المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وكان الأمر



مبارك الهاجري
10-03-2010, 09:20 AM
وكان الأمرُ على ما يشتهي الفضولُ منكِ، وكان أن انكشفتُ عليكِ فسقطتُ من البرجِ العاجي الذي صنعته خواطرُ غموضي في نفسك، وشدة جاذبيتي لكِ؛ إذ لم أكن بين يديك فتملكتني، تماماً كما يفقد الكاتب أو الأديبُ صورته البهيَّة المنعكسة عن أحرفه في صدور قرائه أو معجبيه ساعةَ أن يسمح لهم بالاقتراب منه أكثر، فيطلعهم على بعضٍ من الأمورِ التي لا تبرزُ إلا بإخفائها، ولا تُشتهى إلا حين أن تحاط بتمنُّع، فهي تُبتغى في كونها غامضةً لا واضحة!، فالقارئ مثلكِ في هذه الحالة لا يخرج إلا وقد غَنِم، وأدركَ بأنّ السببَ الذي بيني وبينه قد انتفى، وما من جديدٍ يبعثُ انكبابكِ عليَّ إلا أن أكونَ شخصاً آخر غيري!.

إيهِ يا هذه، أتذكرين تلك الورقةَ التي تقدَّمتِ بها إليَّ، مُطَلْسِمَةً بها إيَّاي حتى أكاد لا أعرفني، بل إنني وددتُ حينها أن ألتقي بذلك الكائن الذي ما كان إلا أنا ـ حسب قولكِ ـ فضلاً عن أن أقضي عمراً أفتخر بأن أكونه، بيد أني علمتُ فيما بعد بأنَّني ما كنتُ في ورقتكِ تلك إلا وسيلةً لغايتك فيَّ خارجها. وهذا معدودٌ في غياهب نفسك والآخرين من الطباع المحمودة التي نفدي بها نظراءنا في سبيل المحبة؛ وما ذلك إلا مما راق لكِ بعد أن راج عندكِ، والحقيقة بمنحى لا يتقاطع واعتناقكِ بهذا المبدأ، ولتعلمي بأنَّك صادقةٌ ولكن مع حاسة طمعكِ في أن أكون مطمعاً لكِ عبر صورةٍ ناظرتني بها بعين الجلالة، ومُحِقَّةٌ ولكن في انخداعكِ لهوى النفسِ الذي زيَّفنا إلى بعض؛ بيد أنَّ إفاقتكِ منه أجلى مما عليه صاحبكِ الآن، ويا حسرتي إذ كنتُ أجلدني بسياط الأسئلة التي أرى فيها أثرَ العطفِ ممزوجاً بلومٍ أعلمُ أنَّه لن يكشف عن سوءتي هذه؛ ولكنه أقرب إلى أن يكون ألماً راسياً عليَّ فيما بعد، وهو مما لا أوده من بواقيكِ التي أعودُ معها إلى أحلامٍ تحقَّقت على غيرِ دنياي هذه، وإلى قواعدَ ما خِلتُ أن يقوم عليها الكونُ يوماً ما؛ ولكنَّه القليلُ الذي ما أسكرَ كثيره يا هذه!.
إيهِ يا هذه وقد مضى على ذلك العهدِ فِراقُ ما بيني وبيني الذي أخذتِهِ معك، فما أنا بعده في حلٍّ من نفسي ولا عنها؛ ولكنني أصطلحُ معها في ماضيكِ الذي يُنعشُ بربيعه ونسيمه حاضراً لا يأنسُ به قلبي ولا يألفه.
وإيه يا هذه وما أجمل الذكرى التي لا تتأتى إلا بكِ في زمنٍ كنتُ فيه فارس أحلامك، وصادقَ أيَّامِك، وآيةَ الواقعِ الأجمل، والذي بشأنهِ بقيتُ أنفسَ ما لكِ عندي!.

ثائر الحيالي
10-03-2010, 09:31 AM
الأستاذ القدير مبارك الهاجري

خُط الحرف ..برؤية شاعر ..

وتداعت هواجس النفس ما بين ذكرى تحاول الإنسلاخ عنها ..وبين جرح لم تندمل بعد أسباب تقرحه ..

رسالة أدبية رائعة..أوصلت بجزالة مبتغاها..

سلمت..وسلم مدادك

محبتي

فدوى يومة
10-03-2010, 04:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القدير مبارك...
وكان ما كان وتضل الذكرى تجرنا نحو ما كان لصورهم العالقة بنا حرفك راق ايها القدير
دمت بسعادة
امتناني لك والتحية

عبد الرحمن الكرد
10-03-2010, 04:36 PM
القدير مبارك
حرف راقي وعبارة جزله
تقديري لقلمك
تحياتي

عبدالله المحمدي
10-03-2010, 09:30 PM
حوار صريح

ترتسم من زواياه بعض العتمه ......ويجسد في ثناياه معاناة الالم

استوقفني هذا الحوار (النص) كثيرا

تحياتي لك اخي مبارك

هشام عزاس
10-03-2010, 10:55 PM
الجميل / مبارك الهاجري

و كان الأمر / قرأت النص أكثر من مرة ، و تذوقت هذا الحرف الذي يتقن التعبير عن أدق تفاصيل الحس ، و يخترق عوالمه الغامضة ، ليستقرأ الآخر من خلال مخطوط !!

دمت بهي الحرف و الرسم ...

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام

مبارك الهاجري
13-03-2010, 11:39 AM
الأستاذ القدير مبارك الهاجري

خُط الحرف ..برؤية شاعر ..

وتداعت هواجس النفس ما بين ذكرى تحاول الإنسلاخ عنها ..وبين جرح لم تندمل بعد أسباب تقرحه ..

رسالة أدبية رائعة..أوصلت بجزالة مبتغاها..

سلمت..وسلم مدادك

محبتي

صدقني يا ثائر أفدتُ منك الكثير في بضع كلامك هذا!.
بارك الله فيك!.

مبارك الهاجري
20-03-2010, 02:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القدير مبارك...
وكان ما كان وتضل الذكرى تجرنا نحو ما كان لصورهم العالقة بنا حرفك راق ايها القدير
دمت بسعادة
امتناني لك والتحية
وعليكم السلام يا فدوى
سعدتُ بحضورك، وسُررتُ بهذا التقدير!.
بوركتِ!.

مبارك الهاجري
25-03-2010, 07:03 AM
القدير مبارك
حرف راقي وعبارة جزله
تقديري لقلمك
تحياتي

مودتي أيا عبد الرحمن!.

مبارك الهاجري
25-03-2010, 07:06 AM
حوار صريح

ترتسم من زواياه بعض العتمه ......ويجسد في ثناياه معاناة الالم

استوقفني هذا الحوار (النص) كثيرا

تحياتي لك اخي مبارك

سعيدٌ بحضورك يا عبد الله!.
كُن بخير!.

مبارك الهاجري
25-03-2010, 07:13 AM
حوار صريح

ترتسم من زواياه بعض العتمه ......ويجسد في ثناياه معاناة الالم

استوقفني هذا الحوار (النص) كثيرا

تحياتي لك اخي مبارك

سعيدٌ بحضورك يا عبد الله!.
كُن بخير!.

مبارك الهاجري
03-04-2010, 11:18 PM
لجميل / مبارك الهاجري

و كان الأمر / قرأت النص أكثر من مرة ، و تذوقت هذا الحرف الذي يتقن التعبير عن أدق تفاصيل الحس ، و يخترق عوالمه الغامضة ، ليستقرأ الآخر من خلال مخطوط !!

دمت بهي الحرف و الرسم ...

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام



أسعدُ وأستأنس بحضورك دائماً يا هشام!.
كُن بخير!.

د. سمير العمري
13-09-2012, 05:53 PM
رائع رائع!

أنت شاعر مبهر وناثر مدهش وأديب متألق!

لله درك من محلق!

هذا وننتظر دوما تفاعلك ومشاركاتك المائزة مع مواضيع الأدباء في الواحة.

دمت بكل الخير والرضا!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير!


تحياتي

أماني عواد
13-09-2012, 06:46 PM
الاستاذ الكبير مبارك الهاجري


إيهِ يا هذه وقد مضى على ذلك العهدِ فِراقُ ما بيني وبيني الذي أخذتِهِ معك، فما أنا بعده في حلٍّ من نفسي ولا عنها؛ ولكنني أصطلحُ معها في ماضيكِ الذي يُنعشُ بربيعه ونسيمه حاضراً لا يأنسُ به قلبي ولا يألفه.


الشوق ماكر يمتطي الوقت فيمحي بيد السحر ما علق فينا من كدر وما مر من الم ويلوح امام ناظرنا ذكرانا الرائعة كلوحة مدهشة تصلبنا امامها وتبقينا قيد حنين


رسالة مؤثرة سلمت يداك

مبارك الهاجري
17-09-2012, 10:25 AM
د. سمير
أسعدك الله كما أسعدتَ أخيك بهذا الثناء الزكي.
مودتي.

مبارك الهاجري
17-09-2012, 10:27 AM
أتمنى أن تكون مؤثرة حقاً أختي الفاضلة أماني.
أشكرُ لكِ هذا الحضور العبق.

ربيحة الرفاعي
18-09-2012, 05:55 AM
وكان أن انكشفتُ عليكِ فسقطتُ من البرجِ العاجي الذي صنعته خواطرُ غموضي في نفسك، وشدة جاذبيتي لكِ؛ إذ لم أكن بين يديك فتملكتني، تماماً كما يفقد الكاتب أو الأديبُ صورته البهيَّة المنعكسة عن أحرفه في صدور قرائه أو معجبيه ساعةَ أن يسمح لهم بالاقتراب منه أكثر، فيطلعهم على بعضٍ من الأمورِ التي لا تبرزُ إلا بإخفائها، ولا تُشتهى إلا حين أن تحاط بتمنُّع، فهي تُبتغى في كونها غامضةً لا واضحة!

هذه جذوة فكر عاصف في كشف زيف المشاعر وتقلبات العواطف
تصدرت نصا نثريا مترفا بخميل حرفه وجميل حسه

كنت رائعا هنا كما أنت في كل هطولك

أهلا بك مبدعنا في واحتك

تحاياي

مبارك الهاجري
26-09-2012, 01:43 PM
ومرحباُ بكم في كل مرةٍ تعطرون فيها صفحتي أيتها الكريمة.
من القلب شكراً.

نهلة عبد العزيز
26-09-2012, 03:49 PM
اخي مبارك

وكأني عدتُ من سفر بعيد.. بعيد جدًا..

أهفو لتجرع ماءكَ الأسنى..

وينكب علي انسكابًا.. خوفًا من أن يُسلب مني..

سيدي مبارك

وكأنها حروفٌ دائمه نعهدها دوماً من لذيذ أنفاسك..


فقد أصابتني بمجاعة روحية.. لن أنفك منها إلا بالجديد..

لروحكَ أنوار السماء العشقية..

وتقديري انا


نهله عبد العزيز

مبارك الهاجري
30-09-2012, 03:47 PM
شكر الله لكِ نهلة
تخجلينني دائماً بعاطر روحك وبجميل ثنائك.