المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا وَرْدَ يَحْكِي



صقر أبوعيدة
24-02-2010, 04:03 PM
لا وَرْدَ يَحْكِي


تغورُ البحارُ...فَتشْكُو الرّماحُ
أَبِالْعينِ تُجْنَى الورودُ ؟
إنِ النَّحْبُ يعلو...أتُرْوَى البطاحُ ؟
وهل يبرأُ الحبُّ فينا ؟
وشمسُ الأغاني تسيلُ عليها الجراحُ
وهل بالتلاقي تُعادُ الوِهادُ ؟
أللكأسِ درعٌ يصدُّ الحِرابا ؟
بلِ العينُ تصفو
إذا صفَّقَتْها الرّياحُ
وقمحُ المصيفِ سَيزْهو
وإنْ أثخَنُوا في الليالي وجاحُوا
فسيروا بظلِّ الرَّواسي
فلا ظلَ تحت السياجِ
تكِئْتُمْ فَطابَ الوسادُ
سمرتُمْ طويلاً... فنامَ الصباحُ
وضلَّتْ وعودٌ بثْنَيِ الصُدورِ
وقلتم عساه يجيءُ الفلاحُ
جلستم طويلاً لجلبِ البريدِ
فتاهتْ زهورٌ برسْمِ العهودِ
ألم ترقبوا كيف طالَ النُّواحُ ؟
فجُسُّوا خبيزَ الخَوابي
فإنْ تسمعوها فقولوا :
(سلاماً سلاما)
وبُلُّوا من البحرِ ريقَ البلادِ
فللملحِ لحنُ النَّقاءِ
فهلاَّ رأيتمْ ضُروعَ السماءِ ؟
تموجُ اضطرابا
فلا زرعَ يشدو
ولا وردَ تهفو إليه المِلاحُ
وكنتم على حرفِ تيهٍ شُرودا
ثملتمْ بصوتِ الحُداءِ
تركتم خيولاً تدُرُّ الدّموعا
على كلِ شبرٍ يذوبُ انْتهابا
رضِيتمْ قُعودا
(سلاما سلاما)
فرِحتُمْ بلَمْعٍ يثيرُ الشّجونا
وصرنا نُذَرِّي وفوقَ الرؤوسِ
غناءَ المصابِ اغْترابا
لعلَّ الدموعَ تُنَجِّي الدّوالي
أَرَقْصُ الصبايا يُواسي الأسارَى ؟
(سلاما سلاما)
وباتَ الرضيعُ فطيما
مسحْنا بخبزِ الفطامِ الدّموعا
وتبكي العصافيرُ عشبَ العشاشِ
ولم تبغِ قصراً منيعا
حماماتُنا تذرفُ الموتَ صَمتا
وللصمتِ دمعٌ يُندِّي الهضابا
وفرخُ الحبارى يموتُ ارْتِقابا
رسمتم حدوداً فحادَ الرفيقُ
لأنفِ الطريقِ أعدُّوا خِطاما
وجَبُّوا مذاكيرَنا والأُنوفا
سقطْنا تِباعا
وصِرْنا حُطاما
ولم نَشْكُ مَنْ قادَ فينا الرّغيفا
(سلاماً سلاما)
نجوبُ البحارَ التماسا
لخبزٍ وبيتٍ وشمسٍ
حَضَنَّا الخرابا
نظرْنا إلى كل صوتٍ ببابِ
فصَكُّوا الرِّتاجا
وهِمْنا على لاهياتِ الدّروبِ
فزادتْ وُعورا
وأُمٌّ تنوءُ بحملٍ وعيشِ النّكوبِ
سكبتم على جرحِها دمعَ ثكلى
ونزْفَ الترابِ
تُناجي السماءَ
سَحاباً ثِقالاً تبلُّ الشِّفاها
وطَلُّ البلادِ يجفُّ اكْتِئابا
بظلِّ الوصولِ ارتقيتم بِلاها
ولم نَجْنِ إلا مَتاها
فَيا َويْلَكم كيف جِئتُم بقيدٍ ومقتٍ
وما جِئْتموها احتسابا
وفي البالِ حلمٌ يمورُ انْتقاما
لعطرٍ بكَتْهُ الغصونُ اشْتياقا
وبَحرٍ سقتْهُ الجفونُ عيونا
تموتُ الكرومُ بصمتِ النسورِ
ونبحِ الكلابِ انتعاشاً لقهري
ركبتم ظهوراً لوردِ الأماني
فزلَّ الحصانُ بثوبِ الهوانِ
وضلَّ الطريقَ ودامَ التَّشكِّي
فلا ظهرَ أبقَوا
ولا وردَ يَحْكِي

محمود فرحان حمادي
27-02-2010, 05:29 PM
أخي الشاعر المبدع صقؤ أبو عيدة
تمتعت بنص الفاره هذا
ففيه المفردة ندية شامخة
وفيه الخيال فسيح ألق
رقيّ في الأداء وسموق في الطرح
تحياتي وإعجابي

صقر أبوعيدة
27-02-2010, 07:53 PM
شاعرنا الحبيب محمود فرحان
بوركت أخي على كرم مرورك البهي
ولكم كل الود والتقدير
حفظك المولى

محمد ذيب سليمان
27-02-2010, 08:18 PM
الأخ الأستاذ صقر
سعدت بهذا النص المعبر بقوة
عن رؤيتك
رسمتم حدوداً فحادَ الرفيقُ
لأنفِ الطريقِ أعدُّوا خِطاما
وجَبُّوا مذاكيرَنا والأُنوفا
سقطْنا تِباعا
وصِرْنا حُطاما
ولم نَشْكُ مَنْ قادَ فينا الرّغيفا
(سلاماً سلاما)
اقتطعت هذا الجزء الصغير
فقط ليس لأنه افضلها ولكنني
توقفت عنده وشدني بقوة
شكرا ودام نيضك

صقر أبوعيدة
27-02-2010, 08:36 PM
شاعرنا الأستاذ محمد ذيب
حضوركم البهي يسعدني
والثناء أنتم أهله وأولى به
حفظك المولى

د. سمير العمري
16-05-2010, 11:26 PM
أرى الشاعرية تتفوق فيك وتنمو بثقة وبهاء.

حرفك هنا كان رصينا وصورتك جميلة وأداؤك عاليا!

دام هذا الألق وارتقى!

ودمت مبدعا محلقا في أفياء الواحة.


تحياتي

صقر أبوعيدة
17-05-2010, 06:05 AM
د. سمير العمري

بين الفترة والفترة أراك تضيء متصفحي
وتتكرم بطلتك البهية على النص وصاحبه
بوركت أخي
وطاب حضورك
حفظك المولى

محمد إبراهيم الحريري
17-05-2010, 10:33 AM
نص مترع بالشاعرية ، وتوظيف موفق لعناصر الطبيعة خدمة للفكر .
أعجبت بصورك الصادمة حقا
وفقك الله