مشاهدة النسخة كاملة : الأدب الإسلامي المعاصر ..
بهجت عبدالغني
23-03-2010, 09:27 AM
الأدب الإسلامي المعاصر
الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل
طالما تساءل المتابعون لحركة الأدب الإسلامي عبر العقود الأخيرة هل إن الشوط الذي قطعه هذا الأدب حقق هويته المعاصرة ؟ وأين يمكن أن نضع هذا الأدب على خارطة الأدبين العربي والعالمي ؟ ومن أجل ألا يكون المرء متفائلاً بأكثر مما يجب فإنه يمكن القول بأن هذا الأدب قد حقق بعض الذي كان يرجوه.. لكن رحلة الألف ميل قد بدأت وقطعت خطوات طيبة ولن يوقفها شيء بعد اليوم !
قبل أكثر من نصف القرن لم يكن هناك أدب إسلامي بالمعنى الذي يصطلح عليه الأدباء الإسلاميون اليوم ( مع التأكيد على وجود مساحات بالغة الأهمية في موروثنا الأدبي ) وهي مسألة متفق عليها ، رغم الجدل الكثير الذي أثير حولها بخبث أو سوء فهم.
تجتاز المكتبات كلها ، وأسواق الكتب ، فلا تكاد تعثر على ديوان أو قصة أو رواية أو مسرحية أو جهد نقدي أو دراسة أدبية تحمل هموم الإسلاميين في العالم المعاصر ، وتبشر بكلمة الله في دنيا مكتظة حتى النخاع بالتحلل والفساد وغياب الرؤية الصائبة لموقع الإنسان في العالم ودوره في الوجود.
كانت هناك محاولات مبعثرة لم يكن بمقدورها أن تشكل تياراً .. واليوم يتدفق التيار تغذيه من هنا وهناك حشود من الأعمال الشعرية والمسرحية والقصصية والروائية والتنظيرية والدراسية والنقدية.. يكفي أن يلقي المرء نظرة على كتاب ( دليل مكتبة الأدب الإسلامي ) الذي أصدره منذ أكثر من عقد الدكتور عبد الباسط بدر ، لكي يتأكد له ذلك من خلال مئات الأعمال الإبداعية والنقدية والتنظيرية وربما ألوفها.
إن هذا لا يؤكد الظاهرة الأدبية الإسلامية فحسب ، ولكنه يعد بشيء.. وهو يمنح المصداقية لما يعد به يوماً بعد يوم ليس فقط بصيغة مقالات وبحوث وإبداعات تنشر ، وكتب تؤلف.. وإنما أيضاً من خلال دوريات ومجلات تصدر هنا وهناك.. ومن خلال مؤسسات تسهر على الدعم والترشيد والإغناء.. وكذلك من خلال القدرة على اختراق جدران الأكاديمية وإقناع حراسها القدامى والجدد بضرورة أن ينصتوا للصوت الجديد.. الصوت الذي يقدم شيئاً مغايراً تماماً لمألوفاتهم ومرئياتهم.. شيئاً يحمل الأصالة والاستقلالية ، ويحمل معهما خلفيات تصورية تملك - إذا أحسن التعامل معها - أن تعين على تشكيل معمار أدبي إسلامي وليس مجرد أدب إسلامي.. معمار تعلو أدواره الخمسة أو الستة بعضها بعضاً ، لكي تقف بجدارة قبالة آداب الشعوب والأمم الأخرى : الإبداع ، النقد ، المنهج ، المذهب ، الدراسة ، ثم التنظير الذي يلم هذا كله ويؤسس له.
إن عشرات ، وربما مئات من رسائل الدراسات العليا وبحوث التخرج أنجزت ولا تزال في الدوائر الجامعية عن هذا الأدب الذي لا يزال البعض يشكك بجدواه ، بل بوجوده ابتداء ولأسباب كثيرة وجلها معروف ، ولكن ـ مرة أخرى ـ كانت رحلة الألف ميل قد بدأت منذ أربعين عاماً أو يزيد ولن يوقفها شيء.
وبالتالي فإن موقع هذا الأدب على خارطة الأدبين العربي والعالمي سيتأكد يوماً بعد يوم وستزداد مساحته ، وسيصير حضوره أمراً مشهوداً.. فقط إذا عرف الأدباء الإسلاميون كيف يشمّرون عن ساعد الجد ويتركون جانباً من ميلهم المبالغ فيه صوب المضمونية والمباشرة والطرق المكشوفة في التعبير لكي يمنحوا شيئاً من اهتمامهم للتقنيات الفنية التي بها يصير الأدب أدباً ويكسب التقدير والاعتراف ، وإلا فهي المعاني المطروحة على قارعة الطريق كما يقول الجاحظ.
والأدب الإسلامي هو بمعنى من المعاني أدب عربي ، ليس لكونه يكتب بالعربية ، فإن هناك حلقات خصبة من هذا الأدب كتبت وتكتب بالأردية والتركية والفارسية والكردية إلى آخره من لغات شعوب الأمة الإسلامية ، ولكن لكونه يحمل الهموم نفسها ويتشبث بالمصير الذي ضيعته رياح التشريق والتغريب.. ودعنا من كون مساحات واسعة من الأدب العربي اختارت أن تصير مرآة لأدب ( الآخر ).. مسخاً لا يملك شخصيته المستقلة وحضوره المتميز ، وهذا ما يلقي على عاتق الأدب الإسلامي مهمة أخرى لا تقل أهمية هي أن يرجع بالأدب العربي المعاصر إلى أصالته ، وأن يمنحه نسقاً يجعله ينبض بهموم العربي والمسلم ، وليس بالترف الفكري أو الإبداعي للإنكليزي والروسي والفرنسي والأمريكي.
عالمياً ، لن يكون لأدب أية أمة في الأرض ثقل أو وجود على الخارطة ما لم ينطلق من خصائص هذه الأمة ، ورؤيتها ، وصيغ تعاملها مع الكون والحياة والإنسان.
والعالم لا يحترم من يعيد إليه بضاعته المعروفة مزجاة.. لمن يردها إليه ولا جديد فيها أو إضافة عليها.. إنما هو يمد يده ويفسح المجال أمام أولئك الذي يعدونه بشيء جديد.. هذه مسألة معروفة في التقاليد الثقافية وسنن التاريخ والحضارات ، ولكن يبدو أنها غابت على الكثيرين في ديارنا بسبب الكم الهائل من المعطى الأدبي في ديار العروبة والإسلام والذي لا يعدو في معظمه أن يكون استمراراً للأداء الغربي.
إن الأخذ عن الآخر ممكن بل هو ضروري ، ولكن شرط ألا يكون على حساب الثوابت والتأسيسات.
ـــــــــــــــ
مجلة المنار ، العدد 82 ، جمادى الأولى 1425هـ
http://www.altareekh.com/Pages/Subjects/Default.Aspx?ID=819&cat_id=154
حسن العطية
27-03-2010, 04:33 PM
الأدب الإسلامي المعاصر
الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل
[align=justify]
[color=#000000][size=4][font=simplified arabic]طالما تساءل المتابعون لحركة الأدب الإسلامي عبر العقود الأخيرة هل إن الشوط الذي قطعه هذا الأدب حقق هويته المعاصرة ؟ وأين يمكن أن نضع هذا الأدب على خارطة الأدبين العربي والعالمي ؟ ومن أجل ألا يكون المرء متفائلاً بأكثر مما يجب فإنه يمكن القول بأن هذا الأدب قد حقق بعض الذي كان يرجوه.. لكن رحلة الألف ميل قد بدأت وقطعت خطوات طيبة ولن يوقفها شيء بعد اليوم !
[/left][/left]
إذا كان بين الأدب و مبلغ ما وصلت إليه أي أمة من حضارة علاقة مطردة أحدهما يشف عن الآخر !!
إذا كان هذا صحيحا فيمكن أن نقول - من خلال حال الامة الإسلامية - بأن الادب الإسلامي - كما تم توصيفه - بدأ يشق طريقه الصحيحة .. وذلك نظرا للصحوة التي يشهدها عالمنا الإسلامي المعاصر .. وإن كان يحتاج إلى خطوات واسعة ليتمكن من منافسة الآدب الأخرى !!
- دمت بخير استاذي الكريم على هذا النقل الموفق ..
خليل حلاوجي
01-04-2010, 01:39 PM
ثقافة الصورة بدأت تتغلغل في حصوننا الأدبية ...
عبدالصمد حسن زيبار
05-04-2010, 07:20 PM
عالمياً ، لن يكون لأدب أية أمة في الأرض ثقل أو وجود على الخارطة ما لم ينطلق من خصائص هذه الأمة ، ورؤيتها ، وصيغ تعاملها مع الكون والحياة والإنسان.
/
عبارة للمفكر الكبير عمادالدين خليل ينبغي الوقوف معها طويلا و مليا
إنه سؤال الذات و النتاج الأدبي الذي يعاني من الإغتراب و الإستلاب
الواحة في منهجها مثال على التمسك بالخصائص في العطاء الأدبي و الفكري
بهجت عبدالغني
10-05-2010, 09:24 AM
ولأستاذنا الحبيب الدكتور عماد الدين خليل بصمة رائعة في الأدب الإسلامي
من روايات ومسرحيات وشعر
وأريد أن انبه هنا إلى أن هناك كتاب متميزون شقوا طريقهم في هذا الطريق ، ولكن الأضواء لا تزال تجافيهم ..
يحضرني منهم ـ لا على سبيل الحصر ـ
علي احمد باكثير
علي الطنطاوي
نجيب الكيلاني
وهنا في الواحة نبني لهذا الأدب البناء بإذن الله تعالى
الاساتذة
حسن العطية
خليل حلاوجي
عبدالصمد حسن زيبار
شكراً على مداخلاتكم المفيدة
تحياتي
بهجت عبدالغني
12-05-2010, 10:14 AM
الأدب الإسلامي والمجتمع
<H5>يتوهم بعضهم أن الأدب الإسلامي يتقوقع في أحضان الماضي، وينجذب إلى الموضوعات التاريخية، وقد يرتبط شكلاً بها، سواء في مجال القصة أو الشعر أو المسرحية وغير ذلك، وآخرون يظنون أن الأدب الإسلامي لا يستطيع أن ينطلق إلى آفاق الإبداع الواسع، ويجوب تصور المستقبل، لالتزامه بقيم ثابتة لها من القداسة ما يجعل الخروج عليها أمرًا مستعصيًا، وترتبت على هذه الأوهام والظنون نظرة ظالمة إلى الأدب الإسلامي ودوره وطبيعته وتأثيره وقيمه الجمالية، فعزلوا هذا الأدب- جهلاً- عن واقع الحياة والمجتمع، وعن قضايا العصر ومشاكله، وعن أشواق الإنسان الجديد وأحلامه وآماله وآلامه.
</H5>وهناك فئةٌ حسنة النية من الكتَّاب الإسلاميين حسبوا أن الأدب الإسلامي لا يكون بهذه الصفة إلا إذا ترددت كلمة (إسلام وإسلامي) صراحةً في ثناياه، وإلا إذا كانت نبرة الكاتب بالتوجيه عالية واضحة صاخبة، متناسين أن ذلك قد يضر بالأدب ضررًا بليغًا، ويمحو الفواصل بين ألوان الأدب المتعارف عليها، وبين فنون أخرى تتعلق بالخطبة والحديث والوعظ، والأخطر من ذلك أن أخوةً لنا قد فرضوا حظرًا تامًا على بعض الموضوعات كالمرأة وعواطفها والعلاقات الخاصة وغير ذلك من الأمور التي تشكل حرجًا، بالإضافة إلى الحظر المفروض على بعض العبارات أو الكلمات البذيئة التي يأباها الدين والذوق السليم، واتسع نطاق الحظر عند بعض العلماء حتى كاد يعطل وظيفة أدبية هامة في رسم بعض الشخصيات ودلالة اللفظ عند هذه النماذج، وارتباطه بنوعيتها وتصنيفها إلى جانب الشرّ والرذيلة والمروق.
ولعلَّه من الواضح- فيما أسلفنا من قول- أن الأدب من خلال التصور الإسلامي يرتبط أشد الارتباط بالمجتمع، وبالإنسان ومشاكله وعلاقاته المتطورة والمتجددة، وبطبيعة الحياة التي تخضع دائمًا للكثير من المستحدثات، وخاصةً في هذا العصر الذي نعيش فيه، وبالعصور التالية، قياسًا على ما نراه، ولا شكَّ أن هناك العديد من الأسئلة الحائرة التي تضطَّرم في قلب الحياة، هذه الأسئلة لها علاقة وثيقة بتغير وسائل وأدوات الإنتاج والنمو الصناعي، وبتغير توزيع الثروة، وبميزان القوى الاجتماعية في كل دولة، وموازين القوى العالمية، وبالفلسفات التي انبثقت في القرون الثلاثة الأخيرة، وما قبلها من فلسفات، وبالقيم التي تغيرت تحت إلحاح الدعوات الجديدة المارقة تحت (شعار الحرية) القوية الجذابة، وبضعف الوازع الديني في أنحاء كثيرة من المعمورة، كما أن تخلِّي المرأة عن أوضاعها التقليدية، ومزاحمتها للرجل ومنافستها له، وتخلصها من القيود والأعراف التي عاشت في رحابها قرونًا عديدة، وتضخم ظاهرة ما يسمَّى (بحقوق المرأة)، وخروج هذه الحقوق من دائرة الأمومة المقدسة، والرسالة المنزلية الأسرية، إلى مجالات السياسة والإنتاج الصناعي والحرية الجنسية، وأندية الفن واللهو والتبرج، كل هذا وذاك أوجد واقعًا جديدًا أكثر حدة وشراسة، وبالتالي أكثر تعقيدًا ومشاكل، فكان لابد أن تضج في مختلف الأنحاء تساؤلات ملحاحة، شغلت رجال الدراسات الاجتماعية والنفسية والتربوية والدينية والسياسية والأدبية أيضًا.
فهل في الإمكان أن يسد الأديب المسلم أذنيه عن هذه التساؤلات الصاخبة؟ إنها ظواهر لا نستطيع تجاهلها.
إن تضحية الأديب المسلم بقيم الصورة الفنية (القيم الجمالية)- من أجل المضمون- خطر كبير، فإلى جانب إهدار مواصفات الفنّ، وخروجه الصارخ عن نسقه، تأتي مشكلة أخرى أعمق أثرًا، وهي عدم قدرته على إيصال رسالته بالطريقة الفنية الصحيحة، وخروجه من دائرة الفن إلى دائرة أخرى قد تكون الأبحاث، أو الموعظة المجردة، وهذه وتلك ساحات يشغلها غير الأديب، ويقوم بدوره فيها خيرَ قيام.
الأديب المسلم لا يستطيع أن يخاصم العصر أو يهرُب منه إلى عصور قديمة، والأدب الإسلامي حينما يتناول موضوعًا تاريخيًّا قديمًا لا يهرب في الواقع من مجابهة المجتمع أو الحياة الحديثة، إنه يتناول التاريخ وعينه على الحاضر، ففي التاريخ كنوز ثمينة من التجارب الإنسانية العامة الشاملة التي لا تموت بمرور السنين، إنها قضايا الماضي والحاضر والمستقبل، فإذا قدم الأديب المسلم أنموذجًا أو مثلاً نابضًا عريقًا يرمز إلى قيمة من قيم الحق أو الخير أو الفضيلة وغيرها، أو صوَّر صراعًا بين خير وشر، وعدل وظلم، وإيثار وأثرة، كان لمثل هذا العمل الأدبي تأثيرٌ إيجابيٌّ، لما يتضمنه من جمال ومتعة وفائدة، والتاريخ واقع الأمس، وفيه قضايا متجددة هي قضايا كل عصر، ومَن قال إن الحرب والسلام، والخير والشر، والحب والكره قضايا عصر بعينه.
إن المضمون لا يختلف، وإن اختلف أسلوب التناول، بل قد يختلف أو يتحور المضمون أيضًا من منظور آخر، دون إخلال بقواعد التطور والثبات في الإسلام.
وليس الأديب المسلم بِدعًا في تعريجه على التاريخ، فكتَّاب أوروبا وأمريكا قد تناولوا مثلاً الأساطير الإغريقية عشرات المرات، كلٌّ بأسلوبه الخاص، وفلسفته التي آمن بها، وفعل كتَّاب العالم الإسلامي المعاصرون الشيء نفسه.
أما الزعم بأن الأدب الإسلامي ينطلق من مقولات ثابتة لا جديد فيها، وأن الإنسان (القارىء أو المُشاهد) يحتاج إلى الجديد.. والجديد دائمًا- وهذه طبيعة الحياة- هذه المقولة في الواقع تنْبىء عن سوء فهم أو سوء نية، فالأديب مهما كان مضمون أدبه- إذا أراد النجاح- لا بد أن يقدم رؤيةً جديدةً.
إن مئات الآلاف من القصص والمسرحيات صوَّرت صراع الخير والشر، لكن لكل واحدة منها مذاقها الخاص، ورموز الخير والشر في الأديان السماوية تكاد تكون واحدة، نرى ذلك في (قصة الخلق) "آدم وحواء والملائكة وإبليس"، كما نراه في دعوة الأنبياء والرسل إلى الفضيلة والحب والعدل والإخاء، وتترجمه ملايين الأحداث على سطح البسيطة في كل صقع وعصر، ولكن يبقى أمر هام وحيوي يتعلق بالتطور والثبات في عقيدتنا الإسلامية الكاملة، وهي الرسالة الأخيرة إلى الأرض، وقد حسمت النصوص هذه القضية الحساسة منذ البداية، اللهم إلاَّ إذا توهَّمت "الهرطقات" الضالة أنه في الإمكان التعديل لمنهج الله، حاشا لله!
ولقد وضع الإسلام ضوابط وأطرًا عامة لمسيرة المؤمن في نظرته إلى الكون والحياة والإنسان، وفي تناوله لقضايا المجتمع ومشاكله، وفي علاقات الإنسان وممارساته، وفي طبيعة هذا الكائن الحي الذي يمر بمراحل معينة من النمو، وتجري عليه عوامل القوة والضعف، والخوف والشجاعة، والطمع والقناعة، والصلاح والطلاح، والصحة والمرض، والفطنة والجهل، والهداية والضلال، ويبقى الحق حقًا، والخير خيرًا، والشر شرًا، على ضوء الهدي الإلهي، والتوجيه النبوي، وأحكام الشريعة الغرَّاء.
ويظل القارىء يحترم قيمة (الشجاعة) مثلاً، لا كفعل مجرد، ولكن لارتباطها بقيمة من القيم الخالدة، فشجاعة المجاهد في سبيل الله، غير شجاعة اللصّ أو قاطع الطريق، وشجاعة الطاغية أو القائد السفاح غير شجاعة صاحب القلب الطاهر، والفكر النيِّر، بل إن شجاعة القلب الجسور غير شجاعة العقل الألمعي، ورحم الله "شوقي" إذ يقول:
إن الشجاعة في القلوب كثيرةٌ ***** ووجدْتُ شُجعان العقول قليلاً
ليست الشجاعة- كقيمة- تصورًا مجردًا، ولكنها ترتبط بإيمان الإنسان، وقدرته على التضحية من أجل قضية عليا، ومن أجل التفاني في إعلاء الحق، وإحياء العدل، وقهر الشر، وحماية المقهورين والمستضعفين، أيّ جديد وأيّ قديم في ذلك؟ وكيف نستطيع أن نتصور بقاء حياة إنسانية راقية دون هذه المقومات الأساسية.
إن القيم النابعة من الإسلام هي المقومات الأساسية لبناء حياة جديرة بأن تُعاش.. وعندما تتلبَّد السحب، وتُحارَب وتُسجَن هذه القيم فسيكون ذلك بمثابة إعلان عن بداية الشقاء البشري.
إن علاقة الأدب الإسلامي بالمجتمع علاقة وطيدة، وهي تستمد خيوطها من التصور الإسلامي العام، ولا ينظر الأدب الإسلامي إلى المجتمع نظرة دونية، مهما تعاورت ذلك المجتمع نوبات الفساد والانحلال والضلال، فالمسئولية المقدسة في عنق الأديب المسلم تجعله يهدف أول ما يهدف إلى تحقيق السعادة والتوازن النفسي لدى الأفراد، واعتدال الموازين بين فئات المجتمع، والانطلاق من موقف إيماني صحيح، والنظر إلى سوءات الحياة الاجتماعية كنظرة الطبيب لمريضه، حيث تقتضي هذه العلاقة الحب والفهم والولوج إلى القلوب لتحقيق الثقة والإيمان والأمل والقناعة الخاصَّة، ومن ثمَّ يتولَّد الموقف الإيجابي، الموقف الذي يتحول إلى ممارسة وتغيير للأفضل.
--------------------------------------------
المصدر: مدخل إلى الأدب الإسلامي... لـ"نجيب الكيلاني" (بتصرف)
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=1627&SecID=362
عبد الله راتب نفاخ
14-06-2010, 05:25 AM
أحسب أن المشكلة أستاذي أصلاً في المصطلح ... فهل عهدنا طول أربعة عشر قرناً من نادى بأدب إسلامي .....
و هل يمكننا حجر الأدب فغي هذه الزاوية الضيقة ابتداء ....
لم لا يكون السعي لنفس المسمى مع تغيير الاسم حفاظاً على أدبية الأدب و حقيقته ....
هل نادى علي أحمد باكثير و الرافعي و محمود شاكر و الطنطاوي و غيرهم بمثل هذه العبارة ... على أنهم التزموا بمضمونها ...
هذه العبارة بمفهومها تعني ألا نكتب إلا في الإسلام و موضوعاته ، و ألا نجيز ما سوى ذلك ....
أفيبقى ثمة أدب في مثل هذه الحال ؟!!!!!! ... أريد جواباً صادقاً ....
أم يمكن للمرء أن يكتب أدباً ... و الأدب كما تعلمون كلمة بعيدة الغور واسعة الدلالة يلتزم فيه بقيم الإسلام دون أن يصنع أدباً من حضن الإسلام ..... لأن الأدب شيء و الدين شيء آخر .... هذا علاقة بالنفس و ذاك علاقة بالله .... و عندئذ يتحقق المراد دون أن ندخل في الأدب ما ليس منه و نخرج منه ما هو منه ......
بانتظار رأيكم و ردكم أساتذتي الأكارم
بهجت عبدالغني
14-06-2010, 02:31 PM
الأستاذ عبد الله راتب نفاخ
شكراً على تواصلك
وسأكون معك في هذا الحوار ، ولكن اصبر عليّ قليلاً ، فلدي امتحانات الآن
تحياتي
عبد الله راتب نفاخ
14-06-2010, 04:58 PM
حياك الله و سلمك .....
بانتظار ردك أستاذي الكريم
بهجت عبدالغني
27-06-2010, 11:03 AM
الأستاذ عبدالله راتب
لقد طرحت مجموعة أسئلة جوهرية ، تحتاج إلى دراسة متأنية ..
أولاً : ما هو الأدب الإسلامي ؟
الأدب الإسلامي باختصار هو الأدب الملتزم بعقيدة الإسلام وأخلاقياته ومبادئه وقيمه ، وهو التزام عفوي نابع عن التزام الأديب بدينه .
وهذا الأدب يقدم التصور الإسلامي للإنسان والحياة والكون .
ووظيفة هذا الأدب هي بناء الإنسان والمجتمع الصالح ، والدفع بالبشر إلى الإصلاح في الأرض ، ونشر الخير والفضيلة ومحاربة الشر والرذيلة .
وبالطبع فإن الأدب الإسلامي يلتزم جمالية النص وروعة العبارة والأسلوب الأدبي
فهو ليس وعظاً أو خطبة جمعة أو درس في الفقه أو الحديث ... إلخ .
والأديب الإسلامي يكتب في أي شيء ملتزماً قيم الإسلام وعقيدته ، ولا يعني ذلك أن لا يكتب إلا في الإسلام و موضوعاته ، وألا يجيز ما سوى ذلك ..
وهنا يخطئ من يظن أن الأدب الإسلامي عبارة عن نقل التراث فقط ، وكلام عن شخصيات تاريخية ، قادة كانوا أو علماء أوفقهاء أو زهاد أو نقل لأحداث تاريخية .. بل يتعدى ذلك إلى الكتابة عن الواقع .. مشاكله .. تحدياته .. طموحاته .. آلامه .. أفراحه .. أحداثه .. ويواكب كل جديد .. ويكون من الناس وإليهم ..
ولي عودة بإذن الله ..
تحياتي
عبد الله راتب نفاخ
28-06-2010, 09:24 AM
أستاذي الكريم بهجت الرشيد .....
أشكرك لمحاورتك إياي ، و سعة صدرك ........
الأدب الإسلامي باختصار هو الأدب الملتزم بعقيدة الإسلام وأخلاقياته ومبادئه وقيمه ، وهو التزام عفوي نابع عن التزام الأديب بدينه .
إلى هنا كلام لا غبار عليه ما دام ذلك وفقاً لرأي الأديب و قناعته الشخصية ...... لكن المصطلح لا يزال إشكالياً و سأذكر السبب بعد قليل
وهذا الأدب يقدم التصور الإسلامي للإنسان والحياة والكون .
بصراحة هذا مقتل للأدب ......... لأن الأديب يقدم نظرته لا نظرة اتجاه أو مبدأ يؤمن به ...... خذ مثالاً ... شيوعيو العالم حتى اليوم يقرؤون لأدباء ما قبل الثورة البلشفية أكثر ما يقرؤون لأدباء ما بعدها .. فأولئك الأدباء كانوا يقدمون نظرتهم الشخصية التي توافق في كثير النظرة الاشتراكية لكنها لا تنبثق منها ...... أما أدباء ما بعد الثورة فقد التزموا تلك النظرة ابتداء و أرادوا أن يعبروا عنها بالأدب فتبددوا و ضاعوا .........
و كذلك الأدب الإسلامي .... فالرافعي والطنطاوي و محمود شاكر و غيرهم كانوا أدباء بالفطرة ...... يكتبون الأدب للأدب ..... و يعبرون فيه عن آرائهم الموافقة طبيعياً لنظرةالإسلام في كثير منها لأنهم ملتزمون به .......... لكنهم لم يكونوا يكتبون لأجله .. أو لا يكتبون ما يرونه إن لم يكن موافقاً له تماماً
وهنا يخطئ من يظن أن الأدب الإسلامي عبارة عن نقل التراث فقط ، وكلام عن شخصيات تاريخية ، قادة كانوا أو علماء أوفقهاء أو زهاد أو نقل لأحداث تاريخية
حسن أخي ... لكن أكثر من يكتبون في هذا الأدب حسب ما أعرف لا يخرجون عن هذا النسق المخل بحقيقة الأدب و مفهومه /size]بل يتعدى ذلك إلى الكتابة عن الواقع .. مشاكله .. تحدياته .. طموحاته .. آلامه .. أفراحه .. أحداثه .. ويواكب كل جديد .. ويكون من الناس وإليهم ..
[size="6"]و لكن ..... هل ينظر إلى الفنية التي تجعل الأدب أدباً أم يلتفت إلى الفكرة وحدها ....... لقد قرأت كلام الدكتور عماد الدين خليل في بداية الصفحة .... و هو قد تكلم على الفنية المطلوبة لكنه لم يتعد أن تكون حاملاً جيداً جذاباً للفكرة ..... و هذا لا يتفق و حقيقة الأدب و نظريات النقد المعاصرة ....... التي لا يمكننا نفيها لمجرد أن صانعيها ليسوا مسلمين ..... فالأدب أدب .... ليس فيه شرقي و غربي ، و عربي و أعجمي .....لأنه تعبير عن ذات الإنسان المشتركة و توضيح لفروقها لا ترسيخ لتلك الفروق
حياك الله أخي و سلمك و بارك بك .
بانتظار ردك الكريم
نجلاءمحمدالعراقي
01-07-2010, 06:09 PM
الانسان تواق بطبعة للجمال توجة فطري وتجد يا اخي ان الاسلام عالج هيك غرائز جمالية وذوقية واشبعها من خلال الادب لانة الطريقة الوحيدة الاشباع هذه الحاجة الجمالية ووضع قانونة بالادب الاسلامي الملتزم بس عندي سؤال لو سمحت
الادب بطبعة ميال للحرية فالاديب يكتب مايجول بخاطرة شعرا او نثرا هل يعتبر الادب الاسلامي الملتزم تضييق لحرية الادب ؟؟!
لك مني خالص الود
عبد الله راتب نفاخ
03-07-2010, 02:57 PM
إن كان الكاتب قد التزم بذلك فطرةً فما في ذلك تضييق للحرية ، بل هو سمو و رفعة و على هذا سار الأدباء الكبار بما فيهم شيخنا الرافعي و العلامة محمود شاكر و الشيخ علي الطنطاوي و الأستاذ محمد سعيد العريان في العصر الحديث و غيرهم من الكبار في القديم كمن كان شاعراً من علماء الأزهر الشريف .......
أما أن يكتب فقط لينشر أفكار الإسلام _ على إيماننا المطلق بها _ و يترك كل شيءآخر و يغلب المضمون على الفن ...... فتلك المشكلة
بهجت عبدالغني
13-07-2010, 08:21 AM
الأخ الكريم عبدالله راتب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آسف على التأخر
ولكن ماذا يعني أن نكتب الأدب للأدب ؟
فهل الأديب عندما يكتب يتجرد من كل شيء أم أنه يقدم عقيدته وفلسفته من خلاله ؟
وهل هناك حقاً أدب كتب للأدب ؟
إن الأدب وسيلة من وسائل التواصل ، ويمكن أن نستغلها في نشر الخير والفضيلة والدعوة إلى الله تعالى ..
خذ مثلاً الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل في مسرحيته ( المأسورون ) كيف استغل هذه الطاقة الأدبية في إبراز الصراع بين المعصية والتوبة بأسلوب أنيق رائع ..
لأن الأديب يقدم نظرته لا نظرة اتجاه أو مبدأ يؤمن به ..
وهل نظرة الإنسان إلا إنبثاق من إيمانه بعقيدة أو مبدأ ؟
لكن أكثر من يكتبون في هذا الأدب حسب ما أعرف لا يخرجون عن هذا النسق المخل بحقيقة الأدب و مفهومه
نعم .. وقد قلنا أن هذا خطأ لا بد من معالجته ..
وهو قد تكلم على الفنية المطلوبة لكنه لم يتعد أن تكون حاملاً جيداً جذاباً للفكرة ..... و هذا لا يتفق و حقيقة الأدب و نظريات النقد المعاصرة ....... التي لا يمكننا نفيها لمجرد أن صانعيها ليسوا مسلمين ..
ولم لا يكون الأدب حاملاً للأفكار ؟ بل هو كذلك ..
وإني مهما فكرت في أدب لا تحمل إلا الأدب لا أجده ، بل أجد أدباً مفعماً بأفكار وقيم واتجاهات كاتبه ..
... معاً نتواصل ...
بإذن الله تعالى
تحياتي
عبد الله راتب نفاخ
13-07-2010, 09:32 AM
الأخ الكريم عبدالله راتب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته أخي العزيز بهجت
آسف على التأخر
لا مشكلة على الإطلاق ...... المهم أن تكون بخير
ولكن ماذا يعني أن نكتب الأدب للأدب ؟
للأدب تعريفات كثيرة متعددة ...... منها كما يقول الدكتور محمد مندور كما أذكر هو الكتابة التي تخلق انفعالات جمالية ، و كما عرفه سيد قطب رحمه الله في كتابه ( التقد الأدبي ) وهو من أحسن التعريفات في رأيي ( التعبير عن حالة شعورية بصورة موحية ) و كذلك يمكن للاستزادة مراجعة كتاب نظرية الأدب لأوستن وارين و ويليام روليك .
الأدب يا سيدي فن قائم بذاته ..... نكتبه لنخلق لأرواحنا عوالم تأنس إليها ، لا لنجذب الآخرين لاعتقادات نؤمن بها .... لا شك أن أفكارنا ستظهر في تضاعيف ما نكتب .... لكنها لن تكون غايتنا من الكتابة
وهل هناك حقاً أدب كتب للأدب ؟
كثير كثير ..... مثلاً .... هل قصد الرافعي نشر الإسلام حين كتب حديث القمر و أوراق الورد في الحب
هل قصد الجاهليون نشر أفكارهم - إن كان لهم أفكار ـ في معلقاتهم ؟؟؟؟؟
هل قصد بدوي الجبل الشاعر الكبير نشر عقيدته النصيرية في شعره و أدبه .... إنه لم يذكرها إلا في بضع قصائد له
هل قصد الأخطل أو خليل مطران نشر النصرانية من شعرهما .......؟؟؟؟؟؟
هل قصد جبران في رواية الأجنحة المتكسرة نشر أفكاره أم الحديث في الحب و إن ظهرت أفكاره فيما يكتب .
فهل الأديب عندما يكتب يتجرد من كل شيء أم أنه يقدم عقيدته وفلسفته من خلاله ؟
رائع هذا السؤال ......و إجابته فيه ......
إنه يضعها أو يذكرها في ما يكتب لكن....
ليست فلسفة كل منا تتماهى مع الاتجاه الذي يؤمن به ......
ألم يكتب شعراء متدينون في الغزل الحسي أحياناً وهو محرم ؟؟؟؟؟؟
ثم هنالك فرق ذكرته لك ...... بين أن أظهر عقيدتي فيما أكتب ..... و بين أن أكتب لإظهارها
وهل نظرة الإنسان إلا إنبثاق من إيمانه بعقيدة أو مبدأ ؟
انبثاق و ليس تماهياً .....
و حتى الانبثاق ليس دائماً ...... خذ مثلاً أحمد شوقي ..... هو أمير الشعراء و لم يكن له اتجاه فكري أو سياسي محدد ، و إن حسبته على الإسلام الذي كان مؤمناً به و متحمساً له .... فما تقول في خمرياته و غزلياته الصريحة و مدحه للإنجليز غزاة بلاده و هجوه لعرابي ؟؟
ولم لا يكون الأدب حاملاً للأفكار ؟ بل هو كذلك ..
الأدب هو عالم مستقل .... مبني على الجمال و التأثير ، أما الأفكار فلها مجالاتها و كتبها .......
و هذه التجربة في جعل الأدب حامل أفكار فاشلة من بدايتها ...... و ما مثال الواقعية الاشتراكية الذي ضربته في المشاركة السابقة ببعيد
الأدب يحوي أفكاراً لا بد ... لكنه ليس حاملاً لها ...... بل هي التي تظهر أثناءه ...... و هناك قصائد و نصوص نثرية لا تحوي أفكاراً لكنها من أحسن الأدب
خذ مثلاً قصيدة ليلى الأخيلية التي تقول فيها
حجاج أنت الذي ما فوقه أحد
إلا الخليفة و المستغفر الصمد
أين الأفكار فيها ؟؟؟؟؟ ....
و أين المبدأ ؟؟...
و هل الحجاج السفاح سفاك الدماء ضارب الكعبة بالمنجنيق لا أحد فوقه ؟؟؟؟؟؟
لكنها تبقى أدباً .... و أدباً جميلاً من حيث الصور و اللغة و البلاغة و الوزن الإيقاعي
دمت بخير
بهجت عبدالغني
13-07-2010, 05:31 PM
الانسان تواق بطبعة للجمال توجة فطري وتجد يا اخي ان الاسلام عالج هيك غرائز جمالية وذوقية واشبعها من خلال الادب لانة الطريقة الوحيدة الاشباع هذه الحاجة الجمالية ووضع قانونة بالادب الاسلامي الملتزم بس عندي سؤال لو سمحت
الادب بطبعة ميال للحرية فالاديب يكتب مايجول بخاطرة شعرا او نثرا هل يعتبر الادب الاسلامي الملتزم تضييق لحرية الادب ؟؟!
لك مني خالص الود
لا تعارض بين الأدب الإسلامي والحرية ، لأن الالتزام ليس نقيض الحرية
ولكن عن أية حرية نتحدث ؟
لأن الحرية اليوم أصبحت فضفاضة بما تكفي لأن يدعيها الكل ..
ولقد قيل لحسان بن ثابت رضي الله عنه : لان شعرك أو هرم شعرك في الإسلام يا ابا الحسام . فقال للقائل : يا ابن اخي ان الإسلام يحجز عن الكذب او يمنع من الكذب وان الشعر يزينه الكذب .
إذن الإسلام يقرّ بالحرية الحقيقية ، ويحارب المزيفة والكاذبة منها
الأبية العراقية نجلاء
تقبلي تحياتي
بهجت عبدالغني
13-07-2010, 05:34 PM
وهذه مقالة تتحدث عن الأدب والحرية
" الأدب الإسلامي والالتزام "
د. نجيب الكيلاني
http://www.balagh.com/mosoa/fonon/nn0rqv88.htm (http://www.balagh.com/mosoa/fonon/nn0rqv88.htm)
د. نجيب الكيلاني
الأدب الإسلامي والالتزام
الالتزام ليس بدعاً في كثير من الآداب العالمية، قديمها وحديثها، حتى أولئك الذين يؤمنون "بنظرية الفن للفن" يعملون في نطاق التزام من نوع معين يرتبط بوجهة نظرهم في الفن، وكل مذهب من مذاهب الفن أو الأدب يتحرك في إطار تصور معين، ويلتزم شكلاً وموضوعاً بقيم خاصة، يحرص عليها أشد الحرص ويدافع عنها في استماتة، فالذين يزعمون أنهم يرفضون الالتزام لأنه قيد على حرية الأديب، ومنافٍ للقيم الفنية والجمالية، يلتزمون _ سواء شعروا بذلك أم لم يشعروا، واعترفوا به أم لم يعترفوا _ بقواعد ومبادئ.
وهناك ما يمكن أن نسميه الالتزام الداخلي أو الذاتي، وهو الوجه الآخر للصدق، فالتعبير عن النفس وما يعتمل فيها، والفكر وما يتفاعل فيه، والخيال ما يضطرهم به، والروح وما ينبثق عنها، كلها أمور خاصة قد تميز أدبياً عن آخر، وتجعل من الإِبداعات _ شكلاً ومضموناً _ تجارب لها صفة الخصوصية، على الرغم من أنها تبدو في إطار النسق العام لهذا اللون الأدبي أو ذلك.
