المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثورة الأقنعة



الطنطاوي الحسيني
02-03-2010, 06:51 PM
"قام من نومه فزعا يبحث عنه مع غلظة محاولة الزوجة لتنهضه من السرير إذ اعتاد على ارتداء هذا القناع الناعم الأملس -ولو فيه بعض الذل -تناول فطوره اختصم الأولاد وتشاجروا مع بعضهم البعض أمامه فخلع الأول ثم لبس قناعا آخر غليظ معتم يتلون بتلون المواقف الفظة ثم صرخ فيهم اسكتوا يا أولاد الــ ..... و الـ....والـ... الناس بتخلف كي ترتاح أما أنا – وكأنه ينتقم من ذل الآول في لبس هذا والذي يتمتع بارتدائه كثيرا ،ارتدى بذلته الأنيقة مع قناع العمل وحين خرج من البيت خلع قناع العمل إذ أنه لم يصل إليه بعد وارتدى قناعا أخر يتسم بالحشمة والوقار و الشخصية الجذابة العاقلة حتى يمشي بضعة امتار بين بيوت أهله ومعارف قريته ليصل لسيارته ما لبث ان خلعه وارتدى آخر يشعره بالزهو والعزة والتعالي والكبرياء إذ من عنده مثل ما عنده من هذه السيارة الفارهة والتي منظرها يبهر من له لب او ليس له وهم كثير وكأن راكبها وزير من الوزراء وصل إلي عمله ارتدى قناع العمل وفجأة احتك كتفه مع كتف مديره وهو يدخل الشركة فبسرعة صارعة وصارخة ايضا ارتدى قناعا يقارب القناع الذي يرتديه لزوجته في البيت بيد أن لونه مختلف فيتنحى ويرجع للخلف خطوتين ثم ينثني مع مد احدى يديه للمدير قائلا له عفوا سيدي
حضرتك الآول فأنت الأول في كل شيئ فكيف لا تكون الآول في الدخول واليد الآخرى على هيئة التعظيم او تكبير اقامة الصلاة خرج من العمل قابل بعض أصحابه العقلاء الخيير ين فبسرعة ارتدى قناعا يناسبهم رغم انهم خبيرين بكل اقنعته أهلا اخواني الآفاضل أهلا أحبتي وأخذ كل واحد منهم قسطه من التبجيل والعرفان ولا ينسى أن يضع بعض البهارات بكلمة اخي لكل واحد منهم أو شكرا أخي في النهاية أو حتى جزاك الله خيرا مضى إلي المسجد فرأي الشيخ المهيب فأنحنى يكاد يلمس قدميه ثم اعتنقه ثم عزمه على الغداء عنده دخل الشيخ الذي لا يرد دعوة أحد – إلا نادرا - حتى ينال الثواب توقف الشيخ أمام باب البيت حتى يدخل هو الآول فيصلح شأن بيته وأولاده
فدخل وسمع الشيخ جلبة وصراخا وعويلا ولطمة كادت ترده من حيث أتى خرج صاحبنا ثم أشار له بالدخول وهو يحاول ارتداء قناع التبجيل والكرم للشيخ ولكن الشيخ فاجأه بأنه سيعود مرة أخرى فاعتذر له وتشبث به لابد ان نتناول الغداء معا لن اتركك تغادر ابدا هذا بيتك زوجتي رحبت بك كامل الترحيب والبيت على اتم استعداد لاستقبالك فضحك الشيخ ثم قال له يابني: سبحان الواحد الأحد الفرد الصمد "ما جعلَ اللهُ لرجلٍ من قلبين في جوفه"و أشار له أن يغير قناعه فقد ارتدى قناع زوجته وما زالت آثار الصفعة شاهدة على ما حدث بالداخل ."


أرجو ألا أكون فقدت خصائص القصة في رحلة البحث عن الشعر
وأرجو أن تحوز الرضا والذائقة
دمتم مبدعين

أحمد عيسى
02-03-2010, 06:57 PM
أضحك الله سنك أخي الطنطاوي ..
ألهذه الدرجة كانت يدها " غليظة "

نعم ان الناس يتلونون بألف قناع ، يعانون من ازداوجية في الشخصية ، يهان في الخارج فيهين زوجته ، أو يهان في البيت فيهين موظفين ، يلبس كل يوم قناع بمليون لون ..

أحببتها أستاذي ، لكني لم أحب أسلوب التلقين ، والمباشرة في ايصال الفكرة ..
فلو أنك رويت لنا طريقة تعامله مع زوجته ، ثم رحلته للعمل ، دون أن تشرح لنا أنه ارتدى قناعاً ما ، لوصلت الفكرة بطريقة أفضل ..
مجرد رأي ، لا يقلل من قيمة القصة وجدية طرحها ..

أحييك

ابراهيم السكوري
02-03-2010, 08:34 PM
سلام الله عليك أخي الطنطاوي..
سعدت بقراءة حرفك ...
فكرة القصة رائعة فهي تنقل .. الازدواجية في الشخصية لدى الكثيرين في قالب قصصي.. لكن اقول إن أسلوبها ليس فاتنا جذابا كما اعتدت منك ... ثم لم غيبت تقريبا بالجملة علامات الترقيم ؟ لا شك أنها ستزيد النص إشارات دلالية ..
تقبل كل التقدير ايها العزيز ، ودمت أديبا أريبا .

الطنطاوي الحسيني
02-03-2010, 08:52 PM
ايها الاحباب ما رأيكم أن نحذفها أو نحولها ثم نعيدها إليكم بعد اختمارها رائعة جميلة فإنني أيضا
غير راض عنها
هذا يتوقف على رؤية احبابي المشرفين والمبدعين

ابراهيم السكوري
02-03-2010, 08:57 PM
هههههههههههههه
لا تحذفها أيها الحبيب لكن لك ان تعدل فيها ما تراه ضروريا

ربيحة الرفاعي
10-11-2013, 03:53 PM
كثر هم الملونون، يرتدون لكل لحظة قناعها ، ولكل موقف ملامحه، ولا يعرف حقيقة وجوههم البشعة غير من عاش لحظة سقوط الأقنعة عنها

ذكرتني قصتك بمقولة لأميرنا الدكتور سمير العمري في وحي الخاطر تقول

لَيسَ مِنَ الحِكْمَةِ أَنْ تَنْزِعَ قِنَاعًا عَنْ وَجْهٍ سَتُؤْذِيكَ بَشَاعَتُهُ

قصة ذات مغزى كبير
دمت بخير مبدعنا

تحاياي

خلود محمد جمعة
13-11-2013, 04:10 PM
من ارتدى الكثير من الأقنعة ظاناَ أنه يخدع الناس و هو بالحقيقة المخدوع بتصديق أقنعته
وإرضاء الناس غاية لا تدرك
القناعة بالذات هي الحقيقة التي يجب ان نرتديها
دمت بخير
مودتي وتقديري

الطنطاوي الحسيني
07-12-2013, 10:02 PM
كثر هم الملونون، يرتدون لكل لحظة قناعها ، ولكل موقف ملامحه، ولا يعرف حقيقة وجوههم البشعة غير من عاش لحظة سقوط الأقنعة عنها

ذكرتني قصتك بمقولة لأميرنا الدكتور سمير العمري في وحي الخاطر تقول


قصة ذات مغزى كبير
دمت بخير مبدعنا

تحاياي

نعم اختاه ام


الفاضلة ام ثائر

وما قاله الحبيب د سمير نحن نتعلم منه و يحدث لنا كثيرا لان بيننا جميعا قاسم مشترك نسال الله الثبات
دمت مبدعة حرة ابية

نداء غريب صبري
09-03-2014, 06:13 PM
قصتك طريفة أخي وهي واقعية أيضا
كل الناس من حولنا يرتدون الأقنعة وينزعونها حسب المواقف

شكرا لك

بوركت

عبد السلام هلالي
09-03-2014, 08:57 PM
نص خفيف بأسلوب مباشر أحيانا ،جمع الطرافة و عمق الطرح.
ومن الناس من تفوق على الحرباء في تغيير جلده و لونه.
تحيتي و تقديري أخي الطنطاوي

الطنطاوي الحسيني
17-03-2014, 11:24 AM
من ارتدى الكثير من الأقنعة ظاناَ أنه يخدع الناس و هو بالحقيقة المخدوع بتصديق أقنعته
وإرضاء الناس غاية لا تدرك
القناعة بالذات هي الحقيقة التي يجب ان نرتديها
دمت بخير
مودتي وتقديري

اشكرك اختي المبدعة خلود جمعة
و لقد نظرت اليها من ناحية ايجابية للغاية
ثبتنا الله على الحق دائما
كان عندنا اخ داعية كريم يقول
يابني متلبسشي كام بادلة هي بدلة واحدة وانفضينا
دمت مبدعة ابدا