ميسر العقاد
28-02-2010, 06:58 PM
في ظلال المولد
خبء السماء
بمكّة أشرق وجه الحبيب= شروقٌ وما بعده من غروب
أيا شمس مكة طال الظلام= وأعيى القوافلَ خبط ٌالدروب
وفي الشام شمس علاها الكسوف=تطوّقها ظلمات الغيوب
وضاق على الأرض رحبُ الفضاء= وقد أيقنتْ بالهلاك القريب
وقد قارفتْ كلَّ ذنب عظيم =فصدرُ السماء عليها غضوب
وظُنَّ بأمر السماء الظنون= وقد بلغت للحلوق القلوب
طلعت َأيا رحمة العالمين= ففرّجتَ بعد الإياس الكروب
و أيقنتِ الأرض أن السماء = أقالتْ لها عثراتِ الذنوب
فيا أرض جاءك مسكُ الختام= وأُغلق باب ُالسماء الرحيب
حبتكِ بكنز الوجود القديم = وقد كان خبئا ببحر الطيوب
هوالخبء كم طال بحث الوجود= ونفس السماء به لا تطيب
فيا فرحة الأرض بعد الإياس= بمولودها إذ ْغزاها المشيب
أمكّةُ تنسينَ صوت الخليل= وما زلتِ قفراً بواد كئيب
وقد قطع المهلكاتِ القفار= ليُطلعَ شمسَك ليس تغيب
لمجْدكِ أودع بعض الفؤاد= لديك وكاد حشاه يذوب
لتَهوي إليكِ جميع القلوب= وتفضي إليك جميع الدروب
ومن بعد ذا كله تجحدين=إذا طلعت شمس ذاك الحبيب
ويا ليتها رضيت بالجحود= فهبت لتطفئها لا تؤوب
سوى ثلّة أنجبتها النجوم= فشنّت على الظلمات الحروب
وثابت إليه كطفل يتيم= رأى أمّه بعد طول المغيب
فأودع فيها بذار الضياء= تصبّ عليه السماء الصُّيوب
فشبَّت تشقُّ عنان الفضاء= وما همّها للرياح هبوب
وما ضرَّها لهبٌ أو حريق = ففيها اخضرار الحياة القشيب
فآتتْ سريعا عظيم َالثمار= تََرَقُّبها الأرض بعد السُّغوب
ومدّت بأغصانها في البلاد = تُظِلُّ الشمال بها والجنوب
فبوركتَ يا سيد الزارعين= وحُيّيتَ تسقي بخير ذ َنوب
جعلت الصحاري جنان النعيم= يتيه بها كلُّ واد خصيب
وفجّرت في الصخر نبع الحياة= تدفّقَ ليس له من نضوب
جعلت البداةَ رعاة الجمال= رعاةً أساتذة ًللشعوب
وأضحت خيامهم ُجامعات= تحج ُّالعلوم إليها تثوب
مفاتحَ أرواحهم أسلموك= وكانت مغلّقةً لا تجيب
فأسلمتَهم في السماء العروش=وعرشَ البلاد وعرش القلوب
ثلاثا وعشرين لا تستريح= وترتاح عندك كلّ الخطوب
وعاداك قومك والأقربون= وكنت لديهم أعزّ حبيب
وكنت الصدوق وكنت الرشيد= فهاهم رموك بكل معيب
ولو شئتَ قد أسلموك الرقاب= وكنت المليك العظيم المهيب
إذا ما ركنتَ قليلَ الركون= إلى الأرض وهي الفتاة اللعوب
فلم ترض غير حياة العبيد= فعرش السماء لكم عن قريب
وآذوك حتى بكتكَ السماء= وهمّت بهم بالدمار الرهيب
ولولا اصطبارك كانوا كعاد= فما كنت إلا الرؤوف الطبيب
وتدعوهم دائبا للنجاة*= وكلهم في أذاك دؤوب
ومن أدّب الله كيف يكون=وجبريل صاحبه والرقيب؟!
فصبرا ففي القدس تنسى العناء=إمام النبيين ثم الخطيب
وبعد تعال لقدس السماء= وجبريل عن ناظريك يغيب
تناديه جبريل أين تروم = وتتركني في المقام العصيب
فحيّيت ربك مامن حجاب= مقام الحبيب يناجي الحبيب
وأهداك خير الهدايا الصلاة=ليعرج مثلك كلُّ منيب
أمكةُ أجدبتِ رغم السحاب= روى منك كلَّ الذرى والسهوب
وداعا وأنت أحب البقاع= إليّ ولكنّ عَودي قريب
سآتيك تسبقني العاديات= فجُدِّي إنِِ اسطعت منّي الهروب
لأفتح عينيك تأبى الضياء= برغمك يا للعناد العجيب
إلى المجد أدعوكِ ثمّ الجنان= و تدعينني للردى والحروب
تكاد تمزّقني الحسرات= عليكِ وقلبي حزينٌ يذوب
ستسلب يثربُ منك الضياء= كذلك قد حدّثتني الغيوب
هنالك أُسقى بماء العيون = وأسكن بين سويدا القلوب
هنالك أزرع خير النجوم= لتخلفني إذ يحين المغيب
هنالك أثوي قرير الفؤاد = ونفسيَ عند الوداع تطيب
خبء السماء
بمكّة أشرق وجه الحبيب= شروقٌ وما بعده من غروب
أيا شمس مكة طال الظلام= وأعيى القوافلَ خبط ٌالدروب
وفي الشام شمس علاها الكسوف=تطوّقها ظلمات الغيوب
وضاق على الأرض رحبُ الفضاء= وقد أيقنتْ بالهلاك القريب
وقد قارفتْ كلَّ ذنب عظيم =فصدرُ السماء عليها غضوب
وظُنَّ بأمر السماء الظنون= وقد بلغت للحلوق القلوب
طلعت َأيا رحمة العالمين= ففرّجتَ بعد الإياس الكروب
و أيقنتِ الأرض أن السماء = أقالتْ لها عثراتِ الذنوب
فيا أرض جاءك مسكُ الختام= وأُغلق باب ُالسماء الرحيب
حبتكِ بكنز الوجود القديم = وقد كان خبئا ببحر الطيوب
هوالخبء كم طال بحث الوجود= ونفس السماء به لا تطيب
فيا فرحة الأرض بعد الإياس= بمولودها إذ ْغزاها المشيب
أمكّةُ تنسينَ صوت الخليل= وما زلتِ قفراً بواد كئيب
وقد قطع المهلكاتِ القفار= ليُطلعَ شمسَك ليس تغيب
لمجْدكِ أودع بعض الفؤاد= لديك وكاد حشاه يذوب
لتَهوي إليكِ جميع القلوب= وتفضي إليك جميع الدروب
ومن بعد ذا كله تجحدين=إذا طلعت شمس ذاك الحبيب
ويا ليتها رضيت بالجحود= فهبت لتطفئها لا تؤوب
سوى ثلّة أنجبتها النجوم= فشنّت على الظلمات الحروب
وثابت إليه كطفل يتيم= رأى أمّه بعد طول المغيب
فأودع فيها بذار الضياء= تصبّ عليه السماء الصُّيوب
فشبَّت تشقُّ عنان الفضاء= وما همّها للرياح هبوب
وما ضرَّها لهبٌ أو حريق = ففيها اخضرار الحياة القشيب
فآتتْ سريعا عظيم َالثمار= تََرَقُّبها الأرض بعد السُّغوب
ومدّت بأغصانها في البلاد = تُظِلُّ الشمال بها والجنوب
فبوركتَ يا سيد الزارعين= وحُيّيتَ تسقي بخير ذ َنوب
جعلت الصحاري جنان النعيم= يتيه بها كلُّ واد خصيب
وفجّرت في الصخر نبع الحياة= تدفّقَ ليس له من نضوب
جعلت البداةَ رعاة الجمال= رعاةً أساتذة ًللشعوب
وأضحت خيامهم ُجامعات= تحج ُّالعلوم إليها تثوب
مفاتحَ أرواحهم أسلموك= وكانت مغلّقةً لا تجيب
فأسلمتَهم في السماء العروش=وعرشَ البلاد وعرش القلوب
ثلاثا وعشرين لا تستريح= وترتاح عندك كلّ الخطوب
وعاداك قومك والأقربون= وكنت لديهم أعزّ حبيب
وكنت الصدوق وكنت الرشيد= فهاهم رموك بكل معيب
ولو شئتَ قد أسلموك الرقاب= وكنت المليك العظيم المهيب
إذا ما ركنتَ قليلَ الركون= إلى الأرض وهي الفتاة اللعوب
فلم ترض غير حياة العبيد= فعرش السماء لكم عن قريب
وآذوك حتى بكتكَ السماء= وهمّت بهم بالدمار الرهيب
ولولا اصطبارك كانوا كعاد= فما كنت إلا الرؤوف الطبيب
وتدعوهم دائبا للنجاة*= وكلهم في أذاك دؤوب
ومن أدّب الله كيف يكون=وجبريل صاحبه والرقيب؟!
فصبرا ففي القدس تنسى العناء=إمام النبيين ثم الخطيب
وبعد تعال لقدس السماء= وجبريل عن ناظريك يغيب
تناديه جبريل أين تروم = وتتركني في المقام العصيب
فحيّيت ربك مامن حجاب= مقام الحبيب يناجي الحبيب
وأهداك خير الهدايا الصلاة=ليعرج مثلك كلُّ منيب
أمكةُ أجدبتِ رغم السحاب= روى منك كلَّ الذرى والسهوب
وداعا وأنت أحب البقاع= إليّ ولكنّ عَودي قريب
سآتيك تسبقني العاديات= فجُدِّي إنِِ اسطعت منّي الهروب
لأفتح عينيك تأبى الضياء= برغمك يا للعناد العجيب
إلى المجد أدعوكِ ثمّ الجنان= و تدعينني للردى والحروب
تكاد تمزّقني الحسرات= عليكِ وقلبي حزينٌ يذوب
ستسلب يثربُ منك الضياء= كذلك قد حدّثتني الغيوب
هنالك أُسقى بماء العيون = وأسكن بين سويدا القلوب
هنالك أزرع خير النجوم= لتخلفني إذ يحين المغيب
هنالك أثوي قرير الفؤاد = ونفسيَ عند الوداع تطيب