تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رغبـــــات



أحمد عيسى
28-02-2010, 07:40 PM
http://photos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash1/hs291.ash1/21876_272252151445_610936445_3586379_5490603_a.jpg


دعاني لبيته ، تناول معي طعام العشاء ثم مات ..

خرجت محطمة ، أشعر أن الناس كلهم يراقبوني ، أمام البحر وقفت بالسيارة ، ترجلت ، وغصت حتى قمة رأسي بمياه باردة ، كالرجفة التي تسري في أوصالي ..
تفضلي .. قالها بلطف ، بأدب شديد ، لكن نظرة ذئب كانت تختفي خلف ملامحه الطيبة ..
كان قد أعد كل شيء ..
الشموع التي تنير ثنايا المكان ، الشراب ، الطعام ، والسرير الذي كان يريد تحطيمي فيه ..
صامتة تناولت الطعام ، وكان هو يتحدث ، وجهه كان يتلون بألف لون أمام ناظري ، وجهه المتغضن الذي يبدو كوجه غول من القصص القديمة ..
سينتهي غرورك بعد لحظات .. سيذوي تاريخك خلف أنوثتي التي ضاعت سدى ..
إلى مكان الجريمة اقتادني رغماً عني ،إلى حيث أعد سريره/لحده... لم يستخدم العنف لكني كنت أنقاد كنعجة تساق إلى حتفها .. أم هو العكس ..لا أدرى ..
هناك اشتعلت نظرته الشيطانية .. قال أنه حقه ، وسيحصل عليه ولو بالقوة ..
هالني منظره ، أي شهوة تلك التي تعصف بعقلك وتطيح برجولتك حيث حيوانيتك ..
تعريت من كل شيء ، بإرادتي ، تراجع للخلف كالمصدوم .. لم يتوقع هذا ..
كان يتوقع مقاومة عنيفة ، صراخ ، أي شيء إلا هذا ..
نظر إلى صدري بصمت قاتل.. هذا الجسد الغامض ، تصرخ ذراته برغبة كان يكتمها طويلاً ..
تهاوى على السرير ، دفن رأسه بين راحتيه وراح يبكي كالأطفال ..
- لماذا تفعلين هذا ؟ لماذا ؟
أيها الوحش المستتر بقناع طفل ، أتبكي وقد أضعت أنوثتي ..؟ لست ملكك يا هذا .. لست لك ..
أعمل خنجري /أظافري في ظهره ..
يحتضنني ..
يتلمسني ..
يتحسس ساقي ..
يتلوى أمامي بنظرة ملتاعة ..
تناولنا العشاء معاً .. ثم مات .
أخرج رأسي من المياه وقد كدت ألفظ أنفاسي ..
تخلصت من ملابسي كلها ، لفظت الماضي ، نزعت خاتم صغير من يدي اليسرى ، وألقيت به إلى أبعد ما أستطيع ..
هناك .. حيث ينتهي كل شيء ..
سأعود لأبكيه .. سأعود لأندب حظي وأمزق ملابسي الجديدة التي اشتريتها خصيصاً لهذه المناسبة ..
سأعود أخرى ثرية ..
يتهامسون من بعيد .. قتلت زوجها ..
لم أكن أسمعهم ، كنت بدنيا أخرى ، حيث حلم الثراء ..
- لقد أحببتك .
كانت آخر ما تلفظ به ويده تنزلق على جسدي لتهوي ..
- وأنا فعلتُ بطريقةٍ ما ..
وانصرفتُ بكبرياء أنثى ..
قاتلة .



****

رأفت علي جبر
28-02-2010, 07:59 PM
الحبيب أحمد
قرأتها هناك..
جميلة, مرهفة كما هي أحاسيسك دائماً
مباركتي لك على جميل الثقة المولاة, كلّي ثقة أنك لها أهل
أسأل الله العظيم ان يوفقكم دائماً لما يحبه ويرضاه
دم مشرق النفس والروح, واجعل رغباتك , رغبة واحدة "أن تدخلني ربّي الجنة"
محبكم دائماً
د.رأفت علي

آمال المصري
01-03-2010, 10:35 AM
فكرة النص ليست جديدة لكنها هنا مختلفة حيث امتلك القاص أدواته التي تؤكد أنه أهلاً لذلك .
الكل يموت مرة واحدة وهنا مات البطل مرتين مرة بالحرمان .. وأخرى بالعطاء , وإن لم تفعل ذلك لقُتِلت إنسانيتها على عتبات رغباته .

