مشاهدة النسخة كاملة : لن يبتر زوربا إصبعه مرة أخرى
شريفة العلوي
10-02-2010, 03:40 PM
لم يزعجه شيء قط قدر ما أزعجته الرصاصات المتبقية في جيبه ..
بعدما انتهت المعارك , وأسر ما أسر ,
وأفرج عمن أفرج ليتسلموا الجباية عن رائحة دماء الأصدقاء , بعدما أصبحت لحاسة الشم وظيفة خاصة , , خاصة لمن يتقنون صنع مناخات تترتب حسب التصورات الموسمية ..
ودفنت كل الكلمات التي قيلت في الاجتماعات السرية .
أزعجته تلك الرصاصات كلما تقلب في سريره , كانت تفتح له أبوابا لكوابيس , و تنكأ جرحه الداخلي , وكان يصر على أن لا يفرغ جيوبه منها لأنها الأثرالوحيد المتبقي له من ذكرى العهد ذو الصدق .
أزعجته الرصاصات كلما جلس مع بعض الرفاق الذين أغرتهم العودةإلى الظلال وأسقف المنازل الوشيكة على الانهيار حيث إنها لم تسقط بعد على رؤوس ساكنيها ولكنها مازالت تشير إلى نهاياتها طالما هناك لم يحقق الصلح بين الفئتين أي إحراز يذكر.
لم يتحقق على أرض الواقع مايستحق تشييد المدافن وهجرة العقول إلى المنافي ..وكلما جلس على الكرسي ووضع رجلاعلى الرجل كانت الكرسي تتحسس من جيوبه المنتفخة بالرصاصات وكانت تندس في جلده حتى أعتاد على هذا بل كان يرى في الأمر شيئا من الواجب تجاه من أحبهم , تجاه من ماتواعلى عهدهم , بدأ شريط الذكريات ينقل إليه التفاصيل بدقة .
تذكر الشهيد أحمد الذي رفعه من الأرض أثناء المعركة وحمله على ظهره إلى المقر
ثم تذكرإبراهيم الذي مد يده الملطخة بالدماء قائلا ساعدني لقد أصبت يا صديقي فــ وصل به إلى منطقة آمنة يتم نقل الجرحى منها إلى منطقة أخرى ..
كم سيتذكر والى متى سيظل يتذكر .
وكل أصدقائه العائدين اغتسلوا بالنسيان وانخرطوا إلى صفوف الباحثين عن حياة تسمى الحياة المدنية ..
أحدهم ينظر إلى العالم من ثقب مفتاح سيارته الجديدة
والآخر وجد أحلامه بين ملفات مكتب تخليص الجمرك في الميناء وخاصة هذا العمل يذكره بأجواء النضال كلما نظر إلى صناديق الأسلحة حيث تفرغ السفينة الآتية من بعيد شحنتها حتى وان كان الوطن ليس له علاقة بهذه السلع العابرة إلى دولة داخلية مجاورة أغلقت الطبيعة في وجهها كل النوافذ وتفتحت لها ثقوب الهواء من وراء البحار .
لقد تغيرت الألوان وتغيرت الميول , وحيث يصنع الإنسان فضاء
تلزمه احتياجات متطابقة مع هذا الفضاء ..
وحده يعيش أجواء الكوابيس
وأجواء المعارك السابقة ليته يفيق ويعي بأن كل الذي قيل هناك سبق أصحابه إلى القبور وهو وحده هنا يصرخ بصمت الكهوف ..
ويعيش على الكفاف وعلى ذكريات قطنة الجروح
والمطهرات , والخبز الجاف ..
بيد أنه لم يكن ذاك الخبز أكثر جفافا من هذه القلوب التي أشترت أهداف الرجال بثمن قليل ..
من يقرأ دفتره الشعري يعرف خريطته تماما وأصدقاؤه كانوا يلازمونه كالظل كم كانوا يجيدون التقاط كلماته ومن ثم التأنق بها في مناسبات عدة , لا ضرر من ذلك فهو معروف بالعطاء والوفاء, فأصدقاؤه يمثلونه لما لا !!
..
ذات يوم كان يمر على مقهى قريب من منزله تناهى إلى سمعه شيء ما اختلط برائحة الشواء على أنغام لحن لم يكن غريبا , وثب إلى ذاكرته بسرعة البرق فأبطأ في خطواته وأرهف سمعه شعر بانقباض يتسلل الى أحاسيسه , ولكن لما الغرابة !!
كم مرة تسللوا منه إليك وها هو يرى الآن بأم عينه بأن في حلبة الرقص لن يبتر زوربا إصبعه مرة أخرى , لأن الزمن أختلف ..
وكم كان صعبا عليه أن يستعيروا حتى أنفاسه دون أن يستأذنوه و وجد دفتره قد أحترق مع بقية الأشياء التي احترقت وانسكبت من بين يديه , أسرع خطاه إلى البيت ليتفقد البقية من الدفتر و تفاجأ بغلافين تضربهما الهواء خواءً..
أعتدل في جلسته وتفقد تلك الرصاصات ..
حسين عبدالغني
10-02-2010, 04:04 PM
شريفة العلوي /
يسعدني أنني قد أكون أول معانقٍ لهذا النص الشجن ، فكثيرا ما نسعد حتى بالوجد الذي يظل براقا في عيوننا بعد عناق اللغة العربية ..
رصاصة
حسن العطية
10-02-2010, 04:37 PM
عذرا .. مداخلة تخص العنوان ..
- كنت أظن ان زوربا مشهور بقطع عضو آخر غير اصبعه لا يناسب الجو العام للخاطرة !!
فدوى يومة
10-02-2010, 07:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المتفردة دوما شريفة ...
وكم أزعجني وأنا المنزوية في ركني اجتر بصمت ما يقع
أتفقد ما كتب وما قيل وكيف أصبح الأمس بعيدا برغم قربه..
واشد ما أخشاه أن يكون شاهد القبر برغم قربه منهم قد غطى الغبار على أحرف نقشت أسماءهم عليه فنساهم كما فعلنا..
لست اجيد ايتها الصديقة التعبير كما لا أجيد عبور طرق أقفلت أبوابها في وجه من كانوا يفتحون الأبواب في وجهنا كي لا يقفلها احد..
غير أنها أقفلت !!
وتضل الذكرى تجرهم فلا مناص من التخلص من الذكرى
هشام عزاس
10-02-2010, 10:37 PM
الأديبة / شريفة العلوي
نص سردي عرفت الكاتبة من خلاله أن تنقل لنا تجربة شعورية رائعة ، تلك المشاعر التي تلتصق بالرؤية فتغدو كحدث يتكرر باستمرار في ذهن متقد ، يساير مظاهر الحياة العادية التي فقدت سحرها لبؤسها ، و رغم زوربية شعورية متقدة ( إن صح التعبير ) في ذات البطل ، إلاّ أن المظاهر الحياتية كان وقعها أكبر من أن تحرر ذلك الشعور و تستنطقه في واقع يحرق كل شيء إلاّ تلك الرصاصات التي ما زالت تحمل رائحة الذكرى التي لا تموت .
زوربا كان متحررا من كل شيء ، و حرا في كل شيء ، يحب بصدق و يرقص بحرية ، يعمل بإخلاص و يقطع أصبعه إذا كان عائقا في تجسيد الصورة التي يريدها / أسطورة ربما أو حقيقة
و لكنه يجسدُ الصورة التي توجد داخل الجميع دون عقد التمدن أو الأناقة التي لا تعكس حقيقة الأشياء ، تماما كهذا الذي يقبض جمرة ذكرى في راحته المحترقة و التي تتآكل يوما بعد يوم .
تلك الرصاصات المتبقية من حلم راح ضحيته الكثيرون دون أن يتجسد واقعا ملموسا !!
كالعادة تبدعين في نصوصك التي تتجدد كماء النهر باستمرار ...
اقبلي قراءتي المتواضعة
إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام
أماني عواد
10-02-2010, 10:47 PM
الرائعة شريفة العلوي
لن يكون بيننا زوربا اخر
, فاما ان اتجاهات السير متعاكسة والمسافات تكبر
فقد سعى زوربا للتخلص من كل ما قد يستعبده حبا
ونمشي باتجاه كل ما يستعبدنا
وان كان هناك زوربا اخر , لم تعد تلك الرصاصات تستعبده
وفي كلتا الحالتين لن يبتر اصبعه
اجدني استفيد من كل مرور لي لنص موقع باسم شريفة العلوي
دمت استاذة
عبد الرحمن الكرد
10-02-2010, 11:10 PM
القديره شريفه
وجباتك دوما دسمه
نحتاج اليها لنملأ عقولنا وأرواحنا
تحياتي لقلمك
زهراء المقدسية
11-02-2010, 07:37 PM
أسرع خطاه إلى البيت ليتفقد البقية من الدفتر و تفاجأ بغلافين تضربهما الهواء خواءً..
أعتدل في جلسته وتفقد تلك الرصاصات
العزيزة شريفة العلوي
نحمد الله أن بطلنا هنا لم يكن كزوربا بتر أصبعه من أجل حريته
ولم يلق برصاصاته بعيدا
فقد وعى بطلنا أن الرصاص هو سبيله للحرية
ولا يجب الخلاص منها
أما هؤلاء من أغرتهم أموالهم ودنياهم
وتنصلوا من مسيرة النضال المشرف
ليتهم كانوا كزوربا وقطعوا كل أصابعهم
لكن شتان بينهم وبينه
مبدعة عزيزتي بل أكثر
سلم فكرك ونبضك
شريفة العلوي
11-02-2010, 09:48 PM
شريفة العلوي /
يسعدني أنني قد أكون أول معانقٍ لهذا النص الشجن ، فكثيرا ما نسعد حتى بالوجد الذي يظل براقا في عيوننا بعد عناق اللغة العربية ..
رصاصة
الأخ المحترم حسين عطاالله الجزار
واسعدني مرورك اللبق وقراءتك التي أوجدت عناصر الفرح في حيز النص
دمت بكل خير.
فاطمه عبد القادر
12-02-2010, 12:16 PM
أزعجته تلك الرصاصات كلما تقلب في سريره , كانت تفتح له أبوابا لكوابيس , و تنكأ جرحه الداخلي , وكان يصر على أن لا يفرغ جيوبه منها لأنها الأثرالوحيد المتبقي له من ذكرى العهد ذو الصدق .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شريفة العلوي
لقد أبدعت حقا بتجسيد شعور المناضلين الذين قاتلوا وخاضوا معاركهم بشرف ,,وقدموا تضحيات جمة ,,ولكن للأسف ما جنوا غير استسلام أصحاب القرار ,,وفتح الأبواب لأعدائهم كي يعيثوا بالأوطان فسادا
حتى سقوف بيوت هؤلاء اللذين ضحوا بكل شيء ستنهار عليهم بعد قليل
هذة المهزلة المتكررة تعيد نفسها كل زمن
أما الرصاصات التي استبقاها المناضل في جيوبه
والتي ما استعملها بعد ,,فهي ليست للذكرى ولكن لمحاربة العدو في الداخل ,,ولكنها بقيت تؤلمه كلما تقلب في سريره بينما العدو يضغط على كل كيانه
وبالتالي فقد هذا المناضل الشجاع أدق الأشياء وهي عقله وأفكاره ولم يعد له ولتضحياته أثر
فعلا مصيبه ,,,
شكرا لك أيتها الصديقة العزيزة شريفة
لقد أبدعت فعلا
ماسة
شريفة العلوي
16-02-2010, 12:26 PM
عذرا .. مداخلة تخص العنوان ..
- كنت أظن ان زوربا مشهور بقطع عضو آخر غير اصبعه لا يناسب الجو العام للخاطرة !!
شكرا لمرورك
شريفة العلوي
20-02-2010, 04:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المتفردة دوما شريفة ...
وكم أزعجني وأنا المنزوية في ركني اجتر بصمت ما يقع
أتفقد ما كتب وما قيل وكيف أصبح الأمس بعيدا برغم قربه..
واشد ما أخشاه أن يكون شاهد القبر برغم قربه منهم قد غطى الغبار على أحرف نقشت أسماءهم عليه فنساهم كما فعلنا..
لست اجيد ايتها الصديقة التعبير كما لا أجيد عبور طرق أقفلت أبوابها في وجه من كانوا يفتحون الأبواب في وجهنا كي لا يقفلها احد..
غير أنها أقفلت !!
وتضل الذكرى تجرهم فلا مناص من التخلص من الذكرى
الغالية فدوى يومة
في الحقيقة وضعت يدك على قلب النص بل الفكرة واستطعت ان تلاعبي حبات البرد مع مكعبات الجمر في قلب هذا الجو المفعم برائحة الأدخنة واصوات الرصاصات التي ربما يراها الذين كرسوا ارواحهم لتغرس في ساحة المعركة وكأنها زقزقة العصافير وتغريد البلابل ..ومن بقي منهم على العهد يجتر الذكريات ويفتح دفاتره القديمة علها تحمل بعض الاسماء التي لم تسقط بعد من القلب.
العزيزة القريبة من القلب كوني بالقرب دوما حفظك الله أختي .
شريفة العلوي
25-02-2010, 10:55 PM
الأديبة / شريفة العلوي
نص سردي عرفت الكاتبة من خلاله أن تنقل لنا تجربة شعورية رائعة ، تلك المشاعر التي تلتصق بالرؤية فتغدو كحدث يتكرر باستمرار في ذهن متقد ، يساير مظاهر الحياة العادية التي فقدت سحرها لبؤسها ، و رغم زوربية شعورية متقدة ( إن صح التعبير ) في ذات البطل ، إلاّ أن المظاهر الحياتية كان وقعها أكبر من أن تحرر ذلك الشعور و تستنطقه في واقع يحرق كل شيء إلاّ تلك الرصاصات التي ما زالت تحمل رائحة الذكرى التي لا تموت .
زوربا كان متحررا من كل شيء ، و حرا في كل شيء ، يحب بصدق و يرقص بحرية ، يعمل بإخلاص و يقطع أصبعه إذا كان عائقا في تجسيد الصورة التي يريدها / أسطورة ربما أو حقيقة
و لكنه يجسدُ الصورة التي توجد داخل الجميع دون عقد التمدن أو الأناقة التي لا تعكس حقيقة الأشياء ، تماما كهذا الذي يقبض جمرة ذكرى في راحته المحترقة و التي تتآكل يوما بعد يوم .
تلك الرصاصات المتبقية من حلم راح ضحيته الكثيرون دون أن يتجسد واقعا ملموسا !!
كالعادة تبدعين في نصوصك التي تتجدد كماء النهر باستمرار ...
اقبلي قراءتي المتواضعة
إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام
أخي المبدع المتألق هشام عزاس
لكي تكون مثقفا يجب ان تكون قارئا ولكي تكون قارئا يجب ان تكون مثقفا ..القراءة سابقة لكل أداء وأي الاداء لا يمكن ان يتم باجادة بدون معرفة سابقة وتبقى الفروق الفردية بين الناس حدا فاصلا لتميزهم عن بعضهم وتفاوت قدرتهم على الوصول لهدف محدد , لذا أرى دائما قراءتك تحمل الى النص كفاءتك القرائية وثقافتك الأدبية والاجمل في الامر كله الانسيابية والعفوية مع النصوص مما يجعل الصدق حليفا لكل مرورك .
دمت بكل خير.
شريفة العلوي
11-03-2010, 12:42 PM
[quote=أماني عواد;491569]الرائعة شريفة العلوي
لن يكون بيننا زوربا اخر
, فاما ان اتجاهات السير متعاكسة والمسافات تكبر
فقد سعى زوربا للتخلص من كل ما قد يستعبده حبا
ونمشي باتجاه كل ما يستعبدنا
وان كان هناك زوربا اخر , لم تعد تلك الرصاصات تستعبده
وفي كلتا الحالتين لن يبتر اصبعه
اجدني استفيد من كل مرور لي لنص موقع باسم شريفة العلوي
الأديبة الرائعة أماني عواد
لزوربا في كل زمن زاوية وفي كل ثورة رقصة تفيض من الحلبة ليصل صداها الى أبعد مداها وكلما فقدنا ذلك الثائر انبثق من كف الزمن ما يشبهه أو ربما الحياة هي التي تفرز ما يستفز الذاكرة لاجترار اللحظة العصية التي لم يقو صاحبها على كبتها وبتر وعدا من اصابع العمر ..
غاليتي الاستفادة هي حالة نقتسمها جميعا بتبادل وأنا أكثر من يستفيد من خلال ما يسطرون هنا او هناك ..
لحضورك بهجة في الروح تتغذى على امل مشرق .
دمت بكل خير.
شريفة العلوي
17-03-2010, 12:42 PM
القديره شريفه
وجباتك دوما دسمه
نحتاج اليها لنملأ عقولنا وأرواحنا
تحياتي لقلمك
أخي المبدع عبد الرحمن الكرد
جل احترامي لحفاوة حضورك المورق
تحياتي وتقديري.
ثائر الحيالي
17-03-2010, 02:45 PM
الأستاذة والأخت الفاضلة شريفة العلوي
كنت قد مررت على هذا النص الرائع ..
وحسبت أني ممن وقف مع الأخوة الأفاضل لتحية يراعك على ما أفاض به من سلسبيل الحرف والحكمة..
ها أنا أعود ..للتأكيد على أن حرفك يستحق المرور لقول ما يجب قوله بحق هذا النص الجميل ..
لازلت ايتها الأديبة القديرة من الأدباء القلائل الذين يطلقون لخيال القارىء العنان.
سلمت ..وسلم مدادك ِ..
محبتي
شريفة العلوي
27-03-2010, 01:55 PM
العزيزة شريفة العلوي
نحمد الله أن بطلنا هنا لم يكن كزوربا بتر أصبعه من أجل حريته
ولم يلق برصاصاته بعيدا
فقد وعى بطلنا أن الرصاص هو سبيله للحرية
ولا يجب الخلاص منها
أما هؤلاء من أغرتهم أموالهم ودنياهم
وتنصلوا من مسيرة النضال المشرف
ليتهم كانوا كزوربا وقطعوا كل أصابعهم
لكن شتان بينهم وبينه
مبدعة عزيزتي بل أكثر
سلم فكرك ونبضك
العزيزة زهراء المقدسية
كم هو رائع وعميق حضورك لقد حمل الفكرة على كتف النور ورفعها فوق هامة الوعي ..
صدقت بأنه بطلنا لم يبتر اصبعه لأنه لا يستوي الذين يشعرون والذين لا يشعرون ولأن الانسان الذي يملك الشعور وحده يتكبد اعباء ذلك ولا احد يعي ما يحدث وعليه ان يحتفظ بتلك الرصاصات ربما هي كامنة أكثر جدوى من أن يصرفها في زمن الخطأ
تقديري واحترامي.
شريفة العلوي
15-07-2010, 07:39 PM
أزعجته تلك الرصاصات كلما تقلب في سريره , كانت تفتح له أبوابا لكوابيس , و تنكأ جرحه الداخلي , وكان يصر على أن لا يفرغ جيوبه منها لأنها الأثرالوحيد المتبقي له من ذكرى العهد ذو الصدق .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شريفة العلوي
لقد أبدعت حقا بتجسيد شعور المناضلين الذين قاتلوا وخاضوا معاركهم بشرف ,,وقدموا تضحيات جمة ,,ولكن للأسف ما جنوا غير استسلام أصحاب القرار ,,وفتح الأبواب لأعدائهم كي يعيثوا بالأوطان فسادا
حتى سقوف بيوت هؤلاء اللذين ضحوا بكل شيء ستنهار عليهم بعد قليل
هذة المهزلة المتكررة تعيد نفسها كل زمن
أما الرصاصات التي استبقاها المناضل في جيوبه
والتي ما استعملها بعد ,,فهي ليست للذكرى ولكن لمحاربة العدو في الداخل ,,ولكنها بقيت تؤلمه كلما تقلب في سريره بينما العدو يضغط على كل كيانه
وبالتالي فقد هذا المناضل الشجاع أدق الأشياء وهي عقله وأفكاره ولم يعد له ولتضحياته أثر
فعلا مصيبه ,,,
شكرا لك أيتها الصديقة العزيزة شريفة
لقد أبدعت فعلا
ماسة
المبدعة الفذة فاطمة عبدالقادر
ثمة نصوص تحمل في ثناياها عطر الحكمة تنبثق من قراءة النصوص وثمة افكار يصعب ملامستها تأتي بطواعية وتندس في منقار قلم مبدع كقلمك ..وفي كل مرور لك على النص تبهرين الجميع ..وكم عجبتني قراءتك هنا لهذا النص .
دمت مخلصة للمقروء وأمين على الفكرة .
شريفة العلوي
06-08-2010, 11:46 AM
الأستاذة والأخت الفاضلة شريفة العلوي
كنت قد مررت على هذا النص الرائع ..
وحسبت أني ممن وقف مع الأخوة الأفاضل لتحية يراعك على ما أفاض به من سلسبيل الحرف والحكمة..
ها أنا أعود ..للتأكيد على أن حرفك يستحق المرور لقول ما يجب قوله بحق هذا النص الجميل ..
لازلت ايتها الأديبة القديرة من الأدباء القلائل الذين يطلقون لخيال القارىء العنان.
سلمت ..وسلم مدادك ِ..
محبتي
أخي المبدع الأديب ثائر الحيالي
من حسن حظي ان تنال حروفي مرورك اكثر من مرة ومن سطوة البهجة ان تكون شهادتك السامية بما اكتبه بهذه الاناقة التي اسعدتني كثيرا اذ هي صادرة من مبدع يعي معايير الكلمة وموضعها في عقل القارئ.
دمت بكل خير.
ربيحة الرفاعي
06-08-2010, 10:18 PM
قدامى المناضلين
لحن الحرية الذي تغنية الحياة بينما يموت هو عزلا وقد انغلق على نفسه في كهف الماضي
يفلت منهم أولئك الذي يعودون من ميادين الحلم العظيم الى واقع الباعة والمتاجرين بدماء الشهادة، فينخرطون في اللعبة ويباشرون البيع، بيع كل شي وأي شيء، حتى ذلك الحلم ...
ولكن ...
دعك من زوربا ومما بتر من جسده وما ترك
أيهم الذي يموت فعلا المغلقون على الماضي، أم المنخرطون في الواقع
أثرت شجون أمة يستميتون لبتر ثورتها
دمت بألق غاليتي
سامي عبد الكريم
06-08-2010, 10:29 PM
أعتذر منك أخي حسن العطية ، ولكن المشهور زوربا فعلا أنه قطع إبهام يده
كان يعمل في صناعة الفخار و قد أحب هذا العمل حتى الجنون، و ما كان عليه ليصنع أجمل القطع الفخارية سوى أن يضع العجينة على القرص ويدير الدولاب يحصل على ما يريد، لكن إبهام يده كان يزعجه و يقف في طريق عمله فأمسك بفأس صغيرة و قطعه ..
هكذا تقول رواية زوربا اليوناني للكاتب نيكوس كازنتزاكي
تحيتي لصاحبة النص الجميل
شريفة العلوي
19-08-2010, 01:03 AM
قدامى المناضلين
لحن الحرية الذي تغنية الحياة بينما يموت هو عزلا وقد انغلق على نفسه في كهف الماضي
يفلت منهم أولئك الذي يعودون من ميادين الحلم العظيم الى واقع الباعة والمتاجرين بدماء الشهادة، فينخرطون في اللعبة ويباشرون البيع، بيع كل شي وأي شيء، حتى ذلك الحلم ...
ولكن ...
دعك من زوربا ومما بتر من جسده وما ترك
أيهم الذي يموت فعلا المغلقون على الماضي، أم المنخرطون في الواقع
أثرت شجون أمة يستميتون لبتر ثورتها
دمت بألق غاليتي
العزيزة ربيحة الرفاعي
أسعدني حضورك أولا:
وأدهشني سؤالك ثانيا :
في الحقيقة قدم سؤالك مقارنة مذهلة بين الذي يموت منغلقا على الماضي وبين الذي يموت منخرطا في الواقع ..
الجميل.. ان هذا السؤال مغروس في حقل الاجابة ..أرى إن الذي يختار الانغلاق على الماضي يعيش خارج اسوار الحياة باختياره . والذي اختار الانخراط في الواقع اختار الموت داخل أسوار الحياة لأنه لن يرى النور وهو في متاهة نفق الواقع المظلم ..
كلاهما لا حياة لهما وهنا ثمة سؤال يطرح استفهامه ارضا .. وهل هناك بديل ثالث..لعل السؤال ليس له اجابة أو ربما له اجابة ولكنها ليست متاحة حاليا ..
ابارك لك شهر رمضان الكريم
اكرمك الله بالرضا والسعادة والقبول .
نداء غريب صبري
19-08-2010, 04:53 AM
زوربا لحن ثار على كل شيء
فزرع الجمال في كل شبر حط فيه قدمه
وبطلنا ثائر لن تموت ثورته
وسيزرع الجمال بالتأكيد ... الانتصار
جزاك الله خيرا
شريفة العلوي
31-10-2010, 11:23 AM
الأخ المبدع سامي عبدالكريم
أسعدني جدا حضورك وإضافتك التي كانت من الضرورة بمكان ان توضح الصورة حتى وان كان العنوان مجرد اسقاط لفكرة راقت لي ان آتي بها كمقارنة وان اختلفت التفاصيل حيث وجدت هناك ثمة علاقة بين مناضل جلب معه حياة النضال وملحقات الميدان الى الحياة المدنية وينظر من ذلك المنظار وان لم تخطأ بوصلته إلا ان هناك ارتباك ما في تركيب الحياة على حياة أخرى ولأن الحياة العامة تحتمل كل أنواع الصراعات الخفية والظاهرة ولكنها ليست دائما نزيهة , لأنها محض تكالب على الحياة لمجرد الحياة وأصحاب المبادئ الحقيقيين يجدون الصعوبة في التعايش معها ..
تقديري واحترامي.
شريفة العلوي
03-12-2010, 09:58 PM
زوربا لحن ثار على كل شيء
فزرع الجمال في كل شبر حط فيه قدمه
وبطلنا ثائر لن تموت ثورته
وسيزرع الجمال بالتأكيد ... الانتصار
جزاك الله خيرا
المبدعة الجميلة نداء غريب صبري
ما أروعك !
وظفت حضورك بشكل بنّاء واستطعت ان تقطعي مسافات طويلة بكلمتين , ويبقى الانبطاع الأجمل متى ما كانت الصورة واضحة والعبور أسهل.
وهذا النص يمس دواخلي بصفة خاصة وكانت اللوحة التي رسمتُ عليها تصوراتي هي اجواء حقيقية عايشتها .
دمت بكل خير
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir