فريد البيدق
13-03-2010, 04:50 PM
منقول من موقع "دعوة الإسلام"
أحد الموضوعات التي تبحث في فقه اللغة وغيرها من العلوم، والكلام عليه سيكون حول المسائل التالية:
أولاً: تعريفه:
أ - المعرب لغة: اسم مفعول من الفعل عَرَّب، يعرِّب، والمصدر تعريباً.
والمُعَرَّب: هو الذي جُعِل عربياً.
ب - المعرب في الاصطلاح: عرفه السيوطي - رحمه الله - بقوله: "هو ما استعملته العرب من الألفاظ الموضوعة لمعانٍ في غير لغته".وقال الجوهري - رحمه الله - في الصحاح: "تعريب الاسم الأعجمي أن تتفوه به العرب على منهاجه".
ثانياً: أسماؤه: يُعرف بعدة أسماء تدل عليه، منها:
1-المُعَرَّب
2-التعريب
3-الدخيل
4- المولَّد
يقول د. علي عبدالوحد وافي في معرض حديث له عن الدخيل في اللغة العربية: "الدخيل الأجنبي، المعرب والمولد:
يراد بالدخيل الأجنبي ما دخل العربية من مفردات أجنبية سواء في ذلك ما استعمله العرب الفصحاء في جاهليتهم وإسلامهم، وما استعمله من جاء بعدهم من المولدين.
وقد اصطلح المحدثون من الباحثين على أن العرب الفصحاء هم عرب البدو من جزيرة العرب إلى أواسط القرن الرابع الهجري وعرب الأمصار إلى نهاية القرن الثاني الهجري - ويسمون هذه العصور بعصور الاحتجاج...
وأن المولدين هم من عدا هؤلاء ولو كانوا من أصول عربية.
ويطلق على القسم الأول من الدخيل الأجنبي وهو ما استعمله فصحاء العرب اسم (المعرب) وعلى القسم الثاني منه وهو ما استعمله المولدون من ألفاظ أعجمية لم يعربْها فصحاء العرب اسم (الأعجمي المولد)".
ثالثاً: الخلاف في المعرب: اختلف العلماء في وقوع المعرب في القرآن، على ثلاثة أقوال:
القول الأول: قول القائلين بالمنع:
وهذا قول الإمام الشافعي، وأبي عبيدة، وابن فارس وغيرهم - رحمهم الله - وقد استدلوا على المنع بقوله - تعالى -: [قُرْآناً عَرَبِيّاً] وقوله: [وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ].
"وقد شدد الشافعي - رحمه الله - النكير على القائل بذلك".
وقال أبو عبيدة - رحمه الله -: "إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين؛ فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول، ومن زعم أن كذا بالنبطية فقد أكبر القول".
وقال ابن فارس - رحمه الله - معلقاً على قول أبي عبيدة: "فإن قال قائل فما تأويل قول أبي عبيدة فقد أعظم وأكبر؟ .
قيل له: تأويله أنه أتى بأمر عظيم وكبير؛ وذلك أن القرآن لو كان فيه من غير لغة العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله؛ لأنه أتى بلغات لا يعرفونها، وفي ذلك ما فيه".
وقال آخرون: "كل هذه الألفاظ عربية صرفة ولكن لغة العرب متسعة جداً، ولا يبعد أن تخفى على الأكابر الجلة، وقد خفي على ابن عباس معنى (فاطر) و(فاتح)".
القول الثاني: قول القائلين بوقوعه: وقد استدلوا على ذلك - كما قال أبو عبيد القاسم بن سلام - بما "روي عن ابن عباس، ومجاهد، وابن جبير، وعكرمة، وعطاء وغيرهم من أهل العلم أنهم قالوا في أحرف كثيرة: إنها بلغات العجم، ومنها قولهم: طه، واليم، والطور، والربانيون فيقال: إنها بالسريانية.
والصراط، والقسطاس، والفردوس يقال: إنها بالرومية.
ومشكاة، وكِفْلَينِ يقال: إنها بالحبشية.
وهيت لك إنها بالحورانية؛ فهذا قول أهل العلم من الفقهاء".
وأجاب المجيزون لوقوع المعرب عن قوله - تعالى -: [قُرْآناً عَرَبِيّاً] بأن الكلمات اليسيرة بغير العربية لا تخرجه عن كونه عربياً، وأن القصيدة بالفارسية لا تخرج عنها بلفظة عربية تكون فيها.
وأجابوا عن قوله - تعالى -: [أعجمي وعربي] بأن المعنى من السياق "أكلام أعجمي ومخاطب عربي".
القول الثالث: التوفيق بين الرأيين والجمع بين القولين: قال أبو عبيد القاسم بن سلام بعد أن حكى القولين السابقين:
"والصواب عندي مذهبٌ فيه تصديق القولين جميعاً؛ وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء، لكنها وقعت للعرب؛ فعرَّبتها بألسنتها، وحوَّلتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها؛ فصارت عربية، ثم نزل القرآن، وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب؛ فمن قال: إنها عربية فهو صادق، ومن قال: أعجمية فصادق".
ومال إلى هذا القول الجواليقي، وابن الجوزي وغيرها.
قال الجواليقيي: "وذلك أن هذه الحروف بغير لسان العرب في الأصل، فقال أولئك على الأصل، ثم لفظت به العرب بألسنتها، فعرَّبته، فصار عربياً بتعريبها؛ فهي عربية في هذه الحال؛ أعجمية الأصل؛ فهذا القول يصدِّق الفريقين جميع".
ولعل هذا الرأي هو الأقرب للصواب؛ فمن قال في كلمة سرادق -على سبيل المثال-: إنها فارسية؛ بمعنى أنها انحدرت إلى العرب من الفرس فهو مصيب، ومن قال: إنها عربية؛ بمعنى أن العرب كانت تعرفها، وتستعملها قبل نزول القرآنِ الكريمِ، والقرآنُ نزل بلغة تفهمها العرب - فهو مصيب كذلك.
رابعاً: المؤلفات في المعرب:
من العلماء من أفرد هذا الموضوع بمؤلف خاص، ومن الكتب المؤلفة في هذا ما يلي:
1- المُعَرَّب: لأبي منصور الجواليقي ت450هـ فهذا الكتاب أقدم وأشهر مؤلف في هذا الباب.
وكان الغرض من تأليفه جمع الألفاظ المعربة؛ حيث ساق فيه مؤلفه جملة من الألفاظ التي يرى أنها معربة، وتحدث في المقدمة عن الخلاف في المعرب، وعن مذاهب العرب فيه، وعن العلامات التي يعرف بها الأعجمي من الألفاظ.
وقد قال عنه السيوطي - رحمه الله -: "وقد ألف في هذا النوع الإمام أبو منصور الجواليقي كتابه (المعرب) في مجلد واحد، وهو حسن مفيد، وقد رأيت عليه تعقباً في عدة كراريس".
والكتاب مطبوع، ولعل من طبعاته طبعة دار الكتب العلمية بيروت تعليق: خليل عمران المنصور، ويقع في 176 صفحة، وهو مرتب على حروف المعجم.
2- في التعريب والمعرب: وهو المعروف بـ(حاشية ابن برِّي على كتاب (المعرب) لابن الجواليقي.
وهذا الكتاب مصنف صغير عَرَض فيه ابن بري لكتاب (المعرب) للجواليقي، فتعقب أقواله، فأورد حواشيه عليه منسوقة على حروف المعجم؛ حيث درج فيها على إيراد قول الجواليقي، ثم يعقبها مصححاً تارة، ومضيفاً تارة أخرى.
وقد قدم لهذه الحواشي بنبذة يسيرة في طرائق التعريب عند العرب، وكيف تصرفوا في الأعجمي.
والمؤلف من أهل القرن الخامس حيث توفي سنة 499هـ.
والكتاب خرج بعناية وتعليق د. إبراهيم السامرائي.
3- المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: للسيوطي - رحمه الله -.
وقد لخص فوائده في كتابه (الإتقان في علوم القرآن).
هذه أشهر الكتب في المعرب، وأما الكتب التي تكلمت عليه ضمن موضوعات أخرى فكثيرة، ككتاب الصاحبي لابن فارس؛ حيث تكلم على المعرب في عدة أبواب خصوصاً في (باب القول في اللغة التي نزل بها القرآن).
وكذلك السيوطي في كتابيه المزهر، والإتقان؛ فقد أفرد النوع التاسع عشر من المزهر في (معرفة المعرب).
وعقد باباً من كتابه (الإتقان في علوم القرآن): وهو(الباب الثامن والثلاثون: فيما وقع بغير لغة العرب).
أحد الموضوعات التي تبحث في فقه اللغة وغيرها من العلوم، والكلام عليه سيكون حول المسائل التالية:
أولاً: تعريفه:
أ - المعرب لغة: اسم مفعول من الفعل عَرَّب، يعرِّب، والمصدر تعريباً.
والمُعَرَّب: هو الذي جُعِل عربياً.
ب - المعرب في الاصطلاح: عرفه السيوطي - رحمه الله - بقوله: "هو ما استعملته العرب من الألفاظ الموضوعة لمعانٍ في غير لغته".وقال الجوهري - رحمه الله - في الصحاح: "تعريب الاسم الأعجمي أن تتفوه به العرب على منهاجه".
ثانياً: أسماؤه: يُعرف بعدة أسماء تدل عليه، منها:
1-المُعَرَّب
2-التعريب
3-الدخيل
4- المولَّد
يقول د. علي عبدالوحد وافي في معرض حديث له عن الدخيل في اللغة العربية: "الدخيل الأجنبي، المعرب والمولد:
يراد بالدخيل الأجنبي ما دخل العربية من مفردات أجنبية سواء في ذلك ما استعمله العرب الفصحاء في جاهليتهم وإسلامهم، وما استعمله من جاء بعدهم من المولدين.
وقد اصطلح المحدثون من الباحثين على أن العرب الفصحاء هم عرب البدو من جزيرة العرب إلى أواسط القرن الرابع الهجري وعرب الأمصار إلى نهاية القرن الثاني الهجري - ويسمون هذه العصور بعصور الاحتجاج...
وأن المولدين هم من عدا هؤلاء ولو كانوا من أصول عربية.
ويطلق على القسم الأول من الدخيل الأجنبي وهو ما استعمله فصحاء العرب اسم (المعرب) وعلى القسم الثاني منه وهو ما استعمله المولدون من ألفاظ أعجمية لم يعربْها فصحاء العرب اسم (الأعجمي المولد)".
ثالثاً: الخلاف في المعرب: اختلف العلماء في وقوع المعرب في القرآن، على ثلاثة أقوال:
القول الأول: قول القائلين بالمنع:
وهذا قول الإمام الشافعي، وأبي عبيدة، وابن فارس وغيرهم - رحمهم الله - وقد استدلوا على المنع بقوله - تعالى -: [قُرْآناً عَرَبِيّاً] وقوله: [وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ].
"وقد شدد الشافعي - رحمه الله - النكير على القائل بذلك".
وقال أبو عبيدة - رحمه الله -: "إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين؛ فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول، ومن زعم أن كذا بالنبطية فقد أكبر القول".
وقال ابن فارس - رحمه الله - معلقاً على قول أبي عبيدة: "فإن قال قائل فما تأويل قول أبي عبيدة فقد أعظم وأكبر؟ .
قيل له: تأويله أنه أتى بأمر عظيم وكبير؛ وذلك أن القرآن لو كان فيه من غير لغة العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله؛ لأنه أتى بلغات لا يعرفونها، وفي ذلك ما فيه".
وقال آخرون: "كل هذه الألفاظ عربية صرفة ولكن لغة العرب متسعة جداً، ولا يبعد أن تخفى على الأكابر الجلة، وقد خفي على ابن عباس معنى (فاطر) و(فاتح)".
القول الثاني: قول القائلين بوقوعه: وقد استدلوا على ذلك - كما قال أبو عبيد القاسم بن سلام - بما "روي عن ابن عباس، ومجاهد، وابن جبير، وعكرمة، وعطاء وغيرهم من أهل العلم أنهم قالوا في أحرف كثيرة: إنها بلغات العجم، ومنها قولهم: طه، واليم، والطور، والربانيون فيقال: إنها بالسريانية.
والصراط، والقسطاس، والفردوس يقال: إنها بالرومية.
ومشكاة، وكِفْلَينِ يقال: إنها بالحبشية.
وهيت لك إنها بالحورانية؛ فهذا قول أهل العلم من الفقهاء".
وأجاب المجيزون لوقوع المعرب عن قوله - تعالى -: [قُرْآناً عَرَبِيّاً] بأن الكلمات اليسيرة بغير العربية لا تخرجه عن كونه عربياً، وأن القصيدة بالفارسية لا تخرج عنها بلفظة عربية تكون فيها.
وأجابوا عن قوله - تعالى -: [أعجمي وعربي] بأن المعنى من السياق "أكلام أعجمي ومخاطب عربي".
القول الثالث: التوفيق بين الرأيين والجمع بين القولين: قال أبو عبيد القاسم بن سلام بعد أن حكى القولين السابقين:
"والصواب عندي مذهبٌ فيه تصديق القولين جميعاً؛ وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء، لكنها وقعت للعرب؛ فعرَّبتها بألسنتها، وحوَّلتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها؛ فصارت عربية، ثم نزل القرآن، وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب؛ فمن قال: إنها عربية فهو صادق، ومن قال: أعجمية فصادق".
ومال إلى هذا القول الجواليقي، وابن الجوزي وغيرها.
قال الجواليقيي: "وذلك أن هذه الحروف بغير لسان العرب في الأصل، فقال أولئك على الأصل، ثم لفظت به العرب بألسنتها، فعرَّبته، فصار عربياً بتعريبها؛ فهي عربية في هذه الحال؛ أعجمية الأصل؛ فهذا القول يصدِّق الفريقين جميع".
ولعل هذا الرأي هو الأقرب للصواب؛ فمن قال في كلمة سرادق -على سبيل المثال-: إنها فارسية؛ بمعنى أنها انحدرت إلى العرب من الفرس فهو مصيب، ومن قال: إنها عربية؛ بمعنى أن العرب كانت تعرفها، وتستعملها قبل نزول القرآنِ الكريمِ، والقرآنُ نزل بلغة تفهمها العرب - فهو مصيب كذلك.
رابعاً: المؤلفات في المعرب:
من العلماء من أفرد هذا الموضوع بمؤلف خاص، ومن الكتب المؤلفة في هذا ما يلي:
1- المُعَرَّب: لأبي منصور الجواليقي ت450هـ فهذا الكتاب أقدم وأشهر مؤلف في هذا الباب.
وكان الغرض من تأليفه جمع الألفاظ المعربة؛ حيث ساق فيه مؤلفه جملة من الألفاظ التي يرى أنها معربة، وتحدث في المقدمة عن الخلاف في المعرب، وعن مذاهب العرب فيه، وعن العلامات التي يعرف بها الأعجمي من الألفاظ.
وقد قال عنه السيوطي - رحمه الله -: "وقد ألف في هذا النوع الإمام أبو منصور الجواليقي كتابه (المعرب) في مجلد واحد، وهو حسن مفيد، وقد رأيت عليه تعقباً في عدة كراريس".
والكتاب مطبوع، ولعل من طبعاته طبعة دار الكتب العلمية بيروت تعليق: خليل عمران المنصور، ويقع في 176 صفحة، وهو مرتب على حروف المعجم.
2- في التعريب والمعرب: وهو المعروف بـ(حاشية ابن برِّي على كتاب (المعرب) لابن الجواليقي.
وهذا الكتاب مصنف صغير عَرَض فيه ابن بري لكتاب (المعرب) للجواليقي، فتعقب أقواله، فأورد حواشيه عليه منسوقة على حروف المعجم؛ حيث درج فيها على إيراد قول الجواليقي، ثم يعقبها مصححاً تارة، ومضيفاً تارة أخرى.
وقد قدم لهذه الحواشي بنبذة يسيرة في طرائق التعريب عند العرب، وكيف تصرفوا في الأعجمي.
والمؤلف من أهل القرن الخامس حيث توفي سنة 499هـ.
والكتاب خرج بعناية وتعليق د. إبراهيم السامرائي.
3- المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: للسيوطي - رحمه الله -.
وقد لخص فوائده في كتابه (الإتقان في علوم القرآن).
هذه أشهر الكتب في المعرب، وأما الكتب التي تكلمت عليه ضمن موضوعات أخرى فكثيرة، ككتاب الصاحبي لابن فارس؛ حيث تكلم على المعرب في عدة أبواب خصوصاً في (باب القول في اللغة التي نزل بها القرآن).
وكذلك السيوطي في كتابيه المزهر، والإتقان؛ فقد أفرد النوع التاسع عشر من المزهر في (معرفة المعرب).
وعقد باباً من كتابه (الإتقان في علوم القرآن): وهو(الباب الثامن والثلاثون: فيما وقع بغير لغة العرب).