لكن يدور الجدل عادة حول ما يمكن تسميته "بالالتزام الخارجي" إن صح التعبير، ففي كل مجتمع قيود أو نطم تم وضعها لتستقيم الحياة، وتتسق العلاقات، وهي أمور قانونية أو اقتصادية أو أخلاقية، وكثيراً ما يثور حولها الجدل، فقد يرى بعضهم فيها، غمطا لحقوق الإنسان، أو كبتا للحريات، أو جموداً في مجال التطور، وهي على النقيض مما يتصوره واضعوها، والفنان يقف ازاء تلك النظم موقف التأييد، أو موقف الرفض، وقد نرى فريقاً ثالثاً يتحايل على التملص من هذه النظم بأسلوب أو آخر، لكن يظل الالتزام بها هو الموقف السائد أو الغالب، ويكون ذلك الالتزام أشد كلما تصلبت مواقف المصادرة أو المحاكمة أو التنكيل، وهذا أوضح في النظم الدكتاتورية بالذات، حيث يتحول الأديب _ برغم أنفه _ إلى بوق للسلطة التنفيذية، وترجمان لفلسفتها وقناعتها، وهنا تتضاءل حرية الأديب، ويصبح الالتزام ضرباً من الالزام، ولعل هذا هو السبب الذي حدا ببعض النقاد إلى القول بأن الالتزام ينبع من الداخل، والإِلزام يأتي من الخارج، ولكن الأمر يبدو صحيحاً في عمومه، وإن كنا لا نستطيع قبوله على إطلاقه،
لكن ماذا يعني الالتزام في الأدب الإسلامي؟
الالتزام بمعناه الإسلامي الواسع هو "الطاعة".
والطاعة الحقيقة قناعة إيمانية، وفرح في قلب المؤمن، وسلوك مطابق لحقيقة العقيدة وكل ما يتعلق بها، الالتزام إذن عمل، يبدأ بالنية الصادقة، والعزم الذي لا يتزعزع، وينطلق من ممارسات واقعية في مختلف جنبات الحياة، إنه وئام بين الإِنسان ونفسه، وبينه وبين الآخرين، وهو يضم تحت جناحيه قيم الحياة الإسلامية وقوانينها أو أحكامها، وتصورات المؤمن لما يحيط الدنيا بالآخرة، ومرجع ذلك كله هو كتاب الله وسنة نبيه (ص)، والنفس ليست قوة تائهة ضالة، وإن كانت مسرح جهاد دائم، وصراع مستمر، فالصعود دائماً ليس حركة سلبية، والتسامي لا يتحقق دون جهد.
فهل هذا الالتزام داخلي أم خارجي؟
إنه هذا وذاك، بل الأصح أن نقول: إن التصور الإِسلامي، يجعل من الاثنين شيئاً واحداً، إنه الكل في واحد، أو وحدة الصفاء والتآلف والتحاب، فما في نفس المؤمن أو قلبه، ينسكب حباً وعدلاً وهداية، ويضيء جنبات الحياة، وما في الوجود من صور وحياة وكائنات، يتحول عبر التأمل والنظر الفاحص ترجمة صادقة لنعم الله وإبداعه وحكمته، إن منافذ الحواس تتداخل مع بصيرة المؤمن، فتعطي للوجود كماله وروعته، وتؤكد معنى الإِيمان بالله.
والالتزام ليس نقيض الحرية بمعناها الأصيل، إن مفهوم الحرية يختلف من فلسفة إلى أخرى، فالحرية في الدول الشيوعية ترتبط بلقمة العيش، ولا مجال لرأي أو فكر يضاد الفلسفة الماركسية أو يخرج على نظام الدولة، والحرية في أوروبا الغربية وأمريكا وغيرها لها مفهومها في حرية رأس المال، وفي التعبير الفردي مهما أضر بالقيم، أو جانب الطبيعة الإِنسانية السوية، ويبقى الإِنسان مع ذلك مقهوراً تحت وطأة الحياة الآلية، والعزلة القاتلة، والتمزق الاجتماعي، والتسيب الخلقي، ولا بأس أن يتمرد أو يقتل أو ينتحر أو يغرق نفسه في خضم المخدرات والمسكرات والجنس.. فهذا حقه.. أعني حريته..
وفي الإسلام هناك ضوابط لم يخترعها فرد، وموازين لم ينصبها حاكم بمحض فكره وإرادته، إن تلك الضوابط والموازين من صنع الخالق جل وعلا، وهي أحكام ليست مجال تحيز أو افتئات أو نزوات، روعيت فيها طبيعة الإِنسان وإمكاناته وقدراته النفسية والعقلية والبدنية، أحكام لم تنبع من موقف آني سرعان ما يزول، أو ارتبطت بإنسان خاضع لسنة الموت والحياة، أو تصاعدت من رغبة طبقة دون أخرى، أو ارتبطت بقهر الإنسان وتطويعه وإهدار كرامته وإنسانيته، هذه الضوابط والموازين أو الأحكام هي من صنع الخالق الرحيم العادل الذي {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدورُ}(غافر: 19)، وهي في جملتها وحي {إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيّ يُوحَى}(النجم: 4)، والمسلم خاضع لحساب الدنيا _ وفق الحدود والعقوبات الشرعية _ ولحساب الآخرة عند من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
وحرية المسلم في هذا الإِطار، حق القوي والضعيف، والحاكم والمحكوم، والغني والفقير، والمالك والأجير، ولك مطلق الحرية في مالك بشرط أن تكتسبه من حلال، وتنفقه في حلال، وتعطي كل ذي حق حقه {... وآتُوهُم مِّن مِّالِ اللهِ الَّذِي آتاكُم}(النور: 33).
والمعاشرة الجنسية حق في إطار المشروع، والسلطة حق في نطاق العدل الإِلهي، ومراعاة حقوق العباد، والامتلاك حق دون اغتصاب أو استغلال أو جور، والاستمتاع والرفاهية حق دون رذيلة أو وزر أو فساد، وهكذا نستطيع أن نسرد الاحتياجات والطموحات الإنسانية، فنجدها حلالاً طالما لم تهدر حقوق الله أو العباد.
الالتزام في فكر المؤمن وقلبه ليس نقيضاً للحرية، فكيف يكون الالتزام الإِسلامي نقيضاً للحرية وهي جزء منه؟
والالتزام الإسلامي ليس جموداً وتحجراً.
وذلك لأنه التزام بالثوابت والأصول التي لا تتغير أبد الدهر، فالتوحيد عقيدة مستقرة لا تغيير فيها، والعبودية لله صدق وحق، وفروض العبادة لمن وهبك الحياة، وأنعم عليك بمالا يحصى من النعم لا جدال فيها، والشورى أصل من أصول الحكم، والعدل عماده، والصدق أمانة _ كما قال أبو بكر رضي الله عنه _ والكذب خيانة، وهكذا تبقى القيم الخالدة ما بقى الدهر، ويبقى الالتزام بها حفاظاً على الحياة، وحماية لها من الزيغ والفساد والانحراف والظلم والفتن.
الحرية تكون حقيقة عندما يتحرر الإنسان من قيود الخوف وشهوة المال والجسد، وعندما ينطلق من سجن المادة وبطش السلطة، وأطماع الحياة، وعندما ينتصر على الأنانية المريضة، ويفك عن روحه وفكره وجسده حبائل الشيطان.. تلك هي الحرية.
والالتزام _ في نطاق الحرية الإسلامية _ لا يضع قيداً على فكر، ولا يعطل مسيرة أي جهد علمي، ولا يصادر إبداعاً فنياً، إنه تحرير للطاقات الإنسانية كي تؤدي دورها، وتحقق ذاتها، ولا يحد من طبيعة التفاعل الإنساني الخلاق، وإذا كان التفاعل الكيميائي _ بلغة العلم _ له اشتراطاته وضوبطه حتى يتم وينجلي عن مركب جديد، فإن الحرية _ إن صح التعبير _ تحوطها اشتراطات وضوابط تجعلها تفعل فعلها على النحو الأمثل، فيتشكل الإنسان على هيئة كيان معبر عن قيم الحضارة الإسلامية، وبذلك يؤدي دوره الأمثل في الحياة، ويوصل الرسالة الخالدة بالصورة الصحيحة، دون تحريف أو تبديل، ومن ثم يقوم مجتمع متآخ متناغم، ينطبق عليه قول الرسول (ص) "مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
والالتزام الأمثل انبثاق تلقائي من قلب المؤمن وفكره ونفسه، وهو ليس تصوراً هلاميَّا، وهم ينافحون عن الدعوة، ويدفعون هجمات الشرك والوثنية عن رسول الله (ص)، ويسفهون أحلام الجاهلية والضلال، ويرسمون المنهج السليم لحركة الإنسان المؤمن في الحياة.
وعاش حكام المسلمين الأوائل أيضاً في إطار هذا النظام أو هذا الالتزام، كما عاش الجندي في معارك الجهاد، والقاضي على منصة القضاء وصاحب رأس المال وهو ينمي تجارته، أو يطور صناعته، كذلك عاشه الفقيه واللغوي والطبيب والمؤرخ والجغرافي والرياضي وغيرهم.
الالتزام فن وفكر وسلوك وعلم، ومن هذا المنطلق يصبح للأدب رسالة شامخة، وعطاء متجدد، يحقق المتعة والفائدة معاً.
-------------------------
عن مدخل الى الأدب الاسلامي
بهجت عبدالغني
15-07-2010, 09:24 AM
الأستاذ الكريم عبدالصمد
شكراً على تواصلك
مع خالص دعائي
عبدالصمد حسن زيبار
18-07-2010, 10:48 PM
سلام الله
اشكر الأخ الحبيب بهجت الرشيد على طرحه لهذا الموضوع القيم و الشيق
في الحقيقة حتى الذين كتبوا الأدب للأدب دافعوا عن أنفسهم بمجموعة أفكار و تصورات و مفاهيم و هم بهذا خلقوا لإتجاههم فكرة فأصبح أدبهم لفكرة و تصور.
نعم الأديب لا يمثل الإسلام لكنه يمثل تصوره للإسلام و الإسلام هنا كفكرة و تصور للكون و الحياة .
تحياتي
بهجت عبدالغني
27-07-2010, 09:01 PM
الأخ الكريم عبدالله راتب
صحيح .. ليس كل من يكتب من المسلمين يريد أن ينشر الإسلام .. وليس كلهم من ينطلق من رؤية إسلامية ..
لكن السؤال هنا : ما المانع من أن نكتب لنشر الإسلام مثلاً ..
أو أن ندافع عن قضايانا وحقوقنا ؟
أو أن نعبر عن رؤيتنا للحياة والكون والواقع بمظورنا الإسلامي المنبثق من عقيدتنا وقيمنا وأخلاقنا ..
في جعبتي مجموعة من الأعمال الأدبية من هذا النوع .. وهي من الأعمال الناجحة ـ برأيي ـ بامتياز ..
أما قصيدة ليلى الأخيلية التي تقول فيها :
حجاج أنت الذي ما فوقه أحد
إلا الخليفة و المستغفر الصمد
فإني أرى فيها مبدأً وفكرة .. ولكنه مبدأ سخيف ، وفكرة تعيسة ..
... معاً نتواصل ...
بإذن الله تعالى
تحياتي
بهجت عبدالغني
27-07-2010, 09:06 PM
سلام الله
اشكر الأخ الحبيب بهجت الرشيد على طرحه لهذا الموضوع القيم و الشيق
في الحقيقة حتى الذين كتبوا الأدب للأدب دافعوا عن أنفسهم بمجموعة أفكار و تصورات و مفاهيم و هم بهذا خلقوا لإتجاههم فكرة فأصبح أدبهم لفكرة و تصور.
نعم الأديب لا يمثل الإسلام لكنه يمثل تصوره للإسلام و الإسلام هنا كفكرة و تصور للكون و الحياة .
تحياتي
الأخ الحبيب الأستاذ عبدالصمد
نعم .. نحن نرفض قوالباً معينة لنبني لأنفسنا أخرى ..
ليس هناك تجرد كامل ، فلا بد من أن يتأثر الإنسان ببيئته وتربيته ... و ...
الأديب لا يمثل الإسلام لكنه يمثل تصوره للإسلام و الإسلام هنا كفكرة و تصور للكون و الحياة
أوافقك تماماً ..
وشكراً على مرورك من هنا ..
تحياتي
محمد الشحات محمد
27-07-2010, 10:00 PM
إن ماهية الأدب الإسلامي/ الأدب الخاضع لروح الحضارة الإسلامية لا بقوم على الصراع بين العقل و الحس ، و إنما التزاوج/ التكامل ، و يضع في اعتباره المخاطَب(الآخر) بنفس القدْر الذي يهتم فيه بتجربة الذات(الأنا) ، كما يهتم بانسجام المعنى و المبنى و تحولات الخيال التطوّري اللامحدود و لكن في إطار روح الشريعة
لا مانع من الموضوعات و الأغراض و اشكال التعبير ، و الصور و خلافه من تقنياتِ العمل الإبداعي ، بل إن الأغسلام يدعو إلى الابتكار و التجديد و مسايرة الأحداث و تصوّر الحلول الإيجابية دون انتهاك حدود عبودية المخلوق للخالق العظيم ، و الشرائع السماوية
و قدْ كان نبيُّ الإسلام علية الصلة و السلام يراعي ثقافات المُرسل إليه في مراسلاته ، و من هنا يتحقّقُ البيان
أماَّ الاختلافات في الأدب الغربي كانت ناجمة عن الفلسفات المختلفة و التي كانت بطبيعة الحال تختلف باختلاف القيم السائدة من مجتمعٍ لآخر ، و من عصرٍ إلى عصرٍ
و بالتالي فإن فلسفات العقلانيين (أفلاطون و أرسطو) و أدبياتهم كانت تختلف عن فلسفات الرومانسيين (فولتير مثلاً)
لأن الأولى كانت تجعل العقل هو صاحب السيطرة على الوجدان ، فكانت تهتم بالمجموع و تستجهل الفرد ، و من هنا تم الحجر على الإبداع لصالح الحكام .. ، و في الثانية كانت السيطرة للحس الفردي ، فكانت الفوضى
أما في الحضارة الإسلامية يكون الاهتمام بالفرد و المجتمع ، و بنفس القدر بالعقل و الوجدان ، وكذلك التعامل مع كل المتناقضات و الأفكار و التطلعات في إطار ثابت الشرع
عذراً .. لقد شدّني الموضوع ، فشاركتُ بمداخلتي هنا مباشرةً
شكراً جزيلاً لكَ أخي/ بهجت الرشيد
إثارتُكَ هذا الموضوع حتى تستفيق العقول ، و تنطلق عبقرية الوجدان
مع التصورات الذهنية لكل المضامين و الأشكال
تحياتي و تقديري
بهجت عبدالغني
01-08-2010, 08:14 AM
الأستاذ محمد الشحات محمد
أهلاً بك ومرحباً
وشكراً لاهتمامك .. ومداخلتك الثرية
تقبل خالص تحياتي
بهجت عبدالغني
26-04-2011, 05:36 PM
يقول محمد قطب في كتابه ( جاهلية القرن العشرين ) في فصل الفن :
( الفن صورة من الحياة ولا يملك إلا أن يكون كذلك!
…وأصحاب المذاهب((الواقعية)) الذين يتصايحون بأن الفن ينبغى أن يكون للواقع، وأنه لا يوجد شئ يسمى((الفن للفن)) أولئك ما كان لهم أن يتصايحوا! فالفترات ذاتها التى كان يبدوا فيها أن الفن ينشأ من أجل الفن لا من أجل الواقع، كان الفن فيها يعكس صورة((واقعية)) من حياة الناس! فلولا أنهم- لسبب من الأسباب- قد رغبت نفوسهم فى هذا اللون من الفن لما أمكن أن يوجد وأن يروج بين الناس! والرومانتيكية- كمثال- إذا كانت تمثل الهروب من الواقع، والجنوح إلى الخيال المفرط الغريب فليس ذلك لأن الفن فيها كان للفن وإنما لأن الناس فى تلك الفترة من تاريخهم كانوا يحبون الهروب من الواقع، والجنوح إلى الخيال المفرط الغريب !
…ومن ثم يكون الفن فى جميع أحواله صورة من الحياة حتى ولو كان يمثل الهروب من واقع الحياة! )
فتأمل ...
محمد الشحات محمد
19-06-2011, 06:16 AM
موضوع قيم بمضمونه الثري ، و الحواريات التي تدور من خلاله ،
و أسلوب كاتب الموضوع في الطرح ،
و الردود المثيرة و الاستشهادات ..
تحية لكَ أخي/ بهجت الرشيد
و ما زلتُ أتابع بشغف
دمت بخير
ربيحة الرفاعي
20-06-2011, 01:07 AM
سيتحقق الأدب الاسلامي متى حددت الأمة هويتها وأدركت عمقها ووعت لحقيقة ومركز توحدها ، فلا أدب إسلامي ولا عربي يتحقق بمجرد اللغة المستخدمة، وإنما بعطاء أدبي وفكري بمنظور إسلامي ينطلق من فهم عميق لأسس ومنطلقات التركيبة القيمية والفكرية للأمة ، وانطلاقها من قواعد عقدية وأخلاقية تشكلت بأثر التشريع السماوي والنص القرآني في الوعي واللاوعي الاجتماعي ...
فالأمر ليس الكتابة في الاسلام وموضوعاته، وإنما في قضايا الأمة بعمومها إنما من منظور إسلامي ، وبفهم ورؤية عمقها إسلامنا وفكرنا المنطلق عنه ...
موضوع طيب وحوار على هامشه بديع
أبدعت ايها الكريم
دمت بألق
بهجت عبدالغني
23-06-2011, 08:57 PM
موضوع قيم بمضمونه الثري ، و الحواريات التي تدور من خلاله ،
و أسلوب كاتب الموضوع في الطرح ،
و الردود المثيرة و الاستشهادات ..
تحية لكَ أخي/ بهجت الرشيد
و ما زلتُ أتابع بشغف
دمت بخير
ال
أستاذ محمد الشحات محمد
ودمت بألف خير
والموضوع بحاجة إلى مشاركة فاعلة أكثر من قبل الأعضاء
لكني أرى القوم وقد انشغلوا باستراحة والواحة
مع خالص تحياتي
بهجت عبدالغني
23-06-2011, 09:02 PM
سيتحقق الأدب الاسلامي متى حددت الأمة هويتها وأدركت عمقها ووعت لحقيقة ومركز توحدها ، فلا أدب إسلامي ولا عربي يتحقق بمجرد اللغة المستخدمة، وإنما بعطاء أدبي وفكري بمنظور إسلامي ينطلق من فهم عميق لأسس ومنطلقات التركيبة القيمية والفكرية للأمة ، وانطلاقها من قواعد عقدية وأخلاقية تشكلت بأثر التشريع السماوي والنص القرآني في الوعي واللاوعي الاجتماعي ...
فالأمر ليس الكتابة في الاسلام وموضوعاته، وإنما في قضايا الأمة بعمومها إنما من منظور إسلامي ، وبفهم ورؤية عمقها إسلامنا وفكرنا المنطلق عنه ...
الشاعرة المبدعة ربيحة الرفاعي
لقد أجملت القول .. ولخصت الفكرة ..
نعم هذا هو الأدب الإسلامي الذي ننشده
أدب يعيش الواقع برؤية مستمدة من المنهج الإلهي ..
يحمل قيماً .. أخلاقاً .. رسالةً إيجابية
دمت بألف خير .. وتحياتي
خليل حلاوجي
25-07-2011, 12:20 PM
هل الرؤية الاسلامية للكون والانسان والحياة ثابتة
ام متجددة
هل لدى الاديب المسلم ما يقدمه للاخر
هل هناك وجود لنظرية المؤامرة
كيف سيدافع هذا الاديب عن ادبه تجاه من يتآمر علينا_ ان سلمنا بالمؤامرة_ وكيف سينافس النظرية الادبية المرتكزة على فلسفة اللغة وتحولاتها الفلسفية وهي اليوم في غير بلادنا تتجدد وتضع بصمتها آنيا وبشكل متلاحق لايحدها حد زمني
هذه اسئلة جوهرية
انتظرك معها
لنكمل
بهجت عبدالغني
28-07-2011, 08:52 PM
هل الرؤية الاسلامية للكون والانسان والحياة ثابتة
ام متجددة
هل لدى الاديب المسلم ما يقدمه للاخر
هل هناك وجود لنظرية المؤامرة
كيف سيدافع هذا الاديب عن ادبه تجاه من يتآمر علينا_ ان سلمنا بالمؤامرة_ وكيف سينافس النظرية الادبية المرتكزة على فلسفة اللغة وتحولاتها الفلسفية وهي اليوم في غير بلادنا تتجدد وتضع بصمتها آنيا وبشكل متلاحق لايحدها حد زمني
هذه اسئلة جوهرية
انتظرك معها
لنكمل
السؤال الأول : هل الرؤية الاسلامية للكون والانسان والحياة ثابتة ام متجددة ؟
رغم أن السؤال فضفاض ، فما المقصود بالكون والانسان والحياة ؟ أقول هناك ما هو ثابت وما هو متغير ..
فمثلاً الانسان هو ذلك المخلوق الذي خلقه الله تعالى من تراب وأكرمه وأسجد له ملائكته ، وسخر له الكون .. هذا ثابت .. وهو يرتكز في عمق الرؤية الاسلامية ..
فهم هذا الانسان ، تحليله .. دراسته من الناحية البيولوجية والسيكولوجيية .. التعمق في اكتشاف ابعاده وقدراته .. متغير .. وهذا ما تقرّ به الرؤية الاسلامية ..
وإلى السؤال الثاني ..
بهجت عبدالغني
28-07-2011, 08:57 PM
السؤال الثاني : هل لدى الاديب المسلم ما يقدمه للاخر ؟
نعم .. لديه أعظم شيء ..
القرآن .. كلام الله ..
ولكن اسمح لي بأن أصوغ السؤال هكذا :
هل يعي الاديب المسلم ما يمتلكه ، حتى يقدمه للآخرين ؟؟
هل رتب أولوياته بالشكل الصحيح ؟؟
هل فهم الآخر ؟؟
إلى السؤال الثالث ..
بهجت عبدالغني
14-09-2011, 08:14 PM
السؤال الثالث : هل هناك وجود لنظرية المؤامرة ؟
منذ أن وطأت قدما الانسان الارض .. دائماً هناك مؤامرات ..
ولكن هل العيش داخل هذه المؤامرة من صنعنا أو من صنع المتآمر ؟
يجيب الحديث الشريف عن هذا السؤال ، عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل: يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت .
صدقت يا رسول الله ..
د. عدي شتات
16-09-2011, 05:26 AM
الأستاذ الفاضل بهجت رشيد
حياك الله وبارك بك
في البداية اسمح لي بأن أشكرك على هذا الجهد الرائع
وأشيد بأسلوبك الآسر, وطريقتك الموفقة في عرض أفكارك وتصوراتك
سواء من خلال المقال, أو من خلال الردود على أساتذتي الكرام
لفت انتباهي عنوان مقالك على شريط آخر المشاركات, فدخلت لأعرف من حضرتك ما معنى "الأدب الإسلامي", فصدقا لم أجد له معنى ولا مدلولا واضحا, علما بأنني قد بحثت في هذا الأمر كثيرا ولم أجد ضالتي. فبقيت رافضا لهذا المصطلح ولكثير من الأشياء التي يلصق بها مصطلح "إسلامي".
لن أقول لك بأنني قد وجدت ضالتي هنا, حتى لا أدخل إلى أخي الكريم من باب المجاملة, ولكن ودون مجاملة أقول بأنني قرأت هنا عرضا جيدا, وأكثر وضوحا من أغلب ما قرأت, وهذا أمر يستحق الإشادة.
استاذي المبجل:
سأبدأ من أكثر التوصيفات التي ألحق بها مصطلح إسلامي انتشارا ألا وهو: فلان إسلامي..!!
أغلب ظني بأن هذا الوصف لم يكن معروفا قبل نشأة حركة الإخوان المسلمين في مصر مطلع القرن الماضي, فكل إنسان عرف طريق الحق, واعتنق دينه كان يسمى مسلما حتى وإن كان عاصيا. ولم تكن المجتمعات المسلمة منقسمة بين إسلامي وغير إسلامي. فهل إلحاق مصطلح إسلامي بشخص تعني بالضرورة أن المحروم منها كافر؟
إن صح الوصف, وثبت كفر من لا يوسم بالإسلامي, حينها سيجد مصطلح أدب إسلامي مكانا له في معاجم اللغة, وكتبها.. أما إن كان الجواب نفي الكفر عمن لا يوسم بإسلامي فاسمح لي بأن أقول لك بأن هذا المصطلح وكل ما بني عليه من قراءات ودراسات ونظريات يجب أن يطوى إلى الأبد.
الأدب الإسلامي حسب ما أرى, ويشاطرني الرأي الكثير من دارسي الأدب ومنظريه وممارسيه: هو كل حرف خطه مسلم في أي مكان وأي زمان بغض النظر عن المضمون. أما المضامين التي حددتها في مقالك لما أسميته أدبا إسلاميا فيجدر بنا أن نبحث لها عن مسميات أخرى تتناسب معها ولا تثير فتنة بين البعض, أو تثير حفيظة البعض الآخر. في ما مضى كنا نسمع عن المديح الديني, أو المديح النبوي وهي قصائد خطت من الكرام في مدح حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم, وفي تبيان العقيدة الإسلامية, وذكر مناقب الصالحين, ولا تخلو من أمر بمعروف ونهي عن منكر.
نستطيع يا أستاذي أن ننطلق من هنا لنضع للأدب "الديني" مصطلحا دقيقا, وتعاريف دقيقة لا يأتيها الباطل من أي جهة.
وحتى لو اتفقت معك على صحة التسمية, فمن المؤكد أنني سأختلف معك في تصنيف الأدباء, وتصنيف أعمالهم. فالدين كما تعلم لا ينحصر في عقائد وتعاليم, ولا في أشخاص مكرمين, وإنما هو أوسع بكثير من هذا.
إن كل نص كتب نصرة لحق مسلوب هو نص إسلامي, وكل نص دعا لفضيلة هو نص إسلامي, وكل نص نهى عن منكر هو نص إسلامي, وكل نص بذر بذرة خير في قلب إنسان هو نص إسلامي ...إلخ
وهنا سيتناقض طرحي مع طرح حضرتك, وأناقض نفسي أيضا, فكم من نص كتبه مسيحي أو بوذي أو حتى ملحد زخر بالدعوة للفضيلة, ونصرة الحق ...ووو..؟
يا أستاذي: للمسيحيين أدب مسيحي, ويسمونه بهذا الاسم, لكن شتان بين المسيحيين وأمة الإسلام. فالمسيحية لم تكن في يوم من الأيام أمة, ولن تكون. والمسيحية تفصل بين الدين والدنيا, لهذا صنفوا الأدب الدنيوي تصنيفا قطريا, وفي بعض الأحيان لغويا وصنفوا الأدب الديني تصنيفا مسيحيا. أما نحن فلا انفصام بين ديننا ودنيانا, والأجر نحصله من العبادات, ومن غيرها. وقبل هذا وذاك نحن أمة واحدة, خلقها الله لتتحد ليس فقط روحيا وإنما جغرافيا تحت مسمى الدولة الإسلامية أو الخلافة, وكل مواطن في هذه الدولة مسلم (لا سوري ولا كوري).
إذا كان أستاذي لا يعلم الوقع السيء لهذا المصطلح على كل أديب مسلم, فما عليه إلا أن يجري استفتاء ليرى ما يفعله في النفوس وهذا أمر بديهي لأننا وللأسف الشديد لا نمنح لقب إسلامي إلا لأعضاء في جماعات وأحزاب ما يعرف بالإسلام السياسي. فهل يتوجب علي وعليك وعلى كل أديب مسلم أن ينتمي إلى الأحزاب (وإن كان ممن يؤمنون بأن التحزب حرام) حتى يشهد له ولأدبه بالصلاح والتقوى؟
هذا السؤال يا أستاذي أدمى قلوب كثيرين ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه, وقضوا حياتهم مجاهدين منافحين عن هذا الدين, وهذه الأمة, وعن قضايانا الأساسية التي انشغل عنها عدد لا بأس به ممن وشموا بوشم إسلامي, وظنوا بأن القدس تقع خلف جبال الأورال. أفلم يحن الوقت لوضع حد لهذه الفتنة؟
أستاذي الحبيب
اعذر تطاولي, وطول ما خطت يداي
ولكنها غصة في قلوب إخوان لك ربما لمستها من خلال من حاورك هنا
وهو في الأول والأخير مجرد رأي
لم أستطع أن أحتفظ به لنفسي
حياك الله وبارك بك
محبتي وتقديري
خليل حلاوجي
17-09-2011, 12:30 PM
الانسان وعقله يظن انه المتعال على الحقيقة
والقرآن فضح هذه الاشكالية ووقانا مؤونة البحث العلمي
الانسان يقترب بين حدي الملائكية والشيطنة مابين حدي الفجور والتقوى
لم يستوعب الادب ذلك الدرس البليغ
وهذه حجة الله البالغة
مودتي للجميع
بهجت عبدالغني
18-09-2011, 08:12 PM
الدكتور الشاعر عدي شتات
حياك الله وحفظك وبارك فيك
وشكراً على هذا الطرح الجميل والجريء ..
والحقيقة .. يعجبني مثل هذه الاطروحات القوية ..
وسأكون معك إن شاء الله للحوار ..
تقبل تحياتي
بهجت عبدالغني
16-10-2011, 07:29 PM
الدكتور عدي شتات
حياك الله ووفقك ..
أولاً : لست صاحب المقال ، وإنما هو لأستاذنا الدكتور عماد الدين خليل ..
........................
بعد غياب الدولة الإسلامية بسقوط الخلافة العثمانية ، وظهور تيارات فكرية وعقدية ، ظهرت الحركة الإسلامية كذلك ..
ومع هذه التيارات المختلفة ظهر الأدب الذي يعبر عن شخصية كل تيار وعقيدة ، فتقرأ أدباً علمانياً وشيوعياً وليبرالياً وحداثياً .. الخ ، ضمن قائمة الأدب المعروضة في الساحة ..
وهنا ـ وبشكل طبيعي ـ ظهر أدب إسلامي في مواجهة أدب هذه التيارات المتنوعة ، ظهر ليقدم رؤيته للكون والحياة والإنسان ..
هكذا ظهر مصطلح ( الأدب الإسلامي ) ..
أما عن مسألة إيمان وكفر الأديب ، فلسنا هنا نناقش هذا الأمر .. وإنما الحديث هنا عن ( الأدب ) نفسه ..
فالأدب الإسلامي هو الذي ينطلق من قواعد الإسلام وضوابطه يلتزم ثوابته ويتخلق بأخلاقه ..
أما ما عدا ذلك فلا يمكن وصفه بالإسلامي ، وان كان كاتبه مسلماً ..
فالمسلم قد ينتج أدباً إسلامياً أو ينتج أدباً آخر ..
فخذ مثلاً ابن رشد الحفيد الفقيه الفيلسوف ، مع جلالة قدره وعلمه وفقهه ، فإن فلسفته كانت متأثرة بأفكار أرسطو ، ويعدّ من أعظم شراحه وتلاميذه ، وهو الذي ردّ على الإمام الغزالي في كتابه ( تهافت التهافت ) ، فهل يعني هذا أن ابن رشد ليس مسلماً .. بالطبع هو مسلم .. وإنما فلسفته ليست إسلامية ، فظن أن ما قاله أرسطو كان مبنياً على براهين عقلية قاطعة فجاء إلى النصوص الإسلامية فأولها تأويلاً يوافق أقوال أرسطو ، ولم يعلم أن أقواله في الإلهيات مجرد خيالات .
فالكلام هنا عن إسلامية الأدب ومدى قربه من الإسلام أو بعده عنه .. وليس عن إسلام الأديب أو كفره ..
وقد ذكر الأخ الكريم عبدالله راتب نفاخ في أحدى مداخلاته احمد شوقي مثلاً ، قائلاً :
( خذ مثلاً أحمد شوقي ..... هو أمير الشعراء و لم يكن له اتجاه فكري أو سياسي محدد ، و إن حسبته على الإسلام الذي كان مؤمناً به و متحمساً له .... فما تقول في خمرياته و غزلياته الصريحة و مدحه للإنجليز غزاة بلاده و هجوه لعرابي ؟؟ )..
فأقول احمد شوقي مسلم .. ولكن ليس بالضرورة أن كل ما أنتجه يعدّ إسلامياً .. فتأمل ..
ويجب التنبيه إلى أن الأدب الإسلامي ليس هو الإسلام نفسه ، ولا يحمل عصمته ، بل هو فعل بشري يحمل بين ثناياه ثنائية الصواب والخطأ ، والأديب يقترب أو يبتعد في رؤيته عن الإسلام ، وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما مسألة المهاترات الحزبية ، وتوزيع الألقاب على الناس على خليفة انتماءاتهم ، فليس هذا مما نقبله ، بل نرفضه ، فالإسلام ليس حكراً على أحد ، بل هو للعالمين ..
وأرى أننا لا نختلف في ( مضمون ) الأدب الإسلامي .. بل الإشكالية في التسمية ..
ومثل ما يقول علماء الأصول .. لا مشاحة في الاصطلاح ..
إلا إذا كان لك رأي آخر ..
عبدالصمد حسن زيبار
17-10-2011, 10:51 PM
الأستاذ الفاضل بهجت رشيد
حياك الله وبارك بك
.....
سأبدأ من أكثر التوصيفات التي ألحق بها مصطلح إسلامي انتشارا ألا وهو: فلان إسلامي..!!
أغلب ظني بأن هذا الوصف لم يكن معروفا قبل نشأة حركة الإخوان المسلمين في مصر مطلع القرن الماضي, فكل إنسان عرف طريق الحق, واعتنق دينه كان يسمى مسلما حتى وإن كان عاصيا. ولم تكن المجتمعات المسلمة منقسمة بين إسلامي وغير إسلامي. فهل إلحاق مصطلح إسلامي بشخص تعني بالضرورة أن المحروم منها كافر؟
....
سلام الله
في خزانة كتب التراث نجد كتابا إسمه :مقالات الإسلاميين من تأليف الشيخ الإمام أبو الحسن الاشعري المتوفي عام 330 هـ و منه فإن الوصف ليس وليد اليوم و لا جماعة الاخوان بمصر ...
أما السؤال : فهل إلحاق مصطلح إسلامي بشخص تعني بالضرورة أن المحروم منها كافر؟ فقطعا لا و هو ليس بالسؤال البريء ...
لأنني لم أجد من قال بهذا الإدعاء من المنتسبيت لوصف : إسلامي.
تحياتي
بهجت عبدالغني
31-03-2012, 09:37 PM
سلام الله
في خزانة كتب التراث نجد كتابا إسمه :مقالات الإسلاميين من تأليف الشيخ الإمام أبو الحسن الاشعري المتوفي عام 330 هـ و منه فإن الوصف ليس وليد اليوم و لا جماعة الاخوان بمصر ...
أما السؤال : فهل إلحاق مصطلح إسلامي بشخص تعني بالضرورة أن المحروم منها كافر؟ فقطعا لا و هو ليس بالسؤال البريء ...
لأنني لم أجد من قال بهذا الإدعاء من المنتسبيت لوصف : إسلامي.
تحياتي
الأستاذ اللبيب والأخ الحبيب عبدالصمد
شكراً على هذه المداخلة
التي أثرت الموضوع ..
تحيات قلب محب ..
بهجت عبدالغني
15-04-2012, 02:44 PM
يقول الدكتور وليد القصاب في مقالته ( الأدب الإسلامي في إطار البدهيات الشرعية والواقعية ) عن انتماء الأدب :
( وأمَّا من الناحيةِ الواقعية: فإنَّ الواقعَ يشهدُ - في القديمِ وفي الحديث - أنَّ الأدبَ كان دائمًا في دائرةِ التصنيف بأشكالٍ مختلفة وتسميات متعدِّدة؛ قُسِّم الأدبُ بحسب لغتِه، وبحسب بيئتِه، وبحسب عصرِه، وبحسب مذهبِه الفني، وقُسِّم - وهو كثير جدًّا - بحسب الدِّين السَّماوي الذي صدر عنه، أو الإيديولوجيا البشرية التي أفرزته؛ فعرف تاريخُ الأدبِ - في القديمِ والحديث - الأدبَ اليهودي، والأدبَ العبري، والأدبَ المسيحي، وعرف الأدبَ الصهيوني، والأدبَ الماركسي، والأدبَ الوجودي، وأدبَ الواقعيةِ الاشتراكية، وعرف غير هذا وذاك من التصنيفاتِ العقدية والفكرية، وفي كلٍّ من ذلك عشراتُ البحوثِ والدراسات.
بل إنَّ الأدبَ - بعيدًا عن هذه التقسيماتِ الدينية والإيديولوجية التي ذكرنا بعضًا منها - كان دائمًا - مَهْمَا حملَ من تسمياتٍ فنية أو شكلية - نتاجًا من نتاجاتِ الدِّين والإيديولوجيا، وإفرازًا من إفرازاتِهما، كما بيَّنا ذلك في مقالٍ سابق.
لا يُعرف أدبٌ لا يصدر عن نظرةٍ دينية، أو فلسفية، أو عقدية للكونِ والإنسان والحياة، لا يُعرف أدبٌ حيادي، الأدب كان دائمًا وسيبقى منحازًا إلى الفكرِ الذي أنتجه، وهو - حتى في اتجاهاتِه المغرقة في الشكليةِ الشائعة الآن في أدبِ الحداثة وما بعدها - منغمسٌ في الإيديولوجيا حتى قمة رأسِه، لم يتحرَّرْ أبدًا من قبضتِها، أو يخرج يومًا من إسارِها ) .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir