المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضرِيحُ العدالةْ !



محمود أبو سل
18-02-2010, 10:43 PM
ضريحُ العدالة



أمعاءُ من حولي
تُنَقِّبُ جاهِداتٍ في الأزِقَّةِ عن اُكُلْ.

وأنا حثيثٌ في المسير ِ ،
يقودُ ساقَيَّ الفضولُ من الّذي
يمشي يُحدِّثُ نفسَهُ.

ومضيتُ أتبعُه لأعرفَ سِرَّهُ،
عيني تُدارُ متى أدارَ
فلا أَكَلُّ ولا أَمَلْ.

استَوقَفَ السيرَ البطيءَ مُفتِّشاً
في السوقِ عن( سيجارةٍ )
بلغَ العناءَ ولم تُطِلْ.
وكأنَّ من ألقوا بها
لم يحرقُوا فَاهَا
ولكن..
أحرقُوا طرْفَ العُقَلْ.

**

أَوقفتُهُ..
وشَهِدتُ شَعْراً يستبيحُ حدودَهُ
ورأيتُ وجهي في سُويداءِ المُقَلْ.

(وتعطَّلتْ صفةُ الكلامِ ) لبُرْهةٍ
وتكلَّمتْ منه الدُّموعُ، ورجْفَةٌ في كَفِّهِ.

مَسَحَتْ يدي دمعَ الهزيلِ،
وَخِلْتُها..
مسحت لهُ الخطْبَ الجَلَلْ.

لا يُمسحُ المنقوشُ في أعماقِهِ
مهما أزلْتُ عن السطوحِ من العِللْ.

*****

" لا تبكِ عمَّاهُ بِرَبِّكَ
فالدّموعُ لها ثِقَلْ.
عمَّاهُ أخبرني مصابَكَ
فالنُّفوسُ لها احتمالٌ ،
والجروحُ متى تُشَخَّصْ تندمِلْ."


هزَّ الهزيلُ مفاصِلِي إذ قال لي :


" إنّي بغزةَ لا أرى وجهَ الأملْ.
فذوو البطونِ المتخماتِ ال تشتكي فضلاتُهم ضيقَ المخارجِ
يجهلون ذوي بطونٍ خاوياتٍ
يُشرِكونَ معَ المُعِزِّ أَكُفَّ أربابِ العملْ.
وهناكَ جُنَّ العاقلونَ،
وكلُّ مجنونٍ عَقِلْ.
إياكَ أن تحتارَ منها سائِلاً
وإذا جرى واحترتَ فيها
لا تسلْ."


قاطعْتُهُ..
وهَمَمْتُ أكْنُسُ شؤمَهُ مستعتباً
فأزاحَ مكْنستي
وأكملَ مطبِقاً كلتا يديهِ على فمي : ـ



" يا لائمي..
لمَّا أقولُ حقيقةً
أنا ما زَلَلْتُ ... ولم أزلْ،
ألقي السلامَ على العدالةِ في الضريحِ مودعاً
وأنا الذي..
حُرِمَ التعلقَ بالأملْ."[/size]

محمود فرحان حمادي
18-02-2010, 10:57 PM
الشاعر المبدع محمد أبو سل
لوحة شاعرية دامية حزينة
لما آل إليه حال أمة أجهدت نفسها بالبحث عن أمل
والآمال لديها مركونة في خزائن النسيان
أجدت وأسعفك الخيال الرحيب
والمفردة الطيّعة
لك مني عاطر التحية

جهاد إبراهيم درويش
18-02-2010, 10:57 PM
الله .. الله ..
لله درك شاعري ..
قصيد عذب يجسد جرحاً عميقا
مشاعرك صادقة
وصورك رائعة
وموسيقاك جميلة رقيقة
فبورك القصد والقصيد
وبورك هذا الحرف الأبي
دعني معك أشدو

" يا لائمي..
لمَّا أقولُ حقيقةً
أنا ما زَلَلْتُ ... ولم أزلْ،
ألقي السلامَ على العدالةِ في الضريحِ مودعاً
وأنا الذي..
حُرِمَ التعلقَ بالأملْ.[/

تقبل مودتي
جهاد درويش

محمود أبو سل
20-02-2010, 10:21 AM
أرجو من الإخوة المشرفين تعديل كلمة ( جاهداتٌ) في السطر الثاني لتصبحَ (جاهداتٍ) ولكم جزيل الشكر

محمود أبو سل
20-02-2010, 10:28 AM
أخي الشاعر محمود فرحان حمادي

تقبل تحيتي
وأدامك الله بخير

محمود أبو سل
20-02-2010, 08:37 PM
أخي الحبيب جهاد إبراهيم درويش

كيف لا أقبل مودتك وأنت تشدو معي!!
بل كيف لا أبدي لك من المودة ما يزيد عما أبديت لي

شكرا عزيزي

د. سمير العمري
20-02-2010, 09:19 PM
نص شعري جميل فيه الكثير من الإسقاطات والإيحاءات والتوظيف الرائع والسرد المبهر بلا تكلف أو تعثر.

لعلني احترت في معنى لما عند قولك قبل الخاتمة لما أقول إذ وجه السياق فهمي بأنها لما الجازمة وليتها تكون ويتم تعديل ما يلزم.

تم تعديل المطلوب وتصحيح التنسيق.

أهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

حازم محمد البحيصي
20-02-2010, 09:49 PM
أخي الحبيب محمود
لنصك هذا نقش في القلب ولحروفك المحلقة ماء اذهب
قد صلت وجلت فوصفت وأحسنت الوصف والرسالة
نص رغم مرارة الألم ينطق جمالا
تحيتي لك

ربيحة الرفاعي
20-02-2010, 09:58 PM
الشاعر المبدع محمود ابو سل
هي العدالة في الضريح فعلا
ولكن من أحسنوا وصف ذلك قلة
والهزيل لا يمكنه ممارسة الوهم كما نفعل
نصك أكثر القا من أن نخوض فيه
دام نبض حرفك شجيا

محمود أبو سل
21-02-2010, 09:03 PM
الدكتور الشاعر سمير العمري

أشكرك على تصحيح التنسيق

وأعترف أنني ابتسمتُ عندما رأيتك ها هنا، وأثقُ أن القصيدةَ ما زال قلبُها يبتسمُ لذات السبب

تقبل فائق احترامي وتقديري

محمود أبو سل
23-02-2010, 02:44 PM
أخي الحبيب حازم
لمرورك نقشٌ في الذاكرة

تقبل تحيتي وامتناني

مازن لبابيدي
23-02-2010, 03:05 PM
أخي الشاعر الموهوب محمود أبو سل
أتشرف بمعرفتك وأرحب بك في الواحة أخاً وأديبا شاعرا عبر قصيدتك البديعة بمعناها وبناءها .
قصيدة تسطر ملحمة إنسانية تختزل كل واقع الحال المتردي في لوحة بارعة التصوير انسيابية العبارة ، فجاءت مؤثرة بقوة في نفس القارئ .
تحيتي لك وإلى مزيد من الإبداع إن شاء الله .