راضي الضميري
07-02-2010, 03:37 PM
أعلم أنّه يطيب لك أنْ تتكلم كثيرًا فيما بينك وبين نفسك في صمت قد يخيّل إليك أنّه قد يكون حلًا لمعضلة البوح ؛ عنك وعنها في لحظات الرجاء الأليمة لكي لا يسمعك أحد، غير أنّك لن تستطيع الصمود طويلًا، ولن ينال اكتشافك براءة اختراع من الحزن المنبعث من فوهات الضجيج المتشبثة بأعماق الضلوع، لن ينال صمتك جواز سفر وتأشيرة مرور صالحة للعبور إلى بوابة السكون كي تنام ملء الجفن ولو لمرّة واحدة، قد جربت ؛ فاكتشفت بنفسك كيف تقودك الكلمة الثائرة عليك لكي تعاود عزف لحن الرجوع إلى تلك البدايات التي جعلتك تطلق أوّل حرف من رصاص كي تركّب مفردة واحدة : أحبّك ؛ والرصاص لا يعود ...
ليتك تأخذ مني يا صاحب القلب المضيء بعض نصيحة نسجت خيوطها الأيام من تراب الأسى المتقوقع فيّ وفيك بفعل انفجار النّار المستعرّة في حصى الانتظار ؟ قد سمعت الجواب فيما مضى من أيامك، فهلمّ إليّ لنذهب إلى هذا الألم ونقول له أنّنا لم نسأم بعد من طول الانتظار والجلوس على قارعة الطريق ؛ لعلّه يقنع باستحالة هزيمتك حين يرى علامات الرضا بادية على محياك، فتصنّع الابتسامة مخافة الشماتة وجامل الوقت رغم كل شيء . يا وجع : هيّا معًا لنعيد ترتيب هذه الفوضى من جديد كي أستطيع تحمّل تداعيات ظلم المسافات فيما مضى من رحلتي، وادع لي بصبر يمدّني بجذوة تضيء عتمة هذا الليل الطويل فيك، كي لا نفترق ويعزّ عليك فراقي، فقد تكسّر الشراع ؛ وها هو المركب يترنح ومن تحته يقبع كلّ الظلام، وما زلت صامدا، أيدهشك أنّي ما زلت أسير حاملًا مرارة أخفت ألمها وحزنها عن الجميع ؟! أوتدري لمَ تحمّلتك كلّ هذا الوقت؟ لأنّي قد أصل... ربما، آهٍ لو تعلم كم تمنّيت لو أنّي أصل كي أقول لها فقط ؛ كم أحبّك !
تودّ أحيانًا لو ترفع صوتك حين ينام الجميع عنك ؛ أعلم ذلك، لكن لا ترفع شكواك إلا لواحد أحد، أما آن لك أنْ تستيقظ من حبائل الأوهام ؟ متخمة طرقك بالفراغ، ولن تعيرك كائنات زمانك أيّ انتباه بعد أنْ أفرغت ما في جعبتك من حزن لم يعدْ يطيقه الألم على طاولة مستديرة لم يكن لك فيها أي مكان، و بعد أن تبرأ منك الهوى ونبذك بتهمة التواطؤ والسكوت على تطاول صعاليك زمان سرقوا من الأماكن بهجتها، واشتدّت حبائل مكرهم على الأحرار في كل مكان. يا هواي المعتق بثرى تعمّد برائحة الأحبة واللهِ ما تعوّدت النكوص إلى الوراء، وكنت كما كنت حارسًا ومؤمنًا بحقيقة الانتماء لهذا الحلم الكبير، فلي فيه كلّ دنياي لو تعلم يا صبر، لي فيه هي ؛ أرض ووطن وسماء تغرّد فيها النوارس مع حفيف الشجر لتطرد ظلام هذا الليل الغريب عن أفقي، وكي تخرس أبواق النعيق والنعيب العقيم، كي أستطيع الكلام عنّي وعنها بحريّتي، غير أنّ ذنبي قلّة حيلتي... فلمَ تحاصرني ؟ ليبشرني اليأس بهزيمة مبرّرة ليس فيها إلا بعض موتي المؤجّل ! هل ضبطت إيقاعك على نبضات صدر ينعى قلب بات يحتاج إلى بدل تالف في غياب السّحاب؟ سأخبرك بشيء علّني أريحك من هذا العناء لتعلم أنّي لن أتوب أبدا، شيءٌ يحتضن رغبتي و يثيرني كثيرا ولطالما داعب نفسي في لجّة هذا الظلام ؛ أفي العمر متّسع لأحبّها أكثر ؟
ههنا يطيب ليَ المقام لأعدد مزايا الصمت في كتاب زمن لم يعدْ لي فيه سوى بقايا أمنيات وذكريات محترقة، وبعض دمامل من قهر ما زالت تتفجّر بفعل الاختناق والضغط الناجم عن صفعات الرياح لقلبي بإبر السموم - هكذا يرسم لي شبح المستحيل صور النهايات أحيانًا- غير أنّي أسير غير عابئ بعبوات يصنعها وقت مفخّخ بالاحتضار، في أوّل صفحاته كتبت أنْ عليّ أنْ أغضّ الطرف عن وصف هواجس حرف اسمه حاءٍ تمسّك بباءٍ يسفك دمي النازف في انتظار الرحيل الأخير؛ يراقبني في سجلات الحضور والغياب صباح مساء في ذاكرتي، ويدفعني دفعا إلى الهذيان بشكل محموم، فعندما يكون الحمل كبيرا تكتب كثيرا، وتحاسبك الحروف، وتنهش قواك معاتبة كأنّها لا تدري، وتظنّ بأنّك لا تبالي بكل هذا الاحتراق. وفي آخر صفحاته كتبتُ بأنّ عليّ أنْ لا أنتظر الصدف لتترفق بي وتخلصني من هول أعاصير مكتملة الملامح ما زالت تعصف بي، فمن هو مثلي وبحجم حلمي لا يحتاج إلى الصدف بقدر ما يحتاج إلى القوّة والعزيمة من رحمن رحيم ؛ ثمّ إلى رفيق، وكم عانيت وعتبت على الهواء وعلى الدنيا بأسرها من غدر وغياب الصديق، وكم كنتُ أتمنّى كلّما استرقت النظر لأراجع مفكّرة الأيام لو أنّي أقول لأحدهم يومًا ما " كنت واثقًا أنّك ستأتي" !! غير أنّه لم يأتِ أحد.. ولم أستطيع الصمود أيضًا لأصمت فلا أخبر أحدا.هكذا تفشل الاختراعات عندما يكون النحس رفيقًا مدلّلا ؛ وشاهد زور على غدر الأيام.
يا صبر ؛ كم أنت عجيب ! ألم يدلّك عليّ دخان شوقي إليك ؟ انتظرتك طويلا كي تنتشلني من بين براثن وحدتي، لتعيد بعض النبض إلى أمل تجرأ مع سبق الإصرار على التشبّث بمعول لا يهدأ ولا ينام ؛ يصارع الأهوال في بحر تلاطم موجه في جنون ليغرق الذكريات في قعر النسيان، يصفعني مدّه وينثرني جزره قطعًا تتوق إلى التماسك ؛ كي لا تضيع ملامح الأحبة من ذاكرتي في غمرة اختلاط الدم مع كل هذا الضباب المحدق بي، وكي أستطيع النطق بثقة مردّدًا جملتي الأثيرة.. كم أحبّك !
يا صبر لا تقل لي : ما تبقى من زمان ليس لك فيه موطئ قدم غير نعيق يكبّل نبوءة رؤاك، لا تقل لي مشروعة أحزانك جرّاء عدم مبالاة الفراغ من صدى لهيب شهيقك وزفيرك في عاصفة الصحراء المحيطة بك، فالحزن سمّ يتغذى على ربيع الحياة، مصل يفتك بأوردة الإرادة. لا تقل منبوذ أنت بتهمة الضياع بعد أنْ بللت الدموع خارطة الطريق إليك وإليها ؛ فمحت تضاريس المكان، وتقطّعت أرجلك من بُعد المسافات، فهي المكان والزمان فيّّّّّّ ؛ حيث كلّي يوشوش في حياء يخترق فضاء الصمت.. من أجلك صبرت كي أراك، وأدركك قبل فوات الأوان لأقول لك : كم أشتاقك !
نهبت نجواي أسفلت الطريق، وتعثرت خطواتي من صدى الفراغ وأنا راكض من خلفك ؛ أبحث عنك لتدلّني عليّ، علّني أظفر بشعلة أمل برسم الانتظار تصلح للصمود ؛ ولا شيء يدلّني عليك، كل الطرق سقيمة، غير أنّي ما زلت من خلفك، سألتك بربك: هل يموت الرجال عندما يفقدون الزاد ويقتات الصبر من لحم أكتافهم ؛ من جرح عميق حالم بلقاء حبيب ؟ لن تموت إلّا حين تموت فيك شعلة الأمل، ووهج التمنّي، وروح الانتظار ؛ ولو من خُرم إبرة.
هكذا يقول لي طالعي المختبئ في مكان ما وأنا مرهق من كل شيء، أرمّم الشظايا المتناثرة في داخلي ؛ ولا ماء يساعد على ردم الحطام لسدّ ثغرات التشقّق فيّ، وجبر التمزّق في العظام ؛ بعد أن عصر الجفاف أهدابي، ونام مطمئنا في قلب خاصرة الوجع تماما. غير أنّ لذّة اللقاء بعد طول غياب تبقى مرهما حنونا يداوي الجراحات ، فقد يكون الفرج قريبا وأنت لا تدري، كم أودّ الوصول سريعًا لأقول لها : كم افتقدتك !
غير أنّك لا بدّ وأنْ تسير، لا مرغمًا ؛ لا بطلا، بل يجب أنْ تسير في طريقك الذي رسمته في بداياتك، فعندما تكون واثقًا من مشروعية خطواتك ؛ فلا عودة ، يجب عليك أنْ تمشي ولو إلى حتفك، فالموت حقّ، وشرف للرجال أنْ يموتوا في ساحات الوغى من دون جبن أو كسل، فكن شجرًا مشبعا بالخصوبة، مدجّجًا بالعشب الأخضر المنغرس على شرفات بيتها في أعماق حلمك حتّى وإنْ لم تصلْ ، وكم أتمنّى لو أصل لأقول لها فقط ؛ هل تعلمين كم أحبّك..؟
ليتك تأخذ مني يا صاحب القلب المضيء بعض نصيحة نسجت خيوطها الأيام من تراب الأسى المتقوقع فيّ وفيك بفعل انفجار النّار المستعرّة في حصى الانتظار ؟ قد سمعت الجواب فيما مضى من أيامك، فهلمّ إليّ لنذهب إلى هذا الألم ونقول له أنّنا لم نسأم بعد من طول الانتظار والجلوس على قارعة الطريق ؛ لعلّه يقنع باستحالة هزيمتك حين يرى علامات الرضا بادية على محياك، فتصنّع الابتسامة مخافة الشماتة وجامل الوقت رغم كل شيء . يا وجع : هيّا معًا لنعيد ترتيب هذه الفوضى من جديد كي أستطيع تحمّل تداعيات ظلم المسافات فيما مضى من رحلتي، وادع لي بصبر يمدّني بجذوة تضيء عتمة هذا الليل الطويل فيك، كي لا نفترق ويعزّ عليك فراقي، فقد تكسّر الشراع ؛ وها هو المركب يترنح ومن تحته يقبع كلّ الظلام، وما زلت صامدا، أيدهشك أنّي ما زلت أسير حاملًا مرارة أخفت ألمها وحزنها عن الجميع ؟! أوتدري لمَ تحمّلتك كلّ هذا الوقت؟ لأنّي قد أصل... ربما، آهٍ لو تعلم كم تمنّيت لو أنّي أصل كي أقول لها فقط ؛ كم أحبّك !
تودّ أحيانًا لو ترفع صوتك حين ينام الجميع عنك ؛ أعلم ذلك، لكن لا ترفع شكواك إلا لواحد أحد، أما آن لك أنْ تستيقظ من حبائل الأوهام ؟ متخمة طرقك بالفراغ، ولن تعيرك كائنات زمانك أيّ انتباه بعد أنْ أفرغت ما في جعبتك من حزن لم يعدْ يطيقه الألم على طاولة مستديرة لم يكن لك فيها أي مكان، و بعد أن تبرأ منك الهوى ونبذك بتهمة التواطؤ والسكوت على تطاول صعاليك زمان سرقوا من الأماكن بهجتها، واشتدّت حبائل مكرهم على الأحرار في كل مكان. يا هواي المعتق بثرى تعمّد برائحة الأحبة واللهِ ما تعوّدت النكوص إلى الوراء، وكنت كما كنت حارسًا ومؤمنًا بحقيقة الانتماء لهذا الحلم الكبير، فلي فيه كلّ دنياي لو تعلم يا صبر، لي فيه هي ؛ أرض ووطن وسماء تغرّد فيها النوارس مع حفيف الشجر لتطرد ظلام هذا الليل الغريب عن أفقي، وكي تخرس أبواق النعيق والنعيب العقيم، كي أستطيع الكلام عنّي وعنها بحريّتي، غير أنّ ذنبي قلّة حيلتي... فلمَ تحاصرني ؟ ليبشرني اليأس بهزيمة مبرّرة ليس فيها إلا بعض موتي المؤجّل ! هل ضبطت إيقاعك على نبضات صدر ينعى قلب بات يحتاج إلى بدل تالف في غياب السّحاب؟ سأخبرك بشيء علّني أريحك من هذا العناء لتعلم أنّي لن أتوب أبدا، شيءٌ يحتضن رغبتي و يثيرني كثيرا ولطالما داعب نفسي في لجّة هذا الظلام ؛ أفي العمر متّسع لأحبّها أكثر ؟
ههنا يطيب ليَ المقام لأعدد مزايا الصمت في كتاب زمن لم يعدْ لي فيه سوى بقايا أمنيات وذكريات محترقة، وبعض دمامل من قهر ما زالت تتفجّر بفعل الاختناق والضغط الناجم عن صفعات الرياح لقلبي بإبر السموم - هكذا يرسم لي شبح المستحيل صور النهايات أحيانًا- غير أنّي أسير غير عابئ بعبوات يصنعها وقت مفخّخ بالاحتضار، في أوّل صفحاته كتبت أنْ عليّ أنْ أغضّ الطرف عن وصف هواجس حرف اسمه حاءٍ تمسّك بباءٍ يسفك دمي النازف في انتظار الرحيل الأخير؛ يراقبني في سجلات الحضور والغياب صباح مساء في ذاكرتي، ويدفعني دفعا إلى الهذيان بشكل محموم، فعندما يكون الحمل كبيرا تكتب كثيرا، وتحاسبك الحروف، وتنهش قواك معاتبة كأنّها لا تدري، وتظنّ بأنّك لا تبالي بكل هذا الاحتراق. وفي آخر صفحاته كتبتُ بأنّ عليّ أنْ لا أنتظر الصدف لتترفق بي وتخلصني من هول أعاصير مكتملة الملامح ما زالت تعصف بي، فمن هو مثلي وبحجم حلمي لا يحتاج إلى الصدف بقدر ما يحتاج إلى القوّة والعزيمة من رحمن رحيم ؛ ثمّ إلى رفيق، وكم عانيت وعتبت على الهواء وعلى الدنيا بأسرها من غدر وغياب الصديق، وكم كنتُ أتمنّى كلّما استرقت النظر لأراجع مفكّرة الأيام لو أنّي أقول لأحدهم يومًا ما " كنت واثقًا أنّك ستأتي" !! غير أنّه لم يأتِ أحد.. ولم أستطيع الصمود أيضًا لأصمت فلا أخبر أحدا.هكذا تفشل الاختراعات عندما يكون النحس رفيقًا مدلّلا ؛ وشاهد زور على غدر الأيام.
يا صبر ؛ كم أنت عجيب ! ألم يدلّك عليّ دخان شوقي إليك ؟ انتظرتك طويلا كي تنتشلني من بين براثن وحدتي، لتعيد بعض النبض إلى أمل تجرأ مع سبق الإصرار على التشبّث بمعول لا يهدأ ولا ينام ؛ يصارع الأهوال في بحر تلاطم موجه في جنون ليغرق الذكريات في قعر النسيان، يصفعني مدّه وينثرني جزره قطعًا تتوق إلى التماسك ؛ كي لا تضيع ملامح الأحبة من ذاكرتي في غمرة اختلاط الدم مع كل هذا الضباب المحدق بي، وكي أستطيع النطق بثقة مردّدًا جملتي الأثيرة.. كم أحبّك !
يا صبر لا تقل لي : ما تبقى من زمان ليس لك فيه موطئ قدم غير نعيق يكبّل نبوءة رؤاك، لا تقل لي مشروعة أحزانك جرّاء عدم مبالاة الفراغ من صدى لهيب شهيقك وزفيرك في عاصفة الصحراء المحيطة بك، فالحزن سمّ يتغذى على ربيع الحياة، مصل يفتك بأوردة الإرادة. لا تقل منبوذ أنت بتهمة الضياع بعد أنْ بللت الدموع خارطة الطريق إليك وإليها ؛ فمحت تضاريس المكان، وتقطّعت أرجلك من بُعد المسافات، فهي المكان والزمان فيّّّّّّ ؛ حيث كلّي يوشوش في حياء يخترق فضاء الصمت.. من أجلك صبرت كي أراك، وأدركك قبل فوات الأوان لأقول لك : كم أشتاقك !
نهبت نجواي أسفلت الطريق، وتعثرت خطواتي من صدى الفراغ وأنا راكض من خلفك ؛ أبحث عنك لتدلّني عليّ، علّني أظفر بشعلة أمل برسم الانتظار تصلح للصمود ؛ ولا شيء يدلّني عليك، كل الطرق سقيمة، غير أنّي ما زلت من خلفك، سألتك بربك: هل يموت الرجال عندما يفقدون الزاد ويقتات الصبر من لحم أكتافهم ؛ من جرح عميق حالم بلقاء حبيب ؟ لن تموت إلّا حين تموت فيك شعلة الأمل، ووهج التمنّي، وروح الانتظار ؛ ولو من خُرم إبرة.
هكذا يقول لي طالعي المختبئ في مكان ما وأنا مرهق من كل شيء، أرمّم الشظايا المتناثرة في داخلي ؛ ولا ماء يساعد على ردم الحطام لسدّ ثغرات التشقّق فيّ، وجبر التمزّق في العظام ؛ بعد أن عصر الجفاف أهدابي، ونام مطمئنا في قلب خاصرة الوجع تماما. غير أنّ لذّة اللقاء بعد طول غياب تبقى مرهما حنونا يداوي الجراحات ، فقد يكون الفرج قريبا وأنت لا تدري، كم أودّ الوصول سريعًا لأقول لها : كم افتقدتك !
غير أنّك لا بدّ وأنْ تسير، لا مرغمًا ؛ لا بطلا، بل يجب أنْ تسير في طريقك الذي رسمته في بداياتك، فعندما تكون واثقًا من مشروعية خطواتك ؛ فلا عودة ، يجب عليك أنْ تمشي ولو إلى حتفك، فالموت حقّ، وشرف للرجال أنْ يموتوا في ساحات الوغى من دون جبن أو كسل، فكن شجرًا مشبعا بالخصوبة، مدجّجًا بالعشب الأخضر المنغرس على شرفات بيتها في أعماق حلمك حتّى وإنْ لم تصلْ ، وكم أتمنّى لو أصل لأقول لها فقط ؛ هل تعلمين كم أحبّك..؟