دعاني لبيته ، تناول معي طعام العشاء ثم مات ..
رأي شخصي أستاذي الفاضل ... لو حذفت الجملة التي بدأت بها النص لكان التشويق أكثر روعة
دمت بكامل هذا الألق الباذخ

ابراهيم السكوري
03-03-2010, 01:25 PM
سلام الله عليك يا أحمد
أهنئك على هذا الإبداع الهادف ... لقد قلت و أحسنت سردا ووصفا ..
غير أنني أسجل بعض الضبابية تصنعها الضمائر أحيانا..
كما أنني لا حظت بعض الهنات النحوية و هي ليست معتادة منك .. أرجو أن تعاود قراءة النص لعلك أغفلت ...
كل المحبة و التقدير ..

أحمد عيسى
15-03-2010, 09:12 PM
الحبيب أحمد
قرأتها هناك..
جميلة, مرهفة كما هي أحاسيسك دائماً
مباركتي لك على جميل الثقة المولاة, كلّي ثقة أنك لها أهل
أسأل الله العظيم ان يوفقكم دائماً لما يحبه ويرضاه
دم مشرق النفس والروح, واجعل رغباتك , رغبة واحدة "أن تدخلني ربّي الجنة"
محبكم دائماً
د.رأفت علي
الأخ والصديق الحبيب : د. رأفت

وتلك أسمى الأمنيات يا صديقي .. نسأل الله أن نكون من أهل الجنة ..

أشكرك أيها الرائع على مرورك الراقي ..

أحمد عيسى
15-03-2010, 09:29 PM
فكرة النص ليست جديدة لكنها هنا مختلفة حيث امتلك القاص أدواته التي تؤكد أنه أهلاً لذلك .
الكل يموت مرة واحدة وهنا مات البطل مرتين مرة بالحرمان .. وأخرى بالعطاء , وإن لم تفعل ذلك لقُتِلت إنسانيتها على عتبات رغباته .

دعاني لبيته ، تناول معي طعام العشاء ثم مات ..
رأي شخصي أستاذي الفاضل ... لو حذفت الجملة التي بدأت بها النص لكان التشويق أكثر روعة
دمت بكامل هذا الألق الباذخ

الفاضلة : رنيم ..

رأيك هذا شاركك فيه أكثر من قارئ قرأ هذه القصة ..
رغم أنني مقتنع برأيكم جميعاً ، الا أنني وجدت هذا المدخل -الصادم مناسباً للقصة ولجوها النفسي ، حيث تبدأ القصة بمشهد الفتاة وهي تغوص بالبحر ، بعدما مات زوجها بين يديها ، ثم تبدأ في استعراض احداث اليوم وصولاً الا لحظة مقتله ..

أشكرك على مرورك الرقيق

د. سمير العمري
30-03-2010, 08:40 PM
قصة جميلة تظهر أدوات مميزة عند القاص أجاد في استخدامها ، وبالفعل أحسنت القتل مرتين مرة بالعطاء وأخرى بالحرمان.

ولعلني أجد ما رأت رنيم أصوب رغم تفهمي لرأيك فإن الاتكاء على حدث ما ثم الاسترجاع بعدها لأحداث كفيل بإحداث ما أردت دون أن يفقد القصة عنصر التشويق والمفاجأة.

دام ألقك!


تحياتي

حسام محمد حسين
30-03-2010, 08:50 PM
علي الرغم من برودة المياة إلا أن قلبها كان أكثر برودة.

دمت مبدعاً

محمد ذيب سليمان
30-03-2010, 09:18 PM
الأستاذ احمد
لأول مرة أرى القتل جميلا
فكرة القتل لا توافق الفطرة السليمه ولكنك جعلتها كذلك
وهيأت شخصية يناسبها الحدث حيث صورنه بوجه متعفن وغول
غرور نظرة شيطانية الى ما هنالك من أوصاف جعلت منا نستسيغ فكرة القتل
ولا ندعوها مجرمة
بل ندعوه مغتصبا
وفقت في اقتياد أفكارنا الى حيث شئت
دمت مبدعا

أحمد عيسى
07-05-2010, 10:48 PM
سلام الله عليك يا أحمد
أهنئك على هذا الإبداع الهادف ... لقد قلت و أحسنت سردا ووصفا ..
غير أنني أسجل بعض الضبابية تصنعها الضمائر أحيانا..
كما أنني لا حظت بعض الهنات النحوية و هي ليست معتادة منك .. أرجو أن تعاود قراءة النص لعلك أغفلت ...
كل المحبة و التقدير ..

الأخ العزيز : ابراهيم السكوري

أشكرك كثيراً على مرورك الراقي الجميل ..
أقدر ملاحظاتك كثيراً وأشكرك عليها ، وكنت أتمنى أكثر لو نبهتني لهذه الهنات ، التي لم أنتبه لها ..

أحييك صديقي .. أسعدني وجودك هنا

كريمة سعيد
08-05-2010, 12:03 AM
المبدع أحمد عيسى

قصة جميلة وصياغة بديعة بأسلوب شيق وحبكة رائعة

ولكن كما قالت الأخت رنيم لو حذفت هذه "دعاني لبيته ، تناول معي طعام العشاء ثم مات ..

لكانت أجمل وأكثر تشويقا

تحياتي وتقديري

ابن الدين علي
08-05-2010, 12:10 AM
أخي أحمد ببراعتك جعلتنا نتقبل قتله و حتى ولم تقتله هي لتمنينا قتله .. القصة أقل ما يقال عنها أنها حميلة، أضم صوتي للأخت رنيم حول ملاحظتها عن الجملة المفتاحية التي بدأت بها القصة...
تحياتي اليك.

ربيحة الرفاعي
24-10-2013, 05:44 PM
أي قلب ميت في صدرها
وأي قلب مختلف ينبض في صدره

قص شائق بيراع مقتدر لقاص يملك أدواته ويعرف كيف ينسج خيوط فكرته

دمت مبدعا

تحاياي

أحمد عيسى
25-10-2013, 05:12 PM
قصة جميلة تظهر أدوات مميزة عند القاص أجاد في استخدامها ، وبالفعل أحسنت القتل مرتين مرة بالعطاء وأخرى بالحرمان.

ولعلني أجد ما رأت رنيم أصوب رغم تفهمي لرأيك فإن الاتكاء على حدث ما ثم الاسترجاع بعدها لأحداث كفيل بإحداث ما أردت دون أن يفقد القصة عنصر التشويق والمفاجأة.

دام ألقك!


تحياتي

أستاذي أمير الواحة : دكتور سمير العمري

سعيد بمعانقتك لنصوصي ، متشرف بهذا الود الذي تحيطني به ، وأفخر أن قلمي قد حاز ولو جزء من اعجاب أمير الأدب ، وكوكبة الرائعين هنا

شكراً لك ، ولسوف أخذ بملاحظتك بعين الاعتبار ، اذا ما عدلت على النص لنشر أو ما شابه

كن بخير دائماً

عبد السلام هلالي
25-10-2013, 09:22 PM
نص جميل في لغته و انسيابته صوره و انزياحاته و في طريقة تناوله للفكرة،
أحييك على هذا الإبداع أخي أحمد .

نداء غريب صبري
19-11-2013, 11:56 PM
قصة مكتوبة بعناية وبأسلوب جميل
وفكرتها الرائعة جعلت تأثيرها فينا كبيرا

شكرا لك أخي احمد

بوركت

خلود محمد جمعة
22-11-2013, 10:10 PM
لا اعرف هنا من القاتل ومن المقتول
قتلها حيا وميتاً
وقتلت روحها في حياته وفي موته
دام اليراع مبدعا
دمت بخير
مودتي وتقديري

ناديه محمد الجابي
04-02-2024, 11:07 AM
بمرونة في السرد المتمكن الذي يأخذ بأنتباه وبتفاعل المتلقي
كانت هذه الدراما الحركية التي تحرك الأحداث بتصاعد درامي يرسم صورة
لعجزها وعجزه عن صنع حياة قائمة على الفضيلة
واسترجاع ليوم القتل عبر سرد بديع يجعنا نستسيغ القتل ونستحسنه.
الصياغة رائعة والتصوير دقيق والمشاهد معبرة في قصة مؤثرة
بحكائية مشوقة وبيراع لامع لكاتب مبدع يفعل ذلك بمهارة.
دمت بكل خير.
:v1::nj::0014: