المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تُجيبوا دعوة القدس - أحمد مطر



عبدالصمد حسن زيبار
27-03-2010, 04:56 PM
رسالة أحمد مطر إلى القمة العربية


لا تُجيبوا دعوة القدس
أحمد مطر



ارفعوا أقلامَكمْ عنها قليلا
واملأوا أفواهكم صمتاً طويلا
لا تُجيبوا دعوةَ القدسِ
وَلَوْ بالهَمْسِ
كي لا تسلبوا أطفالها الموت النَّبيلا !
دُونَكم هذي الفَضائيّاتُ
فاستَوْفوا بها (غادَرَ أوعادَ)
وبُوسوا بَعْضَكُمْ
وارتشفوا قالاً وقيلا
ثُمَّ عُودوا..
وَاتركوا القُدسَ لمولاها
فما أَعظَم بَلْواها
إذا فَرَّتْ مِنَ الباغي
لِكَيْ تلقى الوكيلا !

* * *

طَفَحَ الكَيْلُ
وَقدْ آنْ لَكُمْ
أَنْ تسَمعوا قولا ًثقيلا:
نَحنُ لا نَجهلُ منْ أَنتُم
غَسلناكُمْ جميعا
وَعَصر ناكُمْ
وَجَفَّفنا الغسيلا
إِنَّنا لَسْنا نَرى مُغتصِبَ القُدْسِ
يهوديّاً دخيلا
فَهْو لَمْ يَقْطَعْ لنا شبراً مِنَ الأَوْطانِ
لو لَمْ تقطعوا من دُونِهِ عَنَّا السَّبيلا
أَنتُمُ الأَعداءُ
يا مَنْ قد نَزعْتُمْ صِفَةَ الإنسان
مِنْ أَعماقِنا جيلاً فَجيلا
واغتصبتُمْ أرضَنا مِنَّا
وكُنْتُمْ نِصفَ قَرْنٍ
لبلادِ العُرْبِ مُحتلاً أصيلا
أنتُمُ الأَعداءُ
يا شُجعانَ سِلْمٍ
زَوَّجوا الظُّلْمَ بظُلْمٍ
وَبَنَوا للوَطَنِ المُحتلِّ عِشرينَ مثيلا !

* * *

أَتعُدُّونَ لنا مؤتمراً !
كَلاَّ
كَفى
شكرأً جزيلا
لا البياناتُ سَتَبْني بَيْنَنا جِسراً
ولا فَتْلُ الإداناتِ سَيُجديكمْ فتيلا
نَحنُ لا نَشْري صراخأً بالصَّواريخِ
ولا نَبتاعُ بالسَّيفِ صَليلا
نَحنُ لاُنبدِلُ بالفُرسانِ أقناناً
ولا نُبْدِلُ بالخَيْلِ صَهيلا
نَحنُ نرجو كلَّ من فيهِ بَقايا خَجلٍ
أَنْ يَستقيلا
نَحْنُ لا نَسْأَلكُمْ إلاّ الرَّحيلا
وَعلى رَغْم القباحاتِ التي خَلَّفتُموها
سَوْفَ لن ننسى لَكُمْ هذا الجميلا !

* * *

ارحَلوا...
أمْ تَحسبونَ اللهَ
لم يَخلقْ لنا عَنْكُمْ بَديلا ؟!
أَيُّ إعجازٍ لَديكُمْ ؟
هل مِنَ الصَّعبِ على أيِّ امرئٍ
أن يَلبسَ العارَ
وأنْ يُصيحَ للغربِ عَميلا ؟!
أَيُّ إنجازٍ لَديكُمْ ؟
هل من الصَّعبِ على القِرْدِ
إذا ما مَلكَ المِدْفَعَ
أن يَقْتلَ فِيلا ؟ !
ما افتخارُ اللِّص بالسَّلبِ
وما مِيزَهُ من يَلبُدُ بالدَّربِ
ليغتَال القَتيلا ؟!

* * *

احمِلوا أَسْلِحَةَ الذُّلِّ وولُّوا
لتَرَوا
كيفَ نُحيلُ الذُّلَّ بالأحجار عِزّاً
وَنُذِلُّ المستحيلا

عبدالصمد حسن زيبار
27-03-2010, 04:57 PM
انقرضوا

احمد مطر





غاصَ فينا السيفُ

حتّى غصَّ فينـا المِقبَضُ

غصّ فينا المِقبَضُ

غصَّ فينا .

يُولَـدُ النّاسُ

فيبكونَ لدى الميـلادِ حينا

ثُمّ يَحْبـونَ على الأطـرافِ حينا

ثُمَّ يَمشـونَ

وَيمشـونَ ..

إلى أنْ يَنقَضـوا .

غيرَ أنّـا مُنـذُ أن نُولَـدَ

نأتـي نَركُضُ

وإلى المَدْفَـنِ نبقى نَركُضُ

وخُطـى الشُّرطَـةِ

مِـنْ خَلْفِ خُطانا تَركُضُ !

يُعْـدَمُ المُنتَفِضُ

يُعـدمُ المُعتَرِضُ

يُعـدمُ المُمتَعِضُ

يُعـدَمُ الكاتِبُ والقارئُ

والنّاطِـقُ والسّامِـعُ

والواعظُ والمُتَّعِظُ !

**

حسَناً يا أيُّها الحُكّامُ

لا تَمتعِضـوا .

حَسَناً .. أنتُـم ضحايانا

وَنحـنُ المُجْـرِمُ المُفتَرَضُ !

حسَناً ..

ها قـدْ جَلَستُمْ فوقَنا

عِشريـنَ عامـاً

وَبَلعتُم نِفطَنا حتّى انفَتقتُمْ

وَشَرِبتُـمْ دَمَنـا حتى سكِرتُمْ

وأَخذتُم ثأرَكُـمْ حتى شَبِعتُمْ

أَفَما آنَ لكُمْ أنْ تنهَضـوا ؟!

قد دَعَوْنـا ربَّنـا أنْ تَمرُضـوا

فَتشا فيتُمْ

ومِـنْ رؤيا كُـم اعتـلَّ وماتَ المَرضُ !

ودعَونـا أن تموتوا

فإذا بالموتِ من رؤيتِكم مَيْـتٌ

وحتّى قابِضُ الأرواحِ

مِنْ أرواحِكُـمْ مُنقَبِضُ !

وهَرَبْنا نحـوَ بيتِ اللهِ منكُمْ

فإذا في البيتِ .. بيتٌ أبيضُ !

وإذا آخِـرُ دعوانـا ..سِلاحٌ أبيضُ !

**

هَـدّنا اليأسُ،

وفاتَ الغَرَضُ

لمْ يَعُـدْ مِن أمَـلٍ يُرجى سِواكُـمْ !

أيُّهـا الحُكـامُ باللهِ عليكُـمْ

أقرِضـوا اللهَ لوجـهِ اللهِ

قرضـاً حسَناً

.. وانقَرِضـوا !