبل أو حديد ...إلخ
· إذن المقابلة بين شيئين لابد فيها من انتهائهما أو فرض انتهائهما على أقل تقدير .. لكي يصح أن يقابل بيتي بيتا أخر لابد أن تكون هناك نهاية لبيتي ليبدأ البيت الذي يقابله .. إذن من شرط المقابلة بين شيئين هي الانتهاء في الأمرين المتقابلين .. أو فرض الانتهاء فيهما ..
· طيب الآن تعالوا نطبق نفس مثال المقابلة الماضي ..على شيء آخر غير البيت وهو هذه المرة (( الوجود )) ونسأل : عمَّا يقابل الوجود ؟
· ولنفرض أن الوجود عبارة عن :
1. أرض : طيب تعالوا نرى نهاية هذه الأرض .. افرضوا أنفسكم تمشون معي على الأرض كي نرى نهايتها , لأن في نهايتها سنرى ما سيقابلها .. نحن الآن نمشي نمشي نمشي فجأة انتهت الأرض أمام ماء بحر .. إذن الأرض يقابلها ماء بحر .. لكن أوليس البحر موجودا مثل الأرض تماما ؟؟ طبعا البحر شيء موجود ..
2. طيب دعونا الآن نعبر البحر لنرى إلى أن ينتهي بنا .. لنرى ماذا يقابله .. دعونا نبحر .. نحن الآن نبحر نبحر نبحر .. فجأة انتهى البحر وإذا بأرض مرة ثانية أمامنا ..
3. طيب ما رأيكم هذه المرة أن نغير مسار مشينا فنحاول أن نسير إلى فوق .. ماذا عسانا سنرى فوق الأرض التي نمشي عليها ؟ الهواء , إذن الأرض يقابلها من فوق الهواء .. لكن أوليس الهواء شيء ؟؟؟ طبعا هو شيء موجود مثله مثل الأرض والماء .. طيب دعونا نسبح في الهواء لعلنا نجد نهاية له .. نحن الآن نسبح في الهواء .. نسبح نسبح نسبح .. فجأة نحن خارج الكرة الأرضية في الغلاف الجوي المحيط بها .. إذن الهواء يقابله من الأعلى الغلاف الجوي .. لكن أوليس الغلاف الجوي شيء ؟؟؟؟ طبعا هو شيء مجود مثله مثل الأرض والماء والهواء .. طيب دعونا نسبح في هذا الغلاف الجوي إلى نهايته كي نرى ما يقابله ..
· وهكذا دواليك .. كلما انتهينا من شيء موجود رأينا قباله شيء موجود آخر .. في سلسلة من الموجودات لا تنتهي ..ولن يحد هذه الموجودات المتكثرة إلا الوجود ذاته ..
· لا تنتهي في الخارج ولا تنتهي أيضا في الذهن ..
· جربوا أيضا أنتم بينكم وبين أنفسكم أن تكتشفوا شيئا غير موجود .. لن تستطيعوا أبدا .. لأن كل شيء كي تكتشفوه لابد أن توجدوه أولا وإلا فلن تستطيعوا اكتشافه ..
· ماذا يعني كل هذا ؟؟
· مما يعنيه الآتي :
1- الموجودات تنتهي وتتقابل ولكن الوجود لا ينتهي ولا يقابله إلا الجود نفسه ..
2- حين نريد أن نكتشف أمرا لابد أن نوجده أولا ..
3- الوجود هو الكاشف لكل موجود ..
4- الوجود هو ما يربط بين كل الموجودات ويجعلها كالسلسلة تماما ..
4- هناك أمور أخرى أهم يمكن أن يكتشفها من يركـِّز .. لن نصرح بها تجنبا للقيل والقال .. وقد يأتي الوقت المناسب لها ..
**هذا ما يتعلق بالجواب على التساؤل الاول ..
أما فيما يختص بالتساؤل الثاني فنقول :
· نحن حين أتينا بقضية التقابل .. كان غرضنا أن نشير إلى أمر مهم , من الأمور التي يلجأ إليها العقل , حين يريد أن يتعقل بعض الأمور ويستوعبها ويدخلها في هيمنته .. خاصة الأمور الغامضة .. هذا الأمر الذي يستعين به العقل هو التقابل بين الأمور .. وخاصة الأمور الغامضة الخفية .. فالعقل حين يخفى عليه معنى يريد أن يتفهمه , ليدخله في مخزونه المعرفي , ويستفيد منه , يقوم لأجل إيضاحه غاية الإيضاح , بربطه بضده ومقابله .. لأن الضد يبرز ضده , كما يقول الشاعر : والضد يظهر حسنه الضد , لكن هنا الضد يظهر خفاءه الضد ..
· مثلا : العقل حين يريد أن يتعرف على اللون الأبيض بصورة أوضح , يقوم بقرنه بالأسود , فيبرز الاثنان عنده .. وحين يريد أن يتعقل الأمام يقرنه بالخلف .. وحين يريد أن يتعقل الفوق يقرنه بالتحت .. حين يريد أن يتعقل البنوَّة يربطها بالأبوَّة .. وهكذا .. إذن هذه طريقة من طرق العقل يلجأ إليها حين يريد أن يتعقل أمورا موجودة فعلا عنده .. لكن بعض الأمور لا يوجد لها مقابل .. حين يبحث العقل عن مقابلا لها , لا يجده .. وهو يريد أن يتعقلها .. ولكي يتعقلها بشكل واضح عليه أن يأتي بما يقابلها .. ولا مقابل لهذه الأمور , فماذا يفعل العقل حينها ؟ هل يستسلم العقل أمام هذا ويقف مكتوف اليدين ؟ لا , لا يقف مكتوف اليدين , بل لا يستطيع أن يقف مكتوف اليدين , لأن العقل مفطور على الاكتشاف دوما , فهو يلح دوما إلى أن يحصل على طلبته .. فماذا يفعل إذن ؟؟
· قام بافتراض مفهوم مضاد لما يريد أن يتفهمه و وضعه قباله .. فقال العقل - مثلا فيما يخص الوجود - : الوجود لا مقابل له , وأنا أريد أن أتعقله , فإذا لم يكن له مقابل , فلأخترع مفهوما , يكون مقابلا له .. وحين فكـَّر بما يميز الوجود, وجد أن أبرز ما يميز الوجود , أنه يظهر الأشياء .. فلو قـُدِّرَ أن يكون للوجود ضد فكان سيكون مقابلا له في هذه الصفة , أي ضده , سيكون عادما للأشياء .. فقال العقل : فلأفرض العدم وأجعله ضدا للوجود ..
· هذه قصة العدم مع العقل .. وقد اتضح جليا أنها اختراع وابتكار وفرض من العقل ليس إلا .. بغرض تسهيل تعقل الأشياء التي لا ضد لها ..
ولو قلنا بأن للوجود مقال لكان للباري تعالى شريك ومقابل !!

حسن العطية
04-02-2010, 06:41 PM
اقتباس:




اسجدوا وتقربوا لكي تنزع من انفسكم جذور التكبر فإن اجتثاثها لن يعمل على التقدم في المسيرة التكاملية ..




أستاذ حسن

اسمح لي بالاختلاف معك في مفهومك للسلبية والايجابية التي تطرقت اليها سابقا

قتل الكبر وجاء من كثير من الأمراض وكثير من المعاصي التي يفضي اليه الكبر
فقتله في نفس الإنسان أكبر ايجابية وأهم خطوة في المسيرة التكاملية التي ذكرت
وأهم خطوة في تربية نفس سوية

اقتباس:




الأمور السلبية مثل الهجوم الذي يعتبر خير وسيلة للدفاع ..



أخشى أن تكون أمتنا العربية والاسلامية قد اعتقدت بهذه المقولة
وهي ما جعلها لا تبادر إلى أي هجوم على أعدائنا
وتنتظر ضرباته لها في عقر دارها...


أختلف معك أستاذي
والاختلاف لا يفسد التقدير والاحترام بيننا

تحياتي




- سيدتي وأستاذتي الكريمة زهراء ..
- لايمكن ان يكون السجود ذا فائدة سلبية وفقط !!
- حين يكون الهدف من السجود اقتلاع شرور النفس ويقتلعها فعلا .. فلابد ان يكون هناك امر آخر يعمل على التقدم .. وإلا ستبقى النفس مكانك سر !!
- لابد ان نفرض أمرا آخر إيجابي مهمته بعث النفس على التقدم في طريق الكمال !!
- نعم – والحق يقال – أني وأنا أكتب الرد هذا خطر في ذهني أمر ربما يكون هو الفيصل بيني وبينك .. وهو :
- يمكن أن نقول بأن السجود ذا جنبتين سلبية وإيجابية .. فمن حيث هو سلبي يعمل على اجتثاث الشرور .. ومن حيث هو إيجابي يعمل على التقدم !!
- كيف ؟
- الله تعالى خلق النفس مصفاة نقية كالمرآة الصافية .. ولكن الإنسان بجهله قام بتكدير مرآة باطنه بالشرور والسيئات حتى غطت على مرآة باطنه وبات لا يرى الحقائق الواضحة أو يراها عليها غبش وكدرات .. فأمره ان بصقل تلك المرآة لتعود صافية كما كانت وذلك بان يقوم باقتلاع تلك الشرور بالسجود وغيره من العبادات ..
- فيكون السجود سلبيا حين يقتلع الشرور .. ويكون إيجابيا حين يجلو مرآة الباطن التي ستنطبع فيها الأنوار الإلهية وتعود خالصة كما خلقها ربنا الحكيم جل في علاه !!
• والخلاصة .. لابد من فرض جنبة إيجابية للسجود تعمل على تقدم الإنسان .. ولا نكتفي بالقول بأنه ذو جبة سلبية وفقط !
أم الهجوم والدفاع فهناك خطأ في العبارة الصحيحة تقول : الأمور الإيجابية مثل الهجوم خير وسيلة للدفاع !

حسن العطية
05-02-2010, 09:13 AM
خطرة :
الوجود والموجود والاموجود***
- ما الفرق بين الأمور الثلاثة في العنوان : الوجود والموجود واللاموجود ؟؟
- الوجود : وجود فقط .. والموجود : وجود وشيء آخر غير الوجود .. واللاموجود : لا شيء أصلا ..
- ويمكن أن نشبه – للتقريب – الأمور الثلاثة بالنور والظلمة ..
- فالوجود : نور خالص .. والموجود : ونور وظلمة .. واللاموجود : لا نور ولا ظلمة ..
- الله تعالى هو الوجود لأنه نور خالص .. وبقية المخلوقات : موجودة لان فيها قبس من نور الله تعالى وفيها ظلمة وهذا القبس هو نفخة الله في كل موجود .. هي روح الله التي بها نحيا ..واللاموجود : الامور التي لم توجد قط مثل شريك الباري .. شريك الباري لا وجود ولا موجود ..
• إذا كان هذا صحيحا فماذا يعني ؟؟
• يعني أن كل موجود له حظ من النور الإلهي !! حتى ما نسميها جمادات مثل الجبال والصخور والحجر الصوان .. هذه وغيرها لها حظ من النور الإلهي والوجود الرباني ..
• ولو لم يكن لها حظ من الوجود .. وقبس من النور الإلهي .. فما فرقها مع اللاموجد واللاشيء ؟؟!!
• لولا أن سرى النور الإلهي في كل موجود لما وجد .. لولم يسرِ الوجود الرباني في الحجر لما صار حجرا .. وفي النبات لما صار نباتا .. وفي الحي لما كان حيا وظل في كتم العدم !!
• الله نور السماوات والأرض .. بلغ نوره كل زاوية من زوايا الكون .. فسبحان الله الذي ليس كمثله شيء !!

حسن العطية
05-02-2010, 05:05 PM
خطرة :
فطريات
***
- ورد في القرآن الكريم كثيرا مفردات التذكير والذكر والذكرى ..
- بل حصرت نبوة خاتم النبيين وأفضلهم في كونه مذكرا ليس إلا .. فإذا كان خاتمهم مذكرا فأكيد من قبله من الأنبياء والمرسلين كانوا مذكرين أيضا .. وبالتالي يكون الهدف من بعث الرسل قاطبة هو التذكير !!
- لكن ما التذكير بالأصل ؟؟ وثانيا هل له كل هذه الأهمية بحيث بعث لأجله كل المرسلين ؟؟!!
• أما بشان : ما الذكر .. فأمر سهل بسيط .. فالذكر ضد النسيان .. وبضدها تتميز الأشياء !!
• إذا قال لك أحدهم شيئا كان السبب في عودة ذاكرتك لأمر آخر يقال بأنه ذكرك بذلك المنسي ..
• فالذكر والتذكير والذكرى إنما هي عملية تنشيط ذاكرة ليس إلا !!
• طيب هذا بالنسبة لمعنى الذكر والتذكير والذكرى ..
• فماذا عسى المرسلون يذكرون البشرية به ؟؟ ما الامر المهم الذي نسيه البشر استدعى من الرؤوف الرحيم أن يذكرهم به ؟؟ وأيضا ما هذا الأمر المنسي المغرق في القدم الذي مازال المرسلون يذكرون به من أولهم إلى خاتمهم ؟؟
- القرآن يجيب على هذا حيث يقول

(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ )
{أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ)
• إذن المرسلون قاطبة يذكرون البشرية بالعهد الذي أخذوه على أنفسهم بأن لا يشركوا بالله تعالى طرفة عين .. لكنهم نسوه وغفلوا عنه .. ولأن الله تعالى رؤوف بعباده يريد لهم الخير والجنان أرسل لهم كل هؤلاء المرسلين لينشطوا ذاكرتهم لذلك العهد الضارب بجذوره في أعماق البشرية جمعاء !!
• وإذا لاحظتم الآية الثانية المتقدمة فالله تعالى يعلم بأن البشر اللاحقون سيحتجون على الله تعالى بأن لا ذنب لهم بل الذنب ذنب آبائهم السابقين هم من اشرك بالله تعالى وليسوا هم !!
• لكن الله تعالى يبادرهم الجواب قبل السؤال ويقول لهم : العهد أخذ من السلف والخلف من الآباء والأبناء جميعا وبلا استثناء !!
• فما منا من أحد إلا أقر بالربوبية وتعهد بعدم الإشراك من صدر التاريخ الأول لكننا نسينا هذا العهد بفعل حيدنا عن صراط الله المستقيم فتفرقت بنا السبل !!
- وكما ترون فالعهد ضارب بجذوره في عمق أعماق التاريخ .. وهو بالأهمية بمكان .. فلا عجب أن كان الهدف من بعثة كل المرسلين هو التذكير بهذا العهد القديم المهم الذي هو حبل نجاتهم من الهلكة !!
• ولكن : هل هناك طرق أخرى لتنشيط ذاكرة البشرية غير الرسل ؟؟
• نعم .. فالإنسان حين ينسى أمرا يمكن ان يتذكره حين يذكره به شخص ما .. أو حين يصادف موقفا مشابها للأمر المنسي ..
• مثلا : شخص تاه في صحراء مقفرة مرة من المرات آيس من الحياة .. فذا ببدوي أمامه يأخذ بيده ويسقيه ويدله على الطريق .. فحين يتيه هذا الشخص في صحراء مشابهة في وضع مشابه فأكيد سيتذكر ذلك البدوي الذي أنقذ حياته من الموت قبل أربعين أو خمسين سنة !!
• كان الناس في بداية الخلقة ذر كذرات الهباء ليس لهم إلا خالقهم جلا وعلا .. فهذا موقف فريد أن يقف العبد بين يدي خالقه العظيم وجها لوجه وتأخذ عظمة الخالق منه كل مأخذ !!
• حين يعود العبد وحيدا تائها في أرجاء الكون الفسيح لا يجد من ينقذه من تيهه ويمد له يد العون لينقذه من هول بحر لجي أو صحراء مقفرة أو من قمة جبل شامخ أو على متن طائرة تهاوى .. في مثل هذه الظروف العسيرة تعود به الذاكرة لذلك الموقف الذي كان فيه في كنف إله يحوطه برحمته ورأفته .. فإذا به لهج بذكر بارئه طالبا منه العون والمدد: ( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ. فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ...)
• حين تزحم الظروف الإنسان يعود إلى أعماق ذاته ليجد هناك ربه البارئ العطوف .. حينها يذكر عهده الضارب في أعماق ذاته !!
• ولتقريب الفكرة اكثر .. نشبه تلك الحالة بحالة الام مع جنينها ..
• فالجنين يفتح عينيه على صورة أمه .. لا يعرف من الدنيا غيرها .. هي كل حياته ..
• لكن شيئا فشيئا - وبفعل الظروف المحيطة – يبتعد رويدا رويدا عن ذلك الحضن الدافئ الذي كان يوما ما هو كل حياته .. والبعض يذهب بعيدا فيكون عاقا لهذه الأم الرؤوم فإذا به يكفر بها ويحاربها جهارا نهارا لأجل زوجة أو صديق أو لنزوة نفس عابرة !! لكن حين يشاك شوكة لا ينادي في تأوهاته الا باسمها : يمه .. مام .. ماما .. أوم .. أمي ..!!
• فكذلك حال الإنسان مع بارئه !!
• فطرة الإنسان هو ذلك العهد الذي لا نتذكره إلا حين تلزنا الحياة بصعوباتها
- لكن : ما هي تلك الظروف التي تنسينا اكبر عهد في حياتنا ؟؟
- إنها البيئة والمحيط السيئ الذي يعيشه أغلبنا .. هذه البيئة لفائف تعمل على تغطية بصائرنا فلا نعود نبصر ذلك النور الإلهي في دواخلنا !!
• لهذا ورد في الحديث : كل مولد يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه أو يمجسانه ..

أماني عواد
05-02-2010, 11:00 PM
السيد حسن العطية




تقابل الوجود والعدم
***
- أولى ما ينبغي صرف العمر فيه هو محاولة حل لغز الوجود ..
- لهذا سأحاول ان اسجل خطراتي فيما يتعلق بالوجود ..
- وأول تلك الخواطر عبر طرح السؤال التالي :
- هل هناك مقابل للوجود أم الوجود بلا مقابل ؟
- الجواب : الوجود بلا مقابل ..
- لكن لم الوجود بلا مقابل ؟ ثم إذا لم يكن للوجود مقابل فما قصة العدم التي تتكرر مفرداتها في كل مكان ؟
- لمحاولة الإجابة على ذلك نقول :
حينما يكون عندي – مثلا - بيت مساحته 500 مترا .. ماذا سيقابله ؟؟
1. يمكن أن يقابله بيت آخر
2. يمكن أن يقابله ماء
3. يمكن أن يقابله جبل
4. يمكن يقابله إنسان
5. يمكن أن يقابله خشب , حديد , رمل , حيوان , ...إلخ
6. يمكن أن يقابله هواء ..
7. هل بقي في أذهانكم شيء يمكن أن تفرضوه قبال بيتي ؟ إذا بقي شيء فاذكروه واستمروا إلى أن لا يبقى في الخارج أو في أذهانكم شيء ..
· الآن تعالوا معي نحلل المثال الأول قبل أن نذكر مثالا آخر .. ما معنى قولي بيتي يقابله شيء .. سواء أكان الذي يقابله بيتا آخر أو ماء أو حيوانا أو جبلا أو فراغا أو أي شيء يمكن فرضه .. ما معنى هذا ؟؟ معناه أن بيتي ينتهي عند آخر سانتيم ويقف ليبدأ أول سانتيم من الشيء الذي فرضناه قبالها من بيت أو ماء أو جبل أو حديد ...إلخ
· إذن المقابلة بين شيئين لابد فيها من انتهائهما أو فرض انتهائهما على أقل تقدير .. لكي يصح أن يقابل بيتي بيتا أخر لابد أن تكون هناك نهاية لبيتي ليبدأ البيت الذي يقابله .. إذن من شرط المقابلة بين شيئين هي الانتهاء في الأمرين المتقابلين .. أو فرض الانتهاء فيهما ..
· طيب الآن تعالوا نطبق نفس مثال المقابلة الماضي ..على شيء آخر غير البيت وهو هذه المرة (( الوجود )) ونسأل : عمَّا يقابل الوجود ؟
· ولنفرض أن الوجود عبارة عن :
1. أرض : طيب تعالوا نرى نهاية هذه الأرض .. افرضوا أنفسكم تمشون معي على الأرض كي نرى نهايتها , لأن في نهايتها سنرى ما سيقابلها .. نحن الآن نمشي نمشي نمشي فجأة انتهت الأرض أمام ماء بحر .. إذن الأرض يقابلها ماء بحر .. لكن أوليس البحر موجودا مثل الأرض تماما ؟؟ طبعا البحر شيء موجود ..
2. طيب دعونا الآن نعبر البحر لنرى إلى أن ينتهي بنا .. لنرى ماذا يقابله .. دعونا نبحر .. نحن الآن نبحر نبحر نبحر .. فجأة انتهى البحر وإذا بأرض مرة ثانية أمامنا ..
3. طيب ما رأيكم هذه المرة أن نغير مسار مشينا فنحاول أن نسير إلى فوق .. ماذا عسانا سنرى فوق الأرض التي نمشي عليها ؟ الهواء , إذن الأرض يقابلها من فوق الهواء .. لكن أوليس الهواء شيء ؟؟؟ طبعا هو شيء موجود مثله مثل الأرض والماء .. طيب دعونا نسبح في الهواء لعلنا نجد نهاية له .. نحن الآن نسبح في الهواء .. نسبح نسبح نسبح .. فجأة نحن خارج الكرة الأرضية في الغلاف الجوي المحيط بها .. إذن الهواء يقابله من الأعلى الغلاف الجوي .. لكن أوليس الغلاف الجوي شيء ؟؟؟؟ طبعا هو شيء مجود مثله مثل الأرض والماء والهواء .. طيب دعونا نسبح في هذا الغلاف الجوي إلى نهايته كي نرى ما يقابله ..
· وهكذا دواليك .. كلما انتهينا من شيء موجود رأينا قباله شيء موجود آخر .. في سلسلة من الموجودات لا تنتهي ..ولن يحد هذه الموجودات المتكثرة إلا الوجود ذاته ..
· لا تنتهي في الخارج ولا تنتهي أيضا في الذهن ..
· جربوا أيضا أنتم بينكم وبين أنفسكم أن تكتشفوا شيئا غير موجود .. لن تستطيعوا أبدا .. لأن كل شيء كي تكتشفوه لابد أن توجدوه أولا وإلا فلن تستطيعوا اكتشافه ..
· ماذا يعني كل هذا ؟؟
· مما يعنيه الآتي :
1- الموجودات تنتهي وتتقابل ولكن الوجود لا ينتهي ولا يقابله إلا الجود نفسه ..
2- حين نريد أن نكتشف أمرا لابد أن نوجده أولا ..
3- الوجود هو الكاشف لكل موجود ..
4- الوجود هو ما يربط بين كل الموجودات ويجعلها كالسلسلة تماما ..
4- هناك أمور أخرى أهم يمكن أن يكتشفها من يركـِّز .. لن نصرح بها تجنبا للقيل والقال .. وقد يأتي الوقت المناسب لها ..
**هذا ما يتعلق بالجواب على التساؤل الاول ..
أما فيما يختص بالتساؤل الثاني فنقول :
· نحن حين أتينا بقضية التقابل .. كان غرضنا أن نشير إلى أمر مهم , من الأمور التي يلجأ إليها العقل , حين يريد أن يتعقل بعض الأمور ويستوعبها ويدخلها في هيمنته .. خاصة الأمور الغامضة .. هذا الأمر الذي يستعين به العقل هو التقابل بين الأمور .. وخاصة الأمور الغامضة الخفية .. فالعقل حين يخفى عليه معنى يريد أن يتفهمه , ليدخله في مخزونه المعرفي , ويستفيد منه , يقوم لأجل إيضاحه غاية الإيضاح , بربطه بضده ومقابله .. لأن الضد يبرز ضده , كما يقول الشاعر : والضد يظهر حسنه الضد , لكن هنا الضد يظهر خفاءه الضد ..
· مثلا : العقل حين يريد أن يتعرف على اللون الأبيض بصورة أوضح , يقوم بقرنه بالأسود , فيبرز الاثنان عنده .. وحين يريد أن يتعقل الأمام يقرنه بالخلف .. وحين يريد أن يتعقل الفوق يقرنه بالتحت .. حين يريد أن يتعقل البنوَّة يربطها بالأبوَّة .. وهكذا .. إذن هذه طريقة من طرق العقل يلجأ إليها حين يريد أن يتعقل أمورا موجودة فعلا عنده .. لكن بعض الأمور لا يوجد لها مقابل .. حين يبحث العقل عن مقابلا لها , لا يجده .. وهو يريد أن يتعقلها .. ولكي يتعقلها بشكل واضح عليه أن يأتي بما يقابلها .. ولا مقابل لهذه الأمور , فماذا يفعل العقل حينها ؟ هل يستسلم العقل أمام هذا ويقف مكتوف اليدين ؟ لا , لا يقف مكتوف اليدين , بل لا يستطيع أن يقف مكتوف اليدين , لأن العقل مفطور على الاكتشاف دوما , فهو يلح دوما إلى أن يحصل على طلبته .. فماذا يفعل إذن ؟؟
· قام بافتراض مفهوم مضاد لما يريد أن يتفهمه و وضعه قباله .. فقال العقل - مثلا فيما يخص الوجود - : الوجود لا مقابل له , وأنا أريد أن أتعقله , فإذا لم يكن له مقابل , فلأخترع مفهوما , يكون مقابلا له .. وحين فكـَّر بما يميز الوجود, وجد أن أبرز ما يميز الوجود , أنه يظهر الأشياء .. فلو قـُدِّرَ أن يكون للوجود ضد فكان سيكون مقابلا له في هذه الصفة , أي ضده , سيكون عادما للأشياء .. فقال العقل : فلأفرض العدم وأجعله ضدا للوجود ..
· هذه قصة العدم مع العقل .. وقد اتضح جليا أنها اختراع وابتكار وفرض من العقل ليس إلا .. بغرض تسهيل تعقل الأشياء التي لا ضد لها ..
ولو قلنا بأن للوجود مقال لكان للباري تعالى شريك ومقابل !!


فلسفة رائعة/ تفسير سلس متسلسل /ونظرة بغاية العمق
سلم ذهنك

حسن العطية
06-02-2010, 02:56 PM
السيد حسن العطية






فلسفة رائعة/ تفسير سلس متسلسل /ونظرة بغاية العمق
سلم ذهنك
لا تعلمين كم أنا بحاجة إلى مرورك لأعلم اني على سواء السبيل !!
دمت لنا معلمة !!

حسن العطية
06-02-2010, 05:07 PM
خطرة :
الضبع و الملائكة
***
- هل الأرواح فيها ذكر وفيها انثى ؟؟
- لا .. لكنها قابلة لأن تكون ذكرا أو انثى !!
- لأن من يشكل الكائن الحي إلى ذكر أو انثى هو البيئة المحيطة .. والقابلية الذاتية لذلك في نفس الكائن الحي ..
- يعني لو عاش الذكر الذي هو ذكر عندنا في ظروف اخرى مختلفة ربما خرج أنثى .. وكذا الأنثى لو عاشت في ظروف أخرى لربما خرجت ذكرا
- وحين اقول الظروف المحيطة أقصد الظروف المحيطة بالخلية الاولى للكائن الحي .. لتشمل هذه الظروف حتى الهرمونات التي ينسب إليها الفرق بين الذكر والأنثى .. فهذه الهرمونات تعتبر من الظروف المحيطة التي تعمل على تشكيل الكائن الحي ..
• إما إذا ظلت الأرواح في مكانها الذي خلقت فيه فإنها لن تكون ذكرا ولا انثى .. بل ستبقى ارواحا فقط ..
• لهذا مثل الملائكة الذين لم يدخلوا ساحة الاختبار الرباني لا يقال عنهم ذكور ولا أناث .. لأنهم خارج المحيط الذي يمكن أن يشكلهم إلى أحد النوعين !!
- ولهذا يقال – أيضا – عن الضبع بأنه سنة يكون انثى وسنة يكون ذكرا ..
- وهذا القول وإن كنت سمعته مجرد سماع ولم اتحققه إلا اني أتفهمه حسب الكلام السالف ..
- فيمكن ان تشكل البيئة المحيطة الضبع أنثى وظروف اخرى تشكله ذكرا ..
• وهذا ايضا السبب فيما يسمى بالمثليين أو المتحولين من ذكر إلى انثى والعكس .. كل ذلك راجع لبيئاتهم التي يعيشونها ..
- والعمدة في تحديد الجنس ليس الشكل الخارجي بل الصفات الداخلية فهي التي تحدد الجنس أكثر من الخارج ..
- فما يسمى بالمخنث حتى لو كانت أعضاؤه الجنسية ذكرية إلا أنه في حقيقته أنثى لأن صفاته الداخلية صفات الاناث !!
• ويمكن يكون هذا هو السبب في كون أكثر اهل النار النساء كما يقال .. فليس المقصود منهم النساء المعروفين فقط بل قد يدخل فيهم كثيير من الرجال أوليك الرجال الذين يحملون صفات النساء ..
- والآن خطر ببالي أمر يمكن إذا صح يمكن أن يكون هو السبب في كون أكثر اهل النار النساء .. وهو :
- إذا كان اشتقاق النساء من النسيان .. فيفهم السبب في كون أكثر أهل النار النساء .. لأن النساء أكثر نسيانا من الرجال .. لهذا ورد في القرآن الكريم فيما يتعلق بشهادة النساء : فتذكر إحداهما الاخرى !!
- أما لم كان النسيان هو العمدة في دخول النار .. فهذذا يرجع لما تحدثنا عنه في الخطرة السابقة من كون المقصود من النسيان هو نسيان العهد القديم الذي أخذه الله على عباده بعدم الإشراك به ..
- فكأن الحديث يقول : أكثر أهل النار أكثرهم نسيانا لعهده واكثرهم شركا بربه !!

زهراء المقدسية
06-02-2010, 06:28 PM
خطرة :
الوجود والموجود والاموجود***
- ما الفرق بين الأمور الثلاثة في العنوان : الوجود والموجود واللاموجود ؟؟
- الوجود : وجود فقط .. والموجود : وجود وشيء آخر غير الوجود .. واللاموجود : لا شيء أصلا ..
- ويمكن أن نشبه – للتقريب – الأمور الثلاثة بالنور والظلمة ..
- فالوجود : نور خالص .. والموجود : ونور وظلمة .. واللاموجود : لا نور ولا ظلمة ..
- الله تعالى هو الوجود لأنه نور خالص .. وبقية المخلوقات : موجودة لان فيها قبس من نور الله تعالى وفيها ظلمة وهذا القبس هو نفخة الله في كل موجود .. هي روح الله التي بها نحيا ..واللاموجود : الامور التي لم توجد قط مثل شريك الباري .. شريك الباري لا وجود ولا موجود ..
• إذا كان هذا صحيحا فماذا يعني ؟؟
• يعني أن كل موجود له حظ من النور الإلهي !! حتى ما نسميها جمادات مثل الجبال والصخور والحجر الصوان .. هذه وغيرها لها حظ من النور الإلهي والوجود الرباني ..
• ولو لم يكن لها حظ من الوجود .. وقبس من النور الإلهي .. فما فرقها مع اللاموجد واللاشيء ؟؟!!
• لولا أن سرى النور الإلهي في كل موجود لما وجد .. لولم يسرِ الوجود الرباني في الحجر لما صار حجرا .. وفي النبات لما صار نباتا .. وفي الحي لما كان حيا وظل في كتم العدم !!
• الله نور السماوات والأرض .. بلغ نوره كل زاوية من زوايا الكون .. فسبحان الله الذي ليس كمثله شيء !!
أستاذ حسن
فلسفة جميلة أشكرك عليها وتفكير جميل أحييك عليه

ولكن هناك سؤال جال في خاطري وأنا أقرأ عن الوجود والموجود واللاموجود

من أوجد الوجود؟؟

الإجابة ستكون حتما الله سبحانه وتعالى
فهل يمكن هنا أن أعتبر الوجود هو الله؟؟؟

وأرجو أن يتسع صدرك لي انا هذه المرة
ولكن نحن هنا لنرقى بما نتعلم

دمت مفكرا

حسن العطية
06-02-2010, 08:10 PM
4- هناك أمور أخرى أهم يمكن أن يكتشفها من يركـِّز .. لن نصرح بها تجنبا للقيل والقال .. وقد يأتي الوقت المناسب لها ..
!!

استاذتي الرائعة زهراء القدس ..
أولا أهلا ومرحبا بك وبتعليقاتك الثرية ..
ثانيا : في هذا الاقتباس يكمن جوابك .
ربي يخليك ويبارك فيك ولا يحرمنا منك ابدا ..
دمت بعين الله ..

حسن العطية
08-02-2010, 02:51 PM
قوسا النزول والصعود
***
- حين يسكن عالم مبّرز في الدور الاول .. وسنكوح لا يعرف أي طرفيه اطول الدول الثاني ..
- فيمكن أن نسأل عن هذه الحالة بصور مختلفة .. كالتالي :
- تارة نقول : من الأعلى مكانا منهما ؟
- والجواب : السنكوح ..
- وتارة نقول : من الأعلى مكانة منهما ؟
- فالجواب : العالم ..
- وتارة نطلق فنقول : من الأعلى منهما ؟؟
- هنا تختلف الإجابة من شخص لآخر !!
- فمن ينظر الى الأمور حسب ظاهرها دون تعمق فسيقول : السنكوح ..
- أما من يتعمق في الأمور ويتفحص بها فسيقول : العالم هو الأعلى سواء أسكن الدور الاول أم الثاني .. لأن الاعلى تصدق على العلو في المنزلة أكثر من صدقها على العلو في المنزل ..
- وهذا شبيه لما ينقل حين قيل للعباس : أنت أكبر أو النبي -صلى الله عليه وآله- ؟ قال : هو أكبر وأنا ولدت قبله ..
- إذا فالمتبادر من العلو هو علو المنزلة لا علو المنزل .. علو المكانة لا علو المكان ..العلو المعنوي لا العلو المادي !!
• ويجري هذا الأمر في امور مشابهة كثيرة اخرى .. ومنها :
• حين نقول بأن الله تعالى في السماء أو في الاعلى .. فلا يقصد العلو الحسي .. بل المقصود أن الله تعالى هو الاعلى من كل ما سواه منزلة .. لأن الله تعالى لا يخلو منه مكان لا في السماء ولا في الارض !!
• وأيضا : حين يقول الله تعالى لآدم وحواء عليهما السلام : اهبطا منها ... فالمقصود : اهبطا منزلة عن منزلتكما التي كنتما فيها بسبب عصيانكما ربكما وأكلكما من الشجرة !! ولا يشترط أن يكون هناك هبوط حسي من مكان إلى مكان أنزل منه .. بل الهبوط في المكانة يكفي في تحقق : اهبطا !!
• وأيضا : حين نقول : روح المؤمن تصعد إلى الله تعالى .. فالمقصود أنها تكون اقرب منزلة من بارئها شيئا فشيئا هذا هو معنى صعودها الى ربها .. وليس المقصود الصعود الحسي .. وإلا – وكما قلنا سابقا – الله تعالى اقرب إلينا من حبل الوريد .. والأرواح لا تحتاج كي تصل إليه إلى صعود حسي ولا الى نزول كذلك !!
- وهذا أيضا مراد من يقول بقوسي النزول والصعود !!
- فالبعض يقول بأن لكل كائن في مسيرته قوسان : قوس نزول وقوس صعود ..
- يبدأ من النقطة التي خلقه الله تعالى فيها .. وينزل ينزل ينزل إلى اقصى نقطة يمكن أن يصلها نزولا .. ثم يبدأ قوس الصعود .. فيصعد يصعد يصعد إلى أن يعود للنقطة التي بدأ منها ..
- فالمقصود من النزول والصعود هنا .. النزول والصعود المكانتي المعنوي لا النزول والصعود المكاني الحسي .. فقد ينزل الكائن إلى أقصى نقطة ممكنة ويصعد الى أعلى نقطة ممكنة وهو لم يتحرك قيد أنملة من مكانه الحسي !!
• ولتفصيل هذا نقول :
• الله تعالى خلق المخلوقات كلها ارواحا خالصة كلا على حسب مرتبته الوجودية .. وكل مخلوق كان في اول خلقه اقرب ما يكون لخالقه منزلة .. وتلك هي جنة كل مخلوق .. القرب الإلهي هو الجنة الحقيقية لكل مخلوق !!
• وظل المخلوقات في تلك المنزلة وتلك الجنة ما شاء الله لهم ..
• وهناك أخذ الله تعالى منهم العهد والميثاق بعدم الإشراك واقروا به جميعا .. ولم يكن عليهم حينها لا تكليف ولا عقاب ولا ثواب لأنهم لم يدخلوا بعد عالم التكاليف الإلهية ..
• وحين شجر ما شجر بينهم من خلاف وعداوة وشقاق وحسد وتكبر .. أبعدوا أنفسهم من جنتهم بفعلهم فنزلوا درجة من مكانتهم إلى مكانة أنزل منها .. وكلما زادت شرورهم نزلوا منزلة .. ويستمرون في النزول والهبوط في المنزلة إلى أقصى دراجتها ..
• وبعدها يبدأ قوس الصعود الى الله تعالى مرة اخرى .. تبدأ تصفية النفوس مما علق بها من شرور وأدران ومساوئ .. وكلما تخلصت من درن صعدت منزلة .. وهكذا تظل تتخلص وتصعد إلى أن تبلغ مرة ثانية الى النقطة التي كانت فيها إلى جنة القرب الإلهي !!
- وكما ترون فإن الله تعالى الرحيم الرحمن خلق الخلق كلهم واسكنهم جنته .. لكنهم بسوء أفعالهم اخرجوا أنفسهم منها فأوكلهم الله تعالى إلى أنفسهم ليروا غب أعمالهم إلى أن يقرروا هم بأنفسهم العودة إلى جنتهم !!
- ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم !! صدق الله العلي العظيم !!

حسن العطية
10-02-2010, 10:42 PM
خطرة :
البكاء على الحسين !!
***
ويتعدّى المشروعية والمصداقية إذا اختُزِلَ الدّينُ في مقتلِ سيّدنا الحسين عليه السّلام على حساب كلّ البطولات والقيم والمآثر التي تركها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصحابته الأجلاّء من بعده
لماذا البكاء على الحسين
***
- استوقفني الجزء الذي اقتطعته من تعليقة أحدهم على قصيدة " على صعيد كربلاء " المدرجة في قسم الفصيح ..
- فأحببت ان أدلي برأيي في الموضوع برأيي الخاص حسب رؤيتي وتفكيري ..
- وسأبدأ من الآتي :
- حين ربط أبو لبابة الصحابي المشهور نفسه في سارية المسجد .. متى يا تراه حل نفسه ؟؟
- حله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين أنزل الله تعالى توبته على رسوله ..
يقال بأنه كانت تأتيه أمرأته اوقات الصلاة فتحله ويؤدي الصلاة وتربطه مرة أخرى !!
- فالسؤال الآن : هل هذا الربط من ابي لبابة يعتبر اختزال للدين كله في ذنبه وتوبته ؟؟
- الجواب : لا .. والدليل ا ن ابا لبابة لم يترك الصلاة وهي من الدين .. فأبو لبابة لم يختزل الدين كله في ذنبه وتوبته !!
• وحين بكى آدم عليه السلام على ذنبه .. فهل يا تراه أختزل كل تكاليف ربه في بكائه وتوبته .. أم أنه كان يقوم بتكاليف ربه ,, ويبكي ايضا ؟؟
• أكيد بأنه كان يقوم بفروض ربه إلى جنب بكائه !!
• وحين بكى نبي الله يعقوب ابنه الحبيب يوسف .. فهل يا تراه اختزل كل ما عليه القيام به في بكائه ؟؟
• أكيد لا .. بل كان عليه السلام يقوم بما عليه القيام به إلى جانب البكاء !!
- وهكذا فالشواهد والأمثلة المشابهة بلا حد ولا حصر !!
- فلم حين يبكي الباكون – شيعة وسنة – على الحسين – قصرت المدة أم طالت – يعتبر ذلك اختزالا للدين وللنبي وللصحابة في شخص الحسين ؟؟
- يعني الباكون لا يصلون ولا يصومون ولا يزكون ولا يحجون ولا ولا ولا ... ؟؟ أم انهم يقومون بكل فروضهم إلى جانب بكائهم ؟؟!!
- كيف يكون البكاء اختزالا للدين وهو يقومون بفرائض الدين ؟؟!!
- إذن فكون بكاء الباكين على الحسين اختزالا للدين مجرد دعوى لا تثبت أمام البينات والشواهد الواضحات !!
• والآن : لم الحسين بالخصوص دون من قتل قبله او بعده وهم كثر ؟؟
• الجواب : حين يكون لي ابنان – مثلا – أحدهما مات حتف أنفه .. والآخر مات بضربة ظالمة مني على رأسه .. فياترى أيهما سأبكي اكثر ؟؟
• بالتأكيد سأبكي من تسببت في موته أكثر من الآخر .. حتى وإن كان من مات حتف أنفه أغلى وأحب إلى قلبي ممن تسببت في موته .. لأن تانيب الضمير في هذا سيشعل النيران أكثر في حشاي ..
• فهل حينما ابكي من تسببت في قتله اكثر من الآخر .. هل يعني هذا اني أفضله على ولدي الآخر والذي ربما يكون احب إلى قلبي ممن ابكيه اكثر ؟؟
• هل إذا بكينا الحسين اكثر نكون نحبه اكثر من النبي أو علي أو الزهراء أو أو أو ؟؟
• قطعا لا .. خاصة والباكون يصرحون بأن النبي وعلي أفضل من الحسين !!
• هم يبكون النبي وعلي والزهراء وكل من مات على الإسلام .. لكنهم يبكون الحسين أكثر لأسباب خارجة عن التفضيل .. أسباب أخرى سنلمح إلى بعضها لاحقا !!
- والآن : لم كل هذا الوقت في البكاء على الحسين ؟؟
- الجواب : البكاء على ذنب لا يفتر إلا بعد حصول التوبة ..
- كما اسلفنا في أبي لبابة .. لم يحل قيده إلا بعد نزول التوبة عليه .. وكذا أبونا آدم لم يفتر عن البكاء إلا بعد أن تاب الله عليه .. ونبي الله يعقوب لم يفتر عن البكاء إلا بعد أن انقطع سبب بكائه بعودة ابنه الحبيب إليه .. وهكذا لا ينقطع البكاء إلا حين ينقطع سببه !!
- فالباكون على الحسين لم يقطعوا بكاءهم على الحسين لأنه لم ينقطع سبب بكائهم عليه !!
- من قتل له قريب أو حبيب ظلما .. فمتى تهدأ نيران قلبه ؟؟
- بعد أن يثأر لحبيبه !!
- الزير سالم متى هدات حرارة نار اخيه كليب ؟؟ أليس بعد أن أخذ بثأره ؟؟!!
- ومعاوية متى أوقف الحرب وقبل بالصلح بعد مقتل قريبه الخليفة الثالث رضي الله عنه ؟؟
- وكل قتيل ظلما .. تبقى في الصدور نار قتله متأججه إلى أن يؤخذ بثأره !!
- فكيف يقطع الباكون على الحسين بكاؤهم ولم يثأر له بعد ؟؟!!
• والآن : لم البكاء على الحسين بالأصل ممن لم يعيشوا عصره ويحضروا مقتله ؟؟
• لم يبكي الحسين أناس دون آخرين ؟؟
• الجواب : من تسبب في قتل الحسين فريقان : فريق تسبب في قتله وهو يعرف فضله ويقر بإمامته ويعترف بجاهه عند الله تعالى ..
• وفريق : تسبب في قتل الحسين وهم لا يرون له – في قرارة انفسهم – شانا ولا فضلا ولا ميزة !!
• فمن تسبب في قتل الحسين من الفريق الاول يبكونه ندما وتوبة ولن يفتر بكاؤهم إلا بعد أن يؤخذ بثأره .. حينها ستقبل توبتهم وينقطع سبب بكائهم .. وتتحول أحزانهم افراحا !!
• هذا حال من حضر الحسين من الفريق الأول .. وأورثوا أبناءهم ذلك البكاء فتشرب الابناء بكاء آبائهم وعويلهم !!
• أما الفريق الثاني ممن لا يرى للحسين فضلا .. فإنهم وإن بكوه فإنما يبكونه لمجرد بشاعة الجريمة التي يمكن أن يبكي لها حتى الحجر والمدر .. يبكون مجرد عاطفة غرسها الله تعالى في نفوس البشر .. فهم لا يعتبرون أنفسهم مقصرين في نصرة الحسين .. وربما زاد البعض وخطأ الحسين .. فمن يرى هذا الرأي كيف عساه سيبكي الحسين ويندبه ؟؟!!
- فبكاء الفريق الأول على الحسين اكثر من النبي وعلي وفاطمة وعثمان وحمزة و و و .. لا لأنهم يرونه افضل من هؤلاء .. بل لأن قتلته ابشع .. ولأنهم تسببوا في قتله دون قتل أو موت أولئك !!
- لم أطيل البكاء على النبي أفضل الخلق وأنا لم أتسبب في موته .. ومات على فراشه .. لم يحز له رأس .. ولم ترض له أضلاع .. ولم تسب له نساء ؟؟ بل غسل وشيع وصلي عليه بكل تجلة وإكرام ؟؟!!
- وهذا مشابه تماما لما فعله عكرمة بن أبي جهل حينما اسلم .. فإنه طلب من النبي أن يقذف به في وجه أعداء الإسلام ولا يبقيه جواره .. وذلك تكفيرا له عن الحروب التي واجه فيها الإسلام ..
- فحرص مثل عكرمة على الجهاد أكبر من الشخص الذي لم يحارب الإسلام ولم يرفع سيفا بوجهه !!
- وحرص عكرمة على الجهاد .. كحرص من تسبب في قتل الحسين ممن يعرف فضله ويقر بإمامته على بكائه وندبه !!

حسن العطية
11-02-2010, 09:34 PM
خطرة :
ممازجة
***
- حين يكون عندنا كأس زجاجية ملأى بالماء .. وسألنا : ما بداخل هذه الكأس ؟ فالجواب سيكون : ماء !!
- طيب حين نبرز هذه الكأس لأشعة الشمس .. وسألنا : ما بهذه الكأس ؟؟ فالجواب : ماء ونور !!
- - الآن لاحظوا : الكأس الملأى بالماء .. ملئت بالنور من دون الحاجة إلى إفراغها من الماء أولا ثم ملؤها بالنور .. بل استطاعت الكأس أن تستوعب الماء والنور آن .. من دون أن ينقص أحدها مقدار ذرة !!
- وذلك لأن هذه الأمور السالفة لا تتصادم وتتزاحم في مكان ..
- نعم لا يمكن ملء الكأس بأمور يمكن أن تتصادم ويزيح بعضها بعضا !!
• هذه الكأس مع الماء والنور وغيرها من الأمور غير المتصادمة .. ضربناها كمثال لعدم تصادم الوجود مع الموجودات ..
• فالوجود كان ولا زال ولن يزول يملأ كل مكان وكل زمان وما قبل الزمان وما قبل المكان .. لم يكن هناك جزء من الزمان أو جزء من المكان أو جزء من قبل المكان أو جزء من قبل المكان خاليا من الوجود .. كل ما نتصوره كان مليء بالوجود فائضا به .. ولا يوجد خرم إبرة خاليا من الوجود قط !!
• الوجود يملأ كل موجود من زمان ومكان وما عليهما وما فيهما ..
• و وجود الموجودات قاطبة .. لا ينافي وجود الوجود .. لأن الوجود لا يصادم الموجودات ولا يزاحمها !!
- وكذلك حال الله جل في علاه مع مخلوقاته !!
- فالله جلا وعلا لا يخول منه زمان ولا مكان ولا قبل الزمان ولا قبل المكان .. ولم يكن هناك فراغ فملأه بالخلق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا !!
- وإلا لكان عندنا إلهان قديمان : الله والفراغ !! أو الله والمخلوقات !!
- فلا يتصورن أحد بأنه بما أني أملأ هذا المكان فمعنى هذا بأن الله تعالى خاليا منه !! بل الله تعالى يملؤه قبلي وبعدي ويملؤه ويملأني ويملأ كل خرم إبرة في الوجود !!
-

حسن العطية
12-02-2010, 04:34 PM
خطرة :
عنق الزجاجة
***
- إذا أخذنا لونا من الألوان ولنفرضه الأحمر ..
- سنجد أن له درجات كثيرة .. تبدأ من الأحمر الغامق شديد الحمرة .. وتتدرج الطبقات وكل طبقة تخف حمرته تخف حمرته تخف حمرته إلا أن نصل إلى طبقة تتلاشى حمرتها نهائيا لتتحول إلى لون آخر مختلف .. بحيث إذا قيست هذه الدرجة الأخيرة مع الدرجة الأولى نجد عندنا لونين مختلفين تماما وكأن لا جامع بينهما بتاتا .. وكأن هذه الطبقة الأخير ليست من تلك الطبقة الأولى !!
- وهنا عدة ملاحظات يجب أن نشير إليها .. ومنها :
- أولا : الطبقة الاخير هي بالتأكيد مستلة من الطبقة الأولى مهما بدا الفارق شاسعا بينهما .. والاختلاف الحاصل مهما بدا شاسعا فإنه لم يمنعنا من أن نحكم بأن الطبقة الأخيرة إنما هي مستلة من الطبقة الاولى !!
- ثانيا :حين نلاحظ كل تدرجات اللون الاحمر من أول درجة إلى آخر درجة .. يسهل علينا تفهم كون الطبقة الاخيرة هي درجة من درجات الطبقة الاولى مهما كان الفارق بين الدرجتين شاسعا .. وذلك لأننا نلاحظ بأم أعيننا تدرج الطبقات وبهوتها تدريجيا .. ولم يكن الانتقال من درجة الى أخرى مفاجئا .. لهذا يتفهم العقل هذا الاختلاف ويأنس به القلب !!
- ثالثا : اللون الأحمر لم يتحول كله الى اللون المختلف الموجود في الطبقة الاخيرة .. بل اللون الاحمر مازال مشاهدا ولم يختفِ نهائيا .. بل هو موجود إلى جانب الطبقة الاخيرة ذات اللون المختلف ..
- رابعا : العامل في تغير اللون الأحمر شديد الحمرة من لون إلى آخر ومن طبقة إلى آخرى هو أمران : 1-القابلية الذاتية في الأحمر على التلون طبقات كثيرة ..2-البيئة المحيطة التي ساعدت هذه القابلية في نقل اللون الأحمر من طبقة إلى أخرى .. ومن لون إلى آخر .. لولا هذان العاملان لم يتم للأحمر أي تغيير .. وأحدهما لا يكفي في التغيير .. بل لابد ان يجتمع الاثنان ليحصل الانتقال من طبقة إلى أخرى !!
• مثال آخر :
• بركة ماء .. يسيل الماء فيها من جانب إلى آخر .. في بيئة شديدة البرودة !!
• نلاحظ الآتي :
• أولا : سيظل وسط الماء سائلا ..
• ثانيا : سيأخذ الماء في التجمد قليلا قليلا كلما اقتربنا من أطراف البركة .. الثلج سيكون رخوا في بدايته وسيشتد صلابة الى أن يصل الى درجة شديدة الصلابة ..
• ثالثا : صار عندنا مادتان : مادة سائلة وهي الماء .. ومادة صلبة وهي الثلج ..والمادتان تعيشان معا لم تطغى إحداهما على الأخرى !!
• رابعا : نتفهم جيدا هذا التحول من السيولة الى الصلابة لان الصلابة لم تحدث طفرة وفجأة بل بالتدريج فالعقل يتفهمها جيدا !!
• خامسا : العاملان اللذان بفضلهما تحول السائل الى صلب هما : قابلية الماء للتحول .. والبيئة الباردة التي ساعدت هذه القابلية على البروز !!
- مثال ثالث :
- جريدة من النخل خضراء .. نصفها في الظل ونصفها في الشمس المحرقة ..
- أولا : أول طرف للجريدة من النصف المظلل ستكون باردة ..
- كلما تدرجنا في الجريدة الى طرفها الآخر ستزداد الحرارة ..
- الطرف الآخر من الجريدة سيكون شعلة نار ..
- سيكون عندنا في نفس الجريدة طرفان احدهما نبات .. والآخر لهب ..
- العقل سيتفهم الأمر لأن الأمر لم يتم فجأة بل بالتدريج اشتعلت الجريدة !!
• والآن حان الوقت للاستفادة مما ذكرنا في الكثير من أمورنا .. ومنها :
• قطيع كبير كالنسانيس تملأ أرضا مترامية الأطراف .. تمشي على أرجلها وأيديها .. أبدانها مكسوة بالشعر الغزير .. تسكن بيئات مختلفة .. ظلت آلاف السنين في تلك البيئات .. ماذا سنجد ؟؟
• أولا : سنجد ان أجساد بعضها اقل شعرا من الأخرى .. وبعضها يمشي خطوات على قدميه دون يديه قليلا .. وبعضها ربما اعتاد المشي على قدميه كل الوقت ..
• ثانيا : الأقل شعرا بادية البشرة مستقيمة القامة تعيش في زمن عيش بقية الوحوش لكن في بيئات مختلفة .. فلم يتحول كل القطيع الى حيوانات أقل شعرا مستقيمة القامة ..
• العامل في هذا التحول أمران : قابلية ذاتية .. والبيئة التي ساعدت على بروز القابلية ..
• إلا أننا – هنا - لن نتفهم هذا التحول إلا بعد لأي وعناء .. ولن نتقبله كما قبلنا به في الامثلة السابقة !!
• والسبب هو الآتي :
• أن التحول هنا من وحش كث الشعر يمشي على اربع الى حيوان بادي البشرة مستقيم القامة يحتاج الى وقت طويل ليس في طاقتنا ان نشهد كل تحولاته .. كما شدنا تحولات اللون الأحمر !!
• العقل لا يرفضه لكن النفس لا تأنس به لأنها لم تشهد تطوراته !!
• ولو قدر أن هناك كاميرا تصور كل ما يطرأ على تلك الوحوش من تغييرات - كما نشاهد الآن في التلفاز تحول البذرة الى برعم فساق فزهرة متفتحة - أقول : لو كانت هناك كاميرا تلتقط وتصور كل ما يحدث على تلك الوحوش من تغييرات .. وتم عرض الشريط علينا .. لآمنا به .. وسلمنا .. كما آمن بتدرجات اللون الأحمر .. وتجمد الماء السائل .. بدون ادنى فرق !!

زهراء المقدسية
12-02-2010, 06:57 PM
خطرة :
عنق الزجاجة
***
- إذا أخذنا لونا من الألوان ولنفرضه الأحمر ..
- سنجد أن له درجات كثيرة .. تبدأ من الأحمر الغامق شديد الحمرة .. وتتدرج الطبقات وكل طبقة تخف حمرته تخف حمرته تخف حمرته إلا أن نصل إلى طبقة تتلاشى حمرتها نهائيا لتتحول إلى لون آخر مختلف .. بحيث إذا قيست هذه الدرجة الأخيرة مع الدرجة الأولى نجد عندنا لونين مختلفين تماما وكأن لا جامع بينهما بتاتا .. وكأن هذه الطبقة الأخير ليست من تلك الطبقة الأولى !!
- وهنا عدة ملاحظات يجب أن نشير إليها .. ومنها :
- أولا : الطبقة الاخير هي بالتأكيد مستلة من الطبقة الأولى مهما بدا الفارق شاسعا بينهما .. والاختلاف الحاصل مهما بدا شاسعا فإنه لم يمنعنا من أن نحكم بأن الطبقة الأخيرة إنما هي مستلة من الطبقة الاولى !!
- ثانيا :حين نلاحظ كل تدرجات اللون الاحمر من أول درجة إلى آخر درجة .. يسهل علينا تفهم كون الطبقة الاخيرة هي درجة من درجات الطبقة الاولى مهما كان الفارق بين الدرجتين شاسعا .. وذلك لأننا نلاحظ بأم أعيننا تدرج الطبقات وبهوتها تدريجيا .. ولم يكن الانتقال من درجة الى أخرى مفاجئا .. لهذا يتفهم العقل هذا الاختلاف ويأنس به القلب !!
- ثالثا : اللون الأحمر لم يتحول كله الى اللون المختلف الموجود في الطبقة الاخيرة .. بل اللون الاحمر مازال مشاهدا ولم يختفِ نهائيا .. بل هو موجود إلى جانب الطبقة الاخيرة ذات اللون المختلف ..
- رابعا : العامل في تغير اللون الأحمر شديد الحمرة من لون إلى آخر ومن طبقة إلى آخرى هو أمران : 1-القابلية الذاتية في الأحمر على التلون طبقات كثيرة ..2-البيئة المحيطة التي ساعدت هذه القابلية في نقل اللون الأحمر من طبقة إلى أخرى .. ومن لون إلى آخر .. لولا هذان العاملان لم يتم للأحمر أي تغيير .. وأحدهما لا يكفي في التغيير .. بل لابد ان يجتمع الاثنان ليحصل الانتقال من طبقة إلى أخرى !!
• مثال آخر :
• بركة ماء .. يسيل الماء فيها من جانب إلى آخر .. في بيئة شديدة البرودة !!
• نلاحظ الآتي :
• أولا : سيظل وسط الماء سائلا ..
• ثانيا : سيأخذ الماء في التجمد قليلا قليلا كلما اقتربنا من أطراف البركة .. الثلج سيكون رخوا في بدايته وسيشتد صلابة الى أن يصل الى درجة شديدة الصلابة ..
• ثالثا : صار عندنا مادتان : مادة سائلة وهي الماء .. ومادة صلبة وهي الثلج ..والمادتان تعيشان معا لم تطغى إحداهما على الأخرى !!
• رابعا : نتفهم جيدا هذا التحول من السيولة الى الصلابة لان الصلابة لم تحدث طفرة وفجأة بل بالتدريج فالعقل يتفهمها جيدا !!
• خامسا : العاملان اللذان بفضلهما تحول السائل الى صلب هما : قابلية الماء للتحول .. والبيئة الباردة التي ساعدت هذه القابلية على البروز !!
- مثال ثالث :
- جريدة من النخل خضراء .. نصفها في الظل ونصفها في الشمس المحرقة ..
- أولا : أول طرف للجريدة من النصف المظلل ستكون باردة ..
- كلما تدرجنا في الجريدة الى طرفها الآخر ستزداد الحرارة ..
- الطرف الآخر من الجريدة سيكون شعلة نار ..
- سيكون عندنا في نفس الجريدة طرفان احدهما نبات .. والآخر لهب ..
- العقل سيتفهم الأمر لأن الأمر لم يتم فجأة بل بالتدريج اشتعلت الجريدة !!
• والآن حان الوقت للاستفادة مما ذكرنا في الكثير من أمورنا .. ومنها :
• قطيع كبير كالنسانيس تملأ أرضا مترامية الأطراف .. تمشي على أرجلها وأيديها .. أبدانها مكسوة بالشعر الغزير .. تسكن بيئات مختلفة .. ظلت آلاف السنين في تلك البيئات .. ماذا سنجد ؟؟
• أولا : سنجد ان أجساد بعضها اقل شعرا من الأخرى .. وبعضها يمشي خطوات على قدميه دون يديه قليلا .. وبعضها ربما اعتاد المشي على قدميه كل الوقت ..
• ثانيا : الأقل شعرا بادية البشرة مستقيمة القامة تعيش في زمن عيش بقية الوحوش لكن في بيئات مختلفة .. فلم يتحول كل القطيع الى حيوانات أقل شعرا مستقيمة القامة ..
• العامل في هذا التحول أمران : قابلية ذاتية .. والبيئة التي ساعدت على بروز القابلية ..
• إلا أننا – هنا - لن نتفهم هذا التحول إلا بعد لأي وعناء .. ولن نتقبله كما قبلنا به في الامثلة السابقة !!
• والسبب هو الآتي :
• أن التحول هنا من وحش كث الشعر يمشي على اربع الى حيوان بادي البشرة مستقيم القامة يحتاج الى وقت طويل ليس في طاقتنا ان نشهد كل تحولاته .. كما شدنا تحولات اللون الأحمر !!
• العقل لا يرفضه لكن النفس لا تأنس به لأنها لم تشهد تطوراته !!
• ولو قدر أن هناك كاميرا تصور كل ما يطرأ على تلك الوحوش من تغييرات - كما نشاهد الآن في التلفاز تحول البذرة الى برعم فساق فزهرة متفتحة - أقول : لو كانت هناك كاميرا تلتقط وتصور كل ما يحدث على تلك الوحوش من تغييرات .. وتم عرض الشريط علينا .. لآمنا به .. وسلمنا .. كما آمن بتدرجات اللون الأحمر .. وتجمد الماء السائل .. بدون ادنى فرق !!


لا شك أنه لحدوث التغيير في أي مجال كان
لا بد من توفر القابلية والاستعداد وتوفر عناصر بيئية مناسبة
تساعد على هذا التغير

وما قيل ينطبق على أمتنا
إذا أرادت تغيير حالها لا بد من توفر الاستعداد والرغبة
وتهيئة الظروف المحيطة المساعدة

فهل هناك من يعي؟؟؟
أرجو ذلك...

تحية تليق بك أستاذ حسن عطية
ومساؤك خير

حسن العطية
12-02-2010, 07:47 PM
لا شك أنه لحدوث التغيير في أي مجال كان
لا بد من توفر القابلية والاستعداد وتوفر عناصر بيئية مناسبة
تساعد على هذا التغير
وما قيل ينطبق على أمتنا
إذا أرادت تغيير حالها لا بد من توفر الاستعداد والرغبة
وتهيئة الظروف المحيطة المساعدة
فهل هناك من يعي؟؟؟
أرجو ذلك...
تحية تليق بك أستاذ حسن عطية
ومساؤك خير

أستاذتي الرائعة زهراء ..
- حين قرأت تعليقتك الكريمة .. قفز في ذاكرتي صديق طيار كان لنا امتهن الخطابة .. فكان في اول امتهانه للخطابة كل شواهده وامثلته ترتبط بالطيران والغلاف الجوي والمطبات الهوائية !!
- مثلك تماما مع هموم أمتك وقضاياها .. أنت ملأى بها .. لا تفوتين فرصة إلا وألمحت إليها ..
- الله يهديك نحن نتكلم عن نظرية دارون في النشوء والارتقاء .. وأنت ذهبت بنا الى حال امتنا المتداعي .. الله يسامحك بس !!
• ربي يخليك ويبارك فيك ولا يحرمني من مداخلاتك يا رب ..
• دمت بعين الله ..

زهراء المقدسية
12-02-2010, 08:03 PM
أستاذتي الرائعة زهراء ..
- حين قرأت تعليقتك الكريمة .. قفز في ذاكرتي صديق طيار كان لنا امتهن الخطابة .. فكان في اول امتهانه للخطابة كل شواهده وامثلته ترتبط بالطيران والغلاف الجوي والمطبات الهوائية !!
- مثلك تماما مع هموم أمتك وقضاياها .. أنت ملأى بها .. لا تفوتين فرصة إلا وألمحت إليها ..
- الله يهديك نحن نتكلم عن نظرية دارون في النشوء والارتقاء .. وأنت ذهبت بنا الى حال امتنا المتداعي .. الله يسامحك بس !!
• ربي يخليك ويبارك فيك ولا يحرمني من مداخلاتك يا رب ..
• دمت بعين الله ..
سامحك الله يا أستاذ حسن

وهل تريدني أن أعتقد أنك نقلت مثال الحبر الأحمر حبا في الحبر الأحمر؟؟
ونقلت مثال النسناس حبا في النسناس؟؟
ونقلت مثال جريدة النخيل حبا في النخيل؟؟

عن نفسي لا أعتقد
ثم مؤخرا ثبت بطلان نظرية داروين في النشوء والارتقاء
فلا تركن اليها

وعذرا لأني متعبة بهموم أمتي

دمت بدون هموم

حسن العطية
12-02-2010, 08:15 PM
دمت بدون هموم

هيهات لو ترك القطا لغفا وناما !!

لا بأس يبدو أن مزحتي صارت مثل مزحة ابن السكيت !!

دمت بود أستاذتي ..

حسن العطية
13-02-2010, 05:23 PM
خطرة :
ثم أنشأناه خلقا آخر
***
- من المعروف في اللغة العربية أن ثم للعطف والتراخي .. كما أن الفاء للعطف والتعقيب !!
- فجاءت الفاء بين العلقة والمضغة والعظام – مثلا – لأن أحدهما يأتي عقب الآخر مباشرة .. وهذا مفهوم ..
- لكن لم يا ترى جاءت ثم هنا ؟؟
- يقال بأن الخلق الآخر هو نفخ الروح في الجنين !!
- لكن أنا اتساءل إذا كان الخلق الآخر هنا هو نفخ الروح .. فهل هذا يعني أن الجنين قبل هذه المدة كان ميتا ؟؟
- فتكون القسمة ثلاثية : هناك جنين حي بلا روح وجنين حي بروح وجنين ميت ؟؟!!
- كيف يكون الجنين حيا قبل النفخ لكنه بلا روح ؟؟
• فإذا صح أن الجنين يمكن أن يكون حيا إلا أنه بلا روح .. فيمكن تخريج التراخي في ثم بالتالي :
• بما أن هناك فارق شاسع بين الجنين قبل نفخ الروح فيه وبينه بعد نفخ الروح فيه .. فارق في المنزلة كبير فيمكن أن ننزل هذا الفارق الكبير بينهما منزلة الفارق الزمني فنستخدم التراخي حينها !!
- أما إذا لم يصح أن يقال للجنين بأنه حي بلا روح .. فكيف نفسر التراخي ؟؟
- يمكن أن يقال : ليس المقصود من الخلق الآخر هو ولوج الروح .. فالروح كانت موجودة بالأصل في البويضة والحيوان المنوي الذي لقحها - بل قبل ذلك - ولو لم تكن فيهما روح لما استطاعا أن يكونا جنينا حيا !!
- والمقصود بإنشاء الخلق الآخر يخص الجسم وليس الروح !!
- لعل المقصود بالخلق الآخر هو الحالات التي مرت بها طينة آدم حتى صار الى ما صار عليه ..
- فكما يقال بأن الله تعالى لم يخلق آدم من طينته مباشرة وفجأة .. بل عالج طينته بحكمته آمادا طويلة إلى أن صارت قابلة لصورته التي صوره الله فيها .. هذه المعالجة استمرت آلاف السنين ..
- فالتراخي يشير الى تشكيل طينة آدم الاول لتقبل صورته التي خلق بها أول آدم ..
- وتكون الآية الكريمة ناظرة الى أصل خلقة طينة آدم .. وإلا فاليوم – مثلا – لا تراخي بين كونه جنينا وبين صورته التي سيخرج عليها .. أو على الأقل التراخي ليس كبيرا بقدر التراخي الذي حصل في معالجة طينة آدم عليه السلام !!

حسن العطية
14-02-2010, 07:38 AM
خطرة :
خلقت حواء من ضلع آدم الأيسر

***
- تقول الأحاديث – والعقل ايضا – بان آدم عليه السلام لم تخلق طينته بين ليلة وضحاها .. بل مرت طينته بمراحل عبر آلاف السنين حتى وصلت الى الصورة الأخيرة لآدم .. ولا اظن هناك خلاف في هذا !!
- ومن المعروف ايضا أن أول فرد من جنسنا نحن البشر هو ذلك الآدم فقط .. فالروايات والقرآن يتحدثان عن آدم فقط كأول بشر !!
• طيب ماذا بشأن حواء ؟؟
• تشير الروايات إلى انها خلقت لاحقا ..
• وما اريد أن أتساءل عنه الآن : هل يا ترى مرت حواء بنفس المراحل التي مر بها آدم أم أنها خرجت فجأة حواء بين ليلة وضحاها ؟؟
• إن كانت صارت فجأة حواء في لمحة بصر فهذا يعني أنها اعجب في خلقها من آدم !! ولكانت الأضواء سلطت عليها اكثر من آدم نفسه !!
• أما إن كانت مرت بنفس مراحل خلق آدم فهذا يعني أنها ظلت آلاف السنين إلى أن صارت حواء آدمية .. وهذا يعني أن آدم ظل حقبا زمنية طويلة فريدا وحيدا بلا حواء آدمية !!
- ويمكن أن يقال هنا الآتي :
- أشرنا في خطرة سابقة إلى أن العقل لا يأبى ان يكون البشر تطور من كائنات أخرى سابقة لهم .. أو على الاقل تطور من بشر بدائيين .. بحيث إنهم إذا ما قيسوا ببشرنا الآن لكان الفارق شاسعا جدا !!
- تلك الكائنات أو البشر البدائيون السابقون على آدم .. ومن خلال مسيرتهم التكاملية .. وضمن حقب زمنية طويلة .. وصل بعضهم إلى عنق الزجاجة ليتحول إلى أوادم يختلفون في شكلهم عما سبقهم من كائنات .. وهؤلاء الآوادم بحكم الظروف المحيطة بهم كانوا جميعا ذكورا .. لأن الذكر اقرب في طبيعته وخشونته للكائنات البدائية فمن الطبيعي أن تتحول تلك الكائنات البدائية الى ذكور يحتفظون ببعض الشعر في مناطق مختلفة من أبدانهم كما كان اسلافهم أكثر شعورا ولا يتم التحول طفرة الى جنس أقل ليونة واقل شعرا وهو الأنثى !!
- فكان سكان الارض حينها جنسان : بشر بدائيون .. وبشر أقل بدائية وهم الأوادم ..أو آدم واحد على اقل تقدير .. وفي أثناء الصراع بين هذين الجنسين حصلت حروب طاحنة واسرى بين هذين الفريقين .. نتج عنه أن وقع أسرى من الفريقين عند الفريق الآخر .. وتم التزاوج بين الذكور الأوادم مع أسرائهم من الإناث البداييين من كلا الفريقين .. نتج عن هذا التزاوج خروج أبناء بعضهم يشبهون البدائيين وبعضهم يشبهون الذكور الأوادم .. وفي فترات طويلة لاحقة .. وجراء تزاوج أدم من انثى أقل بدائية من كل الإناث البدائيات نتيجة سكانهن مع الأوادم المتطورين .. حصل نتاج جديد وهو حواء الآدمية ..
- وبهذا نفهم أن آدم هو حلقة بين ما قبله وبين الأنثى الآدمية ..
- وأن هذه الانثى نتجت من صلب احد الأوادم ..
- وأن الانثى التي سيتقاتل على جمالها الذكور ستاتي لاحقا وليست هي حواء التي تزوجها اول آدم ..
- أما حواء التي تزوجها اول آدم فهي لم تكن تغري .. بل كانت مهمتها الكبرى حفظ السلالة !!
• وبهذا نفهم الحديث الذي يقول بأن حواء خلقت من ضلع آدم الايسر ..
• فالأيسر في لغة العرب كناية عن الضعف .. والأيمن كناية عن القوى ..
• فآدم المتطور بالنسبة لما حوله من كائنات يعتبر قوي بالنسبة لهم .. تزوج من أنثى من الكائنات البدائية التي تعتبر ضعيفة إذا ما قيست به وبتطوره ..
• فكأن الحديث يقول : حين تمت لآدم الصورة الآدمية كان في زمانه يعيش فريقان : ذكور مشابهون لآدم في خلقته وهم الأقوياء عقلا وحضارة .. والقسم الثاني : إناث أقل تطورا وهم القسم الضعيف لأنهم اقل حضارة ..
• فآدت تزوج من هذا القسم الضعيف أو الضلع الضعيف .. لعدم وجود حواء في القسم القوي !!


- ويمكن من خلال هذا التفسير نفهم – أيضا – قصة تزاوج ابناء آدم .. لكن مع كنايات اخرى !!
- فما ورد في بعض الأحاديث بأن أحد ابني آدم تزوج من حورية من الجنة .. والابن الآخر تزوج بجنيَّة .. يمكن أن يفهم في سياق التفسير السابق !!
- وذلك بأن نقول : المقصود من الحوريَّة .. يعني امرأة ممن يسكن في المنطقة التي يعيش فيها آدم ويسيطر عليها .. تلك البقعة التي تعتبر كالجنة بالنسبة للمناطق الأقل حضارة وتطورا التي كان يسكنها البدائيون أعداء آدم - أو ممن هم في سيطرته وإن لم يكونوا أعداء - وأيضا هي كالحورية في جمالها إذا ما قيست بالأخريات من الطرف الآخر !!
- أما الجنيَّة : فالمقصود منها امرأة من البدائيين الذين يعيشون متوارين مستورين بعيدين عن منطقة سكنى آدم .. لأن الجن في أصل اللغة بمعنى الستر .. فمعنى جنية يعني منسوبة إلى قوم مستورين متوارين وليس من الأفراد الذي يسكنون ظاهرين شاهرين في جنة آدم .. أو جنية بمعنى مخيفة في شكلها إذا ما قيست بتلك الحورية .. لأن الجن يطلقون على الأمور المخيفة أيضا !!

حسن العطية
15-02-2010, 05:51 PM
خطرة :
الحب ***
- موضوع الحب موضوع متشعب ذيوله طويلة ..
- لهذا سأترك نفسي على سجيتها تتكلم عنه كما تشاء .. في نقاط :
• أولا :
الحب سبب أم مسبب ؟؟ :
• الحب مسبَّب وسبب في آن !! مسبَّب عن شيء .. وسبب لشيء آخر .. كالنار تماما .. مسببة عن شدة الحرارة .. وتسبب الإحراق .. كذلك الحب له سبب .. و ايضا هو سبب لأشياء أخرى ..
• أما سبب الحب فهي المعرفة بمزايا المحبوب الملائمة للمحب .. أما ما يسببه الحب : فالسعي الدؤوب للحصول على تلك المزايا الملائمة من المحبوب ..
• المحرك لأي عمل هو التالي : المعرفة فالحب فالسعي للحصول على المحبوب ..
• حين أريد أن أنجز عملا ما باتقان – قرب المحبوب أو غيره - عليَّ اولا أن أحبه .. ولكي أحبه علي اولا أن اعرفه .. ولكي أعرفه علي أن أتأمله .. ولكي أتأمله علي أن أنتبه إليه !!
• مثال : حين أريد ان أعبد الله تعالى .. علي أولا أن أتأمل وجوده .. ولكي أتامل وجوده علي أن انتبه إليه .. فالانتباه هو الخطوة الأولى لأي عمل سليم !!
• وبهذا نفهم الاختلاف بينهم في الغاية من الخلقة .. فالبعض يقول بأن الله تعالى خلقنا للعبادة .. وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون .. والبعض يقول بأن الهدف من الخلقة المعرفة ..اعلم انه لا إلا الا الله .. فكلا الأمرين صحيح .. فحين يقال إن الهدف العبادة فقد جاء بالنتيجة مباشرة .. لأن العبادة الحقيقية لا تحصل بلا معرفة .. وحين يقول بأن الهدف المعرفة فقد جاء بالمقدمة التي تقود للعبادة !!
• لكي نعبد الله – وهذه نتيجة وعمل – علينا اولا أن ننتبه لوجوده .. ثم نتأمل هذا الوجود للحصول على المزايا المحبوبة .. وبعدها نسعى للحصول على تلك المزايا بالقرب منه والعبادة هي السعي للحصول على المزايا التي عرفناها أثناء تأملنا !!
- فمن يحب محبوبته .. ولكي يكون حبه حقيقيا لابد أن يعرفها جيدا .. وبعد أن يلاقي فيها الصفات الملائمة له يسعى للحصول على تلك الصفات المرغوبة !!
- يمكن ان يقال : لكن هناك الكثيرون ممن يحبون من هب ودب .. يحب هذه ويحب تلك والثالثة والرابعة .. والكل ربما يحبهن من اول نظرة بدون سابق معرفة ؟؟!!
• الجواب :
• بل هذا الشخص يعرف جيدا كل تلك النساء معرفة حقيقية .. واكتشف فيهمن جميعا أمرا مرغوبا .. فسعى للحصول عليه بقربهن !!
• تلك النساء جميعا يشتركن في امر محبوب عنده .. عرف لذته بنفسه .. لهذا سعى حثيثا إليه عندهن !!
• لو لم يذق اللذة الجنسية ويعرف حلاوتها لم يحب هذه وتلك والثالثة .. فهو يعرف بأنهن جميعا سيمنحنه تلك اللذة التي طالما أحبها وشغف بها !!
- ومن هنا يمكن أن ننتقل الى النقطة الثانية عن الحب .. والتي سنفرق فيها بين الحب والجنس ..
- فإلى لقاء قريب بإذن الله تعالى ..

حسن العطية
16-02-2010, 07:49 AM
تتمة : الحب :
• ثانيا : وفوق كل ذي علم عليم :
قلنا سالفا بأن الحب ناتج عن المعرفة والعلم بالصفات الملائمة لدى المحبوب ..
• وأنه لا يمكن حب شيء بدون معرفته ..وكونه ملائما للمحبوب بوجه من الوجوه ..
• ويترتب على كون الحب مترتبا على العلم بالصفات الملائمة لدى المحبوب .. يترتب على ذلك اختلاف الحب شدة وضعفا .. وذلك لأن السبب وهو المعرفة يختلف شدة وضعفا فمن الطبيعي أن يختلف المسبب شدة وضعفا بحسب اختلاف السبب !!
• فمن يعرف الصفات الملائمة أكثر لمحبوبته يحبها اكثر ممن يعرف صفات محبوبته أقل !!
• وهذا تماما مشابه لمن يعرف الله تعالى اكثر يخشاه أكثر .. لهذا ورد في القرآن الكريم : إنما يخشى الله من عباده العلماء ..
• فهنا رتب الله تعالى الخشية على العلم .. فمن كان أكثر علما كان أكثر خشية ..
• كذلك ما نحن فيه .. من كان اكثر علما بالصفات الملائمة في حبيبته كان أكثر حبا لها .. وسعى اكثر الى قربها لينال تلك الصفات الجميلة !!
• وايضا يترتب على هذا امر اخر بالغ الاهمية وهو :
• بما ان الحب تابع للعلم بالصفات الملائمة .. فالحب يتجزأ حسب تجزء الصفات وملائمتها ..
• وذلك لأن المحبوب عبارة عن كتلة من صفات كثيرة .. بعضها معلوم وبعضها مجهول .. بعضها ملائم وبعضها غير ملائم ..
• فالمحب يحب الصفات المعلومة الملائمة فقط دون غيرها !!

- وهنا بالتحديد يمكننا ان نفرق بين الحب والجنس .. لنستبين بأن الجنس هو أحد أنواع الحب .. أو قل غصنا من غصون شجرة الحب الوارفة !!
- كيف ؟
- من يحب اللذة الجنسية من حبيبته .. يعلم بحلاوتها جيدا لهذا فهو على علم بها .. وهذا العلم يدعوه الى أن يسعى الى المحبوب للحصول عليها .. فهي في الحقيقة صفة معلومة ملائمة مثل غيرها من الصفات !!
- ويمكن أن يقال : فهل يعني هذا أن الحب الجنسي حب مرغوب فيه ؟؟
- الجواب : أكيد .. لكن حين لا يكون على حساب ما هو اهم منه من الصفات !!
- وإلى هذا يشير الحديث النبوي الذي يقول : طلب المرأة لدينها ولحسبها ولجمالها فاظفر بذات الدين تربت يداك ..
- فالحديث كأنه يقول بأن الكثير من الناس يتزوجون لأجل اللذة الجنسية .. وهذه اللذة في حد ذاتها جيدة لكن إذا قيست بما هو أهم منها فإنها تغدو صفة سيئة مرغوب عنها لا فيها !!
• والسؤال المهم جدا هنا هو :
• هل تفضيل المحب الجنسي لهذه الصفة على غيرها من الصفات ناتج عن مجرد هوى شخصي لديه أم ان الامر يرجع الى سبب آخر ؟؟
• الجواب : بل هذا التفضيل وإن بدا في ظاهره مجرد تفضيل من العاشق إلا أنه تابع للقاعدة التي ذكرناها سابقا وهي : أن الحب تابع للعلم بالصفات الجيدة الملائمة !!
• ففي الحقيقة العاشق للذة الجنسية المفضل لها على ما سواها من صفات .. لا أنه يعلم بها وبغيرها من الصفات ثم يقدم هذه على تلك !! ليس الامر كذلك وان بدا ظاهرا هكذا .. بل السبب في هذا التفضيل الى أنه يعلم باللذة الجنسية أكثر من علمه بالصفات الأخرى الملائمة فعلمه الأكبر بها يجره اليها وهذا أمر طبيعي كما قلناه سابقا ..
• حتى وإن قال بأني افضل ذات الدين – مثلا – لكنه يسعى إلى ذات الجمال .. فما هذا القول إلا خداع ومجاراة للمجتمع وللمثل والقيم لا اكثر !!والا فهو في قرارة نفسه معلوماته بحسن الدين ضئيلة جدا فهو يحب الدين حسب تلك المعلومات الضحلة .. هذا في الغالب !!
• والا فالعقل يابى أن يقدم المفضول على الفاضل !! لو كان مقدار انكشاف حسن كل الصفات متساويا فسيحبها جميعا .. والصفة الاكثر انكشافا له سينجذب إليها أكثر تلقائيا !!
• وهذا أيضا السبب فيمن يفضل الحب الروحي على الحب الجنسي .. لأن معلوماته بحسن هذا الحب حقيقة أكبر من معلوماته عن الحب الجنسي .. فهذا مثل ذاك كلاهما ينجذب للمعلوم أكثر لديه !!
- وهذه النقطة مهمة جدا لأننا إذا صح هذا التحليل وعرفنا مكمن الداء أمكننا أن نضع له العلاج المناسب !!
- فإذا كان سبب ميل الجنسي لهذه الصفة أنه يجهل بحسن بقية الصفات .. وأردنا أن نصرفه عن هذا الحب أو قل نرشده عنده .. فلا ينفع أن نقمعه أو نلقي عليه مجرد نصائح وخطب .. لا بل لابد في صرفه عنها من أن ينكشف له حسن تلك الصفات الروحية .. ولا تنكشف له حسنها الا إذا اتبعنا الأساليب الصحيحة في الاقناع والتربية المعتمدة على القدوة اكثر من النصائح اللسانية !!
- ومن هنا يتبين جليا أننا نحن المجتمع مشاركون في اختيار الجنسي للذة الجنسية وتفضيله لها على غيرها .. نحن من لم نعمل على كشف حقيقة الدين والصفات الروحية له بصورة سليمة لنجعله يغرم بها ويفضلها على غيرها !!
- ما فائدة ان نبح اصواتنا ونحذره من عيد الحب والورود الحمراء والجنس مالم يكن عنده البديل الملائم ليقع قي حبه .. إذا فعلنا ذلك ربما سنكون قد حببناه اكثر فيها لأن كل ممنوع مرغوب !!

حسن العطية
16-02-2010, 04:53 PM
تتمة : الحب :
• ثالثا : بم يمتاز الحب الجنسي :
قلنا - آنفا – بأن حب اللذة الجنسية إنما هو فرع من فروع الحب .. وأن الحب ليس محصورا فيه .. فأنواع الحب لا تعد ولا تحصى .. والجامع بين الأنواع كلها هو : الملائمة بين المحب والمحبوب في امر ما !!
• والحب لا يختص بفرد دون آخر .. ولا بالبشر دون غيرهم .. بل هو صفة فطرية تعم الكائنات كلها .. بل كل الوجود فيهم هذه الصفة الجليلة !!
• لهذا كان النظام الكوني كله أزواجا .. يتوق الزوج إلى زوجه ..
• ويمكن أن نفهم كون الحب ساريا في كل الكائنات .. عندما ننتبه للغاية من الحب التي ذكرناها سابقا !!
• فقد قلنا سابقا بأن الحب هو المحرك الكبير للسعي لنيل الصفات الملائمة ..
• فإذا عرفنا بأن كل ذرة من ذرات هذا العالم تسعى إلى كمالها نفهم جيدا بأن محرك كل ذرة من ذرات هذا الكون في سعيها الى الكمال إنما هو الحب ..
• فالحب هو الدينمو المحرك لكل ذرات الكون في سعيها الى كمالها المنشود ..
• لولا الحب لتوقف الكون وشل !!
- لكن مع أن الحب لا يختص بفرد دون آخر ولا نوع دون آخر .. نرى أن المتبادر الى الاذهان حين تطلق كلمة الحب هو الحب الجنسي .. فهل لهذا سبب يسوغ هذا التبادر ؟؟
- الجواب : نعم هناك مبرر لانصراف الذهن من كلمة الحب الى الحب الجنسي .. والمسوغ هو كون الحب الموجود في الغريزة الجنسية يعم كل البشر – بل كل الكائنات لكن كلامنا الآن في البشر - ..
- فحب الغريزة الجنسية هو الحب الذي يعرفه كل البشر .. فهو حب يعمهم جميعا .. ويشتركون فيه قاطبة ..
- أما بقية أنواع الحب فيختص به ناس دون آخرين ..
- فمن الطبيعي أن يتبادر الى الذهن من الحب ذلك النوع الشامل العام الذي يسيطر على مساحات واسعة من البشر !!
• وكون الحب الجنسي هو الحب العام لا يدل على أنه افضل انواع الحب !! بل ربما يكون الامر على العكس تماما !! .. بمعنى لأنه حب يعم الجميع فلا فضل لأحد فيه على آخر ..هذا العموم يستبطن في طياته دليلا على أن هناك انواعا أخرى مخصوصة من الحب يمتاز بها أناس مخصوصون من البشر .. لهم صفات تمكنهم من نيله والحصول عليه !!
• ولتقريب الفكرة اكثر .. يمكن ان نطلق على الحب الجنسي : الحب الشعبي أو حب العوام .. ونطلق على الأنواع الأرقى من الحب : الحب الخاص .. أو حب الخواص
• وهذا مشابه الى حد ما .. للإسلام والإيمان .. فمساحة الإسلام اكبر من الإيمان .. إلا أن الإيمان اعلى مرتبة من الإسلام .. فكل من أقر بالشهادتين يدخل في الاسلام .. إلا أن الايمان يحتاج لدخوله الى أمور أخرى أكثر من الاقرار اللساني بالشهادتين .. فالاسلام اعم من الأيمان إلا أن الايمان افضل من الاسلام .. وكذلك ما نحن فيه .. الحب الجنسي أعم من الحب الروحي – مثلا – إلا أن الحب الروح افضل منه !!
• وأيضا .. هذا مشابه الى حد ما .. للجهاد الاكبر والجهاد الاصغر .. الجهاد الأكبر جهاد النفس وهي العدو الداخلي .. والجهاد الاصغر جهاد العدو وهو العدو الخارجي .. فالجهاد الأصغر يعم كل المجاهدين في المعركة .. إلا أن الجهاد الأكبر يختص ببعض أولئك المجاهدين فقط !!
- ومن هذا يمكن أن نفهم لم كان الحب الجنسي هو الحب الشعبي العام لكافة طبقات البشر !!
- فلأن هذا الحب هو أول درجة من درجات سلم الحب .. كان عاما لكل الطبقات .. لأن الطبقات فيهم الضعيف وفيهم القوي .. فلو كان الحب العام هو الحب الروحي لا الجنسي لما عرف حلاوته من لا يقدر على الروحي من عموم الناس .. وبالتالي يصعب علينا أن نشرح لهم معنى الحب وأهميته .. وبالتالي سنكون كمن يشرح للرجل عن الحيض .. أو يشرح مسائل الحج لمن لم يحج !!
- ربما تكون الحكمة في عمومية الغريزة الجنسية .. كي يتذوق الجميع حلاوة أول درجات الحب .. ليعرفوا من خلاله أن باقي الدرجات أحلى من هذا الحب فيسعون لطلبها لينالوا أضعاف تلك اللذة التي ذاقوها في اول درجات الحب!!
- وبهذا تكون عمومية الحب الجنسي ليتمكن منها الجميع من ناحية ويكون حجة على الجميع .. لكي لا يقول أحدهم أنا لم اذق حلاوة الحب في عمري فكيف تطلبون مني أن أسعى للحب ؟؟!! ومن ناحية ثانية يكون محفزا للأقوياء الممتازين من البشر لطلب لذة باقي درجات الحب !!

حسن العطية
17-02-2010, 04:48 PM
تتمة : الحب :
رابعا : الحب والزواج :
• من خلال ما تم ذكره سابقا .. يمكننا أن نفهم العلاقة بين الزواج والحب ..
• فالزواج يختلف عن الحب ..
• وإذا أردنا أن نضع نسبة منطقية بين الزواج والحب كما يفعل المناطقة فيمكننا أن نقول بأن بين الزواج والحب عموم وخصوص من وجه ..
• يعني يمكن أن يجتمع الزواج والحب تارة .. ويمكن أن يكون زواج بدون حب .. ويمكن أن يكون حب بدون زواج !!
• ويبدو هذا مفهوما بعد ملاحظة ما تم ذكره .. لكن يمكن ان نزيد الامر شرحا من خلال الأسئلة التالية :
• السؤال الاول : من هو حبيبي بالتحديد من هؤلاء الجمع الغفير من الناس ؟؟
• الجواب : حبيبي من الناس هو ذلك الشخص الذي تجمعني به اكثر صفات تلائمني وتهمني من غيره !! فالذي يحدد حبيبي هو أنا من خلال الصفات المتوافرة فيه التي ابحث عنها
• يعني مثلا : أنا شخص أبحث – مثلا – عن الصفات التالية : لذة جنسية ..و.. لذة اللقاء بشخص يوافقني في التفكير ..و.. شخص تجمعني معه هواية معينة ..و.. شخص يجمعني معه الايمان بمبادئ معينة ..و.. شخص يمدني بالمال .. و و و ... صفات كثيرة أبحث عنها واسعى للحصول إليها ..
• فحين يكون أمامي – مثلا – ثلاث نساء .. كل منهن يملك بعض الصفات التي ابحث عنها .. يشتركن في بعض الصفات ويفترقن في اخرى ..
• فحبيبتي منهن هي تلك التي تملك اكبر صفات ملائمة لي من غيرها .. أنا في الحقيقة لا تهمني المرأة بحد ذاتها إلا من حيث كونها تملك تلك الصفة التي أبحث عنها .. فانا في الحقيقة أبحث عن الصفة هي حبيبتي ومن توجد فيه هو حبيبي حتى لو كان حجر أو حيوان !!
• ولهذا تجدون البعض يتخذ صديقا من بعض الحيوانات مثل الكلب أو الحصان أو الجمل !!
• مثل هذا الششخص في الحقيقة يبحث عن الوفاء .. فيذهب يستقصي البشر فحين لايجد منهم الوفي وهو تواق للوفاء فحين يجده في كلب يتخذه حبيبا لأنه سيمنحه الصفة التي يبحث عنها !!
• وحين يكون عندي كلب وفي وإنسان وفي بنفس مقدار الوفاء فلا يفرق عندي أن يكون حبيبي كلبا او إنسانا من ناحية هذه الصفة !! نعم حين أختار الإنسان فلأنني أسعى الى صفة اخرى تلائمني فيه وهي الاستئناس بحديثه مثلا .. فهذه صفة اخرى فضلت الانسان الوفي عن الكلب الوفي .. وكذلك قد يفضل شخص آخر الكلب الوفي على الإنسان الوفي وذلك حين يمتلك الكلب الوفي صفة اخرى أطلبها وهي – مثلا- قلة الثرثرة .. حينها سافضل الكلب الوفي لا لأنه وفي وفقط .. بل لأنه امتاز عن الكلب الوفي بصفة اخرى ملائمة وهي قلة الثرثرة !!
• فلنعد الى صلب الموضوع لنقول : بان الحبيب في الحقيقة يبحث عن الصفات الملائمة .. فأي من النساء الثلاث أكثر ملائمة من الاخريين فهي حبيبتي منهن !!
• وسبق أن ذكرنا في اول خاطرة بأن الانسان يمكن أن يحب أكثر من شخص في آن .. لكن حبه الأول والأكبر هو لشخص واحد فقط !!
• فإذا كانت النساء الثلاث – مثلا – سيمنحنني اللذة الجنسية بالقدر الذي اطلب فهن جميعا حبيباتي من هذه الجهة .. وإن فضلت إحداهن على الأخريين فلصفة أخرى غير اللذة الجنسية !!
- إذن فحبيبي من الناس هو من يمتلك اكبر صفات تلائمني !!
- وكما تلاحظون في اختيار الحبيب يبدأ العقل – لاشعوريا وفطريا – فالمقايسة بين الاشخاص لينتخب منهن الأكثر ملائمة !!
- تماما كما ينتخب مشروعا تجاريا واحدا من بين عدة مشاربع تجارية معروضة .. يبدأ يقارن بينها ويختار الافضل له منها !!
• ومن هنا ايضا تحل عندنا مشكلة تغير الحبيب أو انقلاب المحبة الى عداوة !!
• فحين ترتدي امراة قناعا تستر خلفه صفاتها الحقيقية وتبدي لي صفات ملائمة مزيفة فأنا سأقع في حبها تلقائيا .. لكن حين تكشف عن قناعها فساكرهها .. الحقيقة هي انني لم أحبها من الأصل .. تماما مثل حينما انوي صيد غزالا .. فرميته .. فإذا هو قرد ..فأنا حين رميت القرد لم أكن أنويه ولم اكن أهواه بل كانت بغيتي الغزال من البداية .. كذلك ما نحن فيه .. أنا أحببت من البداية امراة متواضعة – مثلا – فأظهرت لي هذه المرأة التواضع فيها .. فحين تظهر متكبرة في الحقيقة فأنا لم احبها من الاصل لأنها خلو من التواضع بغيتي !! تماما كما يقول الفقهاء ايضا : ما نوي لم يقع وما وقع لم ينوَ !!
- هذا بخصوص الإجابة على السؤال الاول وهو : من هو حبيبي من الناس .. والذي كانت الإجابة عليه : حبيبي من الناس من يمتلك صفات ملائمة أكثر !!
- أما السؤال الثاني فهو : ما هو الزواج ؟؟
- وههذا ما سنحاول الإجابة عليه في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى .. ليستبين لنا اكثر ان الزواج يختلف عن الحب .. قد يجتمعان وقد يفترقان !!

حسن العطية
17-02-2010, 08:11 PM
تتمة : الحب :
- ما هو الزواج :
- الزواج هو خامة مشروع قابل للتشكل حسب ما يريده اصحابه ..
- الزواج وسيلة لتحقيق مشروع ما !!
- وبما انه مشروع .. فيجري عليه ما يجري على كل المشاريع من ربح وخسارة من نجاح وإخفاق ..
- وبما انه مشروع .. فهو – ايضا – مثل كل مشروع نجاحه أو إخفاقه منوط بتوافر وسائل النجاح أو الاخفاق فيه ..
- و وسائل المشاريع تختلف من مشروع الى اخر ..
- إلا أن هناك أدوات و وسائل تعتبر ركيزة أساسية في كل مشروع .. لا ينجح مشروع بدونها كحب المشروع و دراسة الجدوى والعزيمة و الصبر !!
• الزواج تكاتف لانجاح مشروع ما .. لانجاح مشروع لا يمكن أن يقوم به فرد واحد .. بل لا يقوم الا على اكتاف زوج من الناس !!
• فهناك من يرمي من وراء زواجه الى مجرد اللذة الجنسية .. وهناك من يرمي الى الجاه ..أو الى المال .. أو الى الانجاب والتكاثر .. أو أو أو ...أهداف لا تنتهي .. الزواج خامة قابلة لأن تكون كل هذا !!
- وما الحب الا عامل من عوامل كثيرة لانجاح المشروع ..
- وهذا العامل يختلف من مشروع الى اخر .. فقد يكون ركيزة أساسية في بعض الزيجات .. وقد يكون مجرد عامل مثله مثل بقية عوامل المشروع .. بل بعض الأحيان يكون عاملا في هدم بعض الزيجات !!
- وحين قلنا بأن هناك ركائز أساسية لابد لكل مشروع ان يحتوي عليها .. وذكرنا منها الحب .. لم نكن نقصد من الحب الحب الخاص .. بل كان قصدنا حب المشروع نفسه الذي لأجله تم الزواج !!
- فالحب حبان : حب عام .. وحب خاص وهو الحب الذي نتكلم عنه والذي هو السعي خلف الملائم والقرب منه !!
- من أراد ان ينجح في مشروع ما .. لابد ان يكون محبا لذلك المشروع .. تماما كما يقال من اراد أن ينجح في عمله لابد ان يكون محبا لعلمه والا فلن ينجح فيه ويبرز !!
- وإلا فالحب الخاص بمعنى الشريك الملائم فهو ليس ركيزة اساسية الا في الزيجات التي يكون الهدف منها هو الحب نفسه لا المال ولا الأولاد ولا الجاه ولا غيرها من اهداف ..
- اما في الزيجات التي يكون الهدف منها المال او الجاه او التكاثر المجرد فليس الحب شرطا اساسيا فيها .. فقد تنجح هذه الزيجات مع فقدان الحب بين الشريكين .. بل مع وجود التباغض بينهما ..وأيضا قد يكون الحب عامل هدم بعض الزيجات التي اقيمت لا لأجل الحب بل لامور اخرى !!
- مثلا : شخص من أسرة ملكية حاكمة .. يشترط لتوليه الملك الزواج من داخل الأسرة .. وهو يحب فتاة من سائر الشعب ..
فإن كان المشروع هو الملك فإن زواجه بحبيبته يهدم هذا المشروع .. وإن كان هدفه الحب فزواجه من الاسرة الحاكمة يهدم هذا المشروع !!
فكما ترون كما يكون الحب عاملا أساسيا في بعض الاحيان .. يكون كذلك عامل هدم أحيانا اخرى ..
• إذا فالحب ليس عاملا أساسيا في كل زواج .. فقد ينجح زواج بدونه !!
- وأرجو أن نكون بهذا قد فرقنا بين الحب والزواج ..
• وهناك امر آخر قد يقع الخلط بينه وبين الحب إلا وهو الصداقة ..خاصة وأننا أتين على ذكره آنفا !!
• وهذا ما سنحاول الحديث عنه لاحقا بإذن الله تعالى ..

حسن العطية
18-02-2010, 06:19 PM
تتمة : الحب :
الحب والصداقة :
- الصداقة نوع من أنواع الحب .. إلا أنه نوع خاص أفرد باسم خاص !!
- كما أن الصهيل – مثلا – نوع من انواع الصوت !!
- الصداقة هي ارتياح قلبي غير جنسي بين الصديقين متعاشرين يؤدي الى رفع الكلفة بينهما !!
- وإذا أردنا أن نعدد الشروط المكونة لماهية الصداقة فيمكن أن نذكر الشروط التالية حتى يقال بأن فلانا صديق لفلان : 1-الارتياح القلبي 2-وجود المعاشرة الكافية بين الاصدقاء .. فمجرد الاتياح القلبي بدون معاشرة لا يصير الصديقين صديقين 3-أن لا يكون سبب هذا الارتياح القلبي اللذة الجنسية !!
- ومنشأ الارتياح القلبي بين الصديقين هو التوافق أو التشابه في الميول والصفات بينهما !!
- فكلما كان هذا التوافق في الميول أكبر كلما توطدت الصداقة أكثر !!
- ويمكن أن نستدل على الصداقة من رفع الكلفة بين الاصدقاء .. بشرط أن لا يكون رفع الكلفة والاحتشام ناتج عن تعالي أحدهما واستخفافه بالآخرين !!
- فرفع الكلفة كما يحصل عند من ارتاح له .. يحصل ايضا حينما احتقر شخصا ما ولا أبالي بحضوره !!
• ويمكن أن يتضح اكثر كون رفع الكلفة دليلا على الصداقة ومؤشر صادق عليها .. حين نعرف السبب في تسمية الصديقين بالصديقين ..
• فالصداقة مأخوذة من الصدق والوضوح بين الأصدقاء .. فلا احد يخفي عن صديقه شيئا من دواخله .. فداخل الصديق وخارجه لصديقه واحد ..
• ولأن الصديقين واضحان لبعضهما فلا يخجل أحدهما من إظهار ما بداخله لصديقه .. لأنهما متوافقان في الميول ..
• مثلا : حين يكون عندي معتقد ما .. أعرف بأن مقابلي يؤمن بنفس المعتقد .. فلن اخشى إظهار معتقدي له .. لأنه يحمل نفس معتقدي .. لكنني لا أظهر هذا المعتقد – إذا كان يضرني إظهاره – اما من أعرف انه يخلف معتقدي أو على الاقل أجهل حاله !!
• كذلك الصديقان .. لأنهما ومن خلال طول العشرة بينهما .. عرفا جيدا انهما يحملان ميولا مشتركة متشابهة .. فكل منهما لا يكتم صديقه .. ويرفع الكلفة معه .. لأنه يرى ان ما يقوم به – وبسبب التشابه بينهما – لن يزعج صديقه ولن يقابل بالاستنكار منه !!
- ومن هنا نعرف بأن الصداقة مثلها مثل كل شيء حولنا .. له مراتب !!
- فليست كل الصداقات على مستوى واحد !!
- وهذا مفهوم حين عرفنا ان سبب الصدق بين الصديقين هو التوافق في الميول بينهما .. ولأن كل شخص يحمل من الميول ما لا يحصى كثرة .. فكلما كانت التوافق في عدد أكبر من هذه الميول كلما ترسخت الصداقة بين الطرفين !!
- وعليه .. ليس معنى قولنا بأن الصديقين يصدقان بعضهما ويرفعان الكلفة بينهما .. أنهما يفعلان ذلك في كل شيء وكل حين .. بل المقصود أن بينهما تشابها كبيرا في ميول كثيرة تؤدي هذا التشابه الكبير في الميول هو من يحبب الاجتماع بينهما اكثر من الأشخاص الذين لا يشتركان فيهما في هذه الميول أو تكون نسبة التوافق ضئيلة لا تحفز وتغري بالاجتماع والتلاقي !!
• والصداقة تكون حقيقية حين يكون التوافق حقيقيا .. وتكون مزيفة حين يرتدي أحدهما قناعا !!
- وايضا كما يحصل التوافق بين رجل ورجل وامرأة وأمرا يمكن أن يحصل بين الجنسين ايضا .. بل يمكن ان يحصل بين الشخص وحصانه أو بينه وبين كلبه أو بين وبينه من لا يعقل ممن حوله !!
- أما بخصوص لحصل الصداقة بين عاقل وغير عاقل فالسبب فيها هو أنه لا يشترط في الميول المشتركة ان تكون كسبية .. بل تعم الميول الكسبية والأمور الفطرية أيضا .. بل الصداقة في الميول المشتركة الفطرية آكد وأشد منها فيما لو كانت الميول مكتسبة !!
- يعني مثلا : شخص مغرم بالتيه والشجاعة والخيلاء .. والحصان من طبعه هذه الأمور فيمكن ان تعقد صداقة بينهما !!
• أما بخصوص الصداقة بين الرجل والمرأة فلا مانع منها من جهة نفس الصداقة .. لكن قد يعترض هذه الصداقة عوارض أخرة تمنع منها .. والا فالصداقة لا تأبى أن تكون بين الرجل والمرأة !!
• ولزيادة التوضيح هذا الأمر نقول :
• أولا : الانسان بل الكون كله لا يظل في لحظة من اللحظات هو هو في اللحظة التي قبلها أو التي بعدها .. دائم التغير والحركة والتنقل .. كل شيء فيه يتحرك ويتغير ويتبدل من صفات وأعضاء وميول وأفكار و و و ..
• لهذا يصعب أن نحدد الامور في هذا البحر المتلاطم في كل لحظة .. لأنها متغيرة دوما .. لهذا يعب توصيف الأمور بدقة متناهية دوما ..
• مثلا : حين نريد ان نصف بكر بأنه غضبان : فنقول زيد عضبان .. قد يكون حينها فرحان أو ميت أو أو أو !!
• ومع هذا فإننا لا نكف عن توصيف الاشياء والحكم عليها .. إلا أن حكمنا في الأغلب يكون حسب الظاهر وحسب الصفة الأكثر بروزا لنا من الشيء !!
• مثلا : نحن نصف الربيع بالخضرة والهواء الطلق والمناظر الخلابة .. لكن هل هذا حال الربيع دوما ؟؟ أكيد لا .. فالربيع مثله مثل غيره متقلب .. إلا أن أبرز صفة فيه حين تقلبه هي ما ذكرناه .. ولهذا يمكن أن يصف اثنان الربيع بصفتين تبدوان متناقضتين وكلاهما صحيح .. لأن الوصف في زمنين مختلفين !!
• وفي الروايات النبوية ما يشير الى هذا ايضا !!
• مثلا : حين يقول الحديث : لا يزني المؤمن حين يزني وهو مؤمن !!
• هذا الشخص الذي وصفناه بالايمان لأن أبرز حالاته الايمان .. لكن لا يعني انه لا يحيد عن إيمانه في لحظة من اللحظات .. وحين يحيد عن إيمانه نصفه بصفة ملائمة أخرى .. إلا أننا نظل نطلق عليه الوصف الابرز وهو الايمان !!
• هذه المقدمة الأولى .. تذكروها جيدا !!
• أما ثانيا : قلنا سابقا بأن الصديق مأخوذ فيه حالة الصدق بين الصديقين .. وهذا الصدق يكون صدقا قوليا ويكون صدقا فعليا !!
• يعني : حين يكون لي صديق ما .. يحادثني وأحادثه .. يؤنسني وأونسه .. لكن حين احتاج ماله أو يده لا أجده .. فهذا صديق الأقوال دون الأفعال ..
• لكن هناك صديق افعال .. حين أطلب عونه يهب إلي مسرعا !!
• والصدق في الأفعال أهم من الصدق في الأقوال ..
- هذا أمران مهمان سنستفيد منهما في بعض المحاذير والموانع التي تمنع من انعقاد الصداقة بين الرجل والمرأة !!
- حين يجتمع رجل وامراة . تجمعهما ميول مشتركة في البداية .. فهما على هنا صديقين .. لأن الصداقة تنطبق عليهما .. لكن الوضع هنا لن يقف عند هذا الحد في الغالب .. بل سيتطور الى علاقة جنسية في الغالب .. ولكون العلاقة الجنسية أبرز وأظهر من الصداقة ويتاثر بها المحيط بشكل اكبر .. فسيتم توصيف هذين الصديقين بالصفة الأبرز من الصداقة إلا وهي العلاقة الجنسية !!
- هذا أحد الموانع من انعقاد الصداقة بين الرجل والمرأة أو قل المانعة من توصيف العلاقة بينهما بالصداقة !!
- وكما تلاحظون هذا مانع في الدين الاسلامي وعند العرب فقط .. أما غيرهم ممن لايرون أي بأس في العلاقة الجنسية ويرونها عادية جدا .. وغير عزيزة في مجتمعاتهم فإن العلاقة الجنسية حين تقوم بين الرجل والمرأة لن تسبب الى توصيف الصداقة بينهما الى وصف آخر .. بل الوصف سيلحق أقوى الوصفين وابرزهما .. وهو الصداقة على الفرض !!
- إذا فالعلاقة الجنسية تمنع من توصيف الرجل والمررأة بالصداقة عندنا وعند المشابهين لنا .. أما عند غيرنا فلا .. لهذا يكثر عندهم الصداقة بين الجنسين !!
• أما بخصوص الأمر الآخر وهو الصدق العملي ..
• فمن المعروف أن المرأة عانت اضطهادا في أغلب مراحل تاريخها وعند أغلب الشعوب !!
• فهي في الأغلب ضعيفة بالنسبة للرجل ..
• والرجل – قديما – حين يريد أن يعقد صداقات .. فإنه سيهتم بالصداقة العملية الفعلية اكثر من القولية .. وهذه الصداقة العملية سيجدها في الغالب عند من يعينونه في غزواته وحروبه وسلبه ونهبه سيجدها غالبا عند الرجل !!
• فهذا سبب آخر لقلة الصداقة بين الرجل والمرأة قديما إذا ما قيست بالصداقة بين الرجل والرجل !!
• ولهذا السبب ايضا تبدلت الموازين في عصرنا .. فبات الكثير من الرجال يطلبون الصداقة مع النساء .. وذلك لأن المرأة ابح لها قوة مؤثرة في الكثير من شؤون عالمنا المعاصر .. لهذا سعى لصداقتها الكثيرون .. خاصة في العالم الغربي بحكم ان المرأة اخذت حريتها أكثر من عالمنا الشرقي .. فصارت تكفل نفسها بنفسها .. بل وتتفوق على الرجل في الكثير من الأحيان .. تتفوق عليه في الثروة وفي الجاه وفي المنصب .. فلم تعد ضعيفة كما كانت سابقا !!
- من خلال هذين الأمرين السالفين .. نعرف ان لا مانع يمنع من الصداقة بين الجنسين بحد ذاته .. ولكن الموانع تاتي عرضية .. وهذه تزول هذه الموانع العرضية فلا يوجد مانع يمنع بين انعقاد الصداقة بين الجنسين !!
- ويمكن الاتيان بالكثير من المصاديق التي تنفى فيها عوارض الصداقة !!

حسن العطية
19-02-2010, 08:15 AM
تتمة : الحب :
خامسا : تصادم الحب :
- من الأمور المهمة في عالم الحب .. التصادم الذي يحدث بين أنواع الحب ..
- وكما اشرنا سابقا بأن الحب عالم مترامي الأطراف وليس محصورا في حب العوام وهو الحب الجنسي !!
- فالحب له فروع كثيرة .. فهناك حب الفرد لابنه .. وحبه لأمه .. وحبه لخالقه .. وحبه لصديقه . وحبه لمعشوقته .. وحبه لنفسه .. و و و ...
- وليس عجيبا حين نقول بأن هذه الانواع من الحب في صراع دائم ودائما يفوز حب من بين انواع الحب !!
- إلا أن التضارب بين أنواع الحب العرضي أشد من التضارب في أنواع الحب الطولي !!

• فالكائنات كلها – ومنها أنواع الحب – مترتبة في سلاسل طولية واخرى عرضية كالشبكة تماما ..
• مثلا : صفوف المصلين .. مترتبة طولا وعرضا .. فمن يقف محاذيا لكتفك يعتبر من السلسلة العرضية .. ومن يقف أمامك فهو من السلسة الطولية ..
• وحين احب ثلاث نساء .. فهذه الانواع من الحب العرضي .. لأنه حب لأفراد من نوع واحد وهو النساء !!
• وحين أحب صديقي وأحب حبيبتي وأحب أمي وأحب نفسي وأحب ربي .. فهذا من النوع الطولي لأن المختلف هنا الانواع لا الأفراد ..
• فحين تختلف الأفراد فالترتب عرضي ..لأن الفرد يقف حذاء الفرد .. وحين تختلف الأنواع فهو ترتب طولي لأن النوع يقف تحت أو فوق النوع الآخر !!
• والصراع بين الافراد المترتبة في عرض واحد أشد .. ولابد فيه من حسم المحركة لصالح فرد منها لانهاء التشتت وعودة الاستقرار .. لابد من انتخاب الحب الافضل كي ينتقل الى النوع التالي للحب !!
• أما التعدد الطولي فلا صراع بين افراده ولا تصادم .. بل هي تتكامل وتتصاعد .. إلا حين يعطي الفرد بعضها أعلى أو أقل مما يستحقه حينها ينشأ الصدام .. أما في حال عطاء كل نوع ما يستحقه فلا تتصادم الأنواع بل تتكامل .. وكل منها يسلم الراية الى من بعده لاكمال المسيرة التكاملية !!
- ولنضرب الآن الامثلة من انواع الحب الطولية والعرضية :
- فحين أحب ثلاث نساء – وهو حب عرضي – سينشأ من هذا الحب صراع بين النساء الثلاثة وسيؤثر على المحبوب لابد .. فهنا لابد من حسم المحركة لصالح إحداهن لانهاء حالة الصراع وإلا بقي الوضع متازما !!
- أما حين أحب ابني وأمي وزوجتي وربي ونفسي فلا تصادم بين هذه الأنواع لأنها غير متنافسة في الاصل بل كل منها يكمل الآخر !!
- نعم يمكن أن ينشأ الصراع بينها حين لا يعطي النوع ما ستحق حينها يطغى أحدها على الآخر وينشأ صراع وتكون له نتائج وخيمة !!
- مثلا : حبي لأمي وحبي لربي .. أنا أحب أمي .. لكن حين يقودني حبها إلى أن أعصي ربي فحب الأم هنا يكون قد طغى على حب الله .. لأنه اخذ أكثر مما يستحق .. وتنتج نتائج سيئة من هذا الطغيان !!
- أما حين أحبها باعتدال فإن حبها هذا سيقودني إلى الحب الأكبر وهو حب الله .. لأن منشأ حبي لأمي أنها رعتني واهتمت بشأني .. هذا الحب سيقودني الى حب من وهب لي الام بكل صفاتها التي احببتها لأجلها .. إذا فحب الأم يسلم الراية لحب الرب ولا يتصادم معها حينئذٍ !!
- وكذلك الحال لو طغى حب الزوجة على حب الأم .. أو حب الفضيلة على حب العشيقة أو حب الذات على حب الحق !!
- والحقيقة التي لا مرية فيها هي أن صلاح الفرد - في كل شؤون حياته - في اعتدال أنواع حبه وتناغمها .. وهلاكه في أن يطغى حب على حب آخر !!

حسن العطية
23-02-2010, 06:26 PM
خطرة :
العلم نقطة كثرها الجاهلون !!***
- لن اتكلم عن العلم بطبيعة الحال !!
- وإنما غرضي من المقولة السالفة .. أن أصيغ مقولة مشابهة لكنها تتعلق بتكاثر المخلوقات حسب رؤيتي المتواضعة .. وليس عندي من أدلة عليها غير نفسي !!
• حين أريد ان أصوغ مقولة مختصة بالخلق على غرار المقولة السالفة عن العلم .. يمكنني أن أقول : الخلق شعلة سترها الضعفاء !!
• وقبل أن نحاول ان نستبين انطباق هذه المقولة على تكاثر الخلق ..
• سأشير إلى ما ينسب إلى بعض الفلاسفة في تفسير تكثر المخلوقات !!
• يقول البعض – محاولا تفسير تكثر المخلوقات على ما بينها من تباين في الظاهر – يقول : بأن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد من نفس الجهة .. والله تعالى واحد فكيف وجدت كل هذه المخلوقات الكثيرة .. وهي كلها من خلق الله العظيم ؟؟!!
• يقولون : بأن الله تعالى إنما خلق العقل الأول فقط .. ومن هذا العقل صدر العقل الثاني .. ومن الثاني صدر العقل الثالث إلى عشرة عقول متسلسلة .. ومن هذا العقل الاخير تكثرت المخلوقات !!
• هكذا فهمت مما ينسب الى البعض !!
• ومن الطبيعي أنهم لجؤوا إلى هذا لأسباب وجدوها تتعارض مع كون كل المخلوقات صدرت عن الخلق العظيم مباشرة !!
• وربما يكون من هذه الأسباب التالي :
• عدم إمكانية صدور كل المخلوقات عن الخلق العظيم بلا واسطة ليس ضعفا في الخالق الفاعل بل الضعف في القابل والمخلوق !!
• مثلا : حين نسأل : هل يستطيع الله العظيم أن يدخل الدنيا في بيضة لا البيضة تكبر ولا الدنيا تصغر ؟؟
• الجواب : بكل تأكيد الله تعالى قادر على كل مقدور .. لكن المشكلة أن المخلوق غير قابل لهذا .. عدم القدر غير متوجه للخالق بل للبيضة والدنيا هما غير قادرتين على قبول هذا الأمر .. وإلا فالخالق العظيم نهر عطاء متدفق يغرف منه كل على حسب إنائه !!
• وهذا المعنى يؤيده الإسلام أيضا .. والمسلمون ايضا ..
• فإذا سئل أي مسلم : لم لم ينزل الله تعالى القرآن والوحي على كل مسلم مسلم من المسلمين .. ولم خص بالوحي الرسول محمد صلى الله عليه وآله ؟؟
• تراه سيجيب بالقول : بأن ليس كل مسلم يستطيع تلقي الوحي !!
• يعني الله تعالى يقدر على أن ينزل القرآن على كل مسلم إلا أن المسلم لا يقدر على تلقيه !!
• تماما كالبيضة والدنيا .. الله تعالى قادر أن يدخل هذه في تلك .. الا أن هذه وتلك غير قابلة لهذا الدخول !!
• إذن لجوء البعض الى العقول العشرة لأسباب تمنعهم من قبول كون كل هذه المخولقات المتباينة صادر من الإلهة اللطيف !!
• وأمر آخر .. حين يقبض الله تعالى روح شخص ما بواسطة ملك الموت – مثلا – فهذه الواسطة في قبض الروح لم تمنعنا من الحكم بأن المميت هو الله تعالى لكن بواسطة ملك الموت .. والموت والحياة متشابهان .. فكما صح أن يميت الله تعالى مخلوق بواسطة مخلوق .. يصح أن نقول بأن الله تعالى يخلق مخلوق بواسطة مخلوق !!
• بل يمكن أن نقول بأن القرآن يدل أيضا على أن بعض المخلوقات تولى الله تعالى خلقها بلا واسطة وبعضها خلقها بواسطة .. كالإماتة تماما !!
• فالله تعالى في القرآن الكريم يقول : ((قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ... )) .. مما يعني بأن هناك مخلوقات غير آدم لم يخلقها الله تعالى بيده .. بيده يعني هو تعالى تولى خلقها ولم يوكله إلى غيره .. أما غيره فقد خلقت بواسطة !!
• وأيضا القرآن يقول : تبارك الله أحسن الخالقين .. مما يعني بأن هناك خالقين غيره إلا أن الله تعالى أحسنهم !!
• وأيضا .. نحن نقول : أنا أخلق أفكاري وأولد صوري في الذهن !!
- ما أريد أن أقوله : أن لأولئك القائلين بالعقول العشرة اسبابهم التي جعلتهم يلجؤون الى هذا التفسير في تكثر المخلوقات .. ولا يظنن احد أنها مجرد حيلة اعتباطية اخترعوها من عند أنفسهم !!
- والآن .. حان الوقت لتطبيق مقولة : الخلق شعلة سترها الضعفاء .. على تكثر الخلق !!
- يمكن ان يقال هنا الآتي : الله تعالى لطيف .. في أقصى درجات اللطف ..قوي .. في منتهى درجات القوة .. نور السماوات والارضين .. النورية مكتملة فيه بأقصى درجاتها .. وهكذا بقية صفات الله العليا وأسمائه الحسنى !!
- فمن المنطقي أن يكون من ستوهب له قبسات من هذه الصفات العليا .. أن يكون قابلا لها محتملا لثقلها .. فيكون اول الخلق أقوى المخلوقات تحملا لهذه الصفات فقط .. ويستحيل أن يكون هذا القابل اكثر من اثنين .. لأنه يستحيل أن يوجد مخلوقين بنفس المستوى في كل شيء .. ولو صح ان يوجد اثنان بدون أدنى تمايز بينهما لم يكونا اثنين بل كانا واحدا !!
- إذن فأول قابل من المخلوقات لتحمل قبسات من الصفات الإلهية واحد فقط .. وكل من سيأتي بعده من قابلين سيخلقون بواسطة هذا القابل الاول والمخلوق الاول !!
• وكما يستحيل أن يكون القابل الأول اكثر من فرد واحد .. كذلك يستحيل أن يقوى هذا القابل على تحمل كل الصفات الإلهية .. وإلا لأصبح إلها .. والفرض أنه مخلوق !!
• وكما تلاحظون .. بأن هذا القابل اجتمع فيه أمران وصفات : القوة على تحمل بعض الصفات الإلهية .. والضعف عن تحمل كل الصفات .. ففيه قوة وضعف .. وبهذا امتاز عن الله تعالى .. لأن الله تعالى قوة بلا ضعف !!
• إذن صار عندنا فرد له صفتان : القوة والضعف .. قوة من خالقه .. وضعف من ذاته !!
• ثم الله تعالى سيخلق بواسطة هذا الشخص ذي الصفتين القوة والضعف أشخاصا متسلسلين حسب ضعفهم وقوتهم .. يخلق من الأقوى مقارب له في القوة .. ومن الأضعف مقارب له في الضعف .. وتتوالى السلسة نزولا إلى منتهى أقل قوة وأعلى ضعف .. لتعود مرة ذانية في قوس الصعود يزيد قوتها وتقل ضعفها إلى أن تصل الى النقطة التي ابتدأت منها !!
- ويمكن من خلال ما ذكر ان نفسر كيف أن حواء خلقت من آدم !!
- خلقت من آدم : يعني خلقها الله تعالى بواسطة آدم .. تماما مثل أن يقبض الله تعالى روح فلان بواسطة ملك الموت !! وتماما كما خلقني الله تعالى بواسطة أمي وابي !!
• والصورة إلى هنا لم تتضح جليا .. لأن الحديث في الغالب كان محصورا في آدم ..
• لكن ماذا بشأن السماء والارض .. والهواء والماء .. والجن والملائكة .. و و و ... باقي المخلوقات كيف تكثرت وبأي واسطة خلقت ؟؟!!
• هذا ما سنحاول الحديث عنه لاحقا غان شاء الله تعالى .. لنرى إلى أي حد تنطبق مقولتنا السابقة على تكثر المخلوقات !!

أماني عواد
23-02-2010, 07:07 PM
السيد حسن العطية


الحب الجنسي أعم من الحب الروحي – مثلا – إلا أن الحب الروح افضل منه !!

احب ان اضيف امرا هاما في الاختلاف بين الحب الجسدي والحب الروحي
قد يكون الحب الجسدي اعنف كونه يرتبط ارتباطا وثيقا بالحواس
الا ان الحب الروحي اكثر ديمومه
فنحن نحب دائما كل ما هو جميل بمنظورنا باختلافاتنا النسبيه فترانا نحب دائما الاجمل في كلا الحبين الجسدي والروحي
ولما كان جمال الجسد عرضة للتأثربعوامل الزمن على عكس الجمال الروحي الذي لا تؤثر به تلك العوامل كان الحب الروحي اكثر ديمومه

حسن العطية
23-02-2010, 09:16 PM
السيد حسن العطية



احب ان اضيف امرا هاما في الاختلاف بين الحب الجسدي والحب الروحي
قد يكون الحب الجسدي اعنف كونه يرتبط ارتباطا وثيقا بالحواس
الا ان الحب الروحي اكثر ديمومه
فنحن نحب دائما كل ما هو جميل بمنظورنا باختلافاتنا النسبيه فترانا نحب دائما الاجمل في كلا الحبين الجسدي والروحي
ولما كان جمال الجسد عرضة للتأثربعوامل الزمن على عكس الجمال الروحي الذي لا تؤثر به تلك العوامل كان الحب الروحي اكثر ديمومه

- سيدتي ومعلمتي الكبيرة اماني عواد ..
- يسرني أنك تذكرتني مرة ثانية !!
- سيدتي الكريمة .. أرى أن رأيينا متطابقين فيما يخص الحب العامي والشريحة الكبرى من الناس الذين لا يعرفون الا هذا الحب فمن الطبيعي أن يتفاعلوا معه أكثر !!
- أما من يعرف الحب الروحي فلا !!
- فما ينقل عن أولئك يوضح أن حبهم الروحي أعنف بمراحل عن حب هؤلاء الجسدي !!
- فينقل – مثلا – أن اللحلاج والدماء تشخب من كل جسده لم يطلق أنة واحدة ولا آهة .. بل كان بمنتهى الطمئنينة والسعادة !!
- وينقل – أيضا – عن الإمام علي عليه السلام أنهم كانوا ينتظرون صلاته حين يريدون نزع السهم من جسده !!
- والشواهد الدالة على على مدى تأثير الحب الروحي في اصحابه كثيرة .. وكما ترين بأنها أعلى رتبة وأكثر تملكا لأصحابها من الحب الجنسي !!
- دمت بعين الله سيدتي الكريمة ..

حسن العطية
25-02-2010, 07:35 AM
تتمة : العلم نقطة كثرها الجهلاء :
زوبعة :
***
- قلنا في المقولة السابقة .. بأن الخلق شعلة سترها الضعفاء ..
- و وعدنا بأن نتم الحديث عن تصور تكاثر المخلوقات .. ليستبين مدى صدق هذه المقولة !!
- وكنا قلنا سابقا .. بأن الله تعالى مصدر الكمالات المتناهية في العظمة .. وإن ليس كل أحد يستطيع أن يتحمل قبسات من هذه الكمالات .. بل هناك فرد واحد فقط هو المؤهل ليكون محلا لهذه القبسات الربانية ..
- وهذا الواحد ذو صفتين : قوة من ربه .. وضعف من ذاته التي لم تطق تحمل كل الكمالات ..
- فأول الخلق كان واحدا ذا جنبتين .. وأن كل المخلوقات خلقت بواسطة هاتين الجنبتين !!
• وأنا أتصور بأن هذا الخلق الاول .. والذي هو أنقى وألطف خلق على الأطلاق .. سيتكاثر ويتوالد عرضيا .. وفي أثناء مسيرته الحياتية الطويلة والممتدة .. سيصل الى عنق الزجاجة ليتولد طوليا .. وذلك بأن يتولد منه خلق مغايره له .. بان يكون أقل نقاء منه وأكثر كثافة .. وهذا الأقل نقاء .. سيتكاثر – عرضيا - فترة طويلة ممتدة إلى أن يصل الى عنق الزجاجة ليتولد منه – طوليا - خلق اقل نقاء وأكثر كثافة ..
• وهكذا تظل المخلوقات – في قوس النزول – تتكاثر عرضيا اولا وطوليا ثانيا .. كل خلق تالي أقل نقاء مما سبقه وأكثر كثافة .. إلى أن يصل الخلق إلى الأقل نقاء والأكثر كثافة .. وبه يتم قوس النزوال مسيرته ..
• ليصل الى عنق الزجاجة ويتولد منه خلقا يبتدئ قوس الصعود .. ويتخلص من بعض الشوائب التي علقت بجوهره في قوس النزول .. فيكون خلق اول درجات قوس الصعود أنقى من آخر درجات قوس النزول .. وهذا أيضا يتوالد ليولد خلق أنقى .. وهذا الأنقى يولد خلقا أنقى وأنقى وأنقى . ..
• وهكذا تبدا مخلوقات قوس الصعود في التخلص من الشوائب المتراكمة على جوهرها ..وفي كل محطة مختلفة تطرح الشوائب التي علقت بجوهرها أثناء مسيرتها في قوس النزول .. فتطرح التراب في التراب .. وتطرح النار في النار .. إلى أن تصل الى النقطة الأولى التي ابتدأت منها ..
• وهذا ما ربما يشير إليه قوله : وكما خلقناكم تعودون .. وسيأتي الحديث عن هذا بأكثر جلاء في الخطرة التالية ..
• فالمخلوقات نازلة تزداد كثافة وصلابة .. والمخلوقات صاعدة تتخلص من هذه الكثافة !!
- والآن .. إذا تأملنا في هذه المخلوقات .. وفي كيفية خروج الواحد منها من الاخر ..نجدها تشبه كيفية توالد المواد والعناصر من بعضها تماما !!
- فيكون كل العناصر في هذا الكون مصدرها واحد .. والفرق بينها فقط في النقاء والكثافة .. الأنقى والألطف أعلى من الأقل نقاء !!
• ولنمثل بمثال لتقريب صورة كيفية توالد العناصر من بعضها !!
• نفرض أن اول خلق هو النور .. هذا النور سيشوبه شيء من ظلمة .. ولن يكون نورا خالصا كمصدره ..
• من هذا النور سيتكاثر عرضيا.. وسيعيش أفراده في ذلك النور ما شاء الله لهم أن يعيشوا .. ومن الظلمة أيضا سينشأ جيل ويتوالدون في ظلامهم كذلك ..
• من هذا النور سيتولد نار ..سيعيش فيها جيل حسب ناريتهم .. من النار سيتولد دخان وسيعيش فيه جيل .. ومن الدخان سيتولد هواء سيعيش فيه جيل حسب طبقاتهم .. من الدخان سيتولد هواء وغازات كثيرة .. من هذه الغازات سيتولد سحاب .. ومن هذا السحاب سيتولد ماء وسوائل أخرى .. من هذه السوائل سيتولد تلج .. من الثلج يتولد صخور ومعادن .. ومن الصخور يتولد تراب ..
• وهكذا تظل العناصر تتوالد وتتكاثر .. وكل عنصر يعيش فيه افراد إلى أن يتحول بعض افراده الى عنصر آخر .. وهكذا دواليك !!
- وكما تلاحظون بأن هذه العناصر كلها يجمع بينها خيط من نور .. تختلف في نوريتها وما طرأ على هذا النور من شوائب .. كلما نزل النور ومر الزمن زادت الشوائب وانحجب النور أكثر ..
- إلى أن تصل الكثافة الى منتهاها ليبدا النور في التمرد من جديد على الظلمة ويبدا بالسطوع مرة اخرى شيئا فشيئا ..
- ويبدا بالسطوع بالسطوع الى ان يعود سيرته الأولى التي خلقه الله تعالى بها .. نورا كامل النورية الا من شوب من ظلمة لابد منها لعدم مقدرته على تحمل النور الأتم !!
- وما الملائكة والجن والانس إلا طورا من أطوار هذا النور وخلقا من خلقه !!
- فمن النور تتوالد الملائكة وتتكاثر .. ومن النار الجن ومن التراب الانس ..
- والأمر يحتاج لتفصيل اكثر .. لكن هذه لمحة يمكن من خلالها نتصور كيفية توالد العناصر من بعضها .. وكل المخلوقات إنما هي من هذه العناصر !!
- فالنور مخلوق منه خلق لا يحصيه الا خالقه .. والنار خلق .. والتراب خلق !!
- وأشبه توالد العناصر وتكاثرها وعودها من جديد لبعضها .. بالاعصار والزوبعة .. تراها تخرج من نقطة معينة وتتضخم تتضخم في دوائر إلى أن تعود ثانية وتبتلعها النقطة التي خرجت منها !!
• وإذا كان هذا التصور صحيحا .. فإنه يدل على امور مهمة ومنها :
• أن الخلق نقطة انقسمت وتكاثرت بسبب ضعفها .. كما أسلفنا في المقولة السابقة ..
• وهذا ربما ما يشير إليه قوله تعالى : وخلق الانسان ضعيفا .. فالضعف من جبلة الانسان منذ ان خلق .. ولا يمكن بحال من الأحوال أن يتخلص منه .. ولو قدر وتخلص منه فإنه لن يكون إنسانا بل سيكون شيئا آخر .. سيكون إلها !!
• ومن الأمور أيضا : أن كل الكون بأرضه وسمائه .. بملائكته وجنه وإنسه .. كلهم عائلة واحدة تفرقوا حينما اختلفوا إثناء طيهم لمسرتهم ..
• وربما هذا ما يشير غليه قوله تعالى : كان الناس أمة واحدة فاختلفوا ..
• ومن الأمور ايضا : أن هناك خيط رفيع ينتظم كل حلقات الكون بعضها ببعض .. هذا الخيط هو جوهر الكون .. هو روح الكون .. هو النفخة الربانية .. هو شعاع من نور السماوات والأرض ..
• ومن الأمور ايضا : بأن الكون كله سيعود سيرته الاولى .. وسيطرح كل كائن ما علق بجوهره من شوائب ..
• وهذا ربما ما يشير إليه قوله تعالى : كما خلقناكم تعودون ..
• وهذا ما سيكون محور حديثنا في الخطرة القادمة باذن الله تعالى !!

عبدالصمد حسن زيبار
25-02-2010, 07:24 PM
- أهلا بك مشرفنا الكريم ..
- سيدي الكريم أليس فينا روح الله تسري ؟؟أم أنها روح غيره ؟؟
- وسأنتظر توضيحك للخلط المزعوم !!

سيدي الكريم
مرحبا بكم و أعتذر عن التأخر

أولا:
ما المقصود بروح الله ؟
يقول الله تعالى عن مريم العضراء في سورة التحريم :
وَمَرْيم ابْنَتَ عِمْرانَ الّتي أحصَنَت فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقت بِكَلِماتِ رَبّها وَكُتُبهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتين
ما المقصود من روحنا أليس جبريل عليه السلام هو روح الله الروح الأمين
و يقول المولى تبارك و تعالى في سورة آل عمران:
مثل عيسى عند الله كمثل آدم

ثانيا:
يقول الله تعالى في السورة التي يحفظها الصغير و الكبير :
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا أحد

قلتم :
فمصدر المخلوقات جميعا الله تعالى .. كما يصدر الطفل الرضيع من أمه !!

سيدي أليس من متطلبات التشبيه التوافق بين الطرفين ,فكيف نوافق في قولكم السابق
المسافة كبيرة و ممتدة بين عملية الخلق التي من الله تعالى و عملية الولادة التي تقوم بها الأم
أليس هذا خلطا أم لكم أن تصححوا لي
طبعا الهدف هو الحوار للوصول إلى توافق سيدي الكريم

ثالثا:
قدمتم أدلة عقلية وهي / الأثر و متعقات الأشياء و صدور بعضها عن بعض و الطبيعة المشتركة للأشياء

هذه الأدلة متربطة بالفضاء المخلوق وبمحدداته من زمان و مكان فتفكيرنا هنا مرتبط بهذه المحددات
لكن الأمور المتصلة بالله خالق الكون مغايرة تماما
فالله هو الذي خلق ( هناك فرق بين خلق و صدر عن) هذه المحددات وبالتالي فهو متعال عنها و غير خاضع لقوانينها الحدية بأزليته و فعله ما يشاء .
و الله يكسر قانون الترابط و الصدور بالتوافق الذي اعتمدتم عليه بآية بينة من كتابه العزيز من سورة الروم :
يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون


تحياتي سيدي الكريم

عبدالصمد حسن زيبار
25-02-2010, 07:51 PM
خطرة :
وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم
***
- قديما احتدم الخلاف بين الذاهبين إلى أصالة الفرد و الذاهبين إلى أصالة المجتمع .. و وقف البعض بينهما .. مدعين أصالة كليهما .. وكل سطر الأدلة والشواهد على ما يذهب إليه ..
- فحين يعتقد البعض بأصالة الفرد نراه يطلق العنان للفرد وليذهب المجتمع إلى الجحيم .. وحين يذهب الى أصالة المجتمع يدعو الفرد الى الانصهار في المجتمع .. والذاهبون إلى أصالتهما يهتمون بكليهما .. ويرون ان كلا منهما لا يستقيم إلا بالآخر ..
- وأنا أتساءل : هل هناك من يعمل لغير نفسه .. من الرب جل في علاه إلى اصغر المربوبين ؟؟!!
- أم كل ما في الكون – من خالق ومخلوق – لا يعمل إلا لنفسه ولأجلها !!
- والفرق بين هؤلاء وهؤلاء في اتضاح الصورة وكون ما يعملونه لأنفسهم حقا لا عليها !! الفرق أن البعض يحسن تشخيص ما له مما عليه .. والبعض يخطئ في تشخيص ما له مما عليه !!
- ابن القبيلة – مثلا – الذي لا يرى لنفسه كيانا خارجها .. هل هو حقا وفي قرارة نفسه يعمل لقبيلته ويضحي بنفسه لأجلها ؟؟!! لو لم ير ان قبيلته تحميه وتؤويه .. تسقيه وترويه .. لما فكر مجرد تفكير في الذود عنها .. وبذل النفس لأجلها .. فهو في قرارة نفسه حتى في حين يذود عن القبيلة إنما هو يذود عن نفسه !!
- والرأسمالي لا يقدم ضريبته للمجتمع إلا لكي يسمح له مجتمعه بنهب ثروات مجتمه وإشباع نهمه !!
- والمعطي حين يعطي شطر ماله إنما يفعل ذلك طلبا لجنة أو دفعا لنار !!
- والمانع زكاة ماله لا يمنع إلا خوفا على ذاته من الفقر إلا أنه أخطأ في التشخيص .. وجهل أن المجتمع الفقير سيبتلعه يوما ما حين تشتد به ضراوة الجوع !!
- حتى الأنبياء والمرسلون والمصلحون لا يقومون بإصلاح مجتمعاتهم إلا خوفا على أنفسهم التي أكملوها وهذبوها من شرور مجتمعاتهم .. وحماية لذواتهم المهذبة من أن تكدرها أوساخ مجتمعاتهم !!
- بل الرب جل في علاه .. لم يخلق الخلق ويوصله الى كماله المنشود إلا تلبية لذاته الكاملة !!
- ما من أحد من الذرة إلى المجرة إلا ويسعى لنفسه كما تقول الآية الكريمة : ما تقدموا لأنفسكم !!
- فإذا كان ذلك كذلك فلا ينبغي الحديث : هل نعمل لأنفسنا أو لغيرنا .. وليصحح الى : هل ما نقوم به فعلا لأنفسنا أم عليها !!
- العمل للنفس والاهتمام بالذات فطرة الله التي فطر المخلوقات جميعا عليها .. والله تعالى يدعو الى أن نعمل على فطرتنا ..
- إلا أنه يدعونا – ايضا – إلى أن نحسن التشخيص .. ولا نكون كالحمقى الذي يريدون أن ينفعوك فيضروك !!
سيدي الكريم أين نضع خصلة الإيثار؟ و مفهوم الشهادة؟ و درجة المحبة ؟؟
قولكم :
حتى الأنبياء والمرسلون والمصلحون لا يقومون بإصلاح مجتمعاتهم إلا خوفا على أنفسهم التي أكملوها وهذبوها من شرور مجتمعاتهم .. وحماية لذواتهم المهذبة من أن تكدرها أوساخ مجتمعاتهم !!
هنا استعملت أداة حصر و أنا حقا أستغرب لهذا التقييد من غير منطق منضبط و لي المعاني لأجل التدليل فقط على فكرة أو إشراقة
ألم يكن الأصلح لهم بمنطقك الانعزال للعبادة و التزهد و الخلوة و هي أعمال يقوم بها العديد من الزهاد و المتصوفة وبالتالي يحافظون على نقائهم و كمالهم ؟؟
قلتم :بل الرب جل في علاه .. لم يخلق الخلق ويوصله الى كماله المنشود إلا تلبية لذاته الكاملة !!
هنا كذلك استعملتم الحصر المجحف بمقام المولى
في طي كلامكم أن الله تلبية لتكملة ذاتيته يخلق
مهما دللتم ففي كلامكم إلحاق النقص لذات الله الكاملة الذي لم يخلق الخلق لتلبية حاجة فكل محتاج ناقص
الذات الكاملة ليست في حاجة لمن يلبي لها كمالها
في العرف البشري -و لا مجال للمقارنة بينه و بين الله خالق الملكوت - يتحدثون عن مقام التقدير الذاتي وضعه ارباهام ماسلو في رأس هرم الحاجيات وفيه يتخلى الانسان عن التشجيع و التقدير من الآخر .

لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

أماني عواد
25-02-2010, 09:26 PM
السيد حسن العطية

اوافق السيد عبد الصمد الراي فيما طرحه من ملاحظات

اختلاف الراي لا يفسد الود

تحيتي لك

حسن العطية
25-02-2010, 09:37 PM
سيدي الكريم
مرحبا بكم و أعتذر عن التأخر
أولا:
ما المقصود بروح الله ؟
يقول الله تعالى عن مريم العضراء في سورة التحريم :
وَمَرْيم ابْنَتَ عِمْرانَ الّتي أحصَنَت فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقت بِكَلِماتِ رَبّها وَكُتُبهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتين
ما المقصود من روحنا أليس جبريل عليه السلام هو روح الله الروح الأمين
و يقول المولى تبارك و تعالى في سورة آل عمران:
مثل عيسى عند الله كمثل آدم
ثانيا:
يقول الله تعالى في السورة التي يحفظها الصغير و الكبير :
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا أحد
قلتم :
فمصدر المخلوقات جميعا الله تعالى .. كما يصدر الطفل الرضيع من أمه !!
سيدي أليس من متطلبات التشبيه التوافق بين الطرفين ,فكيف نوافق في قولكم السابق
المسافة كبيرة و ممتدة بين عملية الخلق التي من الله تعالى و عملية الولادة التي تقوم بها الأم
أليس هذا خلطا أم لكم أن تصححوا لي
طبعا الهدف هو الحوار للوصول إلى توافق سيدي الكريم
ثالثا:
قدمتم أدلة عقلية وهي / الأثر و متعقات الأشياء و صدور بعضها عن بعض و الطبيعة المشتركة للأشياء
هذه الأدلة متربطة بالفضاء المخلوق وبمحدداته من زمان و مكان فتفكيرنا هنا مرتبط بهذه المحددات
لكن الأمور المتصلة بالله خالق الكون مغايرة تماما
فالله هو الذي خلق ( هناك فرق بين خلق و صدر عن) هذه المحددات وبالتالي فهو متعال عنها و غير خاضع لقوانينها الحدية بأزليته و فعله ما يشاء .
و الله يكسر قانون الترابط و الصدور بالتوافق الذي اعتمدتم عليه بآية بينة من كتابه العزيز من سورة الروم :
يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون
تحياتي سيدي الكريم
سيدي الكريم
مرحبا بكم و أعتذر عن التأخر
أولا:
ما المقصود بروح الله ؟
يقول الله تعالى عن مريم العضراء في سورة التحريم :
وَمَرْيم ابْنَتَ عِمْرانَ الّتي أحصَنَت فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقت بِكَلِماتِ رَبّها وَكُتُبهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتين
ما المقصود من روحنا أليس جبريل عليه السلام هو روح الله الروح الأمين
و يقول المولى تبارك و تعالى في سورة آل عمران:
مثل عيسى عند الله كمثل آدم

لا تطلق الروح ويقصد منها جبريل عليه السلام دائما .. فهل إذا قلت الإنسان مكون من روح وجسد .. يعني مكون من جبريل وجسد ؟؟!!
وأيضا : أنا اسألك الآن : هل ترى أن الروح الموجودة في آدم عليه السلام وعيسى عليه السلام تختلف عن الروح الموجودة في الناس كلهم ؟؟ أن أنك تنكر أن يكون فينا روح من الأصل ؟؟
ثانيا:
يقول الله تعالى في السورة التي يحفظها الصغير و الكبير :
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا أحد
قلتم :
فمصدر المخلوقات جميعا الله تعالى .. كما يصدر الطفل الرضيع من أمه !!
سيدي أليس من متطلبات التشبيه التوافق بين الطرفين ,فكيف نوافق في قولكم السابق
المسافة كبيرة و ممتدة بين عملية الخلق التي من الله تعالى و عملية الولادة التي تقوم بها الأم
أليس هذا خلطا أم لكم أن تصححوا لي
طبعا الهدف هو الحوار للوصول إلى توافق سيدي الكريم

- سيدي الكريم :
- صدر الشيء عن غيره : نشأ .. فالله تعالى لم يستخدم في المخلوقات فقط صيغة الخلق ..فقال تعالى عن الأرض : قل يحييها الذي أنشأها
- وأيضا : ألسنا نقول هذه أحكام إلهية صادرة عن الله ؟؟
- أما التشبيه فهو للتقريب لا أكثر .. كما فعل الرسول صلى الله عليه وآله حين قال : الله أحن على العبد من الام على رضيعها !! وقال ايضا : سترون ربكم كما ترون البدر !!وقال تعالى : مثل نوره كمشكاة ..
- ولو كنت أريد التطابق بين الولادة والخلق لقلت : الله يلد الخلق كما تلد الام .. لأن هناك فرق بين الامرين قلت تصدر ولم اقل تولد !!
ثالثا:
قدمتم أدلة عقلية وهي / الأثر و متعقات الأشياء و صدور بعضها عن بعض و الطبيعة المشتركة للأشياء
هذه الأدلة متربطة بالفضاء المخلوق وبمحدداته من زمان و مكان فتفكيرنا هنا مرتبط بهذه المحددات
لكن الأمور المتصلة بالله خالق الكون مغايرة تماما
لم أقل عشر معشار ما تعلمناه في الكلية عن الله تعالى .. بأن له رجل ويد و وجه و و و . .. لكنهم يقولون : يد تختلف عن ايدينا .. ورجل تختلف عن ارجلنا .. فاذا كان هذا سيدفع عني فأنا ايضا سأقول : الله تعالى سبب ومؤثر لا كاسبابنا ولا كمؤثراتنا !!
فالله هو الذي خلق ( هناك فرق بين خلق و صدر عن) هذه المحددات وبالتالي فهو متعال عنها و غير خاضع لقوانينها الحدية بأزليته و فعله ما يشاء .
و الله يكسر قانون الترابط و الصدور بالتوافق الذي اعتمدتم عليه بآية بينة من كتابه العزيز من سورة الروم :
يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون

سيدي الكريم .. الله تعالى ليس خاضعا لقوانيننا .. لكنه لا يكسرها لأنها منه وليست منا .. هذه القوانين ليست منا سيدي الكريم إنما نحن اكتشفناها فقط كما نكتشف الحديد والذهب والفضة ولم نخلقها نحن !!
وأيضا : سيدي الكريم .. من المعروف ان كما أن الاثبات يحتاج الى دليل النفي كذلك يحتاج الى دليل .. فحين أن تنفي وتقول : بان الله يكسر قانون التوافق والترابط هذا النفي منك يحتاج الى دليل لم تأت به أنت !!
تحياتي سيدي الكريم
ودمت بعين الله مشرفنا الكريم ..

أماني عواد
25-02-2010, 10:06 PM
سيدي الكريم
مرحبا بكم و أعتذر عن التأخر
أولا:
ما المقصود بروح الله ؟
يقول الله تعالى عن مريم العضراء في سورة التحريم :
وَمَرْيم ابْنَتَ عِمْرانَ الّتي أحصَنَت فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقت بِكَلِماتِ رَبّها وَكُتُبهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتين
ما المقصود من روحنا أليس جبريل عليه السلام هو روح الله الروح الأمين
و يقول المولى تبارك و تعالى في سورة آل عمران:
مثل عيسى عند الله كمثل آدم

لا تطلق الروح ويقصد منها جبريل عليه السلام دائما .. فهل إذا قلت الإنسان مكون من روح وجسد .. يعني مكون من جبريل وجسد ؟؟!!
وأيضا : أنا اسألك الآن : هل ترى أن الروح الموجودة في آدم عليه السلام وعيسى عليه السلام تختلف عن الروح الموجودة في الناس كلهم ؟؟ أن أنك تنكر أن يكون فينا روح من الأصل ؟؟
ثانيا:
يقول الله تعالى في السورة التي يحفظها الصغير و الكبير :
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا أحد
قلتم :
فمصدر المخلوقات جميعا الله تعالى .. كما يصدر الطفل الرضيع من أمه !!
سيدي أليس من متطلبات التشبيه التوافق بين الطرفين ,فكيف نوافق في قولكم السابق
المسافة كبيرة و ممتدة بين عملية الخلق التي من الله تعالى و عملية الولادة التي تقوم بها الأم
أليس هذا خلطا أم لكم أن تصححوا لي
طبعا الهدف هو الحوار للوصول إلى توافق سيدي الكريم

- سيدي الكريم :
- صدر الشيء عن غيره : نشأ .. فالله تعالى لم يستخدم في المخلوقات فقط صيغة الخلق ..فقال تعالى عن الأرض : قل يحييها الذي أنشأها
- وأيضا : ألسنا نقول هذه أحكام إلهية صادرة عن الله ؟؟
- أما التشبيه فهو للتقريب لا أكثر .. كما فعل الرسول صلى الله عليه وآله حين قال : الله أحن على العبد من الام على رضيعها !! وقال ايضا : سترون ربكم كما ترون البدر !!وقال تعالى : مثل نوره كمشكاة ..
- ولو كنت أريد التطابق بين الولادة والخلق لقلت : الله يلد الخلق كما تلد الام .. لأن هناك فرق بين الامرين قلت تصدر ولم اقل تولد !!
ثالثا:
قدمتم أدلة عقلية وهي / الأثر و متعقات الأشياء و صدور بعضها عن بعض و الطبيعة المشتركة للأشياء
هذه الأدلة متربطة بالفضاء المخلوق وبمحدداته من زمان و مكان فتفكيرنا هنا مرتبط بهذه المحددات
لكن الأمور المتصلة بالله خالق الكون مغايرة تماما
لم أقل عشر معشار ما تعلمناه في الكلية عن الله تعالى .. بأن له رجل ويد و وجه و و و . .. لكنهم يقولون : يد تختلف عن ايدينا .. ورجل تختلف عن ارجلنا .. فاذا كان هذا سيدفع عني فأنا ايضا سأقول : الله تعالى سبب ومؤثر لا كاسبابنا ولا كمؤثراتنا !!
فالله هو الذي خلق ( هناك فرق بين خلق و صدر عن) هذه المحددات وبالتالي فهو متعال عنها و غير خاضع لقوانينها الحدية بأزليته و فعله ما يشاء .
و الله يكسر قانون الترابط و الصدور بالتوافق الذي اعتمدتم عليه بآية بينة من كتابه العزيز من سورة الروم :
يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون

سيدي الكريم .. الله تعالى ليس خاضعا لقوانيننا .. لكنه لا يكسرها لأنها منه وليست منا .. هذه القوانين ليست منا سيدي الكريم إنما نحن اكتشفناها فقط كما نكتشف الحديد والذهب والفضة ولم نخلقها نحن !!
وأيضا : سيدي الكريم .. من المعروف ان كما أن الاثبات يحتاج الى دليل النفي كذلك يحتاج الى دليل .. فحين أن تنفي وتقول : بان الله يكسر قانون التوافق والترابط هذا النفي منك يحتاج الى دليل لم تأت به أنت !!
تحياتي سيدي الكريم
ودمت بعين الله مشرفنا الكريم ..



السيد حسن العطية

اجابة اقنعتني
دمت بعين الله

حسن العطية
25-02-2010, 10:14 PM
سيدي الكريم أين نضع خصلة الإيثار؟ و مفهوم الشهادة؟ و درجة المحبة ؟؟
قولكم :
حتى الأنبياء والمرسلون والمصلحون لا يقومون بإصلاح مجتمعاتهم إلا خوفا على أنفسهم التي أكملوها وهذبوها من شرور مجتمعاتهم .. وحماية لذواتهم المهذبة من أن تكدرها أوساخ مجتمعاتهم !!
هنا استعملت أداة حصر و أنا حقا أستغرب لهذا التقييد من غير منطق منضبط و لي المعاني لأجل التدليل فقط على فكرة أو إشراقة
ألم يكن الأصلح لهم بمنطقك الانعزال للعبادة و التزهد و الخلوة و هي أعمال يقوم بها العديد من الزهاد و المتصوفة وبالتالي يحافظون على نقائهم و كمالهم ؟؟
قلتم :بل الرب جل في علاه .. لم يخلق الخلق ويوصله الى كماله المنشود إلا تلبية لذاته الكاملة !!
هنا كذلك استعملتم الحصر المجحف بمقام المولى
في طي كلامكم أن الله تلبية لتكملة ذاتيته يخلق
مهما دللتم ففي كلامكم إلحاق النقص لذات الله الكاملة الذي لم يخلق الخلق لتلبية حاجة فكل محتاج ناقص
الذات الكاملة ليست في حاجة لمن يلبي لها كمالها
في العرف البشري -و لا مجال للمقارنة بينه و بين الله خالق الملكوت - يتحدثون عن مقام التقدير الذاتي وضعه ارباهام ماسلو في رأس هرم الحاجيات وفيه يتخلى الانسان عن التشجيع و التقدير من الآخر .
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

سيدي الكريم أين نضع خصلة الإيثار؟ و مفهوم الشهادة؟ و درجة المحبة ؟؟
قولكم :
حتى الأنبياء والمرسلون والمصلحون لا يقومون بإصلاح مجتمعاتهم إلا خوفا على أنفسهم التي أكملوها وهذبوها من شرور مجتمعاتهم .. وحماية لذواتهم المهذبة من أن تكدرها أوساخ مجتمعاتهم !!
هنا استعملت أداة حصر و أنا حقا أستغرب لهذا التقييد من غير منطق منضبط و لي المعاني لأجل التدليل فقط على فكرة أو إشراقة
سيدي الكريم .. من المعروف ان الحصر نسبي ملحوظ فيه أمر معين ..
- فحين يقول تعالى : وما محمد إلا رسول .. فهل النبي حقيقة رسول فقط وليس عبدا ولا نبيا ولا إنسانا ولا ولا ولا ؟؟ كيف وهو تعالى يقول في آية أخرى : إنما أنت منذر !!
ألم يكن الأصلح لهم بمنطقك الانعزال للعبادة و التزهد و الخلوة و هي أعمال يقوم بها العديد من الزهاد و المتصوفة وبالتالي يحافظون على نقائهم و كمالهم ؟؟
لا أوافقك الرأي أبدا .. ما لم نصلح مجتمعاتنا فستفسد ذاوتنا شئنا أم ابينا ..
- أخي الكريم : لم يجاهد الأنبياء أنفسهم من الأصل ؟؟ أليس لأن النفس أمارة بالسوء .. أليس لأن النفس العدو الحقيقي ؟؟ والمجتمع السيء عدو أيضا إلا أنه عدو خارجي إن لم نصلحه فسيؤثر على ذواتنا التي تعبنا في إصلاحها .. ونكون كم يبني بيد ويهدم بالأخرى !!
- وما استشهدت به من فعل الزهاد والمتصوفة عليك لا لك .. فالقصص التي تروى عن الكثير منهم وكيف أنهم ضعفوا عند أول مواجهة حقيقية مع المجتمع دليل على أن إصلاح النفس وحده لا يكفي في دفع الشرور عن الإنسان !!
قلتم :بل الرب جل في علاه .. لم يخلق الخلق ويوصله الى كماله المنشود إلا تلبية لذاته الكاملة !!
هنا كذلك استعملتم الحصر المجحف بمقام المولى
في طي كلامكم أن الله تلبية لتكملة ذاتيته يخلق
مهما دللتم ففي كلامكم إلحاق النقص لذات الله الكاملة الذي لم يخلق الخلق لتلبية حاجة فكل محتاج ناقص
الذات الكاملة ليست في حاجة لمن يلبي لها كمالها
في العرف البشري -و لا مجال للمقارنة بينه و بين الله خالق الملكوت - يتحدثون عن مقام التقدير الذاتي وضعه ارباهام ماسلو في رأس هرم الحاجيات وفيه يتخلى الانسان عن التشجيع و التقدير من الآخر .

لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
أولا أنا قلت تلبية .. أما حاجة فهي منك !!
ثانيا : الناقص هو المحتاج للغير .. أما الله تعالى فليس محتاج للغير فهم كامل جل ربي وتعالى عن النقص !!
ثالثا :الله تعالى يفعل قبل ان يحتاج !! مثلا : أنا حين أكون فقيرا أحتاج الى المال إلا أنني لا انتظر الفقر إلى أن يأتيني .. بل ابادر العمل قبل ان تستقر بي الحاجة الى المال لدفع الفقر ..
دمت بخير أخي الكريم ..

حسن العطية
25-02-2010, 10:23 PM
السيد حسن العطية
اجابة اقنعتني
دمت بعين الله

اهلا بك معلمتي الكبيرة أماني عواد ..

ومشكورة على التعليقتين الكريمتين ..

وأوافقك الرأي تماما في كون اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .. فكلنا إخوان في الله ..بل ارجو ان ينطبق علينا : ما محبة إلا بعد عداوة .. أو : رب ضارة نافعة !!

دمت بعين الله ..

نورم نور الدين
25-02-2010, 10:30 PM
عندما قلت أن الله يخلق الخلق ويوصلة الى كمال المنشود الا تلبية لذاتة الكاملة
نعم هذا صحيح مائة فى المائة
لان ببساطة لما يخلق الله العباد وهو لا يحتاج الى مخلوقات فهو كريم عظيم جبار رحيم
خلاص انتهت المشكلة
فلما اذا يكون فية مخلوقات تعبدة
الاجابة على هذا
عندما تقول على رجل انة كريم
كيف عرفنا أنة كريم
لانة يتعامل مع الناس هنا ظهر كرمة اى استخدم هذة الخصية
ولولا ذلك ما عرف احد انة هكذا
ولله المثل الأعلى
الله عندة هذة الصفات ولكنة يريد ان يستخدمها حتى تكون مطبقة من الناحية النظرية والعملية ويتم تفعيلها
فهنا نعرف ان الله كريم رحيم وهكذا لانة استخدم كل صفاتة على عبادة
ولولا هذا ما عرفنا عن الله شيىء

نورم نور الدين
25-02-2010, 10:31 PM
الله عندة هذة الصفات ولكنة يريد ان يستخدمها حتى تكون مطبقة من الناحية النظرية والعملية ويتم تفعيلها فهنا نعرف ان الله كريم ورحيم وهكذا لانة استخدم كل صفاتة على عبادة ولولا هذا ما عرفنا عن الله شيىء تحياتى متابع

حسن العطية
26-02-2010, 07:03 AM
الله عندة هذة الصفات ولكنة يريد ان يستخدمها حتى تكون مطبقة من الناحية النظرية والعملية ويتم تفعيلها
فهنا نعرف ان الله كريم رحيم وهكذا لانة استخدم كل صفاتة على عبادة
ولولا هذا ما عرفنا عن الله شيىء

أخي المتألق الكريم .. نور الدين ..

فعلا لفتة بديعة جدا أعجبتني ..

وهذا موافق لروح التعليمات الإسلامية التي تدعو بالتخلق بآداب الله العظيم ..

دمت بعين الله أخي الكريم ..

عبدالصمد حسن زيبار
27-02-2010, 07:20 PM
سيدي الكريم
مرحبا بكم و أعتذر عن التأخر
أولا:
ما المقصود بروح الله ؟
يقول الله تعالى عن مريم العضراء في سورة التحريم :
وَمَرْيم ابْنَتَ عِمْرانَ الّتي أحصَنَت فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقت بِكَلِماتِ رَبّها وَكُتُبهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتين
ما المقصود من روحنا أليس جبريل عليه السلام هو روح الله الروح الأمين
و يقول المولى تبارك و تعالى في سورة آل عمران:
مثل عيسى عند الله كمثل آدم

لا تطلق الروح ويقصد منها جبريل عليه السلام دائما .. فهل إذا قلت الإنسان مكون من روح وجسد .. يعني مكون من جبريل وجسد ؟؟!!
وأيضا : أنا اسألك الآن : هل ترى أن الروح الموجودة في آدم عليه السلام وعيسى عليه السلام تختلف عن الروح الموجودة في الناس كلهم ؟؟ أن أنك تنكر أن يكون فينا روح من الأصل ؟؟
ثانيا:
يقول الله تعالى في السورة التي يحفظها الصغير و الكبير :
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا أحد
قلتم :
فمصدر المخلوقات جميعا الله تعالى .. كما يصدر الطفل الرضيع من أمه !!
سيدي أليس من متطلبات التشبيه التوافق بين الطرفين ,فكيف نوافق في قولكم السابق
المسافة كبيرة و ممتدة بين عملية الخلق التي من الله تعالى و عملية الولادة التي تقوم بها الأم
أليس هذا خلطا أم لكم أن تصححوا لي
طبعا الهدف هو الحوار للوصول إلى توافق سيدي الكريم

- سيدي الكريم :
- صدر الشيء عن غيره : نشأ .. فالله تعالى لم يستخدم في المخلوقات فقط صيغة الخلق ..فقال تعالى عن الأرض : قل يحييها الذي أنشأها
- وأيضا : ألسنا نقول هذه أحكام إلهية صادرة عن الله ؟؟
- أما التشبيه فهو للتقريب لا أكثر .. كما فعل الرسول صلى الله عليه وآله حين قال : الله أحن على العبد من الام على رضيعها !! وقال ايضا : سترون ربكم كما ترون البدر !!وقال تعالى : مثل نوره كمشكاة ..
- ولو كنت أريد التطابق بين الولادة والخلق لقلت : الله يلد الخلق كما تلد الام .. لأن هناك فرق بين الامرين قلت تصدر ولم اقل تولد !!
ثالثا:
قدمتم أدلة عقلية وهي / الأثر و متعقات الأشياء و صدور بعضها عن بعض و الطبيعة المشتركة للأشياء
هذه الأدلة متربطة بالفضاء المخلوق وبمحدداته من زمان و مكان فتفكيرنا هنا مرتبط بهذه المحددات
لكن الأمور المتصلة بالله خالق الكون مغايرة تماما
لم أقل عشر معشار ما تعلمناه في الكلية عن الله تعالى .. بأن له رجل ويد و وجه و و و . .. لكنهم يقولون : يد تختلف عن ايدينا .. ورجل تختلف عن ارجلنا .. فاذا كان هذا سيدفع عني فأنا ايضا سأقول : الله تعالى سبب ومؤثر لا كاسبابنا ولا كمؤثراتنا !!
فالله هو الذي خلق ( هناك فرق بين خلق و صدر عن) هذه المحددات وبالتالي فهو متعال عنها و غير خاضع لقوانينها الحدية بأزليته و فعله ما يشاء .
و الله يكسر قانون الترابط و الصدور بالتوافق الذي اعتمدتم عليه بآية بينة من كتابه العزيز من سورة الروم :
يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون

سيدي الكريم .. الله تعالى ليس خاضعا لقوانيننا .. لكنه لا يكسرها لأنها منه وليست منا .. هذه القوانين ليست منا سيدي الكريم إنما نحن اكتشفناها فقط كما نكتشف الحديد والذهب والفضة ولم نخلقها نحن !!
وأيضا : سيدي الكريم .. من المعروف ان كما أن الاثبات يحتاج الى دليل النفي كذلك يحتاج الى دليل .. فحين أن تنفي وتقول : بان الله يكسر قانون التوافق والترابط هذا النفي منك يحتاج الى دليل لم تأت به أنت !!
تحياتي سيدي الكريم
ودمت بعين الله مشرفنا الكريم ..

سلام الله أستاذي الفاضل و المشرف العزيز

- الانسان مكون من جسد وروح و الروح من الله لكن هذا لا يعني أننا والله عز وجل من طبيعة واحدة و الطرف الأخير محل إعتراضي.

- نتفق على الخلاصة :الله تعالى مسبب الأسباب ومؤثر لا كاسبابنا ولا كمؤثراتنا !

- الله تعالى خالق وهو مصدر الخلق و الحياة لا خلاف على ذلك لكني أجدني مختلف مع تشبيهكم ولو بقصد المقاربة لأن صدور الطفل من الأم ولادة و صدور المخلوقات من الله خلق وهناك اختلاف بين الأمرين.

- للأدلة مصدرين النقل الصحيح و العقل الصريح
قدمت الدليل النقلي الآية :
يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون
كما يمكننا الحديث عن المعجزات
فالله تعالى لم يخلق الخلق و يتركهم بل الله موجود و فاعل بصفاته و أقداره و قوانينه

تحياتي سيدي الكريم
عبدالصمد

عبدالصمد حسن زيبار
27-02-2010, 08:02 PM
سيدي الكريم أين نضع خصلة الإيثار؟ و مفهوم الشهادة؟ و درجة المحبة ؟؟
قولكم :
حتى الأنبياء والمرسلون والمصلحون لا يقومون بإصلاح مجتمعاتهم إلا خوفا على أنفسهم التي أكملوها وهذبوها من شرور مجتمعاتهم .. وحماية لذواتهم المهذبة من أن تكدرها أوساخ مجتمعاتهم !!
هنا استعملت أداة حصر و أنا حقا أستغرب لهذا التقييد من غير منطق منضبط و لي المعاني لأجل التدليل فقط على فكرة أو إشراقة
سيدي الكريم .. من المعروف ان الحصر نسبي ملحوظ فيه أمر معين ..
- فحين يقول تعالى : وما محمد إلا رسول .. فهل النبي حقيقة رسول فقط وليس عبدا ولا نبيا ولا إنسانا ولا ولا ولا ؟؟ كيف وهو تعالى يقول في آية أخرى : إنما أنت منذر !!
ألم يكن الأصلح لهم بمنطقك الانعزال للعبادة و التزهد و الخلوة و هي أعمال يقوم بها العديد من الزهاد و المتصوفة وبالتالي يحافظون على نقائهم و كمالهم ؟؟
لا أوافقك الرأي أبدا .. ما لم نصلح مجتمعاتنا فستفسد ذاوتنا شئنا أم ابينا ..
- أخي الكريم : لم يجاهد الأنبياء أنفسهم من الأصل ؟؟ أليس لأن النفس أمارة بالسوء .. أليس لأن النفس العدو الحقيقي ؟؟ والمجتمع السيء عدو أيضا إلا أنه عدو خارجي إن لم نصلحه فسيؤثر على ذواتنا التي تعبنا في إصلاحها .. ونكون كم يبني بيد ويهدم بالأخرى !!
- وما استشهدت به من فعل الزهاد والمتصوفة عليك لا لك .. فالقصص التي تروى عن الكثير منهم وكيف أنهم ضعفوا عند أول مواجهة حقيقية مع المجتمع دليل على أن إصلاح النفس وحده لا يكفي في دفع الشرور عن الإنسان !!
قلتم :بل الرب جل في علاه .. لم يخلق الخلق ويوصله الى كماله المنشود إلا تلبية لذاته الكاملة !!
هنا كذلك استعملتم الحصر المجحف بمقام المولى
في طي كلامكم أن الله تلبية لتكملة ذاتيته يخلق
مهما دللتم ففي كلامكم إلحاق النقص لذات الله الكاملة الذي لم يخلق الخلق لتلبية حاجة فكل محتاج ناقص
الذات الكاملة ليست في حاجة لمن يلبي لها كمالها
في العرف البشري -و لا مجال للمقارنة بينه و بين الله خالق الملكوت - يتحدثون عن مقام التقدير الذاتي وضعه ارباهام ماسلو في رأس هرم الحاجيات وفيه يتخلى الانسان عن التشجيع و التقدير من الآخر .
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
أولا أنا قلت تلبية .. أما حاجة فهي منك !!
ثانيا : الناقص هو المحتاج للغير .. أما الله تعالى فليس محتاج للغير فهم كامل جل ربي وتعالى عن النقص !!
ثالثا :الله تعالى يفعل قبل ان يحتاج !! مثلا : أنا حين أكون فقيرا أحتاج الى المال إلا أنني لا انتظر الفقر إلى أن يأتيني .. بل ابادر العمل قبل ان تستقر بي الحاجة الى المال لدفع الفقر ..
دمت بخير أخي الكريم ..

-الحصر و المعنى يحدده السياق و القرائن
سيدي الكريم لا نتعامل مع أناس متخصصين في اللغة لا بد من التوضيح و البيان اتقاء للشبه و سوء الفهم

- الأنبياء والمرسلون والمصلحون يقومون بإصلاح مجتمعاتهم ليس -فقط- خوفا على أنفسهم التي أكملوها وهذبوها من شرور مجتمعاتهم .. وحماية لذواتهم المهذبة من أن تكدرها أوساخ مجتمعاتهم !! بل قبل ذلك لأنها مهمتهم التي كلفهم الله بها يقول المولى تبارك و تعالى :
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (المائدة : 67 )
هنا مفهوم العصمة و البلاغ
سيدي الكريم لنجعل القرآن الكريم المنطلق في الفهم و الطرح لا الاستشهاد به على ما يشرق به فكرنا
بل هو المرجع لأسس البناء الفكري و التصوري

-قلتم :الله تعالى يفعل قبل ان يحتاج !! و الأصح الله تعالى يفعل و لا يحتاج
- قلتم :الله يخلق تلبية لذاته الكاملة
سؤال : كيف يجتمع مفهوم التلبية و الذات الكاملة ؟ إن لم يكن نقص في الذات الكاملة فما حاجتها لتلبية ذاتها؟

تحياتي سيدي الكريم

حسن العطية
28-02-2010, 06:44 PM
سلام الله أستاذي الفاضل و المشرف العزيز
- الانسان مكون من جسد وروح و الروح من الله لكن هذا لا يعني أننا والله عز وجل من طبيعة واحدة و الطرف الأخير محل إعتراضي.
- نتفق على الخلاصة :الله تعالى مسبب الأسباب ومؤثر لا كاسبابنا ولا كمؤثراتنا !
- الله تعالى خالق وهو مصدر الخلق و الحياة لا خلاف على ذلك لكني أجدني مختلف مع تشبيهكم ولو بقصد المقاربة لأن صدور الطفل من الأم ولادة و صدور المخلوقات من الله خلق وهناك اختلاف بين الأمرين.
- للأدلة مصدرين النقل الصحيح و العقل الصريح
قدمت الدليل النقلي الآية :
يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون
كما يمكننا الحديث عن المعجزات
فالله تعالى لم يخلق الخلق و يتركهم بل الله موجود و فاعل بصفاته و أقداره و قوانينه
تحياتي سيدي الكريم
عبدالصمد

سلام الله أستاذي الفاضل و المشرف العزيز

- الانسان مكون من جسد وروح و الروح من الله لكن هذا لا يعني أننا والله عز وجل من طبيعة واحدة و الطرف الأخير محل إعتراضي.
السيد العزيز والمشرف الكريم .. لا يوجد أحد مثل الله تعالى في شيء من الأشياء هذا مسلم !!
- لكن سيدي الكريم .. أليس الله أكرم من نعرف ؟؟ طيب .. الله تعالى هو نور السماوات والأرض .. ولنفرض بأن نسبة النورية فيه تعالى 100% .. لنفرض بأن الله تعالى وجود صرف بنسبة 100% .. وبما أننا اتفقنا بأن لا بخل في ساحته .. لنفرض بان هناك مخلوق يقدر أن يتحمل من وجود الله تعالى أو من عمله أو نوره بنسبة 100% .. فهل الله تعالى سيبخل على هذا المخلوق ؟؟ طبعا لا .. لكن لا يوجد مخلوق يتحمل أي صفة من صفات الله تعالى بهذه النسبة وإلا لأصبح هو الله !! طيب لنفرض بأن هناك مخلوق يتحمل من علم الله أو وجوده أو كرمه أو أو أو بنسبة 1% فقط .. فهل سيبخل الله تعالى عن منحه هذه النسبة ؟؟ طبعا لا ..فما اقوله هو : أن المخلوقات فيهم من صفات الله تعالى ما يطيقونه .. وهم بالتأكيد لا يطيقون كل صفات الله تعالى !! وحين أكون أنا المخلوق الضعيف حيا بنسبة 1% والله تعالى حي بنسبة 100% فالحياة تجمع الخالق والمخلوق .. لكن مع البون الشاسع بين الحياتين .. أنا موجود بنسبة 1% والله تعالى بنسبة 100% فالوجود يجمع بين الخالق والمخلوق .. لكن مع البون الشاسع بين الوجودين !!
- سيدي الكريم ما ادم لا خالق الا الله تعالى فمن اين أتتنا كل هذه الصفات العظيمة ؟؟!!
- وهذا مشابه لما ورد في الحديث بان إن الله خلق مائة رحمة، فبث بين الخلائق رحمة واحدة فهم يتراحمون بها !! قسم بينهم جزء من العلم .. جزء من الوجود ... وهكذا باقي الصفات !!
- كيف سنخرج من العدم إن لم تلفحنا لفحة ربانية

- نتفق على الخلاصة :الله تعالى مسبب الأسباب ومؤثر لا كاسبابنا ولا كمؤثراتنا !

- الله تعالى خالق وهو مصدر الخلق و الحياة لا خلاف على ذلك لكني أجدني مختلف مع تشبيهكم ولو بقصد المقاربة لأن صدور الطفل من الأم ولادة و صدور المخلوقات من الله خلق وهناك اختلاف بين الأمرين.
- صح أخي الكريم .. ليس خلق الخلق مثل ولادة الطفل من أمه .. لأن الولادة تكون في الماديات والأجسام والله تعالى منزه عن الجسمية .. وأنا لم اقل بالولادة .. لكن كان مرادي أنه كما يتولد الطفل الجسم من الام الجسم .. كذلك يخلق كرمي و وجودي و نوري و و و وكلها مجردات .. من كرم الله ومن وجوده ومن روحه ومن نوره .. لا ماديات هنا وهناك ماديات ..
والتشبيه لا يمكن أن يحيط بالطرفين من كل ناحية .. بل ملحوظ فيه ناحية معين هي المقصودة .. لا كل ما في الطرفين من أمور .. كما ورد أيضا : الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله !!

- للأدلة مصدرين النقل الصحيح و العقل الصريح
قدمت الدليل النقلي الآية :
يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون
كما يمكننا الحديث عن المعجزات
فالله تعالى لم يخلق الخلق و يتركهم بل الله موجود و فاعل بصفاته و أقداره و قوانينه

تحياتي سيدي الكريم
عبدالصمد
ولك مني خالص الود سيدي الكريم ..

حسن العطية
28-02-2010, 06:53 PM
-الحصر و المعنى يحدده السياق و القرائن
سيدي الكريم لا نتعامل مع أناس متخصصين في اللغة لا بد من التوضيح و البيان اتقاء للشبه و سوء الفهم
- الأنبياء والمرسلون والمصلحون يقومون بإصلاح مجتمعاتهم ليس -فقط- خوفا على أنفسهم التي أكملوها وهذبوها من شرور مجتمعاتهم .. وحماية لذواتهم المهذبة من أن تكدرها أوساخ مجتمعاتهم !! بل قبل ذلك لأنها مهمتهم التي كلفهم الله بها يقول المولى تبارك و تعالى :
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (المائدة : 67 )
هنا مفهوم العصمة و البلاغ
سيدي الكريم لنجعل القرآن الكريم المنطلق في الفهم و الطرح لا الاستشهاد به على ما يشرق به فكرنا
بل هو المرجع لأسس البناء الفكري و التصوري
-قلتم :الله تعالى يفعل قبل ان يحتاج !! و الأصح الله تعالى يفعل و لا يحتاج
- قلتم :الله يخلق تلبية لذاته الكاملة
سؤال : كيف يجتمع مفهوم التلبية و الذات الكاملة ؟ إن لم يكن نقص في الذات الكاملة فما حاجتها لتلبية ذاتها؟
تحياتي سيدي الكريم



-الحصر و المعنى يحدده السياق و القرائن
سيدي الكريم لا نتعامل مع أناس متخصصين في اللغة لا بد من التوضيح و البيان اتقاء للشبه و سوء الفهم

- الأنبياء والمرسلون والمصلحون يقومون بإصلاح مجتمعاتهم ليس -فقط- خوفا على أنفسهم التي أكملوها وهذبوها من شرور مجتمعاتهم .. وحماية لذواتهم المهذبة من أن تكدرها أوساخ مجتمعاتهم !! بل قبل ذلك لأنها مهمتهم التي كلفهم الله بها يقول المولى تبارك و تعالى :
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (المائدة : 67 )
هنا مفهوم العصمة و البلاغ

- لكن سيدي الكريم .. يأتي السؤال نفسه هنا ..لم يقوموا بمهمتهم التي كلفهم الله تعالى بها ؟؟ هل هم مجبرون على ذلك ام أن هناك داع نفسي دعاهم إلى ذلك .. أنا ازعم بأن ذلك ترقيا في مسيرة إكمال النفس التي أنجزوا قسما منها بينهم وبين انفسهم !!
سيدي الكريم لنجعل القرآن الكريم المنطلق في الفهم و الطرح لا الاستشهاد به على ما يشرق به فكرنا

- سيدي الكريم .. أنت الآن تحاسبني على فهمك الخاص بالقرآن لا على القرآن نفسه ..
- سيدي الكريم .. أنا أفكر وأعرض أفكاري على القرآن فما رده القرآن رددته وما قبله قبلته !!
بل هو المرجع لأسس البناء الفكري و التصور

-قلتم :الله تعالى يفعل قبل ان يحتاج !! و الأصح الله تعالى يفعل و لا يحتاج
حين يكون الكلام هكذا عن العبارتين فقط تكون عبارتك أصح .. لكن في السياق الماضي فليست كذلك !!
- قلتم :الله يخلق تلبية لذاته الكاملة
سؤال : كيف يجتمع مفهوم التلبية و الذات الكاملة ؟ إن لم يكن نقص في الذات الكاملة فما حاجتها لتلبية ذاتها؟

- أكرر سيدي الكريم بأني لم أذكر النقص بتاتا .. وإنما أنت فهمته .. هذا اولا !!
- ثانيا : سيدي الكريم اتفقنا انت وانا بأن الله تعالى يفعل الخير !! وأن فعله للخير لا ليكمل نقصا فيه حاشاه تعالى !!
- طيب إليس تلبية الخير فعلا للخير ؟؟ ومادامت التلبية بحد ذاتها فعلا للخير فحينما يقوم بها الله تعالى فلا يقوم بها لإكمال نقص فيه .. تماما كما ان فعله للخير ليس لإكمال لنقص فيه !!
- طيب سيدي الكريم لنسلم بما قلته انت بأن الأنبياء والمرسلين إنما يقومون بما يقومون به استجابة لله تعالى الذي هو أكبر منهم وأكبر من الجميع .. والآن ممكن تخبرني لم خلق الله الخلق ورزقهم وأرسل لهم رسلا و و و ؟؟ أم أنه فعل ذلك اعتباطا ؟ أم انه مجبر على فعل الخير ؟؟
تحياتي سيدي الكريم
ولك مني خالص التحية والوداد ..

حسن العطية
28-02-2010, 09:20 PM
خطرة :
{ أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين }
- الإنسان كان روحا شفيفة طاهرة نقية قبل ان تعلق بها شوائب كثيرة في تنزلها !!
- وأول موت لها .. هو علوق تلك الشوائب التي كدرت نقائها وحجبت عنها الأنوار الإلهية !!
- أما الموت الذي ما بعده موت لها .. فكان عند اقترانها بهذا الجسد الذي حجب عنها تلك الانوار إلا من خيط رفيع من نور يكاد ان ينقطع !!
• واول حياة لهذه الروح هو في انعتقاها من هذا الجسد !!
• وحياتها الثانية في تخلصها من تلك الشوائب التي علقت بها في نزولها !!
- وعليه .. يكون للأرواح – محسنها ومسيئها كافرها ومؤمنها – موتتان وحياتان .. والموت مقدم على الحياة – كما في الآية الكريمة -
- والفرق بين المؤمن والكافر ليس في عدد الحياتين بل في الخروج من الحياة الثانية وعدمه !!
- فالكافر لا يبرح تلك الحياة .. تظل روحه مشوبة بالكدرات ما شاء الله له أن يبقى !!
- أما المؤمن فإنه يترقى الى ان يرجع الى مكانه الأولى في حضن النور !!

حسن العطية
04-03-2010, 07:42 PM
خطرة :
هل يمكن أن يخرب العالم ؟؟
***
- هل يمكن أن يخرب العالم ؟؟
- مستحيل !!
- لماذا ؟
- لأن القوة المصلحة له أكبر من القوة الهادمة !!
- هكذا بكل سهولة .. مثل 1+1=2
• تسري في كل ذرة من ذرات العالم روح خيِّرة تصبر على الفساد الى حين – مهما طالت او قصرت – إلا أنها لابد أن تنتفض يوما لتهد كل ما حولها من قلاع الشر والفساد مهما كانت حصينة !!
• تماما كالنبات المتلسق المتطلع دوما للشمس .. لا يمكن لقوة أن تمنعه من العروج إلى هناك مهما مال أو تعرج أو تباطأ !!
- العالم هذا مهما اكتنفه من فساد فمصيره النهائي الى الله .. ولن يصل اليه إلا بعد أن ينفض عن جناحيه كل ما علق بهما من ادران تثقله عن التحليق ..
- يوما ما سيعود محلقا هناك كما كان نقطة في وجود لا نهائي !!

احمد عبد الرحمن
05-03-2010, 05:29 AM
الحب تعلق القلب بالمحبوح والسائل يعلم أن الرسول قلبه معلق بالأمة وأن كان الحب درجات وكل حبيب له درجته فى القلب

حسن العطية
05-03-2010, 05:16 PM
الحب تعلق القلب بالمحبوح والسائل يعلم أن الرسول قلبه معلق بالأمة وأن كان الحب درجات وكل حبيب له درجته فى القلب

لا تصادم بين حب الأمة وحب هذا أو ذاك ..
نورت الصفحة اخي الكريم ..

حسن العطية
04-04-2010, 06:30 PM
((أينما تولوا فثمة وجه الله ))
***
· كتبتُ مرة عن العلاقة الوثيقة بين العقل العملي والعقل النظري .. أي عن العلاقة بين العلم والعمل ..
· وهناك وفـَّقتُ بينهما بطريقة ما ..
· لكن يبدو بأن العلاقة بين العلم والعمل أدق وأشمل وأخطر مما كنت أظن ..
· فأحببت – ومن خلال هذه الآية الكريمة – أن أعود إلى شيء من تلك العلاقة علـَّنا نخرج بشيء جديد فيها ..
· وربما يكون السبب في عودتي لهذه العلاقة بين العلم والعمل هو الآتي :
· في أحد مواضيعي توصلت إلى أن الله تعالى فطر الكائنات قاطبة على الحركة الجوهرية .. وأن الأكبر حركة هو الأكبر طاقة ..
· ثم قلت بأن الحركة العقلية هي أقوى حركة وبالتالي هي أقوى طاقة من أي حركة غيرها ..
· فإذا كان الكلام السابق صحيحا .. نفهم جيدا السبب في اهتمام الإسلام بالعمل وحثه عليه .. لأن العمل مظهر من مظاهر الحركة .. فكأن الإسلام بحثه على العمل يحث على مظهر من مظاهر الحركة .. ونوع من أنواع الطاقة ..
· لكن من ناحية أخرى .. الإسلام يحث على العمل إجمالا .. يحث على مطلق العمل .. وليس على فرد خاص منه ..
· يعني الإسلام يحث على الزراعة والتجارة والصناعة والمهن المختلفة .. فهذه كلها أعمال .. وكلها تؤدي إلى الحركة .. والحركة تؤدي إلى الطاقة .. فبالتالي الإسلام يحث على امتلاك الطاقة .. والازدياد منها قدر الإمكان ..
· والسؤال الآن - والذي كان السبب في عودتي لموضوع - هو :
· قلنا في المقدمة التي تحدثت عنها عن موضوعي السابق الذي وفـَّقتُ فيه بين العقل العملي والعقل النظري بأني وفقت بينهما وذلك بأن قلت : لا يوجد عندنا في الحقيقة إلا عقل واحد فقط وهو العقل العملي .. أما العقل النظري فهو الفرد الأبرز من العقل العملي .. فالعلم هو أبرز وأكمل فرد من أفراد الأعمال ..
· بالنتيجة تكون بأن العلم أشرف الأعمال وهذا بالفعل ما يقول به الإسلام ..
· فإذا كان هذا صحيحا فلم لم يحث الإسلام فقط وفقط على العلم ؟؟ بل نراه وكما قلنا قبل قليل حث على الأعمال الصالحة كلها ؟؟
· هذه هي النقطة الجوهرية التي أسعى إلى محاولة كشف النقاب عنها ..
· ومن هنا في الحقيقة يبدأ موضوعي !!
· السبب في أن الإسلام حث على الأعمال الصالحة كلها .. ولم يقتصر على الحث على العلم فقط .. وإن كان العلم هو أشرف الأعمال .. ومنه تتولد اكبر حركة وأكبر طاقة .. السبب هو أن الله تعالى خلق المخلوقات كلها متفاوتة ..
· هذه سنة الله تعالى التي لا تتبدل ولا تتغير ..
· فكل المخلوقات متفاوتة فيما بينها ..
· فليس كل إنسان عنده المؤهلات لامتلاك طاقة العلم الهائلة .. من ناحية ..
· ومن ناحية ..أخرى .. الخير كل الخير في الحركة .. والفرد المفضول من حقه امتلاك ولو شيئا من الطاقة .. والطاقة إنما تنتج من الحركة مهما كانت صغيرة .. لهذا ولكي يمكـِّن الله تعالى الجميع من الطاقة وأن يأخذ كل مخلوق على قدر طاقته من الطاقة حث على مطلق الأعمال الصالحة .. هذه الأعمال ستكفل لكل إنسان أن يتزود بالطاقة التي يحتاجها .. والتي تكفل له القيام بالأعمال التي يحتاجها ..
· والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه هنا ..
· بما أن المخلوقات كافة فطرت متفاوتة .. فهل هذا التفاوت بينها يحول بينها وبين بلوغ كمالها المنشود ؟؟
· يعني .. الطاقة الناتجة من التجارة أقل من الطاقة الناتجة من طلب العلم .. فهل يعني هذا بأن التاجر لا يمكنه أن يبلغ كماله المنشود عن طريق التجارة لأن طاقة التجارة أقل من طاقة العلم ؟؟
· الجواب : هنا عظمة الإسلام .. وحكمته في الحث على كل الأعمال الصالحة المختلفة ..
· الإسلام إنما كرَّم العمل .. وحث على كل الأعمال التي نعرفها والتي لا نعرفها ما دامت صالحة حث عليها لأنها كلها يمكن أن تقود صاحبها إلى كماله المنشود ..
· فالمزارع يمكن بالزراعة أن يصل إلى كماله المنشود ..
· والتاجر يمكنه أن يصل إلى كماله المنشود عن طريق التجارة ..
· والصانع يمكنه أن يصل إلى كماله المنشود عن طريق الصناعة ..
· والعالم – بطريق أولى – يمكنه أن يصل إلى كماله عن طريق العلم ..
· فإذا تخيلتم في أذهانكم بأن الأعمال الكثيرة المختلفة طرقا كثيرة ومختلفة في الظاهر وأن كل منها يقود إلى ناحية .. إلا أن هذه الطرق تعود وتلتقي في نقطة واحدة وهي نقطة الكمال المنشود لكل سالك لطريق ..
فحين يقول الله تعالى : ((أينما تولوا فثمة وجه الله ))
· فهو يعني – جل وعلى - : يمكن لأي عمل تقوم به أن يقودك إلى الله تعالى !!
· والنقطة الجوهرية الأخرى في الموضوع .. والتي هي عبارة عن اعتراض يأخذ شكل سؤال :
· إذا كان كل عمل يمكن أن يقود إلى الله تعالى .. فما بال الكثير من المزارعين والتجار والصناع والمهنيين بل والعلماء بعيدين عن الله تعالى ؟؟
· الجواب الذي به سنختم هذه السطور :
· إنما يقود كل عمل إلى الله تعالى إذا عمل كما ينبغي له أن يعمل !!
· أما في حال عمل بدون انتباه إليه .. عمل بشرود وغفلة .. فإنه يمكن أن ينقطع هذا الطريق بصاحبه .. بل يوصله عمله بالمقدار الذي ينتبه فيه لعمله .. تماما كما يقال في الصلاة : ليس لك منها إلا ما أقبلت فيه .. كذلك الأعمال ليس توصلك في مسيرتك التكاملية إلا بمقدار ما عملته بانتباه !!
· وإذا سألت : عرفنا كيفية الإقبال في الصلاة .. فما المقصود من الإقبال في العمل ؟؟ هل المقصود هو أن ينتبه الصائغ للخاتم الذي يعمل على صياغته ؟؟ وأن ينتبه الفلاح إلى الأرض التي يقوم بزراعتها ؟؟ والتاجر أن ينتبه لبضاعته؟؟
· هل هذا هو المقصود من الانتباه في الأعمال ؟؟
· الجواب : هذا هو الجزء الأقل أهمية من المقصود من الانتباه في العمل ..
· ففي العمل جزء من الانتباه أكبر أهمية من ذلك الجزء ..
· هذا الجزء الأكبر أهمية لأنه الأكبر انتباها ..
· هو أن تحاول التوصل عن طريق عملك إلى إثبات وجود وتوحيد وعظمة وحكمة الله تعالى ..
· حين يستطيع الفلاح عن طريق الفلاحة من فعل ذلك يقال بأنه انتبه إلى عمله ..
· حين يستطيع التاجر إلى فعل ذلك يقال بأنه انتبه إلى عمله ..
· حين يستطيع الصانع إلى فعل ذلك يقال بأنه انتبه إلى عمله ..
· وحينها نفهم تماما كيف أن كل الأعمال يمكن أن توصل إلى الله تعالى .. ونفهم جيدا معنى الآية الكريمة ((أينما تولوا فثمة وجه الله )) ..
· آخر فقرة من فقرات الموضوع : كيف لكل هؤلاء أن يتمكنوا عن طريق أعمالهم من الوصول والانتباه إلى الله تعالى ؟؟
· الجواب : عن طريق التأمل المستمر في الأعمال التي يقومون بها ..
· يعني .. الفلاح حين يسأل نفسه في كل مرة يقوم فيها بالفلاحة وبعدها وقبلها .. لم أنا أفلح الأرض ؟ ما فائدتي من ذلك ؟ ما فائدة المجتمع من ذلك ؟ أنا فعلا ما دوري في إنبات النباتات ؟ هل أنا من يخلقها ؟ أم أنا فقط من يهيئ لها الأجواء ؟ ما دور التربة والماء في الزرع ؟ من الذي وهب الماء ؟ من الذي عرَّف البشرية بالزراعة أصلا ؟ و و و .. إلى غيرها من كم الأسئلة الهائلة التي يمكن أن يظل الفلاح يسألها ويحاول الإجابة عليها .. تلك الأسئلة التي يمكن أن ينتهي عمر الفلاح وهي لم تنتهِ ..
· بل حين يموت وهو على مثل هذه الحالة يموت شهيدا ..
· ويمكن أن يكون هذا هو السر في الحديث الذي يقول : كل مؤمن يموت فهو شهيد ..
· حين يفعل ذلك الفلاح سيقوده عمله حتما إلى الله تعالى .. وحينها يكون يسعى من خلال فلاحته إلى كماله المنشود ..
· وكذا الأمر مع الصانع والطبيب والتاجر ..
· وأنا الآن أتراجع عن امر قلته سابقا ..
· حين حددت الأعمال بالصالحة ..
· فقلت يمكن لكل عمل صالح أن يقود لله تعالى ..
· لأنه تبين لي وأنا اكتب هذه السطور بأن كل عمل مطلقا يمكن أن يقود لله تعالى ..
· حتى اللعبة .. لعبة الأطفال حين يتأملها الطفل .. ويغمرها بالأسئلة التي لا تكاد تنتهي .. ويحاول فرض الإجابات عليها .. يمكن أن تقوده لعبته إلى الله تعالى ..
· إذن يمكن لكل عمل وكل حركة أن تكون طريقا لله تعالى .. تكون كذلك بالتأمل والانتباه ..
· إذن عمل بلا تأمل لا نفع فيه .. و حركة لا تأمل لا خير فيها .. كما أن صلاة بلا إقبال لا نفع فيها ..
· وإذا عرفنا بأن الإقبال إنما هو اسم آخر من أسماء التأمل ..
· يمكن أن نخرج بهذه النتيجة :
كل عمل وكل حركة وكل سكون وكل قول وكل صمت بلا تأمل هباء لا نفع فيه ..
· وكلها يمكن أن تقود لله تعالى مع التأمل !!
((أينما تولوا فثمة وجه الله ))
· والله تعالى اعلم بالصواب .. والحمد لله أولا وأخيرا .. وصلى الله على حبيبه المصطفى وآله

حسن العطية
08-04-2010, 07:11 PM
الاختيار أساس الانتماء لا الادعاء
***- من هو العربي ؟
- فالعربي يمكن أن يضم تحته أمورا كثيرة ..
- فهل تقصد عربي الأخلاق ؟ أم عربي اللغة ؟ أم الملامح ؟ أم عربي البيئة الجغرافية ؟ أم أم أم ؟؟؟
- نأتي أولا على : من هو العربي في لغته ؟
- العربي في لغته هو من اختار العربية في الحديث على غيرها .. مهما كان عرقه .. إيراني تركي هندي إنجليزي .. مادام يتكلم العربية فهو عربي اللغة ..
- طيب .. أنا عربي اللغة .. وهذا الإيراني أو الهندي أو الأوربي يتكلم العربية .. فهل نحن متساويان في هذه العربية ؟
- لا .. أكثركم علما باللغة العربية أكثركم عربي لغة .. فإذا كان هذا الإيراني أو التركي أو الهندي أشطر منك و أعرف منك بالعربية مثل سيبويه فهو أكثر منك عروبة لغة ..
- وكذا الأمر في بقية الأمور .. فالعربي الملامح هو من يشابه العرب في ملامحهم حتى وإن كانت لغته فلبينية ..
- والعربي في أخلاقه من يتخلق بالأخلاق العربية حتى وإن كانت ملامحه صينية ..
- وكذا الكلام في غير العربية والعرب ..
•إذن - سيداتي سادتي – الانتماء إلى أمر ما , يتم عن طريق اختياره وتفضيله على غيره من الأمور الأخرى ..
•بعبارة أخرى قل : المنتمي إلى أمر ما , هو الأنفع لذلك الأمر من غيره .. فكلما كان المنتمي أنفع إلى ما انتمى إليه فهو أكثر انتماء من غيره ..
•وأكثرية الانتماء هذه تختلف حسب الأمر المنتمى إليه ..
•فالانتماء للغة يعني الأنفع للغة من غيره من المنتمين إليها ..
•والانتماء للأخلاق يعني الأكثر التزاما بها من غيره ..
•والانتماء إلى المكان يعني الأطول قطونا به من غيره ..
•وهكذا بقية الأمور ..
•طيب والآن جاء دور الشواهد على هذا الأمر ..
•الشواهد كثيرة عدد الرمل والحصى ..ومنها :
•حينما يقول الرسول صلى الله عليه وآله : سلمان منا أهل البيت .. فماذا يعني هذا ؟
•يعني أن أخلاق سلمان مشابهة لأخلاق أهل البيت سلام الله عليهم .. والعبرة في الانتماء إلى هذا البيت الطاهر هو الأخلاق والتقوى .. وقد حقق سلمان رضي الله عنه هذا الأمر فاستحق إن يكون منهم وإن كان فارسي العرق ..
•الشاهد الثاني : حينما يقول الله تعالى في كتابه الكريم لنبيه نوح عليه السلام بشأن ولده المتكون من نطفته : ( إنه ليس من أهلك ) .. فماذا يعني هذا ؟
•يعني أن البنوَّة الحقيقية غير متوفرة في ابن نوح هذا .. وإن توفرت فيه البنوة الصلبية الصورية ..
•الشاهد الثالث : الكلمات التي اختارها القرآن الكرم من لغات أخرى كأسماء الأنبياء والملائكة عليهم السلام : إبراهيم – موسى – عيسى – جبريل – ميكال ...إلخ هذه الألفاظ عربية لأن اللغة العربية اختارتها وانتخبتها من اللغات الأخرى وأخضعتها لموازين لغتها فصارت عربية .. وإلا لو قلنا بأنها غير عربية لتصادم - من بعض الوجوه - مع قوله تعالى : ( بلسان عربي مبين )
•الشاهد الرابع : قوله تعالى في القرآن الكريم بما معناه بشأن إبراهيم على نبينا وآله وعليه وآله السلام : إن أولى الناس بإبراهيم من اتبعوه وهذا النبي الأمي ..
•وقول الرسول صلى الله عليه وآله فيما نقل عنه بما معناه بشأن نبي الله موسى عليه السلام : نحن أولى بموسى من اليهود ..
•الشاهد إلي بعده : بالله عليكم أشخاص مثل : سيبويه وجار الله الزمخشري وابن المقفع والسيد الطباطبائي والأفغاني والتركي والجنوب أفريقي و و و من ألوف العلماء الذين قامت اللغة العربية على أكتافهم .. أمثال هؤلاء ليسوا عربيي اللغة .. ونحن أنا وأنت الذي كسرنا العربية و أضعناها نحن هم العرب ؟؟ هل هذا من الإنصاف ؟؟
•أنا مثلا : من أعدّه ولدي : من يسير على طريقتي ويتمثل مبادئي .. حتى وإن لم يخرج من صلبي .. لأن البنوة الحقيقية هي تمثل المبادئ لا مجرد تكونه من نطفة لا راحت ولا جات ..
•ولِمَ إذن قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله : العلماء ورثة الأنبياء .. أي أن الوراثة المعتنى بها وراثة العلم أكثر من وراثة المال .. ومن ورث هذا العلم هم العلماء لا الأبناء الصلبيون .. إلا إذا اجتمعت فيهم البنوة الصلبية والعلم فيكونون قد حازوا الحسنيين كأهل البيت سلام الله عليهم مع جدهم المصطفى صلى الله عليه وآله ..
•من العلماء حقيقة ؟؟ أصحاب الكروش والفلل والسيارات آخر موديل ؟؟ من تجدهم فوق كل منبر ؟! وتحت كل راية ؟! وعند كل صاحب دنيا ؟! أم العلماء العاملون بصمت لا يخشون في الله لومة لائم ..
•شواهد و أدلة لا يأتي عليها الحصر .. يطمئن بها الفؤاد على أن الاختيار هو أساس الانتماء لا مجرد الادعاء ..
•أما حين يكون الانتماء بالادعاء فسيخرب المنتمى إليه .. كما نشاهده بأمّ أعيننا في أغلب ما حولنا .. فتبصروا فيما حولكم لتروى المدعين أصحاب المناصب هل يستحقون مناصبهم العلمية – وغيرها - لأن مناصبهم اختارتهم على غيرهم أم لأنهم نزوى عليها بادعاءاتهم ؟؟!!
•والحمد لله رب العالمين في الآخرة والأولى .. وصلى الله على حبيبه المصطفى وآله ..

ناديه محمد الجابي
17-06-2021, 09:47 PM
خطرات
***
- حين اجترُّ مخزوني المعرفي .. تخطر بذهني بعض الخطرات .. أحببت أن أسجلها قبل ان يأتي عليها النسيان ..
- وهي مجرد خطرات لا املك دليلا عليها غير فطرتي ..
خطرة :
- قيل إن الرسول صلى الله عليه وآله سئل : من أحب النساء إليك ؟ فقيل : عائشة .. فقيل : ومن الرجال : قال أبوها !!
- وأنا لا يعنيني إن كانت عائشة أم فاطمة .. أبا بكر ام عليا .. بل ما يعنيني هو أفعل التفضيل ((أحب)) ..
- فالسائل حين استخدم ((أحب)) كأنه قدر أن الرسول فعلا يحب اكثر من امرأة .. وأكثر من رجل .. لكنه سأل عن احب النساء الى قلبه .. وأحب الرجال إلى قلبه !!
- فإذا كان فهمي صحيحا فهو يدل على تعدد الحب .. وفيه رد على من يدعي بإن الرجل لا يحب أكثر من واحدة .. والمرأة لا تحب اكثر من واحد !!
- وهذا ما أراه فعلا .. فأنا أرى بأن الرجل لا تحصر حبيباته .. والمرأة لا يحصر أحباؤها .. ولا يختص هذا برجل أو امرأة .. بل يشترك في هذا التعدد كل النساء وكل الرجال .. وبالتالي يكون التعدد هو الأصل !!
- وربما يصبح الأمر أكثر وضوحا وقبولا إذا أشرنا الى امر هو حجر الزاوية في هذه الخاطرة .. وهو :
- حين نقول بتعدد الحب .. فإننا أيضا نقول بتفاوته من حبيب إلى آخر .. ومستحيل إن يكون حبان بنفس الدرجة .. وحين يسأل رجل عن حبيبته أو امرأة عن حبيبها .. فالمقصود تحديد الأحب من بين النساء والأحب من بين الرجال .. وهذا هو مراد من يدعي بان الحب لا يتعدد .. مقصوده أن الحب الواصل إلى كماله وقمته لا يكون لأكثر من اثنين أو اثنتين .. وهوا أمر صحيح !!



«القلب يحبّ مرّة ما يحبّش مرّتين»، أغنية لطالما سمعناها ورددناها ولكن مع مرور الزمن أكتشفنا
أن القلب يعشق مرارا ـ وقد يعشق شخصين أو أكثر في آن واحد وبالدرجة نفسها ـ فيشعر بأنه لن يتمكن
من اختيار أحدهماـ فيدخل في صراع مع نفسه عله يستطيع أختيار أحدهما.
:002::002:

ناديه محمد الجابي
17-06-2021, 10:02 PM
خطرة :
سر السجود :
***
- طالما تساءلت بيني وبيني : لم هذا الاصرار العجيب من الله تعالى لخضوع عباده له وتذللهم عنده ؟؟!!
- من ناحية يأمرنا ربنا المتعال أن لا نخضع للعبيد أمثالنا .. ولا نسلم لهم قيادنا .. وأن نكون عزيزي انفس .. لا نخضع لشتى الاصنام من بشر أو حجر أو شهوة ..
- ومن ناحية ثانية : يامرنا بالسجود له وتعفير الجباه لعظمته !!
- فما فائدة أن اكون عزيزا عزيزا عزيزا .. وفي آخر المطاف يتحول ذاك العزيز الى عبد ذليل ؟؟!!
• وكنت سألت أستاذة لي لم أسألها قط إلا والقمتني حجرا .. سألتها في هذا الأمر .. وأجابتني جوابا رائعا إلا أنه لم يبرد غلتي ولم يبدد حيرتي ..
• وكان مما قالته : أن الله تعالى وضع السجود للعباد ليقطع من أنفسهم التكبر الذي ربما اصيبوا به لولا السجود ..
• وكما ترون هذا الجواب يذكر فائدة سلبية من فوائد السجود ..
• وفي اعتقادي أن الشؤون الإلهية أولا وبالذات جاءت لأمور إيجابية لا سلبية !!
• وهكذا بقيت أتساءل عن هذا الأمر بيني وبيني .. إلى أن وقعت على امر روى بعض غلتي .. وبدد بعض حيرتي ..
• وهو : الله تعالى أكبر طاقة في الكون .. هذه الطاقة أصدرت كل المخلوقات .. فمصدر المخلوقات جميعا الله تعالى .. كما يصدر الطفل الرضيع من أمه !!
• هذا أمر .. والأمر الآخر .. لابد ان يكون بين الطاقة وآثارها رابط ما .. سنخية ما .. طبيعة ما
• بين كل عمل ونتاجه طبيعة ما مشتركة .. بين كل أثر ومؤثره طبيعة مشتركة ..
• بين الشمس ونورها وحرارتها طبيعة مشتركة .. الحركة والطاقة التي تصدر منها طبيعة مشتركة .. بين الأم وجنينها طبيعة مشتركة .. بين الأرض وما يخرج منها من نباتات طبيعة مشتركة .. بين السحاب والمطر طبيعة مشتركة .. بين التفاحة وشجرتها طبيعة مشتركة ..
• لابد من وجود جامع ما بين هذه الأشياء وما يتعلق بها وإلا لما صدرت عنها وتولدت منها .. لهذا نحن نربط بين الأشياء التي يجمعها طبيعة واحدة ..
• هذا أمر ثاني .. والأمر الثالث هو : صلاح الاثر أن يكون اقرب ما يكون من مؤثره .. كلما اقترب منه كان أكثر صلاحا واستقامة .. وكلما ابتعدت الطاقة عن مصدرها لكما ابتعدت عن صلاحها واستقامتها ..
- فلاننا جميعا من الله تعالى فصلاحنا يكون بالقرب منه أكثر .. كلما كنا منه اقرب كلما كنا أصلح وأكثر استقامة وأقوى وأجمل و و و ... لان الله تعالى مصدر كل هذه الكمالات .. فلابد لنحوزها من القرب من مصدرها ..
• فالله تعالى حين يقول : اقرب ما يكون العبد لله وهو ساجد .. لا يامر بالسجود كي لا نتكبر مثلا .. بل لكي نكون أكثر قربا منه .. وحين نكون اكثر قربا نحوز الكمالات التي تنبع منه ..
• أمرنا بالسجود له والتذل لان المخلوق لا يصلحه إلا ذاك .. لا ان صلاح المخلوق يمكن أن يكون بالقرب وبالبعد الا انه اختار لنا القرب اعتباطا أو ليفرق بين الخالق والمخلوق أو كي لا نتكبر أو أو أو .. ليس الأمر كذلك .. بل امرنا بالسجود والتذلل لانه لا صلاح للمخلوق إلا بقربه للخالق .. لا صلاح للبذرة إلا بدسها في التربة .. لا صلاح للتفاحة إلا وهي متدلية على الشجرة .. لا صلاح للرضع إلا وهو ملتق نهد أمه ..
• أما حين نغير طبيعتنا .. ونقترب من أمور لم نصدر منها .. وليس بيننا وبينها طبيعة مشتركة ما فإننا نفسد طبيعتنا رويدا رويدا .. مثل الجنين .. صلاحه أن ينشأ على حليب الأم الذي ولدته .. وحين ينشأ على حليب امراة اخرى فإنه يبتعد بذلك عن طبيعته وعن صلاحه ..
• الأمر بالسجود ذو فوائد ايجابيه نحصدها كي تنمينا أصحاء طبيعيين متصالحين مع فطرتنا !!


أقرب ما يكون العبد لله وهو ساجد .. لا يأمر بالسجود كي لا نتكبر مثلا .. بل لكي نكون أكثر قربا منه .. وحين نكون أكثر قربا نحوز الكمالات التي تنبع منه ..
حرف حمل المعاني عميقة بإبداع وقدرة على التعبير وقلب نقي فوصل واوصل
تحياتي وتقديري.
:002::002: